█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ لأستيقظ ذات يوم وكأن تلك العاصفة قد انتهت ورحلت ولكن بعدما اقتلعت جميع الجذور من مكانها وتركت الخراب، لأشعر لأول مرة أنني أتنفس منذ أن ولدت في الحياة، أشعر وكأن قدمي تلامس الأرض بعد فترة طويلة، أشعر كأنني أرى كل شيء وأي شيء، وكأن عيني تراه لأول مرة . ❝
❞ أنت تعرف ذلك الشعور .. حين يسير كل شىء وفقا لما تريد وحين تحصل على ماتبغيه وتحقق ماتصبوا إليه.. هذا لايحدث على أرض الواقع إلا في حالة واحدة فقط .. لو كانت كارثة موشكة على الحدوث قريبا !
هدوء ماقبل العاصفة كما يسمونه .. لاتتجاهل هذا الأحساس أبدا لو شعرت به، فالحياة لاتمنح إلا لتأخذ ولاترضى عنك إلا لتثور فجأة وحين تفعل .. ترد لك الصاع بألف . ❝
❞ *˝وكم من وقتٍ جلست في هدوءٍ! ليزول ألم قلبي، ولكنه يزداد حتمًا˝*
قبيل النهار، تشرق الشمس ويظهر بريقها الجذاب الذي ينعكس على ماءِ البحر، تتسارع أمواجه وكأن هناك شيءٌ يركض بداخلها وتريد مُحاربته وزواله منها، والسحاب الذي يكسو بريق الشمس وجمالها ببياضِه الناصع، أجلس فِي مكانٍ هادئ كي أشعر بالطمأنيةِ التي سُلبت مني، الصراع الذي يستحوذ على قلبي وعقلي فِي ذلك الهدوء، ظننتُ أن ألم قلبي سيزول حينما أجلس فِي مكانٍ خالي من البشر، ولكن لم يحدث ذلك؛ بل ازداد الاضطراب بداخلي كاضطراب تلك الأمواج الزرقاء التي تتميز برونقها الرائع، ذلك الصراع الذي يشبه الهدوء قبل العاصفة، تتلاطم الأمواج بدون حسبانٍ، ومع ازدياد تلاطمها أجد قلبي يتمزق إلى أشلاءٍ صغيرة، وكأن قلبي هو ذلك الشيء الذي تتسارع معه لتحطمه وتنزعه بعيدًا؛ فيزداد أنينه وتألمه، تذرف مقلتايَ عبراتها أثر مُطاردة الذكريات لعقلي، أرى أشياء قد مر عليها زمن ومع ذلك أشعر وكأنها تحدث معي الآن، أصبح الهدوء عاصفةً تُلاحق عقلي، ترتطم قدمي وأسقط أرضًا من أثر تلك الدوامة التي تعصف ذهني وتُهلك روحي، تتساقط الدموع على وجنتي بغزارةٍ وكأنها فِي سباقٍ وتُعلن انهمارها، أحاول مُقاومة الاستسلام لذلك الصراع ولكن دون جدوىٰ، فكل شيءٍ قد تحالف على تشتت أفكاري ودمار ما تبقى من صمودي حتمًا، أشعر بالاختناقِ مرارًا وتكرارًا، شعرت بروحي تُزهق مني، حينها أغلقت عينايَ وظننت أن الحياة ستنتهي هنا، أصبحتُ مُحطمة كُليًا ولا أستطيع الصمود في هذا الهدوء أكثر من ذلك؛ فقد قُمت بفعل ما بوسعي كي أتناسى ذلك الماضي المؤلم الذي يعمل على تحطيمي، ولكن لم أستطع فعل شيء قط.
گ/إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝