❞ بعض الدروس المستفادة من الكتاب و
دورة الداء _والدواء_~ 💊
🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋
*🖊لكل داء دواء بالاستعانه بالله ،وتعلق القلب بالله.*
*🖊مشكلة الأنسان ضعف علم أو ضعف إراده.*
*🖊سبب الذنوب عدم تعظيم الله.*
*🖊صراع الانسان الحقيقي صراع محبوبات.*
*🖊الرقيه يتعلق بقوة تعلق الراقي بالله والمرقي. ايضًا،وكذالك الادعيه والأذكار قويه ولكن تستدعي لتنال الاثر قبول المحل وهمة الفاعل وتأثيره.*
*🖊لا يقبل الله دعاء قلب غافل،ولا دعاء فاسد ،وتكون الاسجابه ضعيفه مع ضعف البر،،ولا تحدد وقت ولا حال لأستجابة الدعاء.،*
_📩يكفي مع البر الكثير الدعاء القليل لاستجابه بأذن الله_
*🖊نية الرجوع للذنب تفسد التوبه.*
*🖊الأرجاء/ إخراج الإيمان من مسمى العمل الا ان الإيمان قول اللسان تصديق القلب وعمل الجوارح،فمرجئه جعلوه في القلب بس دون العمل.*
*🖊نحن نسأل الله النصر دون تحقيق شرطه،والذي يمنع النصر هي الذنوب والمعاصي، بل هما سبب كل البلائات والشر والفساد في الدنيا.*
_📩أضرار المعاصي والذنوب حرمان العلم وحرمان الانتفاع به، و من أصعب آثار الذنوب والمعاصي: وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله،والمعاصي تمحق البركة ولا بد، البركة حاجة معنوية، البركة إن ربنا يجعل القليل كثير، ويجعل البسيط كبير،،ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها، ومن بركة الحسنة الحسنة بعدها،فالمعاصي ولّادة، والطاعات ولّادة.،من مشاكل المعاصي: اعتياد القلب على المعصية، والإلف دا من أخطر الأمور،وايضًا من عقوبات الذنوب والمعاصي أنها تُفسِد العقل، وفي فرق بين الذكاء والعقل، فيه في العالم أذكياء كتير لكنهم ليسوا عقلاء؛ بيعبدوا بقرة في النهاية، العاقل الوحيد في هذا العالم هو الموحّد الذي أطاع الله، اللي عقله دلّه على كل خير ومنعه من الشر وايضًا المعاصي تُطفِئ الغيرة، الله يغار إذا انتهكت المحارم، فلما يشوف عبد مش بيغار بيبعده، ولما يشوف حد يغار يحبه ويقرّبه وايضًا المعاصي تجعل الله ينسى العبد، ينساه يعني يتركه ويهمله، يجعله لا يتذكر مصالحه، يكله إلى نفسه، وإذا وكله إلى نفسه وكله إلى خطيئةٍ وضعفٍ وسوءة ،والذنوب تُضعِف سير القلب إلى الله،،الذنوب تُذهِب النعم وتجلب النِّقَم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا نزل بلاء إلا بذنب، وما رُفِعَ إلا بتوبة.،في بعض الآثار الإلهية: قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا يكون عبد من عبيدي على ما أحب ثم ينتقل عنه إلى ما أكره إلا انتقلت له مما يحب إلى ما يكره، ولا يكون عبد من عبيدي على ما أكره ثم ينتقل عنه إلى ما أحب إلا انتقلت له مما يكره إلى ما يحبمن آثار الذنوب والمعاصي: وحشة عظيمة في قلب العاصي، فيجد المذنب نفسه مستوحشًا، هذه الوحشة بينه وبين ربه، وبينه وبين الصالحين
وبينه وبين نفسه، وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة_
__
*🖊انتفع الشافعي بنصيحة وكيع ونصيحة مالك بترك المعاصي، ولعل الشافعي اتقى الله تقوى عظيمة فأبقى الله علم الشافعي إلى يومنا هذا.، الذنب بيؤدي إلى إن الإنسان يُحرَم الرزق، والرزق كلمة عامة، ممكن تشمل العلم، العبادة، المال، الولد،... كل حاجة.*
*🖊انا محتاجه الله دائمآ في كل لحظه في حياتي*
_📩المعصية دليل على هوانك على الله سبحانه وتعالى، وهي سبب الذل والهوان.،روشتة العز: العمل الصالح والكلم الطيب._
*🖊التساهل في الذنوب إما يُميت القلب وإما يمرضه ويُضعِف قوته، ويصل إلى الحالة التي استعاذ منها النبي ﷺ (الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وقهر الرجال)،لما القلب بيضعف بيكون فريسة للهموم والأحزان، فمن أسلحة الشيطان الحزن على ما فات، والخوف على ما هو آت، طبيعي الإنسان بيحزن، طبيعي بيخاف، وهناك حزن في الشرع لا يضر، لكن في درجة من الحزن ضارة؛ لأن الحزن لما بيضخم بيتحول لعجز وكسل.، الأسى هو المبالغة في الحزن التي تُضعِف الإنسان وتعجّزه، الخوف الصحّي بيساعدني أشتغل، أما إذا زاد عن الحد المعقول فإنه يتحول إلى إحباط، العجز والكسل قرينان، العجز: إن أنت مش قادر فعلًا وقد يكون بسبب الحزن، والكسل: إن أنت قادر بس ماعندكش إرادة نتيجة اليأس، الجبن إنك تعطّل منفعة البدن، والبخل إنك تعطّل منفعة المال، ودا ناتج عن العجز والكسل.، هم وحزن يوصّلك لعجز وكسل، العجز والكسل يوصّلك للجبن والبخل، واللي وصّلك لكدا أصلًا ضعف القلب، المؤمن بيحزن في الحدود اللي ما بتحولوش للعجز وكسل.،لما عملت ذنوب فتحت أبواب للشيطان + أضعفت القلب، فدخل هجمة شرسة، ضخّم في الحزن والخوف، حوله لعجز وكسل وجبن وبخل.*
_📩خلاصة كلام ابن القيم: أن الذنوب تُضعفك وتُصيبك بالعجز والكسل فتُضعِف سيرك إلى الله_
*🖊الله وحده من يحب لذاته،أنفع حب هو حب الله تعالى،ويجب ملئ قلبه بحب الله عشان يحمي قلبه من العشق،وسوف أصل إلى محبة الله بالتعمل كثيرًا مع صفاته واسمائه والنظر في نعمه علينا التى لا تحصى ابًدا،ان الله يردك لكْ لا لشئ*
*🖊المحبة المحمودة هي المحبة النافعة التي تجلب لصاحبها ما ينفعه في دنياه وأخراه، والمحبة المذمومة هي التي تجلب لصاحبها ما يضر في الدنيا والآخرة، وهي عنوان الشقاء.؛ومعلوم أن الحي العاقل لا يختار ما يضره ويشقيه، وإنما يصدر ذلك عن جهل وظلم.. يبقى ما تحبش واحدة في الحرام، ما تحبش أغاني، ما تحبش مسلسلات؛فكما أن المحبة والإرادة أصل كل فعل، فإن أصل كل دين سواء كان حق أو باطل، أصله المحبة.*
🖊لما تبقى المعصية الداعي لها قوي، وما فيش مانع من فعلها، اعرف إن اللي بيتركها عند ربنا حاجة عالية جدًا؛هأعتبر إن عملي الصالح الذي أتقرَّب به إلى الله إن أنا في الزمن دا تعفَّفت، إن أنتِ كبنت في الزمن دا انتقبتِ*
_📩قلبك ما يملكهوش إلا الله؛ علشان لو ملكه غير الله هتتذل، وإنما العزة إن ربنا بس اللي يملكه._
_📩لازم تتعب، طريق الصالحين فيه تعب، صلَّح الفرائض وبعد كدا تتبعها بنوافل، تسيب المحرمات، وتحاول تسيب المكروهات.. خلص الطريق_
_📩الحب والإرادة مبدأ كل شيء، والبغض والكراهية أصل ترك كل شيء، وهاتان القوتان في القلب أصل سعادة العبد وشقاء العبد._
*🖊الشيء الوحيد الذي إذا وصلت إليه تسكن وتهدأ: الله؛ لأن أنت لا تفقده ولا يفقدك، والموت لا يفرّقك عنه، ودي من أسباب السعادة إن مطلوبك لا تخسره ولو بالموت.،الصالح يريد الله فقط، وهنا تنتهي كل المصالح.*
*🖊حب الله هو أصل كل عمل صالح، الشهوة تُعيقه عن تنفيذ الأوامر، الشبهة تعكر له تصديق الأخبار، وسلامة الإنسان إن ربنا يسلّمه منهما، وحل الشبهة في العلم، وحل الشهوة في الحب.*
*🖊ربنا خلقك لكمالك أنت، وخلقك على هيئة لا تصلُح إلا بعبادة الله، لازم تفخر إن ربنا خلقك بهذه الصفة، وأراد مني الكمال، لذلك أمرني بالعبادة، ففي الحقيقة الخلق لمصلحتك أنت فقط.،ربنا خلقك لمصلحتك أنت؛ لسببين: أراد لك الكمال وأراد لك الجنة.*
*🖊الصوفية درجات:
في منهم مسلمين بنعتبرهم أهل بدعة،
وفي منهم بدعهم وصلت إلى الكفر،
وفي صنف وصل للكفر، بز الحلاج وابن عربي.،عقيدة الاتحاد عقيدة من عقائد غُلاة الصوفية، وهي أن الله هو كل شيء، وكل شيء هو الله.،عقيدة الحلول أن الإنسان إنسان لكن الله حلّ فيه، وعقيدة الاتحاد يعني الإنسان هو الله، كعقيدة النصارى الأرثوذكس والكاثوليك.، النصارى الأرثوذكس بيقولوا إن المسيح هو الله، فالله والمسيح شيء واحد، أما الكاثوليك بيقولوا المسيح هو بشر لكن حلَّ فيه الله، والاتنين بيكفروا بعض والاتنين عندنا كفار.*
*🖊استشعر كدا وأنت بتصلي بالليل بخشوع إن كل قرآن بيطلع من فمك هو بيدخل في فم ملك؛إذا اشتد قرب الملك من العبد تكلَّم على لسانه، وألقى على لسانه القول السديد، وإذا قرب منه الشيطان تكلَّم على لسانه، وألقى عليه قول الزور*
*🖊قال سفيان الثوري: حُرِمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أصبته؛كان أحد الناس يقول: يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني، فقيل له كم أعاقبك وأنت لا تدري؛ ألم أحرمك من لذة مناجاتي؟؟؟!؛ من العقوبات: إنك كنت منتظم على درس وقطعت، كنت منتظم على حفظ القرآن وقطعت، كنت منتظم على قيام الليل وقطعت، لازم ترجع بسرعة؛مش طبيعي إن عبد يُوفَّق لطاعة ويُحرَم منها إلا لذنبٍ أصابه.*
*🖊من القلوب ما يدور حول العرش، ومنها ما يدور حول الحُش، عايز تعرف قلبك بيتعاقب ولا لا؟ شوف أين انشغالاتك.. إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك؛ اللي ربنا شاغلك به هو دا قدرك عند ربنا سبحانه وتعالى، لو لقيت نفسك في السُفل شوية، علِّي واطلب من ربنا إنه ينجّيك، واطلب معالي الأمور.*
_📩اشتدت حاجة العبد أن يسأل الصراط المستقيم؛ فمن هُدِيَ إلى الصراط المستقيم في هذه الدنيا سيُهدَى إلى المرور على الصراط يوم القيامة، وعلى قدر استقامته على هذا الصراط في الدنيا يكون سرعة مروره على الصراط يوم القيامة، والعكس بالعكس._
_📩لا تتم السلامة للقلب حتى يسلم من خمسة أشياء:
شرك يُناقِض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تُناقِض الذكر، وهوى يُناقِض التجريد والإخلاص_
*🖊إذا جالك خاطر الرياء، وجاهدته ودفعته واستمريت في الإخلاص، هنا لك أجر زائد في العمل؛ لأنك بتاخد أجر العمل وأجر مجاهدة الرياء، ودا شيء مبشِّر لأي حد بتجيله الخواطر دي.*
*🖊النظرة أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولّد الخطرة، والخطرة تولّد الفكرة، والفكرة تولّد الشهوة، والشهوة تولّد إرادة، ثم تقوى فتكون عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنعه مانع؛الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده؛النظر مسكِّن لحظي يغفّلك عن زيادة الجرح؛ قال الشاعر: كل الحوادث مبدأها من النظر.. ومعظم النار من مستصغر الشرر؛قد قيل: حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات.؛قال د. خالد أبو شادي: النظرة سهم مسموم، وشأنها شأن السهم المسموم، فإن السم يظل يسري في الجسم، وإن نُزِعَ السهم من موضع الإصابة؛ما تتغرش بالبدايات، العبرة بالنهايات؛قال د. خالد أبو شادي: أول ربح في صفقة غض البصر: نشوة الانتصار.؛\"غض البصر ومقاومة الهوى والشهوة هو الرجولة الحقيقية والشجاعة الخارقة، فإن الرجولة الحقة والشجاعة هي السمو عن الدنايا وتطهير النفس من الأدناس، وتحرير القلب من الرق\".؛الإنسان لما يغض بصره يشعر بقوة، والمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف.؛من ثمرات غض البصر الفراسة.؛ في عين في قلبك ربنا بينوّرها أو بيطفيها حسب غض بصرك، فإطلاق البصر يُضعِف البصيرة، وغض البصر يقوّي البصيرة* .
_📩من عمَّر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغضَّ بصره عن المحارم، وكفَّ نفسه عن الشهوات، واعتاد أكل الحلال، لم تُخطِئ له فراسة_
*🖊لما الشيطان يدخل ويلاقي مساحة في القلب هيعمل إيه؟ والله ما يطلع إلا لما يخرب حاجة.؛ من أرباح غض البصر: اجتماع القلب على الله.
20- أنت هتغض بصرك عن النساء بس؟ أنت هتغض بصرك عن كل حاجة بتشتت القلب.؛قال أبو حامد الغزالي: لو أن طبيبًا يهوديًا أخبرك في ألذ طعامك أنه يضرك في مرضك، والله لصدَّقته ولصبرت عن هذا الطعام، وجاهدت نفسك فيه، أفكان قول الله وقول الأنبياء المؤيدين بالمعجزات أقل تأثيرًا عندك من قول يهودي يخبرك عن تخمين مع نقصان عقله وقصور علمه؟!،؛بالنظرة يدخل جند الشيطان ليجاور جند الإيمان، ولا يرضى بهذا المقام، ويتوسّع في المساحات حتى يطرد جند الإيمان ويتمكن تمامًا من القلب.؛من مصائب استسهال غض البصر: أن تقع في العشق، والعشق المقصود به درجة الحب المذمومة، بأن يكون حبه مُقدَّم على حب الله.*
_📩يقول ابن القيم: الأفضل الكف عن الكلام المباح؛ لأنه كثيرًا ما يجرّ المباح إلى محرم._
_📩اللي يمسك أربع حاجات يبقى ملك زمام أموره، وهي حراسة: النظرات، الخطرات، اللفظات، الخطوات._. ❝ ⏤صفاء فوزي
❞ بعض الدروس المستفادة من الكتاب و
دورة الداء _والدواء_~ 💊
🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋🖋
*🖊لكل داء دواء بالاستعانه بالله ،وتعلق القلب بالله.* *🖊مشكلة الأنسان ضعف علم أو ضعف إراده.* *🖊سبب الذنوب عدم تعظيم الله.* *🖊صراع الانسان الحقيقي صراع محبوبات.* *🖊الرقيه يتعلق بقوة تعلق الراقي بالله والمرقي. ايضًا،وكذالك الادعيه والأذكار قويه ولكن تستدعي لتنال الاثر قبول المحل وهمة الفاعل وتأثيره.* *🖊لا يقبل الله دعاء قلب غافل،ولا دعاء فاسد ،وتكون الاسجابه ضعيفه مع ضعف البر،،ولا تحدد وقت ولا حال لأستجابة الدعاء.،* 📩يكفي مع البر الكثير الدعاء القليل لاستجابه بأذن الله__ *🖊نية الرجوع للذنب تفسد التوبه.* *🖊الأرجاء/ إخراج الإيمان من مسمى العمل الا ان الإيمان قول اللسان تصديق القلب وعمل الجوارح،فمرجئه جعلوه في القلب بس دون العمل.* *🖊نحن نسأل الله النصر دون تحقيق شرطه،والذي يمنع النصر هي الذنوب والمعاصي، بل هما سبب كل البلائات والشر والفساد في الدنيا.*
_📩أضرار المعاصي والذنوب حرمان العلم وحرمان الانتفاع به، و من أصعب آثار الذنوب والمعاصي: وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله،والمعاصي تمحق البركة ولا بد، البركة حاجة معنوية، البركة إن ربنا يجعل القليل كثير، ويجعل البسيط كبير،،ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها، ومن بركة الحسنة الحسنة بعدها،فالمعاصي ولّادة، والطاعات ولّادة.،من مشاكل المعاصي: اعتياد القلب على المعصية، والإلف دا من أخطر الأمور،وايضًا من عقوبات الذنوب والمعاصي أنها تُفسِد العقل، وفي فرق بين الذكاء والعقل، فيه في العالم أذكياء كتير لكنهم ليسوا عقلاء؛ بيعبدوا بقرة في النهاية، العاقل الوحيد في هذا العالم هو الموحّد الذي أطاع الله، اللي عقله دلّه على كل خير ومنعه من الشر وايضًا المعاصي تُطفِئ الغيرة، الله يغار إذا انتهكت المحارم، فلما يشوف عبد مش بيغار بيبعده، ولما يشوف حد يغار يحبه ويقرّبه وايضًا المعاصي تجعل الله ينسى العبد، ينساه يعني يتركه ويهمله، يجعله لا يتذكر مصالحه، يكله إلى نفسه، وإذا وكله إلى نفسه وكله إلى خطيئةٍ وضعفٍ وسوءة ،والذنوب تُضعِف سير القلب إلى الله،،الذنوب تُذهِب النعم وتجلب النِّقَم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا نزل بلاء إلا بذنب، وما رُفِعَ إلا بتوبة.،في بعض الآثار الإلهية: قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا يكون عبد من عبيدي على ما أحب ثم ينتقل عنه إلى ما أكره إلا انتقلت له مما يحب إلى ما يكره، ولا يكون عبد من عبيدي على ما أكره ثم ينتقل عنه إلى ما أحب إلا انتقلت له مما يكره إلى ما يحبمن آثار الذنوب والمعاصي: وحشة عظيمة في قلب العاصي، فيجد المذنب نفسه مستوحشًا، هذه الوحشة بينه وبين ربه، وبينه وبين الصالحين
وبينه وبين نفسه، وكلما كثرت الذنوب اشتدت الوحشة_
__
*🖊انتفع الشافعي بنصيحة وكيع ونصيحة مالك بترك المعاصي، ولعل الشافعي اتقى الله تقوى عظيمة فأبقى الله علم الشافعي إلى يومنا هذا.، الذنب بيؤدي إلى إن الإنسان يُحرَم الرزق، والرزق كلمة عامة، ممكن تشمل العلم، العبادة، المال، الولد،.. كل حاجة.* *🖊انا محتاجه الله دائمآ في كل لحظه في حياتي* 📩المعصية دليل على هوانك على الله سبحانه وتعالى، وهي سبب الذل والهوان.،روشتة العز: العمل الصالح والكلم الطيب.__ *🖊التساهل في الذنوب إما يُميت القلب وإما يمرضه ويُضعِف قوته، ويصل إلى الحالة التي استعاذ منها النبي ﷺ (الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وقهر الرجال)،لما القلب بيضعف بيكون فريسة للهموم والأحزان، فمن أسلحة الشيطان الحزن على ما فات، والخوف على ما هو آت، طبيعي الإنسان بيحزن، طبيعي بيخاف، وهناك حزن في الشرع لا يضر، لكن في درجة من الحزن ضارة؛ لأن الحزن لما بيضخم بيتحول لعجز وكسل.، الأسى هو المبالغة في الحزن التي تُضعِف الإنسان وتعجّزه، الخوف الصحّي بيساعدني أشتغل، أما إذا زاد عن الحد المعقول فإنه يتحول إلى إحباط، العجز والكسل قرينان، العجز: إن أنت مش قادر فعلًا وقد يكون بسبب الحزن، والكسل: إن أنت قادر بس ماعندكش إرادة نتيجة اليأس، الجبن إنك تعطّل منفعة البدن، والبخل إنك تعطّل منفعة المال، ودا ناتج عن العجز والكسل.، هم وحزن يوصّلك لعجز وكسل، العجز والكسل يوصّلك للجبن والبخل، واللي وصّلك لكدا أصلًا ضعف القلب، المؤمن بيحزن في الحدود اللي ما بتحولوش للعجز وكسل.،لما عملت ذنوب فتحت أبواب للشيطان + أضعفت القلب، فدخل هجمة شرسة، ضخّم في الحزن والخوف، حوله لعجز وكسل وجبن وبخل.*
📩خلاصة كلام ابن القيم: أن الذنوب تُضعفك وتُصيبك بالعجز والكسل فتُضعِف سيرك إلى الله__ *🖊الله وحده من يحب لذاته،أنفع حب هو حب الله تعالى،ويجب ملئ قلبه بحب الله عشان يحمي قلبه من العشق،وسوف أصل إلى محبة الله بالتعمل كثيرًا مع صفاته واسمائه والنظر في نعمه علينا التى لا تحصى ابًدا،ان الله يردك لكْ لا لشئ*
*🖊المحبة المحمودة هي المحبة النافعة التي تجلب لصاحبها ما ينفعه في دنياه وأخراه، والمحبة المذمومة هي التي تجلب لصاحبها ما يضر في الدنيا والآخرة، وهي عنوان الشقاء.؛ومعلوم أن الحي العاقل لا يختار ما يضره ويشقيه، وإنما يصدر ذلك عن جهل وظلم. يبقى ما تحبش واحدة في الحرام، ما تحبش أغاني، ما تحبش مسلسلات؛فكما أن المحبة والإرادة أصل كل فعل، فإن أصل كل دين سواء كان حق أو باطل، أصله المحبة.*
🖊لما تبقى المعصية الداعي لها قوي، وما فيش مانع من فعلها، اعرف إن اللي بيتركها عند ربنا حاجة عالية جدًا؛هأعتبر إن عملي الصالح الذي أتقرَّب به إلى الله إن أنا في الزمن دا تعفَّفت، إن أنتِ كبنت في الزمن دا انتقبتِ*
📩قلبك ما يملكهوش إلا الله؛ علشان لو ملكه غير الله هتتذل، وإنما العزة إن ربنا بس اللي يملكه.__ 📩لازم تتعب، طريق الصالحين فيه تعب، صلَّح الفرائض وبعد كدا تتبعها بنوافل، تسيب المحرمات، وتحاول تسيب المكروهات. خلص الطريق__ 📩الحب والإرادة مبدأ كل شيء، والبغض والكراهية أصل ترك كل شيء، وهاتان القوتان في القلب أصل سعادة العبد وشقاء العبد.__ *🖊الشيء الوحيد الذي إذا وصلت إليه تسكن وتهدأ: الله؛ لأن أنت لا تفقده ولا يفقدك، والموت لا يفرّقك عنه، ودي من أسباب السعادة إن مطلوبك لا تخسره ولو بالموت.،الصالح يريد الله فقط، وهنا تنتهي كل المصالح.* *🖊حب الله هو أصل كل عمل صالح، الشهوة تُعيقه عن تنفيذ الأوامر، الشبهة تعكر له تصديق الأخبار، وسلامة الإنسان إن ربنا يسلّمه منهما، وحل الشبهة في العلم، وحل الشهوة في الحب.*
*🖊ربنا خلقك لكمالك أنت، وخلقك على هيئة لا تصلُح إلا بعبادة الله، لازم تفخر إن ربنا خلقك بهذه الصفة، وأراد مني الكمال، لذلك أمرني بالعبادة، ففي الحقيقة الخلق لمصلحتك أنت فقط.،ربنا خلقك لمصلحتك أنت؛ لسببين: أراد لك الكمال وأراد لك الجنة.*
🖊الصوفية درجات:
في منهم مسلمين بنعتبرهم أهل بدعة،
وفي منهم بدعهم وصلت إلى الكفر،
وفي صنف وصل للكفر، بز الحلاج وابن عربي.،عقيدة الاتحاد عقيدة من عقائد غُلاة الصوفية، وهي أن الله هو كل شيء، وكل شيء هو الله.،عقيدة الحلول أن الإنسان إنسان لكن الله حلّ فيه، وعقيدة الاتحاد يعني الإنسان هو الله، كعقيدة النصارى الأرثوذكس والكاثوليك.، النصارى الأرثوذكس بيقولوا إن المسيح هو الله، فالله والمسيح شيء واحد، أما الكاثوليك بيقولوا المسيح هو بشر لكن حلَّ فيه الله، والاتنين بيكفروا بعض والاتنين عندنا كفار.*
*🖊استشعر كدا وأنت بتصلي بالليل بخشوع إن كل قرآن بيطلع من فمك هو بيدخل في فم ملك؛إذا اشتد قرب الملك من العبد تكلَّم على لسانه، وألقى على لسانه القول السديد، وإذا قرب منه الشيطان تكلَّم على لسانه، وألقى عليه قول الزور* *🖊قال سفيان الثوري: حُرِمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أصبته؛كان أحد الناس يقول: يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني، فقيل له كم أعاقبك وأنت لا تدري؛ ألم أحرمك من لذة مناجاتي؟؟؟!؛ من العقوبات: إنك كنت منتظم على درس وقطعت، كنت منتظم على حفظ القرآن وقطعت، كنت منتظم على قيام الليل وقطعت، لازم ترجع بسرعة؛مش طبيعي إن عبد يُوفَّق لطاعة ويُحرَم منها إلا لذنبٍ أصابه.* *🖊من القلوب ما يدور حول العرش، ومنها ما يدور حول الحُش، عايز تعرف قلبك بيتعاقب ولا لا؟ شوف أين انشغالاتك. إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك؛ اللي ربنا شاغلك به هو دا قدرك عند ربنا سبحانه وتعالى، لو لقيت نفسك في السُفل شوية، علِّي واطلب من ربنا إنه ينجّيك، واطلب معالي الأمور.* 📩اشتدت حاجة العبد أن يسأل الصراط المستقيم؛ فمن هُدِيَ إلى الصراط المستقيم في هذه الدنيا سيُهدَى إلى المرور على الصراط يوم القيامة، وعلى قدر استقامته على هذا الصراط في الدنيا يكون سرعة مروره على الصراط يوم القيامة، والعكس بالعكس.__
_📩لا تتم السلامة للقلب حتى يسلم من خمسة أشياء:
شرك يُناقِض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تُناقِض الذكر، وهوى يُناقِض التجريد والإخلاص_
*🖊إذا جالك خاطر الرياء، وجاهدته ودفعته واستمريت في الإخلاص، هنا لك أجر زائد في العمل؛ لأنك بتاخد أجر العمل وأجر مجاهدة الرياء، ودا شيء مبشِّر لأي حد بتجيله الخواطر دي.* *🖊النظرة أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولّد الخطرة، والخطرة تولّد الفكرة، والفكرة تولّد الشهوة، والشهوة تولّد إرادة، ثم تقوى فتكون عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنعه مانع؛الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده؛النظر مسكِّن لحظي يغفّلك عن زيادة الجرح؛ قال الشاعر: كل الحوادث مبدأها من النظر. ومعظم النار من مستصغر الشرر؛قد قيل: حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات.؛قال د. خالد أبو شادي: النظرة سهم مسموم، وشأنها شأن السهم المسموم، فإن السم يظل يسري في الجسم، وإن نُزِعَ السهم من موضع الإصابة؛ما تتغرش بالبدايات، العبرة بالنهايات؛قال د. خالد أبو شادي: أول ربح في صفقة غض البصر: نشوة الانتصار.؛˝غض البصر ومقاومة الهوى والشهوة هو الرجولة الحقيقية والشجاعة الخارقة، فإن الرجولة الحقة والشجاعة هي السمو عن الدنايا وتطهير النفس من الأدناس، وتحرير القلب من الرق˝.؛الإنسان لما يغض بصره يشعر بقوة، والمؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف.؛من ثمرات غض البصر الفراسة.؛ في عين في قلبك ربنا بينوّرها أو بيطفيها حسب غض بصرك، فإطلاق البصر يُضعِف البصيرة، وغض البصر يقوّي البصيرة* .
📩من عمَّر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغضَّ بصره عن المحارم، وكفَّ نفسه عن الشهوات، واعتاد أكل الحلال، لم تُخطِئ له فراسة__
🖊لما الشيطان يدخل ويلاقي مساحة في القلب هيعمل إيه؟ والله ما يطلع إلا لما يخرب حاجة.؛ من أرباح غض البصر: اجتماع القلب على الله.
20- أنت هتغض بصرك عن النساء بس؟ أنت هتغض بصرك عن كل حاجة بتشتت القلب.؛قال أبو حامد الغزالي: لو أن طبيبًا يهوديًا أخبرك في ألذ طعامك أنه يضرك في مرضك، والله لصدَّقته ولصبرت عن هذا الطعام، وجاهدت نفسك فيه، أفكان قول الله وقول الأنبياء المؤيدين بالمعجزات أقل تأثيرًا عندك من قول يهودي يخبرك عن تخمين مع نقصان عقله وقصور علمه؟!،؛بالنظرة يدخل جند الشيطان ليجاور جند الإيمان، ولا يرضى بهذا المقام، ويتوسّع في المساحات حتى يطرد جند الإيمان ويتمكن تمامًا من القلب.؛من مصائب استسهال غض البصر: أن تقع في العشق، والعشق المقصود به درجة الحب المذمومة، بأن يكون حبه مُقدَّم على حب الله.*
📩يقول ابن القيم: الأفضل الكف عن الكلام المباح؛ لأنه كثيرًا ما يجرّ المباح إلى محرم.__ 📩اللي يمسك أربع حاجات يبقى ملك زمام أموره، وهي حراسة: النظرات، الخطرات، اللفظات، الخطوات.__. ❝
❞ إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- حقَّ التقوى؛ فمن اتقَى ربَّه ارتَقَى درجات، وطابَ مآلُه بعد الممات.
أيها المسلمون: إذا أراد الله أن يُكرِم عبدَه بمعرفته وجمعِ قلبه على محبَّته؛ شرَحَ صدرَه لقَبول صفاته، ومن صفاته سبحانه: الكرم بكثرة الخير وجَزيلِ العطاء، ومن نُعوته: الشُّكر يشكُر القليلَ من العمل بمُضاعَفَة الثواب أضعافًا كثيرة: (إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 34].
وأقلُّ ما يُضاعِفُ به الحسنةَ عشرُ حسنات، وشكرَ المؤمنين بجنَّاتِ النعيم، والمُسلمُ لا يحتقِرُ أيَّ عملٍ صالحٍ، فلا يدري ما الذي يُدخِلُه الجنةَ منه، ومن وصايا النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: \"لا تحقِرنَّ من المعروف شيئًا\". رواه مسلم.
قال ابن حجر -رحمه الله-: \"ينبغي للمرءِ أن لا يزهَدَ في قليلٍ من الخيرِ أن يأتيَه، ولا في قليلٍ من الشرِّ أن يجتنِبَه؛ فإنه لا يعلَم الحسنةَ التي يرحمُه الله بها، ولا السيئةَ التي سخَطُ عليه بها\".
وخصَّ سبحانه أعمالاً يسيرةً بثوابٍ جزيلٍ مُضاعَفٍ عنده؛ فالتوحيدُ دينُ الفِطرة، وجزاءُ أهله الجنة؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: \"من لقِيَ اللهَ لا يُشرِكُ به شيئًا دخلَ الجنةَ\". رواه مسلم. ومن كان آخرَ كلامِهِ من الدنيا: لا إله إلا الله دخلَ الجنةَ.
وأثابَ سبحانه على فروعٍ في العباداتِ يتكرَّرُ عملُها في اليوم والليلة بتكفيرِ الخطايا وفتحِ أبوابِ الجِنان؛ فجعلَ الطُّهورَ شطرَ الإيمان، والسِّواكَ مرضاةً له سبحانه، ومن توضَّأَ فأحسنَ الوضوءَ خرجَت خطاياهُ من جسدِهِ حتى تخرُج من تحت أظفاره، ومن فرَغَ من الوضوءِ وقال: \"أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدُ الله ورسوله؛ إلا فُتِحَت له أبوابُ الجنةِ الثمانية يدخُلُ من أيِّها شاء\". رواه مسلم. و\"من توضَّأَ فأحسَنَ الوضوءَ، ثم صلَّى ركعتين يُقبِلُ عليهما بقلبِهِ ووجهِهِ وجبَتْ له الجَنَّة\". رواه النسائي.
وجعلَ خُطوات الماشِي إلى الصلاة إحداهما تحُطُّ خطيئةً، والأخرى ترفَعُ درجةً، والمُنادِي بالأذان يُغفَرُ له مدُّ صوته ويشهدُ له كلُّ رَطبٍ ويابِسٍ، ومن سمِعَ المُؤذِّنَ وقال مِثلَ قوله كان له كأجرِه، \"وإذا قال المُؤذِّن: أشهدُ أن محمدًا رسول الله، فقال من سمِعَه: وأنا أشهدُ، رضِيتُ بالله ربًّا، وبمُحمَّدٍ رسولاً، وبالإسلام دينًا؛ غُفِرَ له ذنبُه\". رواه مسلم.
ولفضلِ الصلاةِ وعُلُوِّ منزلتها كان ثوابُ الأعمال فيها عظيمًا؛ فمن غدَا إلى المسجدِ أو راحَ أعدَّ الله له في الجنةِ نُزُلاً كلما غدَا أو راحَ، وصلاةُ الجماعةِ أفضلُ من صلاةِ الفَذِّ بسبعٍ وعشرين درجة، ومن صلَّى الصُّبحَ فهو في ذِمَّةِ الله وحِفظِهِ حتى يُمسِي.
ومن حافَظَ على صلاةِ العصر ضُوعِفَ له أجرُه مرتين؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: \"إن هذه الصلاةَ عُرِضَت على من كان قبلَكم فضيَّعُوها، فمن حافَظَ عليها كان له أجرُه مرتين\". رواه مسلم.
ومن صلَّى العشاءَ في جماعةٍ فكأنَّما قامَ نصفَ الليل، ومن صلَّى الصبحَ في جماعةٍ فكأنَّما صلَّى الليلَ كلَّه.
وركعتان قبل الفجرِ خيرٌ من الدنيا وما فيها، ومن صلَّى اثنتَيْ عشرة ركعة في يومٍ وليلةٍ بنَى الله له بيتًا في الجنة، وركعتان في الضُّحَى تُؤدِّي شُكرَ نعمةِ جميع مفاصِلِ الإنسان.
وشرَعَ سبحانه أذكارًا في الصلاةِ جامِعة أُجُورُها مُضاعَفة؛ صلَّى رجلٌ خلفَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فلما رفعَ رأسَه من الركوعِ قال: ربَّنا ولك الحمدُ حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا فيه، فقال -عليه الصلاة والسلام-: \"رأيتُ بِضعةً وثلاثين مَلَكًا يبتدِرُونها أيُّهم يكتُبُها أول\". رواه البخاري.
والتأمينُ مع الإمام آخر الفاتِحة يُغفَرُ لصاحبِهِ إن وافقَ تأمينَ الملائكة.
\"ومن قرأَ آيةَ الكُرسي عقِبَ كل صلاةٍ لم يمنَعه دخول الجنةِ إلا أن يموت\". رواه النسائي.
ومن قال حين ينصرِفُ من المغرب: اللهم أجِرني من النار. سبعَ مراتٍ؛ نجَّاه الله منها إن ماتَ من ليلته، وإن قالَها بعد الصُّبحِ ومات من يومه؛ نجَّاه الله منها.
وكتابُه سبحانه مُبارَكٌ، من دنا منه ارتفَع، ومن قرأَ حرفًا منه فله بكلِّ حرفٍ حسنة، والحسنةُ بعشرِ أمثالها، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص: 1] تعدِلُ ثُلُثَ القرآن، ومن أحبَّها دخلَ الجنة؛ قال رجلٌ من الأنصار: يا رسول الله: إني أُحِبُّها. فقال: \"حُبُّك إياها أدخَلَك الجنةَ\". رواه البخاري.
و\"يُقال يوم القيامة لقارئِ القرآن: اقرأ وارتَقِ ورتِّل كما كنتَ تُرتِّلُ في الدنيا؛ فإن منزِلَك عند آخر آيةٍ تقرؤُها\". رواه أبو داود.
والإسلامُ عظَّمَ أواصِرَ الأُخُوَّة والمودَّة بين المُسلمين، ورتَّبَ الأُجورَ الوَفيرةَ لمن قوَّاها؛ فما من مُسلِمَين يلتقِيَان فيتصافَحَان إلا غُفِر لهما.
و\"إذا عادَ المُسلمُ أخاه المُسلمَ لم يزَل في خُرْفَة الجنة\". قيل: يا رسول الله: وما خُرْفَة الجنة؟! قال: \"جَنَاها\". رواه مسلم.
والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، ومن شهِدَ جنازةً حتى يُصلَّى عليها فله قِيراطٌ. والقِيراطُ مِثلُ جبل أُحُد، ومن شهِدَها حتى تُدفَنَ فله قِيراطان.
ومن أحسنَ إلى المُسلمين ونصرَ دينَ الله نجَا وارتَقَى؛ فمن بنَى لله مسجِدًا بنى الله له بيتًا في الجنة، ومن كفَلَ يتيمًا كان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، \"والساعِي على الأرملَة والمِسكين كالقائمِ الذي لا يفتُر، وكالصائمِ الذي لا يُفطِرُ\". متفق عليه.
والمُتصدِّقُ تعظُمُ صدقتُه عند الله؛ فالتمرةُ يأخُذُها سبحانه ويُربِّيها حتى تكونَ مِثلَ الجبل، ومن أخفَى صدقتَه ولو قلَّت أظلَّه الله تحت ظِلِّ عرشِه.
ومن قال لصانِعِ المعروفِ: جزاكَ اللهُ خيرًا؛ فقد أبلَغَ في الثناءِ.
وإصلاحُ ذاتِ البَيْن من الرحِمِ وغيرها أفضلُ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقة.
ولعظيمِ حُرمة المُسلم عند الله مَنْ أبعدَ عنه ما يُؤذِيه أدخلَه الله الجنةَ؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: \"لقد رأيتُ رجلاً يتقلَّبُ في الجنةِ في شجرةٍ قطَعَها من ظهر الطريقِ كانت تُؤذِي الناسَ\". رواه مسلم.
بل من أحسَنَ إلى البهائمِ فإن اللهَ يشكُرُه؛ \"رأى رجلٌ كلبًا يلهَثُ من العَطَشِ فسقاهُ ماءً، فشكرَ اللهُ له فغفَرَ له\". رواه البخاري.
وتكرَّم سبحانه باصطِفاءِ كلماتٍ معدودةٍ من الأذكارِ جعلَ ثوابَها عظيمًا؛ فالحمدُ لله تملأُ المِيزان، ومن قالَ: سبحان الله العظيمِ وبحمده؛ غُرِسَت له نخلةٌ في الجنةِ.
وسُبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، خفيفتان على اللسان، خفيفتان في المِيزان، حبيبتان إلى الرحمن.
ومن قال: سبحان الله وبحمده في يومٍ مائةَ مرَّةٍ؛ حُطَّت خطاياه وإن كانت مِثلَ زَبَد البحرِ.
و\"من قال: سبحان الله مائةَ مرَّة؛ كُتِبَت له ألفُ حسنة، أو حُطَّت عنه ألفُ خطيئةٍ\". رواه مسلم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله كنزٌ من كنوز الجنة، وسُبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبرُ أحبُّ الكلام إلى الله؛ قال عنها -عليه الصلاة والسلام-: \"أحبُّ إليَّ مما طلَعَت عليه الشمسُ\". متفق عليه.
وقال لجُويرية -رضي الله عنها- وكانت تذكُرُ اللهَ من بعد الفجرِ إلى ارتِفاعِ الضُّحَى: \"لقد قلتُ بعدَكِ أربعَ كلماتٍ ثلاثَ مرَّاتٍ لو وزِنَت بما قُلتِي مُنذُ اليوم لوَزَنتهُنَّ: سُبحان الله وبحمده عددَ خلقِه، ورِضا نفسِه، وزِنةَ عرشِهِ، ومِدادَ كلماته\". رواه مسلم.
ومن صلَّى على النبي -صلى الله عليه وسلم- مرَّةً صلَّى الله عليه بها عشرًا.
ونِعمُ الله علينا تَتْرَى، نِعَمٌ نازِلة، وأخرى عند الخلقِ باقِية، ومن قال حين يُصبِحُ: \"اللهم ما أصبحَ بي من نعمةٍ فمنك وحدكَ لا شريك لك، فلك الحمدُ ولك الشكر؛ فقد أدَّى شُكرَ يومه، ومن قال مِثلَ ذلك حين يُمسِي فقد أدَّى شُكرَ ليلته\". رواه أبو داود.
والله سبحانه يُحبُّ المُسلِمَ ويُكرِمَه ويُدافِعَ عنه، وشَرَعَ أسبابًا لحِفظِه من أعدائِه؛ فأنزلَ آياتٍ قصيرةٍ تحفَظُ المرءَ في ليله ونهارِهِ ومنزلِهِ ومنامِه؛ فالمُعوِّذتان ما تحصَّنَ مُتحصِّنٌ بمثلِهِما في صباحِهِ ومسائه، ومن قرأَ الآيتين من أواخر سورة البقرة كفَتَاه من كل شرٍّ، ومن قرأَ آيةَ الكُرسي قبل نومِهِ؛ لم يزَلْ عليه من الله حافِظٌ حتى يُصبِح.
وشرعَ سبحانه أدعيةً من دعا بها ولو ماشِيًا حفِظَه الله من كل مكروهٍ: \"فمن نزلَ منزلاً وقال: أعوذُ بكلمات الله التامَّات من شرِّ ما خلَق لم يضُرَّه شيءٌ حتى يرتحِلَ من منزلهِ ذلك\". رواه مسلم.
و\"من خرجَ من داره فقال: بسم الله، توكَّلتُ على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله؛ قالت له الملائِكةُ: كُفِيتَ وُوفِيتَ، وتنحَّى عنه الشيطانُ\". رواه الترمذي.
وبِدعاءٍ مع عملٍ صالحٍ من قالَه أدخلَه الله الجنةَ، وأعاذَه الله من النار؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: \"من سألَ اللهَ الجنةَ ثلاثَ مرَّاتٍ قالت الجنةُ: اللهم أدخِله الجنةَ، ومن استَجَارَ من النار ثلاثَ مرَّاتٍ، قالت النارُ: اللهم أجِره من النار\". رواه الترمذي.
واللهُ سبحانه يُنعِمُ على العبد بنِعَمه السابِغة، وإذا تمتَّعَ بها وشكَرَ اللهَ عليها غفَرَ له ذنبَه؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: \"من أكلَ طعامًا فقال: الحمدُ لله الذي أطعمَني هذا ورَزَقنيه من غير حولٍ مني ولا قوةٍ؛ غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِهِ\". رواه الترمذي.
وبسَطَ سبحانه نفَحَاتِه في مجالسِ الناسِ بعد لغَطِهم فيها لتكون صحائِفُهم بيضاء نقيَّة: \"فمن جلَسَ في مجلسٍ كثُرَ فيه لغَطُه، فقال قبل أن يقوم من مجلسِهِ ذلك: سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفِرُك وأتوبُ إليك؛ إلا غُفِرَ له ما كان في مجلِسِه ذلك\". رواه الترمذي.
واللهُ بمنِّهِ جعلَ أزمانًا فاضِلَةً، منها ما لا تُردُّ فيه دعوةٌ؛ ففي كل ليلةٍ يتفضَّلُ سبحانه على عبادِهِ بإعطائِهم ما سَأَلُوه؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: \"إن في الليلِ لسَاعةً لا يُوافِقُها رجلٌ مُسلمٌ يسألُ اللهَ خيرًا من أمر الدنيا والآخِرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة\". رواه مسلم.
و\"في آخرِ كلِّ ليلةٍ ينزِلُ ربُّنا إلى السماءِ الدنيا، فيقول: من يدعُوني فأستجيبَ له، ومن يسألُني فأُعطِيَه، من يستغفِرني فأغفِرَ له\". متفق عليه.
وتكرَّم في آخر ساعةٍ من الجُمُعة بإجابةِ دعواتِ عباده.
وفي كل عامٍ خصَّ ليلةَ القدرِ العملُ فيها خيرٌ من ألفِ شهر، ومن قامَها إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه.
وصومُ يوم عرفة يُكفِّرُ سنتين، وصيامُ عاشوراء يُكفِّرُ السنةَ الماضِية، وصيامُ ثلاثةِ أيامٍ من كل شهرٍ كصِيامِ سنةٍ، وعُمرةٌ في رمضان تعدِلُ حجَّةً.
وفضَّلَ -جل وعلا- أماكنَ خصَّها بمزيدِ مُضاعفَةِ الحسنات؛ فصلاةُ المسجد الحرام خيرٌ من مائةِ ألفِ صلاةٍ، وصلاةٌ في مسجدِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- خيرٌ من ألفِ صلاةٍ، وصلاةٌ في المسجدِ الأقصى خير من خمسمائةِ صلاةٍ، ومن تطهَّرَ في بيته ثم أتَى مسجدَ قُباء فصلَّى ركعتين كان له كأجرِ عُمرة.
وفي زمنِ الفِتَنِ وتلاطُمِ المِحَن يُضاعِفُ -عز وجل- ثوابَ الأعمال؛ فالقابِضُ على دينه في آخر الزمانِ له أجرُ خمسين من الصحابة، \"وعبادةٌ في الهَرْجِ -أي: الفتنِ- كهِجرةٍ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-\". رواه مسلم.
ومن عجَزَ عن عملٍ أو قولٍ لعُذرٍ وهو صادقُ النيَّةِ في ذلك أعطاه الله بكرمِهِ أجرَ العاملين وإن لم يعمَلْه؛ \"فمن سألَ اللهَ الشهادةَ بصدقٍ بلَّغَه الله منازِلَ الشُّهَداء وإن ماتَ على فِراشِه\". رواه مسلم.
ومن تمنَّى أن عندَه مالاً ليتصدَّقَ به نالَهُ أجرُ المُتصدِّقين، ومن أحبَّ أحدًا حُشِرَ معه وإن لم يكُن مِثلَه؛ قال أنسٌ -رضي الله عنه-: \"ما فرِحْنا بعد الإسلام فرَحًا أشدَّ من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: \"إنك مع من أحببتَ\". قال أنس: \"فأنا أُحِبُّ اللهَ ورسولَه وأبا بكرٍ وعُمر، وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم\".
وإذا سافرَ العبدُ أو مرِضَ كتبَ اللهُ بفضلهِ أجرَه صحيحًا مُقيمًا.
والهمُّ والحُزنُ يحُطُّ الخطايا والأوزار؛ بل لعظيمِ فضلِ اللهِ من همَّ بحسنةٍ ولم يعمَلها كُتِبَت له حسنةٌ كامِلة، ومن همَّ بسيئةٍ فلم يعمَلْها كتبَها اللهُ عندَه حسنةً كامِلة.
وبعدُ:
أيها المسلمون: فالمُوفَّقُ مَنْ فقهَ كرمَ اللهِ وشُكرَه، وعمِلَ بمُقتضَى صفاتِه، وسابَقَ إلى الصالحات ليكونَ من السابقين إلى دخول الجنات، ومن نوَّعَ أعمالَه الصالِحة تنوَّعَت لذَّاتُهُ في الآخرة، والعملُ يتضاعَفُ بالإخلاصِ، ومن علامةِ قَبُولِ الحسنةِ الحسنةُ بعدها.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء: 40].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أيها المسلمون: من رحمةِ الله بعباده أن بعثَ إليهم رُسُلاً مُبشِّرين ومُنذِرين، ولم يشُقَّ سبحانه على خلقِهِ بالابتِداعِ في الدين؛ بل بيَّن لهم ما يُحبُّه ويرتضِيه، وعلَّقَ القَبولَ بإخلاصِ العمل وطاعةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في مُتابَعتِه، ومن ابتدَعَ فقد كلَّفَ نفسَه ما لم يأذَن به الله، وعملُه مردودٌ ولا يجنِي منه سِوَى العَناءِ والإثمِ؛ قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: \"اتَّبِعوا ولا تبتدِعُوا؛ فقد كُفِيتُم\".
وكان عُمرُ -رضي الله عنه- يهُمُّ بالأمر ويعزِمُ عليه، فإذا قِيلَ له: لم يفعلهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؛ انتَهَى.
والمؤمنُ يجمعُ بين الإخلاصِ والاتباعِ، ويُكثِرُ من العملِ الصالحِ ما استطاعَ.
ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّهِ، فقال في مُحكَم التنزيل: (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحق وبه كانوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين، وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم اجعل أعمالَنا كلَّها صالِحة، واجعلها لوجهِك خالِصة، ولا تجعل لأحدٍ فيها شيئًا.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم يا قويُّ يا عزيزُ يا عظيمُ يا ملِكُ يا قديرُ، اللهم انصُر المُستضعَفين من المُسلمين في الشام، اللهم كُن لهم وليًّا ونصيرًا، ومُعينًا وظَهيرًا، اللهم أيِّدهم بجنودٍ من عندك يا ربَّ العالمين، اللهم اربِط على قلوبِهم، وسدِّد رميَهم، وكُن معهم بملائكتِك يا رب العالمين.
اللهم أدِر دائرةَ السَّوءِ على عدُوِّك وعدوِّهم، اللهم اجعل كيدَهم في نُحورهم، وألقِ الرُّعبَ في قلوبهم، واجعل بأسَهم بينهم، وجُندَهم وعتادَهم عليهم، وشتِّت شملَهم، واجعلهم عِبرةً للمُعتبِرين يا عظيمُ يا قويُّ يا عزيزُ.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفُقَراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانِطين، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23].
اللهم وفِّق إمامنا لهُداك، واجعل عمله في رِضاك، ووفِّق جميع ولاة أمور المسلمين لِما فيه رِضاكَ يا رب العالمين.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
المصدر
https://khutabaa.com/ar. ❝ ⏤لا حول ولا قوة الا بالله
❞ إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- حقَّ التقوى؛ فمن اتقَى ربَّه ارتَقَى درجات، وطابَ مآلُه بعد الممات.
أيها المسلمون: إذا أراد الله أن يُكرِم عبدَه بمعرفته وجمعِ قلبه على محبَّته؛ شرَحَ صدرَه لقَبول صفاته، ومن صفاته سبحانه: الكرم بكثرة الخير وجَزيلِ العطاء، ومن نُعوته: الشُّكر يشكُر القليلَ من العمل بمُضاعَفَة الثواب أضعافًا كثيرة: (إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر: 34].
وأقلُّ ما يُضاعِفُ به الحسنةَ عشرُ حسنات، وشكرَ المؤمنين بجنَّاتِ النعيم، والمُسلمُ لا يحتقِرُ أيَّ عملٍ صالحٍ، فلا يدري ما الذي يُدخِلُه الجنةَ منه، ومن وصايا النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: ˝لا تحقِرنَّ من المعروف شيئًا˝. رواه مسلم.
قال ابن حجر -رحمه الله-: ˝ينبغي للمرءِ أن لا يزهَدَ في قليلٍ من الخيرِ أن يأتيَه، ولا في قليلٍ من الشرِّ أن يجتنِبَه؛ فإنه لا يعلَم الحسنةَ التي يرحمُه الله بها، ولا السيئةَ التي سخَطُ عليه بها˝.
وخصَّ سبحانه أعمالاً يسيرةً بثوابٍ جزيلٍ مُضاعَفٍ عنده؛ فالتوحيدُ دينُ الفِطرة، وجزاءُ أهله الجنة؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: ˝من لقِيَ اللهَ لا يُشرِكُ به شيئًا دخلَ الجنةَ˝. رواه مسلم. ومن كان آخرَ كلامِهِ من الدنيا: لا إله إلا الله دخلَ الجنةَ.
وأثابَ سبحانه على فروعٍ في العباداتِ يتكرَّرُ عملُها في اليوم والليلة بتكفيرِ الخطايا وفتحِ أبوابِ الجِنان؛ فجعلَ الطُّهورَ شطرَ الإيمان، والسِّواكَ مرضاةً له سبحانه، ومن توضَّأَ فأحسنَ الوضوءَ خرجَت خطاياهُ من جسدِهِ حتى تخرُج من تحت أظفاره، ومن فرَغَ من الوضوءِ وقال: ˝أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدُ الله ورسوله؛ إلا فُتِحَت له أبوابُ الجنةِ الثمانية يدخُلُ من أيِّها شاء˝. رواه مسلم. و˝من توضَّأَ فأحسَنَ الوضوءَ، ثم صلَّى ركعتين يُقبِلُ عليهما بقلبِهِ ووجهِهِ وجبَتْ له الجَنَّة˝. رواه النسائي.
وجعلَ خُطوات الماشِي إلى الصلاة إحداهما تحُطُّ خطيئةً، والأخرى ترفَعُ درجةً، والمُنادِي بالأذان يُغفَرُ له مدُّ صوته ويشهدُ له كلُّ رَطبٍ ويابِسٍ، ومن سمِعَ المُؤذِّنَ وقال مِثلَ قوله كان له كأجرِه، ˝وإذا قال المُؤذِّن: أشهدُ أن محمدًا رسول الله، فقال من سمِعَه: وأنا أشهدُ، رضِيتُ بالله ربًّا، وبمُحمَّدٍ رسولاً، وبالإسلام دينًا؛ غُفِرَ له ذنبُه˝. رواه مسلم.
ولفضلِ الصلاةِ وعُلُوِّ منزلتها كان ثوابُ الأعمال فيها عظيمًا؛ فمن غدَا إلى المسجدِ أو راحَ أعدَّ الله له في الجنةِ نُزُلاً كلما غدَا أو راحَ، وصلاةُ الجماعةِ أفضلُ من صلاةِ الفَذِّ بسبعٍ وعشرين درجة، ومن صلَّى الصُّبحَ فهو في ذِمَّةِ الله وحِفظِهِ حتى يُمسِي.
ومن حافَظَ على صلاةِ العصر ضُوعِفَ له أجرُه مرتين؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: ˝إن هذه الصلاةَ عُرِضَت على من كان قبلَكم فضيَّعُوها، فمن حافَظَ عليها كان له أجرُه مرتين˝. رواه مسلم.
ومن صلَّى العشاءَ في جماعةٍ فكأنَّما قامَ نصفَ الليل، ومن صلَّى الصبحَ في جماعةٍ فكأنَّما صلَّى الليلَ كلَّه.
وركعتان قبل الفجرِ خيرٌ من الدنيا وما فيها، ومن صلَّى اثنتَيْ عشرة ركعة في يومٍ وليلةٍ بنَى الله له بيتًا في الجنة، وركعتان في الضُّحَى تُؤدِّي شُكرَ نعمةِ جميع مفاصِلِ الإنسان.
وشرَعَ سبحانه أذكارًا في الصلاةِ جامِعة أُجُورُها مُضاعَفة؛ صلَّى رجلٌ خلفَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فلما رفعَ رأسَه من الركوعِ قال: ربَّنا ولك الحمدُ حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا فيه، فقال -عليه الصلاة والسلام-: ˝رأيتُ بِضعةً وثلاثين مَلَكًا يبتدِرُونها أيُّهم يكتُبُها أول˝. رواه البخاري.
والتأمينُ مع الإمام آخر الفاتِحة يُغفَرُ لصاحبِهِ إن وافقَ تأمينَ الملائكة.
˝ومن قرأَ آيةَ الكُرسي عقِبَ كل صلاةٍ لم يمنَعه دخول الجنةِ إلا أن يموت˝. رواه النسائي.
ومن قال حين ينصرِفُ من المغرب: اللهم أجِرني من النار. سبعَ مراتٍ؛ نجَّاه الله منها إن ماتَ من ليلته، وإن قالَها بعد الصُّبحِ ومات من يومه؛ نجَّاه الله منها.
وكتابُه سبحانه مُبارَكٌ، من دنا منه ارتفَع، ومن قرأَ حرفًا منه فله بكلِّ حرفٍ حسنة، والحسنةُ بعشرِ أمثالها، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص: 1] تعدِلُ ثُلُثَ القرآن، ومن أحبَّها دخلَ الجنة؛ قال رجلٌ من الأنصار: يا رسول الله: إني أُحِبُّها. فقال: ˝حُبُّك إياها أدخَلَك الجنةَ˝. رواه البخاري.
و˝يُقال يوم القيامة لقارئِ القرآن: اقرأ وارتَقِ ورتِّل كما كنتَ تُرتِّلُ في الدنيا؛ فإن منزِلَك عند آخر آيةٍ تقرؤُها˝. رواه أبو داود.
والإسلامُ عظَّمَ أواصِرَ الأُخُوَّة والمودَّة بين المُسلمين، ورتَّبَ الأُجورَ الوَفيرةَ لمن قوَّاها؛ فما من مُسلِمَين يلتقِيَان فيتصافَحَان إلا غُفِر لهما.
و˝إذا عادَ المُسلمُ أخاه المُسلمَ لم يزَل في خُرْفَة الجنة˝. قيل: يا رسول الله: وما خُرْفَة الجنة؟! قال: ˝جَنَاها˝. رواه مسلم.
والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، ومن شهِدَ جنازةً حتى يُصلَّى عليها فله قِيراطٌ. والقِيراطُ مِثلُ جبل أُحُد، ومن شهِدَها حتى تُدفَنَ فله قِيراطان.
ومن أحسنَ إلى المُسلمين ونصرَ دينَ الله نجَا وارتَقَى؛ فمن بنَى لله مسجِدًا بنى الله له بيتًا في الجنة، ومن كفَلَ يتيمًا كان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، ˝والساعِي على الأرملَة والمِسكين كالقائمِ الذي لا يفتُر، وكالصائمِ الذي لا يُفطِرُ˝. متفق عليه.
والمُتصدِّقُ تعظُمُ صدقتُه عند الله؛ فالتمرةُ يأخُذُها سبحانه ويُربِّيها حتى تكونَ مِثلَ الجبل، ومن أخفَى صدقتَه ولو قلَّت أظلَّه الله تحت ظِلِّ عرشِه.
ومن قال لصانِعِ المعروفِ: جزاكَ اللهُ خيرًا؛ فقد أبلَغَ في الثناءِ.
وإصلاحُ ذاتِ البَيْن من الرحِمِ وغيرها أفضلُ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقة.
ولعظيمِ حُرمة المُسلم عند الله مَنْ أبعدَ عنه ما يُؤذِيه أدخلَه الله الجنةَ؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: ˝لقد رأيتُ رجلاً يتقلَّبُ في الجنةِ في شجرةٍ قطَعَها من ظهر الطريقِ كانت تُؤذِي الناسَ˝. رواه مسلم.
بل من أحسَنَ إلى البهائمِ فإن اللهَ يشكُرُه؛ ˝رأى رجلٌ كلبًا يلهَثُ من العَطَشِ فسقاهُ ماءً، فشكرَ اللهُ له فغفَرَ له˝. رواه البخاري.
وتكرَّم سبحانه باصطِفاءِ كلماتٍ معدودةٍ من الأذكارِ جعلَ ثوابَها عظيمًا؛ فالحمدُ لله تملأُ المِيزان، ومن قالَ: سبحان الله العظيمِ وبحمده؛ غُرِسَت له نخلةٌ في الجنةِ.
وسُبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، خفيفتان على اللسان، خفيفتان في المِيزان، حبيبتان إلى الرحمن.
ومن قال: سبحان الله وبحمده في يومٍ مائةَ مرَّةٍ؛ حُطَّت خطاياه وإن كانت مِثلَ زَبَد البحرِ.
و˝من قال: سبحان الله مائةَ مرَّة؛ كُتِبَت له ألفُ حسنة، أو حُطَّت عنه ألفُ خطيئةٍ˝. رواه مسلم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله كنزٌ من كنوز الجنة، وسُبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبرُ أحبُّ الكلام إلى الله؛ قال عنها -عليه الصلاة والسلام-: ˝أحبُّ إليَّ مما طلَعَت عليه الشمسُ˝. متفق عليه.
وقال لجُويرية -رضي الله عنها- وكانت تذكُرُ اللهَ من بعد الفجرِ إلى ارتِفاعِ الضُّحَى: ˝لقد قلتُ بعدَكِ أربعَ كلماتٍ ثلاثَ مرَّاتٍ لو وزِنَت بما قُلتِي مُنذُ اليوم لوَزَنتهُنَّ: سُبحان الله وبحمده عددَ خلقِه، ورِضا نفسِه، وزِنةَ عرشِهِ، ومِدادَ كلماته˝. رواه مسلم.
ومن صلَّى على النبي -صلى الله عليه وسلم- مرَّةً صلَّى الله عليه بها عشرًا.
ونِعمُ الله علينا تَتْرَى، نِعَمٌ نازِلة، وأخرى عند الخلقِ باقِية، ومن قال حين يُصبِحُ: ˝اللهم ما أصبحَ بي من نعمةٍ فمنك وحدكَ لا شريك لك، فلك الحمدُ ولك الشكر؛ فقد أدَّى شُكرَ يومه، ومن قال مِثلَ ذلك حين يُمسِي فقد أدَّى شُكرَ ليلته˝. رواه أبو داود.
والله سبحانه يُحبُّ المُسلِمَ ويُكرِمَه ويُدافِعَ عنه، وشَرَعَ أسبابًا لحِفظِه من أعدائِه؛ فأنزلَ آياتٍ قصيرةٍ تحفَظُ المرءَ في ليله ونهارِهِ ومنزلِهِ ومنامِه؛ فالمُعوِّذتان ما تحصَّنَ مُتحصِّنٌ بمثلِهِما في صباحِهِ ومسائه، ومن قرأَ الآيتين من أواخر سورة البقرة كفَتَاه من كل شرٍّ، ومن قرأَ آيةَ الكُرسي قبل نومِهِ؛ لم يزَلْ عليه من الله حافِظٌ حتى يُصبِح.
وشرعَ سبحانه أدعيةً من دعا بها ولو ماشِيًا حفِظَه الله من كل مكروهٍ: ˝فمن نزلَ منزلاً وقال: أعوذُ بكلمات الله التامَّات من شرِّ ما خلَق لم يضُرَّه شيءٌ حتى يرتحِلَ من منزلهِ ذلك˝. رواه مسلم.
و˝من خرجَ من داره فقال: بسم الله، توكَّلتُ على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله؛ قالت له الملائِكةُ: كُفِيتَ وُوفِيتَ، وتنحَّى عنه الشيطانُ˝. رواه الترمذي.
وبِدعاءٍ مع عملٍ صالحٍ من قالَه أدخلَه الله الجنةَ، وأعاذَه الله من النار؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: ˝من سألَ اللهَ الجنةَ ثلاثَ مرَّاتٍ قالت الجنةُ: اللهم أدخِله الجنةَ، ومن استَجَارَ من النار ثلاثَ مرَّاتٍ، قالت النارُ: اللهم أجِره من النار˝. رواه الترمذي.
واللهُ سبحانه يُنعِمُ على العبد بنِعَمه السابِغة، وإذا تمتَّعَ بها وشكَرَ اللهَ عليها غفَرَ له ذنبَه؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: ˝من أكلَ طعامًا فقال: الحمدُ لله الذي أطعمَني هذا ورَزَقنيه من غير حولٍ مني ولا قوةٍ؛ غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِهِ˝. رواه الترمذي.
وبسَطَ سبحانه نفَحَاتِه في مجالسِ الناسِ بعد لغَطِهم فيها لتكون صحائِفُهم بيضاء نقيَّة: ˝فمن جلَسَ في مجلسٍ كثُرَ فيه لغَطُه، فقال قبل أن يقوم من مجلسِهِ ذلك: سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفِرُك وأتوبُ إليك؛ إلا غُفِرَ له ما كان في مجلِسِه ذلك˝. رواه الترمذي.
واللهُ بمنِّهِ جعلَ أزمانًا فاضِلَةً، منها ما لا تُردُّ فيه دعوةٌ؛ ففي كل ليلةٍ يتفضَّلُ سبحانه على عبادِهِ بإعطائِهم ما سَأَلُوه؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: ˝إن في الليلِ لسَاعةً لا يُوافِقُها رجلٌ مُسلمٌ يسألُ اللهَ خيرًا من أمر الدنيا والآخِرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة˝. رواه مسلم.
و˝في آخرِ كلِّ ليلةٍ ينزِلُ ربُّنا إلى السماءِ الدنيا، فيقول: من يدعُوني فأستجيبَ له، ومن يسألُني فأُعطِيَه، من يستغفِرني فأغفِرَ له˝. متفق عليه.
وتكرَّم في آخر ساعةٍ من الجُمُعة بإجابةِ دعواتِ عباده.
وفي كل عامٍ خصَّ ليلةَ القدرِ العملُ فيها خيرٌ من ألفِ شهر، ومن قامَها إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه.
وصومُ يوم عرفة يُكفِّرُ سنتين، وصيامُ عاشوراء يُكفِّرُ السنةَ الماضِية، وصيامُ ثلاثةِ أيامٍ من كل شهرٍ كصِيامِ سنةٍ، وعُمرةٌ في رمضان تعدِلُ حجَّةً.
وفضَّلَ -جل وعلا- أماكنَ خصَّها بمزيدِ مُضاعفَةِ الحسنات؛ فصلاةُ المسجد الحرام خيرٌ من مائةِ ألفِ صلاةٍ، وصلاةٌ في مسجدِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- خيرٌ من ألفِ صلاةٍ، وصلاةٌ في المسجدِ الأقصى خير من خمسمائةِ صلاةٍ، ومن تطهَّرَ في بيته ثم أتَى مسجدَ قُباء فصلَّى ركعتين كان له كأجرِ عُمرة.
وفي زمنِ الفِتَنِ وتلاطُمِ المِحَن يُضاعِفُ -عز وجل- ثوابَ الأعمال؛ فالقابِضُ على دينه في آخر الزمانِ له أجرُ خمسين من الصحابة، ˝وعبادةٌ في الهَرْجِ -أي: الفتنِ- كهِجرةٍ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-˝. رواه مسلم.
ومن عجَزَ عن عملٍ أو قولٍ لعُذرٍ وهو صادقُ النيَّةِ في ذلك أعطاه الله بكرمِهِ أجرَ العاملين وإن لم يعمَلْه؛ ˝فمن سألَ اللهَ الشهادةَ بصدقٍ بلَّغَه الله منازِلَ الشُّهَداء وإن ماتَ على فِراشِه˝. رواه مسلم.
ومن تمنَّى أن عندَه مالاً ليتصدَّقَ به نالَهُ أجرُ المُتصدِّقين، ومن أحبَّ أحدًا حُشِرَ معه وإن لم يكُن مِثلَه؛ قال أنسٌ -رضي الله عنه-: ˝ما فرِحْنا بعد الإسلام فرَحًا أشدَّ من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ˝إنك مع من أحببتَ˝. قال أنس: ˝فأنا أُحِبُّ اللهَ ورسولَه وأبا بكرٍ وعُمر، وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم˝.
وإذا سافرَ العبدُ أو مرِضَ كتبَ اللهُ بفضلهِ أجرَه صحيحًا مُقيمًا.
والهمُّ والحُزنُ يحُطُّ الخطايا والأوزار؛ بل لعظيمِ فضلِ اللهِ من همَّ بحسنةٍ ولم يعمَلها كُتِبَت له حسنةٌ كامِلة، ومن همَّ بسيئةٍ فلم يعمَلْها كتبَها اللهُ عندَه حسنةً كامِلة.
وبعدُ:
أيها المسلمون: فالمُوفَّقُ مَنْ فقهَ كرمَ اللهِ وشُكرَه، وعمِلَ بمُقتضَى صفاتِه، وسابَقَ إلى الصالحات ليكونَ من السابقين إلى دخول الجنات، ومن نوَّعَ أعمالَه الصالِحة تنوَّعَت لذَّاتُهُ في الآخرة، والعملُ يتضاعَفُ بالإخلاصِ، ومن علامةِ قَبُولِ الحسنةِ الحسنةُ بعدها.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أيها المسلمون: من رحمةِ الله بعباده أن بعثَ إليهم رُسُلاً مُبشِّرين ومُنذِرين، ولم يشُقَّ سبحانه على خلقِهِ بالابتِداعِ في الدين؛ بل بيَّن لهم ما يُحبُّه ويرتضِيه، وعلَّقَ القَبولَ بإخلاصِ العمل وطاعةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في مُتابَعتِه، ومن ابتدَعَ فقد كلَّفَ نفسَه ما لم يأذَن به الله، وعملُه مردودٌ ولا يجنِي منه سِوَى العَناءِ والإثمِ؛ قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: ˝اتَّبِعوا ولا تبتدِعُوا؛ فقد كُفِيتُم˝.
وكان عُمرُ -رضي الله عنه- يهُمُّ بالأمر ويعزِمُ عليه، فإذا قِيلَ له: لم يفعلهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-؛ انتَهَى.
والمؤمنُ يجمعُ بين الإخلاصِ والاتباعِ، ويُكثِرُ من العملِ الصالحِ ما استطاعَ.
ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّهِ، فقال في مُحكَم التنزيل: (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحق وبه كانوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين، وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم اجعل أعمالَنا كلَّها صالِحة، واجعلها لوجهِك خالِصة، ولا تجعل لأحدٍ فيها شيئًا.
اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم يا قويُّ يا عزيزُ يا عظيمُ يا ملِكُ يا قديرُ، اللهم انصُر المُستضعَفين من المُسلمين في الشام، اللهم كُن لهم وليًّا ونصيرًا، ومُعينًا وظَهيرًا، اللهم أيِّدهم بجنودٍ من عندك يا ربَّ العالمين، اللهم اربِط على قلوبِهم، وسدِّد رميَهم، وكُن معهم بملائكتِك يا رب العالمين.
اللهم أدِر دائرةَ السَّوءِ على عدُوِّك وعدوِّهم، اللهم اجعل كيدَهم في نُحورهم، وألقِ الرُّعبَ في قلوبهم، واجعل بأسَهم بينهم، وجُندَهم وعتادَهم عليهم، وشتِّت شملَهم، واجعلهم عِبرةً للمُعتبِرين يا عظيمُ يا قويُّ يا عزيزُ.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفُقَراء، أنزِل علينا الغيثَ ولا تجعلنا من القانِطين، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا.
❞ إن القيمة الكبرى في ميزان الله هي قيمة العقيدة، وإن السلعة الرائجة في سوق الله هي سلعة الإيمان، وإن النصر في أرفع صوره هو انتصار الروح على المادة، وانتصار العقيدة على الألم،وانتصار الإيمان على الفتنة. ❝ ⏤سيد قطب
❞ إن القيمة الكبرى في ميزان الله هي قيمة العقيدة، وإن السلعة الرائجة في سوق الله هي سلعة الإيمان، وإن النصر في أرفع صوره هو انتصار الروح على المادة، وانتصار العقيدة على الألم،وانتصار الإيمان على الفتنة. ❝
❞ يعرض الكتاب للسؤال التقليدي حول مدى صحة الصورة التي رسمها أفلاطون ويقدم حلا لإشكالية الصراع بين العلمانية والدين. يشابه بين آراء سقراط الأخلاقية والدينية عن علاقة الإنسان بالله وبالآخرين وتلك الأفكار التي وردت في الكتابات البوذية والكونفوشيوسية والكتاب المقدس والقرآن الكريم. فكان سقراط نبيا وفيلسوفا. يرى أن سعادة الإنسان في إيمانه أولا وإتخاذ التفلسف منهجا لحياته. ويشكل إدراك الإنسان لنقصه المعرفي وجهله بداية طريق التفلسف الحياة السعيدة. ليس نقص اليقين مرضا وإنما النفور من التفكير وكراهيته والقفز إلى النتائج يعد من أخطر الأمراض التي تواجه البشرية، ولا يمكن أن نشفى في هذه الأمراض إلا بالتفلسف والإيمان، ويقترح الحوار الفلسفي دينا عالميا. ❝ ⏤
❞ يعرض الكتاب للسؤال التقليدي حول مدى صحة الصورة التي رسمها أفلاطون ويقدم حلا لإشكالية الصراع بين العلمانية والدين. يشابه بين آراء سقراط الأخلاقية والدينية عن علاقة الإنسان بالله وبالآخرين وتلك الأفكار التي وردت في الكتابات البوذية والكونفوشيوسية والكتاب المقدس والقرآن الكريم. فكان سقراط نبيا وفيلسوفا. يرى أن سعادة الإنسان في إيمانه أولا وإتخاذ التفلسف منهجا لحياته. ويشكل إدراك الإنسان لنقصه المعرفي وجهله بداية طريق التفلسف الحياة السعيدة. ليس نقص اليقين مرضا وإنما النفور من التفكير وكراهيته والقفز إلى النتائج يعد من أخطر الأمراض التي تواجه البشرية، ولا يمكن أن نشفى في هذه الأمراض إلا بالتفلسف والإيمان، ويقترح الحوار الفلسفي دينا عالميا. ❝