❞ فالتساؤل في درجة من درجاته يمثل انفتاحاً مدروساً على الآخر واستعداداً لقبول الرأي المضاد بل وللاعتراف بالخطأ وبإعادة التقييم والنظر والاعتبار. ❝ ⏤احمد خيرى العمرى
❞ فالتساؤل في درجة من درجاته يمثل انفتاحاً مدروساً على الآخر واستعداداً لقبول الرأي المضاد بل وللاعتراف بالخطأ وبإعادة التقييم والنظر والاعتبار. ❝
❞ استغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحي القيوم و اتوب اليه..
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين...
.................................
\"احببتُ طيفاً\"
الفصل التاسع
.............................................
توجهت نهى لمكتب قاسم بخطوات بطيئه متوتره تفكر لماذا طلب أن يراها فى مكتبه ولكنها حاولت الاتظهر ذلك التوتر
وما إن دلفت الى المكتب حدثته قائله
...بشكرك يادكتور قاسم انك مقولتش لبابا على اللى سمعته والل كان السبب فى اللى حصل لأميرة
بس والله انا مكنش قصدى يحصل كده غظب عنى قلت إلى قلته من غير مافكر زعلانه من نفسى جدا وبجد اسفه
وكمان شكرا جدا على اهتمامك بحاله أميرة
فأجابها بهدوء
..... مفيش داعى للشكر المهم دلوقتى ياريت تتفرغى الاسبوع ده بالكامل لأن محتاج تكونى معاها اكبر فتره ممكنه فى خطه علاج وضعها الطبيب النفسى ولازم نبداء فيها من بكرا وياريت كل كلامك لانسه اميره بعد كده يكون ايجابى وبلاش تقولى اى حاجه ممكن تاثر على نفسيتها بالسلب
لأن زى ما بلغت قبل كده والطبيب النفسى أكد على كده
فحدثته باهتمام لطلبه
.....طبعا يادكتور أن شاء الله اكون موجوده بالمستشفى بكرا من بدرى
أنهى حديثه قائلا
....تمام يانسه نهى وان شاء الله هيكون فى تحسن واضح لحاله انسه اميره
نهضت لتغادر قائله
...أن شاءالله يادكتور عن اذنك
استوقفها قاسم بتردد
...فى حاجه كمان عايزك تساعدينى فيها
تسألت نهى باستغراب
.... طبعا يادكتور .قولى محتاج اساعدك فى ايه
أجابها قاسم بجديه .وهو يشير لها بالجلوس مرة أخرى
....من اللحظه اللى اتنقلت فيها انسه أميرة للجناح انا المتكفل بكل ڜئ يعنى مفيش داعى انك تراجعى الحسابات تانى
نظرت له نهى باستغراب وهى تجلس قائله
....مش فاهمه ليه حضرتك اللى تدفع حساب أميرة
فأجاب بتردد
..... صراحه انا حاسس انى مسؤل عن انسه أميرة
(عندما وعى على حاله تكلم مسرعا يصلح كلماته التى خرجت بدون تفكير )
...اقصد انى حاسس بالذنب وانى سبب من الأسباب اللى وصلت انسه أميرة لل هى فيه
لم تقتنع بحديثه فتسألت بتشكك
.....بس ليه يادكتور احساسك ده ؟ وانت ملكش اى ذنب فى اللى حصل وكمان بابا مش ممكن يوافق ابدا على حاجه زى دى
فحدثها بنبره مترجيه
....ياريت تساعدينى وبلاش تبلغى استاذ احمد باى شئ ورجاء بلاش نقاش تانى
استسلمت لمطلبه خوفا من أن يخبر والدها بأنها من تسببت فيما حدث لأميرة قائله
.....اكيد بابا هيعرف لأن هو اللى بيبعت الحساب المطلوب معايا فصعب جدا حاجه زى كده تتخبى
صمت يفكر عده ثوانى ثم قال
....اممم عندى فكره انتى ممكن تفتحى حساب بالبنك باسمها تودعى فيه اى فلوس هيبعتها الاستاذ احمد علشان أميرة ..اظن كده انحلت المشكله
فأجابت نهى باستسلام
.....تمام يادكتور بعد اذنك
تغيرت نبرة صوته للجديه قائلاً
....فى حاجه كمان ياريت تكتبيلى قائمه بالحاجات اللى بتحبها انسه أميرة . فى الاكل .نوع البرفيوم .الموسيقى .اى حاجه بتحبها حتى لو تفصيله صغيره سجليها وتكون عندى بكرا
تسألت نهى باهتمام ممزوج بالاستغراب
....هو اللى طلبته حضرتك ده هيفرق فى علاج أميرة
فتحدث بهدوء مؤكدا
...طبعا يفرق كتير هقولك مثال بسيط نوع البرفيوم ممكن يفكرها بذكريات حلوة ويقوى إرادتها فى الخروج من الغيبوبه زى مافهمتكم قبل كده أنها
بتسمع وتحس باللى حواليها .
أجابت وهى تنهض استعدادا المغادره
.... حاضر هكتب كل حاجه .يهمنى اكيد أنها تفوق بأقرب وقت .استأذن
.....اتفضلى ومتنسيش اتفاقنا
خرجت نهى بداخلها ارتياح ترجوا من الله ان يتم شفاء أميرة بأقرب وقت
وقرررت تقديم طلب بأخذ اجازه اسبوع او اكتر لتتفرغ لمراعاه أميرة ولأنها بالأساس ماعادت تطيق وجودها بالشركه هذه الفتره
وفى اليوم التالى ذهبت اللى الشركه متوجهه مباشرتا لمكتب حازم وفور دخولها مكتبه قدمت له الطلب قائله
....استاذ حازم ياريت توافق على طلب الاجازه لانى بجد محتجاها
حازم وهو سعيد بهذا الطلب فهو لا يطيق وجودها أيضا
....طبعا يا انسه نهى وادى امضتى على الطلب وتقدرى تمدى الاجازه زى ما انتى عايزه مهم تسلمى مسؤلياتك الاستاذه سهام
..تمام حضرتك انا فعلا عملت كده مسبقا
فأجاب ببرود
... تمام
وبعدما غادرت نهى المكتب فورا امسك حازم بهاتفه مهاتفا
...الو هدير عايزك فى مكتبى حالا
اجابته
....اكيد حالا اكون عندك
بعدما ذهبت هدير لمكتبه.. دلفت للمكتب بدلال مقتربه منه لامست وجنته قائله
هدير بدلع ....ايه يازومى وحشتك
تحدث حازم بجديه
....هدير مش وقته دلع جتلنا فرصه من دهب لازم نستغلها
لم تتخلى عن دالالها بل تحدثت بصوت حنون
....فرصه! فرصه ايه؟ ومتحمس اووى كده على ايه فهمنى
امسك يدها واتجه بها لتلك الأريكة الموضوعه بركن المكتب قائلا بعدما جلسا سويا
...نهى مش هتبقى موجوده فى الشركه ١٠ايام والأحلى أن كمان باباها احمد رشدى مش هيكون موجود يعنى هنبقى براحتنا فى الشركه
فسألته بمكر
....مش فاهمه وجودهم من عدمه هيفرق ايه احنا كده كده الحسابات بادينا واللى انت عايزه انا بظبطه وبتاخده
أجابها بصوت ماكر
....لا طبعا الوقت يفرق لأن فى الفتره دى هنبقى براحتنا اكتر يعنى نضرب ضربتنا الاخيره والأقوى ونسيب الشركه والبلد كلها كمان
نظرت إليه بإعجاب شديد قائله
.....يابن الايه ياحازم تصدق عندك حق جه الوقت اللى نخلص ونسافر ونكون مع بعض بقى
فحدثها بحماس
....مفيش وقت نضيعه لازم من دلوقتى نظبط كل حسابات الشركه لصالحنا
فأجابت هدير بدلال
...حاضر يازومى متقلقش دا انت معاك نمبر وان حسابات ولا نسيت
ڤاجابها حازم بحب مصطنع
....انسى ازى وانتى ياقلبى سبب كل اللى انا فيه بس المره دى لازم المبلغ ميقلش عن ١٠مليون
انتابها الذهول من حديثه قائله
...... ايه ١٠مليون مره واحده هيكون صعب جدا يبقى دفعه واحده لازم على الأقل مده مش اقل من شهر إنما اسبوعين صعب
أمرها بنبره جاده
...... لازم نلاقى طريقه ناخد بيها ١٠مليون
ظلت تفكر عده ثوانى ثم قالت
.....احنا ممكن نلزم عدد كبير من الموردين بسداد اللى عليهم وكمان نغريهم بعروض وهميه من انتاج المصنع بخصم كبير إذا تم الدفع قبل الاستلام باسبوع نكون احنا ظبطنا امورنا واختفينا بس كده الشركه والمصنع هيفلسوا
فأجاب حازم ببرود
....ماتقع الشركه ولا يتحرق المصنع مش مهم دى شركه ملهاش صاحب واميره خلاص بح مش هتصحى تانى يبقى انا اولى بالفلوس دى كلها
فقررت هدير استغلال الموقف لصالحها تكرير طلبها الذى كررته كثيرا ولكنه بكل مره يتهرب منه قائله بمكر
....انا عملك اللى طلبته واعتبر ال١٠مليون فى حسابك بس عندى طلب ولازم تنفذه
نظر إليها بتشكك قائلا
...طلب ! طلب ايه ؟
اقتربت منه تحتضنه قائله بكل ثقه عكس ما بداخلها من توتر
.....اظن كفايه كده ومفيش مبرر أننا نخبى اكتر من كده وتعلن جوازنا بقى
نظر إليها بطرف عينه أخذه ثوانى يفكر حتى لايخسر كل شئ فأراد مجارتها قائلا
....طبعا نعلن جوازنا وقت ماتحبى بس خليها لما ننفذ وناخد ١٠مليون وتبقى الفرحه فرحتين
كل هذا يحدث تحت انظار تلك التى من حظها السئ رجعت مره اخرى لتأخذ بعض الأوراق فرأت هدير وهى تتوجه إلى مكتب حازم فقررت مراقبتهم . كانت تتظر إليهم بانهيار فهى لا تقدر على فعل شئ فى الوقت الحالى كانت تتالم وقلبها يعتصر ..حزناً على حظ تلك الأميرة السئ ظلت تشاهد تقربهم وخطتتهم التى حتما ستكون الخراب لشركه صديقتها الغاليه على قلبها والمصنع الذي بنته لتكمل حلمها وحلم إبيها بالانتاج بمصنعه الخاص
..............................................................
مر اسبوع تذهب يوميا نهى لاميره تقص عليها اجمل ذكرياتها كما أخبرتها عن إعجابها الشديد بحسام فقد كانت تظل معه يوميا بضع ساعات إعجابهم ببعض يزيد يوم عن الآخر
ولكنها بنفس الوقت تشعر بالذنب فهذا خطأ فلا يوجد رباط شرعى بينهم ولكن قلبها يسيطر عليها ورغم ذالك تحاول أن تبتعد
وقاسم بعد أن ينهى عمله يظل بجوارها يحدثها بما فى قلبه لها ويغرقها فى حبه حاول بقدر ما يستطيع اصال احساس العشق بكلماته الصادقه الجميله
جالس بجوارها ممسكا يديها قائلا لها
...وحشنى صوتك من يوم ماظهرتى فجاءه واختفيتى فجاءه وانا كل يوم بستنى تجينى تانى قربت اتجنن معقول تكونى حلم بشوفه وانا صاحى معقول كنت بشوف عفريته تخيلتها انتى
وقبل أن يكمل حديثه ظهر طيف أميرة قائله
....انا عفريته
شعر قاسم بالفزع قائلا بتلعثم
....بسم الله الرحمن الرحيم...انتى ..انتى كل مره هتخضينى كده
فأجاب طيف أميرة بغيظ
...والله .اتخضيت امال من شويه كنت زعلان وعايزنى اظهرلك ازى
فحدثها بمرح
.....خلاص ياستى انا اسف متزعليش إنما عرفينى لو هتظهرى كل مره تطلعى فجاءه كده مينفعش عرفينى قبلها
تاه طيفها بابتسامته
... خلاص مش هظهر فجاء كده تانى
وظلا يتحدثان بحب فنعم ياساده رغم غيبوبتها المسيطره عليها ولكن أحاديثه العاشقه كانت تسمعها جيدا فاخترقت قلبها
تسأل قاسم
....عندى سؤال ممكن اعرف سبب خروجك من الشركه قبل الحادثه منهاره
ترقرقت الدموع بعينها
....انت عرفت ازى انى كنت خارجه منهاره
....انا عرفت كل حاجه عنك من نهى
أجاب طيفها بصوت متألم
..هحكيلك.... كنت فى مكتبى بحاول اوصل لحازم جاتنى رساله على الواتس من رقم غريب لاقيت فديو ..
سكتت لثوانى متذكره بهلع متسائله
...تلفونى.. تلفونى فين؟ مع مين ؟
تذكر قاسم أنه اتصل بنهى وقت الحادث من تليفون أميرة ولكن حاول الايظهر بأنه يعرف مكانه عندما رأى توترها قائلا
....ممكن يكون فى الامانات او حد تبعك استلمه
تسأل طيف أميرة بقلق
....حد استلمه ! مين.؟ يارب مايكون حد فتح التليفون وشاف الفديو
بعدما رأى قاسم توترها الزائد فأراد أن يطمئنها فحدثها قائلا
....بس معتقدش أن حد استلمه لأن لو ده حصل كان موظف الامانات بلغنى
حاول أن يغير الحديث حتى يعطى نفسه وقتا كى يرى هذا الفديو الذى يقلقها ويزعجها لهذه الدرجه ولكن دون أن تشعر قائلا
...اسيبك دلوقتى عندى حاله مهمه لازم اتابعها وساعه بالكثير وهجى تانى بس بلاش الظهور المفاجأ بتاعك ده لانه بيوترنى بصراحه
فأجاب طيف أميرة بنبره مرحه.
....متقلقش هنتظرك هنا لحد ما تخلص لأنى عايزاك فى موضوع مهم جدا
تركها وذهب إلى مكتبه بعد أن تأكد أنها لن تلحق به
جلس وفتح درج المكتب أخرج هاتفها ولكنه كان مقفل أوصله بالشاحن ثم فتحه وفتح حساب الواتس الخاص بها وجد تلك الرساله وأما أن فتح الفديو حتى صدم وكاد عقله ينفجر والدماء غلت بداخل عروقه وجحظت عيناه بالغضب مما راء أهذا ماصدم معشوقته وتسبب فى رفضها للحياه وكثرت التساؤلات بتفكيره أما زالت تحب ذالك الخائن الغادر ام أنها جرحت كرامتها
بسبب رؤيه خطيبها بأوضاع مخله قذره باحضان أخرى
كاد قلبه يتمزق من شده ألمه عليها انهمرت الدموع من عينه غظبا عنه أراد أن يثور ويكسر اى شئ أمامه حتى يخمد نار غضبه ولكنه تحامل على حاله
ولملم شتات نفسه سريعا عازما أن يخرجها من هروبها
ويداوى جروح قلبها حتى وإن كانت لاتبادله نفس الحب والعشق الذى يكنه لها خباء الهاتف بالدرج واغلقه بالمفتاح وخرج يستنشق الهواء النقى ليزيل عن صدره هذا الوجع الذى يسيطر على قلبه متأثرا بالم محبوبه قلبه
...........................................................
اتمنى لكم قراءه ممتعه وسيسعدنى إبداء ريئكم ودعمكم بالتصويت ❤️🌹
استودعكم الله دمتم بخير وسعاده سالمين 🌹. ❝ ⏤إلهام عمر
❞ استغفر الله العظيم الذى لا اله الا هو الحي القيوم و اتوب اليه.
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين..
.................
˝احببتُ طيفاً˝
الفصل التاسع
.......................
توجهت نهى لمكتب قاسم بخطوات بطيئه متوتره تفكر لماذا طلب أن يراها فى مكتبه ولكنها حاولت الاتظهر ذلك التوتر
وما إن دلفت الى المكتب حدثته قائله
..بشكرك يادكتور قاسم انك مقولتش لبابا على اللى سمعته والل كان السبب فى اللى حصل لأميرة
بس والله انا مكنش قصدى يحصل كده غظب عنى قلت إلى قلته من غير مافكر زعلانه من نفسى جدا وبجد اسفه
وكمان شكرا جدا على اهتمامك بحاله أميرة
فأجابها بهدوء
... مفيش داعى للشكر المهم دلوقتى ياريت تتفرغى الاسبوع ده بالكامل لأن محتاج تكونى معاها اكبر فتره ممكنه فى خطه علاج وضعها الطبيب النفسى ولازم نبداء فيها من بكرا وياريت كل كلامك لانسه اميره بعد كده يكون ايجابى وبلاش تقولى اى حاجه ممكن تاثر على نفسيتها بالسلب
لأن زى ما بلغت قبل كده والطبيب النفسى أكد على كده
فحدثته باهتمام لطلبه
...طبعا يادكتور أن شاء الله اكون موجوده بالمستشفى بكرا من بدرى
أنهى حديثه قائلا
..تمام يانسه نهى وان شاء الله هيكون فى تحسن واضح لحاله انسه اميره
نهضت لتغادر قائله
..أن شاءالله يادكتور عن اذنك
استوقفها قاسم بتردد
..فى حاجه كمان عايزك تساعدينى فيها
أجابها قاسم بجديه .وهو يشير لها بالجلوس مرة أخرى
..من اللحظه اللى اتنقلت فيها انسه أميرة للجناح انا المتكفل بكل ڜئ يعنى مفيش داعى انك تراجعى الحسابات تانى
نظرت له نهى باستغراب وهى تجلس قائله
..مش فاهمه ليه حضرتك اللى تدفع حساب أميرة
استسلمت لمطلبه خوفا من أن يخبر والدها بأنها من تسببت فيما حدث لأميرة قائله
...اكيد بابا هيعرف لأن هو اللى بيبعت الحساب المطلوب معايا فصعب جدا حاجه زى كده تتخبى
صمت يفكر عده ثوانى ثم قال
..اممم عندى فكره انتى ممكن تفتحى حساب بالبنك باسمها تودعى فيه اى فلوس هيبعتها الاستاذ احمد علشان أميرة .اظن كده انحلت المشكله
فأجابت نهى باستسلام
...تمام يادكتور بعد اذنك
تغيرت نبرة صوته للجديه قائلاً
..فى حاجه كمان ياريت تكتبيلى قائمه بالحاجات اللى بتحبها انسه أميرة . فى الاكل .نوع البرفيوم .الموسيقى .اى حاجه بتحبها حتى لو تفصيله صغيره سجليها وتكون عندى بكرا
تسألت نهى باهتمام ممزوج بالاستغراب
..هو اللى طلبته حضرتك ده هيفرق فى علاج أميرة
فتحدث بهدوء مؤكدا
..طبعا يفرق كتير هقولك مثال بسيط نوع البرفيوم ممكن يفكرها بذكريات حلوة ويقوى إرادتها فى الخروج من الغيبوبه زى مافهمتكم قبل كده أنها
بتسمع وتحس باللى حواليها .
أجابت وهى تنهض استعدادا المغادره
.. حاضر هكتب كل حاجه .يهمنى اكيد أنها تفوق بأقرب وقت .استأذن
...اتفضلى ومتنسيش اتفاقنا
خرجت نهى بداخلها ارتياح ترجوا من الله ان يتم شفاء أميرة بأقرب وقت
وقرررت تقديم طلب بأخذ اجازه اسبوع او اكتر لتتفرغ لمراعاه أميرة ولأنها بالأساس ماعادت تطيق وجودها بالشركه هذه الفتره
وفى اليوم التالى ذهبت اللى الشركه متوجهه مباشرتا لمكتب حازم وفور دخولها مكتبه قدمت له الطلب قائله
..استاذ حازم ياريت توافق على طلب الاجازه لانى بجد محتجاها
حازم وهو سعيد بهذا الطلب فهو لا يطيق وجودها أيضا
..طبعا يا انسه نهى وادى امضتى على الطلب وتقدرى تمدى الاجازه زى ما انتى عايزه مهم تسلمى مسؤلياتك الاستاذه سهام
بعدما ذهبت هدير لمكتبه. دلفت للمكتب بدلال مقتربه منه لامست وجنته قائله
هدير بدلع ..ايه يازومى وحشتك
تحدث حازم بجديه
..هدير مش وقته دلع جتلنا فرصه من دهب لازم نستغلها
لم تتخلى عن دالالها بل تحدثت بصوت حنون
..فرصه! فرصه ايه؟ ومتحمس اووى كده على ايه فهمنى
امسك يدها واتجه بها لتلك الأريكة الموضوعه بركن المكتب قائلا بعدما جلسا سويا
..نهى مش هتبقى موجوده فى الشركه ١٠ايام والأحلى أن كمان باباها احمد رشدى مش هيكون موجود يعنى هنبقى براحتنا فى الشركه
ظلت تفكر عده ثوانى ثم قالت
...احنا ممكن نلزم عدد كبير من الموردين بسداد اللى عليهم وكمان نغريهم بعروض وهميه من انتاج المصنع بخصم كبير إذا تم الدفع قبل الاستلام باسبوع نكون احنا ظبطنا امورنا واختفينا بس كده الشركه والمصنع هيفلسوا
فأجاب حازم ببرود
..ماتقع الشركه ولا يتحرق المصنع مش مهم دى شركه ملهاش صاحب واميره خلاص بح مش هتصحى تانى يبقى انا اولى بالفلوس دى كلها
فقررت هدير استغلال الموقف لصالحها تكرير طلبها الذى كررته كثيرا ولكنه بكل مره يتهرب منه قائله بمكر
..انا عملك اللى طلبته واعتبر ال١٠مليون فى حسابك بس عندى طلب ولازم تنفذه
نظر إليها بتشكك قائلا
..طلب ! طلب ايه ؟
اقتربت منه تحتضنه قائله بكل ثقه عكس ما بداخلها من توتر
...اظن كفايه كده ومفيش مبرر أننا نخبى اكتر من كده وتعلن جوازنا بقى
نظر إليها بطرف عينه أخذه ثوانى يفكر حتى لايخسر كل شئ فأراد مجارتها قائلا
..طبعا نعلن جوازنا وقت ماتحبى بس خليها لما ننفذ وناخد ١٠مليون وتبقى الفرحه فرحتين
كل هذا يحدث تحت انظار تلك التى من حظها السئ رجعت مره اخرى لتأخذ بعض الأوراق فرأت هدير وهى تتوجه إلى مكتب حازم فقررت مراقبتهم . كانت تتظر إليهم بانهيار فهى لا تقدر على فعل شئ فى الوقت الحالى كانت تتالم وقلبها يعتصر .حزناً على حظ تلك الأميرة السئ ظلت تشاهد تقربهم وخطتتهم التى حتما ستكون الخراب لشركه صديقتها الغاليه على قلبها والمصنع الذي بنته لتكمل حلمها وحلم إبيها بالانتاج بمصنعه الخاص
...............................
مر اسبوع تذهب يوميا نهى لاميره تقص عليها اجمل ذكرياتها كما أخبرتها عن إعجابها الشديد بحسام فقد كانت تظل معه يوميا بضع ساعات إعجابهم ببعض يزيد يوم عن الآخر
ولكنها بنفس الوقت تشعر بالذنب فهذا خطأ فلا يوجد رباط شرعى بينهم ولكن قلبها يسيطر عليها ورغم ذالك تحاول أن تبتعد
وقاسم بعد أن ينهى عمله يظل بجوارها يحدثها بما فى قلبه لها ويغرقها فى حبه حاول بقدر ما يستطيع اصال احساس العشق بكلماته الصادقه الجميله
جالس بجوارها ممسكا يديها قائلا لها
..وحشنى صوتك من يوم ماظهرتى فجاءه واختفيتى فجاءه وانا كل يوم بستنى تجينى تانى قربت اتجنن معقول تكونى حلم بشوفه وانا صاحى معقول كنت بشوف عفريته تخيلتها انتى
وقبل أن يكمل حديثه ظهر طيف أميرة قائله
..انا عفريته
شعر قاسم بالفزع قائلا بتلعثم
..بسم الله الرحمن الرحيم..انتى .انتى كل مره هتخضينى كده
فأجاب طيف أميرة بغيظ
..والله .اتخضيت امال من شويه كنت زعلان وعايزنى اظهرلك ازى
فحدثها بمرح
...خلاص ياستى انا اسف متزعليش إنما عرفينى لو هتظهرى كل مره تطلعى فجاءه كده مينفعش عرفينى قبلها
تاه طيفها بابتسامته
.. خلاص مش هظهر فجاء كده تانى
وظلا يتحدثان بحب فنعم ياساده رغم غيبوبتها المسيطره عليها ولكن أحاديثه العاشقه كانت تسمعها جيدا فاخترقت قلبها
تسأل قاسم
..عندى سؤال ممكن اعرف سبب خروجك من الشركه قبل الحادثه منهاره
ترقرقت الدموع بعينها
..انت عرفت ازى انى كنت خارجه منهاره
..انا عرفت كل حاجه عنك من نهى
أجاب طيفها بصوت متألم
.هحكيلك.. كنت فى مكتبى بحاول اوصل لحازم جاتنى رساله على الواتس من رقم غريب لاقيت فديو .
فأجاب طيف أميرة بنبره مرحه.
..متقلقش هنتظرك هنا لحد ما تخلص لأنى عايزاك فى موضوع مهم جدا
تركها وذهب إلى مكتبه بعد أن تأكد أنها لن تلحق به
جلس وفتح درج المكتب أخرج هاتفها ولكنه كان مقفل أوصله بالشاحن ثم فتحه وفتح حساب الواتس الخاص بها وجد تلك الرساله وأما أن فتح الفديو حتى صدم وكاد عقله ينفجر والدماء غلت بداخل عروقه وجحظت عيناه بالغضب مما راء أهذا ماصدم معشوقته وتسبب فى رفضها للحياه وكثرت التساؤلات بتفكيره أما زالت تحب ذالك الخائن الغادر ام أنها جرحت كرامتها
بسبب رؤيه خطيبها بأوضاع مخله قذره باحضان أخرى
كاد قلبه يتمزق من شده ألمه عليها انهمرت الدموع من عينه غظبا عنه أراد أن يثور ويكسر اى شئ أمامه حتى يخمد نار غضبه ولكنه تحامل على حاله
ولملم شتات نفسه سريعا عازما أن يخرجها من هروبها
ويداوى جروح قلبها حتى وإن كانت لاتبادله نفس الحب والعشق الذى يكنه لها خباء الهاتف بالدرج واغلقه بالمفتاح وخرج يستنشق الهواء النقى ليزيل عن صدره هذا الوجع الذى يسيطر على قلبه متأثرا بالم محبوبه قلبه
..............................
اتمنى لكم قراءه ممتعه وسيسعدنى إبداء ريئكم ودعمكم بالتصويت ❤️🌹
استودعكم الله دمتم بخير وسعاده سالمين 🌹. ❝
❞ الوظيفة الروتينية :
دق جرس آلة التنبيه الخاصة بي فاستيقظت فزعةً حتى أتمكن من اللحاق بموعد عملي الذي كان باكراً جداً عن باقي الوظائف التي يعمل فيها الآخرون ، فعساه يجلب لي الفائدة ولأي مِمَّن حولي ولا يكون إهداراً للوقت فيما لا يُجدي لأنني حصلت عليه في وقت مبكر كنت في أوج طاقتي وحماسي وربما لم أكن على القدر الكافي من الوعي بما يناسب حياتي حينها ، كنت ألهث وراء تحصيل المال فحَسب كغيري من البشر من خلال أي وظيفة إلى أنْ أدركت أنها مجرد وظائف روتينية رتيبة لا تُحقِّق للمرء سوى الإجهاد والتعب المُضني دون عائد مُجزٍ ولكن ماذا عساي أنْ أفعل الآن ؟ هل أُقدِّم استقالتي وأُغيِّر نمط حياتي الذي اعتدته تماماً أم أنني سوف أعود لنقطة البداية مرة أخرى وأندم على هذا القرار ؟ ، المزيد من التساؤلات التي تُزيد حيرتي ويأسي من الحياة بأسرها ولا أتمكن من الوصول لحل مُرضٍ على الإطلاق ، فأمسكت بسماعة الهاتف وقررت أنْ آخذ مشورة أحد أصدقائي علَّه يشاركني الرأي ويُقلِّص حيرتي ويُخلِّصني من الارتباك الذي شتت انتباهي وكاد يفتك به للوهلة الأولى فأنا دوماً ما أكون مُنظَّمة الفكر والتنفيذ أيضاً ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً تماماً عمَّا خططت له ورسمته في ذهني ، ها قد أجاب صديقي وأسدى لي عدة نصائح ربما أخرجني من حيرتي بعض الشيء ولكني لم أتخذ القرار بَعْد ، فما أجمل تلك الصداقات التي تمنح الحياة قيمةً وتعمل على مساعدتك ومساندتك وإخراجك من التيه الذي قد يُحاوط عقلك في بعض الأحيان دون القدرة على الفرار منه والتملص من سيطرته المستبدة التي تظل تطاردك إلى أنْ تقع في فخها للأبد ، فلقد صرت أهدأ كثيراً عقب ذلك الاتصال الهاتفي المُميَّز المُريح للأعصاب الذي خفَّف من وطأة الحدث داخلي ...
#خلود_أيمن #قصة_قصيرة #KH. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ الوظيفة الروتينية :
دق جرس آلة التنبيه الخاصة بي فاستيقظت فزعةً حتى أتمكن من اللحاق بموعد عملي الذي كان باكراً جداً عن باقي الوظائف التي يعمل فيها الآخرون ، فعساه يجلب لي الفائدة ولأي مِمَّن حولي ولا يكون إهداراً للوقت فيما لا يُجدي لأنني حصلت عليه في وقت مبكر كنت في أوج طاقتي وحماسي وربما لم أكن على القدر الكافي من الوعي بما يناسب حياتي حينها ، كنت ألهث وراء تحصيل المال فحَسب كغيري من البشر من خلال أي وظيفة إلى أنْ أدركت أنها مجرد وظائف روتينية رتيبة لا تُحقِّق للمرء سوى الإجهاد والتعب المُضني دون عائد مُجزٍ ولكن ماذا عساي أنْ أفعل الآن ؟ هل أُقدِّم استقالتي وأُغيِّر نمط حياتي الذي اعتدته تماماً أم أنني سوف أعود لنقطة البداية مرة أخرى وأندم على هذا القرار ؟ ، المزيد من التساؤلات التي تُزيد حيرتي ويأسي من الحياة بأسرها ولا أتمكن من الوصول لحل مُرضٍ على الإطلاق ، فأمسكت بسماعة الهاتف وقررت أنْ آخذ مشورة أحد أصدقائي علَّه يشاركني الرأي ويُقلِّص حيرتي ويُخلِّصني من الارتباك الذي شتت انتباهي وكاد يفتك به للوهلة الأولى فأنا دوماً ما أكون مُنظَّمة الفكر والتنفيذ أيضاً ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً تماماً عمَّا خططت له ورسمته في ذهني ، ها قد أجاب صديقي وأسدى لي عدة نصائح ربما أخرجني من حيرتي بعض الشيء ولكني لم أتخذ القرار بَعْد ، فما أجمل تلك الصداقات التي تمنح الحياة قيمةً وتعمل على مساعدتك ومساندتك وإخراجك من التيه الذي قد يُحاوط عقلك في بعض الأحيان دون القدرة على الفرار منه والتملص من سيطرته المستبدة التي تظل تطاردك إلى أنْ تقع في فخها للأبد ، فلقد صرت أهدأ كثيراً عقب ذلك الاتصال الهاتفي المُميَّز المُريح للأعصاب الذي خفَّف من وطأة الحدث داخلي ..
#خلود_أيمن#قصة_قصيرة#KH. ❝
❞ فاجأ الجميع شهاب بإعلان جريء لم يسبق لأحد أن يتوقعه:
\"أنا ونور أتينا لنأخذ بركة اجتماعكم اليوم، إذ توجت قصتنا بعقد الزواج. في نور وجدت الإخلاص، وقررنا معاً أن نكون عائلة\"
الصمت يطغى على الحضور، بعيون تكبر فيها دوائر الصدمة والتساؤل. عربي يكاد يعتصر قلبه، يطلق كلمات تتأجج غضباً وتساؤلاً:
\"أنا أسعى لإصلاح ما بينكما وأنت تعزف على وتر الفتنة بهذا الشكل!\"
شهاب الذي يغمر وجهه شبه ابتسامة، يتحدث مدافعاً:
\"فتنة؟ أيجرم الرجل إن بحث عن السكينة في قلب تستريح إليه نفسه؟ لم أفعل الحرام\". ❝ ⏤وداد جلول
❞ فاجأ الجميع شهاب بإعلان جريء لم يسبق لأحد أن يتوقعه:
˝أنا ونور أتينا لنأخذ بركة اجتماعكم اليوم، إذ توجت قصتنا بعقد الزواج. في نور وجدت الإخلاص، وقررنا معاً أن نكون عائلة˝
الصمت يطغى على الحضور، بعيون تكبر فيها دوائر الصدمة والتساؤل. عربي يكاد يعتصر قلبه، يطلق كلمات تتأجج غضباً وتساؤلاً:
˝أنا أسعى لإصلاح ما بينكما وأنت تعزف على وتر الفتنة بهذا الشكل!˝
شهاب الذي يغمر وجهه شبه ابتسامة، يتحدث مدافعاً:
˝فتنة؟ أيجرم الرجل إن بحث عن السكينة في قلب تستريح إليه نفسه؟ لم أفعل الحرام˝. ❝
❞ #يقول الشيخ الغزالي (رحمه الله):
#سألني سائل: هل الإنسان مسيَّر أم مخيَّر؟
#فنظرت إليه في ضيق شديد، وقررت أن ألتوي معه في الإجابة كما التوى هو مع فطرته في هذا التساؤل، وقلت له: الإنسان نوعان؛ نوع يعيش في الشرق ونوع يعيش في الغرب، والأول مسيّر والآخر مخيّر!
ففغر الرجل فاه عن ابتسامة هي بالضبط نصف تثاؤب الكسالى و العجزة والثرثارين الذين ينتشرون في بلادنا.
#ثم قال: ما هذا الكلام؟ إنني أسألك هل للإنسان إرادة حرة وقدرة مستقلة يفعل بهما ما يفعل ويترك ما يترك أم هو مجبور!
#فقلت له: قد أجبتك، الإنسان في الغرب مستقل وفي الشرق مستعمر هناك له إرادة وقدرة، وهنا لا شيء له!!
#فضحك أحد الظرفاء وقال: هذه إجابة سياسية. فقلت وإنها لدينية كذلك..
#يا رجل إن القوم في الغرب شعروا بأن لهم عقولا ففكروا بها حتى كشفوا المساتير من بدائع الكون وشعروا بأن لهم إرادة فصمموا بها حتى التقت في أيديهم مصاير الأمم وأزمة السياسات
وشعروا بأنه لهم قدرة، فجابوا المشارق والمغارب، وصنعوا الروائع والعجائب.
#أما نحن...فهذا رجل من ألوف الألوف التي تزحم البلاد يأتي ليستفتي في هذه المعضلة التي غاب عنه حلها، #ألَه حقا عقل حرّ يستطيع أن يفكر به؟ ألَه إرادة يستطيع أن يعزم بها؟ ألَه قوة يستطيع أن يتحرك بها؟
#وإلى أن نثبت له نحن ذلك! سوف يبدأ فيفكر ثم يعزم ثم يعمل. أما الآن فهو -فعلا- مسيَّر من ذلك الرجل المخير في الغرب... ما أبعد البَوْن بين الشخصين!
الرجل في الغرب ألقي به في تيار الحياة، فعلم أن له أعضاء يستطيع أن يعوم بها فظلّ يسبح مع التيار تارة وضده تارك أخرى، حتى وصل إلى الشاطئ!!
#أما هنا، فلما ألقي بالرجل في معترك الأمواج، بدأ يسأل نفسه: هل أنا حيّ حقا أم أنا جثة هامدة؟
#أو بتعبير المتفيقهين: هل أنا حرّ أم أعضائي مقيدة؟
#ولكن التيار الجارف لا ينتظر نتائج هذه السفسطة، فلا يلبث أن يطويه اليمّ مع الهالكين. وليس يغني في عزائه قول الشاعر السفيه:
ألقاه في اليمّ مكتوفا وقال له
إياك إياك أن تبتلّ بالماء..
#اعمل أيها الرجل ولا تقل: هل أنا مسيّر أم مخيّر، واستغل المواهب التي آتاك الله واشعر بأن لك في الحياة حقوقا وعليك للحياة واجبات.
وكفى كذبا على الدين والدنيا!
......
#كتاب (عقيدة المسلم). ❝ ⏤محمد الغزالى السقا
❞
#يقول الشيخ الغزالي (رحمه الله):
#سألني سائل: هل الإنسان مسيَّر أم مخيَّر؟
#فنظرت إليه في ضيق شديد، وقررت أن ألتوي معه في الإجابة كما التوى هو مع فطرته في هذا التساؤل، وقلت له: الإنسان نوعان؛ نوع يعيش في الشرق ونوع يعيش في الغرب، والأول مسيّر والآخر مخيّر!
ففغر الرجل فاه عن ابتسامة هي بالضبط نصف تثاؤب الكسالى و العجزة والثرثارين الذين ينتشرون في بلادنا.
#ثم قال: ما هذا الكلام؟ إنني أسألك هل للإنسان إرادة حرة وقدرة مستقلة يفعل بهما ما يفعل ويترك ما يترك أم هو مجبور!
#فقلت له: قد أجبتك، الإنسان في الغرب مستقل وفي الشرق مستعمر هناك له إرادة وقدرة، وهنا لا شيء له!!
#فضحك أحد الظرفاء وقال: هذه إجابة سياسية. فقلت وإنها لدينية كذلك.
#يا رجل إن القوم في الغرب شعروا بأن لهم عقولا ففكروا بها حتى كشفوا المساتير من بدائع الكون وشعروا بأن لهم إرادة فصمموا بها حتى التقت في أيديهم مصاير الأمم وأزمة السياسات
وشعروا بأنه لهم قدرة، فجابوا المشارق والمغارب، وصنعوا الروائع والعجائب.
#أما نحن..فهذا رجل من ألوف الألوف التي تزحم البلاد يأتي ليستفتي في هذه المعضلة التي غاب عنه حلها، #ألَه حقا عقل حرّ يستطيع أن يفكر به؟ ألَه إرادة يستطيع أن يعزم بها؟ ألَه قوة يستطيع أن يتحرك بها؟
#وإلى أن نثبت له نحن ذلك! سوف يبدأ فيفكر ثم يعزم ثم يعمل. أما الآن فهو -فعلا- مسيَّر من ذلك الرجل المخير في الغرب.. ما أبعد البَوْن بين الشخصين!
الرجل في الغرب ألقي به في تيار الحياة، فعلم أن له أعضاء يستطيع أن يعوم بها فظلّ يسبح مع التيار تارة وضده تارك أخرى، حتى وصل إلى الشاطئ!!
#أما هنا، فلما ألقي بالرجل في معترك الأمواج، بدأ يسأل نفسه: هل أنا حيّ حقا أم أنا جثة هامدة؟
#أو بتعبير المتفيقهين: هل أنا حرّ أم أعضائي مقيدة؟
#ولكن التيار الجارف لا ينتظر نتائج هذه السفسطة، فلا يلبث أن يطويه اليمّ مع الهالكين. وليس يغني في عزائه قول الشاعر السفيه:
ألقاه في اليمّ مكتوفا وقال له
إياك إياك أن تبتلّ بالماء.
#اعمل أيها الرجل ولا تقل: هل أنا مسيّر أم مخيّر، واستغل المواهب التي آتاك الله واشعر بأن لك في الحياة حقوقا وعليك للحياة واجبات.