❞ لي صديق كان زميلي أيام الدراسة الثانوية .. ثم افترقنا وألقت بنا الدنيا كل واحد في طريق ثم عدنا بعد سنوات لنلتقي ..
وأصبح من عادته كلما لقيني أن يشكو .. وأصبح من عادتي أن أستمع .. وأنظر إلى وجهه الشاحب وشفتيه المزمومتين دائماً كأنما على ثأر بايت ..
وشكواه دائما هي .. هي .. لا تتغير .. حتى نبراته .. حتى كلماته التي يقولها وهو يطحن أضراسه ..
أريد أن أحيا كما يحيا السعداء الأغنياء .. لا تقل لي إن معظم الأغنياء غير سعداء .. لا تحاول أن تفلسف لي الفقر .. وتشوه لي الغنى .. أنا عارف كلامكم يا أدباء ، أريد أن أكون غنياً .. ولست راضياً بالمرة عن نفسي .. وعن وضعي الحالي .. عايز فلوس .. فلوس .. عايز يكون عندي عربية وشقة فيها بوتوجاز وثلاجة وبيك أب وريكوردر .. عايز أسكن في عمارة فيها أسانسير .. ويكون عندي على الأقل خمس بدل جديدة .. عايز أدخل السينما وأقعد بنوار .. مش صالة ..
عايز أدخل الكباريهات والبارات .. عايز أعرف إيه الموجود داخل هذه العلب التي قرأت عنها حتى امتلأت رأسي كلاماً .. عايز أشوف بعيني وأسمع بودني .. عايز أعيش .. أعيش .
أنا عايش في حرمان .. إوعى تقوللي ربنا عايز كده .. ربنا مش عايز كده .. ربنا عايزني أعيش وخلقني عشان أعيش وأتحرك وأشعر وألمس وأحس بكل حاجة ..
لقد كفرت بالمثل العليا .. كفرت بالأخلاق .. والفضائل والمبادىء .. كلها كلمات جوفاء لا معنى لها عندي .. الحقيقة الوحيدة التي أعرفها أني فقير .. ليس لي فدان تِرك ولا بقرة شِرك . كل أملاكي هي ماهيتي .. ثلاثون جنيهاً فقط ..
موظف صغير حقير . والدي متوفي ويشاركني في هذا المبلغ أم وثلاثة إخوة .. وكلهم سعداء لأنهم لا يشعرون ... أما أنا فأشعر .. أشعر دائما أني ميت .. أشعر أني أتمنى أشياء لا أستطيع أن أحصل عليها .. وأشعر في لحظات أني على وشك أن أكون قاتلاً أو لصاً أو سفاحاً أو محتالاً أو مُهرِب مخدرات ..
في حلقي مرارة لا تطفئها إلا الخيالات المريضة .
لا تقل لي إبحث عن عمل آخر أو اشتغل بالتجارة ..
أين الوقت لكل هذا .. وعملي في المطار .. وسكَنى بشبرا ، وخروجى كل يوم في السابعة صباحاً وعودتي في الخامسة بعد الظهر مرهقاً .. مُتعباً .. لا أصلح لشيئ ..
لاتقل لي هناك ملايين مثلك وأقل منك وسعداء ..
هذا صحيح .. أنا أعلم هذا ولكنهم خُلقوا هكذا .. شعورهم هكذا .. و لكني أنا شيء آخر .. وشعوري شيء آخر .. والمهم هو أنا ..أنا ..
ومن عادته أن يكرر أنا .. أنا .. عدة مرات وهو شارد .. ينظر إليَّ بشفتيه المزمومتين كأنه يحاسبني .. وكأني أنا المسئول عن عذابه .. ثم يمضي إلى حاله وأمضي أنا إلى حالي ..
ولكن شبحه يظل يلاحقني .. شفتاه المزمومتان ..
ونبراته الحادة .. وكلماته التي ينطقها في مرارة ويضغطها بين أسنانه مرة .. بعد مرة .. أنا .. أنا ..
نعم هنا العذاب كله .. في هذه الكلمة .. أنا ..
ليس عذابه في ظروفه وفقره وإيراده الصغير .. وإنما عذابه في نفسه هو ..
هناك ملايين الفقراء يعيشون مثله وأقل منه ولا يحسون بهذه الإحساسات ..
إن عذابه في عناصر شخصيته التي تتأجج إلى جوار بعضها ويشعل كل واحد منها الآخر ..
رغبة حادة بلا عقل .. وشهوة بلا ضابط .. وأحلام بلا وسائل وأمنيات ملحة وإرادة عقيمة .. وإحساسات مرهفة وأفق ضيق .. ولهفة مشبوبة .. وصبر نافد ..
وكلها تصطدم في النهاية وتتحول إلى أسباب للشقاء والحقد .. ولا تتحول إلى عمل وفعالية أبداً .. وهو بعُودِهِ النحيل ووجهه الشاحب الهضيم يبدو دائماً كمشروع جريمة ..
وأنا لا أؤمن بأن الإنسان عبد للظروف وأنه مُسيَّر ولا اختيار له إطلاقاً ..
ظروف الفقر والجهل والمرض والتربية السيئة لا تحتم الفشل في نظري .. بل هي أحياناً تؤدي إلى النبوغ والخير والعبقرية .. لأن العامل الحاسم هو دائماً الظرف الداخلي .. الظرف النفسي ..
وأخطر ظروف الجريمة ، هو المجرم نفسه .. وأخطر دوافع الجريمة هو المجرم نفسه ..
هي اللحظة الحاسمة التي تصل فيها شخصيته لدرجة الغليان وتفور عناصرها لتُفقده الصواب .
هذه العملية الداخلية المستترة في نفوسنا .. النية .. والإحساس .. والإنفعال .. والتصور .. والتردد .. والعزم .. والإندفاع .. هي مفتاح مصيرنا ..
وطالما سألت نفسي .. هل الإنسان يستطيع السيطرة على هذه العملية ..
هل يستطيع صاحبي أن يحكم غضبه .. ويسوس نفسه .. ويقود ثورته .. ويتحكم في انفعالاته .. ويتعقل حقده .. وحسده .
أعتقد أنه يستطيع ..
أعتقد أن حبل الحرية ممدود في نفوسنا وأننا نستطيع أن نلوذ به دائماً ..
يد الله تمد لنا هذا الحبل دائماً ولكنّا لا نراها ..
في أعماقنا طاقة ضوء نستطيع أن نطل منها ونستنجد .
لسنا حجرات مغلقة مظلمة .. تحتوي على الظروف . وتعكس مؤثرات البيئة فقط بدون حرية وبدون تصرف وبدون إرادة .. ولسنا حفراً تتجمع فيها الظروف والفقر والجهل والمرض والأبواب المسدودة ..
هناك الحرية دائماً في قاع المشكلة .. وهناك يد الله ورحمته .
لسنا كعيدان القش تحملنا الأمواج .. ويقذف بنا التيار .. وإنما نحن نستطيع أن نسير ضد الريح .. ونسبح ضد التيار .. وضد الظروف غير المواتية أحياناً .
إن الشجرة وهي نوع منحط من أنواع الحياة .. تنمو إلى فوق ضد الجاذبية الأرضية . والعصارة تجري فيها إلى فوق ضد الجاذبية الأرضية .. وضد قوانين السوائل والضغط الجوى .. وضد الظروف الفيزيقية ..
وهي تقف صلبة سامقة في وجه الريح . لا تنحني للطبيعة .. وهي شجرة عاجزة عمياء مزروعة في الأرض مقيدة بجذورها .. فما بال الإنسان سيد الكائنات الحية جميعها .. وله ساقان يجري بهما .. وعينان يبصر بهما .. وعقل يفكر به .. وقلب يحس به .
أنا لا أصدق أبداً خرافة المصير المحتوم .. والظروف التي تضرب على الناس الذِلّة والمسكنة .. فلا يُبقي لهم إلا الشكوى والسباب .. والجريمة ..
هناك حل دائماً .. هناك مَخرَج .. طالما أن هناك إيمان .
والمشكلة ليست الظروف ..
الظروف تتشابه في العائلة الواحدة .. ومع هذا يفترق الأخوة على طرق المصير .. واحد يَنبُغ .. والآخر يرتكب جريمة قتل .. والثالث يشحذ .. والرابع يدمن المخدرات .
المشكلة هي الانسان ..
الإنسان هو الظرف الحاسم .. والعامل المهم في الحياة .. وحينما تنسد كل الأبواب أمامه يظل هناك باب مفتوح في داخله .. هو الباب المفتوح على الرحمة الإلهية ..
وحينما يصرخ من اليأس .. فلأنه أغلق بيده هذا الباب أيضاً .. وأعطى ظهره لربه وخالقه .
وأنا أعتقد أن صاحبي يستطيع أن يفعل شيئاً .. يستطيع أن يكف عن الشروع في جريمة .. ويبدأ في الشروع في عمل آخر ناجح ..
مقال : مشروع جريمة
من كتاب / في الحب و الحياة
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ لي صديق كان زميلي أيام الدراسة الثانوية . ثم افترقنا وألقت بنا الدنيا كل واحد في طريق ثم عدنا بعد سنوات لنلتقي .
وأصبح من عادته كلما لقيني أن يشكو . وأصبح من عادتي أن أستمع . وأنظر إلى وجهه الشاحب وشفتيه المزمومتين دائماً كأنما على ثأر بايت .
وشكواه دائما هي . هي . لا تتغير . حتى نبراته . حتى كلماته التي يقولها وهو يطحن أضراسه .
أريد أن أحيا كما يحيا السعداء الأغنياء . لا تقل لي إن معظم الأغنياء غير سعداء . لا تحاول أن تفلسف لي الفقر . وتشوه لي الغنى . أنا عارف كلامكم يا أدباء ، أريد أن أكون غنياً . ولست راضياً بالمرة عن نفسي . وعن وضعي الحالي . عايز فلوس . فلوس . عايز يكون عندي عربية وشقة فيها بوتوجاز وثلاجة وبيك أب وريكوردر . عايز أسكن في عمارة فيها أسانسير . ويكون عندي على الأقل خمس بدل جديدة . عايز أدخل السينما وأقعد بنوار . مش صالة .
عايز أدخل الكباريهات والبارات . عايز أعرف إيه الموجود داخل هذه العلب التي قرأت عنها حتى امتلأت رأسي كلاماً . عايز أشوف بعيني وأسمع بودني . عايز أعيش . أعيش .
أنا عايش في حرمان . إوعى تقوللي ربنا عايز كده . ربنا مش عايز كده . ربنا عايزني أعيش وخلقني عشان أعيش وأتحرك وأشعر وألمس وأحس بكل حاجة .
لقد كفرت بالمثل العليا . كفرت بالأخلاق . والفضائل والمبادىء . كلها كلمات جوفاء لا معنى لها عندي . الحقيقة الوحيدة التي أعرفها أني فقير . ليس لي فدان تِرك ولا بقرة شِرك . كل أملاكي هي ماهيتي . ثلاثون جنيهاً فقط .
موظف صغير حقير . والدي متوفي ويشاركني في هذا المبلغ أم وثلاثة إخوة . وكلهم سعداء لأنهم لا يشعرون .. أما أنا فأشعر . أشعر دائما أني ميت . أشعر أني أتمنى أشياء لا أستطيع أن أحصل عليها . وأشعر في لحظات أني على وشك أن أكون قاتلاً أو لصاً أو سفاحاً أو محتالاً أو مُهرِب مخدرات .
في حلقي مرارة لا تطفئها إلا الخيالات المريضة .
لا تقل لي إبحث عن عمل آخر أو اشتغل بالتجارة .
أين الوقت لكل هذا . وعملي في المطار . وسكَنى بشبرا ، وخروجى كل يوم في السابعة صباحاً وعودتي في الخامسة بعد الظهر مرهقاً . مُتعباً . لا أصلح لشيئ .
لاتقل لي هناك ملايين مثلك وأقل منك وسعداء .
هذا صحيح . أنا أعلم هذا ولكنهم خُلقوا هكذا . شعورهم هكذا . و لكني أنا شيء آخر . وشعوري شيء آخر . والمهم هو أنا .أنا .
ومن عادته أن يكرر أنا . أنا . عدة مرات وهو شارد . ينظر إليَّ بشفتيه المزمومتين كأنه يحاسبني . وكأني أنا المسئول عن عذابه . ثم يمضي إلى حاله وأمضي أنا إلى حالي .
ولكن شبحه يظل يلاحقني . شفتاه المزمومتان .
ونبراته الحادة . وكلماته التي ينطقها في مرارة ويضغطها بين أسنانه مرة . بعد مرة . أنا . أنا .
نعم هنا العذاب كله . في هذه الكلمة . أنا .
ليس عذابه في ظروفه وفقره وإيراده الصغير . وإنما عذابه في نفسه هو .
هناك ملايين الفقراء يعيشون مثله وأقل منه ولا يحسون بهذه الإحساسات .
إن عذابه في عناصر شخصيته التي تتأجج إلى جوار بعضها ويشعل كل واحد منها الآخر .
رغبة حادة بلا عقل . وشهوة بلا ضابط . وأحلام بلا وسائل وأمنيات ملحة وإرادة عقيمة . وإحساسات مرهفة وأفق ضيق . ولهفة مشبوبة . وصبر نافد .
وكلها تصطدم في النهاية وتتحول إلى أسباب للشقاء والحقد . ولا تتحول إلى عمل وفعالية أبداً . وهو بعُودِهِ النحيل ووجهه الشاحب الهضيم يبدو دائماً كمشروع جريمة .
وأنا لا أؤمن بأن الإنسان عبد للظروف وأنه مُسيَّر ولا اختيار له إطلاقاً .
ظروف الفقر والجهل والمرض والتربية السيئة لا تحتم الفشل في نظري . بل هي أحياناً تؤدي إلى النبوغ والخير والعبقرية . لأن العامل الحاسم هو دائماً الظرف الداخلي . الظرف النفسي .
وأخطر ظروف الجريمة ، هو المجرم نفسه . وأخطر دوافع الجريمة هو المجرم نفسه .
هي اللحظة الحاسمة التي تصل فيها شخصيته لدرجة الغليان وتفور عناصرها لتُفقده الصواب .
هذه العملية الداخلية المستترة في نفوسنا . النية . والإحساس . والإنفعال . والتصور . والتردد . والعزم . والإندفاع . هي مفتاح مصيرنا .
وطالما سألت نفسي . هل الإنسان يستطيع السيطرة على هذه العملية .
هل يستطيع صاحبي أن يحكم غضبه . ويسوس نفسه . ويقود ثورته . ويتحكم في انفعالاته . ويتعقل حقده . وحسده .
أعتقد أنه يستطيع .
أعتقد أن حبل الحرية ممدود في نفوسنا وأننا نستطيع أن نلوذ به دائماً .
يد الله تمد لنا هذا الحبل دائماً ولكنّا لا نراها .
في أعماقنا طاقة ضوء نستطيع أن نطل منها ونستنجد .
لسنا حجرات مغلقة مظلمة . تحتوي على الظروف . وتعكس مؤثرات البيئة فقط بدون حرية وبدون تصرف وبدون إرادة . ولسنا حفراً تتجمع فيها الظروف والفقر والجهل والمرض والأبواب المسدودة .
هناك الحرية دائماً في قاع المشكلة . وهناك يد الله ورحمته .
لسنا كعيدان القش تحملنا الأمواج . ويقذف بنا التيار . وإنما نحن نستطيع أن نسير ضد الريح . ونسبح ضد التيار . وضد الظروف غير المواتية أحياناً .
إن الشجرة وهي نوع منحط من أنواع الحياة . تنمو إلى فوق ضد الجاذبية الأرضية . والعصارة تجري فيها إلى فوق ضد الجاذبية الأرضية . وضد قوانين السوائل والضغط الجوى . وضد الظروف الفيزيقية .
وهي تقف صلبة سامقة في وجه الريح . لا تنحني للطبيعة . وهي شجرة عاجزة عمياء مزروعة في الأرض مقيدة بجذورها . فما بال الإنسان سيد الكائنات الحية جميعها . وله ساقان يجري بهما . وعينان يبصر بهما . وعقل يفكر به . وقلب يحس به .
أنا لا أصدق أبداً خرافة المصير المحتوم . والظروف التي تضرب على الناس الذِلّة والمسكنة . فلا يُبقي لهم إلا الشكوى والسباب . والجريمة .
هناك حل دائماً . هناك مَخرَج . طالما أن هناك إيمان .
والمشكلة ليست الظروف .
الظروف تتشابه في العائلة الواحدة . ومع هذا يفترق الأخوة على طرق المصير . واحد يَنبُغ . والآخر يرتكب جريمة قتل . والثالث يشحذ . والرابع يدمن المخدرات .
المشكلة هي الانسان .
الإنسان هو الظرف الحاسم . والعامل المهم في الحياة . وحينما تنسد كل الأبواب أمامه يظل هناك باب مفتوح في داخله . هو الباب المفتوح على الرحمة الإلهية .
وحينما يصرخ من اليأس . فلأنه أغلق بيده هذا الباب أيضاً . وأعطى ظهره لربه وخالقه .
وأنا أعتقد أن صاحبي يستطيع أن يفعل شيئاً . يستطيع أن يكف عن الشروع في جريمة . ويبدأ في الشروع في عمل آخر ناجح .
مقال : مشروع جريمة
من كتاب / في الحب و الحياة
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝
❞ إنما المحنة العُظمى أن تُرزق هِمَّة عالية لا تقنع منك إلا بتحقيق الورع ، وتجويد الدين ، وكمال العلم ، ثم تُبتلى بنفس تميل إلى المُباحات ، وتدعي أنها بذلك تجمع همها ، وتشفي مرضها ، لتُقبل على تحصيل الفضائل .. ❝ ⏤أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي
❞ إنما المحنة العُظمى أن تُرزق هِمَّة عالية لا تقنع منك إلا بتحقيق الورع ، وتجويد الدين ، وكمال العلم ، ثم تُبتلى بنفس تميل إلى المُباحات ، وتدعي أنها بذلك تجمع همها ، وتشفي مرضها ، لتُقبل على تحصيل الفضائل. ❝
❞ هل الحب جنون أم الجنون هو الحب، قصة رائعة ستفسر لك ما أقصد:
كان في قديم الزمان حيث لم يكن على اﻷ رض بشر بعد !
كانت الرذائل والفضائل تطوف العالم معا وتشعر بالملل الشديد ذات يوم..
وكـحل لمشكلة الملل المستعصية إقترح ˝اﻹ بداع˝ لعبة وأسماها الإستغماية .
أحب الجميع الفكرة وصرخ ˝الجنون˝: أريد أن أبدأ.. أريد أن أبدأ
أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العدّ.. وأنتم عليكم مباشرة الإختفاء.
ثم أنه إتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ واحد... إثنين.... ثلاثة.
وبدأت الفضائل والرذائل بالإختباء وجدت ˝الرقة˝ مكانا لنفسها فوق القمر.
وأخفت ˝الخيانة˝ نفسها في كومة زبالة ودلف ˝الولع˝ بين الغيوم
ومضى ˝الشوق˝ إلى باطن اﻷ رض.
˝الكذب˝ قال بصوت عال:سأخفي نفسي تحت الحجارة، ثم توجه لقعر البحيرة.
وإستمر ˝الجنون˝:تسعة وسبعون... ثمانون.... واحد وثمانون خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها.
ما عدا ˝الحب˝ كعادته.. لم يكن صاحب قرار... وبالتالي لم يقرر أين يختفي وهذا غير مفاجئ ﻷحد. فنحن نعلم كم هو صعب إخفاء الحب.
تابع ˝الجنون˝: خمسة وتسعون....... سبعة وتسعون وعندما وصل ˝الجنون˝ في تعداده إلى: مائة.
قفز ˝الحب˝ وسط أجمة من الورد.. وإختفى بداخلها فتح ˝الجنون˝ عينيه.. وبدأ البحث صائحا˝:أنا آت إليكم.... أنا آت إليكم.
كان ˝الكسل˝ أول من أنكشف...ﻷ نه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه..
ثم ظهرت ˝الرقّة˝ المختفية في القمر..وبعدها.. خرج ˝الكذب˝ من قاع البحيرة مقطوع النفس.
وأشار على ˝الشوق˝ أن يرجع من باطن اﻷ رض..
وجدهم ˝الجنون˝ جميعا˝.. واحدا بعد اﻵ خر ماعدا ˝الحب˝..
كاد يصاب باﻹ حباط واليأس.. في بحثه عن ˝الحب˝... حين إقترب منه ˝الحسد˝.
وهمس في أذنه: ˝الحب˝ مختف في شجرة الورد.
إلتقط ˝الجنون˝ شوكة خشبية أشبه بالرمح.. وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش.
ولم يتوقف إﻻ عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب **ظهرل ˝الحب˝.. وهو يحجب عينيه بيديه.. والدم يقطر من بين أصابعه.
صاح ˝الجنون˝ نادما˝: يا الهي ماذا فعلت؟ ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟
أجابه ˝الحب˝: لن تستطيع إعادة النظر لي... لكن ﻻ زال هناك ما تستطيع فعله ﻷ جلي كن دليلي .
وهذا ما حصل من يومها :
يمضي ˝الحب اﻷ عمى˝.. يقوده ˝الجنون˝.
منقول. ❝ ⏤FATMA🖊📚
❞ هل الحب جنون أم الجنون هو الحب، قصة رائعة ستفسر لك ما أقصد:
كان في قديم الزمان حيث لم يكن على اﻷ رض بشر بعد !
كانت الرذائل والفضائل تطوف العالم معا وتشعر بالملل الشديد ذات يوم.
أحب الجميع الفكرة وصرخ ˝الجنون˝: أريد أن أبدأ. أريد أن أبدأ
أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العدّ. وأنتم عليكم مباشرة الإختفاء.
ثم أنه إتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ واحد.. إثنين.. ثلاثة.
وبدأت الفضائل والرذائل بالإختباء وجدت ˝الرقة˝ مكانا لنفسها فوق القمر.
وأخفت ˝الخيانة˝ نفسها في كومة زبالة ودلف ˝الولع˝ بين الغيوم
ومضى ˝الشوق˝ إلى باطن اﻷ رض.
˝الكذب˝ قال بصوت عال:سأخفي نفسي تحت الحجارة، ثم توجه لقعر البحيرة.
وإستمر ˝الجنون˝:تسعة وسبعون.. ثمانون.. واحد وثمانون خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها.
ما عدا ˝الحب˝ كعادته. لم يكن صاحب قرار.. وبالتالي لم يقرر أين يختفي وهذا غير مفاجئ ﻷحد. فنحن نعلم كم هو صعب إخفاء الحب.
تابع ˝الجنون˝: خمسة وتسعون.... سبعة وتسعون وعندما وصل ˝الجنون˝ في تعداده إلى: مائة.
قفز ˝الحب˝ وسط أجمة من الورد. وإختفى بداخلها فتح ˝الجنون˝ عينيه. وبدأ البحث صائحا˝:أنا آت إليكم.. أنا آت إليكم.
كان ˝الكسل˝ أول من أنكشف..ﻷ نه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه.
ثم ظهرت ˝الرقّة˝ المختفية في القمر.وبعدها. خرج ˝الكذب˝ من قاع البحيرة مقطوع النفس.
وأشار على ˝الشوق˝ أن يرجع من باطن اﻷ رض.
وجدهم ˝الجنون˝ جميعا˝. واحدا بعد اﻵ خر ماعدا ˝الحب˝.
كاد يصاب باﻹ حباط واليأس. في بحثه عن ˝الحب˝.. حين إقترب منه ˝الحسد˝.
وهمس في أذنه: ˝الحب˝ مختف في شجرة الورد.
إلتقط ˝الجنون˝ شوكة خشبية أشبه بالرمح. وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش.
ولم يتوقف إﻻ عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب *ظهرل ˝الحب˝. وهو يحجب عينيه بيديه. والدم يقطر من بين أصابعه.
صاح ˝الجنون˝ نادما˝: يا الهي ماذا فعلت؟ ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟
أجابه ˝الحب˝: لن تستطيع إعادة النظر لي.. لكن ﻻ زال هناك ما تستطيع فعله ﻷ جلي كن دليلي .
وهذا ما حصل من يومها :
يمضي ˝الحب اﻷ عمى˝. يقوده ˝الجنون˝.