█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ● books-library.com :
❞ الأتوبيس يشبه علبة سردين .. تصفّح الوجوه التي لم تتغير كل صباح .. نفس المساحيق التي هي من الدرجة الرابعة , والتي تبعث علي الغثيان , والاشمئزاز , الهواء يكاد ينعدم من حوله , شعر بالضيق , والاختناق ,
تذكر ...˝ أنه لم يدفع إيجار الشقة منذ ثلاثة أشهر , والبقال البارحة ألمح له عن الحساب ˝ شحط نفساً عميقاً من السيجارة , واسترسل في تداعياته ˝ أما المعلم ˝ سيد ˝ ردّه البارحة وهو خاسئاً عندما رفض أن يقطع له نصف كيلو لحمة علي ˝ ألنوته ˝.. أبتسم وهو يتكأ علي الباب , واثقاً من حقيبته , التي احتواها تحت جناحيه , اللذين ينزا عرقا , نظر إلي حذائه المتآكل .. وتذكر أنه لم يغيره منذ فترة طويلة ,
ــ المحطة اللي جاية للنازل ..؟!. ❝ ⏤علي السيد محمد حزين . ❝
❞ لقد ذقنا الضيق والضجر، لقد نسينا اسمائنا ووظائفنا واعمارنا، ومكان ولادتنا، وأين نشأنا، وأي نوع ننتسب إليه من المخلوقات، فكل ما نعرفه عن انفسنا، أننا لسنا نحن، ولم نكن قط في هذه الحياة، وقد فرضت علينا فرضا، لطفا اخرجونا قبل ان نعلق في هذا المكان الغريب للأبد.˝ . ❝
❞ إذاَ استقبلتَ العالَمَ بالنفسِ الواسعةِ, رأيتَ حقائقَ السرورِ تزيدُ وتتسِعُ, وحقائقَ الهمومِ تصغُرُ وتَضيقُ, وأدركتَ أنَّ دنياكَ إن ضاقتْ فأنتَ الضيِّقُ لا هيَ . ❝
❞ وكذلك العالم اليوم رغم اتساعه وتوفر وسائل السفر والانتقال من مكان إلى مكان، واتصال الشعوب والأمم بعضها ببعض أضيق بأهله منه بالأمس، قد ضيقته المادية التي لا تنظر إلا إلى قدمها ولا تؤمن إلا بفائدة صاحبها، ولا تعرف غير العكوف على الشهوات وعبادة الذات، وقد خنقته الأثرة التي لا تسمح لاثنين بالعيش في إقليم واسع، والوطنية الضيقة التي تنظر إلى كل أجنبي شزرا وتجحد له كل فضل وتحرمه كل حق.
ثم ضيق هذه الحياة المادية المسيطرون السياسيون الذين يحتكرون وسائل الحياة والرزق والقوت، يضيقون هذه الحياة لمن شاءوا ويوسعونها لمن شاءوا، ويبسطون الرزق -زعموا- لمن شاءوا ويقدرونه لمن شاءوا، فأصبحت المدن الواسعة أضيق من جحر ضب، وأصبح الناس في بلادهم في شبه حجر كحجر السغيه واليتيم، وضاقت على الناس الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم، وأصبح الناس في أغلال وأصفاد من المدينة والمملكة مهددين في كل وقت بمجاعات مصطنعة وحقيقية، وحروب خارجية وداخلية، وإضرابات أسبوعية ويومية . ❝