❞ من ثمرة البحث عن الحق واستجلائه :
الكشف عن الغزو الفكري ؛ ومنه
اندساس البهائيين في جنبات الدولة ؛ لتسويغ المنكر ونقض أركان الدين ..
أصل التحريف المطالب به في دين الإسلام (حاليا) هو من صياغة الباطنيين (البهائيين) المندسين في الأزهـر والإفتاء والأوقاف ..
هذا بالإضافة إلى مكايد واعتداءات فرق وجماعات الصليبية ( البلاك بلوك وتنظيم الكتيبة الطيبية ؛
الميليشيا المسلحة لجماعة الأمة القبطية العنصرية المتطرفة) ..
ولتتكشف لك الحقائق ؛
حمل واقرأ ˝مذكرة الفرق الدينية˝ (المقررة على 2ث أزهر - قبل عبث الانقلاب الحربي) pdf
(من موقع مكتبة نور) ومدرج رابط التحميل بنهاية هذه النبذة ..
[ الدين البهائي :
( ...... جاء ليجمع الأديان في دين واحد ، ويعمل على التوفيق بين العلم والدين ،
ويسوي بين الرجال والنساء في كل شيء ،
وذلك في ضوء احتياجات العصر الحديث .
وقد كان للبهائية نشاط ملحوظ في مصر في عام 2011م في ضوء مبادئ براقة يرونها مستخلصة من الآيات الإلهية التي نزلت على نبيهم
˝عبدالبهاء˝ ؛ والتي منها :
- المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء حتى في التعدد .
- الوحدة بين الأديان وإذابتها في دين واحد هو الدين الخليلي .
وقد انقسم البهائيون بأصل الحديث إلى 3 أقسام :
1- العباسيون ؛ الذين يعتبرون عباس عبدالبهاء ، هو الغصن الأعظم ومركز العهد والميثاق.
2- الموحدون ؛ وهم أتباع مرزا محمد علي ، وهي طائفة قليلة جدا ، نظرا لاضطهادهم من الطائفة السابقة.
3- الأرثوزكس ؛ الذين رأوا أن ولاية الأمر تكون لـ تشارلز ميسون ، وقد أسس فرقة ˝ركس كنج˝ في ˝لاس فيجاس˝ و
˝نيو ميكسيكو˝ ) ] .
لكن طبعة ما بعد الانقلاب ، حذفت مما سبق النص التالي :
[ ( الوحدة بين الأديان وإذابتها في دين واحد هو الدين الخليلي ) !
بل وحذفت القسم الثالث من أقسام البهائيين ! ] .
================
من بحث الباحث الأزهري : عثمان موسى (الأزهري المناضل).
---------- رابط الكتاب قبل تحريف الانقلاب الحربي ، في التالي -----------
ــــ تحميل كتاب مذكرة الفرق الدينية (المقررة على ٢ث أزهر - ط ١٤٢٣ه ٢٠٠٢-٢٠٠٣م) pdf
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%B1%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B2%D9%87%D8%B1%D9%8A-pdf
تحميل كتاب مذكرة الفرق الدينية (المقررة على ٢ث أزهر - قبل عبث الانقلاب الحربي) pdf
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%B1%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D9%A2%D8%AB-%D8%A7%D8%B2%D9%87%D8%B1-%D8%B7-%D9%A1%D9%A4%D9%A4%D9%A0-%D9%A1%D9%A4%D9%A4%D9%A1%D9%87%D8%AC%D8%B1%D9%8A-%D9%A2%D9%A0%D9%A1%D9%A9-%D9%A2%D9%A0%D9%A2%D9%A0%D9%85-pdf
تحميل كتاب [ تشكيلات الحرب القذرة ؛ ومنها ˝البلاك بلوك وتنظيم الكتيبة الطيبية امتداد جيش حرابة المعلم يعقوب حنا الصليبي˝ pdf
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D9%83-%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%83-%D9%88%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D9%8A%D8%A8%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%85%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8-%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A-pdf. ❝ ⏤حارس فارس
❞ من ثمرة البحث عن الحق واستجلائه :
الكشف عن الغزو الفكري ؛ ومنه
اندساس البهائيين في جنبات الدولة ؛ لتسويغ المنكر ونقض أركان الدين .
أصل التحريف المطالب به في دين الإسلام (حاليا) هو من صياغة الباطنيين (البهائيين) المندسين في الأزهـر والإفتاء والأوقاف .
هذا بالإضافة إلى مكايد واعتداءات فرق وجماعات الصليبية ( البلاك بلوك وتنظيم الكتيبة الطيبية ؛
الميليشيا المسلحة لجماعة الأمة القبطية العنصرية المتطرفة) .
ولتتكشف لك الحقائق ؛
حمل واقرأ ˝مذكرة الفرق الدينية˝ (المقررة على 2ث أزهر - قبل عبث الانقلاب الحربي) pdf
(من موقع مكتبة نور) ومدرج رابط التحميل بنهاية هذه النبذة .
[ الدين البهائي :
( ... جاء ليجمع الأديان في دين واحد ، ويعمل على التوفيق بين العلم والدين ،
ويسوي بين الرجال والنساء في كل شيء ،
وذلك في ضوء احتياجات العصر الحديث .
وقد كان للبهائية نشاط ملحوظ في مصر في عام 2011م في ضوء مبادئ براقة يرونها مستخلصة من الآيات الإلهية التي نزلت على نبيهم
˝عبدالبهاء˝ ؛ والتي منها :
- المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء حتى في التعدد .
- الوحدة بين الأديان وإذابتها في دين واحد هو الدين الخليلي .
وقد انقسم البهائيون بأصل الحديث إلى 3 أقسام :
1- العباسيون ؛ الذين يعتبرون عباس عبدالبهاء ، هو الغصن الأعظم ومركز العهد والميثاق.
2- الموحدون ؛ وهم أتباع مرزا محمد علي ، وهي طائفة قليلة جدا ، نظرا لاضطهادهم من الطائفة السابقة.
3- الأرثوزكس ؛ الذين رأوا أن ولاية الأمر تكون لـ تشارلز ميسون ، وقد أسس فرقة ˝ركس كنج˝ في ˝لاس فيجاس˝ و
˝نيو ميكسيكو˝ ) ] .
لكن طبعة ما بعد الانقلاب ، حذفت مما سبق النص التالي :
[ ( الوحدة بين الأديان وإذابتها في دين واحد هو الدين الخليلي ) !
بل وحذفت القسم الثالث من أقسام البهائيين ! ] .
================
من بحث الباحث الأزهري : عثمان موسى (الأزهري المناضل).
- رابط الكتاب قبل تحريف الانقلاب الحربي ، في التالي -----------
ــــ تحميل كتاب مذكرة الفرق الدينية (المقررة على ٢ث أزهر - ط ١٤٢٣ه ٢٠٠٢-٢٠٠٣م) pdf
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%B1%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B2%D9%87%D8%B1%D9%8A-pdf
تحميل كتاب مذكرة الفرق الدينية (المقررة على ٢ث أزهر - قبل عبث الانقلاب الحربي) pdf
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%B1%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A-%D9%A2%D8%AB-%D8%A7%D8%B2%D9%87%D8%B1-%D8%B7-%D9%A1%D9%A4%D9%A4%D9%A0-%D9%A1%D9%A4%D9%A4%D9%A1%D9%87%D8%AC%D8%B1%D9%8A-%D9%A2%D9%A0%D9%A1%D9%A9-%D9%A2%D9%A0%D9%A2%D9%A0%D9%85-pdf
تحميل كتاب [ تشكيلات الحرب القذرة ؛ ومنها ˝البلاك بلوك وتنظيم الكتيبة الطيبية امتداد جيش حرابة المعلم يعقوب حنا الصليبي˝ pdf
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D9%83-%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%83-%D9%88%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D9%8A%D8%A8%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%85%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%85-%D9%8A%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8-%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A-pdf. ❝
❞ المذاهب الإنسانية :
إن الحاجات الدنيوية وإنْ كانت زهيدةً فهي زائلة يوماً ما فلا يجب التشبث بها بشكل مبالغ بل علينا أنْ نتطلع إلى حاجات أسمى وأعظم تتعلق بالآخرة التي نجد فيها المُستقَر فيما بَعْد ، وكي يتمكن المرء من القيام بذلك عليه أنْ يمر بعدة مراحل أولها ألا يجعل تلك الحاجات مبلغ غاياته ومحط آماله وشغله الشاغل طيلة الوقت وألا يتمسك بها أو يستميت من أجل الحصول عليها ، ثانيها أنْ يُجاهِد ذاته حتى لا يضعف أمام الفتن التي تحيط به من كل صوب وحدب أو يقع فريسة تحت براثنها الطاحنة التي لا ترحم وتُودي به للهلاك لا مَحالة ، وثالثها أنْ يُقدِّم أعمالاً خيِّرة تنفعه في آخرته كي يحظى بجنة الخُلد في نهاية المطاف ، وفي هذا الشأن ينقسم البشر إلى ثلاثة أقسام ، القسم الأول يسلك مؤيدوه المَسْلك الدنيوي فيتطلعون للحاجات الدنيوية فقط ويتمسكون بها بشكل قاتل وقد يفنوا حياتهم ويتناطحون مع الغير من أجل الحصول عليها ، القسم الثاني يتشدد مؤيدوه مع فكرة العمل للآخرة وينسون الدنيا تماماً وكأنهم زهدوا فيها ويصل بهم الأمر لتطبيق هذا الدستور على جميع الخَلْق ويتهمون الجميع بالتَسيُّب فهم في نظرهم خارجون عن المنهج ولا يتقون الله في تصرفاتهم نظراً لمحاولاتهم الاستمتاع بالحياة بعض الشيء مع عدم إخلالهم بالقيم والمبادئ والحدود ، القسم الثالث يجمع مؤيدوه بين حاجات الدنيا ومطامح الآخرة فتجدهم يُجيدون التصرف ويلجأون لأوامر الله في كل كبيرة وصغيرة مع قدرتهم على الاستمتاع بقدر بسيط من الحياة فلا يَضلُّون الطريق أو يُصابون بالتيه أو التشتت فهم على بيِّنة وعلم أن الله قد خلقنا حتى نُميِّز بين الأمور ونختار الأصلح الذي يُمكِّننا من عيش الحياة دون التفريط في تعاليم ديننا الحنيف حتى لا يزداد الفساد والانحراف وتنحل كل طبقات المجتمع نظراً لرغبتها في الركض وراء كل ما هو شائع وجديد دون الرغبة في الانضباط واختيار المناسب ممَّا يتوافق مع تعاليم الإسلام وشرائعه التي تحمينا من الانجراف وراء المحظور والخاطئ الذي لا يعود علينا سوى بالضرر فقط ، فعلينا التَعقُّل ومحاولة الموازنة بين الحياة الدنيا والآخرة على ألا ننحاز لأيهما حتى لا نفقد عنصر الاتزان والثقة في القرار والثبات على الموقف أياً كان فيجب أنْ يتخذ المرء مذهباً معيناً يتبعه بمحض إرادته دون ضغط أو فرض من أحد ويكون على علم بقدرته على تَحمُّل عواقبه ، فلا يوجد شخص مُعمِّر ضامن للبقاء والخلود حتى يُفرِّط في آخرته ويُفضِّل الحياة بكل ملذاتها وكأنها دائمةٌ بلا نهاية ...
#خلود_أيمن #مقالات #kh. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ المذاهب الإنسانية :
إن الحاجات الدنيوية وإنْ كانت زهيدةً فهي زائلة يوماً ما فلا يجب التشبث بها بشكل مبالغ بل علينا أنْ نتطلع إلى حاجات أسمى وأعظم تتعلق بالآخرة التي نجد فيها المُستقَر فيما بَعْد ، وكي يتمكن المرء من القيام بذلك عليه أنْ يمر بعدة مراحل أولها ألا يجعل تلك الحاجات مبلغ غاياته ومحط آماله وشغله الشاغل طيلة الوقت وألا يتمسك بها أو يستميت من أجل الحصول عليها ، ثانيها أنْ يُجاهِد ذاته حتى لا يضعف أمام الفتن التي تحيط به من كل صوب وحدب أو يقع فريسة تحت براثنها الطاحنة التي لا ترحم وتُودي به للهلاك لا مَحالة ، وثالثها أنْ يُقدِّم أعمالاً خيِّرة تنفعه في آخرته كي يحظى بجنة الخُلد في نهاية المطاف ، وفي هذا الشأن ينقسم البشر إلى ثلاثة أقسام ، القسم الأول يسلك مؤيدوه المَسْلك الدنيوي فيتطلعون للحاجات الدنيوية فقط ويتمسكون بها بشكل قاتل وقد يفنوا حياتهم ويتناطحون مع الغير من أجل الحصول عليها ، القسم الثاني يتشدد مؤيدوه مع فكرة العمل للآخرة وينسون الدنيا تماماً وكأنهم زهدوا فيها ويصل بهم الأمر لتطبيق هذا الدستور على جميع الخَلْق ويتهمون الجميع بالتَسيُّب فهم في نظرهم خارجون عن المنهج ولا يتقون الله في تصرفاتهم نظراً لمحاولاتهم الاستمتاع بالحياة بعض الشيء مع عدم إخلالهم بالقيم والمبادئ والحدود ، القسم الثالث يجمع مؤيدوه بين حاجات الدنيا ومطامح الآخرة فتجدهم يُجيدون التصرف ويلجأون لأوامر الله في كل كبيرة وصغيرة مع قدرتهم على الاستمتاع بقدر بسيط من الحياة فلا يَضلُّون الطريق أو يُصابون بالتيه أو التشتت فهم على بيِّنة وعلم أن الله قد خلقنا حتى نُميِّز بين الأمور ونختار الأصلح الذي يُمكِّننا من عيش الحياة دون التفريط في تعاليم ديننا الحنيف حتى لا يزداد الفساد والانحراف وتنحل كل طبقات المجتمع نظراً لرغبتها في الركض وراء كل ما هو شائع وجديد دون الرغبة في الانضباط واختيار المناسب ممَّا يتوافق مع تعاليم الإسلام وشرائعه التي تحمينا من الانجراف وراء المحظور والخاطئ الذي لا يعود علينا سوى بالضرر فقط ، فعلينا التَعقُّل ومحاولة الموازنة بين الحياة الدنيا والآخرة على ألا ننحاز لأيهما حتى لا نفقد عنصر الاتزان والثقة في القرار والثبات على الموقف أياً كان فيجب أنْ يتخذ المرء مذهباً معيناً يتبعه بمحض إرادته دون ضغط أو فرض من أحد ويكون على علم بقدرته على تَحمُّل عواقبه ، فلا يوجد شخص مُعمِّر ضامن للبقاء والخلود حتى يُفرِّط في آخرته ويُفضِّل الحياة بكل ملذاتها وكأنها دائمةٌ بلا نهاية ..
#خلود_أيمن#مقالات#kh. ❝
❞ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)
قوله تعالى : قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم فيه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : قال اجعلني على خزائن الأرض قال سعيد بن منصور : سمعت مالك بن أنس يقول : مصر خزانة الأرض ; أما سمعت إلى قوله : اجعلني على خزائن الأرض أي على حفظها ، فحذف المضاف . إني حفيظ لما وليت عليم بأمره . وفي التفسير : إني حاسب كاتب ; وأنه أول من كتب في القراطيس . وقيل : حفيظ لتقدير الأقوات عليم بسني المجاعات . قال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : رحم الله أخي يوسف لو لم يقل اجعلني على خزائن الأرض لاستعمله من ساعته ولكن أخر ذلك عنه سنة . قال ابن عباس : لما انصرمت السنة من يوم سأل الإمارة دعاه الملك فتوجه ورداه بسيفه ، ووضع له سريرا من ذهب ، مكللا بالدر والياقوت ، وضرب عليه حلة من إستبرق ; وكان طول السرير ثلاثين ذراعا وعرضه عشرة أذرع ، عليه ثلاثون فراشا وستون مرفقة ، ثم أمره أن يخرج ، فخرج متوجا ، لونه كالثلج ، ووجهه كالقمر ; يرى الناظر وجهه من صفاء لون وجهه ، فجلس على السرير ودانت له الملوك ، ودخل الملك بيته مع نسائه ، وفوض إليه أمر مصر ، وعزل قطفير عما كان عليه وجعل يوسف مكانه . قال ابن زيد : كان لفرعون ملك مصر خزائن كثيرة غير الطعام ، فسلم سلطانه كله إليه ، وهلك قطفير تلك الليالي ، فزوج الملك يوسف راعيل امرأة العزيز ، فلما دخل عليها قال : أليس هذا خيرا مما كنت تريدين ؟ ! فقالت : أيها الصديق لا تلمني ; فإني كنت امرأة حسناء ناعمة كما ترى ، وكان صاحبي لا يأتي النساء ، وكنت كما جعلك الله من الحسن فغلبتني نفسي . فوجدها يوسف عذراء فأصابها فولدت له رجلين : إفراثيم بن يوسف ، ومنشا بن يوسف . وقال وهب بن منبه : إنما كان تزويجه زليخاء امرأة العزيز بين دخلتي الإخوة ، وذلك أن زليخاء مات زوجها ويوسف في السجن ، وذهب مالها وعمي بصرها بكاء على يوسف ، فصارت تتكفف الناس ، فمنهم من يرحمها ومنهم من لا يرحمها ، وكان يوسف يركب في كل أسبوع مرة في موكب زهاء مائة ألف من عظماء قومه ، فقيل لها : لو تعرضت له لعله يسعفك بشيء ; ثم قيل لها : لا تفعلي ، فربما ذكر بعض ما كان منك من المراودة والسجن فيسيء إليك ، فقالت : أنا أعلم بخلق حبيبي منكم ، ثم تركته حتى إذا ركب في موكبه ، قامت فنادت بأعلى صوتها : سبحان من جعل الملوك عبيدا بمعصيتهم ، وجعل العبيد ملوكا بطاعتهم ، فقال يوسف : ما هذه ؟ فأتوا بها ; فقالت : أنا التي كنت أخدمك على صدور قدمي ، وأرجل جمتك بيدي ، وتربيت في بيتي ، وأكرمت مثواك ، لكن فرط ما فرط من جهلي وعتوي فذقت وبال أمري ، فذهب مالي ، وتضعضع ركني ، وطال ذلي ، وعمي بصري ، وبعدما كنت مغبوطة أهل مصر صرت مرحومتهم ، أتكفف الناس ، فمنهم من يرحمني ، ومنهم من لا يرحمني ، وهذا جزاء المفسدين ; فبكى يوسف بكاء شديدا ، ثم قال لها : هل بقيت تجدين مما كان في نفسك من حبك لي شيئا ؟ فقالت : والله لنظرة إلى وجهك أحب إلي من الدنيا بحذافيرها ، لكن ناولني صدر سوطك ، فناولها فوضعته على صدرها ، فوجد للسوط في يده اضطرابا وارتعاشا من خفقان قلبها ، فبكى ثم مضى إلى منزله فأرسل إليها رسولا : إن كنت أيما تزوجناك ، وإن كنت ذات بعل أغنيناك ، فقالت للرسول : أعوذ بالله أن يستهزئ بي الملك ! لم يردني أيام شبابي وغناي ومالي وعزي أفيريدني اليوم وأنا عجوز عمياء فقيرة ؟ ! فأعلمه الرسول بمقالتها ، فلما ركب في الأسبوع الثاني تعرضت له ، فقال لها : ألم يبلغك الرسول ؟ فقالت : قد أخبرتك أن نظرة واحدة إلى وجهك أحب إلي من الدنيا وما فيها ; فأمر بها فأصلح من شأنها وهيئت ، ثم زفت إليه ، فقام يوسف يصلي ويدعو الله ، وقامت وراءه ، فسأل الله تعالى أن يعيد إليها شبابها وجمالها وبصرها ، فرد الله عليها شبابها وجمالها وبصرها حتى عادت أحسن ما كانت يوم راودته ، إكراما ليوسف - عليه السلام - لما عف عن محارم الله ، فأصابها فإذا هي عذراء ، فسألها ; فقالت : يا نبي الله إن زوجي كان عنينا لا يأتي النساء ، وكنت أنت من الحسن والجمال بما لا يوصف ; قال : فعاشا في خفض عيش ، في كل يوم يجدد الله لهما خيرا ، وولدت له ولدين ; إفراثيم ومنشا . وفيما روي أن الله تعالى ألقى في قلب يوسف من محبتها أضعاف ما كان في قلبها ، فقال لها : ما شأنك لا تحبينني كما كنت في أول مرة ؟ فقالت له : لما ذقت محبة الله تعالى شغلني ذلك عن كل شيء .
الثانية : قال بعض أهل العلم : في هذه الآية ما يبيح للرجل الفاضل أن يعمل للرجل الفاجر ، والسلطان الكافر ، بشرط أن يعلم أنه يفوض إليه في فعل لا يعارضه فيه ، فيصلح منه ما شاء ; وأما إذا كان عمله بحسب اختيار الفاجر وشهواته وفجوره فلا يجوز ذلك . وقال قوم : إن هذا كان ليوسف خاصة ، وهذا اليوم غير جائز ; والأول أولى إذا كان على الشرط الذي ذكرناه . والله أعلم . قال الماوردي : فإن كان المولي ظالما فقد اختلف الناس في جواز الولاية من قبله على قولين : أحدهما - جوازها إذا عمل بالحق فيما تقلده ; لأن يوسف ولي من قبل فرعون ، ولأن الاعتبار في حقه بفعله لا بفعل غيره . الثاني : أنه لا يجوز ذلك ; لما فيه من تولي الظالمين بالمعونة لهم ، وتزكيتهم بتقلد أعمالهم ; فأجاب من ذهب إلى هذا المذهب عن ولاية يوسف من قبل فرعون بجوابين : أحدهما : أن فرعون يوسف كان صالحا ، وإنما الطاغي فرعون موسى . الثاني : أنه نظر في أملاكه دون أعماله ، فزالت عنه التبعة فيه . قال الماوردي : والأصح من إطلاق هذين القولين أن يفصل ما يتولاه من جهة الظالم على ثلاثة أقسام : أحدها : ما يجوز لأهله فعله من غير اجتهاد في تنفيذه كالصدقات والزكوات ، فيجوز توليه من جهة الظالم ، لأن النص على مستحقه قد أغنى عن الاجتهاد فيه ، وجواز تفرد أربابه به قد أغنى عن التقليد . والقسم الثاني : ما لا يجوز أن يتفردوا به ويلزم الاجتهاد في مصرفه كأموال الفيء ، فلا يجوز توليه من جهة الظالم ; لأنه يتصرف بغير حق ، ويجتهد فيما لا يستحق . والقسم الثالث : ما يجوز أن يتولاه لأهله ، وللاجتهاد فيه مدخل كالقضايا والأحكام ، فعقد التقليد محلول ، فإن كان النظر تنفيذا للحكم بين متراضيين ، وتوسطا بين مجبورين جاز ، وإن كان إلزام إجبار لم يجز .
الثالثة : ودلت الآية أيضا على جواز أن يخطب الإنسان عملا يكون له أهلا ; فإن قيل : فقد روى مسلم عن عبد الرحمن بن سمرة قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها . وعن أبي بردة قال : قال أبو موسى : أقبلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعي رجلان من الأشعريين ، أحدهما عن يميني والآخر عن يساري ، فكلاهما سأل العمل ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يستاك ، فقال : ما تقول يا أبا موسى - أو يا عبد الله بن قيس . قال قلت : والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما ، وما شعرت أنهما يطلبان العمل ، قال : وكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته وقد قلصت ، فقال : لن - أو - لا نستعمل على عملنا من أراده وذكر الحديث ; خرجه مسلم أيضا وغيره ; فالجواب : أولا : أن يوسف - عليه السلام - إنما طلب الولاية لأنه علم أنه لا أحد يقوم مقامه في العدل والإصلاح وتوصيل الفقراء إلى حقوقهم فرأى أن ذلك فرض متعين عليه فإنه لم يكن هناك غيره ، وهكذا الحكم اليوم ، لو علم إنسان من نفسه أنه يقوم بالحق في القضاء أو الحسبة ولم يكن هناك من يصلح ولا يقوم مقامه لتعين ذلك عليه ، ووجب أن يتولاها ويسأل ذلك ، ويخبر بصفاته التي يستحقها به من العلم والكفاية وغير ذلك ، كما قال يوسف - عليه السلام - : فأما لو كان هناك من يقوم بها ويصلح لها وعلم بذلك فالأولى ألا يطلب ; لقوله - عليه السلام - لعبد الرحمن : لا تسأل الإمارة وأيضا فإن في سؤالها والحرص عليها مع العلم بكثرة آفاتها وصعوبة التخلص منها دليلا على أنه يطلبها لنفسه ولأغراضه ، ومن كان هكذا يوشك أن تغلب عليه نفسه فيهلك ; وهذا معنى قوله - عليه السلام - : ( وكل إليها ومن أباها لعلمه بآفاتها ، ولخوفه من التقصير في حقوقها فر منها ، ثم إن ابتلي بها فيرجى له التخلص منها ، وهو معنى قوله : أعين عليها . الثاني : أنه لم يقل : إني حسيب كريم ، وإن كان كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ولا قال : إني جميل مليح ، إنما قال : إني حفيظ عليم فسألها بالحفظ والعلم ، لا بالنسب والجمال . الثالث : إنما قال ذلك عند من لا يعرفه فأراد تعريف نفسه ، وصار ذلك مستثنى من قوله تعالى : فلا تزكوا أنفسكم . الرابع : أنه رأى ذلك فرضا متعينا عليه ; لأنه لم يكن هنالك غيره ، وهو الأظهر ، والله أعلم .
الرابعة ودلت الآية أيضا على أنه يجوز للإنسان أن يصف نفسه بما فيه من علم وفضل ; قال الماوردي : وليس هذا على الإطلاق في عموم الصفات ، ولكنه مخصوص فيما اقترن بوصله ، أو تعلق بظاهر من مكسب ، وممنوع منه فيما سواه ، لما فيه من تزكية ومراءاة ، ولو ميزه الفاضل عنه لكان أليق بفضله ; فإن يوسف دعته الضرورة إليه لما سبق من حاله ، ولما يرجو من الظفر بأهله .. ❝ ⏤محمد رشيد رضا
❞ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)
قوله تعالى : قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم فيه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : قال اجعلني على خزائن الأرض قال سعيد بن منصور : سمعت مالك بن أنس يقول : مصر خزانة الأرض ; أما سمعت إلى قوله : اجعلني على خزائن الأرض أي على حفظها ، فحذف المضاف . إني حفيظ لما وليت عليم بأمره . وفي التفسير : إني حاسب كاتب ; وأنه أول من كتب في القراطيس . وقيل : حفيظ لتقدير الأقوات عليم بسني المجاعات . قال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : رحم الله أخي يوسف لو لم يقل اجعلني على خزائن الأرض لاستعمله من ساعته ولكن أخر ذلك عنه سنة . قال ابن عباس : لما انصرمت السنة من يوم سأل الإمارة دعاه الملك فتوجه ورداه بسيفه ، ووضع له سريرا من ذهب ، مكللا بالدر والياقوت ، وضرب عليه حلة من إستبرق ; وكان طول السرير ثلاثين ذراعا وعرضه عشرة أذرع ، عليه ثلاثون فراشا وستون مرفقة ، ثم أمره أن يخرج ، فخرج متوجا ، لونه كالثلج ، ووجهه كالقمر ; يرى الناظر وجهه من صفاء لون وجهه ، فجلس على السرير ودانت له الملوك ، ودخل الملك بيته مع نسائه ، وفوض إليه أمر مصر ، وعزل قطفير عما كان عليه وجعل يوسف مكانه . قال ابن زيد : كان لفرعون ملك مصر خزائن كثيرة غير الطعام ، فسلم سلطانه كله إليه ، وهلك قطفير تلك الليالي ، فزوج الملك يوسف راعيل امرأة العزيز ، فلما دخل عليها قال : أليس هذا خيرا مما كنت تريدين ؟ ! فقالت : أيها الصديق لا تلمني ; فإني كنت امرأة حسناء ناعمة كما ترى ، وكان صاحبي لا يأتي النساء ، وكنت كما جعلك الله من الحسن فغلبتني نفسي . فوجدها يوسف عذراء فأصابها فولدت له رجلين : إفراثيم بن يوسف ، ومنشا بن يوسف . وقال وهب بن منبه : إنما كان تزويجه زليخاء امرأة العزيز بين دخلتي الإخوة ، وذلك أن زليخاء مات زوجها ويوسف في السجن ، وذهب مالها وعمي بصرها بكاء على يوسف ، فصارت تتكفف الناس ، فمنهم من يرحمها ومنهم من لا يرحمها ، وكان يوسف يركب في كل أسبوع مرة في موكب زهاء مائة ألف من عظماء قومه ، فقيل لها : لو تعرضت له لعله يسعفك بشيء ; ثم قيل لها : لا تفعلي ، فربما ذكر بعض ما كان منك من المراودة والسجن فيسيء إليك ، فقالت : أنا أعلم بخلق حبيبي منكم ، ثم تركته حتى إذا ركب في موكبه ، قامت فنادت بأعلى صوتها : سبحان من جعل الملوك عبيدا بمعصيتهم ، وجعل العبيد ملوكا بطاعتهم ، فقال يوسف : ما هذه ؟ فأتوا بها ; فقالت : أنا التي كنت أخدمك على صدور قدمي ، وأرجل جمتك بيدي ، وتربيت في بيتي ، وأكرمت مثواك ، لكن فرط ما فرط من جهلي وعتوي فذقت وبال أمري ، فذهب مالي ، وتضعضع ركني ، وطال ذلي ، وعمي بصري ، وبعدما كنت مغبوطة أهل مصر صرت مرحومتهم ، أتكفف الناس ، فمنهم من يرحمني ، ومنهم من لا يرحمني ، وهذا جزاء المفسدين ; فبكى يوسف بكاء شديدا ، ثم قال لها : هل بقيت تجدين مما كان في نفسك من حبك لي شيئا ؟ فقالت : والله لنظرة إلى وجهك أحب إلي من الدنيا بحذافيرها ، لكن ناولني صدر سوطك ، فناولها فوضعته على صدرها ، فوجد للسوط في يده اضطرابا وارتعاشا من خفقان قلبها ، فبكى ثم مضى إلى منزله فأرسل إليها رسولا : إن كنت أيما تزوجناك ، وإن كنت ذات بعل أغنيناك ، فقالت للرسول : أعوذ بالله أن يستهزئ بي الملك ! لم يردني أيام شبابي وغناي ومالي وعزي أفيريدني اليوم وأنا عجوز عمياء فقيرة ؟ ! فأعلمه الرسول بمقالتها ، فلما ركب في الأسبوع الثاني تعرضت له ، فقال لها : ألم يبلغك الرسول ؟ فقالت : قد أخبرتك أن نظرة واحدة إلى وجهك أحب إلي من الدنيا وما فيها ; فأمر بها فأصلح من شأنها وهيئت ، ثم زفت إليه ، فقام يوسف يصلي ويدعو الله ، وقامت وراءه ، فسأل الله تعالى أن يعيد إليها شبابها وجمالها وبصرها ، فرد الله عليها شبابها وجمالها وبصرها حتى عادت أحسن ما كانت يوم راودته ، إكراما ليوسف - عليه السلام - لما عف عن محارم الله ، فأصابها فإذا هي عذراء ، فسألها ; فقالت : يا نبي الله إن زوجي كان عنينا لا يأتي النساء ، وكنت أنت من الحسن والجمال بما لا يوصف ; قال : فعاشا في خفض عيش ، في كل يوم يجدد الله لهما خيرا ، وولدت له ولدين ; إفراثيم ومنشا . وفيما روي أن الله تعالى ألقى في قلب يوسف من محبتها أضعاف ما كان في قلبها ، فقال لها : ما شأنك لا تحبينني كما كنت في أول مرة ؟ فقالت له : لما ذقت محبة الله تعالى شغلني ذلك عن كل شيء .
الثانية : قال بعض أهل العلم : في هذه الآية ما يبيح للرجل الفاضل أن يعمل للرجل الفاجر ، والسلطان الكافر ، بشرط أن يعلم أنه يفوض إليه في فعل لا يعارضه فيه ، فيصلح منه ما شاء ; وأما إذا كان عمله بحسب اختيار الفاجر وشهواته وفجوره فلا يجوز ذلك . وقال قوم : إن هذا كان ليوسف خاصة ، وهذا اليوم غير جائز ; والأول أولى إذا كان على الشرط الذي ذكرناه . والله أعلم . قال الماوردي : فإن كان المولي ظالما فقد اختلف الناس في جواز الولاية من قبله على قولين : أحدهما - جوازها إذا عمل بالحق فيما تقلده ; لأن يوسف ولي من قبل فرعون ، ولأن الاعتبار في حقه بفعله لا بفعل غيره . الثاني : أنه لا يجوز ذلك ; لما فيه من تولي الظالمين بالمعونة لهم ، وتزكيتهم بتقلد أعمالهم ; فأجاب من ذهب إلى هذا المذهب عن ولاية يوسف من قبل فرعون بجوابين : أحدهما : أن فرعون يوسف كان صالحا ، وإنما الطاغي فرعون موسى . الثاني : أنه نظر في أملاكه دون أعماله ، فزالت عنه التبعة فيه . قال الماوردي : والأصح من إطلاق هذين القولين أن يفصل ما يتولاه من جهة الظالم على ثلاثة أقسام : أحدها : ما يجوز لأهله فعله من غير اجتهاد في تنفيذه كالصدقات والزكوات ، فيجوز توليه من جهة الظالم ، لأن النص على مستحقه قد أغنى عن الاجتهاد فيه ، وجواز تفرد أربابه به قد أغنى عن التقليد . والقسم الثاني : ما لا يجوز أن يتفردوا به ويلزم الاجتهاد في مصرفه كأموال الفيء ، فلا يجوز توليه من جهة الظالم ; لأنه يتصرف بغير حق ، ويجتهد فيما لا يستحق . والقسم الثالث : ما يجوز أن يتولاه لأهله ، وللاجتهاد فيه مدخل كالقضايا والأحكام ، فعقد التقليد محلول ، فإن كان النظر تنفيذا للحكم بين متراضيين ، وتوسطا بين مجبورين جاز ، وإن كان إلزام إجبار لم يجز .
الثالثة : ودلت الآية أيضا على جواز أن يخطب الإنسان عملا يكون له أهلا ; فإن قيل : فقد روى مسلم عن عبد الرحمن بن سمرة قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها . وعن أبي بردة قال : قال أبو موسى : أقبلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعي رجلان من الأشعريين ، أحدهما عن يميني والآخر عن يساري ، فكلاهما سأل العمل ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يستاك ، فقال : ما تقول يا أبا موسى - أو يا عبد الله بن قيس . قال قلت : والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما ، وما شعرت أنهما يطلبان العمل ، قال : وكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته وقد قلصت ، فقال : لن - أو - لا نستعمل على عملنا من أراده وذكر الحديث ; خرجه مسلم أيضا وغيره ; فالجواب : أولا : أن يوسف - عليه السلام - إنما طلب الولاية لأنه علم أنه لا أحد يقوم مقامه في العدل والإصلاح وتوصيل الفقراء إلى حقوقهم فرأى أن ذلك فرض متعين عليه فإنه لم يكن هناك غيره ، وهكذا الحكم اليوم ، لو علم إنسان من نفسه أنه يقوم بالحق في القضاء أو الحسبة ولم يكن هناك من يصلح ولا يقوم مقامه لتعين ذلك عليه ، ووجب أن يتولاها ويسأل ذلك ، ويخبر بصفاته التي يستحقها به من العلم والكفاية وغير ذلك ، كما قال يوسف - عليه السلام - : فأما لو كان هناك من يقوم بها ويصلح لها وعلم بذلك فالأولى ألا يطلب ; لقوله - عليه السلام - لعبد الرحمن : لا تسأل الإمارة وأيضا فإن في سؤالها والحرص عليها مع العلم بكثرة آفاتها وصعوبة التخلص منها دليلا على أنه يطلبها لنفسه ولأغراضه ، ومن كان هكذا يوشك أن تغلب عليه نفسه فيهلك ; وهذا معنى قوله - عليه السلام - : ( وكل إليها ومن أباها لعلمه بآفاتها ، ولخوفه من التقصير في حقوقها فر منها ، ثم إن ابتلي بها فيرجى له التخلص منها ، وهو معنى قوله : أعين عليها . الثاني : أنه لم يقل : إني حسيب كريم ، وإن كان كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ولا قال : إني جميل مليح ، إنما قال : إني حفيظ عليم فسألها بالحفظ والعلم ، لا بالنسب والجمال . الثالث : إنما قال ذلك عند من لا يعرفه فأراد تعريف نفسه ، وصار ذلك مستثنى من قوله تعالى : فلا تزكوا أنفسكم . الرابع : أنه رأى ذلك فرضا متعينا عليه ; لأنه لم يكن هنالك غيره ، وهو الأظهر ، والله أعلم .
الرابعة ودلت الآية أيضا على أنه يجوز للإنسان أن يصف نفسه بما فيه من علم وفضل ; قال الماوردي : وليس هذا على الإطلاق في عموم الصفات ، ولكنه مخصوص فيما اقترن بوصله ، أو تعلق بظاهر من مكسب ، وممنوع منه فيما سواه ، لما فيه من تزكية ومراءاة ، ولو ميزه الفاضل عنه لكان أليق بفضله ; فإن يوسف دعته الضرورة إليه لما سبق من حاله ، ولما يرجو من الظفر بأهله. ❝
❞ كتاب نبي الإسلام بين الحقيقة والإدعاء تأليف د. عبد الراضي محمد عبد المحسن يتكون من ثلاثة محاور مقسمة إلى ثلاثة فصول، المحور الأول يهدف إلى الكشف عن طبيعة النبوة في الإسلام وذلك بتحديد مفهومها في اللغة والاصطلاح، ويعرض لتقسيم مراتب النبيين ويشرح مبدأ العصمة، وإثبات ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم، والقسم الثاني من الكتاب يتناول فيه المؤلف عبدالراضي محمد عبدالمحسن الدعاوى والمزاعم المثارة حول نبوة محمد وأصالة دعوته، ويستعرض هنا ست دعاوى مشهورة ويرد عليها، ويخصص المؤلف القسم الثالث من الكتاب لعرض دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بالأدلة العلمية اليقينة والبراهين والآيات البينات الواضحات.. ❝ ⏤د. عبد الراضي محمد عبد المحسن
❞ كتاب نبي الإسلام بين الحقيقة والإدعاء تأليف د. عبد الراضي محمد عبد المحسن يتكون من ثلاثة محاور مقسمة إلى ثلاثة فصول، المحور الأول يهدف إلى الكشف عن طبيعة النبوة في الإسلام وذلك بتحديد مفهومها في اللغة والاصطلاح، ويعرض لتقسيم مراتب النبيين ويشرح مبدأ العصمة، وإثبات ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم، والقسم الثاني من الكتاب يتناول فيه المؤلف عبدالراضي محمد عبدالمحسن الدعاوى والمزاعم المثارة حول نبوة محمد وأصالة دعوته، ويستعرض هنا ست دعاوى مشهورة ويرد عليها، ويخصص المؤلف القسم الثالث من الكتاب لعرض دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بالأدلة العلمية اليقينة والبراهين والآيات البينات الواضحات. ❝