❞ "إن الظلم له تأثيران مضادان إما أن يجعل الأنسان مستسلما لأمره مدى الحياه
خشية أن يظلم مرة أخرى،وإما أن يتحول المظلوم لوحش كاسريطيح بكل من ظلموه
ليثبت لنفسه قبل أى أحد آخر أنه قادر على استعادة حقه الذى سلب منه من دون إرادته"
لم أجد أفضل من هذا المقتطف كى أستهل به حديثى عن هذا العمل،فهوموصول
ووثيق الصلة بحال بطل هذه الرواية المهندس الشاب "حسين الصاوى"،عندما قرر
مجابهة من آذوه وظلموه بالأنتقام والنيل منهم ،فثمة أناس استغلوا ذنب إهماله
لزوجته وماأتبعها من شقاق وتصدع العلاقة الزوجية بينهما مما دفعها إلى الأنتحار
ليطوق ذنب موتها عنق وعقل حسين رغم زواجهما عن حب !،هؤلاء الذين
الذين اجتمعواعلى معاقبته برغم تبابن صلتهم به وتفاوت غرضهم من ذلك
وما أبشع ولا أسوء من أن يتلاعب أحدهم بعقلك ويعمل بمنهجية شيطانية
على سلبه إياك من ثم هدم بنيتك النفسية وتحويلك بنهاية المطاف إلى مجنون .
ليس ذلك فحسب، بل إيهامك بأنك مذنب قاتل لزوجتك، فماذا سيفعل
حسين الصاوى إذاء محاولات إستلاب عقله تلك؟ هل ندى زوجته انتحرت
بالفعل أم قتلها دون أن يشعر؟ وهل عقده النفسية التى ترسبت فى نفسه
منذ الصغرلها يد فى ذلك؟ هل حقا هومريض نفسيا وعقليا ،فيتوهم أشياء لم تحدث؟
ومن هؤلاء،الذين يريدونه أن يدفع ثمن انتحار زوجته غاليا ؟ وفوق ذلك كيف من ذاق
الظلم أن يتحول إلى ظالم ؟ كلها أسئلة إجابتها ضمن الأحداث المثيرة فى رواية
"عقل مذنب" للكاتب الواعد"مهاب ترجم " والتى صدرت عن دار الرواق
بمعرض القاهرة الدولى للكتاب مطلع هذاالعام ، أصدقكم القول أن رؤيتى لهذا العمل
وتقييمه اختلف تمامابعد إنتهائى من قراءته عما كان عليه فى بداياته،فالربع الأول
من الرواية تحديدا لم يكن مبشرا ! كنت ألحظ ضعفا ما وخالجنى شعوربأنها على غيرالمستوى المأمول، تركنى
مهاب أسقط فى ذلك الفخ وظل فى مكرودهاء ينسج تفاصيل عنقودية وصلت
بالحبكة تدريجيا إلى الذروة ، آخذة فى التصاعد وبالقرب من انتصاف الرواية
تأخذ القصة شكلا مغايرا وتتخذ شخوصها مسارات تدفع بأحداثها نحو مناطق
أكثرقوة وسخونة فكان التوفيق حليفها فى النهاية ، غيرأن مهاب أضفى على
الرواية طابعا سينمائيا، فالكادرات التصويرية وطريقةانتقال المشاهد وأسلوب الحوار
كلها تشعر القارىء أن وراء السطور التى يقرؤها كاميرات تجسد أمام عينيه
ما يحدث ، وفى ذات الوقت لم يتخلى عن المعاييرالأدبية التى تختص بها الرواية ، فهناك
فروق جوهرية بين عمل روائى وآخر سيناريو وهوما يقع فيه كثير من الأقلام
الشابة لأسباب لست بصدد الحديث عنها هنا ،الذى يعنينى أن الكاتب نجح فى أن يوازن
بين الشكل السينيمائى الجذاب وتقنيات الكتابة الأدبية وأن عقل مذنب ستصبح بلاشك
خامة سينمائية شيقة وناجحة مثل أنها قصة روائية جيدة ،وان كنت أطمع
من قلم مهاب الأفضل دوما وأثق أن لديه ماهو أقوى من ذلك بكثير.. ❝ ⏤مهاب ترجم
❞ ˝إن الظلم له تأثيران مضادان إما أن يجعل الأنسان مستسلما لأمره مدى الحياه
خشية أن يظلم مرة أخرى،وإما أن يتحول المظلوم لوحش كاسريطيح بكل من ظلموه
ليثبت لنفسه قبل أى أحد آخر أنه قادر على استعادة حقه الذى سلب منه من دون إرادته˝
لم أجد أفضل من هذا المقتطف كى أستهل به حديثى عن هذا العمل،فهوموصول
ووثيق الصلة بحال بطل هذه الرواية المهندس الشاب ˝حسين الصاوى˝،عندما قرر
مجابهة من آذوه وظلموه بالأنتقام والنيل منهم ،فثمة أناس استغلوا ذنب إهماله
لزوجته وماأتبعها من شقاق وتصدع العلاقة الزوجية بينهما مما دفعها إلى الأنتحار
ليطوق ذنب موتها عنق وعقل حسين رغم زواجهما عن حب !،هؤلاء الذين
الذين اجتمعواعلى معاقبته برغم تبابن صلتهم به وتفاوت غرضهم من ذلك
وما أبشع ولا أسوء من أن يتلاعب أحدهم بعقلك ويعمل بمنهجية شيطانية
على سلبه إياك من ثم هدم بنيتك النفسية وتحويلك بنهاية المطاف إلى مجنون .
ليس ذلك فحسب، بل إيهامك بأنك مذنب قاتل لزوجتك، فماذا سيفعل
حسين الصاوى إذاء محاولات إستلاب عقله تلك؟ هل ندى زوجته انتحرت
بالفعل أم قتلها دون أن يشعر؟ وهل عقده النفسية التى ترسبت فى نفسه
منذ الصغرلها يد فى ذلك؟ هل حقا هومريض نفسيا وعقليا ،فيتوهم أشياء لم تحدث؟
ومن هؤلاء،الذين يريدونه أن يدفع ثمن انتحار زوجته غاليا ؟ وفوق ذلك كيف من ذاق
الظلم أن يتحول إلى ظالم ؟ كلها أسئلة إجابتها ضمن الأحداث المثيرة فى رواية
˝عقل مذنب˝ للكاتب الواعد˝مهاب ترجم ˝ والتى صدرت عن دار الرواق
بمعرض القاهرة الدولى للكتاب مطلع هذاالعام ، أصدقكم القول أن رؤيتى لهذا العمل
وتقييمه اختلف تمامابعد إنتهائى من قراءته عما كان عليه فى بداياته،فالربع الأول
من الرواية تحديدا لم يكن مبشرا ! كنت ألحظ ضعفا ما وخالجنى شعوربأنها على غيرالمستوى المأمول، تركنى
مهاب أسقط فى ذلك الفخ وظل فى مكرودهاء ينسج تفاصيل عنقودية وصلت
بالحبكة تدريجيا إلى الذروة ، آخذة فى التصاعد وبالقرب من انتصاف الرواية
تأخذ القصة شكلا مغايرا وتتخذ شخوصها مسارات تدفع بأحداثها نحو مناطق
أكثرقوة وسخونة فكان التوفيق حليفها فى النهاية ، غيرأن مهاب أضفى على
الرواية طابعا سينمائيا، فالكادرات التصويرية وطريقةانتقال المشاهد وأسلوب الحوار
كلها تشعر القارىء أن وراء السطور التى يقرؤها كاميرات تجسد أمام عينيه
ما يحدث ، وفى ذات الوقت لم يتخلى عن المعاييرالأدبية التى تختص بها الرواية ، فهناك
فروق جوهرية بين عمل روائى وآخر سيناريو وهوما يقع فيه كثير من الأقلام
الشابة لأسباب لست بصدد الحديث عنها هنا ،الذى يعنينى أن الكاتب نجح فى أن يوازن
بين الشكل السينيمائى الجذاب وتقنيات الكتابة الأدبية وأن عقل مذنب ستصبح بلاشك
خامة سينمائية شيقة وناجحة مثل أنها قصة روائية جيدة ،وان كنت أطمع
من قلم مهاب الأفضل دوما وأثق أن لديه ماهو أقوى من ذلك بكثير. ❝
❞ في بعض الأحيان نسمع تلك الجملة:
لقد تغيرت
ويصاحبها هذا التعبير الذي يوحي بالأسف والندم.
لماذا؟
لماذا يستاء الناس من التغيير؟
لماذا يرونه سيئًا؟
حتى وإن كان للأفضل
وإن رأوا أنه سيئ
لكنه في حقيقة الأمر تغيير نحو الأفضل
إذ إن تلك التجربة وهذا الألم إذا خرجتَ منه خالي الوفاض فهناك شيء ما يستدعي التوقف
أي إنك تقريبًا لم تتعلم منه أي شيء
وأنا شخصيًّا لا أؤمن بذلك
أي مشاعر سلبية- كما يطلق عليها البعض -وبالمناسبة أنا لا أحب أن أطلق عليها هذا اللفظ- تلك المشاعر التي تسمى
ألم
حزن
إحباط
فشل
غضب
وهكذا
تلك المشاعر هي التي ستعلمك
المشاعر الأخرى
مثل السعادة ..والرضا.. وغيرها، ستتعلم منها أيضًا لكن ليس بتلك الصورة التي يغيرك فيها النوع الأول من المشاعر
مَن مِنَّا لم يتعرض لألم أو فشل في حياته
مَن مِنَّا لم يواجه تحديات أو صعوبات في طريقه
حتى وإن كانت أشياء بسيطة بالنسبة للبعض
إلا أنها جعلتك تتألم في النهاية
هذه المشاعر وتلك التجارب نخرج منها بعد مرور الأزمة وكأننا ولدنا من جديد
أو نخرج أقوى.
البعض لا يخرج يظل عالقًا
لأسباب كثيرة
منها الظروف القاسية التي ما زالت تحاصره أو قدرته على تقبل الواقع المؤلم كانت ضئيلة
أو أن مقاومته كانت ضعيفة
المهم أنه مؤكد خرج من التجربة بشيء ما تعلمه عن نفسه أو عن الآخرين ..حتى وإن كان ما زال عالقًا لم يتجاوز الأزمة بعد
لذلك عندما نقول كلمة تغيير لا يجب أن نخاف أو نهرب أو نلوم أنفسنا
طبيعي أن نبحث عن ذواتنا القديمة التي افتقدناها.
لكن تخيل معي
وأنت هنا في مكانتك العلمية والعملية والاجتماعية كم مرة اشتقت لأيام طفولتك؟
كم مرة اشتقت لمدرستك الثانوية أو الإعدادية وتمنيت أن يعود بك الزمن مرة أخرى إلى هناك
حسنا فلتتخيل أنك ركبت آلة الزمن وذهبت إلى هناك الآن،
فما شعورك؟
سعيد
نعم أنت سعيد للغاية؛ لأنك ذهبت إلى طفولتك
حيث أصدقائك في الصف
والدتك تهتم بك وتحضر لك الطعام
تحتضنك قبل أن تغادر البيت للمدرسة
تمكث هناك يومًا أو اثنين أو حتى شهر
أنت هناك الآن لكن بنفس عمرك الحالي ..بنفس تفكيرك..مشاعرك واحتياجاتك الآن
هل تشعر بالسعادة حقًّا
هل تستمتع؟
من الممكن أن تستمتع لفترة قصيرة
لكن هل تستطيع أن تظل هناك بقية عمرك؟
أشك
لماذا؟
لأن تلك المرحلة كانت في زمان ومكان محددين
كانت ضرورية في وقت معين
لكنها الآن أصبحت ذكرى
ذكرى جميلة تعلمت منها وبدونها لم تكن لتصل إلى المرحلة التي أنت فيها الآن
كذلك عملية التغيير
تكون في مرحلة معينة تتعرض لمواقف قد تكون مؤلمة ومحبطة تتخطاها وتدخل في مرحلة أخرى
بعد أن تتخطاها تتعلم منها شيئًا عن نفسك أو عن الآخر أو عن الحياة عمومًا
تنظر إلى الحياة بمنظور مختلف
وقد تتغير نظرتك لأمور كثيرة
قد تنزع عنك معتقدات بأكملها
وتعتنق معتقدات غيرها
لدرجة أن بعض التجارب قد تجعلك تغير أفكارك بل تنسفها نسفًا
لذلك ليس كل تغيير هو أمر سيئ
لماذا يرتبط في أذهاننا أن الشخص الفلاني قد تغير أي إنه بذلك أصبح سيئًا
ماذا لو تغير للأفضل
وليس بالضرورة أن يكون هذا الأفضل هو أفضل لك
يكفي أن يكون أفضل بالنسبة له
-وماذا عنك أنت؟
- تغيرت؟
- نعم تغيرت للأسوأ
- من قال لك أنه أسوأ
- لا أعلم لكنني لم أعد كما كنت
أبحث عن روحي القديمة ولا أجدها
- حسنًا ألا ترى ذلك أمرًا طبيعيًّا؟
أنت في مرحلة أخرى في حياتك
لو مرت عليك سنة أو عدة أشهر ولم تتغير مطلقًا يجب أن تعيد التفكير في نفسك مرة أخرى
كيف يمر عام من عمرك اثنتا عشر شهرًا ولا يضيف لك ذلك أي شيء على شخصيتك ولم تتعلم فيه أي شيء
تلك الأشياء الصغيرة
تلك الحجارة الصغيرة التي تتجمع لتبني الجبل وتلك الحجارة التي تجمعت لبناء الهرم مؤكد أن لها مهمة كبيرة وإلا لما كان الهرم وما كان الجبل
هذه الأشياء الصغيرة التي تحدث لك كل يوم
المواقف التي تمر بها في العمل
في الشارع
في المنزل
مع أبنائك
مع شريكك
كل موقف منهم يوضع في الذاكرة ولا ينفك عنها ما حييت
وعندما يأتي الوقت المناسب لاستخراجه تتصرف على طبيعتك
لأن كل تلك المواقف هي التي قامت ببنائك
هي التي كونت شخصيتك
تلك المواقف هي أنت ببساطة
فلماذا تهرب منها؟
ولماذا تشعر بالعار حيالها؟
يجب أن تشعر بالفخر تجاه كل تلك الإنجازات
فأنت والد ناجح
موظف أو مدير شركة ناجح
شخص صالح وربما مُصلح لمن حوله في المجتمع
لذلك يجب أن تفخر بنفسك
وفخرك بذاتك حتى لو كانت إنجازاتك بسيطة في وجهة نظرك، فتذكر أنها مثل الحجر الصغير الذي هو وحدة أساس الجبل وبدونه لن يكون الجبل
احترم المرحلة التي تعيش فيها الآن
احترم التغيرات التي طرأت عليك
وقدِّر التغيير الذي حدث لك
كن ممتنًا لكل موقف حدث تعلمت منه
كن ممتنًا لله أن وضعك في ذلك كي تتعلم منه يومًا بعد يوم، وأنه لولا تلك المحنة لما تعلمت هذا أو ذاك، وأنه منحك القوة لتتخطى كل ذلك بمفردك ربما
كن ممتنًا لنفسك وافخر بها أن تخطت كل ذلك رغم أنه لو عاد بك الزمن مرة أخرى وسألك أحدهم ماذا ستفعل إن تعرضت لمثل تلك المواقف، كدت تقسم أنك لا تستطيع أن تتحمل مثل تلك الصدمات
لكنك ويا للعجب
مررت بها
بل وخرجت منها وأنت ما زلت على قدمك
نعم أسمع البعض يخبرني: أنا لست على قدمي
لقد خرجت منها أعرجًا
أو كسرت ساقي
هل هذا أمر جيد؟
بالطبع ليس بالأمر الجيد
لأنك تألمت كثيرًا خلال رحلتك للتعافي والتعود على شكل ساقك فى وضعها الجديد أو التعود على عدم وجودها
لكن ماذا حدث لك بعد التجربة؟
بلا قدم أو قدم عرجاء
لكن هل حدث تغيير في شخصيتك
في نظر للأمور
في نظرتك للحياة
هل ازداد وعيك
هل أصبح نضجك أعلى
هل تعلمت شيئًا من تلك التجربة الأليمة
أم أنك ما زلت كما أنت؟
إذا وجدت ذلك فلابد أن تجلس بعض الوقت بمفردك لتتفكر في ذلك
ماذا تعلمت من ألمى
ماذا تعلمت من الفشل والسقوط
هل تركت نفسي هكذا أذهب وأجيئ مع الريح وأن تقذف بي في أي مكان؟
أم أنني كنت أصارعها
حتى وإن كانت قوتها أعلى؟
أم أنني أخفضت رأسي لها حتى تمر في سلام، وفي هذا الانخفاض ألم وتعلم في وقت واحد
يجب أن تجلس بمفردك بورقة وقلم لتراجع ما حدث لك
وما الذي تعلمته
بعيدًا عما تريد أن تقوم به وعن مخططاتك في الحياة، فذاك أمر حتمي لا بد وأن تقوم به حتى ولو كنت مضطرًا؛ لأن الواقع الخارجي يفرض عليك السعي والاستمرار فيه، لكن مراجعة أفكارك لن يقوم بها غيرك، ولن يدفعك دفعًا لها إلا أنت. ❝ ⏤فاطمه المهدى
❞ في بعض الأحيان نسمع تلك الجملة:
لقد تغيرت
ويصاحبها هذا التعبير الذي يوحي بالأسف والندم.
لماذا؟
لماذا يستاء الناس من التغيير؟
لماذا يرونه سيئًا؟
حتى وإن كان للأفضل
وإن رأوا أنه سيئ
لكنه في حقيقة الأمر تغيير نحو الأفضل
إذ إن تلك التجربة وهذا الألم إذا خرجتَ منه خالي الوفاض فهناك شيء ما يستدعي التوقف
أي إنك تقريبًا لم تتعلم منه أي شيء
وأنا شخصيًّا لا أؤمن بذلك
أي مشاعر سلبية- كما يطلق عليها البعض -وبالمناسبة أنا لا أحب أن أطلق عليها هذا اللفظ- تلك المشاعر التي تسمى
ألم
حزن
إحباط
فشل
غضب
وهكذا
تلك المشاعر هي التي ستعلمك
المشاعر الأخرى
مثل السعادة .والرضا. وغيرها، ستتعلم منها أيضًا لكن ليس بتلك الصورة التي يغيرك فيها النوع الأول من المشاعر
مَن مِنَّا لم يتعرض لألم أو فشل في حياته
مَن مِنَّا لم يواجه تحديات أو صعوبات في طريقه
حتى وإن كانت أشياء بسيطة بالنسبة للبعض
إلا أنها جعلتك تتألم في النهاية
هذه المشاعر وتلك التجارب نخرج منها بعد مرور الأزمة وكأننا ولدنا من جديد
أو نخرج أقوى.
البعض لا يخرج يظل عالقًا
لأسباب كثيرة
منها الظروف القاسية التي ما زالت تحاصره أو قدرته على تقبل الواقع المؤلم كانت ضئيلة
أو أن مقاومته كانت ضعيفة
المهم أنه مؤكد خرج من التجربة بشيء ما تعلمه عن نفسه أو عن الآخرين .حتى وإن كان ما زال عالقًا لم يتجاوز الأزمة بعد
لذلك عندما نقول كلمة تغيير لا يجب أن نخاف أو نهرب أو نلوم أنفسنا
طبيعي أن نبحث عن ذواتنا القديمة التي افتقدناها.
لكن تخيل معي
وأنت هنا في مكانتك العلمية والعملية والاجتماعية كم مرة اشتقت لأيام طفولتك؟
كم مرة اشتقت لمدرستك الثانوية أو الإعدادية وتمنيت أن يعود بك الزمن مرة أخرى إلى هناك
حسنا فلتتخيل أنك ركبت آلة الزمن وذهبت إلى هناك الآن،
فما شعورك؟
سعيد
نعم أنت سعيد للغاية؛ لأنك ذهبت إلى طفولتك
حيث أصدقائك في الصف
والدتك تهتم بك وتحضر لك الطعام
تحتضنك قبل أن تغادر البيت للمدرسة
تمكث هناك يومًا أو اثنين أو حتى شهر
أنت هناك الآن لكن بنفس عمرك الحالي .بنفس تفكيرك.مشاعرك واحتياجاتك الآن
هل تشعر بالسعادة حقًّا
هل تستمتع؟
من الممكن أن تستمتع لفترة قصيرة
لكن هل تستطيع أن تظل هناك بقية عمرك؟
أشك
لماذا؟
لأن تلك المرحلة كانت في زمان ومكان محددين
كانت ضرورية في وقت معين
لكنها الآن أصبحت ذكرى
ذكرى جميلة تعلمت منها وبدونها لم تكن لتصل إلى المرحلة التي أنت فيها الآن
كذلك عملية التغيير
تكون في مرحلة معينة تتعرض لمواقف قد تكون مؤلمة ومحبطة تتخطاها وتدخل في مرحلة أخرى
بعد أن تتخطاها تتعلم منها شيئًا عن نفسك أو عن الآخر أو عن الحياة عمومًا
تنظر إلى الحياة بمنظور مختلف
وقد تتغير نظرتك لأمور كثيرة
قد تنزع عنك معتقدات بأكملها
وتعتنق معتقدات غيرها
لدرجة أن بعض التجارب قد تجعلك تغير أفكارك بل تنسفها نسفًا
لذلك ليس كل تغيير هو أمر سيئ
لماذا يرتبط في أذهاننا أن الشخص الفلاني قد تغير أي إنه بذلك أصبح سيئًا
ماذا لو تغير للأفضل
وليس بالضرورة أن يكون هذا الأفضل هو أفضل لك
يكفي أن يكون أفضل بالنسبة له
- وماذا عنك أنت؟
- تغيرت؟
- نعم تغيرت للأسوأ
- من قال لك أنه أسوأ
- لا أعلم لكنني لم أعد كما كنت
أبحث عن روحي القديمة ولا أجدها
- حسنًا ألا ترى ذلك أمرًا طبيعيًّا؟
أنت في مرحلة أخرى في حياتك
لو مرت عليك سنة أو عدة أشهر ولم تتغير مطلقًا يجب أن تعيد التفكير في نفسك مرة أخرى
كيف يمر عام من عمرك اثنتا عشر شهرًا ولا يضيف لك ذلك أي شيء على شخصيتك ولم تتعلم فيه أي شيء
تلك الأشياء الصغيرة
تلك الحجارة الصغيرة التي تتجمع لتبني الجبل وتلك الحجارة التي تجمعت لبناء الهرم مؤكد أن لها مهمة كبيرة وإلا لما كان الهرم وما كان الجبل
هذه الأشياء الصغيرة التي تحدث لك كل يوم
المواقف التي تمر بها في العمل
في الشارع
في المنزل
مع أبنائك
مع شريكك
كل موقف منهم يوضع في الذاكرة ولا ينفك عنها ما حييت
وعندما يأتي الوقت المناسب لاستخراجه تتصرف على طبيعتك
لأن كل تلك المواقف هي التي قامت ببنائك
هي التي كونت شخصيتك
تلك المواقف هي أنت ببساطة
فلماذا تهرب منها؟
ولماذا تشعر بالعار حيالها؟
يجب أن تشعر بالفخر تجاه كل تلك الإنجازات
فأنت والد ناجح
موظف أو مدير شركة ناجح
شخص صالح وربما مُصلح لمن حوله في المجتمع
لذلك يجب أن تفخر بنفسك
وفخرك بذاتك حتى لو كانت إنجازاتك بسيطة في وجهة نظرك، فتذكر أنها مثل الحجر الصغير الذي هو وحدة أساس الجبل وبدونه لن يكون الجبل
احترم المرحلة التي تعيش فيها الآن
احترم التغيرات التي طرأت عليك
وقدِّر التغيير الذي حدث لك
كن ممتنًا لكل موقف حدث تعلمت منه
كن ممتنًا لله أن وضعك في ذلك كي تتعلم منه يومًا بعد يوم، وأنه لولا تلك المحنة لما تعلمت هذا أو ذاك، وأنه منحك القوة لتتخطى كل ذلك بمفردك ربما
كن ممتنًا لنفسك وافخر بها أن تخطت كل ذلك رغم أنه لو عاد بك الزمن مرة أخرى وسألك أحدهم ماذا ستفعل إن تعرضت لمثل تلك المواقف، كدت تقسم أنك لا تستطيع أن تتحمل مثل تلك الصدمات
لكنك ويا للعجب
مررت بها
بل وخرجت منها وأنت ما زلت على قدمك
نعم أسمع البعض يخبرني: أنا لست على قدمي
لقد خرجت منها أعرجًا
أو كسرت ساقي
هل هذا أمر جيد؟
بالطبع ليس بالأمر الجيد
لأنك تألمت كثيرًا خلال رحلتك للتعافي والتعود على شكل ساقك فى وضعها الجديد أو التعود على عدم وجودها
لكن ماذا حدث لك بعد التجربة؟
بلا قدم أو قدم عرجاء
لكن هل حدث تغيير في شخصيتك
في نظر للأمور
في نظرتك للحياة
هل ازداد وعيك
هل أصبح نضجك أعلى
هل تعلمت شيئًا من تلك التجربة الأليمة
أم أنك ما زلت كما أنت؟
إذا وجدت ذلك فلابد أن تجلس بعض الوقت بمفردك لتتفكر في ذلك
ماذا تعلمت من ألمى
ماذا تعلمت من الفشل والسقوط
هل تركت نفسي هكذا أذهب وأجيئ مع الريح وأن تقذف بي في أي مكان؟
أم أنني كنت أصارعها
حتى وإن كانت قوتها أعلى؟
أم أنني أخفضت رأسي لها حتى تمر في سلام، وفي هذا الانخفاض ألم وتعلم في وقت واحد
يجب أن تجلس بمفردك بورقة وقلم لتراجع ما حدث لك
وما الذي تعلمته
بعيدًا عما تريد أن تقوم به وعن مخططاتك في الحياة، فذاك أمر حتمي لا بد وأن تقوم به حتى ولو كنت مضطرًا؛ لأن الواقع الخارجي يفرض عليك السعي والاستمرار فيه، لكن مراجعة أفكارك لن يقوم بها غيرك، ولن يدفعك دفعًا لها إلا أنت. ❝
❞ في كل علاقة زواج هناك خط أحمر صغير ودقيق , يحيط العلاقة الزوجية بشكل دائري , كدائرة حمراء ضخمة , ما إن تتجاوز قدماً أحد الطرفين هذا الخط حتى يقوم مكانه جدار عظيم بلا أبواب ولا نوافذ , جدار يستحيل من بعده العودة إلى داخل العلاقة من جديد .. ❝ ⏤اثير عبدالله النمشي
❞ في كل علاقة زواج هناك خط أحمر صغير ودقيق , يحيط العلاقة الزوجية بشكل دائري , كدائرة حمراء ضخمة , ما إن تتجاوز قدماً أحد الطرفين هذا الخط حتى يقوم مكانه جدار عظيم بلا أبواب ولا نوافذ , جدار يستحيل من بعده العودة إلى داخل العلاقة من جديد. ❝
❞ 2-بيت الطاعة وصمة ماسونية
في جبين الشريعة الإسلامية
أيها السادة لابد أن يعلم أن الشريعة الإسلامية هي العهد الخاتم الذي ارتضاه ربنا تبارك وتعالي ليحكم في الأرض بعدما أصاب العهد القديم والعهد الجديد ما أصابهما من التحريف والتأويل والتبديل علي يد أتباعهم من أحبار أهل الكتاب الذين لم يكونوا علي قدر الأمانة التي أوكلها الله إليهم قال تعالي( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ (44) المائدة
فلما كان هؤلاء مدلسون محرفون إنما فضحهم الله وكشف عوارهم وحذر نبيه منهم( ۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبهم (41) المائدة
فلما أذن الله بنزول العهد الخاتم المتمثل في شريعة النبي صلي الله عليه وسلم التي نسخت بقايا الحق التي كانت في العهد القديم والجديد وجاءت بالشريعة الخاتمة التي أمرت الناس بالتزامها والعمل بها إلي قيام الساعة لكن الماسون عليهم لعنة الله إنما سعوا جادين بكل ما أوتوا من قوة إلي تبديل شرع الله بالأحكام الشيطانية الغربية قاتلهم الله أني يؤفكون
فمن هذه الأحكام والتشريعات الشيطانية التي أدخلوها في شريعة الله قولهم ببيت الطاعة
فما مقصودهم وهل في شريعة الإسلام ما يعرف ببيت الطاعة؟
فأول ما يجب علي كل مسلم ومسلمة أن تتعلمه أن عقد الزواج هو عقد من عقود المعاملات الأصل فيها الإباحة وهو ينعقد بين رجلين بين الخاطب أو من ينوب عنه بالوكالة وبين ولي أمر المخطوبة أو من ينوب عنها بالوكالة
هذا العقد الذي يلزم الزوج بالصداق والنفقة والسكن المناسب لزوجته وحسن المعاشرة قال تعالي( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ)
وقال تعالي (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (7) الطلاق
نعم أيها الإخوة فقد ألزمت الشريعة الزوج أن يسكن زوجته حيث يسكن وينفق عليها وفق يساره وأن يعاملها بالمعروف فإن ساءت العلاقة بين الزوجين ووصلت إلي فسخ العقد إنما وضحت وبينت الشريعة أن من أراد أن يطلق فليطلق بالمعروف ويعطي زوجته حقوقها كاملة من نفقة متعة وصداق كامل ويصرفها إلي بيت وليها بعد انقضاء عدتها.
فإن كرهت الزوجة وأرادت الخلع إنما جعل لها المشرع أن تفتدي نفسها بالتنازل عن صداقها أو جزء منه فليطلقها زوجها طلقة بائنة فإن انقضت عدتها انصرفت إلي بيت وليها بعد أن تقبض صدقة المتعة.
وهذا هو شرع الله الحكيم فإن المرأة تمكث في بيت الزوجية الذي أعده لها طالما أنها متزوجة فإن طلقت إنما تقضي عدتها في بيت الزوجية فإن بانت البينونة الصغري إنما تركت بيت الزوجية وعادت إلي بيت وليها
فليس في دين الله بيت للطاعة تستدعي فيه المرأة بالقوة أو بحكم القاضي لتساق بقوة الشرطة إلي بيت أعده لها زوجها بمواصفات معينة حددتها القوانين الوضعية لتمكث فيه المرأة بالقوة الجبرية ليعاشرها زوجها بالقوة في منزلة أدني من منزلة الحيوانات
فإن رفضت هذه المرأة حكم القضاء ولم يستطع زوجها أن يسوقها كالبهيمة بقوة الشرطة إلي بيت الطاعة كما يزعمون إفقد صارت في حكم القوانين الغربية الماسونية أنها ناشز .
وما هي أهمية النشوز في شأن هذه المرأة طبقا لقوانين الطاغوت قطعا لا شئ إلا أن تسقط نفقتها عن زوجها دون أدني إشارة إلي علاقتها الشرعية مع زوجها ودون أدني مساس بشروط العقد المبرم بين الزوجين.
فمن صاحب هذه الفكرة الشيطانية ومن خلف هذه الفكرة من وجود بيت الطاعة واستدعاء المرأة بقوة القانون وبحكم القاضي وتحت سياط الشرطة إلي هذا البيت المزعوم ببيت الطاعة ؟
من الذي يريد أن يصف العلاقة الزوجية بين الأزواج بهذه الهمجية والوحشية التي ما أرادوا منها إلا وصم الإسلام بالوحشية وتكريه الناس فى تشريعاته وأحكامه
وكيف يكون الإسلام بهذه الوحشية والله عزوجل راعي علاقة الأزواج حتي المطلقة من غير دخول حيث أوصي ربنا تبارك وتعالي بعدم نسيان الفضل بين الأزواج .
قال تعالي {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)}.البقرة
فأي فضل بين زوجة طلقها زوجها بعد العقد دون أن يخلوا بها حتي يوصيهم ربهم بأن لا ينسوا الفضل بينهم ؟
وأي رحمة وأي احترام وتقدير لتلك العلاقة الزوجية التي أرادها ربنا لتكون بين الزوجين حتي بعد الطلاق
لكن شياطين الماسونية يروجون بين الناس أن الإسلام يسوق المرأة بحكم القاضي وبقوة الشرطة إلي بيت أعده لها السجان ليقضي منها وطره بالقوة وبالوحشية التي لا تقع بين الحيوانات المفترسة فإن رفضت المرأة حكموا عليها بما يسمي النشوز الذي مقتضاه هو سقوط نفقتها
فهل هذا شرع الله الذي أوحاه إلي نبيه أم أنه وصمة عار في جبين الشريعة الإسلامية التي أضافها الماسون لإرهاب النساء وتكريه الناس في دين الله وشريعته وهما والله منها براء
فليس في دين الله بيت للطاعة إنما هي من ألاعيب الماسونية قاتلهم الله أني يؤفكون
انتهي...... ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞ 2-بيت الطاعة وصمة ماسونية
في جبين الشريعة الإسلامية
أيها السادة لابد أن يعلم أن الشريعة الإسلامية هي العهد الخاتم الذي ارتضاه ربنا تبارك وتعالي ليحكم في الأرض بعدما أصاب العهد القديم والعهد الجديد ما أصابهما من التحريف والتأويل والتبديل علي يد أتباعهم من أحبار أهل الكتاب الذين لم يكونوا علي قدر الأمانة التي أوكلها الله إليهم قال تعالي( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ (44) المائدة
فلما كان هؤلاء مدلسون محرفون إنما فضحهم الله وكشف عوارهم وحذر نبيه منهم( ۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبهم (41) المائدة
فلما أذن الله بنزول العهد الخاتم المتمثل في شريعة النبي صلي الله عليه وسلم التي نسخت بقايا الحق التي كانت في العهد القديم والجديد وجاءت بالشريعة الخاتمة التي أمرت الناس بالتزامها والعمل بها إلي قيام الساعة لكن الماسون عليهم لعنة الله إنما سعوا جادين بكل ما أوتوا من قوة إلي تبديل شرع الله بالأحكام الشيطانية الغربية قاتلهم الله أني يؤفكون
فمن هذه الأحكام والتشريعات الشيطانية التي أدخلوها في شريعة الله قولهم ببيت الطاعة
فما مقصودهم وهل في شريعة الإسلام ما يعرف ببيت الطاعة؟
فأول ما يجب علي كل مسلم ومسلمة أن تتعلمه أن عقد الزواج هو عقد من عقود المعاملات الأصل فيها الإباحة وهو ينعقد بين رجلين بين الخاطب أو من ينوب عنه بالوكالة وبين ولي أمر المخطوبة أو من ينوب عنها بالوكالة
هذا العقد الذي يلزم الزوج بالصداق والنفقة والسكن المناسب لزوجته وحسن المعاشرة قال تعالي( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ)
وقال تعالي (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (7) الطلاق
نعم أيها الإخوة فقد ألزمت الشريعة الزوج أن يسكن زوجته حيث يسكن وينفق عليها وفق يساره وأن يعاملها بالمعروف فإن ساءت العلاقة بين الزوجين ووصلت إلي فسخ العقد إنما وضحت وبينت الشريعة أن من أراد أن يطلق فليطلق بالمعروف ويعطي زوجته حقوقها كاملة من نفقة متعة وصداق كامل ويصرفها إلي بيت وليها بعد انقضاء عدتها.
فإن كرهت الزوجة وأرادت الخلع إنما جعل لها المشرع أن تفتدي نفسها بالتنازل عن صداقها أو جزء منه فليطلقها زوجها طلقة بائنة فإن انقضت عدتها انصرفت إلي بيت وليها بعد أن تقبض صدقة المتعة.
وهذا هو شرع الله الحكيم فإن المرأة تمكث في بيت الزوجية الذي أعده لها طالما أنها متزوجة فإن طلقت إنما تقضي عدتها في بيت الزوجية فإن بانت البينونة الصغري إنما تركت بيت الزوجية وعادت إلي بيت وليها
فليس في دين الله بيت للطاعة تستدعي فيه المرأة بالقوة أو بحكم القاضي لتساق بقوة الشرطة إلي بيت أعده لها زوجها بمواصفات معينة حددتها القوانين الوضعية لتمكث فيه المرأة بالقوة الجبرية ليعاشرها زوجها بالقوة في منزلة أدني من منزلة الحيوانات
فإن رفضت هذه المرأة حكم القضاء ولم يستطع زوجها أن يسوقها كالبهيمة بقوة الشرطة إلي بيت الطاعة كما يزعمون إفقد صارت في حكم القوانين الغربية الماسونية أنها ناشز .
وما هي أهمية النشوز في شأن هذه المرأة طبقا لقوانين الطاغوت قطعا لا شئ إلا أن تسقط نفقتها عن زوجها دون أدني إشارة إلي علاقتها الشرعية مع زوجها ودون أدني مساس بشروط العقد المبرم بين الزوجين.
فمن صاحب هذه الفكرة الشيطانية ومن خلف هذه الفكرة من وجود بيت الطاعة واستدعاء المرأة بقوة القانون وبحكم القاضي وتحت سياط الشرطة إلي هذا البيت المزعوم ببيت الطاعة ؟
من الذي يريد أن يصف العلاقة الزوجية بين الأزواج بهذه الهمجية والوحشية التي ما أرادوا منها إلا وصم الإسلام بالوحشية وتكريه الناس فى تشريعاته وأحكامه
وكيف يكون الإسلام بهذه الوحشية والله عزوجل راعي علاقة الأزواج حتي المطلقة من غير دخول حيث أوصي ربنا تبارك وتعالي بعدم نسيان الفضل بين الأزواج .
قال تعالي ﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)﴾.البقرة
فأي فضل بين زوجة طلقها زوجها بعد العقد دون أن يخلوا بها حتي يوصيهم ربهم بأن لا ينسوا الفضل بينهم ؟
وأي رحمة وأي احترام وتقدير لتلك العلاقة الزوجية التي أرادها ربنا لتكون بين الزوجين حتي بعد الطلاق
لكن شياطين الماسونية يروجون بين الناس أن الإسلام يسوق المرأة بحكم القاضي وبقوة الشرطة إلي بيت أعده لها السجان ليقضي منها وطره بالقوة وبالوحشية التي لا تقع بين الحيوانات المفترسة فإن رفضت المرأة حكموا عليها بما يسمي النشوز الذي مقتضاه هو سقوط نفقتها
فهل هذا شرع الله الذي أوحاه إلي نبيه أم أنه وصمة عار في جبين الشريعة الإسلامية التي أضافها الماسون لإرهاب النساء وتكريه الناس في دين الله وشريعته وهما والله منها براء
فليس في دين الله بيت للطاعة إنما هي من ألاعيب الماسونية قاتلهم الله أني يؤفكون
انتهي. ❝