█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ إحذروا أهل الفتنة لأبي الحسن هشام المحجوبي و أبي مريم عبدالكريم صكاري
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
قبل مدة إنتشر تسجيل لأحد الفتَّانة يدٌَعي فيه أن صلاة التهجد في رمضان بدعة ثم وصلنا تسجيل آخر في هذه الأيام المباركة يدعي فيه أحدهم أن صيام يوم عرفة لا أصل له من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. خسئتم وخاب سعيكم لم يبق لكم إلا أن تمنعوا الناس من الفضائل و الخيرات في مواسم البركات بشبه و ادعاءات بعيدة عن التحقيق العلمي و الطرح الموضوعي، فحديث ˝صيام يوم عرفة يكفر السنة التي قبلها و السنة التي بعدها˝صحيح رواه مسلم, و هو من أصح الأحاديث و اتفق علماء الأمة على الإفتاء به من عهد الصحابة و التابعين إلى يومنا هذا ، أوَا لا يخجل هؤلاء الذين يصدون عن سبيل الله أوَا لا يكفيهم هذا الوعيد الشديد ،قال تعالى:˝ 8) أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ (9) عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ (10) أَرَءَيۡتَ إِن كَانَ عَلَى ٱلۡهُدَىٰٓ (11) أَوۡ أَمَرَ بِٱلتَّقۡوَىٰٓ (12) أَرَءَيۡتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰٓ (13) أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ (14) كَلَّا لَئِن لَّمۡ يَنتَهِ لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ (16) فَلۡيَدۡعُ نَادِيَهُۥ (17) سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡۤ وَٱقۡتَرِب۩ (19)˝ فللأسف أبتلينا بدعاة سوء ليس لهم هم إلا أن يعرفوا و يشتهِروا ولو على حساب الدين و فتنة المسلمين ، فهؤلاء أسوأ من الأعرابي الذي بال في ماء زمزم ليعرف بين العرب . ❝
❞ متن أصول المالكية تأليف أبي الحسن هشام المحجوبي الحسني المراكشي و أبي مريم عبدالكريم صكاري المرابطي الصحراوي
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله معلم الأصول و الصلاة و السلام على خير رسول و على آله و صحبه أهل القلب العقول و اللسان السؤول و بعد.
مقدمة في بيان أهمية أصول المالكية :
إعلم أرشدك الله أن أحكام المذهب فرع من أصوله و أن العلم بالمذهب لا يتأتى إلا بمعرفة أصوله , فالعلم هو معرفة الدليل و قانونه ,أما التقليد فليس بعلم ولا يجوز إلا للعاجز, وكل من يعلم الناس الفروع و يهمل الأصول فهو فاقد للمنهج العلمي الذي عليه أئمة أمتنا المجيدة من زمن الصحابة إلى زمننا هذا ويعتبر عند أهل العلم مقلدا بعيدا عن سبيل العلم فمن حرم الأصول حرم الوصول,
سبب تأليف هذا المتن:
اعلم أرشدك الله أن التأليف يشرع لمصلحة ملحة فيها منفعة لدين و طلبة علومه كجمع المتفرق و تفريق المجتمع و اختصار المطول و تطويل المختصر و تفصيل المبهم و تيسير المعقد , و بما أن طلبة العلم المبتدئين في بلدنا و غيره يحتاجون لمتن واضح مختصر أولي في بيان مبادئ أصول الإمام مالك أقبلنا بتوفيق الله و تيسيره على تأليف هذا المتن المختصر الذي جمعنا فيه أهم أصول الإمام مالك بأسلوب واضح و ميسر و بضبط لتعاريف أصول المالكية حتى يسهل لنا تدريس طلبتنا المبتدئين أصول مذهب أهل بلدنا راجين من الله القبول و التوفيق و النجاح و الوصول لكل طالب أصول.
مصادر أصول المالكية:
إعلم أرشدك الله أن أهم أصول المالكية خمسة عشر دليلا مستمدة من القرآن و السنة و فهم الصحابة و اللغة العربية و المنطق و طريقة الامام مالك و كبار تلامذته في الاستدلال و تخريج الأحكام الشرعية , و تعتبر هذه الأصول صراطا مستقيما و طريقا مهتديا قويما في فهم دين الله تعالى˝ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا˝ سورة النساء , و أول من يدخل في المؤمنين المؤمنون من أهل المدينة عند نزول الآية في عهد الصحابة و التابعين و أتباع التابعين, و من أواخر أعلام هذه التلة المباركة امام دار الهجرة الامام مالك بن أنس المتوفى سنة تسعة و سبعين و مئة بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم.
ملخص في أصول المالكية:
إعلم أرشدك الله أن مدار فتاوى أئمة المالكية من خمسة عشر أصلا ينبغي لطالب العلم ضبطها حتى يتقن المسالك الصحيحة للإستدلال و تخريج الأحكام ,
أولا: القرآن الكريم وهو لغة المقروء من كثرة قراءته و قيل المجموع من القرية ,
و شرعا: هو كلام الله المعصوم المتواتر في نقله المتعبد في تلاوته المنزل على قلب محمد صلى الله عليه و سلم مفرقا في ثلاث و عشرين سنة.
ثانيا : السنة النبوية:
وهي لغة :الطريقة المعتادة
و شرعا: هي ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية
ثالثا: الإجماع
و هو لغة : الإتفاق و قيل القصد
و شرعا: هو اتفاق علماء الأمة على حكم ديني
رابعا: القياس
وهو لغة : التقدير و التمثيل
و شرعا : هو رد واقعة غير منصوص عليها إلى واقعة منصوص عليها لاتفاق بينهما في العلة و بالتالي الحكم.
خامسا: عمل أهل المدينة
و معناه كل حكم شرعي تواتر عليه أهل المدينة زمن الصحابة و أولادهم و أولاد أولادهم فهذا الأصل هو قطعي عند الامام مالك يقدمه على الظني عند التعارض كحديث الآحاد و القياسات الظنية.
سادسا: المصلحة المرسلة
و هي الوسيلة التي فيها مصلحة راجحة أو مطلقة و لم يرد دليل خاص يبيحها أو يمنعها
سابعا: الإستحسان
و هو لغة الإعجاب بالشيء
و شرعا : هو ترجيح حكم على حكم بقرينة شرعية أو استثناء حكم جزئي من حكم كلي بقرينة شرعية.
ثامنا : مذهب الصحابي
و هو العمل بفتوى الصحابي إذا لم تخالف نصا أو صحابيا آخر.
تاسعا: العرف
وهو كل ما اعتاده جماعة من الناس و كان متطردا ولم يخالف نصا فالعادة شريعة محكمة
عاشرا: شرع من قبلنا
و هو العمل بشرائع الأنبياء من قبلنا إذا أقرها قرآننا و سنة نبينا بالتصريح أو السكوت.
إحدى عشر: سد الذرائع
و هو منع ما كان مباحا لإفضائه إلى حرام, فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب و ما لا يتم المندوب إلا به فهو مندوب و ما لا يتم المحظور إلا به فهو محظور و ما لا يتم المكروه إلا به فهو مكروه و ما لا يتم المباح إلا به فهو مباح
إثنا عشر : الإستصحاب
وهو لغة: طلب الملازمة
وشرعا: الرجوع إلى الإستدلال بالدليل العام عند إفتقاد الدليل الخاص
ثلاثة عشر: الناسخ و المنسوخ
و هو رفع حكم دليل متقدم بدليل متأخر عنه و ينسخ القرآن القرآن و ينسخ القرآن السنة و تنسخ السنة السنة و لا تنسخ السنة القرآن لأن الظني لا ينسخ القطعي و يجوز أن ينسخ الظني الظني و القطعي القطعي و القطعي الظني.
أربعة عشر: مراعاة الخلاف
و هو قول المجتهد بلازم قول مخالفه مراعاة للخلاف
خمسة عشر: المسالك التي يسلكها المالكية عند تعارض النصوص
يبدأون رضي الله عنهم بالجمع بين النصوص فإن تعذر الجمع بينها يسلكون مسلك الناسخ و المنسوخ فإن لم يقفوا على التاريخ سلكوا مسلك الترجيح و هو العمل بدليل و ترك الاخر لقرينة شرعية فإن تعذر الترجيح قال الإمام :˝ لا أدري و أخبر بها من وراءك˝
خاتمة:
و في الأخير هذا ما جاد الله به علينا في هذا المتن المختصر فمن وجد خيرا فليدعوا لنا و لوالدينا و لشيوخنا و من وجد غير ذلك فليستغفر لنا و لينصحا و الله من ورائنا محيط
حرر بجبال مراكش أوريكة تاريخ :الثلاثاء15 جمادى الأول 1445هـ في منزل خويدم ربه أبي الحسن هشام المحجوبي الحسني المراكشي
و صلى الله و سلم على معلم الأصول و على آله و صحبه و أتباعه أهل العلم و التزكية و الوصول . ❝
❞ والقراءات العشر هي عشر قراءات لقراءة القرآن أقرها العلماء في بحثهم لتحديد القراءات المتواترة، فاستقر الاعتماد العلمي، بعد زيادة ثلاث قراءات أخرى، أضيفت إلى القراءات السبع، على يد الإمام ابن الجزري، فأصبح مجموع المتواتر من القراءات عشر قراءات، وهذه القراءات الثلاث هي قراءات هؤلاء الأئمة أبو جعفر المدني ويعقوب الحضرمي البصري وخلف بن هشام البغدادي
تاريخها:
نزل القرآن على سبعة أحرف، والأحرف ليست في الكتابة فقط بل في النطق والمعنى والتشكيل وعلامات الوقف والإيجاز، ونظرا لاختلاف لكنات ولهجات العرب الذين أنزل عليهم القرآن، وقد جمع الصحابي وأمير المؤمنين عثمان بن عفان القرآن على تشكيل واحد، وهناك سبع قراءات ثابتة وثلاث قراءات مكملة للسبع فيكتمل عقد العشر قراءات، وكل هذه القراءات ونطقها وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناقلها الصحابة ثم التابعون فالتابعين وهكذا.
يذكر القرآن أنه نزل بلسان العرب: {نَزَلَ بهِ الْرُّوحُ الْأمِيْنُ * عَلَى قَلْبكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرينْ * بلِسَانٍ عَرَبيٍّ مَبيْنٌ} وبين العرب اتفاق كبير في كثير من الكلمات واختلاف ضئيل في بعض الظواهر اللفظية التي تتميز بها كل قبيلة عن الأخرى، وحول ذلك قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ˝إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ فاقرؤوا كما عُلّمتم.˝ فكان كل صحابي يعلّم كما تعلّم وفي عصر تابع التابعين ظهر رجال تفرّغوا للقراءة ولنقلها وضبطها وجلسوا بعد ذلك للتعليم، فاشتُهرت القراءة التي كانوا يَقرؤون ويُقرئون بها الناس، فصارت تلك الكيفية تُنسب إلى هؤلاء القراء، لأنهم لزموها وليس لأنهم اخترعوها، فهم نقلوها نقلاً محضاً وليس لهم فيها أدنى تغيير أو زيادة.
وكما حصل مع الفقهاء في العصور الأولى حيث كان عددهم كبير جدًا في البداية برز منهم أئمة أربعة فقط، بعد أن تَهَيّأ لهم تلاميذ لزموهم ونقلوا مذاهبهم الفقهية، فبقيت مذاهبهم وانتشرت واندثرت باقي المذاهب، وكذلك حصل مع القرّاء حيث ظهر وبرز منهم عشرة من أئمة القراءة . ❝