❞ لماذا نخاف يا أبي؟
لماذا نخاف من الظّلام؟
ومن الليل، من الصّمت المُطبق، ومن الغرفات الخالية، ومن الخزانات المُغلقة، وحتى من النّظر تحت الأسرّة بعد خلود الجميع للنوم؟ نتوقّع دائمًا خروج الأشباح من خلف النّجود المُسدلة، ومن فرجة الأبواب التي تحدث أزيزًا عندما نحركها، وخلف الستائر التي يرعشها الهواء فجأة، ونحن على يقين أنّ الأشباح لا تحتاج للاختباء خلف سترٍ من قماش، كيف تهوي قلوبنا في صدورنا عندما يدقّ جرس الباب ونحن وحدنا بالبيت؟ لمجرّد أننا وحدنا هناك! ونحن على يقين أن الباب مغلق بالمفاتيح والأقفال، نتخيل أنه لص سيقتحم الباب فنقترب ونحن نسير على أطراف أصابعنا لنتحقق من هويته. ولماذا نتلفّت كثيرًا عندما ينحرف بنا الطّريق لشارع هادئ ونبحث عمّن يتتبعنا ليقتلنا؟ لماذا نخاف من فأر ضئيل وقد نقف أمامه ونرتجف؟ حتى الصرصار على حقارته يدفعنا للقفز وللصراخ، ما أضعفنا!
ننظر بريبة لسائق سيّارة الأُجرة ونتوقّع أنّه سيخطفنا، نخاف من المتسوّلين لا لشيء إلّا لأنّ أسمالهم دبقة وبالية، ترهبنا الكهوف المهجورة، والآبار العميقة، والشرفات العالية، حتى أننا نهاب ونخشى الشعور بالخوف نفسه! دائمًا تنقطع أصواتنا في الأحلام عندما نُريد أن نصرخ حين يُطاردنا كيان مجهول بكابوس مزعج، عجيب خوفنا هذا..
عجيب!. ❝ ⏤حنان لاشين
❞ لماذا نخاف يا أبي؟
لماذا نخاف من الظّلام؟
ومن الليل، من الصّمت المُطبق، ومن الغرفات الخالية، ومن الخزانات المُغلقة، وحتى من النّظر تحت الأسرّة بعد خلود الجميع للنوم؟ نتوقّع دائمًا خروج الأشباح من خلف النّجود المُسدلة، ومن فرجة الأبواب التي تحدث أزيزًا عندما نحركها، وخلف الستائر التي يرعشها الهواء فجأة، ونحن على يقين أنّ الأشباح لا تحتاج للاختباء خلف سترٍ من قماش، كيف تهوي قلوبنا في صدورنا عندما يدقّ جرس الباب ونحن وحدنا بالبيت؟ لمجرّد أننا وحدنا هناك! ونحن على يقين أن الباب مغلق بالمفاتيح والأقفال، نتخيل أنه لص سيقتحم الباب فنقترب ونحن نسير على أطراف أصابعنا لنتحقق من هويته. ولماذا نتلفّت كثيرًا عندما ينحرف بنا الطّريق لشارع هادئ ونبحث عمّن يتتبعنا ليقتلنا؟ لماذا نخاف من فأر ضئيل وقد نقف أمامه ونرتجف؟ حتى الصرصار على حقارته يدفعنا للقفز وللصراخ، ما أضعفنا!
ننظر بريبة لسائق سيّارة الأُجرة ونتوقّع أنّه سيخطفنا، نخاف من المتسوّلين لا لشيء إلّا لأنّ أسمالهم دبقة وبالية، ترهبنا الكهوف المهجورة، والآبار العميقة، والشرفات العالية، حتى أننا نهاب ونخشى الشعور بالخوف نفسه! دائمًا تنقطع أصواتنا في الأحلام عندما نُريد أن نصرخ حين يُطاردنا كيان مجهول بكابوس مزعج، عجيب خوفنا هذا.
عجيب!. ❝
❞ يقولون إن كل شيء يحدث لسبب… حسناً، هذا كلام لطيف يصلح لبطاقات التهنئة، لكنه لا يفسر لماذا يبرد كوب القهوة قبل أن أتذكر شربه، ولماذا تظل الأشياء التي ننتظرها طويلاً أقل بريقاً حين تأتينا أخيراً.
العبثية؟ لا بأس بها كتفسير، لكنها أيضاً ليست مقنعة تماماً. إذا كان كل شيء عبثياً، فلماذا نشعر بأن هناك أنماطاً خفية تحكم حياتنا؟ لماذا نلتقي بأشخاص معينين، ولماذا تتكرر بعض المشاهد كأننا عالقون في فيلم قديم يُعاد عرضه بلا نهاية؟
ثم هناك ذلك السؤال السخيف الذي يطاردنا جميعاً: هل كان يمكن أن يكون كل شيء مختلفاً؟ لو أنني خرجت من المنزل قبل خمس دقائق، لو أنني لم أقرأ ذلك الكتاب، لو أنني لم ألتقِ بذلك الشخص… هل كنت سأصبح شخصاً آخر؟ أم أن كل شيء كان مكتوباً، لا مهرب منه، حتى كوب القهوة البارد هذا؟
المنطق يقول إن لكل فعل رد فعل، لكن لا أحد يخبرك أن بعض الأفعال تظل بلا ردود، تظل معلقة في الفراغ، تنتظر شيئاً لن يأتي أبداً. مثل رسالة لم تُرسل، أو فكرة لم تُقل، أو نظرة أخيرة لم تحدث.
أفكر في كل هذا، ثم أرتشف قهوتي التي أصبحت الآن مجرد ماء بارد بنكهة الحزن… وأتساءل للمرة الألف: هل كان يمكن أن يكون كل شيء مختلفاً؟
_يوسف الغريب. ❝ ⏤يوسف سعد الغريب
❞ يقولون إن كل شيء يحدث لسبب… حسناً، هذا كلام لطيف يصلح لبطاقات التهنئة، لكنه لا يفسر لماذا يبرد كوب القهوة قبل أن أتذكر شربه، ولماذا تظل الأشياء التي ننتظرها طويلاً أقل بريقاً حين تأتينا أخيراً.
العبثية؟ لا بأس بها كتفسير، لكنها أيضاً ليست مقنعة تماماً. إذا كان كل شيء عبثياً، فلماذا نشعر بأن هناك أنماطاً خفية تحكم حياتنا؟ لماذا نلتقي بأشخاص معينين، ولماذا تتكرر بعض المشاهد كأننا عالقون في فيلم قديم يُعاد عرضه بلا نهاية؟
ثم هناك ذلك السؤال السخيف الذي يطاردنا جميعاً: هل كان يمكن أن يكون كل شيء مختلفاً؟ لو أنني خرجت من المنزل قبل خمس دقائق، لو أنني لم أقرأ ذلك الكتاب، لو أنني لم ألتقِ بذلك الشخص… هل كنت سأصبح شخصاً آخر؟ أم أن كل شيء كان مكتوباً، لا مهرب منه، حتى كوب القهوة البارد هذا؟
المنطق يقول إن لكل فعل رد فعل، لكن لا أحد يخبرك أن بعض الأفعال تظل بلا ردود، تظل معلقة في الفراغ، تنتظر شيئاً لن يأتي أبداً. مثل رسالة لم تُرسل، أو فكرة لم تُقل، أو نظرة أخيرة لم تحدث.
أفكر في كل هذا، ثم أرتشف قهوتي التي أصبحت الآن مجرد ماء بارد بنكهة الحزن… وأتساءل للمرة الألف: هل كان يمكن أن يكون كل شيء مختلفاً؟
❞ قصيدة من ديواني :
( المسافرُ رقم أربعين )
[آخر لقاء ]
بين أحزاني وقلبي المستباح
بين أشواقي
وآخر دميعات المساء
وقفنا هنا . .
على حافة الوداع
كشمس تحمل حوائجها
وإلى المجهول ترحل
وقمر ينعي نجمته الأخيرة
في محطة الوداع
وقفنا منكسرين
حزينين . . مجروحين
وعينانا غابتا
في دوّامة الحزن العميق
الوقت يحاصرنا
والحبّ يطاردنا
وحقائبنا الراحلة
امتلأت آهات
لم نعد نكترث
لطعنات الزمان
فالألم فينا صار موحداً
نستجديه أن يعذّبنا
أكثر فأكثر
أو يعيدنا إلى زمن الحبّ
كي نبتهل الرجاء بالدموع
لعلّ معجزة العودة تصيبنا
عودة الزمان إلى الوراء
كي ننسى
أو نموت كلانا
بثوب الحبّ الرقيق
ونًنسى
دعينا نخرج من دائرة الصمت
نتشارك لحظة الوداع الأخيرة
ونتلو آخر تراتيل الحبّ الخرساء
وآخر السطور الحزينة
دعينا نرحل بلا وداع
كلٌّ إلى مثواه
لا أريد أن يشاركني
في ذكراكِ الشمس
ولا الكواكب ولا القمر
أريد أن أعيش
وصوتكِ في محراب الذكرى
أشتاقكِ بطقوس الجرحى
أنام على صوتكِ . .
أبكي على صوتكِ
وأغفو على حلمي الكسير
هنا آخر وقفة لنا
فلا مكان بعد المكان يلتقينا
ولا وردة تهدينا أريجها
ولا حبٌّ يظلّلنا
تعالي نودع نعش حبّنا
وآخر فصل دموعنا الحزينة
اكتبي على نعش حبّنا
رثاءكِ الأخير
وقصة حبّ
ماتت في منتصف المسير
دعيني أقبّل يدكِ للمرّة الأخيرة
وأمسح أحزان قلبنا المنهار
فكلّ تاريخنا في الحبّ
انكسار . . انكسار
دعيني أقول أحبّكِ للمرّة الأخيرة
وأرحل
أراقب نبض أشواقي المتفجّرة
وأرحل
دعيني أضمكِ بين ذراعيّ
قبل أن أرحل. ❝ ⏤Saeed. Ha
❞ قصيدة من ديواني :
( المسافرُ رقم أربعين )
[آخر لقاء ]
بين أحزاني وقلبي المستباح
بين أشواقي
وآخر دميعات المساء
وقفنا هنا . .
على حافة الوداع
كشمس تحمل حوائجها
وإلى المجهول ترحل
وقمر ينعي نجمته الأخيرة
في محطة الوداع
وقفنا منكسرين
حزينين . . مجروحين
وعينانا غابتا
في دوّامة الحزن العميق
الوقت يحاصرنا
والحبّ يطاردنا
وحقائبنا الراحلة
امتلأت آهات
لم نعد نكترث
لطعنات الزمان
فالألم فينا صار موحداً
نستجديه أن يعذّبنا
أكثر فأكثر
أو يعيدنا إلى زمن الحبّ
كي نبتهل الرجاء بالدموع
لعلّ معجزة العودة تصيبنا
عودة الزمان إلى الوراء
كي ننسى
أو نموت كلانا
بثوب الحبّ الرقيق
ونًنسى
دعينا نخرج من دائرة الصمت
نتشارك لحظة الوداع الأخيرة
ونتلو آخر تراتيل الحبّ الخرساء
وآخر السطور الحزينة
دعينا نرحل بلا وداع
كلٌّ إلى مثواه
لا أريد أن يشاركني
في ذكراكِ الشمس
ولا الكواكب ولا القمر
أريد أن أعيش
وصوتكِ في محراب الذكرى
أشتاقكِ بطقوس الجرحى
أنام على صوتكِ . .
أبكي على صوتكِ
وأغفو على حلمي الكسير
هنا آخر وقفة لنا
فلا مكان بعد المكان يلتقينا
ولا وردة تهدينا أريجها
ولا حبٌّ يظلّلنا
تعالي نودع نعش حبّنا
وآخر فصل دموعنا الحزينة
اكتبي على نعش حبّنا
رثاءكِ الأخير
وقصة حبّ
ماتت في منتصف المسير
دعيني أقبّل يدكِ للمرّة الأخيرة
وأمسح أحزان قلبنا المنهار
فكلّ تاريخنا في الحبّ
انكسار . . انكسار
دعيني أقول أحبّكِ للمرّة الأخيرة
وأرحل
أراقب نبض أشواقي المتفجّرة
وأرحل
دعيني أضمكِ بين ذراعيّ
قبل أن أرحل. ❝
❞ أوجه مألوفة تملأ المكان صدى صوت يزحمه تكاد اَلرَّوِيَّةُ تنعدم اسمع أيضا صوت التهام المكان يبدو مُظْلِمًا، أرى في نهاية الممر ضوء خافت لقد اِتَّضَحَتْ اَلرَّوِيَّةُ أنهم يلتهمون كل شيء يسير على قدمه ما هذه الوحشية أنها هي المجاعة البشرية لا يعقل أننا أصبحنا هكذا، لقد انعقاد الزمن من قبل في عهد المنتصر بالله كل شيء أصبح فوضوي والفقر والمجاعة احتالت البلاد، أعددنا تفوق الخيال ومواردنا أصبحت في الحضيض نقاوم كل يوم من أجل غدا جديد لكن لا طاقة لنا أصبحنا نتأكل من الداخل هكذا هي نهاية وبداية عصر جديد يتحكم بها الأقوياء ويقتل فِيهِ الضعفاء
#أسماء_يماني #الشدة_المستنصرية_عصر_المجاعة
#تخاريف_قصصية. ❝ ⏤𝑺𝑶𝑴𝑨 𝑨𝑳𝒀𝑨𝑴𝑨𝑵𝒀
❞ أوجه مألوفة تملأ المكان صدى صوت يزحمه تكاد اَلرَّوِيَّةُ تنعدم اسمع أيضا صوت التهام المكان يبدو مُظْلِمًا، أرى في نهاية الممر ضوء خافت لقد اِتَّضَحَتْ اَلرَّوِيَّةُ أنهم يلتهمون كل شيء يسير على قدمه ما هذه الوحشية أنها هي المجاعة البشرية لا يعقل أننا أصبحنا هكذا، لقد انعقاد الزمن من قبل في عهد المنتصر بالله كل شيء أصبح فوضوي والفقر والمجاعة احتالت البلاد، أعددنا تفوق الخيال ومواردنا أصبحت في الحضيض نقاوم كل يوم من أجل غدا جديد لكن لا طاقة لنا أصبحنا نتأكل من الداخل هكذا هي نهاية وبداية عصر جديد يتحكم بها الأقوياء ويقتل فِيهِ الضعفاء
#أسماء_يماني#الشدة_المستنصرية_عصر_المجاعة #تخاريف_قصصية. ❝
❞ جلس والد آدم أمام نافذة المنزل، يتأمل قطعة الأرض الأخيرة التي كانت ملك العائلة. تلك الأرض لم تكن مجرد قطعة تراب، بل كانت تحمل ذكريات لا حصر لها، من الجبل إلى السهل. كانت رمزًا للعائلة، لأحلامهم، ولكفاحهم الطويل. بعد صراع داخلي مرير، اتخذ الأب قراره. لم يكن القرار سهلاً، ولكنه رآه السبيل الوحيد لمنح ابنه فرصة حياة أفضل.
وقف آدم أمام والده، محمّلًا بمشاعر متضاربة لم يستطع التعبير عنها. والده، الذي كان بالنسبة له رمزًا للصمود، تخلى عن آخر ما يملكه فقط ليمنحه فرصة لمستقبل أفضل.
قال له والده بنبرة هادئة ولكن مليئة بالثقة:
\"يا بني، هذه الأرض هي آخر قلاعنا الحصينة، لكنها لن تمنحك مستقبلًا إن بقيت هنا. هناك، في مكان بعيد، يمكنك أن تبني حياة جديدة.\"
قبل مغادرة آدم، اقتربت منه والدته، عيناها تفيض بالعاطفة والألم في آن واحد. أمسكت يده وقالت كلمات نقشها في ذاكرته إلى الأبد:
\"أنت الأمل الوحيد لعائلتك يا آدم. أنت من سيكسر لعنة الفقر التي تطاردنا منذ أجيال. لا تعد كما خرجت، بل عد حاملاً النجاح والنور لنا جميعًا.\". ❝ ⏤𝑴𝑨𝑯𝑴𝑶𝑼𝑫
❞ جلس والد آدم أمام نافذة المنزل، يتأمل قطعة الأرض الأخيرة التي كانت ملك العائلة. تلك الأرض لم تكن مجرد قطعة تراب، بل كانت تحمل ذكريات لا حصر لها، من الجبل إلى السهل. كانت رمزًا للعائلة، لأحلامهم، ولكفاحهم الطويل. بعد صراع داخلي مرير، اتخذ الأب قراره. لم يكن القرار سهلاً، ولكنه رآه السبيل الوحيد لمنح ابنه فرصة حياة أفضل.
وقف آدم أمام والده، محمّلًا بمشاعر متضاربة لم يستطع التعبير عنها. والده، الذي كان بالنسبة له رمزًا للصمود، تخلى عن آخر ما يملكه فقط ليمنحه فرصة لمستقبل أفضل.
قال له والده بنبرة هادئة ولكن مليئة بالثقة:
˝يا بني، هذه الأرض هي آخر قلاعنا الحصينة، لكنها لن تمنحك مستقبلًا إن بقيت هنا. هناك، في مكان بعيد، يمكنك أن تبني حياة جديدة.˝
قبل مغادرة آدم، اقتربت منه والدته، عيناها تفيض بالعاطفة والألم في آن واحد. أمسكت يده وقالت كلمات نقشها في ذاكرته إلى الأبد:
˝أنت الأمل الوحيد لعائلتك يا آدم. أنت من سيكسر لعنة الفقر التي تطاردنا منذ أجيال. لا تعد كما خرجت، بل عد حاملاً النجاح والنور لنا جميعًا.˝. ❝