❞ نظرتُ لأمي وجدتها سرحت فيما قلته وذهبت إلى عالم آخر، وبعينيها مستغربة لما أقوله! وكيف أنا بهذا السن أحلم مثل هذا الحلم وكأنه حقيقة عشتها بكل تفاصيلها! لدرجة وأنا أحكيها، صمتت أمي ثمّ قالت بحزم: ابنتي كارولا هانم انسي، إنه حلم عادي ليس إلا! لا تشغلي نفسك واركني إلى النوم، حتى تركزي في دراستكِ، وتواصلي تفوقك كي ترضي الله، ثمّ والدكِ في قبره. وتركتني كي أنام لأستيقظ صباحًا للمدرسة، ولكني شعرت براحة عندما حكيت الحلم لأمي، وشعرتُ بأنني أخرجتُ ما بجعبتي، حاولت النوم لكنني لم أنم، فجِئت بقلم وورقة ووجدت نفسي أنثر شعرًا. ذهبتَ إلى الجنة يا أبي وتركتني وسط الحديقة تائهة! فكيف العيش من دونك يا أبي؟! أطفأت بهجتي وقلبي المظلمِ فبعد رحيلك من يكون سندي؟ من يكون سعدي؟ من يكون يا أبي؟! أحبك يا أبي، إلى الجنة، وفي الجنة موعدنا. يا رب يا رب حقق مطلبي واجعل الجنة موعدي.. ❝ ⏤دارين عوض