❞ أهم النقاط الواردة بهذا الفصل
1. فكر في الخير ، يتدفق الخير إليك . وإذا فكرت في الشر ، يأتي ذلك الشر ، فأنت رهينة ما تفكر فيه طوال اليوم . لا يجادلك عقلك الباطن ، إنه يرضى ويقبل بما يصدره إليه عقلك الواعي من أوامر . فإذا قلت : \" لا أستطيع شراءها \" ، فسوف يعمل عقلك الباطن على جعل ذلك أمرا واقعا ، بدلاً من ذلك انتق فكرة أفضل وقل : \" سأشتريها ، إن عقلي قبلها \" .
.. إنك تمتلك سلطة الاختيار . عليك أن تختار الصحة والسعادة . ويمكنك أن تختار أن تكون ودوداً أو غير ودود . اختر أن تكون متعاوناً ومرحاً ، وودوداً ومحبوباً وسوف تجد العالم بين يديك ،
وهذه هي أفضل وسيلة لبناء شخصية رائعة . إن عقلك الواعي هو بمثابة \" حارس البوابة \" وظيفته الرئيسية
حماية عقلك الباطن من الانطباعات المضللة . اختر الاعتقاد بأن شيئاً
طيباً يمكن أن يحدث ، ويحدث الآن . إن قوتك العظيمة تكمن في
قدرتك على الاختيار ، فعليك باختيار السعادة .
ه إن الإيحاءات والعبارات التي يطلقها الآخرون ليس فيها القوة في أن
تضرك . القوة الوحيدة تتمثل في مرونة تفكيرك . تستطيع أن ترفض
الأفكار أو العبارات التي يطلقها الآخرون تجاهك وتنتقى منها ما هو
جيد . إنك تمتلك القدرة على اختيار طريقة رد فعلك
٦. راقب ما تقول . عليك أن تنتبه لكل كلمة حتى لو كانت تافهة . لا تقل أبدأ : \" إننى سوف أفشل ، إننى سوف أفقد وظيفتي ، لا أستطيع أن أدفع الإيجار \" ، فإن عقلك الباطن لا يأخذ الأمر بشكل
هزلى ، بل إنه يشرع فورا في تحقيقه إن عقلك ليس شريراً ، فليس هناك شر في أي قوى طبيعية . إن الأمر يعتمد على كيفية استخدامك لقوى الطبيعة ، استخدم عقلك في جلب النعمة والشفاء للناس جميعا في كل مكان .
لا تقل مطلقاً : \" لا أستطيع \" . تغلب على الخوف باستبدالك تلك
العبارة بالآتي : \" إننى أمتلك القدرة على فعل كل شيء من خلال قوة عقلك الباطل. ❝ ⏤جوزيف ميرفي
❞ أهم النقاط الواردة بهذا الفصل
1. فكر في الخير ، يتدفق الخير إليك . وإذا فكرت في الشر ، يأتي ذلك الشر ، فأنت رهينة ما تفكر فيه طوال اليوم . لا يجادلك عقلك الباطن ، إنه يرضى ويقبل بما يصدره إليه عقلك الواعي من أوامر . فإذا قلت : ˝ لا أستطيع شراءها ˝ ، فسوف يعمل عقلك الباطن على جعل ذلك أمرا واقعا ، بدلاً من ذلك انتق فكرة أفضل وقل : ˝ سأشتريها ، إن عقلي قبلها ˝ .
. إنك تمتلك سلطة الاختيار . عليك أن تختار الصحة والسعادة . ويمكنك أن تختار أن تكون ودوداً أو غير ودود . اختر أن تكون متعاوناً ومرحاً ، وودوداً ومحبوباً وسوف تجد العالم بين يديك ،
وهذه هي أفضل وسيلة لبناء شخصية رائعة . إن عقلك الواعي هو بمثابة ˝ حارس البوابة ˝ وظيفته الرئيسية
حماية عقلك الباطن من الانطباعات المضللة . اختر الاعتقاد بأن شيئاً
طيباً يمكن أن يحدث ، ويحدث الآن . إن قوتك العظيمة تكمن في
قدرتك على الاختيار ، فعليك باختيار السعادة .
ه إن الإيحاءات والعبارات التي يطلقها الآخرون ليس فيها القوة في أن
تضرك . القوة الوحيدة تتمثل في مرونة تفكيرك . تستطيع أن ترفض
الأفكار أو العبارات التي يطلقها الآخرون تجاهك وتنتقى منها ما هو
جيد . إنك تمتلك القدرة على اختيار طريقة رد فعلك
٦. راقب ما تقول . عليك أن تنتبه لكل كلمة حتى لو كانت تافهة . لا تقل أبدأ : ˝ إننى سوف أفشل ، إننى سوف أفقد وظيفتي ، لا أستطيع أن أدفع الإيجار ˝ ، فإن عقلك الباطن لا يأخذ الأمر بشكل
هزلى ، بل إنه يشرع فورا في تحقيقه إن عقلك ليس شريراً ، فليس هناك شر في أي قوى طبيعية . إن الأمر يعتمد على كيفية استخدامك لقوى الطبيعة ، استخدم عقلك في جلب النعمة والشفاء للناس جميعا في كل مكان .
لا تقل مطلقاً : ˝ لا أستطيع ˝ . تغلب على الخوف باستبدالك تلك
العبارة بالآتي : ˝ إننى أمتلك القدرة على فعل كل شيء من خلال قوة عقلك الباطل. ❝
❞ حيــاة الأعـزب . . .
الجمعة :
أنا حاكم لا شريك له على بيت أنيق ..
ليس لي ثانٍ في دولتي الصغيرة الجميلة . أستطيع أن أصحى متى شئت .. و أنام متى شئت .. و أخلع ثيابي .. و أغني .. و أُطرقع مفاصلي .. و أشرب الماء أو العرقسوس أو الويسكي كما يحلو لي ...
ليس على أكتافي شئ سوى رأسي ... لا مسئوليات .. لا هموم .. لا مطالب .. لا واجبات .. فأنا أعزب .. كلمة جميلة حلوة .. هذه الكلمة .. أعزب ..
لقد تذكرتها و أنا أحلق ذقني .. و أنظر إلى وجهي في المرآة .
فصفرت بفمي نشيد المارسيليز إحتفالا بالحرية المطلقة التي أعيش فيها .. و الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها .. و التي تتألف من ثلاث غرف و صالة و حمام أنيق بالقيشاني ..
سوف أنام الليلة ملء أجفاني .. تحلم بي كل عانس و يحسدني كل زوج .. و تجعل مني بنات السادسة عشرة محوراً لمغامراتهن .. و يحمل همي الخادم و البواب و الجيران .. و لا أحمل أنا سوى إبتسامة و اسعة ساخرة معها آخر نكتة من نكت الموسم ..
يقولون إن حياة الأعزب تعاسة .. و وِحدة و فراغ .. و فشل .. و هذه خرافة خلقها الأزواج لأنهم فشلوا في أن يكونوا عُزاباً ناجحين .
و مثلها .. حكاية البيت الدافئ .. و الأولاد الذين يمدون بقاء الزوج على الأرض .. و الزوجة التي تضئ ظلام الوحدة مثل القنديل . و حديث آخر الليل الذي يتقاسم فيه الزوجان المسرات و الهموم ..
كل هذه إعلانات مثل الإعلانات التي تروج بيع الصابون و ملح كروشن و الأسبرو .
أما الواقع فهو شئ آخر غير هذه الإعلانات .. فالبيت قد لا يدخله الدفء بالمرة .. و الإبن قد لا يمد أجل أبيه .. و ربما أخذ أجله .. و الزوجة قد تكون نكداً .. و حديث آخر الليل غالبا ما تحول إلى مراجعة للحسابات تنتهي بخناقة و بأن يعطي كل واحد ظهره لصاحبه و وجهه للحائط ..
خذوا الحكمة من أفواه المتزوجين .
إن من عادتي أن أترك ملعب الزوجية ينزل فيه أصدقائي .. و أكتفي بالتهليل على كل هدف يصيبه أي واحد من الاثنين ..
و مازلت أشكر الله على هذه النصاحة . و أشعر بالتلذذ و أنا أتأمل وجهي في المرآة .. و أجر عليه الموس و أحلقه بعناية قطعة قطعة .. و أبحث عن ينابيع النصاحة في عيني . و أصفر بصوت مرح يخرج من نافوخي .. و أقول أنا حر .. أنا أعزب ..
السبت :
دفتر يومياتي يقول إني محجوز على الغذاء و العشاء لمدة أسبوع مقدما ..
إني على حق في إلغاء المطبخ من شقتي .. فما الداعي للمطبخ ما دمت أتغذى في أقرب مطعم و أتعشى عند أقرب صديق .. و أغسل ثيابي عند أقرب مكوجي .. و أعود للبيت لأنام ..
لقد قالت لي صديقتي اليوم :
ــ أنت رجل مضيع للوقت .. أنت موزع على طول الشارع الذي تسكن فيه بين البقالين و الحلاقين و المكوجية و المطاعم و المخابز ..
إن بيتك ليس بيتاً .. إنه مجرد سرير سفاري .. جراج .. خيمة كشافة .. تتزود بالتموين من كل رصيف ..
أنت متشرد ..
و فهمت من كلامها أن تُلمِح لي بالزواج بأسلوب ماكر مهذب .. فقلت لها بهدوء :
_ أنا رجل عصري . لا أضع ثروتي في البيت تحت البلاطة .. و إنما أساهم بها في كل البنوك .. أيكون هذا تضييعاً لي .. !
فقالت في غيظ :
ــ و تساهم بحبك في كل القلوب .. أليس كذلك .. إنك تحاول أن تضمن الواحدة بعقد علاقة مع أخرى .. و لكنك تخسر الإثنين ، لإنك تخسر الثقة .. إن كل شئ في حياتك لا يبعث على الثقة .. و أنت نفسك لا تثق بنفسك ..
و دمعت عيناها .. و أردفت في يأس :
ــ إنك تجعل الإخلاص مستحيلاً .. ثم تبكي لأنك لا تجد الإخلاص .. ألست رجلاً مغفلاً ..
فقلت في ضيق :
_ إن الإخلاص يولد من نفسه و لا يولد بالحقن و المواثيق .. أنا رجل واقعي لا أطلب من الطبيعة البشرية أكثر مما تستطيع أن تعطيه ..
ــ إن الغلب عندك طبيعة .. أنت غلبان .
و شعرت بالغيظ .. ربما لأني غلبان فعلاً .. و لكني لم أجب بكلمة .. و قالت هي بعد فترة :
_ أريد أن أعرف .. ماذا تريد من وراء هذا كله .. في مقابل أي شئ تعيش هذه الحياة ؟
و أجبت في يقين :
_ أريد أن أحتفظ بحريتي ..
_ بالضبط تريد أن تحتفظ بحريتك .. مجرد إحتفاظ .. لأنك لا تفعل بها شيئــاً .
و رفعت صوت الراديو ليغطي على صوتها .. و فاض بي الضيق .
إن المرأة تفقد نصف جمالها حين تلمح بالزواج .. و تفقد النصف الآخر حينما تتحدث عن الفلسفة و المنطق .. و خصوصاً إذا كان كلامها في محله ..
الأحد :
تيقظت متأخراً هذا الصباح .. و فتحت نصف عين على شعاع الشمس الذي يداعب وسادتي .. ثم عدت فأغلقتهما .. و بدأت أفكر من حيث انتهينا في الليلة الماضية .
ماذا أريد من هذا كله ؟
حريتي ..
و ماذا أفعل بحريتي ..
إني أرفض إختيار طريق لأنه يقيدني .. و أفضل البقاء في مفترق الطرق .. أعاني الحرية و لا أمارسها .
أهو احساس بالمسئولية .. أم جبن .. أم تغفيل ..إني دائماً أكتشف أني مثالي من حيث أظن أني واقعي .
إن الواقعية لا تقف في مفترق الطرق أبداً ..
الواقعية لا تعلق إمكانياتها .. و إنما تثب و تعمل ..
و أنا أعلق كل شئ على مشجب ..
و رفعت السماعة لأطلب صديقتي ..فقالت لي إنها خطبت إلى إبن عمها .. و تمنت لي أياما طيبة ..
و وضعت السماعة في سكون .. و تلفَتَّ حولي .. و لأول مرة إكتشفت أن في شقتي صراصير .. و أن العنكبوت يتدلى من جدرانها ..
و تذكرت أن المكوجي قد أخذ كل القمصان للغسيل و لم يحضرها و أن كل الصحون قذرة .. و أحسست أني أكسل من أن أنظف صحناً .. فأرسلت البواب ليشتري لي صحناً جديداً ..
ثم زعقت عليه بعد قفز بضع درجات على السلم ..
_ إستنى عندك .. خد اشتري لي قميص كمان علشان ما عنديش قمصان ..
و أغلقت الباب .. و عدت أتمشى في الصالة .. ثم بدأت أدير البيك آب .. و وضعت أسطوانتي المحببة .
و وقفت في النافذة .. و لكن البيك آب ظل يخشخش ..
و اكتشفت بعد مدة أن طبقات من التراب واقفة في حلقه ..
و لا أدري لماذا تذكرت حكاية الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها في تلك اللحظة .. و أحسست أني إمبراطور فعلاً . و لكن إمبراطور على خرابة .
الإثنين :
ذهبت في زيارة فرج .. و هو صديق قديم أعرفه من عشرين عاماً .. و وجدته يدخن الجوزة وسط أولاده الخمسة .. و كان أكبر أولاده يمص عوداً من القصب و يضع المصاصة في طربوشه .. و أصغرهم يقف وسط الغرفة بالفانلة و اللباس .. يلوح بذراعيه الرفيعتين ..
و كانت نونا الصغيرة تخرج لسانها .. ثم تقفز على الكراسي و تؤذن .
و كان فرج وسط هذه الهوسة يضحك و يكركر بقلب طليق و بين حين و آخر يفرغ الطربوش من مصاصة القصب في صينية على الأرض قائلاً في حنان :
_ بقه كده يا ولد يا تنتون .. تحط الزبالة في طربوش أبوك ثم يضحك ..
_ عفاريت الولاد دول .. عفاريت ..
و طول الزيارة كنت أفكر في سؤال واحد .
كيف أضيق بهذا الصراخ و لا أكاد أحتمله دقيقة واحدة .. و كيف إحتمله فرج عشر سنوات .. و هو يضحك .
أهناك سر بين الأب و أولاده .. يجعل كل شئ محتملاً ..
سر لا يفهمه الأعزب ..
ربما .. أنا لم أجرب على كل حال .
الخميس :
بعد ليلة حمراء .. جسمي مثل مدينة اكتسحها زلزال .. أعضائي تهدمت .. عظامي مثل أعمدة معبد .. إنهارت .. و انهار فوقها السقف .
إني أسأل نفسي .. أهذه هي اللذة .. أهذه هي السعادة التي يتزوج من أجلها الناس ؟
مجانين ..
إني لا أجد فيها سبباً أتزوج من أجله .
إنها مجرد رغبة حمقاء .. لا شأن لي بها .. الطبيعة تدفعني إليها و تشوقني و ترغمني .. فأسعى إليها كما يسعى النمل .. و أمارسها في غباء ثم أفيق على لا شئ .. و لا تبقي من النار الموقدة إلا مجاملات فاترة ..
خمس دقائق فقط ..
كيف أتزوج من أجل خمس دقائق ..
السبت :
سألت نفسي .. ما هو الحب .. و بعد تفكير طويل اكتشفت أن الحب هو أن يبقى شئ بعد الخمس دقائق .. هو أن تبقى في النفس حاجات تدفع الإثنين على البقاء معا .
الحب هو رغبة بين الإثنين لا تستنفذها الطبيعة .. رغبة شخصية لكل منهما في الآخر .. ليس لكونه ذكراً .. و لا لكونها أنثى .. و لكن لكونه فلان .. و لكونها فلانة .. و لكونهما مشدودان بخيط من الفضول و الدهشة و الإعجاب .. كل منهما يحب أن يصغى إلى صوت الآخر .. حتى و لو لم يكن يتكلم .. يصغى إلى صوت وجوده ..
فكرت في هذه العبارات ثم ضحكت .. يالي من شاعر و تذكرت أخي و هو يقول لي كل يوم :
_ إلى متى تظل أعزب .. متى تفكر في الزواج .
و هو لا يدري أني أعزب لأني أفكر في الزواج .. أقتله تفكيراً كل يوم .. و أفكر في الحب و أقتله تفكيراً .. ثم أقتل نفسي من كثرة التفكير في نفسي .. ثم لا يبقى بعد هذا إلا أشباح و رغبات .. و شبح آخر أحمق ثرثار هو أنا .. لا يفتأ يسأل .. و يسأل .. يسأل لماذا .. و كيف .. و متى .. و أين
.. و إلى أين ..
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حيــاة الأعـزب . . .
الجمعة :
أنا حاكم لا شريك له على بيت أنيق .
ليس لي ثانٍ في دولتي الصغيرة الجميلة . أستطيع أن أصحى متى شئت . و أنام متى شئت . و أخلع ثيابي . و أغني . و أُطرقع مفاصلي . و أشرب الماء أو العرقسوس أو الويسكي كما يحلو لي ..
ليس على أكتافي شئ سوى رأسي .. لا مسئوليات . لا هموم . لا مطالب . لا واجبات . فأنا أعزب . كلمة جميلة حلوة . هذه الكلمة . أعزب .
لقد تذكرتها و أنا أحلق ذقني . و أنظر إلى وجهي في المرآة .
فصفرت بفمي نشيد المارسيليز إحتفالا بالحرية المطلقة التي أعيش فيها . و الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها . و التي تتألف من ثلاث غرف و صالة و حمام أنيق بالقيشاني .
سوف أنام الليلة ملء أجفاني . تحلم بي كل عانس و يحسدني كل زوج . و تجعل مني بنات السادسة عشرة محوراً لمغامراتهن . و يحمل همي الخادم و البواب و الجيران . و لا أحمل أنا سوى إبتسامة و اسعة ساخرة معها آخر نكتة من نكت الموسم .
يقولون إن حياة الأعزب تعاسة . و وِحدة و فراغ . و فشل . و هذه خرافة خلقها الأزواج لأنهم فشلوا في أن يكونوا عُزاباً ناجحين .
و مثلها . حكاية البيت الدافئ . و الأولاد الذين يمدون بقاء الزوج على الأرض . و الزوجة التي تضئ ظلام الوحدة مثل القنديل . و حديث آخر الليل الذي يتقاسم فيه الزوجان المسرات و الهموم .
كل هذه إعلانات مثل الإعلانات التي تروج بيع الصابون و ملح كروشن و الأسبرو .
أما الواقع فهو شئ آخر غير هذه الإعلانات . فالبيت قد لا يدخله الدفء بالمرة . و الإبن قد لا يمد أجل أبيه . و ربما أخذ أجله . و الزوجة قد تكون نكداً . و حديث آخر الليل غالبا ما تحول إلى مراجعة للحسابات تنتهي بخناقة و بأن يعطي كل واحد ظهره لصاحبه و وجهه للحائط .
خذوا الحكمة من أفواه المتزوجين .
إن من عادتي أن أترك ملعب الزوجية ينزل فيه أصدقائي . و أكتفي بالتهليل على كل هدف يصيبه أي واحد من الاثنين .
و مازلت أشكر الله على هذه النصاحة . و أشعر بالتلذذ و أنا أتأمل وجهي في المرآة . و أجر عليه الموس و أحلقه بعناية قطعة قطعة . و أبحث عن ينابيع النصاحة في عيني . و أصفر بصوت مرح يخرج من نافوخي . و أقول أنا حر . أنا أعزب .
السبت :
دفتر يومياتي يقول إني محجوز على الغذاء و العشاء لمدة أسبوع مقدما .
إني على حق في إلغاء المطبخ من شقتي . فما الداعي للمطبخ ما دمت أتغذى في أقرب مطعم و أتعشى عند أقرب صديق . و أغسل ثيابي عند أقرب مكوجي . و أعود للبيت لأنام .
لقد قالت لي صديقتي اليوم :
ــ أنت رجل مضيع للوقت . أنت موزع على طول الشارع الذي تسكن فيه بين البقالين و الحلاقين و المكوجية و المطاعم و المخابز .
إن بيتك ليس بيتاً . إنه مجرد سرير سفاري . جراج . خيمة كشافة . تتزود بالتموين من كل رصيف .
أنت متشرد .
و فهمت من كلامها أن تُلمِح لي بالزواج بأسلوب ماكر مهذب . فقلت لها بهدوء :
_ أنا رجل عصري . لا أضع ثروتي في البيت تحت البلاطة . و إنما أساهم بها في كل البنوك . أيكون هذا تضييعاً لي . !
فقالت في غيظ :
ــ و تساهم بحبك في كل القلوب . أليس كذلك . إنك تحاول أن تضمن الواحدة بعقد علاقة مع أخرى . و لكنك تخسر الإثنين ، لإنك تخسر الثقة . إن كل شئ في حياتك لا يبعث على الثقة . و أنت نفسك لا تثق بنفسك .
و دمعت عيناها . و أردفت في يأس :
ــ إنك تجعل الإخلاص مستحيلاً . ثم تبكي لأنك لا تجد الإخلاص . ألست رجلاً مغفلاً .
فقلت في ضيق :
_ إن الإخلاص يولد من نفسه و لا يولد بالحقن و المواثيق . أنا رجل واقعي لا أطلب من الطبيعة البشرية أكثر مما تستطيع أن تعطيه .
ــ إن الغلب عندك طبيعة . أنت غلبان .
و شعرت بالغيظ . ربما لأني غلبان فعلاً . و لكني لم أجب بكلمة . و قالت هي بعد فترة :
_ أريد أن أعرف . ماذا تريد من وراء هذا كله . في مقابل أي شئ تعيش هذه الحياة ؟
و أجبت في يقين :
_ أريد أن أحتفظ بحريتي .
_ بالضبط تريد أن تحتفظ بحريتك . مجرد إحتفاظ . لأنك لا تفعل بها شيئــاً .
و رفعت صوت الراديو ليغطي على صوتها . و فاض بي الضيق .
إن المرأة تفقد نصف جمالها حين تلمح بالزواج . و تفقد النصف الآخر حينما تتحدث عن الفلسفة و المنطق . و خصوصاً إذا كان كلامها في محله .
الأحد :
تيقظت متأخراً هذا الصباح . و فتحت نصف عين على شعاع الشمس الذي يداعب وسادتي . ثم عدت فأغلقتهما . و بدأت أفكر من حيث انتهينا في الليلة الماضية .
ماذا أريد من هذا كله ؟
حريتي .
و ماذا أفعل بحريتي .
إني أرفض إختيار طريق لأنه يقيدني . و أفضل البقاء في مفترق الطرق . أعاني الحرية و لا أمارسها .
أهو احساس بالمسئولية . أم جبن . أم تغفيل .إني دائماً أكتشف أني مثالي من حيث أظن أني واقعي .
إن الواقعية لا تقف في مفترق الطرق أبداً .
الواقعية لا تعلق إمكانياتها . و إنما تثب و تعمل .
و أنا أعلق كل شئ على مشجب .
و رفعت السماعة لأطلب صديقتي .فقالت لي إنها خطبت إلى إبن عمها . و تمنت لي أياما طيبة .
و وضعت السماعة في سكون . و تلفَتَّ حولي . و لأول مرة إكتشفت أن في شقتي صراصير . و أن العنكبوت يتدلى من جدرانها .
و تذكرت أن المكوجي قد أخذ كل القمصان للغسيل و لم يحضرها و أن كل الصحون قذرة . و أحسست أني أكسل من أن أنظف صحناً . فأرسلت البواب ليشتري لي صحناً جديداً .
ثم زعقت عليه بعد قفز بضع درجات على السلم .
_ إستنى عندك . خد اشتري لي قميص كمان علشان ما عنديش قمصان .
و أغلقت الباب . و عدت أتمشى في الصالة . ثم بدأت أدير البيك آب . و وضعت أسطوانتي المحببة .
و وقفت في النافذة . و لكن البيك آب ظل يخشخش .
و اكتشفت بعد مدة أن طبقات من التراب واقفة في حلقه .
و لا أدري لماذا تذكرت حكاية الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها في تلك اللحظة . و أحسست أني إمبراطور فعلاً . و لكن إمبراطور على خرابة .
الإثنين :
ذهبت في زيارة فرج . و هو صديق قديم أعرفه من عشرين عاماً . و وجدته يدخن الجوزة وسط أولاده الخمسة . و كان أكبر أولاده يمص عوداً من القصب و يضع المصاصة في طربوشه . و أصغرهم يقف وسط الغرفة بالفانلة و اللباس . يلوح بذراعيه الرفيعتين .
و كانت نونا الصغيرة تخرج لسانها . ثم تقفز على الكراسي و تؤذن .
و كان فرج وسط هذه الهوسة يضحك و يكركر بقلب طليق و بين حين و آخر يفرغ الطربوش من مصاصة القصب في صينية على الأرض قائلاً في حنان :
_ بقه كده يا ولد يا تنتون . تحط الزبالة في طربوش أبوك ثم يضحك .
_ عفاريت الولاد دول . عفاريت .
و طول الزيارة كنت أفكر في سؤال واحد .
كيف أضيق بهذا الصراخ و لا أكاد أحتمله دقيقة واحدة . و كيف إحتمله فرج عشر سنوات . و هو يضحك .
أهناك سر بين الأب و أولاده . يجعل كل شئ محتملاً .
سر لا يفهمه الأعزب .
ربما . أنا لم أجرب على كل حال .
الخميس :
بعد ليلة حمراء . جسمي مثل مدينة اكتسحها زلزال . أعضائي تهدمت . عظامي مثل أعمدة معبد . إنهارت . و انهار فوقها السقف .
إني أسأل نفسي . أهذه هي اللذة . أهذه هي السعادة التي يتزوج من أجلها الناس ؟
مجانين .
إني لا أجد فيها سبباً أتزوج من أجله .
إنها مجرد رغبة حمقاء . لا شأن لي بها . الطبيعة تدفعني إليها و تشوقني و ترغمني . فأسعى إليها كما يسعى النمل . و أمارسها في غباء ثم أفيق على لا شئ . و لا تبقي من النار الموقدة إلا مجاملات فاترة .
خمس دقائق فقط .
كيف أتزوج من أجل خمس دقائق .
السبت :
سألت نفسي . ما هو الحب . و بعد تفكير طويل اكتشفت أن الحب هو أن يبقى شئ بعد الخمس دقائق . هو أن تبقى في النفس حاجات تدفع الإثنين على البقاء معا .
الحب هو رغبة بين الإثنين لا تستنفذها الطبيعة . رغبة شخصية لكل منهما في الآخر . ليس لكونه ذكراً . و لا لكونها أنثى . و لكن لكونه فلان . و لكونها فلانة . و لكونهما مشدودان بخيط من الفضول و الدهشة و الإعجاب . كل منهما يحب أن يصغى إلى صوت الآخر . حتى و لو لم يكن يتكلم . يصغى إلى صوت وجوده .
فكرت في هذه العبارات ثم ضحكت . يالي من شاعر و تذكرت أخي و هو يقول لي كل يوم :
_ إلى متى تظل أعزب . متى تفكر في الزواج .
و هو لا يدري أني أعزب لأني أفكر في الزواج . أقتله تفكيراً كل يوم . و أفكر في الحب و أقتله تفكيراً . ثم أقتل نفسي من كثرة التفكير في نفسي . ثم لا يبقى بعد هذا إلا أشباح و رغبات . و شبح آخر أحمق ثرثار هو أنا . لا يفتأ يسأل . و يسأل . يسأل لماذا . و كيف . و متى . و أين
. و إلى أين. ❝
❞ الحبُ لا يعرف العمر ، ولا يعترف بالدّين ، ولا يقف أمام البوابات الجاهزة مهما كانت صمّاء ، ولا يُمكن أن تصد طوفانه كل سدود الدنيا . إذا سال طغى ، وإذا طغى أغرق ، وإذا أغرق أمات ، وإذا أمات أحيا . إنه داءٌ لا يُرجى البرء منه ، يقبلُ به المصاب راضياً مرضياً ، ويستعذبُ فيه العذاب ، ويجد فيه الشكوى لذيذة ، والمر حلو ، والعلقم عسلاً . إنه إن ثبتَ في الفؤاد لم تًخرجه كل قوى الكون ، وإن أستقر في السويداء مكث إلى آخر العمر ، ولم يغادر إلا إذا غادرت السويداء ذاتُها جسد الإنسان وما ذلك إلا بالموت . إنه أكبر من أن يفسر ، لأنه التفسير لكل جنون . وهو أعظم من أن تدير عنه صفحة قلبك لأنه هو قلبك فإلى أي جهةٍ تفر ، وهو المفر والجهات كُلها. ❝ ⏤أيمن العتوم
❞ الحبُ لا يعرف العمر ، ولا يعترف بالدّين ، ولا يقف أمام البوابات الجاهزة مهما كانت صمّاء ، ولا يُمكن أن تصد طوفانه كل سدود الدنيا . إذا سال طغى ، وإذا طغى أغرق ، وإذا أغرق أمات ، وإذا أمات أحيا . إنه داءٌ لا يُرجى البرء منه ، يقبلُ به المصاب راضياً مرضياً ، ويستعذبُ فيه العذاب ، ويجد فيه الشكوى لذيذة ، والمر حلو ، والعلقم عسلاً . إنه إن ثبتَ في الفؤاد لم تًخرجه كل قوى الكون ، وإن أستقر في السويداء مكث إلى آخر العمر ، ولم يغادر إلا إذا غادرت السويداء ذاتُها جسد الإنسان وما ذلك إلا بالموت . إنه أكبر من أن يفسر ، لأنه التفسير لكل جنون . وهو أعظم من أن تدير عنه صفحة قلبك لأنه هو قلبك فإلى أي جهةٍ تفر ، وهو المفر والجهات كُلها. ❝
❞ ( باب المكتبة )
إنّه بابٌ يفصل بين حياتين :
بين حياة تافهة ساذجة ... وبين حياة جادّة نابهة .
لكأنّ الباب هو البرزخ بين هاتين الحياتين .
وعليه فإنّه من اللائق أن تخلع عنك تفاهتك قبل أنْ تخطو الخُطوة الأولى عبر هذه البوّابة ، وتلبس لِباس الرّهبان المقيمين في حضرة الصلوات الطاهرات. ❝ ⏤أيمن العتوم
❞ ( باب المكتبة )
إنّه بابٌ يفصل بين حياتين :
بين حياة تافهة ساذجة .. وبين حياة جادّة نابهة .
لكأنّ الباب هو البرزخ بين هاتين الحياتين .
وعليه فإنّه من اللائق أن تخلع عنك تفاهتك قبل أنْ تخطو الخُطوة الأولى عبر هذه البوّابة ، وتلبس لِباس الرّهبان المقيمين في حضرة الصلوات الطاهرات. ❝