❞ رفعت أكفي يا إلهي و إنني..عبيد ذليل جئت ارجو نصرتي
إلهي ففرحني بفضل و رحمة...و زدني يقيناً و أمح عني غوايتي
إلهي فصافيني و صف سريرتي..من الغير و امنحني كمال الوراثة
إلهي أفض لي بحر حسنك و اهدني... اليك و قربني بمحض الحنانة
إلهي و أيدني بشرعك ظاهراً...لأشهد نور الوجه في كل وجهة
إلهي بك اشغلني عن الغير أفنني..إلهي و حصني بحصن الشريعة
إلهي و اسعدني بحبك و الرضا... إلهي و أشهدني جمال الحظيرة
و في بحر حسنك يا إلهي فزج بي..لأشهد هذا الوجه في كل حضرة
و لا تشغلن قلبي بغيرك سيدي..و لي فأفض بحر العلوم الحقيقة
إلهي و نور ظاهري بل و باطني... إلهي و جملني بحلل المحبة
إلهي و أغن العبد بالفضل و الرضا...إلهي و متع ناظري بالشهادة
.......
إلهي و عاملني بإحسان محسن... إلهي بك ارفعني لأعلي مكانة
.......
إلهي به قد جئت أرجوك ضارعا ...به رب متعني برضوان جنة
و جد لي و إخواني و أهلي بنظرة..و أدخلنا يا الله دار الكرامة
( أوراد الأخيار)
للشيخ محمد ماضي أبو العزائم
آمين ♥️♥️♥️ يا رب العالمين. ❝ ⏤هدى العقبى
❞ رفعت أكفي يا إلهي و إنني.عبيد ذليل جئت ارجو نصرتي
إلهي ففرحني بفضل و رحمة..و زدني يقيناً و أمح عني غوايتي
إلهي فصافيني و صف سريرتي.من الغير و امنحني كمال الوراثة
إلهي أفض لي بحر حسنك و اهدني.. اليك و قربني بمحض الحنانة
إلهي و أيدني بشرعك ظاهراً..لأشهد نور الوجه في كل وجهة
إلهي بك اشغلني عن الغير أفنني.إلهي و حصني بحصن الشريعة
إلهي و اسعدني بحبك و الرضا.. إلهي و أشهدني جمال الحظيرة
و في بحر حسنك يا إلهي فزج بي.لأشهد هذا الوجه في كل حضرة
و لا تشغلن قلبي بغيرك سيدي.و لي فأفض بحر العلوم الحقيقة
إلهي و نور ظاهري بل و باطني.. إلهي و جملني بحلل المحبة
إلهي و أغن العبد بالفضل و الرضا..إلهي و متع ناظري بالشهادة
....
إلهي و عاملني بإحسان محسن.. إلهي بك ارفعني لأعلي مكانة
....
إلهي به قد جئت أرجوك ضارعا ..به رب متعني برضوان جنة
و جد لي و إخواني و أهلي بنظرة.و أدخلنا يا الله دار الكرامة
( أوراد الأخيار)
للشيخ محمد ماضي أبو العزائم
آمين ♥️♥️♥️ يا رب العالمين. ❝
❞ الرجل الذي عرف ربه
***************
كان الرجل مريضاً بمرض عِضال لا يُعرَف له علاجاً .. فكلما جلس في مكان قال له الناس - رائحتك كريهة .. ألا تستحم ..
و تردد على الأطباء و فحص الأنف و الجيوب و الحلق و الأسنان و اللثة و الكَبِد و الأمعاء .. و كانت النتيجة .. لا مرض في أي مكان بالجسد .. و لا سبب عضوياً مفهوم لهذه الرائحة .
و كان يتردد على الحمام عدة مرات في اليوم و يغتسل بأغلى العطور فلا تُجدي هذه الوسائل شيئاً ..
و لا يكاد يخرج إلى الناس حتى يتحول إلى قبر مُنتِن يهرب منه الصديق قبل العدو .
و ذهب يبكي لرجل صالح .. و حكى له حكايته .. فقال الرجل الصالح .. هذه ليست رائحة جسدك .. و لكن رائحة أعمالك .
● فقال الرجل مندهشاً : و هل للأعمال رائحة ؟ !
● فقال الرجل الصالح : تلك بعض الأسرار التي يكشف عنها الله الحجاب .. و يبدو أن الله أحبك و أراد لك الخير و أحب أن يُمهِد لك الطريق إلى التوبة .
● فقال الرجل معترفاً : أنا بالحق أعيش على السرقة و الإختلاس و الربا و أزني و أسكَر و أُقارِف المنكرات .
● قال الرجل الصالح : و قد رأيت .. فهذه رائحة أعمالك .
● قال الرجل : و ما الحل ؟
● قال الصالح : الحل أصبح واضحاًَ ، أن تُصلِح أعمالك و تتوب إلى الله توبة نصوحاً .
و تــاب الرجل توبة نصوحاً و أقلع عن جميع المنكرات و لكن رائحته ظلت كما هي .. فعاد يبكي إلى الرجل الصالح ..
● فقال له الرجل الصالح : لقد اصلحت أعمالك الحاضرة ، أما أعمالك الماضية فقد نفذ فيها السهم .. و لا خلاص منها إلا بمغفرة .
● قال الرجل : و كيف السبيل إلى مغفرة ؟
● قال الصالح : إن الحسنات يُذهِبنَ السيئات فتصدق بمالك .. و الحج المبرور يَخرُج منه صاحبه مغفور الذنوب كيوم ولدته أمه .. فاقصد الحج .. و اسجد لله .. و ابك على نفسك بعدد أيام عمرك ..
و تصدَّق الرجل بماله و خرج إلى الحج .. و سجد في كل ركن بالكعبة و بكى بعدد ايام عمره ..
و لكنه ظل على حاله تعافه الكلاب و تهرب منه الخنازير إلى حظائرها .. فآوَى إلى مقبرة قديمة و سكنها و صمم ألا يبرحها حتى يجعل الله له فرجاًَ من كَربِه .
و ما كاد يُغمِض عينيه لينام حتى رأى في الحلم الجُثث التي كانت في المقبرة تجمع أكفانها و ترحل هاربة .. و فتح عينيه فرأى جميع الجُثث قد رحلت بالفعل و جميع اللحود فارغة .. فخَرَ ساجداً يبكي حتى طلع الفجر .. فمر به الرجل الصالح ..
● و قال له : هذا بكاء لا ينفع .. فإن قلبك يمتلئ بالإعتراض .. و أنت لا تبكي إتهاماً لنفسك .. بل تتهم العدالة الإلهية في حقك .
● قال الرجل : لا أفهم !!
● قال الصالح : بالضبط .. إن عدل الله أصبح محل شبهة عندك .. و بهذا قَلَبتَ الأمور فجعلت الله مذنباً و تصورت نفسك بريئاً ..
و بهذا كنت طول الوقت تضيف إلى ذنوبك ذنوباً جديدة في الوقت الذي ظننت فيه أنك تُحسِن العمل .
● قال الرجل : و لكني أشعر بأني مظلوم .
● قال الصالح : لو اطلعت على الغيب لوجدت نفسك تستحق عذاباً أكبر .. و لعرفت أن الله الذي ابتلاك لطف بك .. و لكنك اعترضت على ما تجهل و اتهمت ربك بالظلم .. فاستغفر و حاول أن تُطَهِر قلبك و أسلِم وجهك ..
فإنك إلى الآن و رغم حجك و صومك و صلاتك و توبتك لم تُسلِم بعد .
● قال الرجل : كيف .. ألستُ مسلماً ؟ !
● قال الصالح : نعم لست مسلماً ، فالإسلام هو إسلام الوجه قبل كل شئ ..
و ذلك لا يكون إلا بالقبول و عدم الإعتراض و الإسترسال مع الله فى مقاديره و بأن يستوي عندك المنع و العطاء ، و أن ترى حكمة الله و رحمته في منعه كما تراه فى عطائه ، فلا تغتر بنعمة .. و لا تعترض على حرمان ..
فعدل الله لا يختلف ، و هو عادل دائماً فى جميع الأحوال و رحمته سابغة فى كل ما يُجريه من مقادير ..
فقل لا إله إلا الله ثم استقم . . ذلــك هـو الإســـلام .
● قال الرجل : إنى أقول لا إله إلا الله كل لحظة .
● قال الصــالح : تقولها بلسانك و لا تقولها بقلبك و لا تقولها بموقفك و عملك .
● قال الرجل : كيــف ؟
● قال الصــالح : إنك تناقش الله الحساب كل يوم و كأنك إله مثله ..
تقول له استغفرت فلم تغفر لى .. سجدت فلم ترحمنى .. بكيت فلم تُشفق غلىّ .. صليت و صمت و حججت إليك فما سامحتني .. أين عدلــك ؟
و ربت الرجل الصــالح على كتفيه قــائلاً : يا أخـي ليس هذا توحيداً .
التـوحيـد أن تكون إرادة الله هي عين ما تهوى و فعله عين ما تحب و كأن يدك أصبحت يده و لسانك لسانه .. التوحيد هو أن تقول نعم . و تصدع بالأمر مثل ملائكة العزائم دون أن تسأل لماذا .. لأنه لا إله إلا الله .. لا عادل و لا رحمن و لا رحيم و لا حق سواه .. هو الوجود و أنت العدم .. فكيف يناقش العدم الوجود .. إنما يتلقى العدم المدد من الوجود ساجداً حامداً شاكراً .. لأنه لا وجود غيره .. هو الإيجاب و ما عداه سلب .. هو الحق و ما عداه باطل .
فبكـى الرجل و قد أدرك أنه ما عاش قط و ما عبد ربه قط .
● قال الصــالح : الآن عرفت فالزم .. و قل لا إله إلا الله .. ثم استقـم .. قلها مرة واحدة من أحشائــك .
● فقال الرجل : لا إله إلا الله .
فتضوع الياسمين و انتشر العطر و ملأ العبير الأجواء و كأن روضة من الجنة تنزلت على الأرض .
و تلفت الناس .. و قالوا .. مَن هناك .. مَن ذلك الملاك الذى تلفه سحابة عِطر .
● قال الرجل الصــالح : بل هـو رجـل عــرف ربـه .
..
من كتاب / نقطة الغليان
للدكتور / مصطفــــى محمـــــود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ الرجل الذي عرف ربه
***************
كان الرجل مريضاً بمرض عِضال لا يُعرَف له علاجاً . فكلما جلس في مكان قال له الناس - رائحتك كريهة . ألا تستحم .
و تردد على الأطباء و فحص الأنف و الجيوب و الحلق و الأسنان و اللثة و الكَبِد و الأمعاء . و كانت النتيجة . لا مرض في أي مكان بالجسد . و لا سبب عضوياً مفهوم لهذه الرائحة .
و كان يتردد على الحمام عدة مرات في اليوم و يغتسل بأغلى العطور فلا تُجدي هذه الوسائل شيئاً .
و لا يكاد يخرج إلى الناس حتى يتحول إلى قبر مُنتِن يهرب منه الصديق قبل العدو .
و ذهب يبكي لرجل صالح . و حكى له حكايته . فقال الرجل الصالح . هذه ليست رائحة جسدك . و لكن رائحة أعمالك .
● فقال الرجل مندهشاً : و هل للأعمال رائحة ؟ !
● فقال الرجل الصالح : تلك بعض الأسرار التي يكشف عنها الله الحجاب . و يبدو أن الله أحبك و أراد لك الخير و أحب أن يُمهِد لك الطريق إلى التوبة .
● فقال الرجل معترفاً : أنا بالحق أعيش على السرقة و الإختلاس و الربا و أزني و أسكَر و أُقارِف المنكرات .
● قال الرجل الصالح : و قد رأيت . فهذه رائحة أعمالك .
● قال الرجل : و ما الحل ؟
● قال الصالح : الحل أصبح واضحاًَ ، أن تُصلِح أعمالك و تتوب إلى الله توبة نصوحاً .
و تــاب الرجل توبة نصوحاً و أقلع عن جميع المنكرات و لكن رائحته ظلت كما هي . فعاد يبكي إلى الرجل الصالح .
● فقال له الرجل الصالح : لقد اصلحت أعمالك الحاضرة ، أما أعمالك الماضية فقد نفذ فيها السهم . و لا خلاص منها إلا بمغفرة .
● قال الرجل : و كيف السبيل إلى مغفرة ؟
● قال الصالح : إن الحسنات يُذهِبنَ السيئات فتصدق بمالك . و الحج المبرور يَخرُج منه صاحبه مغفور الذنوب كيوم ولدته أمه . فاقصد الحج . و اسجد لله . و ابك على نفسك بعدد أيام عمرك .
و تصدَّق الرجل بماله و خرج إلى الحج . و سجد في كل ركن بالكعبة و بكى بعدد ايام عمره .
و لكنه ظل على حاله تعافه الكلاب و تهرب منه الخنازير إلى حظائرها . فآوَى إلى مقبرة قديمة و سكنها و صمم ألا يبرحها حتى يجعل الله له فرجاًَ من كَربِه .
و ما كاد يُغمِض عينيه لينام حتى رأى في الحلم الجُثث التي كانت في المقبرة تجمع أكفانها و ترحل هاربة . و فتح عينيه فرأى جميع الجُثث قد رحلت بالفعل و جميع اللحود فارغة . فخَرَ ساجداً يبكي حتى طلع الفجر . فمر به الرجل الصالح .
● و قال له : هذا بكاء لا ينفع . فإن قلبك يمتلئ بالإعتراض . و أنت لا تبكي إتهاماً لنفسك . بل تتهم العدالة الإلهية في حقك .
● قال الرجل : لا أفهم !!
● قال الصالح : بالضبط . إن عدل الله أصبح محل شبهة عندك . و بهذا قَلَبتَ الأمور فجعلت الله مذنباً و تصورت نفسك بريئاً .
و بهذا كنت طول الوقت تضيف إلى ذنوبك ذنوباً جديدة في الوقت الذي ظننت فيه أنك تُحسِن العمل .
● قال الرجل : و لكني أشعر بأني مظلوم .
● قال الصالح : لو اطلعت على الغيب لوجدت نفسك تستحق عذاباً أكبر . و لعرفت أن الله الذي ابتلاك لطف بك . و لكنك اعترضت على ما تجهل و اتهمت ربك بالظلم . فاستغفر و حاول أن تُطَهِر قلبك و أسلِم وجهك .
فإنك إلى الآن و رغم حجك و صومك و صلاتك و توبتك لم تُسلِم بعد .
● قال الرجل : كيف . ألستُ مسلماً ؟ !
● قال الصالح : نعم لست مسلماً ، فالإسلام هو إسلام الوجه قبل كل شئ .
و ذلك لا يكون إلا بالقبول و عدم الإعتراض و الإسترسال مع الله فى مقاديره و بأن يستوي عندك المنع و العطاء ، و أن ترى حكمة الله و رحمته في منعه كما تراه فى عطائه ، فلا تغتر بنعمة . و لا تعترض على حرمان .
فعدل الله لا يختلف ، و هو عادل دائماً فى جميع الأحوال و رحمته سابغة فى كل ما يُجريه من مقادير .
فقل لا إله إلا الله ثم استقم . . ذلــك هـو الإســـلام .
● قال الرجل : إنى أقول لا إله إلا الله كل لحظة .
● قال الصــالح : تقولها بلسانك و لا تقولها بقلبك و لا تقولها بموقفك و عملك .
● قال الرجل : كيــف ؟
● قال الصــالح : إنك تناقش الله الحساب كل يوم و كأنك إله مثله .
تقول له استغفرت فلم تغفر لى . سجدت فلم ترحمنى . بكيت فلم تُشفق غلىّ . صليت و صمت و حججت إليك فما سامحتني . أين عدلــك ؟
و ربت الرجل الصــالح على كتفيه قــائلاً : يا أخـي ليس هذا توحيداً .
التـوحيـد أن تكون إرادة الله هي عين ما تهوى و فعله عين ما تحب و كأن يدك أصبحت يده و لسانك لسانه . التوحيد هو أن تقول نعم . و تصدع بالأمر مثل ملائكة العزائم دون أن تسأل لماذا . لأنه لا إله إلا الله . لا عادل و لا رحمن و لا رحيم و لا حق سواه . هو الوجود و أنت العدم . فكيف يناقش العدم الوجود . إنما يتلقى العدم المدد من الوجود ساجداً حامداً شاكراً . لأنه لا وجود غيره . هو الإيجاب و ما عداه سلب . هو الحق و ما عداه باطل .
فبكـى الرجل و قد أدرك أنه ما عاش قط و ما عبد ربه قط .
● قال الصــالح : الآن عرفت فالزم . و قل لا إله إلا الله . ثم استقـم . قلها مرة واحدة من أحشائــك .
● فقال الرجل : لا إله إلا الله .
فتضوع الياسمين و انتشر العطر و ملأ العبير الأجواء و كأن روضة من الجنة تنزلت على الأرض .
و تلفت الناس . و قالوا . مَن هناك . مَن ذلك الملاك الذى تلفه سحابة عِطر .
● قال الرجل الصــالح : بل هـو رجـل عــرف ربـه .
.
من كتاب / نقطة الغليان
للدكتور / مصطفــــى محمـــــود (رحمه الله). ❝
❞ يا غافلا عن مصيره ، يا واقفا في تقصيره ، سبقك أهل العزائم وأنت في اليقظة نائم ، قف على الباب وقوف نادم ، ونكس رأس الذل وقل أنا ظالم ، وناد في الأسحار مذنب وواجم ، وتشبه بالقوم وإن لم تكن منهم وزاحم ، وإبعث بريح الزفرات سحاب دمع ساجم .. ❝ ⏤أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي
❞ يا غافلا عن مصيره ، يا واقفا في تقصيره ، سبقك أهل العزائم وأنت في اليقظة نائم ، قف على الباب وقوف نادم ، ونكس رأس الذل وقل أنا ظالم ، وناد في الأسحار مذنب وواجم ، وتشبه بالقوم وإن لم تكن منهم وزاحم ، وإبعث بريح الزفرات سحاب دمع ساجم. ❝
❞ الحب و الهوى و الغرام خداع ألوان .. ما نراه في المحبوبة مثلما نراه في قوس قزح جمال ألوان قوس قزح ليس من قوس قزح نفسه و لكنه من فعل نور الشمس على رذاذ المطر المعلق فى الهواء .. فإذا غابت الشمس و جف المطر إختفت الألوان و ذهب الجمال .
و هكذا محبوبتك جمالها فيما يتجلى عليها من خالقها .. فإذا انقطع عنها التجلي شاخت و مرضت و ذبلت و عادت قبحاً لا جاذبية فيه .. إن ما كانت تملكه من جمال لم يكن ملكاً لها بالأصالة بل كان قرضاً و سلفة .
حتى السجايا الحلوة و النفوس العذبة و الخلال الكريمة هي بعض ما يتجلى فينا من أسماء خالقنا ، الكريم الحليم الودود الرؤوف الغفور الرحيم ..
أليست هذه أسماءه ..
و هل نحب حينما نحب إلا أسماءه الحسنى حيثما تحققت و أينما تحققت
و هل نحب حينما نحب إلا حضرته الإلهية في كل صورة من صورها
و الحكيم العارف من أدرك هذه الحقيقة فإتجه بحبه إلى الأصل .. إلى ربه و لم يلتفت إلى الوسائط و لم يدع بهرج الألوان يعطله .. و لم يقف عند الأشخاص .. فهو من أهل العزائم لا تعلق له إلا بربه .. لقد وفر على نفسه خيبة الأمل و انقطاع الرجاء و خداع الألوان
لقد أحب من لا يهجر و عشق من لا يفتر و تعلق بمن لا يغيب و ارتبط بمن لا يموت و صاحب من بيده الأمر كله و ساهم في البنك المركزى الذي يخرج منه النقد جميعه .. و هام بالودود حقاً ذاتاً و صفاتاً و أفعالاً
و ذلك هو مذهب العارفين فى الحب فهل عرفت ..
و إذا كنت عرفت .. فهل أنت بمستطيع
و ليس كل عارف بمستطيع
و مذهب العارفين ليس مجرد معرفة .. و لكنه همة و إقتدار و كدح و مغالبة .. و النفس لا تستطيع أن تعشق إلا ما ترى و لا أن تتعلق إلا بما تشهد بصراً و سمعاً و حواساً .
أما تعلق الفؤاد بالذي ليس كمثله شيىء فمرتبة عليا لا يوصل إليها إلا بالكدح و الكفاح و الهمة .. و قبل ذلك كله .. بالتوفيق و الرضا من صاحب الأمر كله ..
و لهذا أدرك العارفون أن هذا أمر لا يمكن الوصول إليه إلا ركوعاً و سجوداً و ابتهالاً و عبادة و طاعة و خضوعاً و خشوعاً و تذللاً و تجرداً .. و أن هذه مرتبة لا تنال بشهادة جامعية و لا بماجستير أو دكتوراه أو تحصيل عقلي .. و لكنه منزلة رفيعة لا مدخل إليها إلا بالإخلاص و سلامة القلب و طهارة اليد و القدم و العين و الأذن .. و لا سبيل إليها إلا بخلع النعلين .
تخلع جسدك و نفسك ..
و ليس مقصود القوم هنا هو الزهد الفارغ و التبطل .. و إنما أن تخلع حظك و أنانيتك و شهوتك و طمعك و شخصانيتك و أن ترتد إلى الطهارة الأولى اللاشخصانية التي تعطى فيها و تحب دون نظر إلى حظ شخصي أو عائد ذاتي .. فهي حالة عمل و عطاء وبذل و ليست حالة زهد فارغ و تبطل .. و هي في ذروتها حالة فداء و تضحية في سبيل إعلاء كلمة الله .. تضحية لا تنظر إلى نيشان أو نصب تذكاري .. و لكنها تبذل المال و الدم و النفس لوجه الله وحده .
و يقول العارفون أن مائدة الإستشهاد هي أعلى موائد التكريم و لا دخول إليها إلا ببطاقة دعوة من صاحبها .. و لا دخول إليها إقتحاماً أو قهراً و تبجحاً .. وانما هي دعوة من الكريم يتلقاها صاحب الحظ بالتلبية و الهرولة و يتلقاها المحروم بالتكاسل و التخاذل .. و التخلف ..
ذلك هو الحب في مذهب القوم
و هو غير الحب في مذهب منتجي أفلام السينما و مؤلفي الرومانتيكيات .. و هو أيضاً غير الحب عند الكثرة الغالبة من الناس .. حيث الحب هوى و نار و شهوة و جريمة و صدور عارية و مجوهرات .. و لحظات تتألق بالشعر ثم ما تلبث أن تخبو و تنطفىء و تترك رماداً من الأكاذيب .
و لكن أكثر الناس لا يعلمون – 21- يوسف
بل أكثرهم لا يعقلون – 63- العنكبوت
إن يتبعون إلا الظن – 116- الأنعام
و ما يتبع أكثرهم إلا ظنا –36- يونس
إن يتبعون إلا الظن و ما تهوى الأنفس – 23 – النجم
إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل – 44 – الفرقان
هكذا يعلمنا القرآن أن الكثرة لا تعرف أما العارفون فقليل ما هم و لكن الصحافة التى تخاطب الكثرة و السينما التي تتملق الجماهير و المؤلفين الذين يطمعون فى الرواج و الشعراء الذين يتبعهم الغاوون يتغنون بألوان أخرى من الحب و يتيهون بنا في أودية الغفلة التي تنتهي بنا إلى جنون قيس و انتحار جوليت و سقوط راهب تاييس و مباذل فالنتينو و جرائم الـ كابونى و موائد مونت كارلو
و المنتجون عندنا أكثر تواضعاً فهم يكتفون بكباريهات شارع الهرم
و هو أمر قديم قدم التاريخ منذ أيام بابل و منذ أيام أنطونيو و كيلوباتره و منذ أيام الفراعنة و الإغريق و الرومان .. و نقرأ في كتاب الموتى هذه السطور التي كتبها الحكيم المصري منذ خمسة آلاف عام
لا تنظر إلى أمراة جارك فقد إنحرف ألف رجل عن جادة الصواب بسبب ذلك .. إنها لحظة قصيرة كالحلم و الندم يتبعها
إنها معارف قديمة منذ أيام آدم .. و قصة بائدة منذ مقتل هابيل
و لكن لا أحد يذكر .. و لا أحد يعتبر .. و لا أحد يتعلم من الدرس
و أكثر الذين يعرفون لا تنفعهم معرفتهم بسبب ضعف الهمم و تخاذل الأنفس و غلبة الشهوات ...
إن السلالم إلى الأدوار العليا موجودة طول الوقت و لكن لا أحد يكلف نفسه بصعود الدرج و الأغلبية تعيش و تموت في البدروم ..
و لو كلف أحد منهم نفسه بالصعود .. و تحمل مشقة الصعود و شاهد المنظر من فوق لبكى ندماً على عمر عاشه فى البدروم بين لذات لا تساوي شيئاً و لكنه الضعف الذي ينخر في الأبدان
و البشرية تسير من الضعيف إلى الأضعف و الأجيال الجديدة أكثر ضعفاً و أكثر تهافتاً على العاجل البائد من اللذات و إقرأ المقال من أوله و إسال نفسك .. من أي مرتبة من البشر أنت .. هل أنت عارف .. و إذا كنت عارفاً .. فهل أنت بمستطيع
و إبك ما شئت من البكاء فلا شيء يستحق أن تبكيه .. لا فقرك و لا فشلك و لا تخلفك و لا مرضك .. فكل هذا يمكن تداركه أما الخطيئة التي تستحق أن تبكيها فهي خطيئة البعد عن إلهك ..
فإن ضيعت إلهك .. فلا شيء سوف يعوضك
و كل أحلام الشعراء لن تغنيك شيئاً.
مقال : الحب
من كتاب : الإسلام ما هو
الدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ الحب و الهوى و الغرام خداع ألوان . ما نراه في المحبوبة مثلما نراه في قوس قزح جمال ألوان قوس قزح ليس من قوس قزح نفسه و لكنه من فعل نور الشمس على رذاذ المطر المعلق فى الهواء . فإذا غابت الشمس و جف المطر إختفت الألوان و ذهب الجمال .
و هكذا محبوبتك جمالها فيما يتجلى عليها من خالقها . فإذا انقطع عنها التجلي شاخت و مرضت و ذبلت و عادت قبحاً لا جاذبية فيه . إن ما كانت تملكه من جمال لم يكن ملكاً لها بالأصالة بل كان قرضاً و سلفة .
حتى السجايا الحلوة و النفوس العذبة و الخلال الكريمة هي بعض ما يتجلى فينا من أسماء خالقنا ، الكريم الحليم الودود الرؤوف الغفور الرحيم .
أليست هذه أسماءه .
و هل نحب حينما نحب إلا أسماءه الحسنى حيثما تحققت و أينما تحققت
و هل نحب حينما نحب إلا حضرته الإلهية في كل صورة من صورها
و الحكيم العارف من أدرك هذه الحقيقة فإتجه بحبه إلى الأصل . إلى ربه و لم يلتفت إلى الوسائط و لم يدع بهرج الألوان يعطله . و لم يقف عند الأشخاص . فهو من أهل العزائم لا تعلق له إلا بربه . لقد وفر على نفسه خيبة الأمل و انقطاع الرجاء و خداع الألوان
لقد أحب من لا يهجر و عشق من لا يفتر و تعلق بمن لا يغيب و ارتبط بمن لا يموت و صاحب من بيده الأمر كله و ساهم في البنك المركزى الذي يخرج منه النقد جميعه . و هام بالودود حقاً ذاتاً و صفاتاً و أفعالاً
و ذلك هو مذهب العارفين فى الحب فهل عرفت .
و إذا كنت عرفت . فهل أنت بمستطيع
و ليس كل عارف بمستطيع
و مذهب العارفين ليس مجرد معرفة . و لكنه همة و إقتدار و كدح و مغالبة . و النفس لا تستطيع أن تعشق إلا ما ترى و لا أن تتعلق إلا بما تشهد بصراً و سمعاً و حواساً .
أما تعلق الفؤاد بالذي ليس كمثله شيىء فمرتبة عليا لا يوصل إليها إلا بالكدح و الكفاح و الهمة . و قبل ذلك كله . بالتوفيق و الرضا من صاحب الأمر كله .
و لهذا أدرك العارفون أن هذا أمر لا يمكن الوصول إليه إلا ركوعاً و سجوداً و ابتهالاً و عبادة و طاعة و خضوعاً و خشوعاً و تذللاً و تجرداً . و أن هذه مرتبة لا تنال بشهادة جامعية و لا بماجستير أو دكتوراه أو تحصيل عقلي . و لكنه منزلة رفيعة لا مدخل إليها إلا بالإخلاص و سلامة القلب و طهارة اليد و القدم و العين و الأذن . و لا سبيل إليها إلا بخلع النعلين .
تخلع جسدك و نفسك .
و ليس مقصود القوم هنا هو الزهد الفارغ و التبطل . و إنما أن تخلع حظك و أنانيتك و شهوتك و طمعك و شخصانيتك و أن ترتد إلى الطهارة الأولى اللاشخصانية التي تعطى فيها و تحب دون نظر إلى حظ شخصي أو عائد ذاتي . فهي حالة عمل و عطاء وبذل و ليست حالة زهد فارغ و تبطل . و هي في ذروتها حالة فداء و تضحية في سبيل إعلاء كلمة الله . تضحية لا تنظر إلى نيشان أو نصب تذكاري . و لكنها تبذل المال و الدم و النفس لوجه الله وحده .
و يقول العارفون أن مائدة الإستشهاد هي أعلى موائد التكريم و لا دخول إليها إلا ببطاقة دعوة من صاحبها . و لا دخول إليها إقتحاماً أو قهراً و تبجحاً . وانما هي دعوة من الكريم يتلقاها صاحب الحظ بالتلبية و الهرولة و يتلقاها المحروم بالتكاسل و التخاذل . و التخلف .
ذلك هو الحب في مذهب القوم
و هو غير الحب في مذهب منتجي أفلام السينما و مؤلفي الرومانتيكيات . و هو أيضاً غير الحب عند الكثرة الغالبة من الناس . حيث الحب هوى و نار و شهوة و جريمة و صدور عارية و مجوهرات . و لحظات تتألق بالشعر ثم ما تلبث أن تخبو و تنطفىء و تترك رماداً من الأكاذيب .
و لكن أكثر الناس لا يعلمون – 21- يوسف
بل أكثرهم لا يعقلون – 63- العنكبوت
إن يتبعون إلا الظن – 116- الأنعام
و ما يتبع أكثرهم إلا ظنا –36- يونس
إن يتبعون إلا الظن و ما تهوى الأنفس – 23 – النجم
إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل – 44 – الفرقان
هكذا يعلمنا القرآن أن الكثرة لا تعرف أما العارفون فقليل ما هم و لكن الصحافة التى تخاطب الكثرة و السينما التي تتملق الجماهير و المؤلفين الذين يطمعون فى الرواج و الشعراء الذين يتبعهم الغاوون يتغنون بألوان أخرى من الحب و يتيهون بنا في أودية الغفلة التي تنتهي بنا إلى جنون قيس و انتحار جوليت و سقوط راهب تاييس و مباذل فالنتينو و جرائم الـ كابونى و موائد مونت كارلو
و المنتجون عندنا أكثر تواضعاً فهم يكتفون بكباريهات شارع الهرم
و هو أمر قديم قدم التاريخ منذ أيام بابل و منذ أيام أنطونيو و كيلوباتره و منذ أيام الفراعنة و الإغريق و الرومان . و نقرأ في كتاب الموتى هذه السطور التي كتبها الحكيم المصري منذ خمسة آلاف عام
لا تنظر إلى أمراة جارك فقد إنحرف ألف رجل عن جادة الصواب بسبب ذلك . إنها لحظة قصيرة كالحلم و الندم يتبعها
إنها معارف قديمة منذ أيام آدم . و قصة بائدة منذ مقتل هابيل
و لكن لا أحد يذكر . و لا أحد يعتبر . و لا أحد يتعلم من الدرس
و أكثر الذين يعرفون لا تنفعهم معرفتهم بسبب ضعف الهمم و تخاذل الأنفس و غلبة الشهوات ..
إن السلالم إلى الأدوار العليا موجودة طول الوقت و لكن لا أحد يكلف نفسه بصعود الدرج و الأغلبية تعيش و تموت في البدروم .
و لو كلف أحد منهم نفسه بالصعود . و تحمل مشقة الصعود و شاهد المنظر من فوق لبكى ندماً على عمر عاشه فى البدروم بين لذات لا تساوي شيئاً و لكنه الضعف الذي ينخر في الأبدان
و البشرية تسير من الضعيف إلى الأضعف و الأجيال الجديدة أكثر ضعفاً و أكثر تهافتاً على العاجل البائد من اللذات و إقرأ المقال من أوله و إسال نفسك . من أي مرتبة من البشر أنت . هل أنت عارف . و إذا كنت عارفاً . فهل أنت بمستطيع
و إبك ما شئت من البكاء فلا شيء يستحق أن تبكيه . لا فقرك و لا فشلك و لا تخلفك و لا مرضك . فكل هذا يمكن تداركه أما الخطيئة التي تستحق أن تبكيها فهي خطيئة البعد عن إلهك .
فإن ضيعت إلهك . فلا شيء سوف يعوضك
و كل أحلام الشعراء لن تغنيك شيئاً.
مقال : الحب
من كتاب : الإسلام ما هو
الدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝