❞ {أفلاك لمعبد}
علم وإحاطة ,, فبيان مُبين بأنه لا نُوق هُناك ولا إبل هاهنا ,, فالحياة البّرية قد أثلجت صدور ذوي الاكباد الرطبة ,, بأن فطرت الله التي فَطر عليها المخلوقات في منعاها قد أدرك أصحابها أن المضامين مجموعة فيها ,, دون تبعية أو انقياد متعدد أقطاب فمضمون رئيس أن انقياد وتبعية محدد وجهة ومآل ,, لواحد أحد وما إرتضي من كُتب ومن رُسل ...
هنا ينسلخ للعيان مجال أن مُغاير لذلك وإن ادعي التحاقاً ولحوقاً فهو في خبر يقين ,, أنه أبداً لا جنوح عن قيمة لعلماء بكافة مجالات الحياه فمن بعد ... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم{{وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَاۤبِّ وَٱلۡأَنۡعَـٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَ ٰنُهُۥ كَذَ ٰلِكَۗ إِنَّمَا یَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰۤؤُا۟ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ}}[فاطر ٢٨]
ففي مدارات المعبد وأفلاكه تتراءي الأشياء لناظرها دون نمط لوقوف عن سببية أو دلالة إيجاد وكأن الأصل تحول لديمومة من تّقبل وامتصاص لروعة المنظور حيث رونق البناء والكيان ,, أو يكون ديمومة أخري بعوامل الإنبهار والشعور بالدونية والانسحاق لمواجهة ماهو منظور أيا كان دون قدرة علي المقاومة والوقوف بياناً ...
وكأن من شيد المعبد اعتمد كلياً تلك معادلة لضمان استمراريه منطق خاص لتشييد هذا معبداً وهي انه مابين ,,
ــ انحراف المنطق الإنساني عموماً تجاه التثبت والبيان بفعل الثورات المتوالية من التخلف والجهالة والبغي والاحتكار وما انجحها من ثورات كانت بمدار ومدارات إرادة هي فاعلة ...
ــ التضخيم المتزامن بلا توقف أو رحمة لما هو زينة المنظور والمطروح والمنقول والمتواتر وبهرجة زخرفه وصولا للزينة المتكاملة فبها الوصول للعمي وإن كان البصر صحيحاً معافاً ...
ولولا تلك المعادلة لما كان تشييد المعبد ,, لذا فهو أي المعبد متعدد الطوابق والزينات والزخارف وغير مسموح بالزيارة والتمتع سوي بمنظومة لتقوية الدوافع الذاتية لتحقيق معامل الخرس والسكتات المنطقية ,, وذا فيما قبل ولوج فما بالك من بعد دخول وتحقيق معادلة سيقت بعالية ,, هكذا قد يكون من قام بزيارة المعبد أو النظر لما هو أفلاك مُحيطة علي درجات تحول توجيهي لا واعي ,, من كائن هو عليه قبل ولوج ومع الخروج فهو آخر تماماً وإن لم يتم الاصباغ كاملاً ,, فذا به لحوق يقترن بمعابد وأفلاك لها مختلفة الزينة والزخرف ...
فما اكثرها معابد وافلاك لا تحتل مجالاً هيكلياً علي أرض الواقع لكنها قادرة علي إحداث التأثير الفاعل بلا أي نوع من أنواع المقاومة فكيف تكون مقاومة لما يستحوذ المنطق والبديهيات والأسباب والفلسفات والعلوم والمرجعيات علي كافة المستويات !!!
كذا هي الأصنام وإن اختلفت معانيها فهي لم تعد من احجار فكان أن تحول بناء الاصنام لما هو أصناماً هيكلية البناء النمطي والمؤسسي والنظامي لما هو أفكار !!!
فمن أين تأتي افكارك ...
هل أنت علي فَلكٌ لمعبد , أم داخل المعبد , علي صَنم عَابد عاكف ,, أم أنت ذاتك صَنم ,, قد تشعر أنك فَلك !!
أم تُراك في ذاتك معبداً ,, هل صادفت من كائنات من يخابر بأنه مُستخرج من بواطن كائنات أخري معابدها وافلاكها وأصنامها وما به كيانها وإشكالياتها حيث أن ذاك تخصص قد ارتحل به وفيه خبرة أو لعلة قد توارثه بأسرار من أسرار وهو عليها من حُراس وعُمال وأنها مِنحٌ إلهية ولعلها علمية ولعلها فضائية ...
من اين نبات أفكارك !!!
نبات الأفكار من سِقايتها ونبع السُقيا به تحديد النبات وثماره ,, وناظرٌ لحديقة النباتات بين (ملهم ـ قانع ـ قابل ـ داعم ـ لاحق) كلهم في فلك واحد وإن تعددت مداراته ,, فزينة النبات قد تجذب ناظرين وعابرين .... ❝ ⏤صاحب قناة حانة الكتاب
❞﴿أفلاك لمعبد﴾ علم وإحاطة ,, فبيان مُبين بأنه لا نُوق هُناك ولا إبل هاهنا ,, فالحياة البّرية قد أثلجت صدور ذوي الاكباد الرطبة ,, بأن فطرت الله التي فَطر عليها المخلوقات في منعاها قد أدرك أصحابها أن المضامين مجموعة فيها ,, دون تبعية أو انقياد متعدد أقطاب فمضمون رئيس أن انقياد وتبعية محدد وجهة ومآل ,, لواحد أحد وما إرتضي من كُتب ومن رُسل ..
هنا ينسلخ للعيان مجال أن مُغاير لذلك وإن ادعي التحاقاً ولحوقاً فهو في خبر يقين ,, أنه أبداً لا جنوح عن قيمة لعلماء بكافة مجالات الحياه فمن بعد .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم﴿{وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَاۤبِّ وَٱلۡأَنۡعَـٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَ ٰنُهُۥ كَذَ ٰلِكَۗ إِنَّمَا یَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰۤؤُا۟ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِیزٌ غَفُورٌ﴾}[فاطر ٢٨]
ففي مدارات المعبد وأفلاكه تتراءي الأشياء لناظرها دون نمط لوقوف عن سببية أو دلالة إيجاد وكأن الأصل تحول لديمومة من تّقبل وامتصاص لروعة المنظور حيث رونق البناء والكيان ,, أو يكون ديمومة أخري بعوامل الإنبهار والشعور بالدونية والانسحاق لمواجهة ماهو منظور أيا كان دون قدرة علي المقاومة والوقوف بياناً ..
وكأن من شيد المعبد اعتمد كلياً تلك معادلة لضمان استمراريه منطق خاص لتشييد هذا معبداً وهي انه مابين ,,
ــ انحراف المنطق الإنساني عموماً تجاه التثبت والبيان بفعل الثورات المتوالية من التخلف والجهالة والبغي والاحتكار وما انجحها من ثورات كانت بمدار ومدارات إرادة هي فاعلة ..
ــ التضخيم المتزامن بلا توقف أو رحمة لما هو زينة المنظور والمطروح والمنقول والمتواتر وبهرجة زخرفه وصولا للزينة المتكاملة فبها الوصول للعمي وإن كان البصر صحيحاً معافاً ..
ولولا تلك المعادلة لما كان تشييد المعبد ,, لذا فهو أي المعبد متعدد الطوابق والزينات والزخارف وغير مسموح بالزيارة والتمتع سوي بمنظومة لتقوية الدوافع الذاتية لتحقيق معامل الخرس والسكتات المنطقية ,, وذا فيما قبل ولوج فما بالك من بعد دخول وتحقيق معادلة سيقت بعالية ,, هكذا قد يكون من قام بزيارة المعبد أو النظر لما هو أفلاك مُحيطة علي درجات تحول توجيهي لا واعي ,, من كائن هو عليه قبل ولوج ومع الخروج فهو آخر تماماً وإن لم يتم الاصباغ كاملاً ,, فذا به لحوق يقترن بمعابد وأفلاك لها مختلفة الزينة والزخرف ..
فما اكثرها معابد وافلاك لا تحتل مجالاً هيكلياً علي أرض الواقع لكنها قادرة علي إحداث التأثير الفاعل بلا أي نوع من أنواع المقاومة فكيف تكون مقاومة لما يستحوذ المنطق والبديهيات والأسباب والفلسفات والعلوم والمرجعيات علي كافة المستويات !!!
كذا هي الأصنام وإن اختلفت معانيها فهي لم تعد من احجار فكان أن تحول بناء الاصنام لما هو أصناماً هيكلية البناء النمطي والمؤسسي والنظامي لما هو أفكار !!!
فمن أين تأتي افكارك ..
هل أنت علي فَلكٌ لمعبد , أم داخل المعبد , علي صَنم عَابد عاكف ,, أم أنت ذاتك صَنم ,, قد تشعر أنك فَلك !!
أم تُراك في ذاتك معبداً ,, هل صادفت من كائنات من يخابر بأنه مُستخرج من بواطن كائنات أخري معابدها وافلاكها وأصنامها وما به كيانها وإشكالياتها حيث أن ذاك تخصص قد ارتحل به وفيه خبرة أو لعلة قد توارثه بأسرار من أسرار وهو عليها من حُراس وعُمال وأنها مِنحٌ إلهية ولعلها علمية ولعلها فضائية ..
من اين نبات أفكارك !!!
نبات الأفكار من سِقايتها ونبع السُقيا به تحديد النبات وثماره ,, وناظرٌ لحديقة النباتات بين (ملهم ـ قانع ـ قابل ـ داعم ـ لاحق) كلهم في فلك واحد وإن تعددت مداراته ,, فزينة النبات قد تجذب ناظرين وعابرين. ❝
❞ 📌ملحقات شبكات الصرف الصحي
1️⃣ المطابق
⬅️ الانواع المختلفة للمطابق:-
النوع الاول:- المطابق النموذجية المصبوبة في الموقع من الخرسانة المسلحة. ❝ ⏤عادل عبد الموجود تقي
❞ 📌ملحقات شبكات الصرف الصحي
1️⃣ المطابق
⬅️ الانواع المختلفة للمطابق:-
النوع الاول:- المطابق النموذجية المصبوبة في الموقع من الخرسانة المسلحة. ❝
❞ 5
📌ملحقات شبكات الصرف الصحي
1️⃣ المطابق
⬅️ استكمال الانواع المختلفة للمطابق:-
🔶النوع الخامس:- المطبق الهدار
ويسمى احيانا المطبق الهابط او الساقط ويستخدم في حاله تقابل ماسورتين باقطار كبيره احداهما على عمق كبير والاخرى على عمق صغير بمسافه اكبر من 1 متر ينشأ حتى لا تصب الماسوره العليا في تجويف المطبق من ارتفاع عالي للمحافظه على جسم المطبق من النحر ولكن تصل الى منسوب الماسوره السفلي عن طريق ماسوره راسيه خارجه تجويف المطبق ينشأ المطبق الهدار بشكل دائري للمواسير حتى اقطار 375 ملم بينما ياخذ الشكل المربع للمواسير ذات الاقطار اكبر من 375 ملم
🔶النوع السادس:- مطابق الشوارع الضيقة
وتنشأ في الشوارع ذات العرض الصغير ويتم اختيار الابعاد المناسبه للمطبق حسب عرض الشارع بحيث لا يقل العرض الصافي للمطبق عن 80 سم تنشا هذه المطابق من الطوب الازرق بسمك 25 سم ويمكن ان تنشا من الخرسانه العادي او المسلحه باستخدام اسمنت مقاوم للكبريتات يتم عزل المطبق من الخارج ضد عدوانيه التربه والمياه الجوفيه باستخدام المواد البيتومينية وبياضها من الداخل لمقاومه الاحماض والغازات الناتجه من مياه الصرف الصحي باستخدام الاسمنت المقام للكبريتات. ❝ ⏤عادل عبد الموجود تقي
🔶النوع الخامس:- المطبق الهدار
ويسمى احيانا المطبق الهابط او الساقط ويستخدم في حاله تقابل ماسورتين باقطار كبيره احداهما على عمق كبير والاخرى على عمق صغير بمسافه اكبر من 1 متر ينشأ حتى لا تصب الماسوره العليا في تجويف المطبق من ارتفاع عالي للمحافظه على جسم المطبق من النحر ولكن تصل الى منسوب الماسوره السفلي عن طريق ماسوره راسيه خارجه تجويف المطبق ينشأ المطبق الهدار بشكل دائري للمواسير حتى اقطار 375 ملم بينما ياخذ الشكل المربع للمواسير ذات الاقطار اكبر من 375 ملم
🔶النوع السادس:- مطابق الشوارع الضيقة
وتنشأ في الشوارع ذات العرض الصغير ويتم اختيار الابعاد المناسبه للمطبق حسب عرض الشارع بحيث لا يقل العرض الصافي للمطبق عن 80 سم تنشا هذه المطابق من الطوب الازرق بسمك 25 سم ويمكن ان تنشا من الخرسانه العادي او المسلحه باستخدام اسمنت مقاوم للكبريتات يتم عزل المطبق من الخارج ضد عدوانيه التربه والمياه الجوفيه باستخدام المواد البيتومينية وبياضها من الداخل لمقاومه الاحماض والغازات الناتجه من مياه الصرف الصحي باستخدام الاسمنت المقام للكبريتات. ❝
❞ الحب قصة جميلة .. الموت مؤلفها..
الحياة حرارة .. و احتراق .. الموت نسيجها .. و الهلاك صميمها.
أجسادنا تتساقط و هي تمشي .. في كل لحظة هناك شيء يتساقط منها..
و كلما حياتنا كلما تآكلت في نفس الوقت..
العدم كامن في الوجود .. كامن في أجسادنا .. كامن في إحساساتنا و مشاعرنا..
الخوف .. الشك .. التردد .. القلق .. الكسل .. التراخي .. اليأس .. القنوط .. كل هذه علامات
سكون في الشعور .. كلها إحساسات عدمية تفسيرها الوحيد أن هناك فجوة في تكويننا .. فجوة نراها
بعين الشعور فنخاف و نجزع و نقلق..
فجوة نطل عليها من داخلنا و إن كنا لا نراها بعيننا الواعية .. و لا نتذكرها إلا حينما يقال لنا .. فلان
مات.
مات .. ؟! مات ازاي ده كان لسه سهران معانا امبارح لنص الليل .. شيء عجيب..
و نمصمص شفاهنا .. ثم ننسى كل شيء و نعود إلى حياتنا الآلية .. و لكن عيننا الداخلية تظل مطلة
على هذه الفجوة .. و باطننا يظل يرتجف .ذا القلق المبهم..
الموت بالنسبة لكل منا .. أزمة .. و سؤال .. يبعث على الدهشة و القلق .. والذعر.
و لكنه بالنسبة للكون شيء آخر.
إنه بالنسبة للكون ضرورة و فضيلة .. و خير..
الموت و الحياة حينما ننظر لهما من بعيد .. و هما يعملان في الكون يظهران و هما يخلقان الواقع.
الموت يبدو مكملاً للحياة .. يبدو كالبستاني الذي يقتلع النباتات الفاسدة و يسوي الأرض و يحرثها
ليفسح ا.ال للبذور الصغيرة الرقيقة لتطرح ثمارها.
يبدو كالرسام الذي يمحو بفرشاته خطاً ليثبت على اللوحة خطاً جديد أفضل منه.
يبدو خالقاً في ثوب هدام .. فهو يهدم حائط الجسد .. لأن خلف الحائط يوجد ماء الحياة الجاري.
حاول أن تتخيل الدنيا بلا موت .. الدنيا من أيام آدم .. و المخلوقات و هي تتراكم فيها .. و لا تموت
.
الناس .. و الذباب .. و الضفادع .. و الحشائش .. و الديدان .. و هي تتراكم .. و يصعد بعضها على
أكتاف بعض .. حتى تسد عين الشمس..
إن الحياة تبدو شيئاً كالاختناق..
إن الكائن الحي يحب نفسه فقط .. و يحب اللحظة الصغيرة التي يعيشها و لهذا يكره الموت .. و لكن
الموت يحب كل اللحظات و يحب الزمن .. و يحب المستقبل .. و لهذا يتساقط الناس من غرباله كالنشارة
ليقوم على أشلائهم ناس آخرون أحسن منهم و هكذا دواليك.
الموت هو عملية المونتاج التي تعمل في الشريط الوجودي كله فتقصه إلى عدة لقطات واقعية .. كل منها
له عمر محدود..
و الموت يخلق واقع الأشياء الجامدة أيضاً كما يخلق واقع المخلوقات الحية.
الأشياء الجامدة لها .اية .. و العين تدركها لأن لها .اية .. .اية في الطول و العرض و العمق .. و لو
كانت لا .ائية في طولها و عرضها و عمقها لاختفت .. و لأصبحت عالية في الإدراك .. غير موجودة
..
إن التناهي هو الذي يوجدها..
و التناهي هو الموت.
كل ما في الكون من إنسان و حيوان و نبات و جماد إذن متناهٍ له حدود .. الموت يأكل أطرافه .. و
يقص حواشيه .. و يبرزه .. و يوجده و يخلقه في نفس الوقت..
الموت فضيلة و خير بالنسبة للكون كله لأن به تكون الأشياء موجودة و تكون المخلوقات مضطربة
بالشعور و الحياة.
و لكنه شر الرذائل بالنسبة للإنسان الفرد .. بالنسبة لك أنت .. و لي أنا .. لأنه ينفقنا كضرائب إنشاء
و تعمير .. و يقدمنا قرابين على مذبح الوجود.
و نحن لا نفهم هذا النوع من القربان .. و لا نستطيع أن نفهمه لأنه قربان فظيع .. و تضحية معناها أن
نموت و ذلك.
نحن نعيش في مأساتنا الشخصية .. و نرى الموت كفجوة تفغر فاها تحت أقدامنا فنتشبث بأي شيء نجده
حولنا .. و نتشبث بها و نحتمي من الجرف الذي ينهار تحتنا.
و نبصر بالمرأة تمد لنا يديها و قلبها و جسدها .. و تتراقص مثل كوبري عائم على نهر الفناء .. فنهرع
إليها محاولين النجاة .. و نشعر بجنون اللذة و السرور و الفرح و نحن بين ذراعيها .. نشعر بأننا نولد من
جديد .. و نبعث .. و نهرب من المصير..
و نموت .. و لكن بعد أن نكون قد زرعنا صورتنا في جسدها و قمنا بتهريب جزء من وجودنا عبر هذا
الكوبري الجميل من اللحم و الدم .. الذي مدته لنا مع ابتسامتها.
إن الحب كله قصة جميلة .. مؤلفها الموت نفسه .. و ليس الحب فقط .. بل كل العواطف و التروات و
المخاوف و الآمال و شطحات الخيال و الفكر و الفن و الأخلاق .. كل هذه القيم العظيمة تدين
للموت بوجودها.
أعطني أي مثال أخلاقي .. و أنا أكشف لك عن الموت في مضمونه.
الشجاعة قيمتها في أنها تتحدى الموت.
و الإصرار قيمته في أنه يواجه الموت .. و هكذا كل مثل أخلاقي .. قوته في أنه يواجه مقاومة .. و هو
ينهار .. و ينهار مضمونه حينما لا تكون هناك مقاومة في مواجهته.
الفنان و الفيلسوف و رجل الدين ثلاثة يقفون على بوابة الموت..
الفيلسوف يحاول أن يجد تفسيراً..
و رجل الدين يحاول أن يجد سبيلاً للاطمئنان..
و الفنان يحاول أن يجد سبيلاً إلى الخلود .. يحاول أن يترك مولوداً غير شرعي على الباب يخلد اسمه ..
قطعة موسيقية أو تمثالاً أو قصة أو قصيدة.
كلنا يخلقنا الموت .. الموت المدهش.
لو لم نكن نموت لما شعرنا بالحب .. فما الحب إلا هيستريا التشبث و التعلق بالحياة .. و محاولة تهريبها
كالمخدرات في بطون الأمهات.
و ما الداعي إلى أخلاق في مجتمع من الخالدين .. إن الأخلاق هي الخرسانة و المسلح الذي ندعم به
بيوتنا المنهارة .. و نمسك به هياكلنا الفانية .. فإذا كنا من الخالدين لا نمرض و لا نموت و لا نضعف و
لا يصيبنا شر فما لزوم الأخلاق.
إن كل ما هو جميل و خير و حسن في مجتمعنا خارج من هذه الفجوة .. الموت.
و كل ما هو جميل في إنسانيتنا خارج من هذه الفجوة أيضاً.
إن حياتنا غير منفصلة عن موتنا .. فكل منهما مشروط بالآخر.
و الأصدق أن نقول أنه لا توجد حالتان .. حياة و موت .. و لكن حالة واحدة هي الصيرورة .. حالة
متناقضة في داخلها و محتوية على الاثنين معاً : الحياة و الموت..
حالة متحركة نابضة صائرة من حياة إلى موت و من موت إلى حياة و في كل لحظة منها تحمل
الجرثومتين , جرثومة نموها و جرثومة فنائها في نفس الوقت.
و هما جرثومتان لا هدنة بينهما .. و لا تعادل و إنما صراع و توتر و تمزق و شرر متطاير مثل الشرر
الذي يتطاير من قطبي الكهرباء السالب و الموجب حينما يلتقيان .. و هما مثلهما أيضاً .. تبعثان حرارة
و نوراً .. هما العاطفة و الوعي اللذان يندلعان في عقل الإنسان الذي يعيش هذا الصراع بسالبه و موجبه
..
و هو الصراع يبدو فيه العنصر الموجب أقوى من السالب .. و تبدو الحياة غلابة صاعدة منتصرة..
* * *
كلام جميل .. و لكنه مع هذا كله لا يجعل الموت جميلاً في عيوننا.
إنه يفشل حتى في الاعتذار لنا عن عزرائيل و أفعاله .. حتى و لو كانت في صالح الكون .. فمالنا و
الكون .. نحن كون في ذاتنا .. و عزرائيل ينتهك أطهر حرماتنا , نفوسنا .. أنا .. و أنت.
إن أجمل اللحظات في حياتي هي التي أقول فيها .. أنا فعلت .. أنا قدمت .. أنا أنجزت .. أنا اخترعت
..أنا .. أنا..
لا يوجد شيء في وجودي .. أو وجودك .. أغلى من هذه الكلمة الصغيرة .. أنا .. فكيف يمكن أن
أتصور أن أموت..
إني أستطيع إحداث الموت .. أستطيع أن أقتل و أن أنتحر..
كيف يكون الموت أحد اختراعاتي ؟؟ ..وأكون أنا أحد ضحاياه في نفس الوقت.
أين اللغز الحقيقي .. أهو الموت .. أم هو هذه الكلمة الصغيرة .. أنا ؟..
..
مقال / عملية تهريب
من كتاب / لغز الموت
للدكتور مصطفي محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ الحب قصة جميلة . الموت مؤلفها.
الحياة حرارة . و احتراق . الموت نسيجها . و الهلاك صميمها.
أجسادنا تتساقط و هي تمشي . في كل لحظة هناك شيء يتساقط منها.
و كلما حياتنا كلما تآكلت في نفس الوقت.
العدم كامن في الوجود . كامن في أجسادنا . كامن في إحساساتنا و مشاعرنا.
الخوف . الشك . التردد . القلق . الكسل . التراخي . اليأس . القنوط . كل هذه علامات
سكون في الشعور . كلها إحساسات عدمية تفسيرها الوحيد أن هناك فجوة في تكويننا . فجوة نراها
بعين الشعور فنخاف و نجزع و نقلق.
فجوة نطل عليها من داخلنا و إن كنا لا نراها بعيننا الواعية . و لا نتذكرها إلا حينما يقال لنا . فلان
مات.
مات . ؟! مات ازاي ده كان لسه سهران معانا امبارح لنص الليل . شيء عجيب.
و نمصمص شفاهنا . ثم ننسى كل شيء و نعود إلى حياتنا الآلية . و لكن عيننا الداخلية تظل مطلة
على هذه الفجوة . و باطننا يظل يرتجف .ذا القلق المبهم.
الموت بالنسبة لكل منا . أزمة . و سؤال . يبعث على الدهشة و القلق . والذعر.
و لكنه بالنسبة للكون شيء آخر.
إنه بالنسبة للكون ضرورة و فضيلة . و خير.
الموت و الحياة حينما ننظر لهما من بعيد . و هما يعملان في الكون يظهران و هما يخلقان الواقع.
الموت يبدو مكملاً للحياة . يبدو كالبستاني الذي يقتلع النباتات الفاسدة و يسوي الأرض و يحرثها
ليفسح ا.ال للبذور الصغيرة الرقيقة لتطرح ثمارها.
يبدو كالرسام الذي يمحو بفرشاته خطاً ليثبت على اللوحة خطاً جديد أفضل منه.
يبدو خالقاً في ثوب هدام . فهو يهدم حائط الجسد . لأن خلف الحائط يوجد ماء الحياة الجاري.
حاول أن تتخيل الدنيا بلا موت . الدنيا من أيام آدم . و المخلوقات و هي تتراكم فيها . و لا تموت
.
الناس . و الذباب . و الضفادع . و الحشائش . و الديدان . و هي تتراكم . و يصعد بعضها على
أكتاف بعض . حتى تسد عين الشمس.
إن الحياة تبدو شيئاً كالاختناق.
إن الكائن الحي يحب نفسه فقط . و يحب اللحظة الصغيرة التي يعيشها و لهذا يكره الموت . و لكن
الموت يحب كل اللحظات و يحب الزمن . و يحب المستقبل . و لهذا يتساقط الناس من غرباله كالنشارة
ليقوم على أشلائهم ناس آخرون أحسن منهم و هكذا دواليك.
الموت هو عملية المونتاج التي تعمل في الشريط الوجودي كله فتقصه إلى عدة لقطات واقعية . كل منها
له عمر محدود.
و الموت يخلق واقع الأشياء الجامدة أيضاً كما يخلق واقع المخلوقات الحية.
الأشياء الجامدة لها .اية . و العين تدركها لأن لها .اية . .اية في الطول و العرض و العمق . و لو
كانت لا .ائية في طولها و عرضها و عمقها لاختفت . و لأصبحت عالية في الإدراك . غير موجودة
.
إن التناهي هو الذي يوجدها.
و التناهي هو الموت.
كل ما في الكون من إنسان و حيوان و نبات و جماد إذن متناهٍ له حدود . الموت يأكل أطرافه . و
يقص حواشيه . و يبرزه . و يوجده و يخلقه في نفس الوقت.
الموت فضيلة و خير بالنسبة للكون كله لأن به تكون الأشياء موجودة و تكون المخلوقات مضطربة
بالشعور و الحياة.
و لكنه شر الرذائل بالنسبة للإنسان الفرد . بالنسبة لك أنت . و لي أنا . لأنه ينفقنا كضرائب إنشاء
و تعمير . و يقدمنا قرابين على مذبح الوجود.
و نحن لا نفهم هذا النوع من القربان . و لا نستطيع أن نفهمه لأنه قربان فظيع . و تضحية معناها أن
نموت و ذلك.
نحن نعيش في مأساتنا الشخصية . و نرى الموت كفجوة تفغر فاها تحت أقدامنا فنتشبث بأي شيء نجده
حولنا . و نتشبث بها و نحتمي من الجرف الذي ينهار تحتنا.
و نبصر بالمرأة تمد لنا يديها و قلبها و جسدها . و تتراقص مثل كوبري عائم على نهر الفناء . فنهرع
إليها محاولين النجاة . و نشعر بجنون اللذة و السرور و الفرح و نحن بين ذراعيها . نشعر بأننا نولد من
جديد . و نبعث . و نهرب من المصير.
و نموت . و لكن بعد أن نكون قد زرعنا صورتنا في جسدها و قمنا بتهريب جزء من وجودنا عبر هذا
الكوبري الجميل من اللحم و الدم . الذي مدته لنا مع ابتسامتها.
إن الحب كله قصة جميلة . مؤلفها الموت نفسه . و ليس الحب فقط . بل كل العواطف و التروات و
المخاوف و الآمال و شطحات الخيال و الفكر و الفن و الأخلاق . كل هذه القيم العظيمة تدين
للموت بوجودها.
أعطني أي مثال أخلاقي . و أنا أكشف لك عن الموت في مضمونه.
الشجاعة قيمتها في أنها تتحدى الموت.
و الإصرار قيمته في أنه يواجه الموت . و هكذا كل مثل أخلاقي . قوته في أنه يواجه مقاومة . و هو
ينهار . و ينهار مضمونه حينما لا تكون هناك مقاومة في مواجهته.
الفنان و الفيلسوف و رجل الدين ثلاثة يقفون على بوابة الموت.
الفيلسوف يحاول أن يجد تفسيراً.
و رجل الدين يحاول أن يجد سبيلاً للاطمئنان.
و الفنان يحاول أن يجد سبيلاً إلى الخلود . يحاول أن يترك مولوداً غير شرعي على الباب يخلد اسمه .
قطعة موسيقية أو تمثالاً أو قصة أو قصيدة.
كلنا يخلقنا الموت . الموت المدهش.
لو لم نكن نموت لما شعرنا بالحب . فما الحب إلا هيستريا التشبث و التعلق بالحياة . و محاولة تهريبها
كالمخدرات في بطون الأمهات.
و ما الداعي إلى أخلاق في مجتمع من الخالدين . إن الأخلاق هي الخرسانة و المسلح الذي ندعم به
بيوتنا المنهارة . و نمسك به هياكلنا الفانية . فإذا كنا من الخالدين لا نمرض و لا نموت و لا نضعف و
لا يصيبنا شر فما لزوم الأخلاق.
إن كل ما هو جميل و خير و حسن في مجتمعنا خارج من هذه الفجوة . الموت.
و كل ما هو جميل في إنسانيتنا خارج من هذه الفجوة أيضاً.
إن حياتنا غير منفصلة عن موتنا . فكل منهما مشروط بالآخر.
و الأصدق أن نقول أنه لا توجد حالتان . حياة و موت . و لكن حالة واحدة هي الصيرورة . حالة
متناقضة في داخلها و محتوية على الاثنين معاً : الحياة و الموت.
حالة متحركة نابضة صائرة من حياة إلى موت و من موت إلى حياة و في كل لحظة منها تحمل
الجرثومتين , جرثومة نموها و جرثومة فنائها في نفس الوقت.
و هما جرثومتان لا هدنة بينهما . و لا تعادل و إنما صراع و توتر و تمزق و شرر متطاير مثل الشرر
الذي يتطاير من قطبي الكهرباء السالب و الموجب حينما يلتقيان . و هما مثلهما أيضاً . تبعثان حرارة
و نوراً . هما العاطفة و الوعي اللذان يندلعان في عقل الإنسان الذي يعيش هذا الصراع بسالبه و موجبه
.
و هو الصراع يبدو فيه العنصر الموجب أقوى من السالب . و تبدو الحياة غلابة صاعدة منتصرة.
**
كلام جميل . و لكنه مع هذا كله لا يجعل الموت جميلاً في عيوننا.
إنه يفشل حتى في الاعتذار لنا عن عزرائيل و أفعاله . حتى و لو كانت في صالح الكون . فمالنا و
الكون . نحن كون في ذاتنا . و عزرائيل ينتهك أطهر حرماتنا , نفوسنا . أنا . و أنت.
إن أجمل اللحظات في حياتي هي التي أقول فيها . أنا فعلت . أنا قدمت . أنا أنجزت . أنا اخترعت
.أنا . أنا.
لا يوجد شيء في وجودي . أو وجودك . أغلى من هذه الكلمة الصغيرة . أنا . فكيف يمكن أن
أتصور أن أموت.
إني أستطيع إحداث الموت . أستطيع أن أقتل و أن أنتحر.
كيف يكون الموت أحد اختراعاتي ؟؟ .وأكون أنا أحد ضحاياه في نفس الوقت.
أين اللغز الحقيقي . أهو الموت . أم هو هذه الكلمة الصغيرة . أنا ؟.
.
مقال / عملية تهريب
من كتاب / لغز الموت
للدكتور مصطفي محمود (رحمه الله). ❝