█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وأنت تردد أورادك من الأذكار أو تقرأ/ تسمع القرآن: إياك ثم إياك أن يكون همك الانتهاء من الورد/الإنجاز/خلصت/حققت/أنجزت، ومثل هذه الكلمات التي تترسخ في عقلك وتتحول إلى تصرفات مادية مع العبادات!
- الأصل في العبادة: أنها لوجه الله عز وجل وإرضاءً له، فهل يرضى رئيسك في العمل أن تكلمه بنبرة سريعة أو وتيرة خاطفة أو تُنهي له أوراقًا وتطبعها بغير تنسيق أو إتقان؟ بالطبع لا!!
ولله المثل الأعلى، أنت في الأصل تسعى لهذه الأوراد قربةً وإرضاءً لله عز وجل ورغبة فيما عنده من الأجر والمثوبة، فلا يكن همك الفوز بالسباق مع غيرك، كمن ينتهي أولا من ورده ومن يعلو فوق أخيه بأعداد التسبيح والذِكر!
.
العبادة للتغيير وليست للتعيير والمنافسة الجوفاء الخالية من الإيمانيات، لا تنسى ذلك.
أثناء سعيك لتحقيق ˝وسابقوا˝ إلى الدرجات العلى من الجنة، تذكر دائما قوله تعالى: ˝ليبلوكم أيكم أحسن عملا˝ وليس ˝أسرع عملا˝.
قاعدتك في العمل والسلوك والعبادة: الأحسن قبل الأسرع، الأفضل في الإتقان لا في سباق الأقران!
د. ندى العيسوي . ❝
❞ من الآمال ما هي نقش على الرمال و تشييد للقصور على الرمال ..
و من التمني ما هو تعبئة للبحار في غربال و ركوب الأهوال في الخيال .
و من هذا القبيل تصور الرجل الشرقي و هو قابع في بيته و بدون جهد يُذكَر أنه يستطيع أن يبلغ ما بلغه قرينه الغربي الخواجه .. من تقدم و تفوق و عبقرية .. بمجرد الفهلوة و الحداقة و دون أن يكدح كدحه في الدرس و التحصيل .. و دون أن يعكف عكوفه المضني في مختبرات البحث و التجريب .
إن هي إلا شد نَفَس عميق من الشيشة ، و شطحة في الخيال و يصل إليها في خطفة واحدة و هي طايرة .. هكذا .. و هي طايرة .. هيَّ إيه .. ؟! هو نفسه لا يدري .. !
و هو أمي لا يعرف حتى القراءة و الكتابة .. و لا يدري أن هناك لغة جديدة ظهرت في الدنيا بعد الأبجديتين العربية و الإجرومية الإنجليزية .. إسمها لغة الكمبيوتر و الإنترنت .. و إنه يجهلها كما يجهل الأبجديات العربية و الإنجليزية و اللاتينية .. و لا يعرف إلا لغة الحرام التي يتخاطب بها و يسمعها في الأغاني ..
الفهلوة .. ! ! إنها نظرية كل شيء .. عند صاحبنا ..
إنه يستطيع أن يفوز بجائزة نوبل بالفهلوة .. و يستطيع أن يكسب مليون جنيه بالفهلوة ..
و كل المطلوب أن يجذب نَفَساً من الشيشة و يشطح بخياله فتنزل عليه الفكرة و هي طايرة .. و الدنيا حظوظ .. أرزاق يا عمي .. لوتاريّة .
و تايسون كسب مليون دولار بضربة " هوك " شمال .. هوك جابت القاضية إللي هيّه .
و أينشتين كانت أمه دعيا له .
نظرية متكاملة يفسر بيها كل شيء .. إسمها الفهلوة .. و الحظ .. و البخت و النصيب .
أمية دينية .. و أمية اجتماعية .. و أمية أبجدية .. و فتاوَى جاهزة في كل شيء .. و حل جاهز لجميع المشكلات .. هو الفهلوة .. و نَفَس الشيشة الذي لا يخيب .
و الفكرة التي تنزل عليه و هي طايرة .
و تنتهي الفكرة في الغالب إلى عملية نصب و حصول على المال بالتحايل و شق الجيوب .. و الدنيا لوتارية .. و أرزاق يا عمي .
تَخَلُّف مُركَّب و محصول ثقافي من الأغاني الشبابية و الأفلام المصرية و شكوكو و فريد شوقي و المليجي .. هذه الشخصية تراها في روايات نجيب محفوظ .. و في حواري الموسكي .. و هي شخصية مصرية لحماً و دماً .. و هي تجسيد لتخلف حقيقي يجمع كل السلبيات الحقيقية للشخصية الشرقية .
و لكنها ليست كل الصورة ..
فشخصية مثل أم كلثوم تعطينا صورة أخرى إيجابية لكفاح متصاعد و كدح نحو المزيد من التعلُم و الإتقان و ذروة من الكمال النادر لفنانة لا تقِل عن الكبار من فناني الغرب النابهين .. و نجاح بأسبابه و ليس بالفهلوة ..
هذه امرأة أصابها التوفيق .. و لكنها صنعت نجاحها بعرق جبينها .. و هي مثال يقتدَى .
و الصورة الأخرى السلبية المتخلفة .. صورة صاحبنا الفهلوي .. يجب أن نتحرر منها و نخرج من إسارها .. فالدنيا ليست لوتارية .. و الفهلوة لن تكسب لنا مكاناً في هذا العالَم .. و نتيجتها التأخر إلى آخر الصف و الإنتهاء إلى الحضيض .
دنيانا التي نعييشها لن يكسبها إلا كادح ، مُجِّد ، مجتهد ، يدرِس و يَكِّد إلى آخر يوم في حياته .. و يذاكر و يتعلم إلى آخر نَفَس من عمره ..
و ما دام قد قُضي علينا بأن نناطح إسرائيل و تناطحنا إسرائيل .. و إسرائيل يؤيدها الغرب و تؤيدها أمريكا .. فقد أصبح الطريق واحداً و لا خيار ..
أن نضاعف الجهد و نكثِّف العمل على جميع المستويات ..
على مستوى العلم و الثقافة و الدفاع و الفنون العسكرية و فنون التخابر و الإستشعار عن بُعد و فنون التفاوض و المداولة ..
و أساليب المكر و التحايل و الختل و الخداع و الحربائية .
و كل هذا لن يكفي ..
و إنما طاعة الله الذي أنزل علينا قصة هؤلاء اليهود في قرآنه .. و الذي وعدنا بالنصر في صحيح آياته ..
طاعة الله هي ناصرنا الوحيد ، لأنه صاحب العلم الكلي ، و القدرة الكلية ، و القوة الكلية .
العِلم بما وراء النيّات .. و العلم بما وراء المواثيق و التعهدات .. و العلم بخفايا الصواريخ و الطائرات .. و العلم بأين و متى و كيف .
و ما أحوجنا لهذا الرب الكريم في كل آن .
و لقد فازَ مَنْ تحصَّن به ، و تَسلَّح بآياته ، و قاتل له ، و عاش و مات في طاعته .
و هذا هو المختصر المفيد في قصة صراعنا مع إسرائيل .. و صراعنا مع الدنيا كلها .
و هو دليلنا الوحيد للفوز و النجاة دنيا و آخرة . ❝
❞ وكان بدأ بالشك في الوجود، ثم أنتهى باليقين لقوله: ˝إن آلة الشك هي الفكر، فالفكر إذن موجود والمفكر موجود. أنا أفكر إذن أنا موجود.˝ وخلاصة فلسفته التي تسربت إلي الأدب هي الأهتمام بالأفكار دون الصناعة اللفظية، فجعل للفكر المنزلة الأولى، وقال إن الإتقان والإبداع هما في متانة الموضوع، وفي الأحوال العامة التي تولّد في نفس القراء أنواعًا من السرور والارتياح لما يقرءون . ❝
❞ المؤمنون أهل حلم وصبر وتواضع وتسامح وحياء..
{{يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما }} ٦٣– الفرقان.
تعرفهم بطول الصمت وتواصل الفكر وخفض الصوت والبعد عن الهرج والصخب والتلاعن..
وتعرفهم بالتأني والإتقان والإحسان فيما يعهد إليهم من أعمال، وتعرفهم بالدماثة ولين الطبع والصدق والوفاء والاعتدال في الأخذ من كل شي..
وإذا كان لا بد من اختيار صفه واحدة جامعة لطابع المؤمن لقلت هي: السكينة، فالسكينة هي الصفة المفردة التي تدل على أن الإنسان استطاع أن يسود مملكته الداخلية ويحكمها ويسوسها.
وهي الصفة المفردة التي تدل على انسجام عناصر النفس والتوافق بين متناقضاتها وانقيادها في خضوع وسلاسة لصاحبها وهو أمر لا يوهب إلا لمؤمن..
وأنت تقرأ هذه السكينة في هدوء صفحة الوجه.. ليس هدوء السطح بل هدوء العمق.. هدوء الباطن.. وليس هدوء الخواء ولا سكون البلادة، وإنما هدوء التركيز والصفاء واجتماع الهمة ووضوح الرؤية.. وكأنما الذي تراه أمامك يضم البحر بين جنبيه ..
والبحر ساكن ولكنه جياش يطرح اللالىء والأصداف والمراجين من اعماقه لحظة بلحظة، فهو غني الغنى اللانهائي..
وهذه خاصية المؤمن .. ذلك الهدوء المشع الثري.. لماذا؟؟ !!
لأن علاقة المؤمن بما حوله علاقة متميزة مختلفة.. علاقته بالأمس والغد.. وعلاقته بالموت.. وعلاقته بالناس.. وعلاقته بعمله ونظرته للأخلاق . ❝