❞ أحيانًا تأتيك الترضية بطريقة لا تتوقعها. مثل تلك الطفلة الفقيرة الحافية التي قمت بخياطة جرح كبير في جبهتها، والتأم الجرح جيدًا ... هكذا جاءت بعد أسبوع إلي العيادة حاملة كوزا من الذرة المشوية قائلة لي :
ـ'اتسضل!'
وانصرفت !... تأملت كوز الذرة ... تذكرت كلمات برنارد شو عن أن المرء قد ينال أعلي الأجور لكن من النادر أن يعطيه شخص كل ما يملك .. من الواضح أن هذا كل ما تملكه الطفلة ومعني ذلك أن هذا أعلي أجر نلته في حياتي .. التهمت الكوز في نهم وأعتقد أنه ألذ كوز ذرة أكلته في حياتي. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ أحيانًا تأتيك الترضية بطريقة لا تتوقعها. مثل تلك الطفلة الفقيرة الحافية التي قمت بخياطة جرح كبير في جبهتها، والتأم الجرح جيدًا .. هكذا جاءت بعد أسبوع إلي العيادة حاملة كوزا من الذرة المشوية قائلة لي :
ـ'اتسضل!'
وانصرفت !.. تأملت كوز الذرة .. تذكرت كلمات برنارد شو عن أن المرء قد ينال أعلي الأجور لكن من النادر أن يعطيه شخص كل ما يملك . من الواضح أن هذا كل ما تملكه الطفلة ومعني ذلك أن هذا أعلي أجر نلته في حياتي . التهمت الكوز في نهم وأعتقد أنه ألذ كوز ذرة أكلته في حياتي. ❝
❞ اقتباس من كتاب
ضياع الدين في
التعبد بحديث موضوع
والاغترار بلفظ مصنوع
بقلم د محمد عمر
جبر الخواطر من الألفاظ المصنوعة التي
ليس لها وجود في كتاب الله وسنة رسوله
ومن الاغترار بلفظ مصنوع ما قاله الشيخ الشعراوي عن جبر الخواطر فتارة يقولون ان جبر الخواطر عبادة وتارة يقولون انها خلق عظيم من أخلاق رسول الله ونحن نسألهم في اي اية من آيات القراءن الكريم ذكر لفظ جبر الخواطر؟
ولا يحتج علينا كل جاهل بقول الله تعالي في سورة الضحى في قوله( فاما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر )
فهذه من أوامر الله تعالي لنبيه في شان الرفق بالايتام كما قال ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما واسيرا فلو قال الله تعالي ويجبرون خواطر اليتيم والمسكين والاسير لقلنا نعم
- وعن أَبي موسى قال: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: عُودُوا المَرِيضَ، وَأَطْعِمُوا الجَائعَ، وفَكُّوا العَاني رواه البخاري.
5/898- وعن ثوبان ، عن النبي ﷺ قَالَ: إنَّ المُسْلِمَ إِذَا عَادَ أخَاهُ المُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ في خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ، قِيلَ: يَا رَسولَ الله، وَمَا خُرْفَةُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: جَنَاها رواه مسلم.
6/899- وعن عليٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقُولُ: مَا مِنْ مُسْلِم يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ في الْجَنَّةِ رواه الترمِذِي وقال: حديثٌ حسنٌ.
7/900- وعن أَنسٍ قَالَ: كانَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُم النَّبيَّ ﷺ، فمَرِضَ، فأَتَاهُ النَّبِيُّ ﷺ يعُودهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فقالَ لَهُ: أَسْلِمْ، فنَظَرَ إِلى أَبِيهِ وهُو عِنْدَهُ، فَقَالَ: أَطِعْ أَبا الْقاسِمِ، فَأَسْلَم، فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ وَهُوَ يقولُ: الحَمْدُ للَّهِ الَّذي أَنْقَذهُ مِنَ النَّارِ رواه البخاري.
وقد بين الشيخ بن باز رحمه الله في شرح هذه الأحاديث .
ما فيها من الفضل العظيم في الآخرة باعتبارها من محاسن الأخلاق فقال
فهذه الأحاديث فيها الحثّ والتَّحريض على عيادة المرضى، والمسلمون فيما بينهم حقٌّ عليهم أن يعود صحيحُهم مريضَهم، وأن يتعاونوا على البر والتَّقوى، وأن يتواصوا بالحق، ولهذا قال ﷺ: عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكُّوا العاني يعني: الأسير، فالواجب على المسلمين فيما بينهم: أن يتواصوا بالحق، ويتناصحوا، وأن يعودوا مرضاهم، وأن يفكّوا أسراهم، وأن يُطعموا جائعَهم، هكذا شرع الله جلَّ وعلا لعباده، فينبغي للمؤمن أن يعتني بهذا الأمر، ويحرص عليه.
ويقول ﷺ: مَن عاد أخاه فإنه يمشي في جنى الجنة يعني: في ثمرها، يجني جناها في سيره وذهابه إلى أخيه وعوده منه.
فأنت يا عبدالله في خيرٍ عظيم في ذهابك وسعيك إلى زيارة أخيك، لم تزل في خرفة الجنة حتى ترجع من سيرك إلى أخيك.
وكان عنده عليه الصلاة والسلام خادم يهودي، فمرض، فعاده النبيُّ ﷺ، وقال له: أَسْلِمْ، فقال له أبوه: أَطِعْ أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبيُّ ﷺ وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار، فهذا من أسباب عيادة المرضى، وهو أنك قد تُرشده وتنصحه وتُوجهه إلى الخير، فيهديه الله بسببك.
فالسنة للمسلمين فيما بينهم أن يعودوا مرضاهم، وإن كانوا غير أقارب: من الجيران والإخوة.
كذلك حديث ........... ذكره ابنُ القيم رحمه الله في بعض كتبه، وفيه بعض الكلام، ولكن أحاديث فضل العيادة كثيرة تُغني عنه.
والخلاصة انه لم يذكر لفظ جبر الخواطر هذا ابدا في كتاب الله ولا في صحيح سنة رسول الله
فما ذكر هذا اللفظ المصطنع الي في القرن العشرين علي لسان الشيخ الشعراوي وتلقاه عنه من ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء
فما جاء هذا اللفظ المصطنع الي بين أهل الفن والفسق والغناء كما قال قائلهم جبر الخواطر علي الله مش طالب منك غير طله
فما أمر النبي باطعام الفقراء من اجل جبر خاطرهم ولا عيادة المرضي جبرا للخواطر ولا فك الاسري جبرا لخاطرهم
انما هذا من الألفاظ المصنوعة التي لا ينبغي أن نستبدلها بالألفاظ الشرعية وفق ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله الكريم
انتهي...... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ اقتباس من كتاب
ضياع الدين في
التعبد بحديث موضوع
والاغترار بلفظ مصنوع
بقلم د محمد عمر
جبر الخواطر من الألفاظ المصنوعة التي
ليس لها وجود في كتاب الله وسنة رسوله
ومن الاغترار بلفظ مصنوع ما قاله الشيخ الشعراوي عن جبر الخواطر فتارة يقولون ان جبر الخواطر عبادة وتارة يقولون انها خلق عظيم من أخلاق رسول الله ونحن نسألهم في اي اية من آيات القراءن الكريم ذكر لفظ جبر الخواطر؟
ولا يحتج علينا كل جاهل بقول الله تعالي في سورة الضحى في قوله( فاما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر )
فهذه من أوامر الله تعالي لنبيه في شان الرفق بالايتام كما قال ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما واسيرا فلو قال الله تعالي ويجبرون خواطر اليتيم والمسكين والاسير لقلنا نعم
- وعن أَبي موسى قال: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: عُودُوا المَرِيضَ، وَأَطْعِمُوا الجَائعَ، وفَكُّوا العَاني رواه البخاري.
5/898- وعن ثوبان ، عن النبي ﷺ قَالَ: إنَّ المُسْلِمَ إِذَا عَادَ أخَاهُ المُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ في خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ، قِيلَ: يَا رَسولَ الله، وَمَا خُرْفَةُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: جَنَاها رواه مسلم.
وقد بين الشيخ بن باز رحمه الله في شرح هذه الأحاديث .
ما فيها من الفضل العظيم في الآخرة باعتبارها من محاسن الأخلاق فقال
فهذه الأحاديث فيها الحثّ والتَّحريض على عيادة المرضى، والمسلمون فيما بينهم حقٌّ عليهم أن يعود صحيحُهم مريضَهم، وأن يتعاونوا على البر والتَّقوى، وأن يتواصوا بالحق، ولهذا قال ﷺ: عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكُّوا العاني يعني: الأسير، فالواجب على المسلمين فيما بينهم: أن يتواصوا بالحق، ويتناصحوا، وأن يعودوا مرضاهم، وأن يفكّوا أسراهم، وأن يُطعموا جائعَهم، هكذا شرع الله جلَّ وعلا لعباده، فينبغي للمؤمن أن يعتني بهذا الأمر، ويحرص عليه.
ويقول ﷺ: مَن عاد أخاه فإنه يمشي في جنى الجنة يعني: في ثمرها، يجني جناها في سيره وذهابه إلى أخيه وعوده منه.
فأنت يا عبدالله في خيرٍ عظيم في ذهابك وسعيك إلى زيارة أخيك، لم تزل في خرفة الجنة حتى ترجع من سيرك إلى أخيك.
وكان عنده عليه الصلاة والسلام خادم يهودي، فمرض، فعاده النبيُّ ﷺ، وقال له: أَسْلِمْ، فقال له أبوه: أَطِعْ أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبيُّ ﷺ وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار، فهذا من أسباب عيادة المرضى، وهو أنك قد تُرشده وتنصحه وتُوجهه إلى الخير، فيهديه الله بسببك.
فالسنة للمسلمين فيما بينهم أن يعودوا مرضاهم، وإن كانوا غير أقارب: من الجيران والإخوة.
كذلك حديث ...... ذكره ابنُ القيم رحمه الله في بعض كتبه، وفيه بعض الكلام، ولكن أحاديث فضل العيادة كثيرة تُغني عنه.
والخلاصة انه لم يذكر لفظ جبر الخواطر هذا ابدا في كتاب الله ولا في صحيح سنة رسول الله
فما ذكر هذا اللفظ المصطنع الي في القرن العشرين علي لسان الشيخ الشعراوي وتلقاه عنه من ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء
فما جاء هذا اللفظ المصطنع الي بين أهل الفن والفسق والغناء كما قال قائلهم جبر الخواطر علي الله مش طالب منك غير طله
فما أمر النبي باطعام الفقراء من اجل جبر خاطرهم ولا عيادة المرضي جبرا للخواطر ولا فك الاسري جبرا لخاطرهم
انما هذا من الألفاظ المصنوعة التي لا ينبغي أن نستبدلها بالألفاظ الشرعية وفق ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله الكريم
انتهي. ❝
❞ اقتباس من كتاب
ضياع الدين في
التعبد بحديث موضوع
والاغترار بلفظ مصنوع
بقلم د محمد عمر
جبر الخواطر من الألفاظ المصنوعة التي
ليس لها وجود في كتاب الله وسنة رسوله
ومن الاغترار بلفظ مصنوع ما قاله الشيخ الشعراوي عن جبر الخواطر فتارة يقولون ان جبر الخواطر عبادة وتارة يقولون انها خلق عظيم من أخلاق رسول الله ونحن نسألهم في اي اية من آيات القراءن الكريم ذكر لفظ جبر الخواطر؟
ولا يحتج علينا كل جاهل بقول الله تعالي في سورة الضحى في قوله( فاما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر )
فهذه من أوامر الله تعالي لنبيه في شان الرفق بالايتام كما قال ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما واسيرا فلو قال الله تعالي ويجبرون خواطر اليتيم والمسكين والاسير لقلنا نعم
- وعن أَبي موسى قال: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: عُودُوا المَرِيضَ، وَأَطْعِمُوا الجَائعَ، وفَكُّوا العَاني رواه البخاري.
5/898- وعن ثوبان ، عن النبي ﷺ قَالَ: إنَّ المُسْلِمَ إِذَا عَادَ أخَاهُ المُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ في خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ، قِيلَ: يَا رَسولَ الله، وَمَا خُرْفَةُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: جَنَاها رواه مسلم.
6/899- وعن عليٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يقُولُ: مَا مِنْ مُسْلِم يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ في الْجَنَّةِ رواه الترمِذِي وقال: حديثٌ حسنٌ.
7/900- وعن أَنسٍ قَالَ: كانَ غُلامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُم النَّبيَّ ﷺ، فمَرِضَ، فأَتَاهُ النَّبِيُّ ﷺ يعُودهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فقالَ لَهُ: أَسْلِمْ، فنَظَرَ إِلى أَبِيهِ وهُو عِنْدَهُ، فَقَالَ: أَطِعْ أَبا الْقاسِمِ، فَأَسْلَم، فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ وَهُوَ يقولُ: الحَمْدُ للَّهِ الَّذي أَنْقَذهُ مِنَ النَّارِ رواه البخاري.
وقد بين الشيخ بن باز رحمه الله في شرح هذه الأحاديث .
ما فيها من الفضل العظيم في الآخرة باعتبارها من محاسن الأخلاق فقال
فهذه الأحاديث فيها الحثّ والتَّحريض على عيادة المرضى، والمسلمون فيما بينهم حقٌّ عليهم أن يعود صحيحُهم مريضَهم، وأن يتعاونوا على البر والتَّقوى، وأن يتواصوا بالحق، ولهذا قال ﷺ: عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكُّوا العاني يعني: الأسير، فالواجب على المسلمين فيما بينهم: أن يتواصوا بالحق، ويتناصحوا، وأن يعودوا مرضاهم، وأن يفكّوا أسراهم، وأن يُطعموا جائعَهم، هكذا شرع الله جلَّ وعلا لعباده، فينبغي للمؤمن أن يعتني بهذا الأمر، ويحرص عليه.
ويقول ﷺ: مَن عاد أخاه فإنه يمشي في جنى الجنة يعني: في ثمرها، يجني جناها في سيره وذهابه إلى أخيه وعوده منه.
فأنت يا عبدالله في خيرٍ عظيم في ذهابك وسعيك إلى زيارة أخيك، لم تزل في خرفة الجنة حتى ترجع من سيرك إلى أخيك.
وكان عنده عليه الصلاة والسلام خادم يهودي، فمرض، فعاده النبيُّ ﷺ، وقال له: أَسْلِمْ، فقال له أبوه: أَطِعْ أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبيُّ ﷺ وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار، فهذا من أسباب عيادة المرضى، وهو أنك قد تُرشده وتنصحه وتُوجهه إلى الخير، فيهديه الله بسببك.
فالسنة للمسلمين فيما بينهم أن يعودوا مرضاهم، وإن كانوا غير أقارب: من الجيران والإخوة.
كذلك حديث ........... ذكره ابنُ القيم رحمه الله في بعض كتبه، وفيه بعض الكلام، ولكن أحاديث فضل العيادة كثيرة تُغني عنه.
والخلاصة انه لم يذكر لفظ جبر الخواطر هذا ابدا في كتاب الله ولا في صحيح سنة رسول الله
فما ذكر هذا اللفظ المصطنع الي في القرن العشرين علي لسان الشيخ الشعراوي وتلقاه عنه من ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء
فما جاء هذا اللفظ المصطنع الي بين أهل الفن والفسق والغناء كما قال قائلهم جبر الخواطر علي الله مش طالب منك غير طله
فما أمر النبي باطعام الفقراء من اجل جبر خاطرهم ولا عيادة المرضي جبرا للخواطر ولا فك الاسري جبرا لخاطرهم
انما هذا من الألفاظ المصنوعة التي لا ينبغي أن نستبدلها بالألفاظ الشرعية وفق ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله الكريم
انتهي...... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ اقتباس من كتاب
ضياع الدين في
التعبد بحديث موضوع
والاغترار بلفظ مصنوع
بقلم د محمد عمر
جبر الخواطر من الألفاظ المصنوعة التي
ليس لها وجود في كتاب الله وسنة رسوله
ومن الاغترار بلفظ مصنوع ما قاله الشيخ الشعراوي عن جبر الخواطر فتارة يقولون ان جبر الخواطر عبادة وتارة يقولون انها خلق عظيم من أخلاق رسول الله ونحن نسألهم في اي اية من آيات القراءن الكريم ذكر لفظ جبر الخواطر؟
ولا يحتج علينا كل جاهل بقول الله تعالي في سورة الضحى في قوله( فاما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر )
فهذه من أوامر الله تعالي لنبيه في شان الرفق بالايتام كما قال ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما واسيرا فلو قال الله تعالي ويجبرون خواطر اليتيم والمسكين والاسير لقلنا نعم
- وعن أَبي موسى قال: قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: عُودُوا المَرِيضَ، وَأَطْعِمُوا الجَائعَ، وفَكُّوا العَاني رواه البخاري.
5/898- وعن ثوبان ، عن النبي ﷺ قَالَ: إنَّ المُسْلِمَ إِذَا عَادَ أخَاهُ المُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ في خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ، قِيلَ: يَا رَسولَ الله، وَمَا خُرْفَةُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: جَنَاها رواه مسلم.
وقد بين الشيخ بن باز رحمه الله في شرح هذه الأحاديث .
ما فيها من الفضل العظيم في الآخرة باعتبارها من محاسن الأخلاق فقال
فهذه الأحاديث فيها الحثّ والتَّحريض على عيادة المرضى، والمسلمون فيما بينهم حقٌّ عليهم أن يعود صحيحُهم مريضَهم، وأن يتعاونوا على البر والتَّقوى، وأن يتواصوا بالحق، ولهذا قال ﷺ: عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكُّوا العاني يعني: الأسير، فالواجب على المسلمين فيما بينهم: أن يتواصوا بالحق، ويتناصحوا، وأن يعودوا مرضاهم، وأن يفكّوا أسراهم، وأن يُطعموا جائعَهم، هكذا شرع الله جلَّ وعلا لعباده، فينبغي للمؤمن أن يعتني بهذا الأمر، ويحرص عليه.
ويقول ﷺ: مَن عاد أخاه فإنه يمشي في جنى الجنة يعني: في ثمرها، يجني جناها في سيره وذهابه إلى أخيه وعوده منه.
فأنت يا عبدالله في خيرٍ عظيم في ذهابك وسعيك إلى زيارة أخيك، لم تزل في خرفة الجنة حتى ترجع من سيرك إلى أخيك.
وكان عنده عليه الصلاة والسلام خادم يهودي، فمرض، فعاده النبيُّ ﷺ، وقال له: أَسْلِمْ، فقال له أبوه: أَطِعْ أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبيُّ ﷺ وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه بي من النار، فهذا من أسباب عيادة المرضى، وهو أنك قد تُرشده وتنصحه وتُوجهه إلى الخير، فيهديه الله بسببك.
فالسنة للمسلمين فيما بينهم أن يعودوا مرضاهم، وإن كانوا غير أقارب: من الجيران والإخوة.
كذلك حديث ...... ذكره ابنُ القيم رحمه الله في بعض كتبه، وفيه بعض الكلام، ولكن أحاديث فضل العيادة كثيرة تُغني عنه.
والخلاصة انه لم يذكر لفظ جبر الخواطر هذا ابدا في كتاب الله ولا في صحيح سنة رسول الله
فما ذكر هذا اللفظ المصطنع الي في القرن العشرين علي لسان الشيخ الشعراوي وتلقاه عنه من ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء
فما جاء هذا اللفظ المصطنع الي بين أهل الفن والفسق والغناء كما قال قائلهم جبر الخواطر علي الله مش طالب منك غير طله
فما أمر النبي باطعام الفقراء من اجل جبر خاطرهم ولا عيادة المرضي جبرا للخواطر ولا فك الاسري جبرا لخاطرهم
انما هذا من الألفاظ المصنوعة التي لا ينبغي أن نستبدلها بالألفاظ الشرعية وفق ما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله الكريم
انتهي. ❝
❞ قصة قصيرة بعنوان
( جميلة والوهم)
جميلة فتاة تّتسم بالجمال فعلًا، اسم على مسمى كما يقولون، ولكن كانت تمتاز بجمالها الدّاخلي ورقتها وعذوبة صوتها،
وفي يوم من الأيام تعرّضت جميلة وهي عائدة من الجامعة، حيث أنَّها كانت طالبة في السَّنة الرَّابعة من كلية العلوم، لموقفٍ مريب، وإذ بجموعة من الشَّباب تلحقها، بدا الخوف ظاهرًا على ملامحها، وأخذت تسرع الخُطى وهم يتبعوها، كلما زادت خطواتها زادت خطاهم
إلى أن لحقوا بها، همّت على الصّراخ وأخذت تلتف يمينًا ويسارًا؛ محاولة الاستنجاد بأحد فلم تجد أحدًا، حيث أن الطَّريق كانت تخلو من المارة، لم تكن سوى تلك الشَّمس الحارقة المتربعة في كبد السّماء، ماذا تفعل يا الله؟ هكذا كان سؤالها في خاطرها، انقضّ عليها هؤلاء الوحوش الثّلاث وحاولوا العبث بها، حاولت هي على قدر طاقتها وضعفها أن تدفعهم عنها، ولكن باءت جلَّ محاولاتها بالفشل، إلى أن كاد يغشى عليها من كثرة الفزع، ظلّت تقاوم إلى أخر نفس في صدرها، ومرةً واحدةً غابت عن الوعي، وآخر ما سمعته هو قهقهات هؤلاء الذّئاب ويقولون إنّها لجميلة حقًا....
فاقت من نومها وإذا بها تجد نفسها وهي في إحدى المستشفيات ملقاه على ظهرها ومن حولها والدها ووالدتها،
_ قالت الأم: بصوت يملأه الأسى \"حمدًا لله على سلامتك يا حببيتي\".
_سألت: ما الّذى أودى بي إلى هنا؟ سكت الجميع واجمين في صمت رهيب الحمد لله على كل حال يا حبيبتي.
هنا سكتت لحظة وإذ بها تسترجع ما حدث لها، وفجأة صرخت صرخة مدوية كادت أن تقتلع جدران الحائط من شدتها وسقطت مغشيًا عليها،
بعد يومين مِن خروجها مِن المستشفى، لاحظ الأهل أنّ حالتها تزاد سوءًا يومًا بعد يوم؛ حيث أنَّها لا تسطيع تخطي ما حدث لها مازالت تلك الصَّدمة تنال منها،
قرَّر الأهل من أنّه لابد من تدخُّل طبيب نفسي لكي يقوم بمساعدتها على تخطي تلك المحنة،
قام والد جميلة بالسُّؤال عن طبيب نفسي يمتاز بالتَّفوق والأمانة، فدلّه صديق له أنّ هناك طبيب يُدعى \"أحمد\" متخصّص في تلك الحالات النّفسية،
قام والد جميلة بالحجز لها عند هذا الطبيب وفي الميعاد المحدّد للجلسة ذهبا كلًا من جميلة والداها ووالدتها، حيث أنّهم كانوا قلقين عليها كثيرًا، وعند وصولهم للعيادة
_قام والد جميلة: بسؤال المرضة احنا عندنا حجز باسم جميلة إبراهيم
_ردَّت عليه: ثواني حضرتك أتأكد من الحجز، وأردفت آه فعلًا يا فندم تمام، وأعطّته كارت مُدوّن عليه رقم الدّور،
في تلك الفترة كانت جميلة تتفحّص أوجه المتواجدين في العيادة بدهشةٍ غريبةٍ، وكأنّها تحاول أن تتذكّر شيء ما، ذلك الأمر الذّي لم يتفوّه به أحدًا أمامها، ما تعرفه فقط أنّها تعاني من الاكتئاب الحاد، حيث أنّها بعد تلك الحادثة فقدت جزء من ذاكرتها، بمعنى أنّها لم تتذكر ما حدث لها في تلك الليلة، ولم يتجرّأ أحدٌ على اخبارها، فاقت على صوت الممرضة: جميلة ابراهيم تفضّلي دورك.
دخلت جميلة غرفة الطبيب وا٦ذ بها تجده شابًا يجلس على مكتبه مهندم تعتليه الهيبة والوقار
_بابتسامة لطيفة: خاطبها تفضلي أستاذة جميلة هاتِ ما عندك ارتبكت بعض الشَّيء، فأحس هذا بها
_خاطبها مطمئننًا: بصي يا جميلة اعتبري نفسك إنك بتتكلمي مع نفسك وأنا هسمع بس، ولا تخافي فأنا هنا معك.
بدأت جميلة بالحديث وأخذت تعدّد مخاوفها، والأمور التي تزعجها وتؤثر على نفسيتها، وانتهت الجلسة الأولى ورجعت جميلة وهى تحس بالارتياح، خرجت لوالدها ولوالدتها أحسا أنّها بداية مبشّرة، عادوا للمنزل في انتظار الجلسة الثانية، الّتي حُدّدت على الأسبوع المقبل، في هذه المرّة ذهبت جميلة ووالدها فقط، وكالعادة جاء دورها، ودخلت للطبيب لكن في هذه المرّة كانت أكثر هدوءً عن المرّة الأولى.
_خاطبها الطّبيب مازحًا: ها يا ست جميلة هتحكي لي عن إيه النّهار ده، وكأنّه يريد أن يكسر رهبة الخوف التي تجتاحها، وكان هو من يحتاج الاستماع إلى حديثها، وجلسة تلو الأخرى كانت جميلة تقترب من التّعافي، وكان الطّبيب يتقرَّب منها أكثر وأكثر، وفي آخر جلسة الّتي ذهبت فيها بمفردها هذه المرة؛ حيث أنّها اعتادت المكان وألفت كل من فيه
_الطَّبيب بابتسامة عريضة: النهار ده يا جميلة أقدر أقول لك إنك بقيتي أحسن كتير عن أول جلسة، وإنّك تقدّري تواجهي أي مشكلة تواجهك بعده كدة، هيفضل بس شوية تدريبات هقول لك تعمليهم في البيت كلما شعرتِ بالضّيق،
كانت تستمع لكلامه وهى لا تهتم لما يقوله كانت شاردة الذهن؛ لأنه كان آخر يوم سوف ترى فيه الدّكتور أحمد،
_قاطعها جميلة: انت معايا؟
_آه تمام يا دكتور معاك.
انصرفت وأخذت معها قلبه، حيث أنّه أحسَّ بنفس الشِّيء تجاهها، لكنّه أراد أن لا يتحدث في هذا الأمر إلا بعد أن تتماثل الشّفاء؛
حتّى يستطيع أن يحدثها في هذا الأمر وحتّى تستطيع هي أن تتخذ القرار الصحيح.
مرّ أسبوع على أخر مرّة رآها فيها، وإذا برقم يرن على هاتف جميلة،
ألوو السّلام عليكم
جميلة: مين حضرتك؟
وعليكم السّلام أنا الدكتور أحمد،
دكتور أحمد اااه تفضل يا دكتور،
_لو سمحتِ كنت عايز استأذنك إني أشوفك عايزك في موضوع مهم،
_جميلة بارتباك: ماشي يا دكتور حدّد الميعاد وبلغني.
_الدكتور: تمام اتفقنا.
يوم الخميس وعلى المنضّدة المطلّة على النّيل تجلس جميلة والدكتور أحمد.
_دكتور أحمد: أنا مبسوط جدًا إنّك قبلتي دعوتي على الغذاء.
جميلة: وأنا كمان يا دكتور واستدارت عنه بوجهها.
_الدكتور أحمد: جميلة بصي من غير لف و دوران أنا بحبك، وحابب إنّي أتقدّم لكِ، بس كنت عايز أعرف رأيك الأول.
نظرت جميلة في حياء وبابتسامه خفيفة تعلو وجهها،
_أردف قائلًا: أفهم من كده إنك موافقة؟
_تمتمت بكلمات غير مفهومة لكنها تنم على القَبول.
حدّدي ميعاد لمقابلة والدلكِ.
وفي اليوم المحدّد، ذهب الدكتور أحمد ومعه أهله لخطبة جميلة،
كانت الأمور تسير في مجراها الطَّبيعي،
إلا أنّه حدث موقف غريب أثناء تواجد الضيوف قامت جميلة بتقديم القهوة لخطيبها وأهله وأثناء سيرها اتكعبلت في طرف السّجادة وانصدم رأسها في حافة المنضّدة الأمر الذّي أفقدّها الوعى، ظلت هكذا لبعض دقائق وعند افاقتها، وإذا بها تصرخ وتتعالى الصّرخات
حاول الدّكتور أحمد تهدئتها وعندما هدأت،
حدثت المفاجأة، وإذ بها تتذكّر كل شيء حدث لها، تذكّرت هذا اليوم الّذي قام فيه هؤلاء الذّئاب بافتراسها، كانت تزداد توتر كلما تذكّرت أكثر وأكثر.
_طلب والد جميلة من أحمد بالحديث على انفراد وطلب منه أن يؤجل موعد الخِطبة حتّى تهدأ جميلة، وافق أحمد وطلب من أهله الاستئذان وأنّهم سوف يعودون في يوم لاحق،
ظلّت جميلة هكذا لبعضة أيام، وأحمد يزداد قلقلًا عليها
وفجأة وإذا بشاشة هاتفه يضوي مكالمة واردة جميلة تتصل.
_ جميلة ازيك قلقتيني عليكِ
_جميلة بحزن: أحمد عايزة أشوفك،
_حاضر يا جميلة وأنا كمان عايز أشوفك انت وحشتيني جدًا.
وانتهت المكالمة على هذا وفي اليوم المحدد، جاء أحمد وخرجت عليه _جميلة وبصوت متهدج\' أحمد أريد أن أخبرك شيئًا ما.
_أحمد اتفضلي: يا جميلة
_جميلة بحزن ونظرة انكسار: في يوم وأنا راجعة من الجامعة ...
وقصّت عليه ما حدث لها وطلبت منه الاختيار هل تسطيع أن تُكمل معي حتّى بعد أن عرفت ما حدث لي؟ وقع الكلام على مسامع أحمد كالصّاعقة ولكنّه لا يدرى ما الذي يتوجب عليه قوله، كل ما بدر عنه هو الصّمت، الصّمت فقط ولا شيء غير صمت طويل، أدركت جميلة نواياه من صمت، فرمقته بنظرةٍ حادة يملأها الأسى والخذلان، وقامت وتركته يجلس وحيدًا في ونظرات الدّهشة على وجهه، وراحت تجلس بمفردها في غرفتها وأوصدت باب غرفتها ومن ثم أوصدت باب قلبها، وألقت بالمفتاح بين ركام الحطام.
#سمر_الترمان
#فلوريندا
#قصة_قصيرة
#جميلة_والوهم. ❝ ⏤سمر الترمان
❞ قصة قصيرة بعنوان
( جميلة والوهم)
جميلة فتاة تّتسم بالجمال فعلًا، اسم على مسمى كما يقولون، ولكن كانت تمتاز بجمالها الدّاخلي ورقتها وعذوبة صوتها،
وفي يوم من الأيام تعرّضت جميلة وهي عائدة من الجامعة، حيث أنَّها كانت طالبة في السَّنة الرَّابعة من كلية العلوم، لموقفٍ مريب، وإذ بجموعة من الشَّباب تلحقها، بدا الخوف ظاهرًا على ملامحها، وأخذت تسرع الخُطى وهم يتبعوها، كلما زادت خطواتها زادت خطاهم
إلى أن لحقوا بها، همّت على الصّراخ وأخذت تلتف يمينًا ويسارًا؛ محاولة الاستنجاد بأحد فلم تجد أحدًا، حيث أن الطَّريق كانت تخلو من المارة، لم تكن سوى تلك الشَّمس الحارقة المتربعة في كبد السّماء، ماذا تفعل يا الله؟ هكذا كان سؤالها في خاطرها، انقضّ عليها هؤلاء الوحوش الثّلاث وحاولوا العبث بها، حاولت هي على قدر طاقتها وضعفها أن تدفعهم عنها، ولكن باءت جلَّ محاولاتها بالفشل، إلى أن كاد يغشى عليها من كثرة الفزع، ظلّت تقاوم إلى أخر نفس في صدرها، ومرةً واحدةً غابت عن الوعي، وآخر ما سمعته هو قهقهات هؤلاء الذّئاب ويقولون إنّها لجميلة حقًا..
فاقت من نومها وإذا بها تجد نفسها وهي في إحدى المستشفيات ملقاه على ظهرها ومن حولها والدها ووالدتها،
_ قالت الأم: بصوت يملأه الأسى ˝حمدًا لله على سلامتك يا حببيتي˝.
_سألت: ما الّذى أودى بي إلى هنا؟ سكت الجميع واجمين في صمت رهيب الحمد لله على كل حال يا حبيبتي.
هنا سكتت لحظة وإذ بها تسترجع ما حدث لها، وفجأة صرخت صرخة مدوية كادت أن تقتلع جدران الحائط من شدتها وسقطت مغشيًا عليها،
بعد يومين مِن خروجها مِن المستشفى، لاحظ الأهل أنّ حالتها تزاد سوءًا يومًا بعد يوم؛ حيث أنَّها لا تسطيع تخطي ما حدث لها مازالت تلك الصَّدمة تنال منها،
قرَّر الأهل من أنّه لابد من تدخُّل طبيب نفسي لكي يقوم بمساعدتها على تخطي تلك المحنة،
قام والد جميلة بالسُّؤال عن طبيب نفسي يمتاز بالتَّفوق والأمانة، فدلّه صديق له أنّ هناك طبيب يُدعى ˝أحمد˝ متخصّص في تلك الحالات النّفسية،
قام والد جميلة بالحجز لها عند هذا الطبيب وفي الميعاد المحدّد للجلسة ذهبا كلًا من جميلة والداها ووالدتها، حيث أنّهم كانوا قلقين عليها كثيرًا، وعند وصولهم للعيادة
_قام والد جميلة: بسؤال المرضة احنا عندنا حجز باسم جميلة إبراهيم
_ردَّت عليه: ثواني حضرتك أتأكد من الحجز، وأردفت آه فعلًا يا فندم تمام، وأعطّته كارت مُدوّن عليه رقم الدّور،
في تلك الفترة كانت جميلة تتفحّص أوجه المتواجدين في العيادة بدهشةٍ غريبةٍ، وكأنّها تحاول أن تتذكّر شيء ما، ذلك الأمر الذّي لم يتفوّه به أحدًا أمامها، ما تعرفه فقط أنّها تعاني من الاكتئاب الحاد، حيث أنّها بعد تلك الحادثة فقدت جزء من ذاكرتها، بمعنى أنّها لم تتذكر ما حدث لها في تلك الليلة، ولم يتجرّأ أحدٌ على اخبارها، فاقت على صوت الممرضة: جميلة ابراهيم تفضّلي دورك.
دخلت جميلة غرفة الطبيب وا٦ذ بها تجده شابًا يجلس على مكتبه مهندم تعتليه الهيبة والوقار
_بابتسامة لطيفة: خاطبها تفضلي أستاذة جميلة هاتِ ما عندك ارتبكت بعض الشَّيء، فأحس هذا بها
_خاطبها مطمئننًا: بصي يا جميلة اعتبري نفسك إنك بتتكلمي مع نفسك وأنا هسمع بس، ولا تخافي فأنا هنا معك.
بدأت جميلة بالحديث وأخذت تعدّد مخاوفها، والأمور التي تزعجها وتؤثر على نفسيتها، وانتهت الجلسة الأولى ورجعت جميلة وهى تحس بالارتياح، خرجت لوالدها ولوالدتها أحسا أنّها بداية مبشّرة، عادوا للمنزل في انتظار الجلسة الثانية، الّتي حُدّدت على الأسبوع المقبل، في هذه المرّة ذهبت جميلة ووالدها فقط، وكالعادة جاء دورها، ودخلت للطبيب لكن في هذه المرّة كانت أكثر هدوءً عن المرّة الأولى.
_خاطبها الطّبيب مازحًا: ها يا ست جميلة هتحكي لي عن إيه النّهار ده، وكأنّه يريد أن يكسر رهبة الخوف التي تجتاحها، وكان هو من يحتاج الاستماع إلى حديثها، وجلسة تلو الأخرى كانت جميلة تقترب من التّعافي، وكان الطّبيب يتقرَّب منها أكثر وأكثر، وفي آخر جلسة الّتي ذهبت فيها بمفردها هذه المرة؛ حيث أنّها اعتادت المكان وألفت كل من فيه
_الطَّبيب بابتسامة عريضة: النهار ده يا جميلة أقدر أقول لك إنك بقيتي أحسن كتير عن أول جلسة، وإنّك تقدّري تواجهي أي مشكلة تواجهك بعده كدة، هيفضل بس شوية تدريبات هقول لك تعمليهم في البيت كلما شعرتِ بالضّيق،
كانت تستمع لكلامه وهى لا تهتم لما يقوله كانت شاردة الذهن؛ لأنه كان آخر يوم سوف ترى فيه الدّكتور أحمد،
_قاطعها جميلة: انت معايا؟
_آه تمام يا دكتور معاك.
انصرفت وأخذت معها قلبه، حيث أنّه أحسَّ بنفس الشِّيء تجاهها، لكنّه أراد أن لا يتحدث في هذا الأمر إلا بعد أن تتماثل الشّفاء؛
حتّى يستطيع أن يحدثها في هذا الأمر وحتّى تستطيع هي أن تتخذ القرار الصحيح.
مرّ أسبوع على أخر مرّة رآها فيها، وإذا برقم يرن على هاتف جميلة،
ألوو السّلام عليكم
جميلة: مين حضرتك؟
وعليكم السّلام أنا الدكتور أحمد،
دكتور أحمد اااه تفضل يا دكتور،
_لو سمحتِ كنت عايز استأذنك إني أشوفك عايزك في موضوع مهم،
_جميلة بارتباك: ماشي يا دكتور حدّد الميعاد وبلغني.
_الدكتور: تمام اتفقنا.
يوم الخميس وعلى المنضّدة المطلّة على النّيل تجلس جميلة والدكتور أحمد.
_دكتور أحمد: أنا مبسوط جدًا إنّك قبلتي دعوتي على الغذاء.
جميلة: وأنا كمان يا دكتور واستدارت عنه بوجهها.
_الدكتور أحمد: جميلة بصي من غير لف و دوران أنا بحبك، وحابب إنّي أتقدّم لكِ، بس كنت عايز أعرف رأيك الأول.
نظرت جميلة في حياء وبابتسامه خفيفة تعلو وجهها،
_أردف قائلًا: أفهم من كده إنك موافقة؟
_تمتمت بكلمات غير مفهومة لكنها تنم على القَبول.
حدّدي ميعاد لمقابلة والدلكِ.
وفي اليوم المحدّد، ذهب الدكتور أحمد ومعه أهله لخطبة جميلة،
كانت الأمور تسير في مجراها الطَّبيعي،
إلا أنّه حدث موقف غريب أثناء تواجد الضيوف قامت جميلة بتقديم القهوة لخطيبها وأهله وأثناء سيرها اتكعبلت في طرف السّجادة وانصدم رأسها في حافة المنضّدة الأمر الذّي أفقدّها الوعى، ظلت هكذا لبعض دقائق وعند افاقتها، وإذا بها تصرخ وتتعالى الصّرخات
حاول الدّكتور أحمد تهدئتها وعندما هدأت،
حدثت المفاجأة، وإذ بها تتذكّر كل شيء حدث لها، تذكّرت هذا اليوم الّذي قام فيه هؤلاء الذّئاب بافتراسها، كانت تزداد توتر كلما تذكّرت أكثر وأكثر.
_طلب والد جميلة من أحمد بالحديث على انفراد وطلب منه أن يؤجل موعد الخِطبة حتّى تهدأ جميلة، وافق أحمد وطلب من أهله الاستئذان وأنّهم سوف يعودون في يوم لاحق،
ظلّت جميلة هكذا لبعضة أيام، وأحمد يزداد قلقلًا عليها
وفجأة وإذا بشاشة هاتفه يضوي مكالمة واردة جميلة تتصل.
_ جميلة ازيك قلقتيني عليكِ
_جميلة بحزن: أحمد عايزة أشوفك،
_حاضر يا جميلة وأنا كمان عايز أشوفك انت وحشتيني جدًا.
وانتهت المكالمة على هذا وفي اليوم المحدد، جاء أحمد وخرجت عليه _جميلة وبصوت متهدج˝ أحمد أريد أن أخبرك شيئًا ما.
_أحمد اتفضلي: يا جميلة
_جميلة بحزن ونظرة انكسار: في يوم وأنا راجعة من الجامعة ..
وقصّت عليه ما حدث لها وطلبت منه الاختيار هل تسطيع أن تُكمل معي حتّى بعد أن عرفت ما حدث لي؟ وقع الكلام على مسامع أحمد كالصّاعقة ولكنّه لا يدرى ما الذي يتوجب عليه قوله، كل ما بدر عنه هو الصّمت، الصّمت فقط ولا شيء غير صمت طويل، أدركت جميلة نواياه من صمت، فرمقته بنظرةٍ حادة يملأها الأسى والخذلان، وقامت وتركته يجلس وحيدًا في ونظرات الدّهشة على وجهه، وراحت تجلس بمفردها في غرفتها وأوصدت باب غرفتها ومن ثم أوصدت باب قلبها، وألقت بالمفتاح بين ركام الحطام.