❞ حصان أبيض
((عندما فرغت من قراءة معظم التراث القصصى الشعبى منذ بدايته وحتى الآن ، ربما أكون قد تركت نصا مفتوحا هنا أو هناك لم أكمل قراءته ، ليس هذا تقصيرا منى ، ولكنه ربما لم يكن فى متناول يدى ، أنهيت حياتى ودفنتها عنوة بين الأوراق البيضاء والصفراء ، وحشرات الكتب ، ولكننى لم أندم يوما على ترك ساقى للريح كلما واتتنى فرصة للهروب من القيود العائلية أو الحرية ، خروجا عن المألوف والجاهز فى دولاب الحياة من العادات والتقاليد والعقائد والمعتقدات ، نفرت من كل ماهو ثابت ومتجذر فى الأعماق ، وكرهت بانلوب التى ظلت ولمدة عشرين عاما تحيك فستان عرسها نهارا وتفكه ليلا فى أنتظار وصول أدسيوس ، مدعية أنها لم تنتهى بعد من غزل فستانها ، وكرهت عودة أدسيوس مستريحا وهانئا مرتاح البال سعيدا بوجودها فى أنتظاره .
وعندما كنت اسمع لحن العذراء والموت لشوبان ، كنت أطير فرحا وأحلق فى الفضاء الواسع بجناحين كبيرين لحصان أبيض كبير يدعى بجاسيوس ، كان قديما يملأ أساطير الحب بهجة ، وكل أميرة من أميرات الحكايات ، كانت تحلم بالصعود على ظهره والهروب مع أمير الأحلام فى الحكايات القديمة .
ظل الحصان الأبيض هو الصورة المثلى لظهور فارس الأحلام فى الحكايات التى كانت تحكيها لنا جدتى قبل النوم .
تشدنى تلك الحكايات شدا نحو مصير ست الحسن والجمال ، والشاطر حسن يقف فى أنتظارها بحصانه الأبيض وينقذها من بيت أمنا الغولة ، ويذبح الدجاجة التى كانت تبيض بيضة ذهب .
وفى يوم من الأيام جاء الفارس ، وقام بذبح الدجاجة كى يفك طلاسم السحر ويهدد الغولة فى بيتها ويخطف ست الحسن على حصانه الأبيض .
كنت أنتظر كثيرا شروق الشمس ، وهى ترسل خيوطها الذهبية ، وتشق السجادة القطيفة السوداء وتنشر ضوءها ، وأنا مازلت أنتظر بحماس واسمع فالس الدانوب الازرق لشتراوس على إذاعة البرنامج الموسيقى كل مساء .)). ❝ ⏤صفاء عبدالمنعم محمود زايد
❞ حصان أبيض
((عندما فرغت من قراءة معظم التراث القصصى الشعبى منذ بدايته وحتى الآن ، ربما أكون قد تركت نصا مفتوحا هنا أو هناك لم أكمل قراءته ، ليس هذا تقصيرا منى ، ولكنه ربما لم يكن فى متناول يدى ، أنهيت حياتى ودفنتها عنوة بين الأوراق البيضاء والصفراء ، وحشرات الكتب ، ولكننى لم أندم يوما على ترك ساقى للريح كلما واتتنى فرصة للهروب من القيود العائلية أو الحرية ، خروجا عن المألوف والجاهز فى دولاب الحياة من العادات والتقاليد والعقائد والمعتقدات ، نفرت من كل ماهو ثابت ومتجذر فى الأعماق ، وكرهت بانلوب التى ظلت ولمدة عشرين عاما تحيك فستان عرسها نهارا وتفكه ليلا فى أنتظار وصول أدسيوس ، مدعية أنها لم تنتهى بعد من غزل فستانها ، وكرهت عودة أدسيوس مستريحا وهانئا مرتاح البال سعيدا بوجودها فى أنتظاره .
وعندما كنت اسمع لحن العذراء والموت لشوبان ، كنت أطير فرحا وأحلق فى الفضاء الواسع بجناحين كبيرين لحصان أبيض كبير يدعى بجاسيوس ، كان قديما يملأ أساطير الحب بهجة ، وكل أميرة من أميرات الحكايات ، كانت تحلم بالصعود على ظهره والهروب مع أمير الأحلام فى الحكايات القديمة .
ظل الحصان الأبيض هو الصورة المثلى لظهور فارس الأحلام فى الحكايات التى كانت تحكيها لنا جدتى قبل النوم .
تشدنى تلك الحكايات شدا نحو مصير ست الحسن والجمال ، والشاطر حسن يقف فى أنتظارها بحصانه الأبيض وينقذها من بيت أمنا الغولة ، ويذبح الدجاجة التى كانت تبيض بيضة ذهب .
وفى يوم من الأيام جاء الفارس ، وقام بذبح الدجاجة كى يفك طلاسم السحر ويهدد الغولة فى بيتها ويخطف ست الحسن على حصانه الأبيض .
كنت أنتظر كثيرا شروق الشمس ، وهى ترسل خيوطها الذهبية ، وتشق السجادة القطيفة السوداء وتنشر ضوءها ، وأنا مازلت أنتظر بحماس واسمع فالس الدانوب الازرق لشتراوس على إذاعة البرنامج الموسيقى كل مساء .)). ❝
❞ من بلاغة اللغة العربية أن العرب كانت تنزل الجن مراتب:
فإذا أرادوا أن يذكروا الجن بصفة عامة قالوا: جن.
فإن سكن مع الناس قالوا: عامر.
وإن تعرض للصبيان قالوا: أرواح.
فإذا خبث قالوا: شيطان.
أما المارد فهو من عُتاة الشياطين.
فإن زاد عنه في القوة قالوا: عفريت.
أما الأبالسة فهم من نسل إبليس وجنوده وهو نوع من الجن وشياطين الوسوسة الذين يغوون بني آدم.
و القرين، وهو شيطان كافر، مهمته الاقتران بالإنسان من الميلاد حتى الممات لإغوائه، ولا يفارقه أبداً حتى الموت، وتنتهي المهمة بموت الإنسي ولا يُعلم أين يذهب بعد ذلك.
الظاهر والله أعلم أن القرين مختلف عن جند إبليس الذي يبثهم كل يوم لإغواء الناس، فإبليس يبث سراياه ثم يعودون إليه بعد ذلك فهؤلاء لا يلازمون الإنسان دائماً، أما القرين فهو مقترن به لا يفارقه أبداً.
والغول في لغة العرب هو الجان إذا تبدى بالليل، وذلك أنّها كانت تتراءى لهم في الليالي وأوقات الخلوات.
وكانوا يطلقون اسم القطرب على الذكور منهم.
أما أبو فانوس فهو الغول الذي يُرى في الصحراء على شكل نور وعندما تقترب منه يختفي.
وبالنسبة لِـ \"السعالي\" فهم سحرة الجن.
نوماً هانئاً 😊. ❝ ⏤Aнмed Elѕarнany
❞ من بلاغة اللغة العربية أن العرب كانت تنزل الجن مراتب:
فإذا أرادوا أن يذكروا الجن بصفة عامة قالوا: جن.
فإن سكن مع الناس قالوا: عامر.
وإن تعرض للصبيان قالوا: أرواح.
فإذا خبث قالوا: شيطان.
أما المارد فهو من عُتاة الشياطين.
فإن زاد عنه في القوة قالوا: عفريت.
أما الأبالسة فهم من نسل إبليس وجنوده وهو نوع من الجن وشياطين الوسوسة الذين يغوون بني آدم.
و القرين، وهو شيطان كافر، مهمته الاقتران بالإنسان من الميلاد حتى الممات لإغوائه، ولا يفارقه أبداً حتى الموت، وتنتهي المهمة بموت الإنسي ولا يُعلم أين يذهب بعد ذلك.
الظاهر والله أعلم أن القرين مختلف عن جند إبليس الذي يبثهم كل يوم لإغواء الناس، فإبليس يبث سراياه ثم يعودون إليه بعد ذلك فهؤلاء لا يلازمون الإنسان دائماً، أما القرين فهو مقترن به لا يفارقه أبداً.
والغول في لغة العرب هو الجان إذا تبدى بالليل، وذلك أنّها كانت تتراءى لهم في الليالي وأوقات الخلوات.
وكانوا يطلقون اسم القطرب على الذكور منهم.
أما أبو فانوس فهو الغول الذي يُرى في الصحراء على شكل نور وعندما تقترب منه يختفي.
❞ لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47)
لا فيها غول أي لا تغتال عقولهم ، ولا يصيبهم منها مرض ولا صداع . ولا هم عنها ينزفون أي لا تذهب عقولهم بشربها ، يقال : الخمر غول للحلم ، والحرب غول للنفوس ، أي : تذهب بها . ويقال : نزف الرجل ينزف فهو منزوف ونزيف إذا سكر . قال امرؤ القيس :
وإذ هي تمشي كمشي النزي ف يصرعه بالكثيب البهر
وقال أيضا :
نزيف إذا قامت لوجه تمايلت تراشي الفؤاد الرخص ألا تخترا
وقال آخر :
فلثمت فاها آخذا بقرونها شرب النزيف ببرد ماء الحشرج
وقرأ حمزة والكسائي بكسر الزاي ، من أنزف القوم إذا حان منهم النزف وهو السكر . يقال : أحصد الزرع إذا حان حصاده ، وأقطف الكرم إذا حان قطافه ، وأركب المهر إذا حان ركوبه . وقيل : المعنى : لا ينفدون شرابهم ; لأنه دأبهم ، يقال : أنزف الرجل فهو منزوف إذا فنيت خمره . قال الحطيئة :
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم لبئس الندامى كنتم آل أبجرا
النحاس : والقراءة الأولى أبين وأصح في المعنى ; لأن معنى ينزفون عند جلة أهل التفسير منهم مجاهد : لا تذهب عقولهم ، فنفى الله - عز وجل - عن خمر الجنة الآفات التي تلحق في الدنيا من خمرها من الصداع والسكر . ومعنى ينزفون الصحيح فيه أنه يقال : أنزف الرجل إذا نفد شرابه ، وهو يبعد أن يوصف به شراب الجنة ، ولكن مجازه أن يكون بمعنى : لا ينفد أبدا . وقيل : " لا ينزفون " بكسر الزاي لا يسكرون ، ذكره الزجاج وأبو علي على ما ذكره القشيري . المهدوي : ولا يكون معناه يسكرون ; لأن قبله لا فيها غول . أي : لا تغتال عقولهم فيكون تكرارا ، ويسوغ ذلك في [ الواقعة ] . ويجوز أن يكون معنى لا فيها غول لا يمرضون ، فيكون معنى ولا هم عنها ينزفون لا يسكرون أو لا ينفد شرابهم . قال قتادة : الغول وجع البطن . وكذا روى ابن أبي نجيح عن مجاهد لا فيها غول قال : لا فيها وجع بطن . الحسن : صداع . وهو قول ابن عباس : لا فيها غول : لا فيها صداع . وحكى الضحاك عنه أنه قال : في الخمر أربع خصال : السكر والصداع والقيء والبول ، فذكر الله خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال . مجاهد : داء . ابن كيسان : مغص . وهذه الأقوال متقاربة . وقال الكلبي : لا فيها غول أي : إثم ، نظيره : لا لغو فيها ولا تأثيم [ الطور : 23 ] . وقال الشعبي والسدي وأبو عبيدة : لا تغتال عقولهم فتذهب بها . ومنه قول الشاعر :
وما زالت الكأس تغتالنا وتذهب بالأول الأول
أي : تصرع واحدا واحدا . وإنما صرف الله تعالى السكر عن أهل الجنة لئلا ينقطع الالتذاذ عنهم بنعيمهم . وقال أهل المعاني : الغول فساد يلحق في خفاء . يقال : اغتاله اغتيالا إذا أفسد عليه أمره في خفية . ومنه الغول والغيلة : وهو القتل خفية .. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47)
لا فيها غول أي لا تغتال عقولهم ، ولا يصيبهم منها مرض ولا صداع . ولا هم عنها ينزفون أي لا تذهب عقولهم بشربها ، يقال : الخمر غول للحلم ، والحرب غول للنفوس ، أي : تذهب بها . ويقال : نزف الرجل ينزف فهو منزوف ونزيف إذا سكر . قال امرؤ القيس :
وإذ هي تمشي كمشي النزي ف يصرعه بالكثيب البهر
وقال أيضا :
نزيف إذا قامت لوجه تمايلت تراشي الفؤاد الرخص ألا تخترا
وقال آخر :
فلثمت فاها آخذا بقرونها شرب النزيف ببرد ماء الحشرج
وقرأ حمزة والكسائي بكسر الزاي ، من أنزف القوم إذا حان منهم النزف وهو السكر . يقال : أحصد الزرع إذا حان حصاده ، وأقطف الكرم إذا حان قطافه ، وأركب المهر إذا حان ركوبه . وقيل : المعنى : لا ينفدون شرابهم ; لأنه دأبهم ، يقال : أنزف الرجل فهو منزوف إذا فنيت خمره . قال الحطيئة :
لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم لبئس الندامى كنتم آل أبجرا
النحاس : والقراءة الأولى أبين وأصح في المعنى ; لأن معنى ينزفون عند جلة أهل التفسير منهم مجاهد : لا تذهب عقولهم ، فنفى الله - عز وجل - عن خمر الجنة الآفات التي تلحق في الدنيا من خمرها من الصداع والسكر . ومعنى ينزفون الصحيح فيه أنه يقال : أنزف الرجل إذا نفد شرابه ، وهو يبعد أن يوصف به شراب الجنة ، ولكن مجازه أن يكون بمعنى : لا ينفد أبدا . وقيل : ˝ لا ينزفون ˝ بكسر الزاي لا يسكرون ، ذكره الزجاج وأبو علي على ما ذكره القشيري . المهدوي : ولا يكون معناه يسكرون ; لأن قبله لا فيها غول . أي : لا تغتال عقولهم فيكون تكرارا ، ويسوغ ذلك في [ الواقعة ] . ويجوز أن يكون معنى لا فيها غول لا يمرضون ، فيكون معنى ولا هم عنها ينزفون لا يسكرون أو لا ينفد شرابهم . قال قتادة : الغول وجع البطن . وكذا روى ابن أبي نجيح عن مجاهد لا فيها غول قال : لا فيها وجع بطن . الحسن : صداع . وهو قول ابن عباس : لا فيها غول : لا فيها صداع . وحكى الضحاك عنه أنه قال : في الخمر أربع خصال : السكر والصداع والقيء والبول ، فذكر الله خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال . مجاهد : داء . ابن كيسان : مغص . وهذه الأقوال متقاربة . وقال الكلبي : لا فيها غول أي : إثم ، نظيره : لا لغو فيها ولا تأثيم [ الطور : 23 ] . وقال الشعبي والسدي وأبو عبيدة : لا تغتال عقولهم فتذهب بها . ومنه قول الشاعر :
وما زالت الكأس تغتالنا وتذهب بالأول الأول
أي : تصرع واحدا واحدا . وإنما صرف الله تعالى السكر عن أهل الجنة لئلا ينقطع الالتذاذ عنهم بنعيمهم . وقال أهل المعاني : الغول فساد يلحق في خفاء . يقال : اغتاله اغتيالا إذا أفسد عليه أمره في خفية . ومنه الغول والغيلة : وهو القتل خفية. ❝
❞ ˝سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته ˝
.............................................
الفصل الاول
...............
ألم˝ و˝أمل˝ لفظان يشتركان في الحروف نفسها، ولكنهما يتناقضان تماماً في المعنى. فالفارق شاسع للغاية كالفارق بين النور والظلام وبين الخير والشر أو بين الحياة والموت. أحقاً يستطيع الانسان أنْ يُغيّر بين الأمل والألم تغيير أماكن الحروف وتجعل من الألم أمل في الحياة، فالأمل هو الحياة فلا حياة بلا أمل حتى نعيش لابد
...................................................................
أميرة الانصارى . ذات السادس والعشرون من عمرها تخرجت من كليه التجاره .قسم ادارة اعمال . بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ،تدير شركة والدها بعد وفاتة من خمس سنوات
ترجلت من سيارتها متانقه كعادتها ترتدى بدله كلاسيكيه فضفاضه بعض الشئ باللون الافندر وطرحه باللون الاوف وايت مما أعطها اناقه تخبئ عيونها الزرقاء الساحره تحت نظارتها الشمسيه اتجهت كعادتها اللى داخل الشركه وسط انتباه من جميع الموظفين بالشركه فهم يعرفونها جيدا كم هى جاده ولا تتهاون فى اى خطاء دلفت الى مكتبها وفورا طلبت سكرتيرتها الخاصه
جلست بمكتبها تفكر كيف ستفاجئ خطيبها حتى تسعده ،ويكون شريكها في شركتها كما سيكون شريكها في حياتها. فاقت من شرودها عندما دلفت سكرتيرتها الى المكتب قائله
نهى احمد رشدى.ذات السادس والعشرون من عمرها صديقه طفولتها تخرجت معها من نفس الكليه فتاه هادئه رقيقه .تتعامل مع أميرة كأخت لها
.. افندم يا انسه أميرة
نظرت اليها أميرة بأستغراب قائله
....ايه انسه وافندم ايه يا بنتي انت ناسيه انك صديقه عمرى واكتر دا انتى تؤم قلبى،
وغمزتها مردفه
... افندم وانسه وحضرتك والكلام ده لما يكون في في عملاء انما بيني وبينك مع بعض كده نهى وميره ولا انتى خلاص بتطلتى تدلعينى
أجابتها بمرح
...صراحه ياأميرة اول مابتدخلى الشركه الكل بيتكهرب الوش الخشب اللى بتلبسيه وانتى فى الشركه ده يخض انا نفسى بتوتر وبقلب جاد طول الوقت زى ما اتعودنا من بدايه شغلنا مع بعض فى الشركه
ضحكت أميرة من توترها وحديثها ووضعت الأوراق التى بيدها على المكتب قائله
.... انتى محسسانى انى امنا الغوله،وبعدين لازم اكون كده فى الشغل ولو كنت أتهاونت مع اى حد حتى نفسى كان زمانى قفلت الشركه
فأجابتها نهى بهدوء
...الحمد لله ياحبيتى انتى شاطره وقدرتى تكبرى الشركه وتخليها من افضل الشركات بالسوق
شعرت بالامتنان والراحة قائله
...الحمد لله بس طبعا منساش فضل ربنا عليا وفضل عمو احمد ساعدنى كتير وفهمنى الشغل ماشى ازى ووقف جنبى وتعب كتير علشان اوصل للى انا فيه دلوقتى
فحدثتها بنبره ضيق مصطنع قائله
....وانا نستينى خالص كده
فأجابتها أميرة بحب
...دا انتى حبيبه قلبى
المهم اتصلتى بمحامى الشركه وطلبتى يخلص الاوراق اللى طلبتها. وميتاخرش عن معاده
اعطت نهى لها بعض الأوراق قائله
... ايوه طبعا ياأميرة اتصلت بيه واكدت المعاد .،كمان ساعه هيكون هنا
القت نظره سريعه على الاوراق ثم نظرت لنهى
...تمام اول ما يجي دخليه فورا
...حاسه فى كلام عايزه تقوليه ومتردده اتكلمى
فأجابتها متردده
......انتى متاكده ياميرة من قرارك ده
تعجبت أميرة مما قالت
....طبعا متاكده .وجدا كمان ده ملك قلبى وساعدنى ومتنسيش أنه ساعدنى كتير ووقف جنبى وقت وفاة بابا وماما وشجعنى اكمل واكبر الشركه فدى أقل حاجه اقدمهاله
حاولت نهى أن تقنعها بتغيير قرارها قائله
....ياميره يا حبيبتى بابا قلك كتير بلاش ثقتك العميه دى فى حازم وانتى مفيش فايده وكمان كان معارض فكره الشراكه دى وبرضوا ركبتى دماغك واصريتى وهو محبش يزعلك وسابك براحتك
فأجابتها بمرح لتغير مجرى الحديث
.... اطلعى انتى منها بس عمو احمد ده حبيبى ومش بيزعل منى ولا بيحب يزعلنى وخلى بالك بيحبنى اكتر منك
استسلمت ولم تحاول إقناعها فلافائده
..... طيب ياستى اروح انا اشوف شغلى احسن صاحبه الشركه واحده عصبيه ومفتريه
ضحكت أميرة اثر اخر كلماتها قائله
....والله. بقا انا عصبيه ومفتريه طيب مخصوم منك تلات ايام من قعدتك مع عمو احمد بالبلكونه وهاخدهم انا وانا بشرب القهوه وبستمتع بحبه الكبير وحنيته وانتى لا
تركتها نهى تحت سعادت أميرة بهذه الاسره الحنونه والاخت الجميله التى عوضها الله بهم بعد وفاه والديها
... محدثه نفسها اخيرا يا حبيبي هتبقى شريكى فى الشركه وشريك حياتى كمان
كانت تنتظر بملل مرور الوقت حتى ياتي المحامى الخاص بشركتها لتذهب مسرعه باوراق الشراكه لتفاجئ خطيبها وحبيبها حازم وتدخل السرور لقلبه تركت هاتفها على المكتب وظلت تتحرك بكرسيها يمينا ويسارا في انتظار حتى دق باب المكتب فاردفت
.....اتفضل
دلف المحامى الخاص بشركتها ومعه الملف الخاص بالعقود جلس بالمقعد المقابل لمكتبها قائلا
... اتفضلي يا فندم كل الاوراق اللي حضرتك طلبتيها مش باقي غير توقيع حضرتك وتوقيع شريك حضرتك وبكده هيبقى نصيب حضرتك في الشركه 50% ونصيب الشريك 50% زي ما حضرتك طلبتى
وبعد التوقيع هيتم تسجيل الورق بشكل قانوني زي ما حضرتك أمرتي
تفحصت الأوراق بدقه قائله
...تمام حضرتك ممكن تتفضل واول ما يتم توقيع العقود هبعتها لحضرتك علشان التوثيق
غادر المحامى المكتب فقامت بالتوقيع على العقود
وارتسمت بوجهها ابتسامه سعاده .امسكت هاتفها لتخبر حازم انها تريد مقابلته لتفاجئه وتسعده ولكن للاسف كان هاتفه مغلق وضعت هاتفها على المكتب بضيق وهي تحادث نفسها
... ليه ياحازم قافل تليفونك دلوقتي. خلاص هبعت له على الوتس واقول له ان انا عايزاه ضرورى واول ما يفتح تليفونه يكلمنى
واردفت بسعاده
فاضل بس توقيع حازم وبكده يبقى كله تمام وهيبقى مفيش داعى أننا نأجل تحديد معاد الفرح ونتجوز قريب ونعيش بقا
وضعت الاوراق داخل خزنه سريه بمكتبها لايعلم أحد بوجودها .
وأما أن فتحت حساب الواتس الخاص بها لارسال رساله لحازم . وجدت رساله من رقم لا تعرفه
˝وقعت عيناها ثوان عليها، لكنها كانت كفيلة بأن تزلزل كيانها بالكامل. ارتجفت يدها حتى أفلتت الهاتف، وتجمدت في مكانها كأن الهواء حولها صار ثقيلًا لا يُحتمل.˝
˝ظلت تحدق في الشاشة، وشفتيها ترتعشان دون أن تصدر أي صوت، كأن الكلمات حفرت في قلبها جرحًا عميقًا لا شفاء منه.˝
وقفت أميرة مكانها، عيناها مسمرة على الشاشة، وملامحها تتبدل بين الذهول والغضب. الرسالة كانت قصيرة، لكنها كافية لتحطيم عالمها المثالي الذي ظنته آمنًا. أغلقت عينيها لوهلة، تأمل أن يكون ما رأته مجرد خيال أو كابوس يقظة. لكنها كانت الحقيقة. لم تستطع البقاء فى مكانها .
لملمت اشائها بسرعه متجه خارج مكتبها بل خارج الشركه كلها استغربت نهى تصرفها وخروجها بتلك السرعه وحالتها التى لم تفسرها جيدا فنادت عليها
....أميرة .أميرة. اميرة،استنى مالك فيه ايه ؟
لكن لم ترد عليها ،ذهبت بسرعه البرق ركبت سيارتها وتحركت بسرعه عاليه وهي شارده تائهه وعيناها مغرقه بالدموع لا تدري ماذا تفعل واين ستذهب وكلما زاد غضبها زادت سرعه قيادتها
شارده بذهنها تتذكر تلك الرساله التى صعقتها وعصفت بداخلها ببركان من الالم .لم تنتبه لسيرها عكس الاتجاه .
وللاسف وفي لحظه ظهرت سياره أمامها من العدم ولم تستطع التحكم في سيارتها وانقلبت بها عده مرات اغمضت عينها واستسلمت وكانها كانت تنتظر الموت ليخلصها من آلام قلبها والجنون الذى كاد يفتك عقلها وساد الظلام حولها وفقدت وعيها تماما
.............................................
˝أتمنى لكم قراءة ممتعة، ودعمًا يعينني على الاستمرار. أستودعكم الله، دمتم بخير وسعادة.˝ 🌹♥️. ❝ ⏤إلهام عمر
❞ سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته ˝
.......................
الفصل الاول
........
ألم˝ و˝أمل˝ لفظان يشتركان في الحروف نفسها، ولكنهما يتناقضان تماماً في المعنى. فالفارق شاسع للغاية كالفارق بين النور والظلام وبين الخير والشر أو بين الحياة والموت. أحقاً يستطيع الانسان أنْ يُغيّر بين الأمل والألم تغيير أماكن الحروف وتجعل من الألم أمل في الحياة، فالأمل هو الحياة فلا حياة بلا أمل حتى نعيش لابد
..................................
أميرة الانصارى . ذات السادس والعشرون من عمرها تخرجت من كليه التجاره .قسم ادارة اعمال . بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ،تدير شركة والدها بعد وفاتة من خمس سنوات
ترجلت من سيارتها متانقه كعادتها ترتدى بدله كلاسيكيه فضفاضه بعض الشئ باللون الافندر وطرحه باللون الاوف وايت مما أعطها اناقه تخبئ عيونها الزرقاء الساحره تحت نظارتها الشمسيه اتجهت كعادتها اللى داخل الشركه وسط انتباه من جميع الموظفين بالشركه فهم يعرفونها جيدا كم هى جاده ولا تتهاون فى اى خطاء دلفت الى مكتبها وفورا طلبت سكرتيرتها الخاصه
جلست بمكتبها تفكر كيف ستفاجئ خطيبها حتى تسعده ،ويكون شريكها في شركتها كما سيكون شريكها في حياتها. فاقت من شرودها عندما دلفت سكرتيرتها الى المكتب قائله
نهى احمد رشدى.ذات السادس والعشرون من عمرها صديقه طفولتها تخرجت معها من نفس الكليه فتاه هادئه رقيقه .تتعامل مع أميرة كأخت لها
وغمزتها مردفه
.. افندم وانسه وحضرتك والكلام ده لما يكون في في عملاء انما بيني وبينك مع بعض كده نهى وميره ولا انتى خلاص بتطلتى تدلعينى
أجابتها بمرح
..صراحه ياأميرة اول مابتدخلى الشركه الكل بيتكهرب الوش الخشب اللى بتلبسيه وانتى فى الشركه ده يخض انا نفسى بتوتر وبقلب جاد طول الوقت زى ما اتعودنا من بدايه شغلنا مع بعض فى الشركه
ضحكت أميرة من توترها وحديثها ووضعت الأوراق التى بيدها على المكتب قائله
.. انتى محسسانى انى امنا الغوله،وبعدين لازم اكون كده فى الشغل ولو كنت أتهاونت مع اى حد حتى نفسى كان زمانى قفلت الشركه
فأجابتها نهى بهدوء
..الحمد لله ياحبيتى انتى شاطره وقدرتى تكبرى الشركه وتخليها من افضل الشركات بالسوق
اعطت نهى لها بعض الأوراق قائله
.. ايوه طبعا ياأميرة اتصلت بيه واكدت المعاد .،كمان ساعه هيكون هنا
القت نظره سريعه على الاوراق ثم نظرت لنهى
..تمام اول ما يجي دخليه فورا
..حاسه فى كلام عايزه تقوليه ومتردده اتكلمى
فأجابتها متردده
...انتى متاكده ياميرة من قرارك ده
تعجبت أميرة مما قالت
..طبعا متاكده .وجدا كمان ده ملك قلبى وساعدنى ومتنسيش أنه ساعدنى كتير ووقف جنبى وقت وفاة بابا وماما وشجعنى اكمل واكبر الشركه فدى أقل حاجه اقدمهاله
حاولت نهى أن تقنعها بتغيير قرارها قائله
..ياميره يا حبيبتى بابا قلك كتير بلاش ثقتك العميه دى فى حازم وانتى مفيش فايده وكمان كان معارض فكره الشراكه دى وبرضوا ركبتى دماغك واصريتى وهو محبش يزعلك وسابك براحتك
فأجابتها بمرح لتغير مجرى الحديث
.. اطلعى انتى منها بس عمو احمد ده حبيبى ومش بيزعل منى ولا بيحب يزعلنى وخلى بالك بيحبنى اكتر منك
ضحكت أميرة اثر اخر كلماتها قائله
..والله. بقا انا عصبيه ومفتريه طيب مخصوم منك تلات ايام من قعدتك مع عمو احمد بالبلكونه وهاخدهم انا وانا بشرب القهوه وبستمتع بحبه الكبير وحنيته وانتى لا
تركتها نهى تحت سعادت أميرة بهذه الاسره الحنونه والاخت الجميله التى عوضها الله بهم بعد وفاه والديها
.. محدثه نفسها اخيرا يا حبيبي هتبقى شريكى فى الشركه وشريك حياتى كمان
كانت تنتظر بملل مرور الوقت حتى ياتي المحامى الخاص بشركتها لتذهب مسرعه باوراق الشراكه لتفاجئ خطيبها وحبيبها حازم وتدخل السرور لقلبه تركت هاتفها على المكتب وظلت تتحرك بكرسيها يمينا ويسارا في انتظار حتى دق باب المكتب فاردفت
...اتفضل
دلف المحامى الخاص بشركتها ومعه الملف الخاص بالعقود جلس بالمقعد المقابل لمكتبها قائلا
.. اتفضلي يا فندم كل الاوراق اللي حضرتك طلبتيها مش باقي غير توقيع حضرتك وتوقيع شريك حضرتك وبكده هيبقى نصيب حضرتك في الشركه 50% ونصيب الشريك 50% زي ما حضرتك طلبتى
وبعد التوقيع هيتم تسجيل الورق بشكل قانوني زي ما حضرتك أمرتي
تفحصت الأوراق بدقه قائله
..تمام حضرتك ممكن تتفضل واول ما يتم توقيع العقود هبعتها لحضرتك علشان التوثيق
غادر المحامى المكتب فقامت بالتوقيع على العقود
وارتسمت بوجهها ابتسامه سعاده .امسكت هاتفها لتخبر حازم انها تريد مقابلته لتفاجئه وتسعده ولكن للاسف كان هاتفه مغلق وضعت هاتفها على المكتب بضيق وهي تحادث نفسها
.. ليه ياحازم قافل تليفونك دلوقتي. خلاص هبعت له على الوتس واقول له ان انا عايزاه ضرورى واول ما يفتح تليفونه يكلمنى
واردفت بسعاده
فاضل بس توقيع حازم وبكده يبقى كله تمام وهيبقى مفيش داعى أننا نأجل تحديد معاد الفرح ونتجوز قريب ونعيش بقا
وضعت الاوراق داخل خزنه سريه بمكتبها لايعلم أحد بوجودها .
وأما أن فتحت حساب الواتس الخاص بها لارسال رساله لحازم . وجدت رساله من رقم لا تعرفه
˝وقعت عيناها ثوان عليها، لكنها كانت كفيلة بأن تزلزل كيانها بالكامل. ارتجفت يدها حتى أفلتت الهاتف، وتجمدت في مكانها كأن الهواء حولها صار ثقيلًا لا يُحتمل.˝
˝ظلت تحدق في الشاشة، وشفتيها ترتعشان دون أن تصدر أي صوت، كأن الكلمات حفرت في قلبها جرحًا عميقًا لا شفاء منه.˝
وقفت أميرة مكانها، عيناها مسمرة على الشاشة، وملامحها تتبدل بين الذهول والغضب. الرسالة كانت قصيرة، لكنها كافية لتحطيم عالمها المثالي الذي ظنته آمنًا. أغلقت عينيها لوهلة، تأمل أن يكون ما رأته مجرد خيال أو كابوس يقظة. لكنها كانت الحقيقة. لم تستطع البقاء فى مكانها .
لملمت اشائها بسرعه متجه خارج مكتبها بل خارج الشركه كلها استغربت نهى تصرفها وخروجها بتلك السرعه وحالتها التى لم تفسرها جيدا فنادت عليها
..أميرة .أميرة. اميرة،استنى مالك فيه ايه ؟
لكن لم ترد عليها ،ذهبت بسرعه البرق ركبت سيارتها وتحركت بسرعه عاليه وهي شارده تائهه وعيناها مغرقه بالدموع لا تدري ماذا تفعل واين ستذهب وكلما زاد غضبها زادت سرعه قيادتها
شارده بذهنها تتذكر تلك الرساله التى صعقتها وعصفت بداخلها ببركان من الالم .لم تنتبه لسيرها عكس الاتجاه .
وللاسف وفي لحظه ظهرت سياره أمامها من العدم ولم تستطع التحكم في سيارتها وانقلبت بها عده مرات اغمضت عينها واستسلمت وكانها كانت تنتظر الموت ليخلصها من آلام قلبها والجنون الذى كاد يفتك عقلها وساد الظلام حولها وفقدت وعيها تماما
.......................
˝أتمنى لكم قراءة ممتعة، ودعمًا يعينني على الاستمرار. أستودعكم الله، دمتم بخير وسعادة.˝ 🌹♥️. ❝
❞ هي قادمة من لندن منذ أيام بعد سياحة قصيرة... ذهبت وعلى وجهها براءة وفي خطوتها حياء.. وعادت متنمرة متحفزة تتدلى من شفتيها سيجارة تنفث دخانها متواصلا كمدخنة , وقد وضعت ساقاً على ساق وراحت تحملق في وجهي في صرامة وحدة ..
كنت في عجب من التغير السريع ..
أين ذهبت الأنوثة الفياضة والملامح اللذيذة الهشة مثل غزل البنات التي كانت تتلون بحمرة الخجل لأقل خاطر
أنا أمام شيخ غفر
سألت في توجس لعلي أكتشف السر ..
ترى , كيف رأيت لندن ؟
جاء ردها كطلقات مدفع رشاش
رأيت الجنة .. إنهم هناك يعيشون في الجنة.. حرية .. حرية .. حرية في كل شيء .. البنت هناك تفعل ما تشاء كما تشاء .. تخرج وقتما تريد تعود وقتما تريد .. أو لا تعود .. إذا حلا لها أن لاتعود .. تعانق فتاها أمام الجميع , وتقبله أمام الجميع , وتختلي به ويختلي بها , وتفعل به ويفعل بها كل ما يلذ لهما دون خوف من أن تتلصص عيون الآخرين لتعرف ماذا يجري تحت الملاءة .. العسكري يحرس المنظر الجميل من الفضوليين ويحمي الخلوة بقوة القانون .. الأهل يباركون هذه الحرية الجنسية ولا يدسّون أنفهم فيها ، لا أحد يسأل .. هل هو زوجك .. هل هو خطيبك .. متى نقول مبروك .. كل واحد في حاله .. كل واحد له لذته وخلوته وصاحبته..
هذه هي الحياة .. هذا هو التقدم .. هذه هي الجنة ..
كنت أستمع في دهشة .. وأذكر زيارتي أنا الآخر للندن وكيف أعجبت بها .. ولكن لسبب آخر مختلف تماما .. فقد أعجبني فيها النظام والجدية والعمل والإنتاج والديمقراطية... ولم ألق بالا لظاهرة الهيبيز والتحلل الجنسي.. فقد رأيت فيها في ذلك الوقت مظهرا لتداعي إمبراطورية عظيمة وعرضا من أعراض تصدعها .. ولو أن شباب بريطانيا بدا بهذه الصورة الرخوة المنحلة لما قام لبريطانيا بتاء تحت الشمس , ولما استطاعت أن تقتحم بأساطيلها البحار السبعة .. قصة ميلاد وموت الإمبراطوريات كما تعلمناها من التاريخ.. تبدأ بالعصامية والفقر والصبر والكفاح وتنتهي بالشيخوخة في الترف والإنحلال .. قصة لا يمل التاريخ من تكرارها على أسماعنا .. وأفقت من ذكرياتي وتأملاتي على صوت صاحبتنا يصفعني من جديد..
هيه . متى تتقدمون أيها الرجال .. وتخلعون عنكم ثياب الرجعية والتخلف وتعاملون المرأة كآدمية لها الحق في أن تستمتع .. متى نعيش أحرارا ؟
قلت وأنا مازلت مندهشاً من هذا التحفز في نبراتها
ولكنك على ما اعلم حرة .. أنت حرة .. في إمكانك أن تفعلي ما تشائين .. ليس في رفقتك شرطي وليس في يدك أغلال .. ولست رهن تحقيق أو اعتقال .. وإذا قررت بينك وبين نفسك أن تفوزي بمتعة فأنت تحصلين عليها في غفلة من الجميع وبرغم أنفهم
فصاحت بحدة
ولماذا لا أستمتع علنا أمام الكل ؟ لماذا لا تكون الأحضان والقبلات مثل التموين المشروع نتبادلها دون خوف ؟ لماذا لا تكون الحرية الجنسية في بطاقة تمويننا ؟ مثل السكر والزيت والشاي حقا مقررا لا نقاش فيه ولا عيب ولا حرام ؟
لبثت لحظة أمسك رأسي محملقا في هذه التي عرفتها عذراء مثل فتافيت السكر .. كيف تتكلم في ضراوة مثل الغولة ؟
وأعجب ما في الأمر .. أنها كانت تتكلم في زهو و خيلاء .. وكأنما تحمل إلى العالم بشارة جديدة أو نظرية عميقة أو مذهبا فلسفيا
قلت لها
ولكن هذا مذهب القرود .. وهو امر قديم جدا لا تقدم فيه ولا تقدمية .. فالقرود يتناكحون ويتلاقحون ويتعانقون في الأقفاص ونحن نصفق لهم ونبارك حريتهم ونلقي إليهم بالموز والسوداني.. هذه نظرية لا يحتاج اكتشافها رحلة إلى لندن وإنما تكفي رحلة إلى جبلاية القرود .. لقد كلفت نفسك مشوارا طويلا دون مقتضى
قالت في غيظ ..
سوف تعود إلى كلامك الفارغ
والحقيقة أنني كنت في حيرة من كل هذا الغل الذي جرى به الحوار.. فليس بيننا ثأر قديم على ما أعلم وإن كنت أدعو إلى العفة .. فإني لا أفعل ذلك لحسابي الخاص.. وإنما هي حقيقة وخبرة وممارسة ومعاناة وخلاصة عمر.. أحاول أن أوصل ثمرتها إلى الآخرين.. وأطرح أمامهم رأيا حرا وليس في المسألة تحد
وجاءني صوتها عنيداً مكابراً
على العموم إذا كنت أتفادى الصدام معكم إلى الآن .. وإذا كنت أخضع أحيانا لتقاليدكم البالية أيها الرجال .. فإنما أفعل هذا إشفاقا عليكم لأنكم مساكين.. إشفاقا على الأب والأخ والصديق
أخيرا قالت كلمة حق .. فنحن فعلا مساكين .. ومع مثل هذه العقلية النسائية سنكون جيلا مسكينا من الرجال
وليست جنة أبداً تلك الخلوة التي تجمعنا مع مثل هذه العينة من النساء ولو كانت في هايدبارك في لندن تحت أشجار الزيزفون يفعل كل منا بالآخر ما يلذ له ..
فهؤلاء لسن نساء .. إنما غيلان
ونظرت إلى وجهها المتنمر ورحت أبحث عن فتافيت السكر التي كانت تلمس شغاف القلب .. فوجدت وجها تبخرت منه الأنثى وبقي شيء متصلب لا يصلح لأن يكون وجها لأنثى ولا وجها لرجل .. ولا حتى سحنة لشيخ الغفر!
من كتاب / الروح والجسد
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ هي قادمة من لندن منذ أيام بعد سياحة قصيرة.. ذهبت وعلى وجهها براءة وفي خطوتها حياء. وعادت متنمرة متحفزة تتدلى من شفتيها سيجارة تنفث دخانها متواصلا كمدخنة , وقد وضعت ساقاً على ساق وراحت تحملق في وجهي في صرامة وحدة .
كنت في عجب من التغير السريع .
أين ذهبت الأنوثة الفياضة والملامح اللذيذة الهشة مثل غزل البنات التي كانت تتلون بحمرة الخجل لأقل خاطر
أنا أمام شيخ غفر
سألت في توجس لعلي أكتشف السر .
ترى , كيف رأيت لندن ؟
جاء ردها كطلقات مدفع رشاش
رأيت الجنة . إنهم هناك يعيشون في الجنة. حرية . حرية . حرية في كل شيء . البنت هناك تفعل ما تشاء كما تشاء . تخرج وقتما تريد تعود وقتما تريد . أو لا تعود . إذا حلا لها أن لاتعود . تعانق فتاها أمام الجميع , وتقبله أمام الجميع , وتختلي به ويختلي بها , وتفعل به ويفعل بها كل ما يلذ لهما دون خوف من أن تتلصص عيون الآخرين لتعرف ماذا يجري تحت الملاءة . العسكري يحرس المنظر الجميل من الفضوليين ويحمي الخلوة بقوة القانون . الأهل يباركون هذه الحرية الجنسية ولا يدسّون أنفهم فيها ، لا أحد يسأل . هل هو زوجك . هل هو خطيبك . متى نقول مبروك . كل واحد في حاله . كل واحد له لذته وخلوته وصاحبته.
هذه هي الحياة . هذا هو التقدم . هذه هي الجنة .
كنت أستمع في دهشة . وأذكر زيارتي أنا الآخر للندن وكيف أعجبت بها . ولكن لسبب آخر مختلف تماما . فقد أعجبني فيها النظام والجدية والعمل والإنتاج والديمقراطية.. ولم ألق بالا لظاهرة الهيبيز والتحلل الجنسي. فقد رأيت فيها في ذلك الوقت مظهرا لتداعي إمبراطورية عظيمة وعرضا من أعراض تصدعها . ولو أن شباب بريطانيا بدا بهذه الصورة الرخوة المنحلة لما قام لبريطانيا بتاء تحت الشمس , ولما استطاعت أن تقتحم بأساطيلها البحار السبعة . قصة ميلاد وموت الإمبراطوريات كما تعلمناها من التاريخ. تبدأ بالعصامية والفقر والصبر والكفاح وتنتهي بالشيخوخة في الترف والإنحلال . قصة لا يمل التاريخ من تكرارها على أسماعنا . وأفقت من ذكرياتي وتأملاتي على صوت صاحبتنا يصفعني من جديد.
هيه . متى تتقدمون أيها الرجال . وتخلعون عنكم ثياب الرجعية والتخلف وتعاملون المرأة كآدمية لها الحق في أن تستمتع . متى نعيش أحرارا ؟
قلت وأنا مازلت مندهشاً من هذا التحفز في نبراتها
ولكنك على ما اعلم حرة . أنت حرة . في إمكانك أن تفعلي ما تشائين . ليس في رفقتك شرطي وليس في يدك أغلال . ولست رهن تحقيق أو اعتقال . وإذا قررت بينك وبين نفسك أن تفوزي بمتعة فأنت تحصلين عليها في غفلة من الجميع وبرغم أنفهم
فصاحت بحدة
ولماذا لا أستمتع علنا أمام الكل ؟ لماذا لا تكون الأحضان والقبلات مثل التموين المشروع نتبادلها دون خوف ؟ لماذا لا تكون الحرية الجنسية في بطاقة تمويننا ؟ مثل السكر والزيت والشاي حقا مقررا لا نقاش فيه ولا عيب ولا حرام ؟
لبثت لحظة أمسك رأسي محملقا في هذه التي عرفتها عذراء مثل فتافيت السكر . كيف تتكلم في ضراوة مثل الغولة ؟
وأعجب ما في الأمر . أنها كانت تتكلم في زهو و خيلاء . وكأنما تحمل إلى العالم بشارة جديدة أو نظرية عميقة أو مذهبا فلسفيا
قلت لها
ولكن هذا مذهب القرود . وهو امر قديم جدا لا تقدم فيه ولا تقدمية . فالقرود يتناكحون ويتلاقحون ويتعانقون في الأقفاص ونحن نصفق لهم ونبارك حريتهم ونلقي إليهم بالموز والسوداني. هذه نظرية لا يحتاج اكتشافها رحلة إلى لندن وإنما تكفي رحلة إلى جبلاية القرود . لقد كلفت نفسك مشوارا طويلا دون مقتضى
قالت في غيظ .
سوف تعود إلى كلامك الفارغ
والحقيقة أنني كنت في حيرة من كل هذا الغل الذي جرى به الحوار. فليس بيننا ثأر قديم على ما أعلم وإن كنت أدعو إلى العفة . فإني لا أفعل ذلك لحسابي الخاص. وإنما هي حقيقة وخبرة وممارسة ومعاناة وخلاصة عمر. أحاول أن أوصل ثمرتها إلى الآخرين. وأطرح أمامهم رأيا حرا وليس في المسألة تحد
وجاءني صوتها عنيداً مكابراً
على العموم إذا كنت أتفادى الصدام معكم إلى الآن . وإذا كنت أخضع أحيانا لتقاليدكم البالية أيها الرجال . فإنما أفعل هذا إشفاقا عليكم لأنكم مساكين. إشفاقا على الأب والأخ والصديق
أخيرا قالت كلمة حق . فنحن فعلا مساكين . ومع مثل هذه العقلية النسائية سنكون جيلا مسكينا من الرجال
وليست جنة أبداً تلك الخلوة التي تجمعنا مع مثل هذه العينة من النساء ولو كانت في هايدبارك في لندن تحت أشجار الزيزفون يفعل كل منا بالآخر ما يلذ له .
فهؤلاء لسن نساء . إنما غيلان
ونظرت إلى وجهها المتنمر ورحت أبحث عن فتافيت السكر التي كانت تلمس شغاف القلب . فوجدت وجها تبخرت منه الأنثى وبقي شيء متصلب لا يصلح لأن يكون وجها لأنثى ولا وجها لرجل . ولا حتى سحنة لشيخ الغفر!
من كتاب / الروح والجسد
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝