❞ العجل والبقرة
لقد بدأ أول ارتباط رسمي للولايات المتحدة بالقضية الفلسطينية سنة 1917 حين زارها اللود بلفور و التقى برئيسها ولسون وودرو، ومستشاره لويس براندايس الذي كان يهوديا صهيونيا، وقد أكد حينها لضيفه أن الرئيس ينظر بعين الموافقة لأن تكون فلسطين تحت الحماية البريطانية، وأنه يؤيد الأفكار الصهيونية.
حضرت أمريكا مؤتمر الصلح في باريس شهر يناير 1919 ممثلة برئيسها، و من بين ما تمخض عنه المؤتمر، إضافة إلى تأسيس عصبة الأمم، تشكيل لجنة أمريكية عرفت بإسم لجنة كنغ1 ـ كراين2 التي زارت فلسطين و سوريا و لبنان و اسطمبول ثم سافرت إلى أوربا وعادت بتقرير مفصل إلى الرئيس الأمريكي شككت من خلاله في جدوى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، لكنها أكدت فيه على ضرورة فرض الإنتداب البريطاني.
قوبل الإنتداب البريطاني برفض عربي عنيف، و من الجهة المقابلة أنشأ الصهاينة سنة 1929 الوكالة اليهودية في فلسطين و التي لم تكترث بسياسة التريث البريطاني التي تدفعها الخشية من تأثير الدعم الصريح للصهيونية على علاقات المملكة المتحدة مع حكام الدول العربية الناشئة، وعلى استمرارية وجودها في مصر و تحديدا في قناة السويس.
تواصل الجموح الصهيوني و المقاومة العربية، فاندلعت الثورة أوائل عام خمسة وثلاثين بقيادة الشيخ عز الدين القسام الذي اتخذ لها شعارا \" و إنه لجهاد، نصر أو استشهاد \" و استطاع أمين الحسيني أن يؤسس في السادس من أفريل سنة ستة وثلاثين اللجنة العربية العليا التي ضمت جميع الأحزاب الفلسطينية، و دعت إلى إضراب شامل حتى تحقيق مطالبها: وقف الهجرة اليهودية، منع انتقال الأراضي إلى اليهود و تشكيل حكومة وطنية، فأرسلت بريطانيا لجنة لتقصي الحقائق و تهدئة الأوضاع.
وجّه عاهل السعودية الملك عبد العزيز آل سعود، نيابة عن الحكام العرب، برقية إلى اللجنة العربية العليا في أكتوبر 1936 تدعوهم إلى \"الإخلاد للسكينة حقنا للدماء، اعتمادا على حسن نوايا الصديقة بريطانيا ورغبتها المعلنة في تحقيق العدل\" استجابت القيادة الفلسطينية، وتوقف الإضراب تزامنا مع قدوم اللجنة الملكية التي باشرت عملها في القدس.
استمعت لجنة بيل إلى إفادات الشهود في جلسات عامة وخاصة، اقترحت بعدها تقسيم فلسطين إلى إقليم تحت الانتداب البريطاني يضم القدس وبيت لحم، ودولة يهودية في الجليل، والجزء الأكبر من السواحل الغربية، على أن يتحد باقي فلسطين مع شرق الأردن ويكونان دولة عربية. لكن اللجنة العربية العليا عقدت مؤتمرا في سوريا سنة سبعة وثلاثين حضره أربعمئة مندوب قرروا أن فلسطين مكوّن من الوطن العربي لا يمكن التنازل عن أي جزء منها، وقال المؤتمر إن على بريطانيا أن تختار بين صداقة العرب وصداقة اليهود، ولاح في الأفق أن المشكلة لن تحل بالطرق السياسية التي لم تكن أبدا في صالح العرب، و أن صراعا محتوما سيحدد مصير الأرض المقدسة على الرغم من التباين في حجم الإمكانات و مصادر الدعم.
أصدرت بريطانيا قرارا بحلّ اللجنة العربية العليا وبدأت ملاحقة رئيسها وأعضائها، ففرّ الحسيني إلى لبنان، ثم سلك طريقا خطرا إلى ألمانيا حيث التقى بالفوهرر يبحث عنده عن دعم لم يجده أبدا. شكّل مجلس الوزراء البريطاني مطلع سنة ثمانية وثلاثين لجنة جديدة برئاسة جون وودهيد لمراجعة خطة التقسيم التي اقترحت إعطاء الدولة اليهودية جميع منطقة الجليل والسهل الساحلي الغربي باستثناء منطقة يافا التي ستبقى مع القدس وبيت لحم والناصرة تحت الانتداب البريطاني، وحددت مساحة هاتين المنطقتين بدقة، بينما تركت الباقي المخصص للعرب دون تحديد واعترفت اللجنة أيضا بأن توصياتها لا تكفي لمواجهة أسباب الثورة، فدعت إلى عدم التردد في فرض الحكم العسكري وانتهاج العنف سبيلا في حال تجدّدها.
عاد العرب إلى ثورتهم و ردّ الإنجليز بالعنف الشديد، و استغل اليهود الوضع فهاجموا القرويين العزّل و يعملون فيهم قتلا وتنكيلا حتى اضطرّت بريطانيا لتصدر كتـابا أبيضا آخرا سنة تسعة وثلاثين. ورأت هذه المرة أن اتساع الدولة اليهودية دون ضوابط سيعني \"الحكم بالقوة\" ولذلك فإنها قررت ألا تسمح بقبول المزيد من المهاجرين إلا إذا قبل العرب بذلك، و حدّدت حجم الهجرة بخمسة و سبعين ألف مهاجــر خلال خمسة سـنوات، ما يجعل عـدد اليهود يبلغ ثلث الســكان. وبعد نهاية السـنوات الخمس، لن يُسمَح بالمزيد من الهجرة في حال أصرّ العرب على الرفض. ردت الحركة الصهيونية بعقد مؤتمر بفندق بالتيمور في نيويورك قررت فيه توجيه التعامل مع بريطانيا إلى الولايات المتحدة!
وصل حزب العمال إلى سدة الحكم سنة خمسة وأربعين، و شكّل مجلس الوزراء لجنة جديدة لبحث سياسة الحكومة في فلسطين، فأصدرت تقريرا أرسلت نسخة منه إلى الرئيس الأمريكي هاري ترومان الذي كان واقعا تحت تأثير صديقه المقرب و شريكه الصهيوني إيلي جاكسون الذي مول حملته الانتخابية بمليوني دولار من أمال المنظمة الصهيونية، فتجاهل ما جاء فيه و طالب الحكومة البريطانية بفتح أبواب فلسطين أمام مائة ألف مهاجر. و بقطع النظر عن أموال الحملة، كان الجنرال باتريك هيرلي وزير الحرب السابق قد كتب تقريرا للبيت الأبيض سنة ثلاثة وأربعين بعد لقائه مع ديفيد بن غوريون في فسطين جاء فيه:\" إن المنظمة الصهيونية قد التزمت ببرنامج موسّع طويل الامد يتضمّن إقامة دولة يهودية مستقله تضم فلسطين وربما شرق الاردن بعد ذلك، ثم نقل العرب من فلسطين الى العراق في نهاية الامر، إضافة إلى قيادة يهودية لكل الشرق الاوسط في مجالي الاقتصاد وضبط الامن\"
طلبت الحكومة البريطانية لجنة مشتركة تشكلت من ستة أعضاء إنجليز و ستة أمريكيين. دعمت اللجنة مطلب الرئيس بهجرة مائة ألف يهودي و أوصت بالدفع نحو إقامة دولة فيدرالية تحت وصاية الأمم المتحدة، فأصدر ترومان خطابا كتبه له مستشاره اليهودي الصهيوني ديفيد نايلز رحّب فيه بتوصية اللجنة بزيادة الهجرة و تجاهل ما سواها من توصيات ثم أصدر بيانا في الرابع من أكتوبر ستة وأربعين قال فيه: \"إن الرأي العام الأمريكي يؤيد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين\" وأبدى استعداد بلاده للمساعدة، ما شجّع العصابات الصهيونية، التي أنشأتها بريطانيا، على مزيد من التطرف فلم تعد تتورع في ضرب مصالحها و قتل جنودها حتى رمت المنشفة سنة سبعة وأربعين.. ❝ ⏤معمري محمد عصام
❞ العجل والبقرة
لقد بدأ أول ارتباط رسمي للولايات المتحدة بالقضية الفلسطينية سنة 1917 حين زارها اللود بلفور و التقى برئيسها ولسون وودرو، ومستشاره لويس براندايس الذي كان يهوديا صهيونيا، وقد أكد حينها لضيفه أن الرئيس ينظر بعين الموافقة لأن تكون فلسطين تحت الحماية البريطانية، وأنه يؤيد الأفكار الصهيونية.
حضرت أمريكا مؤتمر الصلح في باريس شهر يناير 1919 ممثلة برئيسها، و من بين ما تمخض عنه المؤتمر، إضافة إلى تأسيس عصبة الأمم، تشكيل لجنة أمريكية عرفت بإسم لجنة كنغ1 ـ كراين2 التي زارت فلسطين و سوريا و لبنان و اسطمبول ثم سافرت إلى أوربا وعادت بتقرير مفصل إلى الرئيس الأمريكي شككت من خلاله في جدوى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، لكنها أكدت فيه على ضرورة فرض الإنتداب البريطاني.
قوبل الإنتداب البريطاني برفض عربي عنيف، و من الجهة المقابلة أنشأ الصهاينة سنة 1929 الوكالة اليهودية في فلسطين و التي لم تكترث بسياسة التريث البريطاني التي تدفعها الخشية من تأثير الدعم الصريح للصهيونية على علاقات المملكة المتحدة مع حكام الدول العربية الناشئة، وعلى استمرارية وجودها في مصر و تحديدا في قناة السويس.
تواصل الجموح الصهيوني و المقاومة العربية، فاندلعت الثورة أوائل عام خمسة وثلاثين بقيادة الشيخ عز الدين القسام الذي اتخذ لها شعارا ˝ و إنه لجهاد، نصر أو استشهاد ˝ و استطاع أمين الحسيني أن يؤسس في السادس من أفريل سنة ستة وثلاثين اللجنة العربية العليا التي ضمت جميع الأحزاب الفلسطينية، و دعت إلى إضراب شامل حتى تحقيق مطالبها: وقف الهجرة اليهودية، منع انتقال الأراضي إلى اليهود و تشكيل حكومة وطنية، فأرسلت بريطانيا لجنة لتقصي الحقائق و تهدئة الأوضاع.
وجّه عاهل السعودية الملك عبد العزيز آل سعود، نيابة عن الحكام العرب، برقية إلى اللجنة العربية العليا في أكتوبر 1936 تدعوهم إلى ˝الإخلاد للسكينة حقنا للدماء، اعتمادا على حسن نوايا الصديقة بريطانيا ورغبتها المعلنة في تحقيق العدل˝ استجابت القيادة الفلسطينية، وتوقف الإضراب تزامنا مع قدوم اللجنة الملكية التي باشرت عملها في القدس.
استمعت لجنة بيل إلى إفادات الشهود في جلسات عامة وخاصة، اقترحت بعدها تقسيم فلسطين إلى إقليم تحت الانتداب البريطاني يضم القدس وبيت لحم، ودولة يهودية في الجليل، والجزء الأكبر من السواحل الغربية، على أن يتحد باقي فلسطين مع شرق الأردن ويكونان دولة عربية. لكن اللجنة العربية العليا عقدت مؤتمرا في سوريا سنة سبعة وثلاثين حضره أربعمئة مندوب قرروا أن فلسطين مكوّن من الوطن العربي لا يمكن التنازل عن أي جزء منها، وقال المؤتمر إن على بريطانيا أن تختار بين صداقة العرب وصداقة اليهود، ولاح في الأفق أن المشكلة لن تحل بالطرق السياسية التي لم تكن أبدا في صالح العرب، و أن صراعا محتوما سيحدد مصير الأرض المقدسة على الرغم من التباين في حجم الإمكانات و مصادر الدعم.
أصدرت بريطانيا قرارا بحلّ اللجنة العربية العليا وبدأت ملاحقة رئيسها وأعضائها، ففرّ الحسيني إلى لبنان، ثم سلك طريقا خطرا إلى ألمانيا حيث التقى بالفوهرر يبحث عنده عن دعم لم يجده أبدا. شكّل مجلس الوزراء البريطاني مطلع سنة ثمانية وثلاثين لجنة جديدة برئاسة جون وودهيد لمراجعة خطة التقسيم التي اقترحت إعطاء الدولة اليهودية جميع منطقة الجليل والسهل الساحلي الغربي باستثناء منطقة يافا التي ستبقى مع القدس وبيت لحم والناصرة تحت الانتداب البريطاني، وحددت مساحة هاتين المنطقتين بدقة، بينما تركت الباقي المخصص للعرب دون تحديد واعترفت اللجنة أيضا بأن توصياتها لا تكفي لمواجهة أسباب الثورة، فدعت إلى عدم التردد في فرض الحكم العسكري وانتهاج العنف سبيلا في حال تجدّدها.
عاد العرب إلى ثورتهم و ردّ الإنجليز بالعنف الشديد، و استغل اليهود الوضع فهاجموا القرويين العزّل و يعملون فيهم قتلا وتنكيلا حتى اضطرّت بريطانيا لتصدر كتـابا أبيضا آخرا سنة تسعة وثلاثين. ورأت هذه المرة أن اتساع الدولة اليهودية دون ضوابط سيعني ˝الحكم بالقوة˝ ولذلك فإنها قررت ألا تسمح بقبول المزيد من المهاجرين إلا إذا قبل العرب بذلك، و حدّدت حجم الهجرة بخمسة و سبعين ألف مهاجــر خلال خمسة سـنوات، ما يجعل عـدد اليهود يبلغ ثلث الســكان. وبعد نهاية السـنوات الخمس، لن يُسمَح بالمزيد من الهجرة في حال أصرّ العرب على الرفض. ردت الحركة الصهيونية بعقد مؤتمر بفندق بالتيمور في نيويورك قررت فيه توجيه التعامل مع بريطانيا إلى الولايات المتحدة!
وصل حزب العمال إلى سدة الحكم سنة خمسة وأربعين، و شكّل مجلس الوزراء لجنة جديدة لبحث سياسة الحكومة في فلسطين، فأصدرت تقريرا أرسلت نسخة منه إلى الرئيس الأمريكي هاري ترومان الذي كان واقعا تحت تأثير صديقه المقرب و شريكه الصهيوني إيلي جاكسون الذي مول حملته الانتخابية بمليوني دولار من أمال المنظمة الصهيونية، فتجاهل ما جاء فيه و طالب الحكومة البريطانية بفتح أبواب فلسطين أمام مائة ألف مهاجر. و بقطع النظر عن أموال الحملة، كان الجنرال باتريك هيرلي وزير الحرب السابق قد كتب تقريرا للبيت الأبيض سنة ثلاثة وأربعين بعد لقائه مع ديفيد بن غوريون في فسطين جاء فيه:˝ إن المنظمة الصهيونية قد التزمت ببرنامج موسّع طويل الامد يتضمّن إقامة دولة يهودية مستقله تضم فلسطين وربما شرق الاردن بعد ذلك، ثم نقل العرب من فلسطين الى العراق في نهاية الامر، إضافة إلى قيادة يهودية لكل الشرق الاوسط في مجالي الاقتصاد وضبط الامن˝
طلبت الحكومة البريطانية لجنة مشتركة تشكلت من ستة أعضاء إنجليز و ستة أمريكيين. دعمت اللجنة مطلب الرئيس بهجرة مائة ألف يهودي و أوصت بالدفع نحو إقامة دولة فيدرالية تحت وصاية الأمم المتحدة، فأصدر ترومان خطابا كتبه له مستشاره اليهودي الصهيوني ديفيد نايلز رحّب فيه بتوصية اللجنة بزيادة الهجرة و تجاهل ما سواها من توصيات ثم أصدر بيانا في الرابع من أكتوبر ستة وأربعين قال فيه: ˝إن الرأي العام الأمريكي يؤيد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين˝ وأبدى استعداد بلاده للمساعدة، ما شجّع العصابات الصهيونية، التي أنشأتها بريطانيا، على مزيد من التطرف فلم تعد تتورع في ضرب مصالحها و قتل جنودها حتى رمت المنشفة سنة سبعة وأربعين. ❝
❞ هل الضوء أمواج ؟
هل الضوء ذرّات ؟
كانت المعركة محتدمة بين العلماء الذين يقولون بأن للضوء طبيعة موجية .. وبين العلماء الذين يقولون بأن طبيعته مادية ذرية ..
حينما تقدم عالَم نمساوي إسمه شرودنجر بمجموعة من المعادلات .. ليعلن نظرية اسمها "الميكانيكا الموجية" .
وفي هذه النظرية أثبت شرودنجر بالتجربة أن حزمة من الإلكترونات ساقطة على سطح بللورة معدنية تحيد بنفس الطريقة التي تحيد بها أمواج البحر التي تدخل من مضيق .. واستطاع أن يحسب طول موجة الإلكترونات التي تحيد بهذه الطريقة ..
وأعقبت هذه المفاجأة مفاجآت أخرى ..
فقد أثبتت التجارب التي أجريت على حِزَم من الذرّات، ثم على حِزَم من الجزيئات .. أنها بإسقاطها على بللورة معدنية تتصرف بنفس الطريقة الموجية وأن طول موجاتها يمكن حسابه بمعادلات شرودنجر ..
وبهذا بدأ صرح النظرية المادية كله ينهار .
إن الهيكل كله يسقط، ويتحول إلى خواء .
إن كُهّان العلوم دأبوا من سنين على أن يعلمونا أن الذرة عبارة عن معمار مادي يتألف من نواة ( بروتون أو أكثر ) تدور حولها الإلكترونات في أفلاك دائرية كما تدور الكواكب حول الشمس ..
وأكثر من هذا .. حسبوا عدد الإلكترونات في كل ذرة وقالوا لنا إنها إلكترون واحد في ذرة الأيدروجين ثم تزيد في العناصر الثقيلة حتى تبلغ 92 إلكترون في ذرة اليورانيوم، وأن كل ذرة لها وزن ذري .. وأثبتوا كل هذا بالمعادلات ..
فماذا يقولون في هذا الذي يهدم لهم صرح الهيكل ليقول إنه لا يحتوي على شيء له كيان مادي أو حيِّز، وإنما كل ما هناك .. طاقة متموجة، وأكثر من هذا يقدم لهم الإثبات بالمعادلات، والتجارب ..
وكانت بلبَلة علمية لا حـد لها .
كيف يمكن أن يقوم البرهان على شيئين متناقضين ! .. وهل يمكن أن يكون للشيء طبيعة متناقضة .. ؟!
كيف يمكن أن تكون للمادة صفات موجية، وللضوء صفات مادية .. ؟!
وتقدم عالِم ألماني هو " هايزنبرج " وبرفقته عالِم آخر هو " بورن " ليقول أنه من الممكن تخطي هذه الفجوة، وأنه لا توجد مشكلة .. وقدم مجموعة من المعادلات يمكن عن طريقها حساب الضوء على أنه أمواج أو على أنه ذرّات، ولمن يريد أن يختار الإفتراض الذي يعجبه .. وسيجد أن المعادلات تصلح للغرضين في وقت واحد ..
كيف يمكن أن تكون الحقيقة متناقضة .. ؟!
العلماء يسألون ..
وهايزنبرج يرد ببساطة .. الحقيقة المطلَقة لا سبيل إلى إدراكها .
العلم لا يستطيع أن يعرف حقيقة أي شيء .. إنه يعرف كيف يتصرف ذلك الشيء في ظروف معينة، ويستطيع أن يكشف علاقاته مع غيره من الأشياء ويحسبها .. ولكنه لا يستطيع أن يعرف ما هو . !
لا سبيل أمام العلم لإدراك المطلق .
العلم يدرِك كميات، ولكنه لا يدرِك ماهيات ..
العلم لا يمكنه أن يعرف ما هو الضوء .. ولا ما هو الإلكترون ..
وحينما يقول إن الأشعة الضوئية هي موجات كهربية مغناطيسية أو فوتونات .. فإنه يحيل الألغاز إلى ألغاز أخرى .. فما هي الموجات الكهربائية المغناطيسية ؟ حركة في الأثير ؟ .. وما الحركة ؟ .. وما الأثير ؟ ..
وما الفوتونات ؟ .. حِزَم من الطاقة ؟ .. وما الطاقة ؟ ..
العلم لا يمكن أن يعرف ماهية أي شيء .. إنه يستطيع أن يعرف سلوك الشيء وعلاقاته بالأشياء الأخرى والكيفيات التي يوجد بها في الظروف المختلفة .. ولكنه لا يستطيع أن يعرف حقيقته .
وحينما يكتشف العلم أن الضوء في إحدى التجارب يتصرَف بطريقة مَوْجية، وفي تجربة أخرى يتصرف بطريقة مادية ذرية، فلا تناقض هناك .. لأن ما اكتشفه العلم هو مسلَك الضوء، والكيفيات التي ينطلق بها في الظروف المختلفة .. لا حقيقة الضوء .. ويمكن أن تكون للضوء طبيعة مزدوجة .
والصفة الثانية للعلم ..
أن أحكامه كلها إحصائية وتقريبية .. لأنه لا يُجري تجاربه على حالات مفردة .. لا يمسك ذرة مفردة ليجري عليها تجاربه .. ولا يقبض على إلكترون واحد ليلاحظه .. ولا يمسك فوتونًا واحدًا ليفحصه ويتفرج عليه ..
وإنما يجري تجاربه على مجموعات .. على شعاع ضوء مثلًا ( والشعاع يحتوي على بلايين بلايين الفوتونات ) ..
أو جرام من مادة .. والجرام يحتوي على بلايين بلايين الذرات .. وتكون النتيجة أن الحسابات كلها حسابات إحصائية تقوم على الإحتمالات .. وعلى الصواب التقريبي .
والقوانين العلمية أشبه بالإحصائيات التي يمسح بها الباحثون الاجتماعيون المجتمع لتقرير أسباب الانتحار .. أو أسباب الطلاق .. أو علاقة السرطان بالتدخين .. أو الخمر بالجنون ..
وكل النتائج تكون في هذه الحالة نتائج إحتمالية وإحصائية لأنها جميعها متوسطات حسابية عن أعداد كبيرة .
أما إذا حاول العلم أن يجري تجاربه على وِحدة أساسية .. كأن يدرس ذرّة بعينها أو يلاحظ إلكترونًا واحدًا بالذات .. فإنه لا يمكنه أن يخرج بنتيجة أو معرفة .. لأنه يصطدم باستحالة نهائية .
ولكي يثبت هايزنبرج هذه الإستحالة تخيل أن عالِمًا يحاول أن يشاهد الإلكترون .. فعليه أولًا أن يستخدم ميكروسكوبًا يكبر مائة مليون مرة .. وعلى افتراض أنه حصل على هذا الميكروسكوب، فإن هناك صعوبة أخرى .. وهي أن الإلكترون أصغر من موجة الضوء .. فعليه أن يختار موجة قصيرة مثل أشعة إكس ..
ولكن أشعة إكس لا تصلح للرؤية .. إذاً عليه أن يستخدم أشعة الراديوم .
وبافتراض أنه حصل على هذه الأشياء .. فإنه في اللحظة التي يضع فيها عينيه على الميكروسكوب ويطلق فوتونًا ضوئيًا ليرى به الإلكترون .. فإن الفوتون سوف يضرب الإلكترون كما تضرب العصا كرة البلياردو ويزيحه من مكانه مغيرًا سرعته ..
لأن الفوتون عبارة عن شحنة من الطاقة ..
فهو في محاولته لتسجيل وضع الإلكترون وسرعته .. لن يصل إلى أي نتيجة ..
إذ في اللحظة التي يحاول فيها تسجيل سرعته يتغير مكانه .. لأن إطلاق الضوء عليه لرؤيته ينقله من مكانه ويغير سرعته .
إن عملية الملاحظة التي يقوم بها تغير من النتيجة المطلوبة ..
إنه يحاول أن يرى طبيعة الإلكترون ليسجلها .. ولكن عملية الرؤية تُغير أول ما تُغير تلك الطبيعة التي يجري وراء تسجيلها ..
فهو ينقل الإلكترون من مكانه في اللحظة التي يحاول فيها أن يسجل مكانه .
وهكذا يكون التعامل مع الوحدات الأساسية للطبيعة مستحيل .. فحينما نصل إلى عالَم الذرة الصغير يستحيل علينا التحديد .. وفي نفس الوقت يتعطل قانون السببية ..
فلا يصبح ساريًا .. لأن عملية الملاحظة تتدخل بين السبب والنتيجة وتكسر حلقة السببيية من منتصفها .. وتدخل هي بذاتها كسبب يغير من النتيجة بشكل يجعل من المستحيل معرفتها أو حسابها ..
إننا نكون أشبه بالأعمى الذي يمسك بقطعة مربعة من الثلج ليتحسس شكلها ومقياسها .. وهي في اللحظة التي يتحسسها تذوب مقاييسها بين يديه .. فيفقد الشيء الذي يبحث عنه بنفس العملية التي يبحث بها عنه .
وهكذا تتعطل القوانين حينما تصل إلى منتهى أجزاء ذلك الكون الكبير .. وتتوقف عند أصغر وحدة في وحداته .. فلا تعود سارية ولا تعود صالحة للتطبيق .
وبالمثل هي تتعطل أحيانًا حينما نحاول أن نطبقها على الكون بأسره ككل .. فقانون السببية أيضًا لا يعود ساريًا بالنسبة للكون ككل .. إذ أن اعتبار الكون صادرًا عن سبب، واعتباره خاضعًا للسببية يجعل منه جزءًا صادرًا عن جزء آخر ويتناقض مع كليته وشموله ..
القوانين تصطدم مع الحدّ الأكبر ومع الحدّ الأصغر للكون ولا تعود سارية ..
والعقل يصطدم بالإستحالة حينما يحاول أن يبحث في المبدأ وفي المنتهى .. لأنه لم يُجهَز بالوسائل التي يقتحم بها هذه الحدود ..
بهذا البحث الفلسفي الرياضي .. إستطاع هايزنبرج أن يفسر الطبيعة المزدوجة للضوء، ووضع المعادلات التي تصلح لتفسير الضوء على الأساس المادي وعلى الأساس الموجي في نفس الوقت، واعتبر القوانين في هذا المجال قوانين احتمالية إحصائية .. تعبِّر عن سلوك مجاميع هائلة من بلايين بلايين الفوتونات ..
أما الفوتون نفسه .. فشيء لا يمكن تحديده .
وهل يمكن تحديد نقطة في ريح عاصفة في الظلام .. وهل يمكنك أن تقول إن هذه النقطة تشغل هذا المكان بالذات .. ؟!
كل ما يمكن للعلم أن يدركه هو "الكميات" و "الكيفيات" .. ولكن لا سبيل إلى إدراك الماهيات .
** ** **
لكن أينشتين كانت له وجهة نظر أخرى ..
كان يرى في العالَم وحدة منسجمة ..
كان يرى العالَم الكبير بشموسه وأفلاكه، والعالم الصغير بذرّاته وإلكتروناته خاضعًا كله لقانون واحد بسيط ..
وكان يرى أن العقل في إمكانه أن يكتشف هذا القانون .. وكان يبحث جاهدًا عنه ..
وفي سنة 1929 أعلن عن نظرية "المجال الموحَد" .. ثم عاد بعد ذلك ورفضها واستبعدها .. وعاود البحث من جديد .
مقال / مبدأ الشـــك .
من كتاب / أينشتين والنسبية
لـلدكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ هل الضوء أمواج ؟
هل الضوء ذرّات ؟
كانت المعركة محتدمة بين العلماء الذين يقولون بأن للضوء طبيعة موجية . وبين العلماء الذين يقولون بأن طبيعته مادية ذرية .
حينما تقدم عالَم نمساوي إسمه شرودنجر بمجموعة من المعادلات . ليعلن نظرية اسمها ˝الميكانيكا الموجية˝ .
وفي هذه النظرية أثبت شرودنجر بالتجربة أن حزمة من الإلكترونات ساقطة على سطح بللورة معدنية تحيد بنفس الطريقة التي تحيد بها أمواج البحر التي تدخل من مضيق . واستطاع أن يحسب طول موجة الإلكترونات التي تحيد بهذه الطريقة .
وأعقبت هذه المفاجأة مفاجآت أخرى .
فقد أثبتت التجارب التي أجريت على حِزَم من الذرّات، ثم على حِزَم من الجزيئات . أنها بإسقاطها على بللورة معدنية تتصرف بنفس الطريقة الموجية وأن طول موجاتها يمكن حسابه بمعادلات شرودنجر .
وبهذا بدأ صرح النظرية المادية كله ينهار .
إن الهيكل كله يسقط، ويتحول إلى خواء .
إن كُهّان العلوم دأبوا من سنين على أن يعلمونا أن الذرة عبارة عن معمار مادي يتألف من نواة ( بروتون أو أكثر ) تدور حولها الإلكترونات في أفلاك دائرية كما تدور الكواكب حول الشمس .
وأكثر من هذا . حسبوا عدد الإلكترونات في كل ذرة وقالوا لنا إنها إلكترون واحد في ذرة الأيدروجين ثم تزيد في العناصر الثقيلة حتى تبلغ 92 إلكترون في ذرة اليورانيوم، وأن كل ذرة لها وزن ذري . وأثبتوا كل هذا بالمعادلات .
فماذا يقولون في هذا الذي يهدم لهم صرح الهيكل ليقول إنه لا يحتوي على شيء له كيان مادي أو حيِّز، وإنما كل ما هناك . طاقة متموجة، وأكثر من هذا يقدم لهم الإثبات بالمعادلات، والتجارب .
وكانت بلبَلة علمية لا حـد لها .
كيف يمكن أن يقوم البرهان على شيئين متناقضين ! . وهل يمكن أن يكون للشيء طبيعة متناقضة . ؟!
كيف يمكن أن تكون للمادة صفات موجية، وللضوء صفات مادية . ؟!
وتقدم عالِم ألماني هو ˝ هايزنبرج ˝ وبرفقته عالِم آخر هو ˝ بورن ˝ ليقول أنه من الممكن تخطي هذه الفجوة، وأنه لا توجد مشكلة . وقدم مجموعة من المعادلات يمكن عن طريقها حساب الضوء على أنه أمواج أو على أنه ذرّات، ولمن يريد أن يختار الإفتراض الذي يعجبه . وسيجد أن المعادلات تصلح للغرضين في وقت واحد .
كيف يمكن أن تكون الحقيقة متناقضة . ؟!
العلماء يسألون .
وهايزنبرج يرد ببساطة . الحقيقة المطلَقة لا سبيل إلى إدراكها .
العلم لا يستطيع أن يعرف حقيقة أي شيء . إنه يعرف كيف يتصرف ذلك الشيء في ظروف معينة، ويستطيع أن يكشف علاقاته مع غيره من الأشياء ويحسبها . ولكنه لا يستطيع أن يعرف ما هو . !
لا سبيل أمام العلم لإدراك المطلق .
العلم يدرِك كميات، ولكنه لا يدرِك ماهيات .
العلم لا يمكنه أن يعرف ما هو الضوء . ولا ما هو الإلكترون .
وحينما يقول إن الأشعة الضوئية هي موجات كهربية مغناطيسية أو فوتونات . فإنه يحيل الألغاز إلى ألغاز أخرى . فما هي الموجات الكهربائية المغناطيسية ؟ حركة في الأثير ؟ . وما الحركة ؟ . وما الأثير ؟ .
وما الفوتونات ؟ . حِزَم من الطاقة ؟ . وما الطاقة ؟ .
العلم لا يمكن أن يعرف ماهية أي شيء . إنه يستطيع أن يعرف سلوك الشيء وعلاقاته بالأشياء الأخرى والكيفيات التي يوجد بها في الظروف المختلفة . ولكنه لا يستطيع أن يعرف حقيقته .
وحينما يكتشف العلم أن الضوء في إحدى التجارب يتصرَف بطريقة مَوْجية، وفي تجربة أخرى يتصرف بطريقة مادية ذرية، فلا تناقض هناك . لأن ما اكتشفه العلم هو مسلَك الضوء، والكيفيات التي ينطلق بها في الظروف المختلفة . لا حقيقة الضوء . ويمكن أن تكون للضوء طبيعة مزدوجة .
والصفة الثانية للعلم .
أن أحكامه كلها إحصائية وتقريبية . لأنه لا يُجري تجاربه على حالات مفردة . لا يمسك ذرة مفردة ليجري عليها تجاربه . ولا يقبض على إلكترون واحد ليلاحظه . ولا يمسك فوتونًا واحدًا ليفحصه ويتفرج عليه .
وإنما يجري تجاربه على مجموعات . على شعاع ضوء مثلًا ( والشعاع يحتوي على بلايين بلايين الفوتونات ) .
أو جرام من مادة . والجرام يحتوي على بلايين بلايين الذرات . وتكون النتيجة أن الحسابات كلها حسابات إحصائية تقوم على الإحتمالات . وعلى الصواب التقريبي .
والقوانين العلمية أشبه بالإحصائيات التي يمسح بها الباحثون الاجتماعيون المجتمع لتقرير أسباب الانتحار . أو أسباب الطلاق . أو علاقة السرطان بالتدخين . أو الخمر بالجنون .
وكل النتائج تكون في هذه الحالة نتائج إحتمالية وإحصائية لأنها جميعها متوسطات حسابية عن أعداد كبيرة .
أما إذا حاول العلم أن يجري تجاربه على وِحدة أساسية . كأن يدرس ذرّة بعينها أو يلاحظ إلكترونًا واحدًا بالذات . فإنه لا يمكنه أن يخرج بنتيجة أو معرفة . لأنه يصطدم باستحالة نهائية .
ولكي يثبت هايزنبرج هذه الإستحالة تخيل أن عالِمًا يحاول أن يشاهد الإلكترون . فعليه أولًا أن يستخدم ميكروسكوبًا يكبر مائة مليون مرة . وعلى افتراض أنه حصل على هذا الميكروسكوب، فإن هناك صعوبة أخرى . وهي أن الإلكترون أصغر من موجة الضوء . فعليه أن يختار موجة قصيرة مثل أشعة إكس .
ولكن أشعة إكس لا تصلح للرؤية . إذاً عليه أن يستخدم أشعة الراديوم .
وبافتراض أنه حصل على هذه الأشياء . فإنه في اللحظة التي يضع فيها عينيه على الميكروسكوب ويطلق فوتونًا ضوئيًا ليرى به الإلكترون . فإن الفوتون سوف يضرب الإلكترون كما تضرب العصا كرة البلياردو ويزيحه من مكانه مغيرًا سرعته .
لأن الفوتون عبارة عن شحنة من الطاقة .
فهو في محاولته لتسجيل وضع الإلكترون وسرعته . لن يصل إلى أي نتيجة .
إذ في اللحظة التي يحاول فيها تسجيل سرعته يتغير مكانه . لأن إطلاق الضوء عليه لرؤيته ينقله من مكانه ويغير سرعته .
إن عملية الملاحظة التي يقوم بها تغير من النتيجة المطلوبة .
إنه يحاول أن يرى طبيعة الإلكترون ليسجلها . ولكن عملية الرؤية تُغير أول ما تُغير تلك الطبيعة التي يجري وراء تسجيلها .
فهو ينقل الإلكترون من مكانه في اللحظة التي يحاول فيها أن يسجل مكانه .
وهكذا يكون التعامل مع الوحدات الأساسية للطبيعة مستحيل . فحينما نصل إلى عالَم الذرة الصغير يستحيل علينا التحديد . وفي نفس الوقت يتعطل قانون السببية .
فلا يصبح ساريًا . لأن عملية الملاحظة تتدخل بين السبب والنتيجة وتكسر حلقة السببيية من منتصفها . وتدخل هي بذاتها كسبب يغير من النتيجة بشكل يجعل من المستحيل معرفتها أو حسابها .
إننا نكون أشبه بالأعمى الذي يمسك بقطعة مربعة من الثلج ليتحسس شكلها ومقياسها . وهي في اللحظة التي يتحسسها تذوب مقاييسها بين يديه . فيفقد الشيء الذي يبحث عنه بنفس العملية التي يبحث بها عنه .
وهكذا تتعطل القوانين حينما تصل إلى منتهى أجزاء ذلك الكون الكبير . وتتوقف عند أصغر وحدة في وحداته . فلا تعود سارية ولا تعود صالحة للتطبيق .
وبالمثل هي تتعطل أحيانًا حينما نحاول أن نطبقها على الكون بأسره ككل . فقانون السببية أيضًا لا يعود ساريًا بالنسبة للكون ككل . إذ أن اعتبار الكون صادرًا عن سبب، واعتباره خاضعًا للسببية يجعل منه جزءًا صادرًا عن جزء آخر ويتناقض مع كليته وشموله .
القوانين تصطدم مع الحدّ الأكبر ومع الحدّ الأصغر للكون ولا تعود سارية .
والعقل يصطدم بالإستحالة حينما يحاول أن يبحث في المبدأ وفي المنتهى . لأنه لم يُجهَز بالوسائل التي يقتحم بها هذه الحدود .
بهذا البحث الفلسفي الرياضي . إستطاع هايزنبرج أن يفسر الطبيعة المزدوجة للضوء، ووضع المعادلات التي تصلح لتفسير الضوء على الأساس المادي وعلى الأساس الموجي في نفس الوقت، واعتبر القوانين في هذا المجال قوانين احتمالية إحصائية . تعبِّر عن سلوك مجاميع هائلة من بلايين بلايين الفوتونات .
أما الفوتون نفسه . فشيء لا يمكن تحديده .
وهل يمكن تحديد نقطة في ريح عاصفة في الظلام . وهل يمكنك أن تقول إن هذه النقطة تشغل هذا المكان بالذات . ؟!
كل ما يمكن للعلم أن يدركه هو ˝الكميات˝ و ˝الكيفيات˝ . ولكن لا سبيل إلى إدراك الماهيات .
******
لكن أينشتين كانت له وجهة نظر أخرى .
كان يرى في العالَم وحدة منسجمة .
كان يرى العالَم الكبير بشموسه وأفلاكه، والعالم الصغير بذرّاته وإلكتروناته خاضعًا كله لقانون واحد بسيط .
وكان يرى أن العقل في إمكانه أن يكتشف هذا القانون . وكان يبحث جاهدًا عنه .
وفي سنة 1929 أعلن عن نظرية ˝المجال الموحَد˝ . ثم عاد بعد ذلك ورفضها واستبعدها . وعاود البحث من جديد .
مقال / مبدأ الشـــك .
من كتاب / أينشتين والنسبية
لـلدكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝
❞ توجد نسخة وحيدة من مخطوط الصحيفة القحطانية، أهداها السلطان خليفة بن حارب بن ثويني سلطان زنجبار إلى مكتبة اكسفورد أثناء زيارته بريطانيا في نوفمبر 1929م. ❝ ⏤حميد بن محمد بن رزيق
❞ توجد نسخة وحيدة من مخطوط الصحيفة القحطانية، أهداها السلطان خليفة بن حارب بن ثويني سلطان زنجبار إلى مكتبة اكسفورد أثناء زيارته بريطانيا في نوفمبر 1929م. ❝
❞ {والسّمَآءَ بَنَينَاهَا بأَيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } الذاريات: 47
وكلمة السماء كما تذكرها الآية مذكورة في مواطن عدة من القرآن الكريم، بمعنى الكون والفضاء. وهنا مرة أخرى، الكلمة مذكورة بهذا المعنى. وبكلمات أخرى، فإن القرآن الكريم كشف أن الكون يتوسع، أو يتمدد، وهي نفس النتيجة التي خلص إليها العلم في أيامنا هذه. فحتى فجر القرن العشرين كانت النظرة العلمية الوحيدة السائدة في العالم هي أن الكون له طبيعة ثابتة وهو موجود منذ الأزل. ولكن الأبحاث والملاحظات والحسابات التي أجريت بواسطة التقنيات الحديثة كشفت أن الكون في الحقيقة له بداية وأنه يتمدد بانتظام. ففي بداية القرن العشرين أثبت عالم الفيزياء الروسي والمتخصص بالعلوم الكونية البلجيكي جورج لوميتر نظرياً بأن الكون في حركة دائمة وأنه يتمدد. هذه الحقيقة أثبتت أيضا من خلال المراقبة في عام ،1929 فمن خلال مراقبة السماء بالتليسكوب اكتشف عالم الفلك الأميركي إدوين هابل أن النجوم والمجرات تتحرك بعيدا عن بعضها البعض بشكل دائم. وهذا يعني أن الكون الذي يتحرك فيه كل شيء بشكل دائم بعيداٌ عن بعضه البعض هو كون متمدد بشكل دائم. ولقد استطاعت الملاحظة المستمرة في السنوات التي تلت أن تثبت أن الكون يتمدد بشكل مستمر، وهذه الحقيقة شرحها القرآن في وقت لم تكن فيه معروفة عند أحد، وهذا بالطبع لأنه كلام الله الخالق حاكم الكون بأكمله. ❝ ⏤هارون يحي
وكلمة السماء كما تذكرها الآية مذكورة في مواطن عدة من القرآن الكريم، بمعنى الكون والفضاء. وهنا مرة أخرى، الكلمة مذكورة بهذا المعنى. وبكلمات أخرى، فإن القرآن الكريم كشف أن الكون يتوسع، أو يتمدد، وهي نفس النتيجة التي خلص إليها العلم في أيامنا هذه. فحتى فجر القرن العشرين كانت النظرة العلمية الوحيدة السائدة في العالم هي أن الكون له طبيعة ثابتة وهو موجود منذ الأزل. ولكن الأبحاث والملاحظات والحسابات التي أجريت بواسطة التقنيات الحديثة كشفت أن الكون في الحقيقة له بداية وأنه يتمدد بانتظام. ففي بداية القرن العشرين أثبت عالم الفيزياء الروسي والمتخصص بالعلوم الكونية البلجيكي جورج لوميتر نظرياً بأن الكون في حركة دائمة وأنه يتمدد. هذه الحقيقة أثبتت أيضا من خلال المراقبة في عام ،1929 فمن خلال مراقبة السماء بالتليسكوب اكتشف عالم الفلك الأميركي إدوين هابل أن النجوم والمجرات تتحرك بعيدا عن بعضها البعض بشكل دائم. وهذا يعني أن الكون الذي يتحرك فيه كل شيء بشكل دائم بعيداٌ عن بعضه البعض هو كون متمدد بشكل دائم. ولقد استطاعت الملاحظة المستمرة في السنوات التي تلت أن تثبت أن الكون يتمدد بشكل مستمر، وهذه الحقيقة شرحها القرآن في وقت لم تكن فيه معروفة عند أحد، وهذا بالطبع لأنه كلام الله الخالق حاكم الكون بأكمله. ❝