❞ يومًا ما - عندما أجمع المادة العلمية الكافية - سوف أكتب دراسة علمية أكاديمية رصينة عن العلاقة بين حفلات الزفاف حول حمامات السباحة وارتفاع معدلات الطلاق. لا أريد أن أكون غراب بين لكني لا أتوقع انسجام الزوجين متى رأيت أن الزفاف يُعقد حول حمام سباحة في ناد. سوف يكون بحثًا علميًا مهمًا يبلغ عدد صفحاته نحو مائتي صفحة من القطع المتوسط، وسوف تفرد له مجلة لانست العالمية عددًا كاملاً..
لكن حتى تأتي تلك اللحظة سأكتفي بسرد القصة التي جعلتني أتنبه لهذا ..
رانية كانت فاتنة كليتنا. أعتقد أن كل طالب في الكلية قد حلم بأن يعطيها زهرة .. أما الطلاب الأكثر وقاحة وثراء فكانوا يحلمون بأن تعطيهم هي زهرة ..
رانية كانت فاتنة كليتنا وكانت كذلك صديقتي .. السبب كما قالت هو إنني الإنسان المحترم الوحيد الذي لم يسبل عينيه ويعلن أنه يهيم بها. بهذه العبارة وضعت سدادة من الفلين على فمي كأنني زجاجة زيت تموين، ولم يعد واردًا بأي شكل أن أظهر لها ما أخفيه ..
في السنة النهائية تقدم لرانية عريس ثري أمضى معظم حياته في الخارج، وقد قبلت الزواج منه لأنها بالطبع لن تقبل بأي واحد من هؤلاء المتشردين زملائها في الكلية. ودعتني مع مجموعة من الأصدقاء فتيات وفتيان إلى الزفاف...
ذهبنا في الموعد المقرر إلى النادي لنجد مشهدًا من ألف ليلة وليلة.. حمام السباحة يسبح في الأضواء الملونة، على حين تطفو فوق الماء بالونات وورود.. وهناك فتيات صغيرات كالفراشات يتواثبن هنا وهناك بينما الفرقة تعزف لحنًا راقيًا ..
المشكلة الوحيدة هي الهاموش، والهاموش هي تلك الحشرة الدقيقة المزعجة التي تطير حولك وتلدغ أنفك فتعطس، أو تلدغ عينيك فتدمعا، أو تلدغ جلدك فتهرش .. لابد من الكثير من الهاموش مع مياه الحمام والإضاءة الليلية ..
كان العريس كما توقعته.. هو يفوقها سنًا بعشر سنوات على الأقل، ووغد متشكك تعلم أن كل الناس الأوغاد مثله لابد من التعامل معهم بحذر. وعندما رآنا نجلس قرب الكوشة راح ينظر لنا في كراهية .. زملاء زوجته في الكلية الذين يماثلونها عمرًا .. هؤلاء الأوغاد .. ليس منهم واحد بالطبع إلا وقد حلم بأنه تزوجها هو أو ربما حلم بما هو أسوأ ..
راح ينظر لنا في مقت شديد ولسان حاله يقول: انتهت اللعبة يا أنذال .. هذه الحسناء لي أنا وحدي وعليكم أن تعودوا لبيوتكم لتعبثوا في أنوفكم وتناموا مبكرًا .. أخيرًا جاء وقت الانصراف، وهكذا مشينا في صف لنصافح الزوجين مهنئين .. العريس يصافح كل واحد منا بينما رانية تقدمه له.. هذا ماجد وهو صديق مخلص .. تشرفنا يا سيد ماجد .. وهذا عصام وهو صديق نبيل .. تشرفنا يا سيد عصام ..
العريس يحتقن ووجهه يحمر ويحمر .. كل هؤلاء يحبونها ؟..
أخيرًا اقترب دوري فضممت سترتي وتوجهت لأصافحه، هنا اخترقت عيني تلك اللدغة من هاموشة وقحة متحمسة ..
أخرجت المنديل ومسحت عيني، لكنها ظلت تدمع بلا انقطاع وأدركت أنها بالتأكيد حمراء كالطماطم. على هذه الصورة دنوت لأصافح العريس .. عين حمراء ودموع تسيل بلا انقطاع ومنديل في يدي .. دعك من تلك الرعشة العصبية التي أصابت زاوية فمي من الألم ..
ـ""أحمد ... صديق نادر ..""
مددت يدي أصافح الرجل وأنا انشق بأنفي لأمنع المخاط من أن يسيل. رأيته يصافحني قد ازدحمت الشكوك على وجهه حتى لم يبق موضع لقدم. صديق زوجته قبل الزواج يأتي ليهنئها في حفل الزفاف دامع العينين متقرح الجفنين .. ما معنى هذا ؟
لابد أنه تذكر (ورد) زوج ليلى العامرية الذي لم يجد حلاً لحب زوجته لقيس سوى أن يقول للأخير: ""أنت حبيب القلب والزوج أنا.."" ، ولابد أنه توقع أن اصعد إلى المسرح لأغني: ""حبيبها لست وحدك .. حبيبها أنا قبلك .. وربما جئت بعدك .. وربما كنت مثلك !""
هكذا ظل يراقبني في شك مجنون ووجهه أحمر كالطماطم المغتاظة، وظلت عيناه تتبعانني حتى وأنا أبتعد .. على باب النادي نظرت فوجدته ما زال ينظر لي ..
حسن .. أنت تعرف ما حدث بعد شهرين .. لقد طلقت رانية .. لست مغرورًا فأزعم أنني كنت السبب الوحيد لكن لا تنكر أنني كنت ما يمكن تسميته (مسمار في نعش العلاقة الزوجية)..
هل السبب أنه مجنون ؟.. أم السبب هي تلك الهاموشة اللعينة ؟.. أم السبب هو حمام السباحة ؟.. لم أكون رأيًا عامًا بعد ، لكني أعدك بتقديم هذا الرأي ضمن الدراسة الأكاديمية المعقدة التي أنوي كتابتها يومًا ما عن علاقة حمامات السباحة بالطلاق.
. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ يومًا ما - عندما أجمع المادة العلمية الكافية - سوف أكتب دراسة علمية أكاديمية رصينة عن العلاقة بين حفلات الزفاف حول حمامات السباحة وارتفاع معدلات الطلاق. لا أريد أن أكون غراب بين لكني لا أتوقع انسجام الزوجين متى رأيت أن الزفاف يُعقد حول حمام سباحة في ناد. سوف يكون بحثًا علميًا مهمًا يبلغ عدد صفحاته نحو مائتي صفحة من القطع المتوسط، وسوف تفرد له مجلة لانست العالمية عددًا كاملاً.
لكن حتى تأتي تلك اللحظة سأكتفي بسرد القصة التي جعلتني أتنبه لهذا .
رانية كانت فاتنة كليتنا. أعتقد أن كل طالب في الكلية قد حلم بأن يعطيها زهرة . أما الطلاب الأكثر وقاحة وثراء فكانوا يحلمون بأن تعطيهم هي زهرة .
رانية كانت فاتنة كليتنا وكانت كذلك صديقتي . السبب كما قالت هو إنني الإنسان المحترم الوحيد الذي لم يسبل عينيه ويعلن أنه يهيم بها. بهذه العبارة وضعت سدادة من الفلين على فمي كأنني زجاجة زيت تموين، ولم يعد واردًا بأي شكل أن أظهر لها ما أخفيه .
في السنة النهائية تقدم لرانية عريس ثري أمضى معظم حياته في الخارج، وقد قبلت الزواج منه لأنها بالطبع لن تقبل بأي واحد من هؤلاء المتشردين زملائها في الكلية. ودعتني مع مجموعة من الأصدقاء فتيات وفتيان إلى الزفاف..
ذهبنا في الموعد المقرر إلى النادي لنجد مشهدًا من ألف ليلة وليلة. حمام السباحة يسبح في الأضواء الملونة، على حين تطفو فوق الماء بالونات وورود. وهناك فتيات صغيرات كالفراشات يتواثبن هنا وهناك بينما الفرقة تعزف لحنًا راقيًا .
المشكلة الوحيدة هي الهاموش، والهاموش هي تلك الحشرة الدقيقة المزعجة التي تطير حولك وتلدغ أنفك فتعطس، أو تلدغ عينيك فتدمعا، أو تلدغ جلدك فتهرش . لابد من الكثير من الهاموش مع مياه الحمام والإضاءة الليلية .
كان العريس كما توقعته. هو يفوقها سنًا بعشر سنوات على الأقل، ووغد متشكك تعلم أن كل الناس الأوغاد مثله لابد من التعامل معهم بحذر. وعندما رآنا نجلس قرب الكوشة راح ينظر لنا في كراهية . زملاء زوجته في الكلية الذين يماثلونها عمرًا . هؤلاء الأوغاد . ليس منهم واحد بالطبع إلا وقد حلم بأنه تزوجها هو أو ربما حلم بما هو أسوأ .
راح ينظر لنا في مقت شديد ولسان حاله يقول: انتهت اللعبة يا أنذال . هذه الحسناء لي أنا وحدي وعليكم أن تعودوا لبيوتكم لتعبثوا في أنوفكم وتناموا مبكرًا . أخيرًا جاء وقت الانصراف، وهكذا مشينا في صف لنصافح الزوجين مهنئين . العريس يصافح كل واحد منا بينما رانية تقدمه له. هذا ماجد وهو صديق مخلص . تشرفنا يا سيد ماجد . وهذا عصام وهو صديق نبيل . تشرفنا يا سيد عصام .
العريس يحتقن ووجهه يحمر ويحمر . كل هؤلاء يحبونها ؟.
أخيرًا اقترب دوري فضممت سترتي وتوجهت لأصافحه، هنا اخترقت عيني تلك اللدغة من هاموشة وقحة متحمسة .
أخرجت المنديل ومسحت عيني، لكنها ظلت تدمع بلا انقطاع وأدركت أنها بالتأكيد حمراء كالطماطم. على هذه الصورة دنوت لأصافح العريس . عين حمراء ودموع تسيل بلا انقطاع ومنديل في يدي . دعك من تلك الرعشة العصبية التي أصابت زاوية فمي من الألم .
ـ""أحمد .. صديق نادر .""
مددت يدي أصافح الرجل وأنا انشق بأنفي لأمنع المخاط من أن يسيل. رأيته يصافحني قد ازدحمت الشكوك على وجهه حتى لم يبق موضع لقدم. صديق زوجته قبل الزواج يأتي ليهنئها في حفل الزفاف دامع العينين متقرح الجفنين . ما معنى هذا ؟
لابد أنه تذكر (ورد) زوج ليلى العامرية الذي لم يجد حلاً لحب زوجته لقيس سوى أن يقول للأخير: ""أنت حبيب القلب والزوج أنا."" ، ولابد أنه توقع أن اصعد إلى المسرح لأغني: ""حبيبها لست وحدك . حبيبها أنا قبلك . وربما جئت بعدك . وربما كنت مثلك !""
هكذا ظل يراقبني في شك مجنون ووجهه أحمر كالطماطم المغتاظة، وظلت عيناه تتبعانني حتى وأنا أبتعد . على باب النادي نظرت فوجدته ما زال ينظر لي .
حسن . أنت تعرف ما حدث بعد شهرين . لقد طلقت رانية . لست مغرورًا فأزعم أنني كنت السبب الوحيد لكن لا تنكر أنني كنت ما يمكن تسميته (مسمار في نعش العلاقة الزوجية).
هل السبب أنه مجنون ؟. أم السبب هي تلك الهاموشة اللعينة ؟. أم السبب هو حمام السباحة ؟. لم أكون رأيًا عامًا بعد ، لكني أعدك بتقديم هذا الرأي ضمن الدراسة الأكاديمية المعقدة التي أنوي كتابتها يومًا ما عن علاقة حمامات السباحة بالطلاق. ❝
❞ في بعض الأحيان نسمع تلك الجملة:
لقد تغيرت
ويصاحبها هذا التعبير الذي يوحي بالأسف والندم.
لماذا؟
لماذا يستاء الناس من التغيير؟
لماذا يرونه سيئًا؟
حتى وإن كان للأفضل
وإن رأوا أنه سيئ
لكنه في حقيقة الأمر تغيير نحو الأفضل
إذ إن تلك التجربة وهذا الألم إذا خرجتَ منه خالي الوفاض فهناك شيء ما يستدعي التوقف
أي إنك تقريبًا لم تتعلم منه أي شيء
وأنا شخصيًّا لا أؤمن بذلك
أي مشاعر سلبية- كما يطلق عليها البعض -وبالمناسبة أنا لا أحب أن أطلق عليها هذا اللفظ- تلك المشاعر التي تسمى
ألم
حزن
إحباط
فشل
غضب
وهكذا
تلك المشاعر هي التي ستعلمك
المشاعر الأخرى
مثل السعادة ..والرضا.. وغيرها، ستتعلم منها أيضًا لكن ليس بتلك الصورة التي يغيرك فيها النوع الأول من المشاعر
مَن مِنَّا لم يتعرض لألم أو فشل في حياته
مَن مِنَّا لم يواجه تحديات أو صعوبات في طريقه
حتى وإن كانت أشياء بسيطة بالنسبة للبعض
إلا أنها جعلتك تتألم في النهاية
هذه المشاعر وتلك التجارب نخرج منها بعد مرور الأزمة وكأننا ولدنا من جديد
أو نخرج أقوى.
البعض لا يخرج يظل عالقًا
لأسباب كثيرة
منها الظروف القاسية التي ما زالت تحاصره أو قدرته على تقبل الواقع المؤلم كانت ضئيلة
أو أن مقاومته كانت ضعيفة
المهم أنه مؤكد خرج من التجربة بشيء ما تعلمه عن نفسه أو عن الآخرين ..حتى وإن كان ما زال عالقًا لم يتجاوز الأزمة بعد
لذلك عندما نقول كلمة تغيير لا يجب أن نخاف أو نهرب أو نلوم أنفسنا
طبيعي أن نبحث عن ذواتنا القديمة التي افتقدناها.
لكن تخيل معي
وأنت هنا في مكانتك العلمية والعملية والاجتماعية كم مرة اشتقت لأيام طفولتك؟
كم مرة اشتقت لمدرستك الثانوية أو الإعدادية وتمنيت أن يعود بك الزمن مرة أخرى إلى هناك
حسنا فلتتخيل أنك ركبت آلة الزمن وذهبت إلى هناك الآن،
فما شعورك؟
سعيد
نعم أنت سعيد للغاية؛ لأنك ذهبت إلى طفولتك
حيث أصدقائك في الصف
والدتك تهتم بك وتحضر لك الطعام
تحتضنك قبل أن تغادر البيت للمدرسة
تمكث هناك يومًا أو اثنين أو حتى شهر
أنت هناك الآن لكن بنفس عمرك الحالي ..بنفس تفكيرك..مشاعرك واحتياجاتك الآن
هل تشعر بالسعادة حقًّا
هل تستمتع؟
من الممكن أن تستمتع لفترة قصيرة
لكن هل تستطيع أن تظل هناك بقية عمرك؟
أشك
لماذا؟
لأن تلك المرحلة كانت في زمان ومكان محددين
كانت ضرورية في وقت معين
لكنها الآن أصبحت ذكرى
ذكرى جميلة تعلمت منها وبدونها لم تكن لتصل إلى المرحلة التي أنت فيها الآن
كذلك عملية التغيير
تكون في مرحلة معينة تتعرض لمواقف قد تكون مؤلمة ومحبطة تتخطاها وتدخل في مرحلة أخرى
بعد أن تتخطاها تتعلم منها شيئًا عن نفسك أو عن الآخر أو عن الحياة عمومًا
تنظر إلى الحياة بمنظور مختلف
وقد تتغير نظرتك لأمور كثيرة
قد تنزع عنك معتقدات بأكملها
وتعتنق معتقدات غيرها
لدرجة أن بعض التجارب قد تجعلك تغير أفكارك بل تنسفها نسفًا
لذلك ليس كل تغيير هو أمر سيئ
لماذا يرتبط في أذهاننا أن الشخص الفلاني قد تغير أي إنه بذلك أصبح سيئًا
ماذا لو تغير للأفضل
وليس بالضرورة أن يكون هذا الأفضل هو أفضل لك
يكفي أن يكون أفضل بالنسبة له
-وماذا عنك أنت؟
- تغيرت؟
- نعم تغيرت للأسوأ
- من قال لك أنه أسوأ
- لا أعلم لكنني لم أعد كما كنت
أبحث عن روحي القديمة ولا أجدها
- حسنًا ألا ترى ذلك أمرًا طبيعيًّا؟
أنت في مرحلة أخرى في حياتك
لو مرت عليك سنة أو عدة أشهر ولم تتغير مطلقًا يجب أن تعيد التفكير في نفسك مرة أخرى
كيف يمر عام من عمرك اثنتا عشر شهرًا ولا يضيف لك ذلك أي شيء على شخصيتك ولم تتعلم فيه أي شيء
تلك الأشياء الصغيرة
تلك الحجارة الصغيرة التي تتجمع لتبني الجبل وتلك الحجارة التي تجمعت لبناء الهرم مؤكد أن لها مهمة كبيرة وإلا لما كان الهرم وما كان الجبل
هذه الأشياء الصغيرة التي تحدث لك كل يوم
المواقف التي تمر بها في العمل
في الشارع
في المنزل
مع أبنائك
مع شريكك
كل موقف منهم يوضع في الذاكرة ولا ينفك عنها ما حييت
وعندما يأتي الوقت المناسب لاستخراجه تتصرف على طبيعتك
لأن كل تلك المواقف هي التي قامت ببنائك
هي التي كونت شخصيتك
تلك المواقف هي أنت ببساطة
فلماذا تهرب منها؟
ولماذا تشعر بالعار حيالها؟
يجب أن تشعر بالفخر تجاه كل تلك الإنجازات
فأنت والد ناجح
موظف أو مدير شركة ناجح
شخص صالح وربما مُصلح لمن حوله في المجتمع
لذلك يجب أن تفخر بنفسك
وفخرك بذاتك حتى لو كانت إنجازاتك بسيطة في وجهة نظرك، فتذكر أنها مثل الحجر الصغير الذي هو وحدة أساس الجبل وبدونه لن يكون الجبل
احترم المرحلة التي تعيش فيها الآن
احترم التغيرات التي طرأت عليك
وقدِّر التغيير الذي حدث لك
كن ممتنًا لكل موقف حدث تعلمت منه
كن ممتنًا لله أن وضعك في ذلك كي تتعلم منه يومًا بعد يوم، وأنه لولا تلك المحنة لما تعلمت هذا أو ذاك، وأنه منحك القوة لتتخطى كل ذلك بمفردك ربما
كن ممتنًا لنفسك وافخر بها أن تخطت كل ذلك رغم أنه لو عاد بك الزمن مرة أخرى وسألك أحدهم ماذا ستفعل إن تعرضت لمثل تلك المواقف، كدت تقسم أنك لا تستطيع أن تتحمل مثل تلك الصدمات
لكنك ويا للعجب
مررت بها
بل وخرجت منها وأنت ما زلت على قدمك
نعم أسمع البعض يخبرني: أنا لست على قدمي
لقد خرجت منها أعرجًا
أو كسرت ساقي
هل هذا أمر جيد؟
بالطبع ليس بالأمر الجيد
لأنك تألمت كثيرًا خلال رحلتك للتعافي والتعود على شكل ساقك فى وضعها الجديد أو التعود على عدم وجودها
لكن ماذا حدث لك بعد التجربة؟
بلا قدم أو قدم عرجاء
لكن هل حدث تغيير في شخصيتك
في نظر للأمور
في نظرتك للحياة
هل ازداد وعيك
هل أصبح نضجك أعلى
هل تعلمت شيئًا من تلك التجربة الأليمة
أم أنك ما زلت كما أنت؟
إذا وجدت ذلك فلابد أن تجلس بعض الوقت بمفردك لتتفكر في ذلك
ماذا تعلمت من ألمى
ماذا تعلمت من الفشل والسقوط
هل تركت نفسي هكذا أذهب وأجيئ مع الريح وأن تقذف بي في أي مكان؟
أم أنني كنت أصارعها
حتى وإن كانت قوتها أعلى؟
أم أنني أخفضت رأسي لها حتى تمر في سلام، وفي هذا الانخفاض ألم وتعلم في وقت واحد
يجب أن تجلس بمفردك بورقة وقلم لتراجع ما حدث لك
وما الذي تعلمته
بعيدًا عما تريد أن تقوم به وعن مخططاتك في الحياة، فذاك أمر حتمي لا بد وأن تقوم به حتى ولو كنت مضطرًا؛ لأن الواقع الخارجي يفرض عليك السعي والاستمرار فيه، لكن مراجعة أفكارك لن يقوم بها غيرك، ولن يدفعك دفعًا لها إلا أنت. ❝ ⏤فاطمه المهدى
❞ في بعض الأحيان نسمع تلك الجملة:
لقد تغيرت
ويصاحبها هذا التعبير الذي يوحي بالأسف والندم.
لماذا؟
لماذا يستاء الناس من التغيير؟
لماذا يرونه سيئًا؟
حتى وإن كان للأفضل
وإن رأوا أنه سيئ
لكنه في حقيقة الأمر تغيير نحو الأفضل
إذ إن تلك التجربة وهذا الألم إذا خرجتَ منه خالي الوفاض فهناك شيء ما يستدعي التوقف
أي إنك تقريبًا لم تتعلم منه أي شيء
وأنا شخصيًّا لا أؤمن بذلك
أي مشاعر سلبية- كما يطلق عليها البعض -وبالمناسبة أنا لا أحب أن أطلق عليها هذا اللفظ- تلك المشاعر التي تسمى
ألم
حزن
إحباط
فشل
غضب
وهكذا
تلك المشاعر هي التي ستعلمك
المشاعر الأخرى
مثل السعادة .والرضا. وغيرها، ستتعلم منها أيضًا لكن ليس بتلك الصورة التي يغيرك فيها النوع الأول من المشاعر
مَن مِنَّا لم يتعرض لألم أو فشل في حياته
مَن مِنَّا لم يواجه تحديات أو صعوبات في طريقه
حتى وإن كانت أشياء بسيطة بالنسبة للبعض
إلا أنها جعلتك تتألم في النهاية
هذه المشاعر وتلك التجارب نخرج منها بعد مرور الأزمة وكأننا ولدنا من جديد
أو نخرج أقوى.
البعض لا يخرج يظل عالقًا
لأسباب كثيرة
منها الظروف القاسية التي ما زالت تحاصره أو قدرته على تقبل الواقع المؤلم كانت ضئيلة
أو أن مقاومته كانت ضعيفة
المهم أنه مؤكد خرج من التجربة بشيء ما تعلمه عن نفسه أو عن الآخرين .حتى وإن كان ما زال عالقًا لم يتجاوز الأزمة بعد
لذلك عندما نقول كلمة تغيير لا يجب أن نخاف أو نهرب أو نلوم أنفسنا
طبيعي أن نبحث عن ذواتنا القديمة التي افتقدناها.
لكن تخيل معي
وأنت هنا في مكانتك العلمية والعملية والاجتماعية كم مرة اشتقت لأيام طفولتك؟
كم مرة اشتقت لمدرستك الثانوية أو الإعدادية وتمنيت أن يعود بك الزمن مرة أخرى إلى هناك
حسنا فلتتخيل أنك ركبت آلة الزمن وذهبت إلى هناك الآن،
فما شعورك؟
سعيد
نعم أنت سعيد للغاية؛ لأنك ذهبت إلى طفولتك
حيث أصدقائك في الصف
والدتك تهتم بك وتحضر لك الطعام
تحتضنك قبل أن تغادر البيت للمدرسة
تمكث هناك يومًا أو اثنين أو حتى شهر
أنت هناك الآن لكن بنفس عمرك الحالي .بنفس تفكيرك.مشاعرك واحتياجاتك الآن
هل تشعر بالسعادة حقًّا
هل تستمتع؟
من الممكن أن تستمتع لفترة قصيرة
لكن هل تستطيع أن تظل هناك بقية عمرك؟
أشك
لماذا؟
لأن تلك المرحلة كانت في زمان ومكان محددين
كانت ضرورية في وقت معين
لكنها الآن أصبحت ذكرى
ذكرى جميلة تعلمت منها وبدونها لم تكن لتصل إلى المرحلة التي أنت فيها الآن
كذلك عملية التغيير
تكون في مرحلة معينة تتعرض لمواقف قد تكون مؤلمة ومحبطة تتخطاها وتدخل في مرحلة أخرى
بعد أن تتخطاها تتعلم منها شيئًا عن نفسك أو عن الآخر أو عن الحياة عمومًا
تنظر إلى الحياة بمنظور مختلف
وقد تتغير نظرتك لأمور كثيرة
قد تنزع عنك معتقدات بأكملها
وتعتنق معتقدات غيرها
لدرجة أن بعض التجارب قد تجعلك تغير أفكارك بل تنسفها نسفًا
لذلك ليس كل تغيير هو أمر سيئ
لماذا يرتبط في أذهاننا أن الشخص الفلاني قد تغير أي إنه بذلك أصبح سيئًا
ماذا لو تغير للأفضل
وليس بالضرورة أن يكون هذا الأفضل هو أفضل لك
يكفي أن يكون أفضل بالنسبة له
- وماذا عنك أنت؟
- تغيرت؟
- نعم تغيرت للأسوأ
- من قال لك أنه أسوأ
- لا أعلم لكنني لم أعد كما كنت
أبحث عن روحي القديمة ولا أجدها
- حسنًا ألا ترى ذلك أمرًا طبيعيًّا؟
أنت في مرحلة أخرى في حياتك
لو مرت عليك سنة أو عدة أشهر ولم تتغير مطلقًا يجب أن تعيد التفكير في نفسك مرة أخرى
كيف يمر عام من عمرك اثنتا عشر شهرًا ولا يضيف لك ذلك أي شيء على شخصيتك ولم تتعلم فيه أي شيء
تلك الأشياء الصغيرة
تلك الحجارة الصغيرة التي تتجمع لتبني الجبل وتلك الحجارة التي تجمعت لبناء الهرم مؤكد أن لها مهمة كبيرة وإلا لما كان الهرم وما كان الجبل
هذه الأشياء الصغيرة التي تحدث لك كل يوم
المواقف التي تمر بها في العمل
في الشارع
في المنزل
مع أبنائك
مع شريكك
كل موقف منهم يوضع في الذاكرة ولا ينفك عنها ما حييت
وعندما يأتي الوقت المناسب لاستخراجه تتصرف على طبيعتك
لأن كل تلك المواقف هي التي قامت ببنائك
هي التي كونت شخصيتك
تلك المواقف هي أنت ببساطة
فلماذا تهرب منها؟
ولماذا تشعر بالعار حيالها؟
يجب أن تشعر بالفخر تجاه كل تلك الإنجازات
فأنت والد ناجح
موظف أو مدير شركة ناجح
شخص صالح وربما مُصلح لمن حوله في المجتمع
لذلك يجب أن تفخر بنفسك
وفخرك بذاتك حتى لو كانت إنجازاتك بسيطة في وجهة نظرك، فتذكر أنها مثل الحجر الصغير الذي هو وحدة أساس الجبل وبدونه لن يكون الجبل
احترم المرحلة التي تعيش فيها الآن
احترم التغيرات التي طرأت عليك
وقدِّر التغيير الذي حدث لك
كن ممتنًا لكل موقف حدث تعلمت منه
كن ممتنًا لله أن وضعك في ذلك كي تتعلم منه يومًا بعد يوم، وأنه لولا تلك المحنة لما تعلمت هذا أو ذاك، وأنه منحك القوة لتتخطى كل ذلك بمفردك ربما
كن ممتنًا لنفسك وافخر بها أن تخطت كل ذلك رغم أنه لو عاد بك الزمن مرة أخرى وسألك أحدهم ماذا ستفعل إن تعرضت لمثل تلك المواقف، كدت تقسم أنك لا تستطيع أن تتحمل مثل تلك الصدمات
لكنك ويا للعجب
مررت بها
بل وخرجت منها وأنت ما زلت على قدمك
نعم أسمع البعض يخبرني: أنا لست على قدمي
لقد خرجت منها أعرجًا
أو كسرت ساقي
هل هذا أمر جيد؟
بالطبع ليس بالأمر الجيد
لأنك تألمت كثيرًا خلال رحلتك للتعافي والتعود على شكل ساقك فى وضعها الجديد أو التعود على عدم وجودها
لكن ماذا حدث لك بعد التجربة؟
بلا قدم أو قدم عرجاء
لكن هل حدث تغيير في شخصيتك
في نظر للأمور
في نظرتك للحياة
هل ازداد وعيك
هل أصبح نضجك أعلى
هل تعلمت شيئًا من تلك التجربة الأليمة
أم أنك ما زلت كما أنت؟
إذا وجدت ذلك فلابد أن تجلس بعض الوقت بمفردك لتتفكر في ذلك
ماذا تعلمت من ألمى
ماذا تعلمت من الفشل والسقوط
هل تركت نفسي هكذا أذهب وأجيئ مع الريح وأن تقذف بي في أي مكان؟
أم أنني كنت أصارعها
حتى وإن كانت قوتها أعلى؟
أم أنني أخفضت رأسي لها حتى تمر في سلام، وفي هذا الانخفاض ألم وتعلم في وقت واحد
يجب أن تجلس بمفردك بورقة وقلم لتراجع ما حدث لك
وما الذي تعلمته
بعيدًا عما تريد أن تقوم به وعن مخططاتك في الحياة، فذاك أمر حتمي لا بد وأن تقوم به حتى ولو كنت مضطرًا؛ لأن الواقع الخارجي يفرض عليك السعي والاستمرار فيه، لكن مراجعة أفكارك لن يقوم بها غيرك، ولن يدفعك دفعًا لها إلا أنت. ❝
❞ 2-بيت الطاعة وصمة ماسونية
في جبين الشريعة الإسلامية
أيها السادة لابد أن يعلم أن الشريعة الإسلامية هي العهد الخاتم الذي ارتضاه ربنا تبارك وتعالي ليحكم في الأرض بعدما أصاب العهد القديم والعهد الجديد ما أصابهما من التحريف والتأويل والتبديل علي يد أتباعهم من أحبار أهل الكتاب الذين لم يكونوا علي قدر الأمانة التي أوكلها الله إليهم قال تعالي( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ (44) المائدة
فلما كان هؤلاء مدلسون محرفون إنما فضحهم الله وكشف عوارهم وحذر نبيه منهم( ۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبهم (41) المائدة
فلما أذن الله بنزول العهد الخاتم المتمثل في شريعة النبي صلي الله عليه وسلم التي نسخت بقايا الحق التي كانت في العهد القديم والجديد وجاءت بالشريعة الخاتمة التي أمرت الناس بالتزامها والعمل بها إلي قيام الساعة لكن الماسون عليهم لعنة الله إنما سعوا جادين بكل ما أوتوا من قوة إلي تبديل شرع الله بالأحكام الشيطانية الغربية قاتلهم الله أني يؤفكون
فمن هذه الأحكام والتشريعات الشيطانية التي أدخلوها في شريعة الله قولهم ببيت الطاعة
فما مقصودهم وهل في شريعة الإسلام ما يعرف ببيت الطاعة؟
فأول ما يجب علي كل مسلم ومسلمة أن تتعلمه أن عقد الزواج هو عقد من عقود المعاملات الأصل فيها الإباحة وهو ينعقد بين رجلين بين الخاطب أو من ينوب عنه بالوكالة وبين ولي أمر المخطوبة أو من ينوب عنها بالوكالة
هذا العقد الذي يلزم الزوج بالصداق والنفقة والسكن المناسب لزوجته وحسن المعاشرة قال تعالي( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ)
وقال تعالي (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (7) الطلاق
نعم أيها الإخوة فقد ألزمت الشريعة الزوج أن يسكن زوجته حيث يسكن وينفق عليها وفق يساره وأن يعاملها بالمعروف فإن ساءت العلاقة بين الزوجين ووصلت إلي فسخ العقد إنما وضحت وبينت الشريعة أن من أراد أن يطلق فليطلق بالمعروف ويعطي زوجته حقوقها كاملة من نفقة متعة وصداق كامل ويصرفها إلي بيت وليها بعد انقضاء عدتها.
فإن كرهت الزوجة وأرادت الخلع إنما جعل لها المشرع أن تفتدي نفسها بالتنازل عن صداقها أو جزء منه فليطلقها زوجها طلقة بائنة فإن انقضت عدتها انصرفت إلي بيت وليها بعد أن تقبض صدقة المتعة.
وهذا هو شرع الله الحكيم فإن المرأة تمكث في بيت الزوجية الذي أعده لها طالما أنها متزوجة فإن طلقت إنما تقضي عدتها في بيت الزوجية فإن بانت البينونة الصغري إنما تركت بيت الزوجية وعادت إلي بيت وليها
فليس في دين الله بيت للطاعة تستدعي فيه المرأة بالقوة أو بحكم القاضي لتساق بقوة الشرطة إلي بيت أعده لها زوجها بمواصفات معينة حددتها القوانين الوضعية لتمكث فيه المرأة بالقوة الجبرية ليعاشرها زوجها بالقوة في منزلة أدني من منزلة الحيوانات
فإن رفضت هذه المرأة حكم القضاء ولم يستطع زوجها أن يسوقها كالبهيمة بقوة الشرطة إلي بيت الطاعة كما يزعمون إفقد صارت في حكم القوانين الغربية الماسونية أنها ناشز .
وما هي أهمية النشوز في شأن هذه المرأة طبقا لقوانين الطاغوت قطعا لا شئ إلا أن تسقط نفقتها عن زوجها دون أدني إشارة إلي علاقتها الشرعية مع زوجها ودون أدني مساس بشروط العقد المبرم بين الزوجين.
فمن صاحب هذه الفكرة الشيطانية ومن خلف هذه الفكرة من وجود بيت الطاعة واستدعاء المرأة بقوة القانون وبحكم القاضي وتحت سياط الشرطة إلي هذا البيت المزعوم ببيت الطاعة ؟
من الذي يريد أن يصف العلاقة الزوجية بين الأزواج بهذه الهمجية والوحشية التي ما أرادوا منها إلا وصم الإسلام بالوحشية وتكريه الناس فى تشريعاته وأحكامه
وكيف يكون الإسلام بهذه الوحشية والله عزوجل راعي علاقة الأزواج حتي المطلقة من غير دخول حيث أوصي ربنا تبارك وتعالي بعدم نسيان الفضل بين الأزواج .
قال تعالي {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)}.البقرة
فأي فضل بين زوجة طلقها زوجها بعد العقد دون أن يخلوا بها حتي يوصيهم ربهم بأن لا ينسوا الفضل بينهم ؟
وأي رحمة وأي احترام وتقدير لتلك العلاقة الزوجية التي أرادها ربنا لتكون بين الزوجين حتي بعد الطلاق
لكن شياطين الماسونية يروجون بين الناس أن الإسلام يسوق المرأة بحكم القاضي وبقوة الشرطة إلي بيت أعده لها السجان ليقضي منها وطره بالقوة وبالوحشية التي لا تقع بين الحيوانات المفترسة فإن رفضت المرأة حكموا عليها بما يسمي النشوز الذي مقتضاه هو سقوط نفقتها
فهل هذا شرع الله الذي أوحاه إلي نبيه أم أنه وصمة عار في جبين الشريعة الإسلامية التي أضافها الماسون لإرهاب النساء وتكريه الناس في دين الله وشريعته وهما والله منها براء
فليس في دين الله بيت للطاعة إنما هي من ألاعيب الماسونية قاتلهم الله أني يؤفكون
انتهي...... ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞ 2-بيت الطاعة وصمة ماسونية
في جبين الشريعة الإسلامية
أيها السادة لابد أن يعلم أن الشريعة الإسلامية هي العهد الخاتم الذي ارتضاه ربنا تبارك وتعالي ليحكم في الأرض بعدما أصاب العهد القديم والعهد الجديد ما أصابهما من التحريف والتأويل والتبديل علي يد أتباعهم من أحبار أهل الكتاب الذين لم يكونوا علي قدر الأمانة التي أوكلها الله إليهم قال تعالي( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ (44) المائدة
فلما كان هؤلاء مدلسون محرفون إنما فضحهم الله وكشف عوارهم وحذر نبيه منهم( ۞ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبهم (41) المائدة
فلما أذن الله بنزول العهد الخاتم المتمثل في شريعة النبي صلي الله عليه وسلم التي نسخت بقايا الحق التي كانت في العهد القديم والجديد وجاءت بالشريعة الخاتمة التي أمرت الناس بالتزامها والعمل بها إلي قيام الساعة لكن الماسون عليهم لعنة الله إنما سعوا جادين بكل ما أوتوا من قوة إلي تبديل شرع الله بالأحكام الشيطانية الغربية قاتلهم الله أني يؤفكون
فمن هذه الأحكام والتشريعات الشيطانية التي أدخلوها في شريعة الله قولهم ببيت الطاعة
فما مقصودهم وهل في شريعة الإسلام ما يعرف ببيت الطاعة؟
فأول ما يجب علي كل مسلم ومسلمة أن تتعلمه أن عقد الزواج هو عقد من عقود المعاملات الأصل فيها الإباحة وهو ينعقد بين رجلين بين الخاطب أو من ينوب عنه بالوكالة وبين ولي أمر المخطوبة أو من ينوب عنها بالوكالة
هذا العقد الذي يلزم الزوج بالصداق والنفقة والسكن المناسب لزوجته وحسن المعاشرة قال تعالي( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ)
وقال تعالي (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (7) الطلاق
نعم أيها الإخوة فقد ألزمت الشريعة الزوج أن يسكن زوجته حيث يسكن وينفق عليها وفق يساره وأن يعاملها بالمعروف فإن ساءت العلاقة بين الزوجين ووصلت إلي فسخ العقد إنما وضحت وبينت الشريعة أن من أراد أن يطلق فليطلق بالمعروف ويعطي زوجته حقوقها كاملة من نفقة متعة وصداق كامل ويصرفها إلي بيت وليها بعد انقضاء عدتها.
فإن كرهت الزوجة وأرادت الخلع إنما جعل لها المشرع أن تفتدي نفسها بالتنازل عن صداقها أو جزء منه فليطلقها زوجها طلقة بائنة فإن انقضت عدتها انصرفت إلي بيت وليها بعد أن تقبض صدقة المتعة.
وهذا هو شرع الله الحكيم فإن المرأة تمكث في بيت الزوجية الذي أعده لها طالما أنها متزوجة فإن طلقت إنما تقضي عدتها في بيت الزوجية فإن بانت البينونة الصغري إنما تركت بيت الزوجية وعادت إلي بيت وليها
فليس في دين الله بيت للطاعة تستدعي فيه المرأة بالقوة أو بحكم القاضي لتساق بقوة الشرطة إلي بيت أعده لها زوجها بمواصفات معينة حددتها القوانين الوضعية لتمكث فيه المرأة بالقوة الجبرية ليعاشرها زوجها بالقوة في منزلة أدني من منزلة الحيوانات
فإن رفضت هذه المرأة حكم القضاء ولم يستطع زوجها أن يسوقها كالبهيمة بقوة الشرطة إلي بيت الطاعة كما يزعمون إفقد صارت في حكم القوانين الغربية الماسونية أنها ناشز .
وما هي أهمية النشوز في شأن هذه المرأة طبقا لقوانين الطاغوت قطعا لا شئ إلا أن تسقط نفقتها عن زوجها دون أدني إشارة إلي علاقتها الشرعية مع زوجها ودون أدني مساس بشروط العقد المبرم بين الزوجين.
فمن صاحب هذه الفكرة الشيطانية ومن خلف هذه الفكرة من وجود بيت الطاعة واستدعاء المرأة بقوة القانون وبحكم القاضي وتحت سياط الشرطة إلي هذا البيت المزعوم ببيت الطاعة ؟
من الذي يريد أن يصف العلاقة الزوجية بين الأزواج بهذه الهمجية والوحشية التي ما أرادوا منها إلا وصم الإسلام بالوحشية وتكريه الناس فى تشريعاته وأحكامه
وكيف يكون الإسلام بهذه الوحشية والله عزوجل راعي علاقة الأزواج حتي المطلقة من غير دخول حيث أوصي ربنا تبارك وتعالي بعدم نسيان الفضل بين الأزواج .
قال تعالي ﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)﴾.البقرة
فأي فضل بين زوجة طلقها زوجها بعد العقد دون أن يخلوا بها حتي يوصيهم ربهم بأن لا ينسوا الفضل بينهم ؟
وأي رحمة وأي احترام وتقدير لتلك العلاقة الزوجية التي أرادها ربنا لتكون بين الزوجين حتي بعد الطلاق
لكن شياطين الماسونية يروجون بين الناس أن الإسلام يسوق المرأة بحكم القاضي وبقوة الشرطة إلي بيت أعده لها السجان ليقضي منها وطره بالقوة وبالوحشية التي لا تقع بين الحيوانات المفترسة فإن رفضت المرأة حكموا عليها بما يسمي النشوز الذي مقتضاه هو سقوط نفقتها
فهل هذا شرع الله الذي أوحاه إلي نبيه أم أنه وصمة عار في جبين الشريعة الإسلامية التي أضافها الماسون لإرهاب النساء وتكريه الناس في دين الله وشريعته وهما والله منها براء
فليس في دين الله بيت للطاعة إنما هي من ألاعيب الماسونية قاتلهم الله أني يؤفكون
انتهي. ❝