❞ ما أراني وجدت نفسي مرة أهفو إلى العودة إلى صبوة، أو أرغب في استعادة لذة، أو أهدهد حنينا إلى أن يكر بي العمر راجعا ليقف عند متعة عزيزة ..
ذلك ما أراني قد شعرت به أبدا ..
ربما لإحساس شديد الوضوح بأن نهر الوعي يضيق كلما رجعت إلى الوراء مع صبوات العمر .. يضيق بلذته كما يضيق بآلامه .. وأن الوعي دائما إلى اتساع، والرؤية إلى اتساع، والعقل إلى نضج، والشخصية إلى تكامل كلما تقدم العمر ..
ولهذا لا أحب أن أعود إلى نقص مهما حمل إلي هذا النقص وعودا باللذة .. فإني لا أراها اﻵن على البعد لذة ..
بل أراها مرضا وحماقة، وأرى القيم الظاهرية لتلك البورصة الدنيوية تنتكس في وجداني وكأنما تقوم قيامتي الخافضة الرافعة من اﻵن ..
فتنقلب المدلولات .. فإذا باللذة ألما، وإذا باﻷلم لذة .
وتلك صحوة لا أساوم بها على أي متاع .
وإذا كان في العمر لحظات أعتز بها فعلا .. فهي لحظات الصحو أمثال تلك اللحظة .. حينما تتراءى الحقيقة من خلف سراب الوهم وتلامس الروح السر من وراء لثام الواقع، فأرى النفوس على ما هي عليه حقا وليس كما تصفها بورصة الواقع بأسعارها الخادعه ..
وهي دائما لحظات تشملها الرجفة والرهبة والخوف من أن ينكشف جوهري أنا اﻵخر في الختام على ما لا يرضيني .. وأن أكون من أصحاب المعادن الدنيا .. التي هي حطب النار .
وذلك هو الغيب المخيف في أمر الخواتيم التي لا يعلمها إلا الله.
..
كتاب : القرآن كائن حي. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ ما أراني وجدت نفسي مرة أهفو إلى العودة إلى صبوة، أو أرغب في استعادة لذة، أو أهدهد حنينا إلى أن يكر بي العمر راجعا ليقف عند متعة عزيزة .
ذلك ما أراني قد شعرت به أبدا .
ربما لإحساس شديد الوضوح بأن نهر الوعي يضيق كلما رجعت إلى الوراء مع صبوات العمر . يضيق بلذته كما يضيق بآلامه . وأن الوعي دائما إلى اتساع، والرؤية إلى اتساع، والعقل إلى نضج، والشخصية إلى تكامل كلما تقدم العمر .
ولهذا لا أحب أن أعود إلى نقص مهما حمل إلي هذا النقص وعودا باللذة . فإني لا أراها اﻵن على البعد لذة .
بل أراها مرضا وحماقة، وأرى القيم الظاهرية لتلك البورصة الدنيوية تنتكس في وجداني وكأنما تقوم قيامتي الخافضة الرافعة من اﻵن .
فتنقلب المدلولات . فإذا باللذة ألما، وإذا باﻷلم لذة .
وتلك صحوة لا أساوم بها على أي متاع .
وإذا كان في العمر لحظات أعتز بها فعلا . فهي لحظات الصحو أمثال تلك اللحظة . حينما تتراءى الحقيقة من خلف سراب الوهم وتلامس الروح السر من وراء لثام الواقع، فأرى النفوس على ما هي عليه حقا وليس كما تصفها بورصة الواقع بأسعارها الخادعه .
وهي دائما لحظات تشملها الرجفة والرهبة والخوف من أن ينكشف جوهري أنا اﻵخر في الختام على ما لا يرضيني . وأن أكون من أصحاب المعادن الدنيا . التي هي حطب النار .
وذلك هو الغيب المخيف في أمر الخواتيم التي لا يعلمها إلا الله.
❞ ملخص كتاب ❞ القرآن كائن حيّ❝ اللغة القرآنية تختلف عن لغتنا التي نكتب بها أو نتكلم بها في أنها مُحْكَمَة لا خطأ فيها ولا نقص ولا زيادة. وقد كثُر الكلام عن الآيات الكونية التي تحدَّثَتْ عن النجوم ومساراتها، والأرض وخلقها، والحياة وبدايتها، وكيف جاءت العلوم الحديثة بالجديد المُبهِر من الحقائق خلال مئات السنين التي أعقبت التنزيل القرآني؛ فلم تخرق حرفًا قرآنيًا واحدًا، ولم تنقض آية، بل توافقت جميعها مع كلام القرآن وزادته توكيدًا. كما جاء القرآن في نُظُم الحُكم، وفي الاقتصاد، وفي الأخلاق، وفي حقوق الإنسان، وفي الأسرة، وفي الزواج والمرأة والتشريع بالكلمة النهائية الجامعة. كما انفرد بدوره في البلاغة وقمة في البيان وجمال في الأسلوب لم يُطاوله فيه كتاب، ولكن يظل هناك وجه معجز ربما أهم من كل تلك الوجوه، يحتاج إلى وقفة طويلة وهو ما يُسمى (التركيب العضوي) أو (الترابط الحيّ بين الكلمات)، وهو ما نستعرضه في هذا الكتاب. 1- الترابط الحيّ بين كلمات القرآن الكريم: ما أشبه القرآن بالكائن الحيّ؛ فالكلمة فيه أشبه بالخلية؛ فالخلايا تتشابه في الكائن الحي ومع ذلك فهي لا تتكرر أبدًا، وإنما تتنوع وتختلف، وكذلك الكلمة القرآنية نراها تتكرر في السياق القرآني ربما مئات المرات، ثم نكتشف أنها لا تتكرر أبدًا؛ إذ هي في كل مرة تحمل مشهدًا جديدًا. والقرآن بهذا المعنى يُشبه جسمًا حيّا، والكلمة تشبه كائنا حيَا أو خلية جنينية حية.
وهذه الخاصية تتجلّي لنا ونحن نقرأ القرآن الكريم؛ بحيث نجد كل كلمة تكمل الأخري وتشرحها وتُفصّلها دون تكرار، ودون زيادة أو نقصان؛ وبحيث يصبح القرآن وكأنه جسم مؤلَّف من خلايا أو معمار هندسي مبني من لبِنات محسوبة ومدروسة، أو كون مترابط متماسك، ليس فيه فضول أو لغو أو تكرار أو اختلاف أو تناقض: "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا "، وهذا هو القرآن، مثل الروح في البدن؛ ولذلك يقول الله لنبيه: "وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا "، وذلك هو الكمال المعجز.. ❝ ⏤مصطفى محمود
ملخص كتاب ❞ القرآن كائن حيّ❝
اللغة القرآنية تختلف عن لغتنا التي نكتب بها أو نتكلم بها في أنها مُحْكَمَة لا خطأ فيها ولا نقص ولا زيادة. وقد كثُر الكلام عن الآيات الكونية التي تحدَّثَتْ عن النجوم ومساراتها، والأرض وخلقها، والحياة وبدايتها، وكيف جاءت العلوم الحديثة بالجديد المُبهِر من الحقائق خلال مئات السنين التي أعقبت التنزيل القرآني؛ فلم تخرق حرفًا قرآنيًا واحدًا، ولم تنقض آية، بل توافقت جميعها مع كلام القرآن وزادته توكيدًا. كما جاء القرآن في نُظُم الحُكم، وفي الاقتصاد، وفي الأخلاق، وفي حقوق الإنسان، وفي الأسرة، وفي الزواج والمرأة والتشريع بالكلمة النهائية الجامعة. كما انفرد بدوره في البلاغة وقمة في البيان وجمال في الأسلوب لم يُطاوله فيه كتاب، ولكن يظل هناك وجه معجز ربما أهم من كل تلك الوجوه، يحتاج إلى وقفة طويلة وهو ما يُسمى (التركيب العضوي) أو (الترابط الحيّ بين الكلمات)، وهو ما نستعرضه في هذا الكتاب.
ما أشبه القرآن بالكائن الحيّ؛ فالكلمة فيه أشبه بالخلية؛ فالخلايا تتشابه في الكائن الحي ومع ذلك فهي لا تتكرر أبدًا، وإنما تتنوع وتختلف، وكذلك الكلمة القرآنية نراها تتكرر في السياق القرآني ربما مئات المرات، ثم نكتشف أنها لا تتكرر أبدًا؛ إذ هي في كل مرة تحمل مشهدًا جديدًا. والقرآن بهذا المعنى يُشبه جسمًا حيّا، والكلمة تشبه كائنا حيَا أو خلية جنينية حية.
وهذه الخاصية تتجلّي لنا ونحن نقرأ القرآن الكريم؛ بحيث نجد كل كلمة تكمل الأخري وتشرحها وتُفصّلها دون تكرار، ودون زيادة أو نقصان؛ وبحيث يصبح القرآن وكأنه جسم مؤلَّف من خلايا أو معمار هندسي مبني من لبِنات محسوبة ومدروسة، أو كون مترابط متماسك، ليس فيه فضول أو لغو أو تكرار أو اختلاف أو تناقض: "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا "، وهذا هو القرآن، مثل الروح في البدن؛ ولذلك يقول الله لنبيه: "وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا "، وذلك هو الكمال المعجز.
إن كلمات القرآن الكريم كلمات منفردة بذاتها وبخصائصها، لا تستطيع أن تُبدِّل عبارة أو تغير كلمة أو تقدم جملة؛ فكل كلمة تمسك بالأخرى مثل الذرات في مجال مغناطيسي محكم، حتى الحرف لا يأتي في القرآن إلا لضرورة، ولا يمكنك أن ترفع حرفًا من مكانه أو تستبدله بحرف آخر.
يقول القرآن عن الصبر على المصيبة: "إن ذلك من عزم الأمور "، ثم نراه يُضيف حرف (اللام) للتوكيد حينما يتكلم عن الصبر على أذى الآخرين فيقول: "ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور "؛ فلماذا أضاف حرف (اللام) في الآية الثانية؟ لأن الصبر على أذى الغريم الذي تستطيع أن ترد عليه بأذى مثله يحتاج منك إلى عزم أكبر؛ فالصبر هنا ليس كالصبر على مصيبة لا حيلة لك فيها، وبالمثل نرى الله يقول لليهود الماديين: "اتقوا النار "، ويقول للمؤمنين أولي الألباب: "اتقوني يا أولي الألباب " لماذا؟ لأن العقليات المادية لا تخاف إلا النار المادية. أما أولوا الألباب فإنهم يعرفون أن خالق النار أخطر شأنًا من النار؛ ولهذا نراه يضيف الضمير فيقول: "اتقوني يا أولي الألباب "؛ فبذلك تكون الكلمة في القرآن لا ترد اعتباطًا وإنما تأتي بحساب ولحكمة، ....... [المزيد]
3- النفس والروح في القرآن
4- العلاقة بين النفس والروح والجسد
5- لماذا خلقنا الله؟ وكيف نزكي النفس؟
6- تجديد أسلوب الدعوة
7- العلوم الذرية في القرآن
8- علوم الطب في القرآن
❞ فإن ارتقيت أكثر فإن الاستشعار الروحي يتضح أكثر وغواشي الحس تنحسر عنك أكثر وأكثر، ويخالجك اليقين بأنك لست وحدك.. وبأنك لم تكن أبدًا وحدك.. وإنما كان الله دائمًا معك.
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ فإن ارتقيت أكثر فإن الاستشعار الروحي يتضح أكثر وغواشي الحس تنحسر عنك أكثر وأكثر، ويخالجك اليقين بأنك لست وحدك. وبأنك لم تكن أبدًا وحدك. وإنما كان الله دائمًا معك. ❝