❞ اقتباس من كتاب
ضياع الدين في
التعبد بحديث موضوع
والاغترار بلفظ مصنوع
بقلم د محمد
شنطة رمضان لفظ مصنوع استخدمه أناس
لتحريف المصطلحات الشرعية عند المسلمين
فإن مما أحدثه الناس في زماننا ما قالو عنه شنطة رمضان وان من عظمة دين الإسلام هو تحديد المسميات للاشياء حتي تتضح ملامحها وحكمها الشرعي.
وهذا جاء منذ اللحظة الاولي للخليقة يوم أن أخبرالله عز وجل الملائكة بخلق ادم ايذانا ببدء التكاليف.
قال تعالي وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
نعم ايها السادة فإن تعليم المسميات الكونية والشرعية انما جاء من قبل الله تعالي لابينا ادم عليه السلام
فإن الله عز وجل هو الذي علم ادم المسميات الكونية والغرض منها فهو الذي سمي الشمس والقمر ثم قال الشمس والقمر بحسبان
وهو الذي سمي النجوم والكواكب وقال عنها لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر وهو الذي سمي البحار وقال لتاكلو منه لحما طريق وتستخرجوا منه حلية تلبسونها
وهو الذي خلق الجبال الرواسي الي آخر المسميات كلها التي سماها الله عز وجل لادم كل اسم بمدلوله والهدف من وجوده .
فلما نأتي الي المسميات الشرعية
فالله عز وجل هو الذي سمي الماء الطهور وهو الباقي علي خلقته فإن خالطه طاهر ممازج صار الماء طاهرا وليس طهورا فإن خالطه نجس صار الماء نجسا وامرنا أن نتطهر بالطهور فقط وليس الطاهر
وهو الذي سمي لنا الصلاة والصيام وهو الذي وصف لنا الطريقة وهو الذي سمي الخنزير والكلب وبين الحكم في نجاستهما وهو الذي اباح لنا الإبل والبقر والغنم الي آخر هذه المسميات
فلما نأتي الي مسألة الإنفاق محل الكلام الان
فالله عز وجل سمي لنا زكاة في المال جعلها من نفس المال وقيمتها ربع العشر تخرج عن بلوغ المال النصاب وهو ما يعادل قيمة 85 جرام من الذهب الخالص ووصف لها المصارف الشرعية لهذه الزكاة
وجعل اخراج هذه الزكاة فرض فمن جحد إخراجها فهو كافر
وهناك زكاة للزروع وهناك زكاة للماشية وهناك زكاة لعروض التجارة وهناك زكاة لكنوز الارض او ما يقال عنه الركاز وهناك زكاة عن الانفس وهي زكاة الفطر
ثم وصف لنا مصدر آخر للانفاق وهو أموال الصدقات والتي تعد من السنن وليست فريضة ولا يشترط لها نصاب ولا يشترط لها قيمة ولا يشترط لها حلول الحول عليها
ثم هناك مصدر آخر للاتفاق وهو الكفارات التي تجبر بها الذنوب التي فيها تعدي علي شرع الله وحدوده مثل كفارة اليمين المعقدة وكفارة الظهار وكفارة الوطء في نهار رمضان
وهناك الفدية التي يفتدي بها المرء نفسه عند العجز عن اداء أمر من الأوامر الإلهية
مثل فدية الإفطار في رمضان بسب مرض دائم أو طعن في السن كما قال ربنا وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين وكذلك فدية من انتهك محظور من محظورات الاحرام فعليه فدية كما قال ربنا تبارك وتعالي فدية من صيام أو صدقة أو نسك وكذلك فدية الصيد في الحرم أثناء الاحرام
ثم هناك مصدر آخر للاتفاق وهو النذور فمن نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصيه قال تعالي يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطير
وكذلك هناك ذبائح محلله للفقراء مثل الاضحية والعقيقة والوليمة وكلها شرعت من أجل إطعام الفقراء
وهناك ذبيحة الهدي الذي يهدي الي فقراء الحرم
وهذه المسميات كلها مما شرعه الله عز وجل وسماه للناس وينبغي علي المسلم أن يعلمه ويسميه بما سماه به الله
فلما جاء زماننا انما خرج علينا مجددون بما سموه شنطة رمضان بعد أن جمعوا اموالها من اهل الخير والفضل ووصفوا لنا شنطه نسبوها الي شهر رمضان ووضع فيها انواعا من لاطعمة مثل السكر والزيت والشاي والارز والتمر والبقوليات مثل العدس والفول والفاصوليا ومنهم من وضع فرخة مثلجه أو كيلو من اللحوم المجمدة
ونحن لا ننكر علي اهل الفضل إطعام الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات
انما تعالو بنا نتدبر رؤوس هذه الأموال من اين أتت؟
إذ اننا ما زلنا ملتزمين بالمسمي الشرعي لغة واصطلاحا
فمن قال أن هذه أموال زكاة جمعت من الاغنياء رغبة منهم في اطعام الفقراء نقول لكم جزاكم الله خيرا لكن من خول لكم تحويل زكاة المال الي أطعمة فإن الأصل أن زكاة المال تخرجونها مال وزكاة الزروع تخرج كما هي من الزروع وزكاة الماشية تخرج من رؤوس الماشية حتي الركاز وزكاة عروض التجارة تخرج من الأموال
وان قلتم انها صدقات جاز لكم إخراجها في اي صورة وفق رغبة صاحب الصدقة
وان قلتم نذور فاخرجوها حسب نية من نذر
وان قلتم انها كفارات أو فدية فاخرجوها وفق توصيف الفدية أو الكفارة من أوسط ما تطعمون اهليكم
ومن هنا نصل الي توصيف شنطة رمضان فهل هذه أموال صدقات فعليكم أن تقولو صدقات الفقراء لكي تميزو بينها وبين أموال الزكوات وكذلك بين أطعمة العقيقة والوليمة والاضحية والتي يجوز للأغنياء أن ياكلو منها علي خلاف أموال الزكاة التي تعد من ارجاس الناس
بل ميزوا بين الصدقة والزكاة إذ أن الغني جاز له أن ياكل من أموال الصدقات وتحرم عليه أموال الزكاة
لكن هذا اللفظ المصطنع قد استبدله هؤلاء بديلا لكل المصطلحات الشرعية السابق ذكرها ومن هنا وجب التنبيه
هذا والله تعالي اعلم
انتهي...... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ اقتباس من كتاب
ضياع الدين في
التعبد بحديث موضوع
والاغترار بلفظ مصنوع
بقلم د محمد
شنطة رمضان لفظ مصنوع استخدمه أناس
لتحريف المصطلحات الشرعية عند المسلمين
فإن مما أحدثه الناس في زماننا ما قالو عنه شنطة رمضان وان من عظمة دين الإسلام هو تحديد المسميات للاشياء حتي تتضح ملامحها وحكمها الشرعي.
وهذا جاء منذ اللحظة الاولي للخليقة يوم أن أخبرالله عز وجل الملائكة بخلق ادم ايذانا ببدء التكاليف.
نعم ايها السادة فإن تعليم المسميات الكونية والشرعية انما جاء من قبل الله تعالي لابينا ادم عليه السلام
فإن الله عز وجل هو الذي علم ادم المسميات الكونية والغرض منها فهو الذي سمي الشمس والقمر ثم قال الشمس والقمر بحسبان
وهو الذي سمي النجوم والكواكب وقال عنها لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر وهو الذي سمي البحار وقال لتاكلو منه لحما طريق وتستخرجوا منه حلية تلبسونها
وهو الذي خلق الجبال الرواسي الي آخر المسميات كلها التي سماها الله عز وجل لادم كل اسم بمدلوله والهدف من وجوده .
فلما نأتي الي المسميات الشرعية
فالله عز وجل هو الذي سمي الماء الطهور وهو الباقي علي خلقته فإن خالطه طاهر ممازج صار الماء طاهرا وليس طهورا فإن خالطه نجس صار الماء نجسا وامرنا أن نتطهر بالطهور فقط وليس الطاهر
وهو الذي سمي لنا الصلاة والصيام وهو الذي وصف لنا الطريقة وهو الذي سمي الخنزير والكلب وبين الحكم في نجاستهما وهو الذي اباح لنا الإبل والبقر والغنم الي آخر هذه المسميات
فلما نأتي الي مسألة الإنفاق محل الكلام الان
فالله عز وجل سمي لنا زكاة في المال جعلها من نفس المال وقيمتها ربع العشر تخرج عن بلوغ المال النصاب وهو ما يعادل قيمة 85 جرام من الذهب الخالص ووصف لها المصارف الشرعية لهذه الزكاة
وجعل اخراج هذه الزكاة فرض فمن جحد إخراجها فهو كافر
وهناك زكاة للزروع وهناك زكاة للماشية وهناك زكاة لعروض التجارة وهناك زكاة لكنوز الارض او ما يقال عنه الركاز وهناك زكاة عن الانفس وهي زكاة الفطر
ثم وصف لنا مصدر آخر للانفاق وهو أموال الصدقات والتي تعد من السنن وليست فريضة ولا يشترط لها نصاب ولا يشترط لها قيمة ولا يشترط لها حلول الحول عليها
ثم هناك مصدر آخر للاتفاق وهو الكفارات التي تجبر بها الذنوب التي فيها تعدي علي شرع الله وحدوده مثل كفارة اليمين المعقدة وكفارة الظهار وكفارة الوطء في نهار رمضان
وهناك الفدية التي يفتدي بها المرء نفسه عند العجز عن اداء أمر من الأوامر الإلهية
مثل فدية الإفطار في رمضان بسب مرض دائم أو طعن في السن كما قال ربنا وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين وكذلك فدية من انتهك محظور من محظورات الاحرام فعليه فدية كما قال ربنا تبارك وتعالي فدية من صيام أو صدقة أو نسك وكذلك فدية الصيد في الحرم أثناء الاحرام
ثم هناك مصدر آخر للاتفاق وهو النذور فمن نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصيه قال تعالي يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطير
وكذلك هناك ذبائح محلله للفقراء مثل الاضحية والعقيقة والوليمة وكلها شرعت من أجل إطعام الفقراء
وهناك ذبيحة الهدي الذي يهدي الي فقراء الحرم
وهذه المسميات كلها مما شرعه الله عز وجل وسماه للناس وينبغي علي المسلم أن يعلمه ويسميه بما سماه به الله
فلما جاء زماننا انما خرج علينا مجددون بما سموه شنطة رمضان بعد أن جمعوا اموالها من اهل الخير والفضل ووصفوا لنا شنطه نسبوها الي شهر رمضان ووضع فيها انواعا من لاطعمة مثل السكر والزيت والشاي والارز والتمر والبقوليات مثل العدس والفول والفاصوليا ومنهم من وضع فرخة مثلجه أو كيلو من اللحوم المجمدة
ونحن لا ننكر علي اهل الفضل إطعام الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات
انما تعالو بنا نتدبر رؤوس هذه الأموال من اين أتت؟
إذ اننا ما زلنا ملتزمين بالمسمي الشرعي لغة واصطلاحا
فمن قال أن هذه أموال زكاة جمعت من الاغنياء رغبة منهم في اطعام الفقراء نقول لكم جزاكم الله خيرا لكن من خول لكم تحويل زكاة المال الي أطعمة فإن الأصل أن زكاة المال تخرجونها مال وزكاة الزروع تخرج كما هي من الزروع وزكاة الماشية تخرج من رؤوس الماشية حتي الركاز وزكاة عروض التجارة تخرج من الأموال
وان قلتم انها صدقات جاز لكم إخراجها في اي صورة وفق رغبة صاحب الصدقة
وان قلتم نذور فاخرجوها حسب نية من نذر
وان قلتم انها كفارات أو فدية فاخرجوها وفق توصيف الفدية أو الكفارة من أوسط ما تطعمون اهليكم
ومن هنا نصل الي توصيف شنطة رمضان فهل هذه أموال صدقات فعليكم أن تقولو صدقات الفقراء لكي تميزو بينها وبين أموال الزكوات وكذلك بين أطعمة العقيقة والوليمة والاضحية والتي يجوز للأغنياء أن ياكلو منها علي خلاف أموال الزكاة التي تعد من ارجاس الناس
بل ميزوا بين الصدقة والزكاة إذ أن الغني جاز له أن ياكل من أموال الصدقات وتحرم عليه أموال الزكاة
لكن هذا اللفظ المصطنع قد استبدله هؤلاء بديلا لكل المصطلحات الشرعية السابق ذكرها ومن هنا وجب التنبيه
هذا والله تعالي اعلم
انتهي. ❝
❞ يقول الله عز وجل في بدايات بعض سور القرآن: «الم»، «الر»، «كهيعص»، «حم»، «عسق».
يتساءل البعض: لماذا يعطينا الله تبارك وتعإلى كلمات لا نفهمها؟
-الجواب: الله عز وجل لا يعطينا ما لا نفهمه، وهذه الحروف المُـقطعة لها دور عظيم في البيان القرآني وإظهار فصاحته.
فهذه الحروف تفيد (التنبيه) لما سيعقبه من تحدّ وبيان لمن يعرض عن القرآن.
فكأنه يقول: أيها العرب، يا أعلم الناس باللغة، يا أعلم الناس بالفصاحة، يا من تتباهون بالكلمة وتُقيمون بها الأسواق بيعًا وشراءً، أيها البلغاء: (ا ل م ، ا ل
ر ، ح م ، ع س ق ، ك ه ي ع س ق ..) أليست هذه هي حروف اللغة العربية التي تتفاخرون بها وتؤلفون بها الأشعار والهجاء؟
لقد جاءكم كتاب من ربكم العظيم بهذه اللغة يتحدى العالمين أن يأتوا بمثله؛ بل بأقصر سورة من مثله!
يقول تعإلى: «وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ «.
قال القرطبي في تفسيره لقوله تعإلى: «فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا»: (قوله (فإن لم تفعلوا) يعني في ما مضى، (ولن تفعلوا) أي : لن تطيقوا ذلك فيما يأتي، وفيه إثارة لهممهم وتحريك لنفوسهم، ليكون عجزهم بعد ذلك أبدع، وهذا من الغيوب التي أخبر بها القرآن قبل وقوعها).. ❝. ❝ ⏤محمد أحمد عبيد
❞ يقول الله عز وجل في بدايات بعض سور القرآن: «الم»، «الر»، «كهيعص»، «حم»، «عسق».
يتساءل البعض: لماذا يعطينا الله تبارك وتعإلى كلمات لا نفهمها؟
- الجواب: الله عز وجل لا يعطينا ما لا نفهمه، وهذه الحروف المُـقطعة لها دور عظيم في البيان القرآني وإظهار فصاحته.
فهذه الحروف تفيد (التنبيه) لما سيعقبه من تحدّ وبيان لمن يعرض عن القرآن.
فكأنه يقول: أيها العرب، يا أعلم الناس باللغة، يا أعلم الناس بالفصاحة، يا من تتباهون بالكلمة وتُقيمون بها الأسواق بيعًا وشراءً، أيها البلغاء: (ا ل م ، ا ل
ر ، ح م ، ع س ق ، ك ه ي ع س ق .) أليست هذه هي حروف اللغة العربية التي تتفاخرون بها وتؤلفون بها الأشعار والهجاء؟
لقد جاءكم كتاب من ربكم العظيم بهذه اللغة يتحدى العالمين أن يأتوا بمثله؛ بل بأقصر سورة من مثله!
قال القرطبي في تفسيره لقوله تعإلى: «فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا»: (قوله (فإن لم تفعلوا) يعني في ما مضى، (ولن تفعلوا) أي : لن تطيقوا ذلك فيما يأتي، وفيه إثارة لهممهم وتحريك لنفوسهم، ليكون عجزهم بعد ذلك أبدع، وهذا من الغيوب التي أخبر بها القرآن قبل وقوعها). ❝
❞ من الرسالة الأولي ــ في العدد ...
واعلمْ أيها الأخ البار الرحيم أيدك لله وإيانا بروح منه
أنه إنما قدم الحكماءُ النظر في علم العدد قبل النظر في سائر العلوم الرياضية؛
لأن هذا العلم مركوز في كل نفس بالقوة، وإنما يحتاج الإنسان إلى التأمل بالقوة الفكرية
حسب، من غير أن يأخذ لها مثالًا من علم آخر بل منه يؤخذ المثال على معلوم .............((
واعلم أيها الأخ البار الرحيم أيدك لله وإيانا بروح منه أن أحد أغراضنا من هذه
الرسالة ما قد بيَّنا في أولها، وأما الغرض الآخر فهو التنبيهُ على « علم النفس » والحث على
معرفة جوهرها، وذلك أن العاقل الذهين إذا نظر في علم العدد، وتفكر في كمية أجناسه
وتقاسيمِ أنواعه وخواص تلك الأنواع؛ علم أنها كلها أعراض وجودها وقوامها بالنفس
فالنفسُ إذن جوهر؛ لأن العرض لا يكون له قوام إلا بالجوهر ولا يوجد إلا فيه .... ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ من الرسالة الأولي ــ في العدد ..
واعلمْ أيها الأخ البار الرحيم أيدك لله وإيانا بروح منه
أنه إنما قدم الحكماءُ النظر في علم العدد قبل النظر في سائر العلوم الرياضية؛
لأن هذا العلم مركوز في كل نفس بالقوة، وإنما يحتاج الإنسان إلى التأمل بالقوة الفكرية
حسب، من غير أن يأخذ لها مثالًا من علم آخر بل منه يؤخذ المثال على معلوم .......((
واعلم أيها الأخ البار الرحيم أيدك لله وإيانا بروح منه أن أحد أغراضنا من هذه
الرسالة ما قد بيَّنا في أولها، وأما الغرض الآخر فهو التنبيهُ على « علم النفس » والحث على
معرفة جوهرها، وذلك أن العاقل الذهين إذا نظر في علم العدد، وتفكر في كمية أجناسه
وتقاسيمِ أنواعه وخواص تلك الأنواع؛ علم أنها كلها أعراض وجودها وقوامها بالنفس
فالنفسُ إذن جوهر؛ لأن العرض لا يكون له قوام إلا بالجوهر ولا يوجد إلا فيه. ❝
❞ وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ ۖ قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19)
قوله تعالى : وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يابشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون قوله تعالى : وجاءت سيارة أي رفقة مارة يسيرون من الشام إلى مصر فأخطئوا الطريق وهاموا حتى نزلوا قريبا من الجب ، وكان الجب في قفرة بعيدة من العمران ، إنما هو للرعاة والمجتاز ، وكان ماؤه ملحا فعذب حين ألقي فيه يوسف .
فأرسلوا واردهم فذكر على المعنى ; ولو قال : فأرسلت واردها لكان على اللفظ ، مثل وجاءت . والوارد الذي يرد الماء يستقي للقوم ; وكان اسمه - فيما ذكر المفسرون - مالك بن دعر ، من العرب العاربة .
فأدلى دلوه أي أرسله ; يقال : أدلى دلوه إذا أرسلها ليملأها ، ودلاها أي أخرجها : عن الأصمعي وغيره . ودلا - من ذات الواو - يدلو دلوا ، أي جذب وأخرج ، وكذلك أدلى إذا أرسل ، فلما ثقل ردوه إلى الياء ، لأنها أخف من الواو ; قال الكوفيون . وقال الخليل وسيبويه : لما جاوز ثلاثة أحرف رجع إلى الياء ، اتباعا للمستقبل . وجمع دلو في أقل العدد أدل فإذا كثرت قلت : دلي ودلي ; فقلبت الواو ياء ، إلا أن الجمع بابه التغيير ، وليفرق بين الواحد والجمع ; ودلاء أيضا .
فتعلق يوسف بالحبل ، فلما خرج إذا غلام كالقمر ليلة البدر ، أحسن ما يكون من الغلمان . قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث الإسراء من صحيح مسلم : فإذا أنا بيوسف إذا هو قد أعطي شطر الحسن . وقال كعب الأحبار : كان يوسف حسن الوجه ، جعد الشعر ، ضخم العينين ، مستوي الخلق ، أبيض اللون ، غليظ الساعدين والعضدين ، خميص البطن ، صغير السرة ، إذا ابتسم رأيت النور من ضواحكه ، وإذا تكلم رأيت في كلامه شعاع الشمس من ثناياه ، لا يستطيع أحد وصفه ; وكان حسنه كضوء النهار عند الليل ، وكان يشبه آدم - عليه السلام - يوم خلقه الله ونفخ فيه من روحه قبل أن يصيب المعصية ، وقيل : إنه ورث ذلك الجمال من جدته سارة ; وكانت قد أعطيت سدس الحسن ; فلما رآه مالك بن دعر قال : " يا بشراي هذا غلام " هذه قراءة أهل المدينة وأهل البصرة ; إلا ابن أبي إسحاق فإنه قرأ " يا بشري هذا غلام " فقلب الألف ياء ، لأن هذه الياء يكسر ما قبلها ، فلما لم يجز كسر الألف كان قلبها عوضا . وقرأ أهل الكوفة " يا بشرى " غير مضاف ; وفي معناه قولان : أحدهما : اسم الغلام ، والثاني : معناه يا أيتها البشرى هذا حينك وأوانك . قال قتادة والسدي : لما أدلى المدلي دلوه تعلق بها يوسف فقال : يا بشرى هذا غلام ; قال قتادة : بشر أصحابه بأنه وجد عبدا . وقال السدي : نادى رجلا اسمه بشرى . قال النحاس : قول قتادة أولى ; لأنه لم يأت في القرآن تسمية أحد إلا يسيرا ; وإنما يأتي بالكناية كما قال - عز وجل - : ويوم يعض الظالم على يديه وهو عقبة بن أبي معيط ، وبعده يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا وهو أمية بن خلف ; قاله النحاس . والمعنى في نداء البشرى : التبشير لمن حضر ; وهو أوكد من قولك تبشرت ، كما تقول : يا عجباه ! أي يا عجب هذا من أيامك ومن آياتك ، فاحضر ; وهذا مذهب سيبويه ، وكذا قال السهيلي . وقيل : هو كما تقول : واسروراه ! وأن البشرى مصدر من الاستبشار : وهذا أصح ; لأنه لو كان اسما علما لم يكن مضافا إلى ضمير المتكلم ; وعلى هذا يكون " بشراي " في موضع نصب ، لأنه نداء مضاف ; ومعنى النداء هاهنا التنبيه ، أي انتبهوا لفرحتي وسروري ; وعلى قول السدي يكون في موضع رفع كما تقول : يا زيد هذا غلام . ويجوز أن يكون محله نصبا كقولك : يا رجلا ، وقوله : يا حسرة على العباد ولكنه لم ينون " بشرى " لأنه لا ينصرف .
وأسروه بضاعة الهاء كناية عن يوسف - عليه السلام - فأما الواو فكناية عن إخوته . وقيل : عن التجار الذين اشتروه ، وقيل : عن الوارد وأصحابه . " بضاعة " نصب على الحال . قال مجاهد : أسره مالك بن دعر وأصحابه من التجار الذين معهم في الرفقة ، وقالوا لهم : هو بضاعة استبضعناها بعض أهل الشام أو أهل هذا الماء إلى مصر ; وإنما قالوا هذا خيفة الشركة . وقال ابن عباس : أسره إخوة يوسف بضاعة لما استخرج من الجب ; وذلك أنهم جاءوا فقالوا : بئس ما صنعتم ! هذا عبد لنا أبق ، وقالوا ليوسف بالعبرانية : إما أن تقر لنا بالعبودية فنبيعك من هؤلاء ، وإما أن نأخذك فنقتلك ; فقال : أنا أقر لكم بالعبودية ، فأقر لهم فباعوه منهم . وقيل : إن يهوذا وصى أخاه يوسف بلسانهم أن اعترف لإخوتك بالعبودية فإني أخشى إن لم تفعل قتلوك ; فلعل الله أن يجعل لك مخرجا ، وتنجو من القتل ، فكتم يوسف شأنه مخافة أن يقتله إخوته ; فقال مالك : والله ما هذه سمة العبيد ! ، قالوا : هو تربى في حجورنا ، وتخلق بأخلاقنا ، وتأدب بآدابنا ; فقال : ما تقول يا غلام ؟ قال : صدقوا ! تربيت في حجورهم ، وتخلقت بأخلاقهم ; فقال مالك : إن بعتموه مني اشتريته منكم ; فباعوه منه .. ❝ ⏤محمد رشيد رضا
❞ وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ ۖ قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ ۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19)
قوله تعالى : وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يابشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون قوله تعالى : وجاءت سيارة أي رفقة مارة يسيرون من الشام إلى مصر فأخطئوا الطريق وهاموا حتى نزلوا قريبا من الجب ، وكان الجب في قفرة بعيدة من العمران ، إنما هو للرعاة والمجتاز ، وكان ماؤه ملحا فعذب حين ألقي فيه يوسف .
فأرسلوا واردهم فذكر على المعنى ; ولو قال : فأرسلت واردها لكان على اللفظ ، مثل وجاءت . والوارد الذي يرد الماء يستقي للقوم ; وكان اسمه - فيما ذكر المفسرون - مالك بن دعر ، من العرب العاربة .
فأدلى دلوه أي أرسله ; يقال : أدلى دلوه إذا أرسلها ليملأها ، ودلاها أي أخرجها : عن الأصمعي وغيره . ودلا - من ذات الواو - يدلو دلوا ، أي جذب وأخرج ، وكذلك أدلى إذا أرسل ، فلما ثقل ردوه إلى الياء ، لأنها أخف من الواو ; قال الكوفيون . وقال الخليل وسيبويه : لما جاوز ثلاثة أحرف رجع إلى الياء ، اتباعا للمستقبل . وجمع دلو في أقل العدد أدل فإذا كثرت قلت : دلي ودلي ; فقلبت الواو ياء ، إلا أن الجمع بابه التغيير ، وليفرق بين الواحد والجمع ; ودلاء أيضا .
فتعلق يوسف بالحبل ، فلما خرج إذا غلام كالقمر ليلة البدر ، أحسن ما يكون من الغلمان . قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث الإسراء من صحيح مسلم : فإذا أنا بيوسف إذا هو قد أعطي شطر الحسن . وقال كعب الأحبار : كان يوسف حسن الوجه ، جعد الشعر ، ضخم العينين ، مستوي الخلق ، أبيض اللون ، غليظ الساعدين والعضدين ، خميص البطن ، صغير السرة ، إذا ابتسم رأيت النور من ضواحكه ، وإذا تكلم رأيت في كلامه شعاع الشمس من ثناياه ، لا يستطيع أحد وصفه ; وكان حسنه كضوء النهار عند الليل ، وكان يشبه آدم - عليه السلام - يوم خلقه الله ونفخ فيه من روحه قبل أن يصيب المعصية ، وقيل : إنه ورث ذلك الجمال من جدته سارة ; وكانت قد أعطيت سدس الحسن ; فلما رآه مالك بن دعر قال : ˝ يا بشراي هذا غلام ˝ هذه قراءة أهل المدينة وأهل البصرة ; إلا ابن أبي إسحاق فإنه قرأ ˝ يا بشري هذا غلام ˝ فقلب الألف ياء ، لأن هذه الياء يكسر ما قبلها ، فلما لم يجز كسر الألف كان قلبها عوضا . وقرأ أهل الكوفة ˝ يا بشرى ˝ غير مضاف ; وفي معناه قولان : أحدهما : اسم الغلام ، والثاني : معناه يا أيتها البشرى هذا حينك وأوانك . قال قتادة والسدي : لما أدلى المدلي دلوه تعلق بها يوسف فقال : يا بشرى هذا غلام ; قال قتادة : بشر أصحابه بأنه وجد عبدا . وقال السدي : نادى رجلا اسمه بشرى . قال النحاس : قول قتادة أولى ; لأنه لم يأت في القرآن تسمية أحد إلا يسيرا ; وإنما يأتي بالكناية كما قال - عز وجل - : ويوم يعض الظالم على يديه وهو عقبة بن أبي معيط ، وبعده يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا وهو أمية بن خلف ; قاله النحاس . والمعنى في نداء البشرى : التبشير لمن حضر ; وهو أوكد من قولك تبشرت ، كما تقول : يا عجباه ! أي يا عجب هذا من أيامك ومن آياتك ، فاحضر ; وهذا مذهب سيبويه ، وكذا قال السهيلي . وقيل : هو كما تقول : واسروراه ! وأن البشرى مصدر من الاستبشار : وهذا أصح ; لأنه لو كان اسما علما لم يكن مضافا إلى ضمير المتكلم ; وعلى هذا يكون ˝ بشراي ˝ في موضع نصب ، لأنه نداء مضاف ; ومعنى النداء هاهنا التنبيه ، أي انتبهوا لفرحتي وسروري ; وعلى قول السدي يكون في موضع رفع كما تقول : يا زيد هذا غلام . ويجوز أن يكون محله نصبا كقولك : يا رجلا ، وقوله : يا حسرة على العباد ولكنه لم ينون ˝ بشرى ˝ لأنه لا ينصرف .
وأسروه بضاعة الهاء كناية عن يوسف - عليه السلام - فأما الواو فكناية عن إخوته . وقيل : عن التجار الذين اشتروه ، وقيل : عن الوارد وأصحابه . ˝ بضاعة ˝ نصب على الحال . قال مجاهد : أسره مالك بن دعر وأصحابه من التجار الذين معهم في الرفقة ، وقالوا لهم : هو بضاعة استبضعناها بعض أهل الشام أو أهل هذا الماء إلى مصر ; وإنما قالوا هذا خيفة الشركة . وقال ابن عباس : أسره إخوة يوسف بضاعة لما استخرج من الجب ; وذلك أنهم جاءوا فقالوا : بئس ما صنعتم ! هذا عبد لنا أبق ، وقالوا ليوسف بالعبرانية : إما أن تقر لنا بالعبودية فنبيعك من هؤلاء ، وإما أن نأخذك فنقتلك ; فقال : أنا أقر لكم بالعبودية ، فأقر لهم فباعوه منهم . وقيل : إن يهوذا وصى أخاه يوسف بلسانهم أن اعترف لإخوتك بالعبودية فإني أخشى إن لم تفعل قتلوك ; فلعل الله أن يجعل لك مخرجا ، وتنجو من القتل ، فكتم يوسف شأنه مخافة أن يقتله إخوته ; فقال مالك : والله ما هذه سمة العبيد ! ، قالوا : هو تربى في حجورنا ، وتخلق بأخلاقنا ، وتأدب بآدابنا ; فقال : ما تقول يا غلام ؟ قال : صدقوا ! تربيت في حجورهم ، وتخلقت بأخلاقهم ; فقال مالك : إن بعتموه مني اشتريته منكم ; فباعوه منه. ❝