❞ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) قوله تعالى : حتى إذا استيأس الرسل تقدم القراءة فيه ومعناه . وظنوا أنهم قد كذبوا هذه الآية فيها تنزيه الأنبياء وعصمتهم عما لا يليق بهم . وهذا الباب عظيم ، وخطره جسيم ، ينبغي الوقوف عليه لئلا يزل الإنسان فيكون في سواء الجحيم . المعنى : وما أرسلنا قبلك يا محمد إلا رجالا ثم لم نعاقب أممهم بالعذاب . حتى إذا استيأس الرسل أي يئسوا من إيمان قومهم . " وظنوا أنهم قد كذبوا " بالتشديد ; أي أيقنوا أن قومهم كذبوهم . وقيل المعنى : حسبوا أن من آمن بهم من قومهم كذبوهم ، لا أن القوم كذبوا ، ولكن الأنبياء ظنوا وحسبوا أنهم يكذبونهم ; أي خافوا أن يدخل قلوب أتباعهم شك ; فيكون وظنوا على بابه في هذا التأويل . وقرأ ابن عباس وابن مسعود وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو جعفر بن القعقاع والحسن وقتادة وأبو رجاء العطاردي وعاصم وحمزة والكسائي ويحيى بن وثاب والأعمش وخلف " كذبوا " بالتخفيف ; أي ظن القوم أن الرسل كذبوهم فيما أخبروا به من العذاب ، ولم يصدقوا . وقيل : المعنى ظن الأمم أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من نصرهم . وفي رواية عن ابن عباس ; ظن الرسل أن الله أخلف ما وعدهم . وقيل : لم تصح هذه الرواية ; لأنه لا يظن بالرسل هذا الظن ، ومن ظن هذا الظن لا يستحق النصر ; فكيف قال : جاءهم نصرنا ؟ ! قال القشيري أبو نصر : ولا يبعد إن صحت الرواية أن المراد خطر بقلوب الرسل هذا من غير أن يتحققوه في نفوسهم ; وفي الخبر : إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم ينطق به لسان أو تعمل به . ويجوز أن يقال : قربوا من ذلك الظن ; كقولك : بلغت المنزل ، أي قربت منه . وذكر الثعلبي والنحاس عن ابن عباس قال : كانوا بشرا فضعفوا من طول البلاء ، ونسوا وظنوا أنهم أخلفوا ; ثم تلا : حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله . وقال الترمذي الحكيم : وجهه عندنا أن الرسل كانت تخاف بعد ما وعد الله النصر ، لا من تهمة لوعد الله ، ولكن لتهمة النفوس أن تكون قد أحدثت حدثا ينقض ذلك الشرط والعهد الذي عهد إليهم ; فكانت إذا طالت عليهم المدة دخلهم الإياس والظنون من هذا الوجه . وقال المهدوي عن ابن عباس : ظنت الرسل أنهم قد أخلفوا على ما يلحق البشر ; واستشهد بقول إبراهيم - عليه السلام - : رب أرني كيف تحي الموتى الآية . والقراءة الأولى أولى . وقرأ مجاهد وحميد - " قد كذبوا " بفتح الكاف والذال مخففا ; على معنى : وظن قوم الرسل أن الرسل قد كذبوا ، لما رأوا من تفضل الله - عز وجل - في تأخير العذاب . ويجوز أن يكون المعنى : ولما أيقن الرسل أن قومهم قد كذبوا على الله بكفرهم جاء الرسل نصرنا . وفي البخاري عن عروة عن عائشة قالت له وهو يسألها عن قول الله - عز وجل - : حتى إذا استيئس الرسل قال قلت : أكذبوا أم كذبوا ؟ قالت عائشة : كذبوا . قلت : فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن ؟ قالت : أجل ! لعمري ! لقد استيقنوا بذلك ; فقلت لها : وظنوا أنهم قد كذبوا قالت : معاذ الله ! لم تكن الرسل تظن ذلك بربها . قلت : فما هذه الآية ؟ قالت : هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم ، فطال عليهم البلاء ، واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم ، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم جاءهم نصرنا عند ذلك . وفي قوله تعالى : جاءهم نصرنا قولان : أحدهما : جاء الرسل نصر الله ; قال مجاهد . الثاني : جاء قومهم عذاب الله ; قاله ابن عباس . فنجي من نشاء قيل : الأنبياء ومن آمن معهم . وروي عن عاصم فنجي من نشاء بنون واحدة مفتوحة الياء ، و " من " في موضع رفع ، اسم ما لم يسم فاعله ; واختار أبو عبيد هذه القراءة لأنها في مصحف عثمان ، وسائر مصاحف البلدان بنون واحدة . وقرأ ابن محيصن " فنجا " فعل ماض ، و " من " في موضع رفع لأنه الفاعل ، وعلى قراءة الباقين نصبا على المفعول . ولا يرد بأسنا أي عذابنا . عن القوم المجرمين أي الكافرين المشركين .. ❝ ⏤محمد رشيد رضا
❞ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) قوله تعالى : حتى إذا استيأس الرسل تقدم القراءة فيه ومعناه . وظنوا أنهم قد كذبوا هذه الآية فيها تنزيه الأنبياء وعصمتهم عما لا يليق بهم . وهذا الباب عظيم ، وخطره جسيم ، ينبغي الوقوف عليه لئلا يزل الإنسان فيكون في سواء الجحيم . المعنى : وما أرسلنا قبلك يا محمد إلا رجالا ثم لم نعاقب أممهم بالعذاب . حتى إذا استيأس الرسل أي يئسوا من إيمان قومهم . ˝ وظنوا أنهم قد كذبوا ˝ بالتشديد ; أي أيقنوا أن قومهم كذبوهم . وقيل المعنى : حسبوا أن من آمن بهم من قومهم كذبوهم ، لا أن القوم كذبوا ، ولكن الأنبياء ظنوا وحسبوا أنهم يكذبونهم ; أي خافوا أن يدخل قلوب أتباعهم شك ; فيكون وظنوا على بابه في هذا التأويل . وقرأ ابن عباس وابن مسعود وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو جعفر بن القعقاع والحسن وقتادة وأبو رجاء العطاردي وعاصم وحمزة والكسائي ويحيى بن وثاب والأعمش وخلف ˝ كذبوا ˝ بالتخفيف ; أي ظن القوم أن الرسل كذبوهم فيما أخبروا به من العذاب ، ولم يصدقوا . وقيل : المعنى ظن الأمم أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من نصرهم . وفي رواية عن ابن عباس ; ظن الرسل أن الله أخلف ما وعدهم . وقيل : لم تصح هذه الرواية ; لأنه لا يظن بالرسل هذا الظن ، ومن ظن هذا الظن لا يستحق النصر ; فكيف قال : جاءهم نصرنا ؟ ! قال القشيري أبو نصر : ولا يبعد إن صحت الرواية أن المراد خطر بقلوب الرسل هذا من غير أن يتحققوه في نفوسهم ; وفي الخبر : إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم ينطق به لسان أو تعمل به . ويجوز أن يقال : قربوا من ذلك الظن ; كقولك : بلغت المنزل ، أي قربت منه . وذكر الثعلبي والنحاس عن ابن عباس قال : كانوا بشرا فضعفوا من طول البلاء ، ونسوا وظنوا أنهم أخلفوا ; ثم تلا : حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله . وقال الترمذي الحكيم : وجهه عندنا أن الرسل كانت تخاف بعد ما وعد الله النصر ، لا من تهمة لوعد الله ، ولكن لتهمة النفوس أن تكون قد أحدثت حدثا ينقض ذلك الشرط والعهد الذي عهد إليهم ; فكانت إذا طالت عليهم المدة دخلهم الإياس والظنون من هذا الوجه . وقال المهدوي عن ابن عباس : ظنت الرسل أنهم قد أخلفوا على ما يلحق البشر ; واستشهد بقول إبراهيم - عليه السلام - : رب أرني كيف تحي الموتى الآية . والقراءة الأولى أولى . وقرأ مجاهد وحميد - ˝ قد كذبوا ˝ بفتح الكاف والذال مخففا ; على معنى : وظن قوم الرسل أن الرسل قد كذبوا ، لما رأوا من تفضل الله - عز وجل - في تأخير العذاب . ويجوز أن يكون المعنى : ولما أيقن الرسل أن قومهم قد كذبوا على الله بكفرهم جاء الرسل نصرنا . وفي البخاري عن عروة عن عائشة قالت له وهو يسألها عن قول الله - عز وجل - : حتى إذا استيئس الرسل قال قلت : أكذبوا أم كذبوا ؟ قالت عائشة : كذبوا . قلت : فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن ؟ قالت : أجل ! لعمري ! لقد استيقنوا بذلك ; فقلت لها : وظنوا أنهم قد كذبوا قالت : معاذ الله ! لم تكن الرسل تظن ذلك بربها . قلت : فما هذه الآية ؟ قالت : هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم ، فطال عليهم البلاء ، واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم ، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم جاءهم نصرنا عند ذلك . وفي قوله تعالى : جاءهم نصرنا قولان : أحدهما : جاء الرسل نصر الله ; قال مجاهد . الثاني : جاء قومهم عذاب الله ; قاله ابن عباس . فنجي من نشاء قيل : الأنبياء ومن آمن معهم . وروي عن عاصم فنجي من نشاء بنون واحدة مفتوحة الياء ، و ˝ من ˝ في موضع رفع ، اسم ما لم يسم فاعله ; واختار أبو عبيد هذه القراءة لأنها في مصحف عثمان ، وسائر مصاحف البلدان بنون واحدة . وقرأ ابن محيصن ˝ فنجا ˝ فعل ماض ، و ˝ من ˝ في موضع رفع لأنه الفاعل ، وعلى قراءة الباقين نصبا على المفعول . ولا يرد بأسنا أي عذابنا . عن القوم المجرمين أي الكافرين المشركين. ❝
❞ مقدمات الفتح الأعظم ... قَدِمَ عمرو بن سالم الخزاعي على رسول الله ﷺ المدينة ، فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهراني أصحابه فأنشد قائلا : یا رَبِّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدًا حِلْفَ أَبينَا وَأَبِيهِ الأَتْلَدا قَدْ كُنْتُمُ وُلداً وكُنَّا وَالِدا ثُمت أَسْلَمْنَا وَلَمْ نَنْزِعُ يَدا فَانْصُرْ هَدَاكَ اللَّهُ نَصْراً أَبَدا وادْعُ عِبَادَ اللَّهِ يَأْتُوا مَدَدًا فيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ تَجَرَّدَا أبيضَ مِثْلَ البَدْرِ يَسْمُو صُعُدَا إِن سِيمَ خَسْفاً وَجْهُهُ تَرَبَّدَا في فَيْلَقٍ كالبَحْرِ يَجْرِي مُزْيدا إِنَّ قُرَيْشاً أَخْلَفُوكَ المَوْعِدا وَنَقَضُوا مِيثَاقَكَ المُؤكَّدا وَجَعَلُوا لِي فِي كَدَاءٍ رَصَدًا وَزَعَمُوا أَنْ لَسْتَ تَدْعُو أَحَدًا هُمْ بَيِّتُونَا بِالوَثِيرِ هُجْدًا وَقَتَلُونَا رُكَّعَا وَسُجَّداً يقول : قُتِلْنَا وقَدْ أَسْلَمْنَا ، فقال رسول الله ﷺ ( نُصِرْتَ يَا عَمْرو بن سالم ) ، ثم عرضت سحابة لرسول الله ﷺ فقال ( إِنَّ هذه السَّحَابَةَ لَتَسْتَهِلْ بِنَصْرِ بني كَعْبِ ) ، ثم خرج بديل بنُ ورقاء في نفر من خُزاعة ، حتى قَدِمُوا على رسول الله ﷺ ، فأخبروه بما أُصيب منهم ، وبمُظَاهَرَةِ قريش بني بكر عليهم ، ثم رجعوا إلى مكة ، فقال رسول الله ﷺ للناس ( كَأَنَّكُم بِأَبِي سُفْيانَ ، وَقَدْ جَاءَ لِيَشُدَّ العَقْدَ وَيَزِيدَ فِي المُدَّة ) ، ومضى بديل بن ورقاء في أصحابه حتى لقُوا أبا سفيان بن حرب بعسفان وقد بعثته قريش إلى رسول الله ﷺ لِيَشُدَّ العقد ، ويزيد في المدة ، وقد رهِبُوا الذي صنعوا ، فلما لقي أبو سفيان بديل بن ورقاء ، قال: من أين أقبلت يا بديل؟ فظن أنه أتى النبي ﷺ ، فقال : سِرتُ في خُزاعة في هذا الساحل ، وفي بطن هذا الوادي ، قال أو ما جئت محمداً ؟ قال : لا ، فلما راح بديل إلى مكة ، قال أبو سفيان : لئن كان جاء المدينة لقد علف بها النوى ، فأتى مبْرَكَ راحلته ، فأخذ من بعرها ، ففته ، فرأى فيها النوى ، فقال : أحلف بالله لقد جاء بديل محمداً ، ثم خرج أبو سفيان حتى قَدِمَ المدينة ، فدخل على ابنته أم حبيبة ، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله ﷺ طَوَتْهُ عنه ، فقال : يا بنية ما أدري أرغبتِ بي عن هذا الفراش ، أم رغبتِ به عني ؟ قالت : بل هو فراش رسول الله ﷺ وأنت مُشرك نَجَسٌ ، فقال : والله لقد أصابك بعدي شر ، ثم خرج حتى أتى رسول الله ﷺ ، فكلمه فلم يَرُدَّ عليه شيئاً ، ثم ذهب إلى أبي بكر ، فكلمه أن يُكَلِّمَ لَهُ رسول الله ﷺ فقال : ما أنا بفاعل ، ثم أتى عُمَرَ بنَ الخطاب فكلمه ، فقال: أنا أشفع لكم إلى رسول الله ﷺ ؟ فوالله لو لم أجد إلَّا الذَّرَّ لجاهدتكم به ، ثم جاء فدخل على علي بن أبي طالب ، وعنده فاطمة ، وحسن غلامٌ يَدِبُّ بين يديهما ، فقال : يا علي إنك أمس القوم بي رحماً ، وإني قد جئتُ في حاجة ، فلا ارْجِعَنَّ كما جئتُ خائباً ، اشفع لي إلى محمد ، فقال : ويحك يا أبا سفيان ، والله لقد عزم رسول الله ﷺ على أمر مانستطيع أن نُكَلِّمه فيه ، فالتفت إلى فاطمة فقال : هَلْ لَكِ أَنْ تَأمُري ابْنَك هذا ، فيجير بين الناس ، فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر ؟ قالت : والله ما يبلغ إبني ذاك أن يجير بين الناس ، وما يجير أحد على رسول الله ﷺ قال : يا أبا الحسن إني أرى الأمور قد اشتدت عليَّ ، فانصحني ، قال: والله ما أعلم لك شيئاً يغني عنك ، ولكنك سيد بني كنانة فقم فَأجِرْ بين الناس ، ثم الحق بأرضك ، قال: أو ترى ذلك مغنياً عني شيئاً ، قال : لا والله ما أظنه ، ولكني ما أجد لك غير ذلك ، فقام أبو سفيان في المسجد فقال : أيها الناس ! إني قد أجرتُ بين الناس ، ثم ركب بعيره فانطلق فلما قدم على قریش ، قالوا : ما وراءك ؟ قال : جئت محمداً فكلمته ، فوالله ما ردَّ عليّ شيئاً ، ثم جئتُ ابن أبي قحافة ، فلم أجد فيه خيراً ، ثم جئتُ عمر بن الخطاب ، فوجدته أعدى العدو ، ثم جئت علياً فوجدته ألين القوم قد أشار علي بشيء صنعته ، فوالله ما أدري هل يغني عني شيئاً أم لا ؟ قالوا : وبم أمرك ؟ قال : أمرني أن أجير بين الناس ، ففعلتُ فقالُوا : فهل أجاز ذلك محمد ؟ قال : لا ، قالوا : ويلك والله إن زاد الرجلُ على أن لعب بك ، قال: لا والله ما وجدت غير ذلك. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ مقدمات الفتح الأعظم .. قَدِمَ عمرو بن سالم الخزاعي على رسول الله ﷺ المدينة ، فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهراني أصحابه فأنشد قائلا :
یا رَبِّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدًا حِلْفَ أَبينَا وَأَبِيهِ الأَتْلَدا قَدْ كُنْتُمُ وُلداً وكُنَّا وَالِدا ثُمت أَسْلَمْنَا وَلَمْ نَنْزِعُ يَدا فَانْصُرْ هَدَاكَ اللَّهُ نَصْراً أَبَدا وادْعُ عِبَادَ اللَّهِ يَأْتُوا مَدَدًا فيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ قَدْ تَجَرَّدَا أبيضَ مِثْلَ البَدْرِ يَسْمُو صُعُدَا إِن سِيمَ خَسْفاً وَجْهُهُ تَرَبَّدَا في فَيْلَقٍ كالبَحْرِ يَجْرِي مُزْيدا إِنَّ قُرَيْشاً أَخْلَفُوكَ المَوْعِدا وَنَقَضُوا مِيثَاقَكَ المُؤكَّدا وَجَعَلُوا لِي فِي كَدَاءٍ رَصَدًا وَزَعَمُوا أَنْ لَسْتَ تَدْعُو أَحَدًا هُمْ بَيِّتُونَا بِالوَثِيرِ هُجْدًا وَقَتَلُونَا رُكَّعَا وَسُجَّداً يقول : قُتِلْنَا وقَدْ أَسْلَمْنَا ، فقال رسول الله ﷺ ( نُصِرْتَ يَا عَمْرو بن سالم ) ، ثم عرضت سحابة لرسول الله ﷺ فقال ( إِنَّ هذه السَّحَابَةَ لَتَسْتَهِلْ بِنَصْرِ بني كَعْبِ ) ، ثم خرج بديل بنُ ورقاء في نفر من خُزاعة ، حتى قَدِمُوا على رسول الله ﷺ ، فأخبروه بما أُصيب منهم ، وبمُظَاهَرَةِ قريش بني بكر عليهم ، ثم رجعوا إلى مكة ، فقال رسول الله ﷺ للناس ( كَأَنَّكُم بِأَبِي سُفْيانَ ، وَقَدْ جَاءَ لِيَشُدَّ العَقْدَ وَيَزِيدَ فِي المُدَّة ) ، ومضى بديل بن ورقاء في أصحابه حتى لقُوا أبا سفيان بن حرب بعسفان وقد بعثته قريش إلى رسول الله ﷺ لِيَشُدَّ العقد ، ويزيد في المدة ، وقد رهِبُوا الذي صنعوا ، فلما لقي أبو سفيان بديل بن ورقاء ، قال: من أين أقبلت يا بديل؟ فظن أنه أتى النبي ﷺ ، فقال : سِرتُ في خُزاعة في هذا الساحل ، وفي بطن هذا الوادي ، قال أو ما جئت محمداً ؟ قال : لا ، فلما راح بديل إلى مكة ، قال أبو سفيان : لئن كان جاء المدينة لقد علف بها النوى ، فأتى مبْرَكَ راحلته ، فأخذ من بعرها ، ففته ، فرأى فيها النوى ، فقال : أحلف بالله لقد جاء بديل محمداً ، ثم خرج أبو سفيان حتى قَدِمَ المدينة ، فدخل على ابنته أم حبيبة ، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله ﷺ طَوَتْهُ عنه ، فقال : يا بنية ما أدري أرغبتِ بي عن هذا الفراش ، أم رغبتِ به عني ؟ قالت : بل هو فراش رسول الله ﷺ وأنت مُشرك نَجَسٌ ، فقال : والله لقد أصابك بعدي شر ، ثم خرج حتى أتى رسول الله ﷺ ، فكلمه فلم يَرُدَّ عليه شيئاً ، ثم ذهب إلى أبي بكر ، فكلمه أن يُكَلِّمَ لَهُ رسول الله ﷺ فقال : ما أنا بفاعل ، ثم أتى عُمَرَ بنَ الخطاب فكلمه ، فقال: أنا أشفع لكم إلى رسول الله ﷺ ؟ فوالله لو لم أجد إلَّا الذَّرَّ لجاهدتكم به ، ثم جاء فدخل على علي بن أبي طالب ، وعنده فاطمة ، وحسن غلامٌ يَدِبُّ بين يديهما ، فقال : يا علي إنك أمس القوم بي رحماً ، وإني قد جئتُ في حاجة ، فلا ارْجِعَنَّ كما جئتُ خائباً ، اشفع لي إلى محمد ، فقال : ويحك يا أبا سفيان ، والله لقد عزم رسول الله ﷺ على أمر مانستطيع أن نُكَلِّمه فيه ، فالتفت إلى فاطمة فقال : هَلْ لَكِ أَنْ تَأمُري ابْنَك هذا ، فيجير بين الناس ، فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر ؟ قالت : والله ما يبلغ إبني ذاك أن يجير بين الناس ، وما يجير أحد على رسول الله ﷺ قال : يا أبا الحسن إني أرى الأمور قد اشتدت عليَّ ، فانصحني ، قال: والله ما أعلم لك شيئاً يغني عنك ، ولكنك سيد بني كنانة فقم فَأجِرْ بين الناس ، ثم الحق بأرضك ، قال: أو ترى ذلك مغنياً عني شيئاً ، قال : لا والله ما أظنه ، ولكني ما أجد لك غير ذلك ، فقام أبو سفيان في المسجد فقال : أيها الناس ! إني قد أجرتُ بين الناس ، ثم ركب بعيره فانطلق فلما قدم على قریش ، قالوا : ما وراءك ؟ قال : جئت محمداً فكلمته ، فوالله ما ردَّ عليّ شيئاً ، ثم جئتُ ابن أبي قحافة ، فلم أجد فيه خيراً ، ثم جئتُ عمر بن الخطاب ، فوجدته أعدى العدو ، ثم جئت علياً فوجدته ألين القوم قد أشار علي بشيء صنعته ، فوالله ما أدري هل يغني عني شيئاً أم لا ؟ قالوا : وبم أمرك ؟ قال : أمرني أن أجير بين الناس ، ففعلتُ فقالُوا : فهل أجاز ذلك محمد ؟ قال : لا ، قالوا : ويلك والله إن زاد الرجلُ على أن لعب بك ، قال: لا والله ما وجدت غير ذلك. ❝
❞ \"لست أدري كيف هنت\" كان الوعد دئما أني عليكِ لن أهون، لست أدري كيف بعد كل تلك الوعد كانت نهاية الرحله أني هُنت؛ وعودّ وعدتني بها بقولك لي\'\' لن تهوني\'\' ولكني هنت، هنت في أول خصام لنا تركتني وحيده هان ذالك القلب الذي تعلق بك، هانت تلك الروح التي بهتت من أجلك، ماتت تلك الروح عندما تركتها وحيده؛ لا تجد لها شخص تخبره عن قسوة هذة الحياة، هان ذالك القلب الذي ينزف كل ليلة إشتياقًا لك؛ ولكن برغم كل ما حدث مازال القلب متعلق بك ،هنت انا ولكنك لم تهون أُداري تلك الدموع وراء صمت ؛أصمت عندما يود القلب أن يصرخ، أجلس علي مقعدي أنظر إلى تلك الزهور الحمراء لم أكن أريد أن يحدث ذالك إنما ماذا نفعل بتلك العيون التى خانتني وجعلت دموعي تنهمر كل ليلة علي ذالك المقعد؛ أتذكر تلك الليالي التي كنا نجلس فيها معًا هل مازالت تتذكر تلك الليالي التي وعدتني فيها، مازلتُ أذكر أول لقاء لنا عندها وعدتني أننى لن أهون ولكنك أخلفت كل العهود وجعلتني هنت و مات القلب مره و ماتت الروح الف مره. گ/ندا أبو القاسم \"زهرة مارس\" ♡. ❝ ⏤حساب محذوف
❞ ˝لست أدري كيف هنت˝ كان الوعد دئما أني عليكِ لن أهون، لست أدري كيف بعد كل تلك الوعد كانت نهاية الرحله أني هُنت؛ وعودّ وعدتني بها بقولك لي˝˝ لن تهوني˝˝ ولكني هنت، هنت في أول خصام لنا تركتني وحيده هان ذالك القلب الذي تعلق بك، هانت تلك الروح التي بهتت من أجلك، ماتت تلك الروح عندما تركتها وحيده؛ لا تجد لها شخص تخبره عن قسوة هذة الحياة، هان ذالك القلب الذي ينزف كل ليلة إشتياقًا لك؛ ولكن برغم كل ما حدث مازال القلب متعلق بك ،هنت انا ولكنك لم تهون أُداري تلك الدموع وراء صمت ؛أصمت عندما يود القلب أن يصرخ، أجلس علي مقعدي أنظر إلى تلك الزهور الحمراء لم أكن أريد أن يحدث ذالك إنما ماذا نفعل بتلك العيون التى خانتني وجعلت دموعي تنهمر كل ليلة علي ذالك المقعد؛ أتذكر تلك الليالي التي كنا نجلس فيها معًا هل مازالت تتذكر تلك الليالي التي وعدتني فيها، مازلتُ أذكر أول لقاء لنا عندها وعدتني أننى لن أهون ولكنك أخلفت كل العهود وجعلتني هنت و مات القلب مره و ماتت الروح الف مره. گ/ندا أبو القاسم ˝زهرة مارس˝ ♡. ❝