❞ بدا يومى مثل الايام السابقة ولكن اللى لاحظته ان أحلامي مع عالم الجن تحدث عندما اتوقف تمام عن ذكر أحلامي لأحد ف بدا حلمى بدخول بيت العائلة بيت يتواجد فية اولاد أعمامي واخواتى بيت يتكون من أربع أدوار وبيت اخى فى الدور الثانى وانا بيتى فى الدور الأرضي صعدت السلالم إلى بيت اخى واحس بشعور غريب كان أحد يمسك ارجلى وعندما وصلت طرقت الباب فإذا باخى يفتح الباب ويرحب بى هو وزوجته وتعتبر زوجتة ابنه عمى وعندما دخلت البيت والقيت السلام قال لى اخى أشعر بان البيت خنقة لا اطيق الجلوس بة وامراتى مريضة ودائما تشكو من المرض واذهب بها إلى الدكتور ولكن جميع فحصاتها سليمة فسكت قليلا فقلت لة يوجد سحر فى البيت فاخى قال لى مين يعمل ليا سحر انا دائما حالى ولم يصدقني فوقفت فى وسط الصاله اتلو اية الكرسى فتحولت الصاله من بيت جميل إلى بيت اسود ملئ بالدخان وبدأ ظهر كائنات غريبة لا توصف من بشاعتها اشكال لا وصف يكفيها غير كلمة شياطين تخرج من الحوائط والاركان وتزحف مثل افلام الرعب وألعاب وعرائس تتحرك فى الصاله وتختفي ودولاب أوضة النوم يقفل ويفتح وصوت صراخ وخبط فى الحوائط والبيبان فنظرت إليهم واشرت باصبعي السبابة وتلوت اية الكرسى مرة أخرى فأصبح لسانى ثقيل جدا واقاوم اكثر واقرا قراءن ولكن الثقل بيكون كبير جدا ويحدث التواء فى الفم ولم استطيع الحركة وحسيت ان قولى أضعف منهم ودعوت ربى يساعدني فاختفى كل شىء واستيقظت من النوم حينها علمت بانى داخل عالم من عوالم الجن الخفى الذى يصيب احد اخوتى ولكن لم استطيع المقاومة فى بداية احلامى ولكن مع الايام استطعت ان اتلو القرآن فى احلامى ودائما اية الكرسى فلها من العجب العجاب معهم وعندما استيقظت واخبرت اخى بما حلمت فقال لى انه يشعر بكل ما حكيت لة وزوجتة مريضة بنفس الأعراض اللى عرفتها فى الحلم فذهبت مع اخى إلى شيخ يسكن فى محافظة أخرى وعندما قراء الشيخ اذا بها ينطق على لسانها خدام الاسحار ويستنجدون بزوجها من ايدى الشيخ بالدموع الخداعة فقال الشيخ اصبروا فسوف تبصر بعينها الان فنظرت إلى اخى واخى ينظر إلى كيف تبصر وهى مغلقه اعينها بقطعة من القماش فصرخت وهى تقول انى أرى نفسى فى المقابر فنظرنا إلى الشيخ باستغراب وقال لها احكى ما تراه فقالت انا أقف على المقابر واحد يجرنى من ارجلى ويدخلنى المقبرة وصفت لنا المنظر تقشعر لة الأبدان ايادى طويلة شاحبة اللون تميل إلى البياض المظلم وتجرها داخل المقبرة لا تريدها تخرج منها فقال لها الشيخ لا تخافي انى معك والقرآن رفيقك فوصفت نفسها تغوص فى طين المقبرة ويلتف عليها ثعابين سوداء ويخرج دود من جسدها وشعرها فاكمل الشيخ قراءه القرآن فإذا بها تقول بانها تنظف جسمها من الديدان والطين والثعابين وتخرج من المقبرة ويحملونها على كفن ويذهبون بها إلى بيتها ويفتح الباب فإذا بها تصرخ وتقول زوجة ابى تقف على الباب وعينيها سوداء ولا تريد دخولى البيت فقال لها الشيخ اصبري وسوف ترين العجب واكمل قرآءة القرآن فقالت انى أراها تهرب ولكن أناس يلبسون جلباب ابيض ياخذونها ويكفنوها ويضعوها فى اللحد على الأكتاف ويذهبون بها إلى المقابر واذا بالأيدي التى كانت تمسكها الان تمسك زوجة ابيها ويمتلا جسد زوجة ابيها بالثعابين والدود ويغلق عليها القبر وهنا الشيخ توقف عن القراءه وقال لها الان اصبحتى يابنتى نقية من تلبس الجن والشياطين والسحر ساعات مرت بينا كأنها ايام قصص تروى لنا من لسان زوجة اخى تقشعر لها الأبدان وعندما ازيل القماش من عينها أصبحت منيرة الوجة ففرح اخى وعودنا الى بيتنا سالمين
(كاتب محمود عبدالحميد)
الرحلة الخامسة ( مدينة الجن وشيطان اختى )
بدا حلمى بدخول قرية كبيرة وضخمة سميت بقرية الجن حيث مبانيها واعمدتها تمتاز بالضخامة ولكن مدينة مظلمة يميل عليها الاحمرار والسواد فى اضائتها وكائنات غير مرئية ترتدى جلباب اسود لا أرى منها غير الجلباب كانى دخلت مدينة الأشباح مثل الأفلام ولكن المدهش فى الموضوع دائما بجد جسدى يسير ويكمل طريقه بدون توقف او خوف وكانى داخل المدينة لكى أشاهد واتفرج على مدينة سياحية فوجدت نفسى ادخل فى نفق مظلم يضيق كلما ادخل فإذا بى أجد مكان واسع جدا حيطانة مبنية من الصخور وشكل الطوب كبير الحجم مربع او مستطيل الشكل حتى مقاعدة من الحجارة ويجلس فى أحد الأركان شخص يرتدي اسود واقتربت منه لكى أراة واتفقد ملامحه فإذا بها امرأة ضخمة تشبة اختى وتقول لى اخيرا جيت انا هعلمك ازاى تمسك لجام الجن بايدك وقعدت تقرأ بأشياء لم افهما فقعدت اصرخ فيها واقول ولية امسك لجام الجن ولو همسك مش هقول زيك قالتى انا قرأ قراءن قولتلها وهو دة قراءن دى آيات قرانية مدسوس بداخلها السم فإذا بى انطق أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم واذا بها تصرخ وتقول اسمع كلامى وقول كلامى انا وانا اكمل بقرائتى فإذا بشى يظهر مثل لجام وكان من نور يظهر فى الظلام الدامس فقولت بسم الله العلى الاعظم واذا بى امسك اللجام بايدى واحاول لفة على ايدى فإذا بى استيقظ من حلمى وزوال الشخص الأسود الذى يراقبى دائما امامى عند استيقاظى ثم يختفى فجأه لأعلم ماذا يريد منى ولا أعلم لما يحاولون مرارا وتكرار ان ادخل عالمهم ولكن لن ادخل عالمهم لانى اخاف الله رب العالمين ثم بعدها بأيام قليلة احلم بنفس اختى وبذات الجلباب الأسود شديد السواد فى بيت على البحر بعيد عن الناس له جنينة قبلة تبدأ من سور البوابة إلى مدخل البيت وتغطة أوراق العنب من كل جانب واناس تدخل وتخرج ويقولون لى انة منزل احد كبار البلد الغريب انى بسافر بلاد وادخل بيوت لا اعلمها ولا اعرفها سابقا فدخلت هذا البيت واجد نفس المرأة التى تشبة اختى ذات الجلباب الأسود شديد السواد تقرأ على الناس المسحورة والملبوسة بكلمات لم اسمع بها من قبل وتقول اجلس بجوارى وتعلم فقولت لا لا والله فلتتعلمى انتى واذا بى امسك الرجل الذى تقرأ علية واذا بى اتلو علية آيات قرآنية ودائما ابدا بأية الكرسى وانطق باسم الله العلى الاعظم والرجل يصرخ تحت يدى ويغيب عن الوعي ولم تجد المراءة التى تشبة اختى الا الفرار واستيقظ من نومى واتعجب لية كل مرة يتشبهون بشكل احد اخوتى هذا السؤال الذى يتكرر بداخلى. ❝ ⏤الكاتب محمود عبد الحميد الحداد
❞ بدا يومى مثل الايام السابقة ولكن اللى لاحظته ان أحلامي مع عالم الجن تحدث عندما اتوقف تمام عن ذكر أحلامي لأحد ف بدا حلمى بدخول بيت العائلة بيت يتواجد فية اولاد أعمامي واخواتى بيت يتكون من أربع أدوار وبيت اخى فى الدور الثانى وانا بيتى فى الدور الأرضي صعدت السلالم إلى بيت اخى واحس بشعور غريب كان أحد يمسك ارجلى وعندما وصلت طرقت الباب فإذا باخى يفتح الباب ويرحب بى هو وزوجته وتعتبر زوجتة ابنه عمى وعندما دخلت البيت والقيت السلام قال لى اخى أشعر بان البيت خنقة لا اطيق الجلوس بة وامراتى مريضة ودائما تشكو من المرض واذهب بها إلى الدكتور ولكن جميع فحصاتها سليمة فسكت قليلا فقلت لة يوجد سحر فى البيت فاخى قال لى مين يعمل ليا سحر انا دائما حالى ولم يصدقني فوقفت فى وسط الصاله اتلو اية الكرسى فتحولت الصاله من بيت جميل إلى بيت اسود ملئ بالدخان وبدأ ظهر كائنات غريبة لا توصف من بشاعتها اشكال لا وصف يكفيها غير كلمة شياطين تخرج من الحوائط والاركان وتزحف مثل افلام الرعب وألعاب وعرائس تتحرك فى الصاله وتختفي ودولاب أوضة النوم يقفل ويفتح وصوت صراخ وخبط فى الحوائط والبيبان فنظرت إليهم واشرت باصبعي السبابة وتلوت اية الكرسى مرة أخرى فأصبح لسانى ثقيل جدا واقاوم اكثر واقرا قراءن ولكن الثقل بيكون كبير جدا ويحدث التواء فى الفم ولم استطيع الحركة وحسيت ان قولى أضعف منهم ودعوت ربى يساعدني فاختفى كل شىء واستيقظت من النوم حينها علمت بانى داخل عالم من عوالم الجن الخفى الذى يصيب احد اخوتى ولكن لم استطيع المقاومة فى بداية احلامى ولكن مع الايام استطعت ان اتلو القرآن فى احلامى ودائما اية الكرسى فلها من العجب العجاب معهم وعندما استيقظت واخبرت اخى بما حلمت فقال لى انه يشعر بكل ما حكيت لة وزوجتة مريضة بنفس الأعراض اللى عرفتها فى الحلم فذهبت مع اخى إلى شيخ يسكن فى محافظة أخرى وعندما قراء الشيخ اذا بها ينطق على لسانها خدام الاسحار ويستنجدون بزوجها من ايدى الشيخ بالدموع الخداعة فقال الشيخ اصبروا فسوف تبصر بعينها الان فنظرت إلى اخى واخى ينظر إلى كيف تبصر وهى مغلقه اعينها بقطعة من القماش فصرخت وهى تقول انى أرى نفسى فى المقابر فنظرنا إلى الشيخ باستغراب وقال لها احكى ما تراه فقالت انا أقف على المقابر واحد يجرنى من ارجلى ويدخلنى المقبرة وصفت لنا المنظر تقشعر لة الأبدان ايادى طويلة شاحبة اللون تميل إلى البياض المظلم وتجرها داخل المقبرة لا تريدها تخرج منها فقال لها الشيخ لا تخافي انى معك والقرآن رفيقك فوصفت نفسها تغوص فى طين المقبرة ويلتف عليها ثعابين سوداء ويخرج دود من جسدها وشعرها فاكمل الشيخ قراءه القرآن فإذا بها تقول بانها تنظف جسمها من الديدان والطين والثعابين وتخرج من المقبرة ويحملونها على كفن ويذهبون بها إلى بيتها ويفتح الباب فإذا بها تصرخ وتقول زوجة ابى تقف على الباب وعينيها سوداء ولا تريد دخولى البيت فقال لها الشيخ اصبري وسوف ترين العجب واكمل قرآءة القرآن فقالت انى أراها تهرب ولكن أناس يلبسون جلباب ابيض ياخذونها ويكفنوها ويضعوها فى اللحد على الأكتاف ويذهبون بها إلى المقابر واذا بالأيدي التى كانت تمسكها الان تمسك زوجة ابيها ويمتلا جسد زوجة ابيها بالثعابين والدود ويغلق عليها القبر وهنا الشيخ توقف عن القراءه وقال لها الان اصبحتى يابنتى نقية من تلبس الجن والشياطين والسحر ساعات مرت بينا كأنها ايام قصص تروى لنا من لسان زوجة اخى تقشعر لها الأبدان وعندما ازيل القماش من عينها أصبحت منيرة الوجة ففرح اخى وعودنا الى بيتنا سالمين
(كاتب محمود عبدالحميد)
الرحلة الخامسة ( مدينة الجن وشيطان اختى )
بدا حلمى بدخول قرية كبيرة وضخمة سميت بقرية الجن حيث مبانيها واعمدتها تمتاز بالضخامة ولكن مدينة مظلمة يميل عليها الاحمرار والسواد فى اضائتها وكائنات غير مرئية ترتدى جلباب اسود لا أرى منها غير الجلباب كانى دخلت مدينة الأشباح مثل الأفلام ولكن المدهش فى الموضوع دائما بجد جسدى يسير ويكمل طريقه بدون توقف او خوف وكانى داخل المدينة لكى أشاهد واتفرج على مدينة سياحية فوجدت نفسى ادخل فى نفق مظلم يضيق كلما ادخل فإذا بى أجد مكان واسع جدا حيطانة مبنية من الصخور وشكل الطوب كبير الحجم مربع او مستطيل الشكل حتى مقاعدة من الحجارة ويجلس فى أحد الأركان شخص يرتدي اسود واقتربت منه لكى أراة واتفقد ملامحه فإذا بها امرأة ضخمة تشبة اختى وتقول لى اخيرا جيت انا هعلمك ازاى تمسك لجام الجن بايدك وقعدت تقرأ بأشياء لم افهما فقعدت اصرخ فيها واقول ولية امسك لجام الجن ولو همسك مش هقول زيك قالتى انا قرأ قراءن قولتلها وهو دة قراءن دى آيات قرانية مدسوس بداخلها السم فإذا بى انطق أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم واذا بها تصرخ وتقول اسمع كلامى وقول كلامى انا وانا اكمل بقرائتى فإذا بشى يظهر مثل لجام وكان من نور يظهر فى الظلام الدامس فقولت بسم الله العلى الاعظم واذا بى امسك اللجام بايدى واحاول لفة على ايدى فإذا بى استيقظ من حلمى وزوال الشخص الأسود الذى يراقبى دائما امامى عند استيقاظى ثم يختفى فجأه لأعلم ماذا يريد منى ولا أعلم لما يحاولون مرارا وتكرار ان ادخل عالمهم ولكن لن ادخل عالمهم لانى اخاف الله رب العالمين ثم بعدها بأيام قليلة احلم بنفس اختى وبذات الجلباب الأسود شديد السواد فى بيت على البحر بعيد عن الناس له جنينة قبلة تبدأ من سور البوابة إلى مدخل البيت وتغطة أوراق العنب من كل جانب واناس تدخل وتخرج ويقولون لى انة منزل احد كبار البلد الغريب انى بسافر بلاد وادخل بيوت لا اعلمها ولا اعرفها سابقا فدخلت هذا البيت واجد نفس المرأة التى تشبة اختى ذات الجلباب الأسود شديد السواد تقرأ على الناس المسحورة والملبوسة بكلمات لم اسمع بها من قبل وتقول اجلس بجوارى وتعلم فقولت لا لا والله فلتتعلمى انتى واذا بى امسك الرجل الذى تقرأ علية واذا بى اتلو علية آيات قرآنية ودائما ابدا بأية الكرسى وانطق باسم الله العلى الاعظم والرجل يصرخ تحت يدى ويغيب عن الوعي ولم تجد المراءة التى تشبة اختى الا الفرار واستيقظ من نومى واتعجب لية كل مرة يتشبهون بشكل احد اخوتى هذا السؤال الذى يتكرر بداخلى. ❝
❞ .. البحث عن زوجة ..
يا سادة يا كرام ..
أغلى شيء في الدنيا هو العلم .
والإنسان لا يتعلم مجانًا .
و إنما يستخلص المعرفة بالألم والمعاناة.
من مكتبة الحياة نأخذ علمنا الحقيقي، وليس من الكتب والأسفار .
وأقدم لكم نفسي أولًا .. دكتور توفيق زكي .. دكتوراه في الذرة والعلوم النووية من أمريكا، أب لولدين وزوج للمرة الثانية.
وحكاية المرة الثانية هي الموضوع ..
وكالعادة كانت هناك مرة ثانية لأن الزواج الأول فشل بجدارة .
وكانت فكرتي في الزواج الأول هي البحث عن ست بيت وأم وامرأة تقدّس الحياة الأسرية، لا يهم الثقافة ولا التعليم ولا الشهادات، واخترتها ساقطة إبتدائية تكاد تفك الخط، لكن طباخة ممتازة وأستاذة في تسبيك الصواني والطواجن، وتنفيض السجاجيد وإرضاع الأطفال.
لكن كالمعتاد وبعد الشهور الأولى وبعد أن شَبَعت المعدة وامتلأت الأمعاء، وأصبحت المسألة الطريفة حكاية مكررة كل ليلة، بدأ النكد يدخل إلى البيت السعيد، وبدأت أشعر بالفجوة الهائلة بيني وبينها وبدأنا نختلف كل يوم في كل شيء .. وأصبح الشارع يسمع صراخنا كل ليلة .
وبرغم نومنا متعانقين في فراش واحد كنت أشعر بأن بيننا قارات، وأن كل واحد فينا يسبح في محيط.
لم يكن هناك أي شيء مشترك يجمعنا سوى طاجن البطاطس بالفرن، وصواني المحشي وأطباق الكوسة بالباشاميل، فإذا غسلت يدي بعد الغداء عدت إلى الوحدة والغربة وكأني مجرد نزيل في فندق أجنبي.
عجزت تمامًا عن أن أشدّها إلى أي إهتمام مشترك، حتى لو إلى الصحيفة اليومية وأعمدة الأخبار وحوادث الأسبوع.
كانت إنسانة عقلها مُغلق على ثلاث غرف وصالة، لا يهمها ما يجري في فيتنام وكمبوديا ونيكاراجوا، ولا يعنيها ما يجري في جارة عربية قريبة مثل فلسطين.
ويستوي عندها أن تحترق لبنان، أو تندك بغداد أو تنفجر دمشق أو يخرج الشاه من إيران، ويحكمها خوميني أو خلقلي أو بازرجان ما دامت قد وجدت البصل في الجمعية التعاونية، والأرز عند البقال والجرجير عند الخضري.
فإذا حاولت أن أفتح معها هذه الموضوعات أسكتتني بغلظة، فإذا حاولت أن أتلطف ناولتني لكمة وهي تقول:
نام بلا وجع دماغ أنا ما صدقت نيمت الواد!
وتصوروا ما يحدث لي يا سادة في هذه الوحدة والغربة والخواء حينما أتعرف بالأخرى د. شهيرة سرور الأستاذة في الكونسرفتوار وعازفة البيانو، والحائزة على ماجستير ودكتوراه في التوزيع الكورالي وفي الهارموني من باريس.
السيدة الناعمة الحريرة التي تكاد تذوب في الفم من فرط نعومتها، والمتحدثة الرقيقة الودودة والفنانة الأنثى والنجمة التي لا ينطفيء لها تألق.
ويمكن لكم أن تتصوروا كيف أصبحت مكالماتنا في التليفون تمتد إلى خمس وست ساعات ولا نشبع، فنلتقي على النيل ثم تأخذني إلى بيتها لتسمعني معزوفة رقيقة على البيانو، ثم تحكي لي تاريخ هذه المعزوفة وكيف ومتى كتبها بيتهوفن .
نسيت أن أقول لكم أنها طُلّقت بعد زواج فاشل.
وهذا طبيعي .. فمن يستطيع أن يفهم ويقدر هذه التحفة الجمالية النادرة .. ومن يستطيع أن يُعاشر هذا الفن الرفيع إلا إنسان ذوّاقة.
ولقد كنت أنا ذلك الذواقة.
ولقد جُننت بها حبًا .. وإمتلكتني حتى ملأت علي أقطار حياتي وأصبحت لا أرى سواها، ولا آكل سواها ولا أشرب سواها ولا أتنفس سواها.
وكان طبيعيًا أن يرتمي كل منا في حضن الآخر كأنه يتيم وجد أمه، وأن نغرق في حمى من الانصهار العذب الذي لا تجدونه إلا في الكتب والأشعار والسيمفونيات.
وكان طبيعيًا جدًا أن أطلق زوجتي وأتزوجها وأنا أحلم بأقصى الراحة، وبأني قد وجدت أخيرًا شقة خالية في صدر امرأة.
ولكن القدر خلاف الظنون، والدنيا التي أرادها الله تعبًا للكل ما لبثت أن قدمت صورة أخرى من زواج طريف غاية الطرافة.
واسمعوا معي نموذج من هذا الحوار الذي يجري بيننا.
الوقت صباحًا، وأنا أميل عليها وأمسح على شعرها في حنان وأهمس في أذنها:
- إيه رأيك يا حبيبتي نأكل إيه النهاردة .
- زي امبارح يا حبيبي.
- احنا مكلناش امبارح يا حبيبتي .
- لحقت تنسى سندوتشات الأمريكانا اللي جبتهالك معايا.
- نفسي تعملي لي الملوخية بتاعتك.. ده انتي ملوخيتك تجنن.. أنا قربت أنساها بقالك شهر مطبختليش حاجة.
- مش حاسة إني عاوزة أقف في المطبخ.
- أمال حاسة بإيه ؟
- حاسة بإني عاوزه أدور حوالين الهرم وأسمع كاسيت لشوبان.
وأخذها معي إلى الهرم.
ونطوف حول مقابر الأسرة السادسة ونحن نستمع إلى معزوفة القمر لشوبان، ونسرح في التاريخ والجغرافيا والحكيم أمحوتب.
وتكلمني طويلًا عن الحكيم أمحوتب .
وأقطع حديثها محاولًا أن أكون رقيقًا غاية الرقة .
- ولكن أظن أن أمحوتب يا حبيبتي كان يأكل .. وكانت زوجته الحبيبة تصنع له أشهى الأطعمة.
- لا أظن .. أنت تخلط يا حبيبي بين أمحوتب وبين أبو شقرا ..
عيبك أنك لا تقرأ كفاية في التاريخ.
- لقد قرأت وقرأت حتى جعت من كثرة القراءة.
ونشتري كنتاكي في الطريق ونعود إلى البيت .
وتتمدد على الفراش وتسرح ..
ثم تبتلع حبة فاليوم .. ثم حبة ليبريوم .. وأحاول أن أتقرب منها فتقول في فتور :
- سيبني شوية.
- مالك ؟
- جوايا تعبان .. حاسة جوايا بكآبة وضلمة وعتمة. وليل الدنيا جوايا عتمة أوي.
- أنا يا حبيبتي أنورها لك.
فتنظر إلي نظرة فارغة كأنها لا تعرفني إطلاقًا .
وكأني رجل لقيط التقت به صدفة، وأخذته إلى بيتها و قدمت إليه طعامًا على سبيل الإحسان .. و أن عليه الآن أن يرحل وأن يعود إلى حال سبيله دون كلمة.
وأقترب أكثر وأهمس في حنان:
- حبيبتي أنا جنبك .
- أنا عندي صداع يا توفيق أنا مش شايفاك. ولا شايفة حد.
وأهتف في أعماقي : يا نهار أسود عليك يا توفيق وعلى بختك .. ثم أعود فأتودد إليها.
- أجيب لك كولونيا تنعش ..
- سيبني لوحدي .. نفسي أقعد سنين لوحدي.
سنين .. سنين .. نفسي أحط الحمل اللي على كتفي وأنام.
- حطيه على كتفي أنا.
- جوايا كلام كتير مش عاوز يطلع .. كياني مسروق مني .. بدور على عنوان نفسي مش لاقياه .. متهيأ لي إني مشيت في الشارع الغلط.
- أنا مش فاهمك.
- أنا اخترتك من أربعين مليون إنسان عشان تصورت إنك حتفهمني وحا تحس بي .
- حا أحس بإيه يا حبيبتي ده إنتي معيشاني في ألغاز .. دنا بنام مع أينشتين .. أنا الدكتور في الذرة والعلوم النووية و اللي مسكت الإلكترون مش قادر أمسك أفكارك!
- نفسي نبعد عن بعض شوية يا توفيق .
- نعم .. ؟
- يعني كده تسافر لك كام يوم إسكندرية تغير جو عشان توحشني شوية.
- كمان .. أكثر من كده .. ده إحنا بقالنا شهرين مقربناش لبعض .
- كمان شهر .. ما يجراش حاجة .
- ده أنا بقالي خمسة أشهر بقوللك إعملي لي كيكة تبصي لي كأني باتكلم مالطي أو هيروغليفي .
- ياه ده أنا نسيت خالص حكاية الكيكة دي .. عجيبة .. الله يضحكك يا شيخ.
- وكل ده وإحنا في شهور العسل أمال بعدين هنعمل ايه .. ده إنتي بتكلمي البيانو أكثر مني .. بتعرفي عن فطور شوبان و مزاجه الشخصي أكثر من اللي بتعرفيه عني.
كل يوم برجع تعبان بعد يوم مرهق من الشغل المتواصل في العمل ألاقيكي بتقوليلي عندي انغلاق ذاتي وتقلص نفسي وانكماش روحي .. .. أجي ألمسك تقوليلي سيبني شوية حاسة الشمس بتغرب جوايا .. عاوزة أموت .. أتلاشى .. و مرة تقوليلي سقف عقلي وقع، و أن جدران قلبي أتهدت .. وفيه حاجة بتسويني بالأرض ومرة تقوليلي العصافير بتغني في صدري..
ومرة تقوليليي عاوزة كل الرجالة يبوسوني، وأشد شعر من الجنون فتقوليلي :
- ما هو كل الرجالة يعني إنت يا حبيبي .. من إمتى وأنا حبيبك ؟ و إنتي عايشة في فلك وأنا في فلك .. توصلني منك كلمة بالتلكس وتضيع ألف .. أنا وحيد يا شهيرة .. وحيد .
- وأنا وحيدة أكتر منك يا حبيبي .
- أمال احنا في حضن بعض ازاي .
- ساكنين بالصدفة سوا في نفس الشقة على النيل وبنبص احنا الاثنين للسقف.
- بالضبط هو ده الشيء الوحيد المشتركين فيه .. للدرجة دي ممكن يتغير الناس .. أمال فين الدموع والآهات .. فين أغاني الحب .. كانت معزوفة بيانو .. عمود شعر في صحيفة يومية اتقطعت مع الأيام وبقت ورق تواليت .. ساعات بحس إن مش بس لازم نبعد كام يوم .. أبدًا .. ده إحنا لازم نتعرف على بعض من جديد .. لازم نقابل بعض صدفة في الصالون الأخضر .. و أعزمك على شاي في جروبي و اسألك على نمرة تيليفونك .. و أقوللك اسمك ايه يا مدام .
- صحيح فعلًا .
- احنا مش متجوزين يا حبيبتي .. احنا متطلقين جدًا .
- صحيح فعلًا متطلقين .
وهكذا طلقت الثقافة الرفيعه و الدكتوراه والماجستير في الهارموني والتحفة الجمالية .. د. شهيرة سرور .. لأني لم أعرف ماذا تريد ولا ماذا تحب .. ولا ماذا يرضيها .. ظننت في لحظة أن أقصى أملها أن تعيش معي .. فلما عاشت معي رأيتها تهرب مني وتعيش في غيبوبة الفاليوم .. وتنطوي على نفسها حتى تشبه قوقعة حزن.
وشككت في عقلي وتفكيري، وعدت أشد شعري من الوحدة والبؤس.
يا سادة يا كرام . .
أنا أبحث الآن عن بائعة فجل أو بائعة جرجير .. مجرد إنسانة على الفطرة لأتزوجها وأعيش معها على الفطرة البسيطة التي خلقها الله.
امرأة تنظر إلى زوجها على أنه ربها وتغسل له رجليه وتطهو طعامه، وتشاركه مشاركة التوأم في كل ما يُشركها فيه دون جدل.
امرأة تنظر إلى كل ما ينطق بها زوجها على أنه سماوي ومقدس ، وتحبه لأنها لابد أن تحبه وليس لأن عندها انفتاحًا ذاتيًا وانغلاقًا استبطانيا، يا سادة يا كرام .. أنا أعلن على الملأ أني رجل رجعي وبدائي .. وأرى للأسف الشديد أن عصر الرجل انتهى!. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ البحث عن زوجة .
يا سادة يا كرام .
أغلى شيء في الدنيا هو العلم .
والإنسان لا يتعلم مجانًا .
و إنما يستخلص المعرفة بالألم والمعاناة.
من مكتبة الحياة نأخذ علمنا الحقيقي، وليس من الكتب والأسفار .
وأقدم لكم نفسي أولًا . دكتور توفيق زكي . دكتوراه في الذرة والعلوم النووية من أمريكا، أب لولدين وزوج للمرة الثانية.
وحكاية المرة الثانية هي الموضوع .
وكالعادة كانت هناك مرة ثانية لأن الزواج الأول فشل بجدارة .
وكانت فكرتي في الزواج الأول هي البحث عن ست بيت وأم وامرأة تقدّس الحياة الأسرية، لا يهم الثقافة ولا التعليم ولا الشهادات، واخترتها ساقطة إبتدائية تكاد تفك الخط، لكن طباخة ممتازة وأستاذة في تسبيك الصواني والطواجن، وتنفيض السجاجيد وإرضاع الأطفال.
لكن كالمعتاد وبعد الشهور الأولى وبعد أن شَبَعت المعدة وامتلأت الأمعاء، وأصبحت المسألة الطريفة حكاية مكررة كل ليلة، بدأ النكد يدخل إلى البيت السعيد، وبدأت أشعر بالفجوة الهائلة بيني وبينها وبدأنا نختلف كل يوم في كل شيء . وأصبح الشارع يسمع صراخنا كل ليلة .
وبرغم نومنا متعانقين في فراش واحد كنت أشعر بأن بيننا قارات، وأن كل واحد فينا يسبح في محيط.
لم يكن هناك أي شيء مشترك يجمعنا سوى طاجن البطاطس بالفرن، وصواني المحشي وأطباق الكوسة بالباشاميل، فإذا غسلت يدي بعد الغداء عدت إلى الوحدة والغربة وكأني مجرد نزيل في فندق أجنبي.
عجزت تمامًا عن أن أشدّها إلى أي إهتمام مشترك، حتى لو إلى الصحيفة اليومية وأعمدة الأخبار وحوادث الأسبوع.
كانت إنسانة عقلها مُغلق على ثلاث غرف وصالة، لا يهمها ما يجري في فيتنام وكمبوديا ونيكاراجوا، ولا يعنيها ما يجري في جارة عربية قريبة مثل فلسطين.
ويستوي عندها أن تحترق لبنان، أو تندك بغداد أو تنفجر دمشق أو يخرج الشاه من إيران، ويحكمها خوميني أو خلقلي أو بازرجان ما دامت قد وجدت البصل في الجمعية التعاونية، والأرز عند البقال والجرجير عند الخضري.
فإذا حاولت أن أفتح معها هذه الموضوعات أسكتتني بغلظة، فإذا حاولت أن أتلطف ناولتني لكمة وهي تقول:
نام بلا وجع دماغ أنا ما صدقت نيمت الواد!
وتصوروا ما يحدث لي يا سادة في هذه الوحدة والغربة والخواء حينما أتعرف بالأخرى د. شهيرة سرور الأستاذة في الكونسرفتوار وعازفة البيانو، والحائزة على ماجستير ودكتوراه في التوزيع الكورالي وفي الهارموني من باريس.
السيدة الناعمة الحريرة التي تكاد تذوب في الفم من فرط نعومتها، والمتحدثة الرقيقة الودودة والفنانة الأنثى والنجمة التي لا ينطفيء لها تألق.
ويمكن لكم أن تتصوروا كيف أصبحت مكالماتنا في التليفون تمتد إلى خمس وست ساعات ولا نشبع، فنلتقي على النيل ثم تأخذني إلى بيتها لتسمعني معزوفة رقيقة على البيانو، ثم تحكي لي تاريخ هذه المعزوفة وكيف ومتى كتبها بيتهوفن .
نسيت أن أقول لكم أنها طُلّقت بعد زواج فاشل.
وهذا طبيعي . فمن يستطيع أن يفهم ويقدر هذه التحفة الجمالية النادرة . ومن يستطيع أن يُعاشر هذا الفن الرفيع إلا إنسان ذوّاقة.
ولقد كنت أنا ذلك الذواقة.
ولقد جُننت بها حبًا . وإمتلكتني حتى ملأت علي أقطار حياتي وأصبحت لا أرى سواها، ولا آكل سواها ولا أشرب سواها ولا أتنفس سواها.
وكان طبيعيًا أن يرتمي كل منا في حضن الآخر كأنه يتيم وجد أمه، وأن نغرق في حمى من الانصهار العذب الذي لا تجدونه إلا في الكتب والأشعار والسيمفونيات.
وكان طبيعيًا جدًا أن أطلق زوجتي وأتزوجها وأنا أحلم بأقصى الراحة، وبأني قد وجدت أخيرًا شقة خالية في صدر امرأة.
ولكن القدر خلاف الظنون، والدنيا التي أرادها الله تعبًا للكل ما لبثت أن قدمت صورة أخرى من زواج طريف غاية الطرافة.
واسمعوا معي نموذج من هذا الحوار الذي يجري بيننا.
الوقت صباحًا، وأنا أميل عليها وأمسح على شعرها في حنان وأهمس في أذنها:
فتنظر إلي نظرة فارغة كأنها لا تعرفني إطلاقًا .
وكأني رجل لقيط التقت به صدفة، وأخذته إلى بيتها و قدمت إليه طعامًا على سبيل الإحسان . و أن عليه الآن أن يرحل وأن يعود إلى حال سبيله دون كلمة.
وأقترب أكثر وأهمس في حنان:
- حبيبتي أنا جنبك .
- أنا عندي صداع يا توفيق أنا مش شايفاك. ولا شايفة حد.
وأهتف في أعماقي : يا نهار أسود عليك يا توفيق وعلى بختك . ثم أعود فأتودد إليها.
- أجيب لك كولونيا تنعش .
- سيبني لوحدي . نفسي أقعد سنين لوحدي.
سنين . سنين . نفسي أحط الحمل اللي على كتفي وأنام.
- حطيه على كتفي أنا.
- جوايا كلام كتير مش عاوز يطلع . كياني مسروق مني . بدور على عنوان نفسي مش لاقياه . متهيأ لي إني مشيت في الشارع الغلط.
- أنا مش فاهمك.
- أنا اخترتك من أربعين مليون إنسان عشان تصورت إنك حتفهمني وحا تحس بي .
- حا أحس بإيه يا حبيبتي ده إنتي معيشاني في ألغاز . دنا بنام مع أينشتين . أنا الدكتور في الذرة والعلوم النووية و اللي مسكت الإلكترون مش قادر أمسك أفكارك!
- نفسي نبعد عن بعض شوية يا توفيق .
- نعم . ؟
- يعني كده تسافر لك كام يوم إسكندرية تغير جو عشان توحشني شوية.
- كمان . أكثر من كده . ده إحنا بقالنا شهرين مقربناش لبعض .
- كمان شهر . ما يجراش حاجة .
- ده أنا بقالي خمسة أشهر بقوللك إعملي لي كيكة تبصي لي كأني باتكلم مالطي أو هيروغليفي .
- ياه ده أنا نسيت خالص حكاية الكيكة دي . عجيبة . الله يضحكك يا شيخ.
- وكل ده وإحنا في شهور العسل أمال بعدين هنعمل ايه . ده إنتي بتكلمي البيانو أكثر مني . بتعرفي عن فطور شوبان و مزاجه الشخصي أكثر من اللي بتعرفيه عني.
كل يوم برجع تعبان بعد يوم مرهق من الشغل المتواصل في العمل ألاقيكي بتقوليلي عندي انغلاق ذاتي وتقلص نفسي وانكماش روحي . . أجي ألمسك تقوليلي سيبني شوية حاسة الشمس بتغرب جوايا . عاوزة أموت . أتلاشى . و مرة تقوليلي سقف عقلي وقع، و أن جدران قلبي أتهدت . وفيه حاجة بتسويني بالأرض ومرة تقوليلي العصافير بتغني في صدري.
ومرة تقوليليي عاوزة كل الرجالة يبوسوني، وأشد شعر من الجنون فتقوليلي :
- ما هو كل الرجالة يعني إنت يا حبيبي . من إمتى وأنا حبيبك ؟ و إنتي عايشة في فلك وأنا في فلك . توصلني منك كلمة بالتلكس وتضيع ألف . أنا وحيد يا شهيرة . وحيد .
- وأنا وحيدة أكتر منك يا حبيبي .
- أمال احنا في حضن بعض ازاي .
- ساكنين بالصدفة سوا في نفس الشقة على النيل وبنبص احنا الاثنين للسقف.
- بالضبط هو ده الشيء الوحيد المشتركين فيه . للدرجة دي ممكن يتغير الناس . أمال فين الدموع والآهات . فين أغاني الحب . كانت معزوفة بيانو . عمود شعر في صحيفة يومية اتقطعت مع الأيام وبقت ورق تواليت . ساعات بحس إن مش بس لازم نبعد كام يوم . أبدًا . ده إحنا لازم نتعرف على بعض من جديد . لازم نقابل بعض صدفة في الصالون الأخضر . و أعزمك على شاي في جروبي و اسألك على نمرة تيليفونك . و أقوللك اسمك ايه يا مدام .
- صحيح فعلًا .
- احنا مش متجوزين يا حبيبتي . احنا متطلقين جدًا .
- صحيح فعلًا متطلقين .
وهكذا طلقت الثقافة الرفيعه و الدكتوراه والماجستير في الهارموني والتحفة الجمالية . د. شهيرة سرور . لأني لم أعرف ماذا تريد ولا ماذا تحب . ولا ماذا يرضيها . ظننت في لحظة أن أقصى أملها أن تعيش معي . فلما عاشت معي رأيتها تهرب مني وتعيش في غيبوبة الفاليوم . وتنطوي على نفسها حتى تشبه قوقعة حزن.
وشككت في عقلي وتفكيري، وعدت أشد شعري من الوحدة والبؤس.
يا سادة يا كرام . .
أنا أبحث الآن عن بائعة فجل أو بائعة جرجير . مجرد إنسانة على الفطرة لأتزوجها وأعيش معها على الفطرة البسيطة التي خلقها الله.
امرأة تنظر إلى زوجها على أنه ربها وتغسل له رجليه وتطهو طعامه، وتشاركه مشاركة التوأم في كل ما يُشركها فيه دون جدل.
امرأة تنظر إلى كل ما ينطق بها زوجها على أنه سماوي ومقدس ، وتحبه لأنها لابد أن تحبه وليس لأن عندها انفتاحًا ذاتيًا وانغلاقًا استبطانيا، يا سادة يا كرام . أنا أعلن على الملأ أني رجل رجعي وبدائي . وأرى للأسف الشديد أن عصر الرجل انتهى!. ❝
❞ وتحولت عيناى على غير إرادة منى إلى مدخل الحجرة. كان الباب مغلقا بيد أن الرسول دخل. دخل دون حاجة إلى فتح الباب. فعرفته دون سابق معرفة فهو رسول الفناء دون سواه. واقترب منى فى خطى غير مسموعة. كان مهيبا صامتا مبتسماذا جمال لا يقاوم سحره فلم تتحول عنه عيناى ، ولم أعد أرى من شئ سواه. وأردت أن أضرع إليه ولكن لم يطاوعنى اللسان. وكأنى به قد أدرك نيتى الخفية. فازدادت ابتسامته اتساعاً. فآنست منه رفقاً ولم أعد أبالى شيئاً. انجابت عنى وساوس الليل وأحزانه وحسراته. وغفلت عن دموع من حولى ، ووجدت نفسى فى حال من الاستهانة والطمأنينة لم أعهدها من قبل. سلمت فى محبة لا نهائية وتركت جسمى فى المعركة وحيداً ! رأيت -دون مبالاة البتة- دمى يقاوم فى عروقى. وقلبى يدق ما وسعه الجهد ، وعضلاتى تنقبض وتنبسط وأنفاسى تتردد من الأعماق ، وصدرى يعلو وينخفض. وشعرت بالأيدى الحنون تسند ظهرى وتحيط بى. رأيت ظاهرى وباطنى رؤية العين بغير مبالاة ولا اكتراث. وقد تحول الرسول عنى إلى جسمى وأخذ فى مباشرة مهمته فى ثقة وطمأنينة والابتسامة لا تفارق شفتيه الجميلتين. وشاهدت نسمة الحياة المقدسة تذعن لمشيئته فتفارق القدمين والساقين والفخذين والبطن والصدر ، والدم من ورائها يجمد والأعضاء تهمد والقلب يسكت ، حتى غادرت الفم المفغور فى زفرة عميقة. سكن جسمى وصمت إلى الأبد وذهب الرسول كما جاء دون أن يشعر به أحد. وغمرنى شعور عجيب بأنى فارقت الحياة. وأنى لم أعد من أهل الدنيا. ❝ ⏤نجيب محفوظ
❞ وتحولت عيناى على غير إرادة منى إلى مدخل الحجرة. كان الباب مغلقا بيد أن الرسول دخل. دخل دون حاجة إلى فتح الباب. فعرفته دون سابق معرفة فهو رسول الفناء دون سواه. واقترب منى فى خطى غير مسموعة. كان مهيبا صامتا مبتسماذا جمال لا يقاوم سحره فلم تتحول عنه عيناى ، ولم أعد أرى من شئ سواه. وأردت أن أضرع إليه ولكن لم يطاوعنى اللسان. وكأنى به قد أدرك نيتى الخفية. فازدادت ابتسامته اتساعاً. فآنست منه رفقاً ولم أعد أبالى شيئاً. انجابت عنى وساوس الليل وأحزانه وحسراته. وغفلت عن دموع من حولى ، ووجدت نفسى فى حال من الاستهانة والطمأنينة لم أعهدها من قبل. سلمت فى محبة لا نهائية وتركت جسمى فى المعركة وحيداً ! رأيت -دون مبالاة البتة- دمى يقاوم فى عروقى. وقلبى يدق ما وسعه الجهد ، وعضلاتى تنقبض وتنبسط وأنفاسى تتردد من الأعماق ، وصدرى يعلو وينخفض. وشعرت بالأيدى الحنون تسند ظهرى وتحيط بى. رأيت ظاهرى وباطنى رؤية العين بغير مبالاة ولا اكتراث. وقد تحول الرسول عنى إلى جسمى وأخذ فى مباشرة مهمته فى ثقة وطمأنينة والابتسامة لا تفارق شفتيه الجميلتين. وشاهدت نسمة الحياة المقدسة تذعن لمشيئته فتفارق القدمين والساقين والفخذين والبطن والصدر ، والدم من ورائها يجمد والأعضاء تهمد والقلب يسكت ، حتى غادرت الفم المفغور فى زفرة عميقة. سكن جسمى وصمت إلى الأبد وذهب الرسول كما جاء دون أن يشعر به أحد. وغمرنى شعور عجيب بأنى فارقت الحياة. وأنى لم أعد من أهل الدنيا. ❝