❞ وبالتفصيل راحت ملكة تقص على يوسف إدريس كل الدقائق الصغيرة الخاصة بالملابس التي جهّزتها، وكل كبيرة وصغيرة في (جهازها)، حتى وصلا إلى ليلة الحنة، وهي الليلة التي عادةً يكتب فيها الكتاب، وتسبق يوم الدخلة بيوم.
كل هذا وإدريس يتأمل نظراتها المستفيقة السكرى بعبق التي تتذكر الماضي كأنه الآن، وأحلى من الآن، فهو ماضي البنت الصغيرة الحلوة حين تحلم بشاب غريب تريد أن تمنح له نفسها في أقرب لحظة، نظرات تختلط فيها نشوة ما كان، باكتئابه أنه فعلًا كان ومضى، وأنه أبدًا لن يعود!
إلى أن وصلا إلى ليلة الدخلة، فقالت له ملكة: «وفي الصباحية...».
أمسك إدريس بيدها النحيلة كأنه -على حد تعبيره- يقبض بكل قوته على «فرامل» البسكليتة!
وقال لها: «لا... الأهم من الصباحية أن تحكي لي عن ليلة (الدخلة) وما حدث فيها... فأرجوكِ يا جلالة الملكة أن تقصِّي علي كل شيء بالتفصيل».. ❝ ⏤بشرى عبدالمؤمن
❞ وبالتفصيل راحت ملكة تقص على يوسف إدريس كل الدقائق الصغيرة الخاصة بالملابس التي جهّزتها، وكل كبيرة وصغيرة في (جهازها)، حتى وصلا إلى ليلة الحنة، وهي الليلة التي عادةً يكتب فيها الكتاب، وتسبق يوم الدخلة بيوم.
كل هذا وإدريس يتأمل نظراتها المستفيقة السكرى بعبق التي تتذكر الماضي كأنه الآن، وأحلى من الآن، فهو ماضي البنت الصغيرة الحلوة حين تحلم بشاب غريب تريد أن تمنح له نفسها في أقرب لحظة، نظرات تختلط فيها نشوة ما كان، باكتئابه أنه فعلًا كان ومضى، وأنه أبدًا لن يعود!
إلى أن وصلا إلى ليلة الدخلة، فقالت له ملكة: «وفي الصباحية..».
أمسك إدريس بيدها النحيلة كأنه -على حد تعبيره- يقبض بكل قوته على «فرامل» البسكليتة!
وقال لها: «لا.. الأهم من الصباحية أن تحكي لي عن ليلة (الدخلة) وما حدث فيها.. فأرجوكِ يا جلالة الملكة أن تقصِّي علي كل شيء بالتفصيل». ❝
❞ كانت (ملكة) جميلة ومثيرة، مَن حَظي منها بنظرة من رجال القرية -على حد تعبير إدريس- كان يعيش متدفئًا بها طوال العام، واختار لها والدها شابًّا مليحًا عريض القوام في السابعة عشرة من عمره كان هو المرشح لزعامة القبيلة بعد أن ينتهي عهد أبيها، أو على الأقل كان واحدًا من كبار المرشحين.
وبوجه استرخت ملامحه وانبسطت تجعداته، وبعينين كأنما أصبح ما يتحكم فيهما ليس ما تراه أمامها ولكن رؤى ماضية سحيقة تخرج معتقة بمنعة إعادة شريط الحياة والشباب والقلب الجياش كأنما تحياها فعلًا وحقًّا مرة أخرى، تلك اللحظات كانت أشد ما يسترعي انتباه الطفل يوسف إدريس ليس لسروره بالحكاية والأحداث ولكن لذلك التغير الخارق الذي يطرأ على ملامحها وتلك الأنوثة الدافقة التي تعود إلى صوتها ليفقد مقاماته العريضة الرجالية، ويكتسب خواصه الأنثوية المزغردة التي كانت لها في ريعان الشباب، حتى وصلا معًا -إدريس وملكة- بالقصة إلى قراءة الفاتحة، وسألها فجأة: هل رأيتِ العريس قبل هذا؟. ❝ ⏤بشرى عبدالمؤمن
❞ كانت (ملكة) جميلة ومثيرة، مَن حَظي منها بنظرة من رجال القرية -على حد تعبير إدريس- كان يعيش متدفئًا بها طوال العام، واختار لها والدها شابًّا مليحًا عريض القوام في السابعة عشرة من عمره كان هو المرشح لزعامة القبيلة بعد أن ينتهي عهد أبيها، أو على الأقل كان واحدًا من كبار المرشحين.
وبوجه استرخت ملامحه وانبسطت تجعداته، وبعينين كأنما أصبح ما يتحكم فيهما ليس ما تراه أمامها ولكن رؤى ماضية سحيقة تخرج معتقة بمنعة إعادة شريط الحياة والشباب والقلب الجياش كأنما تحياها فعلًا وحقًّا مرة أخرى، تلك اللحظات كانت أشد ما يسترعي انتباه الطفل يوسف إدريس ليس لسروره بالحكاية والأحداث ولكن لذلك التغير الخارق الذي يطرأ على ملامحها وتلك الأنوثة الدافقة التي تعود إلى صوتها ليفقد مقاماته العريضة الرجالية، ويكتسب خواصه الأنثوية المزغردة التي كانت لها في ريعان الشباب، حتى وصلا معًا -إدريس وملكة- بالقصة إلى قراءة الفاتحة، وسألها فجأة: هل رأيتِ العريس قبل هذا؟. ❝