❞ سفينة نوح سوف تمنحك كل ما تطمح إليه من معرفة أولاً: انتبه! لا تدع السفينة تفوتك. ثانياً: تذكر! إننا جميعا في الهوا سوا. ثالثاً: كن مستعداً! ففي أي لحظة يمكنك أن تضطر إلي القفز داخل السفينة. رابعاً: سافروا أزواجاً! لأسباب نحن في غني عن شرحها. خامساً: أقدم علي ماينبغي أن تقدم عليه.. ولا تلتفت لما يكتب أو يقال. سادساً: لا يهم من أين جئت! الجميع يسعي للحاق بالسفينة. سابعاً: اعلم! أن من خرج ولحق بسفينة نوح كتب الله له النجاة.
حصل علي شهادة الليسانس بتفوق، وتقدم بقلب جسور ليقبض علي حلمه بالالتحاق بالنيابة العامة. لم يكن يعرف وقتها أنه بتخرجه في الجامعة كان عليه أن ينتقل من فوره من عالم الطلبة إلي عالم الكبار. من كونه طالباً دوره في الحياة أن يذاكر ويحلم ويحب إلي كونه بالغاً وراشداً عليه أن يبدأ في فك لوغاريتمات الحياة، تلك الأكواد شديدة التعقيد التي تشكل ضفيرة المجتمع من الشعر المصري الإفريقي المجعد الخشن، التي لا يمكن لأحد أن يفكها إلا بألاعيب الفساد والمداهنة. لكن مع تتالي ضربات الزمن الممهور بختم القاهرة، كانت كل موجة تذيب بفضل أملاحها، وبعض أحماضها بعضاً من سذاجته التي لا شك قد ورثها عن والدته داخل جيناته الوراثية التي منحته أيضاً عينيها الساحرتين.
استيقظ في يوم علي آذان الفجر، قام ونزل إلي المسجد الملاصق لمنزله وصلي الفجر واكتشف بعدها فجأة أنه فقد سذاجته، سقطت منه وهو نصف نائم في لحظة خروجه من بوابة عمارته المهدمة. فقد بكارة طفولته وولج إلي عالم لا يعرفه.. عالم عليه أن يفتح آفاق حواسه لمحاولة اكتشافه، فقد أدرك في الساعة الخامسة وسبع وخمسين دقيقة بالضبط وهوجالس علي الحصيرة بجانب العمود الأيمن للزاوية التي صلي فيها أنه يحتاج إلي 70 ألف جنيه رشوة لتحقيق حلمه. هبطت البصيرة علي عينيه، ورأي مالم يستطيع رؤيته علي مدار أعوام الكلية، علي الرغم من نصائح كل أصدقائه. ظهرت له الحقيقة كرؤيا بعد أن لعبت أمواج الزمن الدوارة دورها في جلاء ذهنه وأدرك بوضوح الحقائق المقدسة لفك رموز مفاتيح الحياة. . ❝ ⏤ميرزا غلام أحمد
❞ سفينة نوح سوف تمنحك كل ما تطمح إليه من معرفة أولاً: انتبه! لا تدع السفينة تفوتك. ثانياً: تذكر! إننا جميعا في الهوا سوا. ثالثاً: كن مستعداً! ففي أي لحظة يمكنك أن تضطر إلي القفز داخل السفينة. رابعاً: سافروا أزواجاً! لأسباب نحن في غني عن شرحها. خامساً: أقدم علي ماينبغي أن تقدم عليه.. ولا تلتفت لما يكتب أو يقال. سادساً: لا يهم من أين جئت! الجميع يسعي للحاق بالسفينة. سابعاً: اعلم! أن من خرج ولحق بسفينة نوح كتب الله له النجاة.
حصل علي شهادة الليسانس بتفوق، وتقدم بقلب جسور ليقبض علي حلمه بالالتحاق بالنيابة العامة. لم يكن يعرف وقتها أنه بتخرجه في الجامعة كان عليه أن ينتقل من فوره من عالم الطلبة إلي عالم الكبار. من كونه طالباً دوره في الحياة أن يذاكر ويحلم ويحب إلي كونه بالغاً وراشداً عليه أن يبدأ في فك لوغاريتمات الحياة، تلك الأكواد شديدة التعقيد التي تشكل ضفيرة المجتمع من الشعر المصري الإفريقي المجعد الخشن، التي لا يمكن لأحد أن يفكها إلا بألاعيب الفساد والمداهنة. لكن مع تتالي ضربات الزمن الممهور بختم القاهرة، كانت كل موجة تذيب بفضل أملاحها، وبعض أحماضها بعضاً من سذاجته التي لا شك قد ورثها عن والدته داخل جيناته الوراثية التي منحته أيضاً عينيها الساحرتين.
استيقظ في يوم علي آذان الفجر، قام ونزل إلي المسجد الملاصق لمنزله وصلي الفجر واكتشف بعدها فجأة أنه فقد سذاجته، سقطت منه وهو نصف نائم في لحظة خروجه من بوابة عمارته المهدمة. فقد بكارة طفولته وولج إلي عالم لا يعرفه.. عالم عليه أن يفتح آفاق حواسه لمحاولة اكتشافه، فقد أدرك في الساعة الخامسة وسبع وخمسين دقيقة بالضبط وهوجالس علي الحصيرة بجانب العمود الأيمن للزاوية التي صلي فيها أنه يحتاج إلي 70 ألف جنيه رشوة لتحقيق حلمه. هبطت البصيرة علي عينيه، ورأي مالم يستطيع رؤيته علي مدار أعوام الكلية، علي الرغم من نصائح كل أصدقائه. ظهرت له الحقيقة كرؤيا بعد أن لعبت أمواج الزمن الدوارة دورها في جلاء ذهنه وأدرك بوضوح الحقائق المقدسة لفك رموز مفاتيح الحياة. . ❝
❞ كانت تعانى يوميا من عدم ترتيب غرفته..كان المنظر يؤذيها...بعدما تتفق معه على كل شئ يضرب بكلامها عرض الحائط ولا ينفذ أى شئ.. علمت أن طريقتها غير مجدية ..وانها يجب ان تلتزم معه بشئ واحد او اثنين على الاكثر...
فقررت أن تختار ترتيب السرير فقط ﻷنه اكثر ما يؤذيها..لأنها اكتشفت ان الخلل كان لديها حيث انها كانت تضع القاعده ولا تتابعها.. أوكلت له المهمة ..صارت تتابعها كل يوم..وبعدها بيومين فقط كتبت له رسالة ورقية ووضعتها على سريره :
تسلم ايدك يا حبيبى على السرير عاد من مدرسته طار فرحا برسالتها.. استمر فى المواظبة على الترتيب..وفى احد الايام استيقظ متأخرا عن ميعاد المدرسه فترك السرير حتى لا يتأخر... كانت قد تعلمت ان القاعدة يجب ان تكون مرنة..
قررت ان تتغاضى فقط فى هذا اليوم لأن التأخير لم يكن بإرادته...
دخلت غرفته...وضعت الغطاء فوق السرير ..وضعت ملابسه فى مكانها ثم انصرفت إلى عملها..
عادت من العمل لتجد رسالة مكتوبة فى غرفتها:
تسلم إيدك يا أحلى أم على السرير..بحبك يا أجمل أم♡
التربية بالقدوة أفضل ألف مرة من كلمات قد لا تجد صداها داخل قلوب أطفالنا..
ضع قاعدتك ..تابعها..حفز...ثم راقب النتيحة. ❝ ⏤فاطمه المهدى
❞ كانت تعانى يوميا من عدم ترتيب غرفته..كان المنظر يؤذيها...بعدما تتفق معه على كل شئ يضرب بكلامها عرض الحائط ولا ينفذ أى شئ.. علمت أن طريقتها غير مجدية ..وانها يجب ان تلتزم معه بشئ واحد او اثنين على الاكثر...
فقررت أن تختار ترتيب السرير فقط ﻷنه اكثر ما يؤذيها..لأنها اكتشفت ان الخلل كان لديها حيث انها كانت تضع القاعده ولا تتابعها.. أوكلت له المهمة ..صارت تتابعها كل يوم..وبعدها بيومين فقط كتبت له رسالة ورقية ووضعتها على سريره :
تسلم ايدك يا حبيبى على السرير عاد من مدرسته طار فرحا برسالتها.. استمر فى المواظبة على الترتيب..وفى احد الايام استيقظ متأخرا عن ميعاد المدرسه فترك السرير حتى لا يتأخر... كانت قد تعلمت ان القاعدة يجب ان تكون مرنة..
قررت ان تتغاضى فقط فى هذا اليوم لأن التأخير لم يكن بإرادته...
دخلت غرفته...وضعت الغطاء فوق السرير ..وضعت ملابسه فى مكانها ثم انصرفت إلى عملها..
عادت من العمل لتجد رسالة مكتوبة فى غرفتها:
تسلم إيدك يا أحلى أم على السرير..بحبك يا أجمل أم♡
التربية بالقدوة أفضل ألف مرة من كلمات قد لا تجد صداها داخل قلوب أطفالنا..
ضع قاعدتك ..تابعها..حفز...ثم راقب النتيحة . ❝
❞ الحلقة الثالثة
واستيقظ تامر صباحًا ، وهو في غاية النشاط ،بعدما منحه هيثم من الأمل ما يكفيه ليستعد لعمله الجديد ، فطرق باب أخته ، وقال:
انا عايز اتكلم معاكي في موضوع.
-خير على الصبح.
-جالي شغل حلو أوي ، هيكسبني ملايين .
-وشغل ايه ده ، ربنا يستر .
-شغل مقاولات مع رجل أعمال كبير ، وهيثم هيشاركني فيه ، وهو إلي عرض عليا أشتغل معاه.
-اه هيثم ، نصيحة مني بلاش .
-وليه بقا ، الراجل طلع كويس ،مش أصفر زي ما إنتي أخده عنه الفكرة، أول ما جاله شغل ، مفكرش في حد تاني غيري .
-اه ما ده بقا إلي مخوفني ، اشمعنا ، أكيد وراه مصيبة بجد .
-انتي ليه بتقولي كده ، يا نريم افهمي ، هيثم بيحبك جدا ، اديلوا فرصة ،وافتحيله الباب ، مش هتخسري حاجه وانا جمبك .
-ده لو أخر حد في الدنيا ، مستحيل اقبل بيه .
-يعني ايه ، عايزة ، تتجوزي ارمل أو مطلق معاه دستة عيال ، يتجوزك عشان تربيله العيال ، ولا تاخدي واحد بيحبك ، ومستعد يعملك إلي انا عايزاه .
-اه ، اقبل ، لو راجل قلبه أبيض ومحترم ، لكن هيثم مش برتاحله ، صدقني ، مش متقبلاه نهائي، وبعدين دي حياتي الخاصة ،ومتضغطش عليا عشان صاحبك ده.
ولما وجد تامر ، أنه لا جدوي في اقناع اخته ، قال :
بكرة لما تشوفينا ناجحين ، يمكن تغيري رأيك ، وتقتنعي بلي أنا بقوله .
-تامر ، اتكل على الله عشان مش أزعلك ، وافتكر إني حذرتك .
فخرج لوالدته و، فبشرها ، قائلًا :
باركيلي يا ست الكل ، جالي شغل ، بس ايه ، شغل غير اي شغل ، هيطلعني في العالي اوي اوي .
-بجد يا حبيبي.
-أومال ايه ،انا رايح أنا وهيثم نتفق عليه ، ونخلص مع الراجل كل حاجه ، ادعيلي بس انتي .
-روح يا بني ، ربنا يفتحها في وشك كمان وكمان ، وتعمر فيها قادر يا كريم .
فأدار وجه لها ، وقال:
مقبولة منك يا حاجة ، ان شاء الله .
ونزل من المصعد ،محدث نفسه ،قائلّا:
ايه الناس ، خلاص الثقة منعدمة فيا كده .
وأخرج هاتفه ، وطلب هيثم ، فأجابه :
ايه ، يا تامر ، خرجت ؟
-ايوة ، خرجت وبدور العربية ، هقابلك فين ؟
-فيلا الراجل في المعادي ، عدى عليا في البيت ، ونروح بعربيتك
-انا في الطريق ، مسافة السكة.
فمر عليه ، كما اتفقوا ، ووصف له الطريق كما وصفه له مرتضى ، في محادثته ، ووصلوا إلى الفيلا ، واستقبلهم ،رجال الأمن الخاص بسمير البارودي ، وكان قد أبلغهم مرتضى ، بأمر هؤلاء المهندسين ،فلما دخلن وجدوا ، أن مرتضي وسمير البارودي ،يناظروهم ، فاستقبلهم استقبالًا جيدًا ، فقال:
ااتفضلوا يا باش مهندسين ، طبعا انتو عارفين أنا مين ؟!
فإجابه هيثم وقال :
طبعا يا باشا ، دايمًا. مرتضى بيكلمني عنك .
-اه انت هيثم صح ، ويبقى انت تامر زي ما قالي مرتضي .
فأجابه تامر:
حقيقي ، أنا أول مرة أسمع عن حضرتك ، بس اتشرفت بيك يا فندم .
-شكلك متربي ، واين ناس .
-شكرًا يا فندم .
-بصوا بقا ، هندخل في الموضوع على طول ، أنا شاري حتة أرض في صحرا بعيد شوية ، وعايز تعملولي مخزن كبير وفيلا محندقة كده ، ومرتضى شكرلي فيكو ، قلتوا ايه ؟!
فأجابه ، هيثم :
طبعًا ،يا باشا ، نوعدك نعملك أحسن شغل .
-ايوة يا فندم ، في أقرب وقت هنعمل التصاميم ، وهنوريها لحضرتك .
-بس انا عايز على طول تبدأو الشغل ، في بضاعة جاية من برة في خلال أربع شهور ، عايز قبل ما تيجي ، تكون كل حاجه خلصانة .
-تمام يا باشا ، واحنا تحت أمرك .
-كويس ، أوي ، وهاتوا العمال إلي تحتاجوها وميهمكوش .
-تمام يا. فندم .
وبعد خروجهم ،من الفيلا ،قال هيثم :
ايه رأيك يا عم ؟
- حلو اوي ، أنا هحاول أخلص التصاميم ، خلال الاسبوع ده ، عشان نبدأ على طول .
- اه طبعا .
- بقولك ايه يا هيثم ، الراجل ده لو عجبه شغلنا ، هيبقى فاتحة خير علينا.
- اكيد ، بس قولي ، انت قولت لمريم على الشغل الجديد .
- اه ، قولتلها وكالعادة ، مفيش اي اندهاش ، بس ولا يهمني ،بكرة تدرك قيمة أخوها .
- اه ، طبعا.
فاستاء من حديث تامر ، وقال محدث نفسه :
مفيش فايدة فيكي ، يا مريم ، نفسي أعرف ، امتى تحسي بقيمتي ؟!
بس سواء حسيتي أو ما حستيش ، أنا هعرف أنتفم منك إزاي.
وبدأ تامر بالعمل على تصميم المشروع ، وهيثم يتردد من حانة لأخرى ، فلما تقابل مع مرتضى ،قال:
بقولك ايه ، تاكر سغال على التصميم ، بس هنعوز فلوس ، عشان نجيب عمال ومقاولين وكده .
-هتعوزا كام بعني ، وأنا أكلم الريس ، وبكرة تكون عندكوا .
-لو عايزين كده ، الموضوع يخلص في أسرع وقت ، يعني في حدود كده غشرة مليون .
-بس مش كتير ؟!
-كتير ايه ، ده أنا هعمله مخزن مصفح ،عشان يقدر يخبي سلاحه فيه براحته ، وأنا هعملوا حاجه أي كلام ، وإلي عايز حاجه نضيفه ، يكلف .
-طبب ، هكلم الريس ، وارد عليك بليل .
وبما تواصل ، مرتضى مع رئيسه ، وافق سمير البارودي على اعطاء هيثم المبلغ الذي طلبه نظير ، التفاني في انهاء المشروع في أسرع وقت .
ولم يخبر تامر ، هطعن هذا الأمر ، وذهب في اليوم التالي ، وتسلم المبلغ من هذا الرجل ، وعندما تقابل مع تامر ، قال:
بقولك متعرفش تصرف في خمسة مليون ، نخلص المشروع ، وكده كده هيطلع مكسب حلو هيضعفلك المبلغ .
-للأسف ، أنا اشتريت شقة جديدة ، وغيرت العربية ، فمبقاش معايا غير مية الف من ورث ابويا .
-متعرفش تبيعهم ؟
-لو هبعهم بسرعة ،هخسر جامد فيهم .
-ومامتك مش معاها ، تسلفك .
-لا ، بس مريم معاها ، مصرفتش حاجة من ورث بابا غير ، انها بتوفر من شغلها ، هحاول اكلمها تسلفني .
وابتسم ابتسامة ماكرة ، وقال :
وهو ده المطلوب ، أنا هخليكوا على الحديدة ، اصبروا عليا بس ، الجاي ، أيام سودة .
انتظروني في الحلقات المقبلة
الكاتبة ، ندا محمود. ❝ ⏤ندا محمود عبد اللطيف
❞ الحلقة الثالثة
واستيقظ تامر صباحًا ، وهو في غاية النشاط ،بعدما منحه هيثم من الأمل ما يكفيه ليستعد لعمله الجديد ، فطرق باب أخته ، وقال:
انا عايز اتكلم معاكي في موضوع.
خير على الصبح.
جالي شغل حلو أوي ، هيكسبني ملايين .
وشغل ايه ده ، ربنا يستر .
شغل مقاولات مع رجل أعمال كبير ، وهيثم هيشاركني فيه ، وهو إلي عرض عليا أشتغل معاه.
اه هيثم ، نصيحة مني بلاش .
وليه بقا ، الراجل طلع كويس ،مش أصفر زي ما إنتي أخده عنه الفكرة، أول ما جاله شغل ، مفكرش في حد تاني غيري .
اه ما ده بقا إلي مخوفني ، اشمعنا ، أكيد وراه مصيبة بجد .
انتي ليه بتقولي كده ، يا نريم افهمي ، هيثم بيحبك جدا ، اديلوا فرصة ،وافتحيله الباب ، مش هتخسري حاجه وانا جمبك .
ده لو أخر حد في الدنيا ، مستحيل اقبل بيه .
يعني ايه ، عايزة ، تتجوزي ارمل أو مطلق معاه دستة عيال ، يتجوزك عشان تربيله العيال ، ولا تاخدي واحد بيحبك ، ومستعد يعملك إلي انا عايزاه .
اه ، اقبل ، لو راجل قلبه أبيض ومحترم ، لكن هيثم مش برتاحله ، صدقني ، مش متقبلاه نهائي، وبعدين دي حياتي الخاصة ،ومتضغطش عليا عشان صاحبك ده.
ولما وجد تامر ، أنه لا جدوي في اقناع اخته ، قال :
بكرة لما تشوفينا ناجحين ، يمكن تغيري رأيك ، وتقتنعي بلي أنا بقوله .
تامر ، اتكل على الله عشان مش أزعلك ، وافتكر إني حذرتك .
فخرج لوالدته و، فبشرها ، قائلًا :
باركيلي يا ست الكل ، جالي شغل ، بس ايه ، شغل غير اي شغل ، هيطلعني في العالي اوي اوي .
بجد يا حبيبي.
أومال ايه ،انا رايح أنا وهيثم نتفق عليه ، ونخلص مع الراجل كل حاجه ، ادعيلي بس انتي .
روح يا بني ، ربنا يفتحها في وشك كمان وكمان ، وتعمر فيها قادر يا كريم .
فأدار وجه لها ، وقال:
مقبولة منك يا حاجة ، ان شاء الله .
ونزل من المصعد ،محدث نفسه ،قائلّا:
ايه الناس ، خلاص الثقة منعدمة فيا كده .
وأخرج هاتفه ، وطلب هيثم ، فأجابه :
ايه ، يا تامر ، خرجت ؟
ايوة ، خرجت وبدور العربية ، هقابلك فين ؟
فيلا الراجل في المعادي ، عدى عليا في البيت ، ونروح بعربيتك
انا في الطريق ، مسافة السكة.
فمر عليه ، كما اتفقوا ، ووصف له الطريق كما وصفه له مرتضى ، في محادثته ، ووصلوا إلى الفيلا ، واستقبلهم ،رجال الأمن الخاص بسمير البارودي ، وكان قد أبلغهم مرتضى ، بأمر هؤلاء المهندسين ،فلما دخلن وجدوا ، أن مرتضي وسمير البارودي ،يناظروهم ، فاستقبلهم استقبالًا جيدًا ، فقال:
ااتفضلوا يا باش مهندسين ، طبعا انتو عارفين أنا مين ؟!
فإجابه هيثم وقال :
طبعا يا باشا ، دايمًا. مرتضى بيكلمني عنك .
اه انت هيثم صح ، ويبقى انت تامر زي ما قالي مرتضي .
فأجابه تامر:
حقيقي ، أنا أول مرة أسمع عن حضرتك ، بس اتشرفت بيك يا فندم .
شكلك متربي ، واين ناس .
شكرًا يا فندم .
بصوا بقا ، هندخل في الموضوع على طول ، أنا شاري حتة أرض في صحرا بعيد شوية ، وعايز تعملولي مخزن كبير وفيلا محندقة كده ، ومرتضى شكرلي فيكو ، قلتوا ايه ؟!
فأجابه ، هيثم :
طبعًا ،يا باشا ، نوعدك نعملك أحسن شغل .
ايوة يا فندم ، في أقرب وقت هنعمل التصاميم ، وهنوريها لحضرتك .
بس انا عايز على طول تبدأو الشغل ، في بضاعة جاية من برة في خلال أربع شهور ، عايز قبل ما تيجي ، تكون كل حاجه خلصانة .
تمام يا باشا ، واحنا تحت أمرك .
كويس ، أوي ، وهاتوا العمال إلي تحتاجوها وميهمكوش .
تمام يا. فندم .
وبعد خروجهم ،من الفيلا ،قال هيثم :
ايه رأيك يا عم ؟
حلو اوي ، أنا هحاول أخلص التصاميم ، خلال الاسبوع ده ، عشان نبدأ على طول .
اه طبعا .
بقولك ايه يا هيثم ، الراجل ده لو عجبه شغلنا ، هيبقى فاتحة خير علينا.
اكيد ، بس قولي ، انت قولت لمريم على الشغل الجديد .
اه ، قولتلها وكالعادة ، مفيش اي اندهاش ، بس ولا يهمني ،بكرة تدرك قيمة أخوها .
اه ، طبعا.
فاستاء من حديث تامر ، وقال محدث نفسه :
مفيش فايدة فيكي ، يا مريم ، نفسي أعرف ، امتى تحسي بقيمتي ؟!
بس سواء حسيتي أو ما حستيش ، أنا هعرف أنتفم منك إزاي.
وبدأ تامر بالعمل على تصميم المشروع ، وهيثم يتردد من حانة لأخرى ، فلما تقابل مع مرتضى ،قال:
بقولك ايه ، تاكر سغال على التصميم ، بس هنعوز فلوس ، عشان نجيب عمال ومقاولين وكده .
هتعوزا كام بعني ، وأنا أكلم الريس ، وبكرة تكون عندكوا .
لو عايزين كده ، الموضوع يخلص في أسرع وقت ، يعني في حدود كده غشرة مليون .
بس مش كتير ؟!
كتير ايه ، ده أنا هعمله مخزن مصفح ،عشان يقدر يخبي سلاحه فيه براحته ، وأنا هعملوا حاجه أي كلام ، وإلي عايز حاجه نضيفه ، يكلف .
طبب ، هكلم الريس ، وارد عليك بليل .
وبما تواصل ، مرتضى مع رئيسه ، وافق سمير البارودي على اعطاء هيثم المبلغ الذي طلبه نظير ، التفاني في انهاء المشروع في أسرع وقت .
ولم يخبر تامر ، هطعن هذا الأمر ، وذهب في اليوم التالي ، وتسلم المبلغ من هذا الرجل ، وعندما تقابل مع تامر ، قال:
بقولك متعرفش تصرف في خمسة مليون ، نخلص المشروع ، وكده كده هيطلع مكسب حلو هيضعفلك المبلغ .
للأسف ، أنا اشتريت شقة جديدة ، وغيرت العربية ، فمبقاش معايا غير مية الف من ورث ابويا .
متعرفش تبيعهم ؟
لو هبعهم بسرعة ،هخسر جامد فيهم .
ومامتك مش معاها ، تسلفك .
لا ، بس مريم معاها ، مصرفتش حاجة من ورث بابا غير ، انها بتوفر من شغلها ، هحاول اكلمها تسلفني .
وابتسم ابتسامة ماكرة ، وقال :
وهو ده المطلوب ، أنا هخليكوا على الحديدة ، اصبروا عليا بس ، الجاي ، أيام سودة .
انتظروني في الحلقات المقبلة
الكاتبة ، ندا محمود . ❝
ظلامٌ حالكٌ في كل مكان، رفعتُ يدي أمام عيني فلم أستطع تبين ملامحها، لم تكن عيني ترى غير اللون الأسود في كل الأرجاء، وكأنّ الضوء غاب عن الحياة، أو أنّ الحياة نفسها قد غادرتني، هذا النوع من الظلام لم أختبره في حياتي قط، هل أنا ميتٌ؟ بالقطع لا، فما زلت أسمع دقات قلبي المتسارعة؛ ولو أنها ليست الصوت الوحيد حولي، هناك صوتُ أنفاسٍ خشنةٍ متقطعةٍ كأنها نزعاتُ الموت، ولكنها لا تعود لي، إنها قادمة من الغرفة المجاورة، حاولت أن أتبيّن مصدر هذا الصوت، أو أن أشعل ثقاباً من المطبخ والذي يقع على بعد أمتار مني، ولكن كلما حاولت أن أنهض من على مقعدي أشعر كأنني ملتصق به لا أستطيع الحركة، قاومت ذلك الإحساس وحاولت رفع جسدي من على المقعد رغم كل هذه القوة التي تشدني إليه، وفي النهاية تمكنت من الوقوف، وقاومت ذلك الشعور الثقيل الذي يلصقني في مكاني كأن الجاذبية الأرضية قد تضاعفت، وأصبحت خطواتي زاحفة لا أستطيع رفع قدميّ من على الأرض، وتوجهت إلى المطبخ أتحسس طريقي في هذا الظلام الدامس، وعلى الرغم من أني أحفظ مكان أثاث بيتي إلا أنني اصطدمت بكل قطعة في طريقي فزاحمت تأوهاتي تلك الأنفاس المتحشرجة القادمة من الغرفة المجاورة، وبصعوبة بالغة تمكنت من الوصول لشمعة وعلبة ثقاب تركتهما على الطاولة منذ عدة ليالٍ حينما انقطع التيار الكهربائي، وبمشقة بالغة وصلت بضوء الشمعة المهتز للغرفة الأخرى أسحب قدميّ وألهث كأنني أصعد قمة إفِرست، وما أن دخلت الغرفة إذا بعمي جابر ملقى على وجهه في الأرض تفوح منه رائحة كالغائط وملابسه محترقة من أطرافها، أسرعت أمد يدي لأرفعه من على الأرض، وما كدت أن أصل إليه إلا وشعرت بأيادٍ كثيرة تشدني بقوة خارج الغرفة بعيداً عنه؛ لأسقط على ظهري، ولكن الأرض اختفت فسقطت بسرعة شديدة في هوّة سحيقة لا أجد قاعاً لها، أغلقت عينيّ واستسلمت لنهايتي المحتومة، وشعرت بجسدي يرتطم بقوةٍ، فتحت عينيّ المثقلتين لأجد نفسي في مقعدي بالصالة، أرتدي نفس ملابسي التي كنت بها في يومي الشاق الذي بدأ منذ الفجر، حينما استيقظت على صوت الهاتف ليبلغني ابن عمي بوفاة أبيه، تذكرت عمي الملقى على وجهه في الغرفة المجاورة، أسرعت أفتح باب الغرفة المغلق، ولكن لا شيء هناك، وكيف يكون هناك شيء، فلقد قمنا بدفن عمي جابر اليوم بعد أن أنهكنا الروتين والإجراءات الحكومية اللازمة لاستخراج الأوراق اللازمة لذلك، ضربت رأسي بكف يدي بعد أن رأيت الساعة، كيف استغرقت في النوم وهذه الأحلام الخبيثة حتى كاد العزاء أن يبدأ، دخلت غرفتي بسرعة أحضر ملابس أخرى وهرعت للحمام أزيل آثار التراب والعرق الملتصقَين بجسدي، وارتديت ملابسي؛ لأتوجه لدار المناسبات التي سيقام فيها العزاء.
د. وليد قطب. ❝ ⏤Mona Najeeb
❞ رواية ˝فيلا برج˝ العرب
ظلامٌ حالكٌ في كل مكان، رفعتُ يدي أمام عيني فلم أستطع تبين ملامحها، لم تكن عيني ترى غير اللون الأسود في كل الأرجاء، وكأنّ الضوء غاب عن الحياة، أو أنّ الحياة نفسها قد غادرتني، هذا النوع من الظلام لم أختبره في حياتي قط، هل أنا ميتٌ؟ بالقطع لا، فما زلت أسمع دقات قلبي المتسارعة؛ ولو أنها ليست الصوت الوحيد حولي، هناك صوتُ أنفاسٍ خشنةٍ متقطعةٍ كأنها نزعاتُ الموت، ولكنها لا تعود لي، إنها قادمة من الغرفة المجاورة، حاولت أن أتبيّن مصدر هذا الصوت، أو أن أشعل ثقاباً من المطبخ والذي يقع على بعد أمتار مني، ولكن كلما حاولت أن أنهض من على مقعدي أشعر كأنني ملتصق به لا أستطيع الحركة، قاومت ذلك الإحساس وحاولت رفع جسدي من على المقعد رغم كل هذه القوة التي تشدني إليه، وفي النهاية تمكنت من الوقوف، وقاومت ذلك الشعور الثقيل الذي يلصقني في مكاني كأن الجاذبية الأرضية قد تضاعفت، وأصبحت خطواتي زاحفة لا أستطيع رفع قدميّ من على الأرض، وتوجهت إلى المطبخ أتحسس طريقي في هذا الظلام الدامس، وعلى الرغم من أني أحفظ مكان أثاث بيتي إلا أنني اصطدمت بكل قطعة في طريقي فزاحمت تأوهاتي تلك الأنفاس المتحشرجة القادمة من الغرفة المجاورة، وبصعوبة بالغة تمكنت من الوصول لشمعة وعلبة ثقاب تركتهما على الطاولة منذ عدة ليالٍ حينما انقطع التيار الكهربائي، وبمشقة بالغة وصلت بضوء الشمعة المهتز للغرفة الأخرى أسحب قدميّ وألهث كأنني أصعد قمة إفِرست، وما أن دخلت الغرفة إذا بعمي جابر ملقى على وجهه في الأرض تفوح منه رائحة كالغائط وملابسه محترقة من أطرافها، أسرعت أمد يدي لأرفعه من على الأرض، وما كدت أن أصل إليه إلا وشعرت بأيادٍ كثيرة تشدني بقوة خارج الغرفة بعيداً عنه؛ لأسقط على ظهري، ولكن الأرض اختفت فسقطت بسرعة شديدة في هوّة سحيقة لا أجد قاعاً لها، أغلقت عينيّ واستسلمت لنهايتي المحتومة، وشعرت بجسدي يرتطم بقوةٍ، فتحت عينيّ المثقلتين لأجد نفسي في مقعدي بالصالة، أرتدي نفس ملابسي التي كنت بها في يومي الشاق الذي بدأ منذ الفجر، حينما استيقظت على صوت الهاتف ليبلغني ابن عمي بوفاة أبيه، تذكرت عمي الملقى على وجهه في الغرفة المجاورة، أسرعت أفتح باب الغرفة المغلق، ولكن لا شيء هناك، وكيف يكون هناك شيء، فلقد قمنا بدفن عمي جابر اليوم بعد أن أنهكنا الروتين والإجراءات الحكومية اللازمة لاستخراج الأوراق اللازمة لذلك، ضربت رأسي بكف يدي بعد أن رأيت الساعة، كيف استغرقت في النوم وهذه الأحلام الخبيثة حتى كاد العزاء أن يبدأ، دخلت غرفتي بسرعة أحضر ملابس أخرى وهرعت للحمام أزيل آثار التراب والعرق الملتصقَين بجسدي، وارتديت ملابسي؛ لأتوجه لدار المناسبات التي سيقام فيها العزاء.
أصبحتُ فتاةٌ ذو العقدين
ولكنك غدوتَ كَهلاً عجوزاً
كبُرت ومعاها كثُرَت طموحاتي وأهدافي
لكن عصاك كانت تدوس عليها دائماً غير آبِهَه بسيَلان عبَراتي
أحببتُكَ يا وطني..
لكنك كُنت سبب ألمي ومُعاناتي
أُهِنت بداخلك
أُذَل وأنت بعيد عني
أعلم أن لا ذنب لك بِكُل ما يحدُث
لكنّ ذنبي أنكَ اخترتني لتلصِق بي وشمُ انتمائي الأبدي بِك
كُل من رآهُ رمَقني بنظرة علوّ تارة
وتارة أخرى بحسرة وشفقة
أنت تعلم أني لا أحِب هذهِ النظرات
نعم أنا يمانيّة بماضي عريق
وحاضر غريق
ومُستقبل ليس لهُ طريق
أنا يمانيّة
استيقظ على صياح الجرحى مُعطّرين برائِحة الدِماء
أقتاتُ فُتات الخوف صباحاً
لأنام على لِحاف الحرّ بباءً في مساءاً
أتَدرُك حجم الدمار في جوف أُنثى يمانيّة
في كُل خُروج تودّع أهلها بنظراتها
لا تعلم هل ستعود مرة أخرى للقاءهُم
أم انها محمولة ..
ذنبك يا وطني أنك عربي
وذنبي أنّي يمانيّة
أنت يا موطني من صحّت بِكَ مقولة أحببّتُ مُعذّبي
_صفية نورالدين. ❝ ⏤دار تغاريد نسر
❞ أحببت مُعذّبي
أصبحتُ فتاةٌ ذو العقدين
ولكنك غدوتَ كَهلاً عجوزاً
كبُرت ومعاها كثُرَت طموحاتي وأهدافي
لكن عصاك كانت تدوس عليها دائماً غير آبِهَه بسيَلان عبَراتي
أحببتُكَ يا وطني..
لكنك كُنت سبب ألمي ومُعاناتي
أُهِنت بداخلك
أُذَل وأنت بعيد عني
أعلم أن لا ذنب لك بِكُل ما يحدُث
لكنّ ذنبي أنكَ اخترتني لتلصِق بي وشمُ انتمائي الأبدي بِك
كُل من رآهُ رمَقني بنظرة علوّ تارة
وتارة أخرى بحسرة وشفقة
أنت تعلم أني لا أحِب هذهِ النظرات
نعم أنا يمانيّة بماضي عريق
وحاضر غريق
ومُستقبل ليس لهُ طريق
أنا يمانيّة
استيقظ على صياح الجرحى مُعطّرين برائِحة الدِماء
أقتاتُ فُتات الخوف صباحاً
لأنام على لِحاف الحرّ بباءً في مساءاً
أتَدرُك حجم الدمار في جوف أُنثى يمانيّة
في كُل خُروج تودّع أهلها بنظراتها
لا تعلم هل ستعود مرة أخرى للقاءهُم
أم انها محمولة ..
ذنبك يا وطني أنك عربي
وذنبي أنّي يمانيّة
أنت يا موطني من صحّت بِكَ مقولة أحببّتُ مُعذّبي