❞ \" إن السماء تبكي بدموع الغمام وتصرخ بهدير الرعد .... وان الارض تإن بحفيف وتضج بأمواج البحر رحمة بالانسان ونحن ابناء الطبيعة فلنجارها في بكائها وأنينها\". ❝ ⏤مصطفى لطفي المنفلوطي
❞ ˝ إن السماء تبكي بدموع الغمام وتصرخ بهدير الرعد .. وان الارض تإن بحفيف وتضج بأمواج البحر رحمة بالانسان ونحن ابناء الطبيعة فلنجارها في بكائها وأنينها˝. ❝
❞ تظل الرواية المميزة هي تلك التي تستطيع تحقيق هذه المعادلة الصعبة بأفضل نتيجة ممكنة؛ وهي المعادلة التي تجمع فيها بين نقطتين هامتين، أولاهما: أن تستطيع جذب انتباهك منذ صفحاتها الأولى، وإثارة فضولك للحد الذي يدفعك دفعا للمضي قدما في أحداثها متلهفا لمعرفة ما تؤول إليه أمورها وما يصير إليه أبطالها، أما ثانيتهما: فهي ألا تخيب ظنك في ثلثها أو ربعها الأخير حيث مرحلة حل العقدة وكشف الغموض وصولا إلى نهاية منطقية تقنع عقلك وتثير إعجابك بقدرة الكاتب على إحكام نسج خيوط حبكته الروائية بكل مهارة وسلاسة واقتدار.
وهذا ما استطاعت تحقيقه إلى حد كبير د. الزهراء محمد سعيد Dr-Zahraa Mohamed في روايتها الأولى \"بحر ميمون\" والتي تم ترشيحها بفضل الله وتوفيقه ضمن القائمة الطويلة لجائزة كتارا للرواية العربية، متمنين لها مزيدا من التوفيق والوصول للقائمة القصيرة ثم المراكز الأولى بإذن الله.
الغلاف:
بغلاف أزرق مموه كأمواج بحر ميمون تطالعك الرواية وتستقبلك بغموض كغموض ذلك البحر الذي يضم في أعماقه الكثير والكثير من الأسرار التي تفاجئنا بها الرواية.. غلاف موفق إلى حد كبير من تصميم المبدعة Shorouk Sayed .
الحبكة:
جاءت متقنة مشوقة في البداية مقنعة في النهاية، بغموض مثير لا يعطيك مفاتيحه إلا مع نهايات الرواية، وخاتمة مفاجئة بعيدة عن جميع التوقعات.
الشخصيات:
رسمت بحرفية وإتقان كأنك تراها تتحرك أمامك، وتتعرف إليها كأنما قابلتها في الحياة فأحببت بعضها وتعاطفت مع بعضها ونفرت من آخرين.. أو ربما استطاعت الكاتبة بوصفها الدقيق لبعض التفاصيل أن تجعل قارئها يعاين الأحداث، والصفات الشكلية والنفسية لشخوص الرواية كأنما يراها متجسدة أمامه على شاشة السينما.
اللغة:
جاء السرد والحوار بالفصحى، حيث اتسمت الرواية بالسلامة والدقة اللغوية، واتسم أسلوب الكاتبة بالبساطة والسلاسة وقدر من البلاغة اللطيفة غير المعقدة، ليكون الأسلوب بذلك معينا للقارئ على معايشة الأحداث بسهولة بعيدا عن الاستعراض اللفظي والبلاغي الذي قد يحول دون ذلك.
في النهاية فنحن أمام رواية تعد قارئها بكثير من المفاجآت وكاتبة تحفر اسمها بقوة بين أدباء جيلها ببصمة خاصة ومميزة.. ❝ ⏤د.الزهراء محمد سعيد
❞ تظل الرواية المميزة هي تلك التي تستطيع تحقيق هذه المعادلة الصعبة بأفضل نتيجة ممكنة؛ وهي المعادلة التي تجمع فيها بين نقطتين هامتين، أولاهما: أن تستطيع جذب انتباهك منذ صفحاتها الأولى، وإثارة فضولك للحد الذي يدفعك دفعا للمضي قدما في أحداثها متلهفا لمعرفة ما تؤول إليه أمورها وما يصير إليه أبطالها، أما ثانيتهما: فهي ألا تخيب ظنك في ثلثها أو ربعها الأخير حيث مرحلة حل العقدة وكشف الغموض وصولا إلى نهاية منطقية تقنع عقلك وتثير إعجابك بقدرة الكاتب على إحكام نسج خيوط حبكته الروائية بكل مهارة وسلاسة واقتدار.
وهذا ما استطاعت تحقيقه إلى حد كبير د. الزهراء محمد سعيد Dr-Zahraa Mohamed في روايتها الأولى ˝بحر ميمون˝ والتي تم ترشيحها بفضل الله وتوفيقه ضمن القائمة الطويلة لجائزة كتارا للرواية العربية، متمنين لها مزيدا من التوفيق والوصول للقائمة القصيرة ثم المراكز الأولى بإذن الله.
الغلاف:
بغلاف أزرق مموه كأمواج بحر ميمون تطالعك الرواية وتستقبلك بغموض كغموض ذلك البحر الذي يضم في أعماقه الكثير والكثير من الأسرار التي تفاجئنا بها الرواية. غلاف موفق إلى حد كبير من تصميم المبدعة Shorouk Sayed .
الحبكة:
جاءت متقنة مشوقة في البداية مقنعة في النهاية، بغموض مثير لا يعطيك مفاتيحه إلا مع نهايات الرواية، وخاتمة مفاجئة بعيدة عن جميع التوقعات.
الشخصيات:
رسمت بحرفية وإتقان كأنك تراها تتحرك أمامك، وتتعرف إليها كأنما قابلتها في الحياة فأحببت بعضها وتعاطفت مع بعضها ونفرت من آخرين. أو ربما استطاعت الكاتبة بوصفها الدقيق لبعض التفاصيل أن تجعل قارئها يعاين الأحداث، والصفات الشكلية والنفسية لشخوص الرواية كأنما يراها متجسدة أمامه على شاشة السينما.
اللغة:
جاء السرد والحوار بالفصحى، حيث اتسمت الرواية بالسلامة والدقة اللغوية، واتسم أسلوب الكاتبة بالبساطة والسلاسة وقدر من البلاغة اللطيفة غير المعقدة، ليكون الأسلوب بذلك معينا للقارئ على معايشة الأحداث بسهولة بعيدا عن الاستعراض اللفظي والبلاغي الذي قد يحول دون ذلك.
في النهاية فنحن أمام رواية تعد قارئها بكثير من المفاجآت وكاتبة تحفر اسمها بقوة بين أدباء جيلها ببصمة خاصة ومميزة. ❝
❞ ما أجمل أن يهبنا الله الزمن الذي لا يدوم فيه شيء.
كل شيء يمضي ثم يصبح ذكرى.
أشد الآلام تتحول إلى مقالة طريفة تروى و أحاديث حول فنجان شاي.
أليست حياتنا معجزة.
و أليست معجزة أكبر أن تشفى و تلتئم جراح مفتوحة في مجرى الشرج تتلوث كل لحظة بما يلفظه الجسم من فضلات.. تشفى و تلتئم تلقائيا بدون بنسلين و بدون صبغة يود.. بالقدرة الإلهية التي وضعها الخالق في الأنسجة.
و من عجب أن الله حشد كل جنده عند مدخل الجسم و عند مخرجه.. عند الفم و الحلق و اللوزتين تشفى الجراح المفتوحة و تلتئم و هي في مجرى اللعاب الملوث و الأنفاس المحملة بالأتربة و الجراثيم.. و تقطع اللوزتان فيلتئم مكانهما بلمسة ساحر.
و عند الشرج حيث تخرج الفضلات تموج بالميكروبات القتالة تلتئم الجراح المفتوحة بقدرة القادر الذي سلحنا بأمضى أسلحته.
و لعل هذا هو السبب في الآلام حول منطقة الشرج حيث وضع الخالق أقوى شبكة من الأعصاب و نشر قنوات و أنهارا من الدم و الليمف و رصد الملايين من الكرات البيض و الخلايا الحارسة التي تلتهم كل ميكروب وافد فلا تبقي عليه.
و بعد هذا يشك شاك في العناية و الرحمة.
و يقول مفكر سطحي مثل سارتر إننا قد ألقي بنا في العالم بدون عون، و قذفنا إلى الوجود لنترك بلا عناية و بلا رعاية.
و لو أن سارتر تعلم الطب كما تعلم الأدب و درس الإنسان كما درس الوجود لعرف حقيقة نفسه و لقال كلاما آخر.
و لهذا تخطر لي أحيانا فكرة إلحاق كلية الآداب بكلية الطب.. فالإنسان و الوجود حقيقة واحدة. و لا يمكن إدراك الأول. دون إدراك الآخر. و ملامح الروح مكتوبة على الخلايا و ليست في كتب أرسطو.
و شفرة العناية الإلهية مكتوبة على أوراق الشجر و على مناقير الحمام و بتلات الورد..
الدودة التي يجعلها الله خضراء بلون الغصن الأخضر ليجعلها أقدر على الاختفاء عن عدوها.. و الفراشة الملونة بلون الوردة.. و السلحفاة الصفراء بلون الصحراء.
بشرة الزنجي التي تتلون في الشمس الاستوائية فتصبح سوداء كمظلة منصوبة عليه طول الوقت لتقيه لفح الشمس.
و البشرة البيضاء البلورية الشفافة لأهل الشمال حيث تختفي الشمس طول الوقت خلف الضباب، و حيث يشح الضوء لدرجة تجعل الجسد في حاجة إلى كل شعاعة عن أي طريق مثل تلك البشرة الشفافة الزجاجية.
أجسام الحيتان التي صاغتها العناية تلك الصياغات الإنسيابية كغواصات.. و كل سمكة و قد منحتها الطبيعة كيسا يفرغ و يمتلئ بالهواء لتطفو و تغوص كما تريد.
أفواه الحشرات و قد شكلتها العناية على ألف صورة و صورة حسب وظائفها.. الحشرة التي تمتص كالذبابة تشكل فمها على صورة خرطوم. و الحشرة التي تلدغ كالبعوضة تشكل فمها على صورة إبرة.. و الحشرة التي تقرص كالصرصور زودتها الطبيعة بمناشير و مبارد.
و الدودة التي تتطفل على الأمعاء زودتها الطبيعة بخطاطيف و كلابات حتى لا تقع في تجويف الأمعاء و تجرفها الفضلات.
و كلما تكاثر الأعداء على مخلوق أكثر الخالق من نسله، فدودة الإسكارس تبيض أكثر من مليون بيضة في الشهر، و تنجب أكثر من مليون دودة.
و في متاهات الصحاري حيث يشح الماء و تندر العيون خلق الله للأشجار بذورا مجنحة لتطير مع الرياح في الجهات الأربع و تحط في ألف شبر و شبر من الأرض، و ترحل مسافات شاسعة و كأنها بعثات استكشاف تذرع الصحاري.
و الخفاش الأعمى الذي لا يطير إلا في الليل زودته الطبيعة بأمواج ألتراسونيك يستكشف بها طريقه.
و الكتكوت الوليد ترشده الغريزة إلى أضعف مكان في البيضة فينقرها ليخرج إلى الوجود.
و الزنبور يعرف مكان المراكز العصبية عند فريسته فيحقنها بالسم و يشلها و كأنه جراح ماهر درس التشريح.
و النمل الذي قادته فطرته إلى اكتشاف الزراعة و تخزين المحصولات قبل أن يكتشفها الإنسان بملايين السنين.
و حشرة الترميت التي عرفت تكييف الهواء في بيوتها قبل أن يعرف الإنسان الأبواب و الشبابيك.
إن كل خطوة تخطوها في الطبيعة حولك تجد فيها أثر الرحمة و العناية و الرعاية.
لم يقذف بنا إلى الدنيا لنعاني بلا معين كما يقول سارتر.
إن كل ذرة في الكون تشير بإصبعها إلى رحمة الرحيم.
حتى الألم لم يخلقه الله لنا عبثا.. و إنما هو مؤشر و بوصلة تشير إلى مكان الداء و تلفت النظر إليه.
ألم الجسد يضع يدك على موضع المرض.
و ألم النفس يدفعك للبحث عن نفسك.
و ألم الروح يلهمك و يفتح آفاقك إلى إدراك شامل، فالدنيا ليست كل شيء، و لا يمكن أن تكون كل شيء و فيها كل هذه الآلام و المظالم. و إنما لابد أن يكون وراءها عالم آخر سماوي ترد فيه الحقوق إلى أصحابها، و يجد كل ظالم عقابه.
و بالألم و مغالبته و الصبر عليه و مجاهدته تنمو الشخصية و تزداد الإرادة صلابة و إصرارا ، و يصبح الإنسان شيئا آخر غير الحيوان والنبات.
ما أكثر ما تعلمت على سرير المستشفى.
و شكرا لأيام المرض و آلامه.
من كتاب / الشيطان يحكم
للدكتور مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ ما أجمل أن يهبنا الله الزمن الذي لا يدوم فيه شيء.
كل شيء يمضي ثم يصبح ذكرى.
أشد الآلام تتحول إلى مقالة طريفة تروى و أحاديث حول فنجان شاي.
أليست حياتنا معجزة.
و أليست معجزة أكبر أن تشفى و تلتئم جراح مفتوحة في مجرى الشرج تتلوث كل لحظة بما يلفظه الجسم من فضلات. تشفى و تلتئم تلقائيا بدون بنسلين و بدون صبغة يود. بالقدرة الإلهية التي وضعها الخالق في الأنسجة.
و من عجب أن الله حشد كل جنده عند مدخل الجسم و عند مخرجه. عند الفم و الحلق و اللوزتين تشفى الجراح المفتوحة و تلتئم و هي في مجرى اللعاب الملوث و الأنفاس المحملة بالأتربة و الجراثيم. و تقطع اللوزتان فيلتئم مكانهما بلمسة ساحر.
و عند الشرج حيث تخرج الفضلات تموج بالميكروبات القتالة تلتئم الجراح المفتوحة بقدرة القادر الذي سلحنا بأمضى أسلحته.
و لعل هذا هو السبب في الآلام حول منطقة الشرج حيث وضع الخالق أقوى شبكة من الأعصاب و نشر قنوات و أنهارا من الدم و الليمف و رصد الملايين من الكرات البيض و الخلايا الحارسة التي تلتهم كل ميكروب وافد فلا تبقي عليه.
و بعد هذا يشك شاك في العناية و الرحمة.
و يقول مفكر سطحي مثل سارتر إننا قد ألقي بنا في العالم بدون عون، و قذفنا إلى الوجود لنترك بلا عناية و بلا رعاية.
و لو أن سارتر تعلم الطب كما تعلم الأدب و درس الإنسان كما درس الوجود لعرف حقيقة نفسه و لقال كلاما آخر.
و لهذا تخطر لي أحيانا فكرة إلحاق كلية الآداب بكلية الطب. فالإنسان و الوجود حقيقة واحدة. و لا يمكن إدراك الأول. دون إدراك الآخر. و ملامح الروح مكتوبة على الخلايا و ليست في كتب أرسطو.
و شفرة العناية الإلهية مكتوبة على أوراق الشجر و على مناقير الحمام و بتلات الورد.
الدودة التي يجعلها الله خضراء بلون الغصن الأخضر ليجعلها أقدر على الاختفاء عن عدوها. و الفراشة الملونة بلون الوردة. و السلحفاة الصفراء بلون الصحراء.
بشرة الزنجي التي تتلون في الشمس الاستوائية فتصبح سوداء كمظلة منصوبة عليه طول الوقت لتقيه لفح الشمس.
و البشرة البيضاء البلورية الشفافة لأهل الشمال حيث تختفي الشمس طول الوقت خلف الضباب، و حيث يشح الضوء لدرجة تجعل الجسد في حاجة إلى كل شعاعة عن أي طريق مثل تلك البشرة الشفافة الزجاجية.
أجسام الحيتان التي صاغتها العناية تلك الصياغات الإنسيابية كغواصات. و كل سمكة و قد منحتها الطبيعة كيسا يفرغ و يمتلئ بالهواء لتطفو و تغوص كما تريد.
أفواه الحشرات و قد شكلتها العناية على ألف صورة و صورة حسب وظائفها. الحشرة التي تمتص كالذبابة تشكل فمها على صورة خرطوم. و الحشرة التي تلدغ كالبعوضة تشكل فمها على صورة إبرة. و الحشرة التي تقرص كالصرصور زودتها الطبيعة بمناشير و مبارد.
و الدودة التي تتطفل على الأمعاء زودتها الطبيعة بخطاطيف و كلابات حتى لا تقع في تجويف الأمعاء و تجرفها الفضلات.
و كلما تكاثر الأعداء على مخلوق أكثر الخالق من نسله، فدودة الإسكارس تبيض أكثر من مليون بيضة في الشهر، و تنجب أكثر من مليون دودة.
و في متاهات الصحاري حيث يشح الماء و تندر العيون خلق الله للأشجار بذورا مجنحة لتطير مع الرياح في الجهات الأربع و تحط في ألف شبر و شبر من الأرض، و ترحل مسافات شاسعة و كأنها بعثات استكشاف تذرع الصحاري.
و الخفاش الأعمى الذي لا يطير إلا في الليل زودته الطبيعة بأمواج ألتراسونيك يستكشف بها طريقه.
و الكتكوت الوليد ترشده الغريزة إلى أضعف مكان في البيضة فينقرها ليخرج إلى الوجود.
و الزنبور يعرف مكان المراكز العصبية عند فريسته فيحقنها بالسم و يشلها و كأنه جراح ماهر درس التشريح.
و النمل الذي قادته فطرته إلى اكتشاف الزراعة و تخزين المحصولات قبل أن يكتشفها الإنسان بملايين السنين.
و حشرة الترميت التي عرفت تكييف الهواء في بيوتها قبل أن يعرف الإنسان الأبواب و الشبابيك.
إن كل خطوة تخطوها في الطبيعة حولك تجد فيها أثر الرحمة و العناية و الرعاية.
لم يقذف بنا إلى الدنيا لنعاني بلا معين كما يقول سارتر.
إن كل ذرة في الكون تشير بإصبعها إلى رحمة الرحيم.
حتى الألم لم يخلقه الله لنا عبثا. و إنما هو مؤشر و بوصلة تشير إلى مكان الداء و تلفت النظر إليه.
ألم الجسد يضع يدك على موضع المرض.
و ألم النفس يدفعك للبحث عن نفسك.
و ألم الروح يلهمك و يفتح آفاقك إلى إدراك شامل، فالدنيا ليست كل شيء، و لا يمكن أن تكون كل شيء و فيها كل هذه الآلام و المظالم. و إنما لابد أن يكون وراءها عالم آخر سماوي ترد فيه الحقوق إلى أصحابها، و يجد كل ظالم عقابه.
و بالألم و مغالبته و الصبر عليه و مجاهدته تنمو الشخصية و تزداد الإرادة صلابة و إصرارا ، و يصبح الإنسان شيئا آخر غير الحيوان والنبات.
ما أكثر ما تعلمت على سرير المستشفى.
و شكرا لأيام المرض و آلامه.
من كتاب / الشيطان يحكم
للدكتور مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝
❞ لا مفر
يحيط الدجن، يمتلئ الكون بأصواتٍ غامضة، والقلب يهتز بنداءاتٍ لا تُسمع، والقدمان تتمايلان فوق دروبٍ مظلمة، الروح تجاهد، تبحث عن الخلاص وسط أمواجٍ من صمتٍ جارح، الفرار يصبح أمنية غائبة، والديجور يمسك بكل أركان الوجود، كأنه يحاصر الجسد، ويبتلع الرغبة في الهرب، العينان تغلقان، محاولة لطي هذا المشهد الثقيل، لحظات تمرّ كأنها أعوام، والهمسات تتكاثر، تملأ الفراغات، تتصاعد في الأذن بلا توقف، عالم الأحلام يظهر كمهرب أخير، حيث الدفء يعانق الجسد، والسماء تتفتح بألوان الطمأنينة، الحنين يرتفع، يستعيد صورًا قديمة، يراها كأنها تشرق من جديد، ذلك العالم المنير يظهر في الأفق، عالم مليء بأصوات الضحكات، ورائحة الطمأنينة، وأضواء الأمل، هناك تنبض القلوب بحرارة الحياة، لكنّ شيئًا غريبًا يبدأ بالحدوث، خطوات غريبة تظهر، تقترب من ذلك العالم، وتبث في الأجواء غموضًا، ذلك الكائن يقترب، يحمل في يده شِباكًا غير مرئية، القلب ينكمش، يحاول الفهم، لكن الأضواء تغيب تدريجيًا، الشِباك تُلقي بثقلها، وتجعل الحركة مستحيلة، الكلمات تصبح صامتة، والخطوات تُثقل، في لحظة خاطفة، كل شيء يتغير، الوهم يسيطر، يصنع صورًا مزيفة، يوحي بالقوة، ويملأ القلب بأحلام كاذبة، تلك الصور تخترق الأعماق، تحفر آثارًا لا تُمحى، تجعل الروح تلهث خلف ظلالٍ لا وجود لها، الألوان تبهت، الأحلام تتحول إلى رماد، الخراب ينتشر، يلتهم المساحات، ويحول كل شيء إلى رماد، العالم يصبح كيانًا متصدعًا، والروح تسقط في بئر بلا قاع، الألم يتصاعد، يسير كأنه نهر من نار، الأصوات تتلاشى، تاركة صدى يُعيد نفس الكلمات: الخبث ينتصر، والديجور يحكم، القلب ينزف، لكن ليس بالدماء المعتادة هو نزف من نوع آخر، نزف يُخرج معه الذكريات، والمشاعر، وحتى الأحلام، الصراخ يرتفع من أعماقٍ مجهولة، كأنه صوت طفل يضيع عنه وجه والدته في زحامٍ لا ينتهي،الظلال تتكاثر، تتسرب إلى الأعماق، وتملأ الفراغات، الروح تتحول إلى كيان قاتم، يمتلئ بالحقد، ويبحث عن انتقامٍ لا يهدأ، كل ما يقترب من هذا الكيان يموت، يتلاشى، ينطفئ، العالم يصبح مساحة واحدة: السواد المطلق، وفي لحظة مواجهة مع الذات، يظهر الإدراك بأن الألم قد غيّر كل شيء، القلب الذي كان يحمل الحب صار حجرًا سامًا، والروح التي كانت تعانق النور أصبحت سيفًا يقطع بلا تمييز، الوجود يتحول إلى انعكاس للشر، يقتل القلوب، يمزق الأرواح، ويزرع الظلام، لا فرق بين من يجرح ومن يحاول المداواة، الكل يتلقى ذات المصير، وهكذا، يتحول الكائن إلى ظلّ لا يُميز بين النور والظلام، فقط يزرع الحط.
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞ لا مفر
يحيط الدجن، يمتلئ الكون بأصواتٍ غامضة، والقلب يهتز بنداءاتٍ لا تُسمع، والقدمان تتمايلان فوق دروبٍ مظلمة، الروح تجاهد، تبحث عن الخلاص وسط أمواجٍ من صمتٍ جارح، الفرار يصبح أمنية غائبة، والديجور يمسك بكل أركان الوجود، كأنه يحاصر الجسد، ويبتلع الرغبة في الهرب، العينان تغلقان، محاولة لطي هذا المشهد الثقيل، لحظات تمرّ كأنها أعوام، والهمسات تتكاثر، تملأ الفراغات، تتصاعد في الأذن بلا توقف، عالم الأحلام يظهر كمهرب أخير، حيث الدفء يعانق الجسد، والسماء تتفتح بألوان الطمأنينة، الحنين يرتفع، يستعيد صورًا قديمة، يراها كأنها تشرق من جديد، ذلك العالم المنير يظهر في الأفق، عالم مليء بأصوات الضحكات، ورائحة الطمأنينة، وأضواء الأمل، هناك تنبض القلوب بحرارة الحياة، لكنّ شيئًا غريبًا يبدأ بالحدوث، خطوات غريبة تظهر، تقترب من ذلك العالم، وتبث في الأجواء غموضًا، ذلك الكائن يقترب، يحمل في يده شِباكًا غير مرئية، القلب ينكمش، يحاول الفهم، لكن الأضواء تغيب تدريجيًا، الشِباك تُلقي بثقلها، وتجعل الحركة مستحيلة، الكلمات تصبح صامتة، والخطوات تُثقل، في لحظة خاطفة، كل شيء يتغير، الوهم يسيطر، يصنع صورًا مزيفة، يوحي بالقوة، ويملأ القلب بأحلام كاذبة، تلك الصور تخترق الأعماق، تحفر آثارًا لا تُمحى، تجعل الروح تلهث خلف ظلالٍ لا وجود لها، الألوان تبهت، الأحلام تتحول إلى رماد، الخراب ينتشر، يلتهم المساحات، ويحول كل شيء إلى رماد، العالم يصبح كيانًا متصدعًا، والروح تسقط في بئر بلا قاع، الألم يتصاعد، يسير كأنه نهر من نار، الأصوات تتلاشى، تاركة صدى يُعيد نفس الكلمات: الخبث ينتصر، والديجور يحكم، القلب ينزف، لكن ليس بالدماء المعتادة هو نزف من نوع آخر، نزف يُخرج معه الذكريات، والمشاعر، وحتى الأحلام، الصراخ يرتفع من أعماقٍ مجهولة، كأنه صوت طفل يضيع عنه وجه والدته في زحامٍ لا ينتهي،الظلال تتكاثر، تتسرب إلى الأعماق، وتملأ الفراغات، الروح تتحول إلى كيان قاتم، يمتلئ بالحقد، ويبحث عن انتقامٍ لا يهدأ، كل ما يقترب من هذا الكيان يموت، يتلاشى، ينطفئ، العالم يصبح مساحة واحدة: السواد المطلق، وفي لحظة مواجهة مع الذات، يظهر الإدراك بأن الألم قد غيّر كل شيء، القلب الذي كان يحمل الحب صار حجرًا سامًا، والروح التي كانت تعانق النور أصبحت سيفًا يقطع بلا تمييز، الوجود يتحول إلى انعكاس للشر، يقتل القلوب، يمزق الأرواح، ويزرع الظلام، لا فرق بين من يجرح ومن يحاول المداواة، الكل يتلقى ذات المصير، وهكذا، يتحول الكائن إلى ظلّ لا يُميز بين النور والظلام، فقط يزرع الحط.