❞ أيها الشباب
أكثر ما يأتي الشبابَ الحيرةُ والاضطراب في مسألة اختيار الزوجة، وكثير منهم يَفتقد لِمهارات اختيار ذلك الشريك.
والأمر يَستحق الكثير من التأنِّي والتروِّي؛ لأنَّ الإنسان إذا أراد أن يبذر بذرًا اختار له الأرضَ الصالحة بغية أن يخرج بإذن ربِّه، والأمر بالنسبة للزوجة أجَلُّ وأعظم.
ولذلك دعا الإسلام إلى التدقيق في اختيار الزوجة، والنظر إليها، والوقوف على أخلاقها ودينها؛ حتى يَكمل الانسجام، وتزداد المحبَّة، وصولًا إلى عش الزوجية الهادئ.
وأول ما ينبغي الاهتمام به عند الاختيار
• اختيار ذات دِين وخلُق، عفيفة محتشمة، ذات أخلاق فاضلة ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34]، ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ ﴾ [النور: 32]، ﴿ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ ﴾ [البقرة: 221]، ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾ [النور: 26].
وقد جاءت الشريعة بالتأكيد على ما يغفل الناس عنه ويهملونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تُنكحُ المرأةُ لأربعٍ: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدِّين ترِبَت يداك))[4].
قال القرطبي رحمه الله: (هذه الأربع الخصال هي المُرغِّبة في نِكاح المرأة، وهي التي يقصدها الرِّجال من النساء، فهو خبرٌ عما في الوجود من ذلك، لا أنه أمرٌ بذلك، وظاهره إباحة النِّكاح لقصد مجموع هذه الخصال، أو لواحدة منها، لكن قصد الدِّين أولى وأهم)[5].
فالمرأة المتدينة دُرَّة ثمينة بين النساء يتمنَّاها كلُّ رجل، رغبة في خَيرَي الدنيا والآخرة، ولا قيمة لأي اعتِبار آخر ليس معه الدِّين؛ فالجمال مَغنم إذا كان مَعه دِين يحميه، ومَغرم إذا كان بمعزل عن الدِّين، والحسَبُ والنَّسب بغير دِين نِقمة لا نعمة، وثراءُ من لا دين له طغيان وفتنة.. ❝ ⏤حسين محمد يوسف
❞ أيها الشباب
أكثر ما يأتي الشبابَ الحيرةُ والاضطراب في مسألة اختيار الزوجة، وكثير منهم يَفتقد لِمهارات اختيار ذلك الشريك.
والأمر يَستحق الكثير من التأنِّي والتروِّي؛ لأنَّ الإنسان إذا أراد أن يبذر بذرًا اختار له الأرضَ الصالحة بغية أن يخرج بإذن ربِّه، والأمر بالنسبة للزوجة أجَلُّ وأعظم.
ولذلك دعا الإسلام إلى التدقيق في اختيار الزوجة، والنظر إليها، والوقوف على أخلاقها ودينها؛ حتى يَكمل الانسجام، وتزداد المحبَّة، وصولًا إلى عش الزوجية الهادئ.
وقد جاءت الشريعة بالتأكيد على ما يغفل الناس عنه ويهملونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تُنكحُ المرأةُ لأربعٍ: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدِّين ترِبَت يداك))[4].
قال القرطبي رحمه الله: (هذه الأربع الخصال هي المُرغِّبة في نِكاح المرأة، وهي التي يقصدها الرِّجال من النساء، فهو خبرٌ عما في الوجود من ذلك، لا أنه أمرٌ بذلك، وظاهره إباحة النِّكاح لقصد مجموع هذه الخصال، أو لواحدة منها، لكن قصد الدِّين أولى وأهم)[5].
فالمرأة المتدينة دُرَّة ثمينة بين النساء يتمنَّاها كلُّ رجل، رغبة في خَيرَي الدنيا والآخرة، ولا قيمة لأي اعتِبار آخر ليس معه الدِّين؛ فالجمال مَغنم إذا كان مَعه دِين يحميه، ومَغرم إذا كان بمعزل عن الدِّين، والحسَبُ والنَّسب بغير دِين نِقمة لا نعمة، وثراءُ من لا دين له طغيان وفتنة. ❝
❞ اليهودية هي ديانة الشعب اليهودي، وهي ديانة توحيدية قديمة، وأقدم الديانات الإبراهيمية، وتستند في تعاليمها على التوراة كنصها التأسيسي والتي أنزلت على موسى بحسب المعتقدات اليهودية. ويشمل الدين والفلسفة والثقافة للشعب اليهودي. وتعدّ اليهودية من قبل اليهود المتدينين تعبيرًا عن العهد الذي أقامه الله مع بني إسرائيل. وتضم اليهودية على مجموعة واسعة من النصوص والممارسات والمواقف اللاهوتية وأشكال التنظيم. التوراة هي جزء من النص الأكبر المعروف بإسم التناخ أو الكتاب المقدس العبري، وأحكام وشرائع التوراة التي تشرحها الشريعة الشفوية والتي تمثلها النصوص اللاحقة مثل المدراش والتلمود. وتتراوح أعداد أتباع الديانة اليهودية بين 14.5 مليون إلى 17.4 مليون معتنق في جميع أنحاء العالم، حيث أن تعداد اليهود في حد ذاته يعدّ قضية خلافية حول قضية "من هو اليهودي؟". واليهودية هي عاشر أكبر دين في العالم.
توجد في اليهودية مجموعة متنوعة من الحركات الدينية، والتي ظهرت معظمها من اليهودية الربانية، والتي تنص على أن الله كشف قوانينه ووصاياه لموسى على جبل سيناء في شكل التوراة المكتوبة والشفهية. تاريخياً، تم تحدي هذا التأكيد من قبل مجموعات مختلفة مثل الصدوقيين واليهودية الهلنستية خلال فترة الهيكل الثاني. والقرائيين والسبتانيين خلال الفترة المبكرة واللاحقة من العصور الوسطى؛ وبين شرائح الطوائف غير الأرثوذكسية الحديثة. الفروع الحديثة لليهودية مثل اليهودية الإنسانية قد تكون لاألوهية. اليوم، أكبر الحركات الدينية اليهودية هي اليهودية الأرثوذكسية (والتي تضم اليهودية الحريدية واليهودية الأرثوذكسية الحديثة) واليهودية المحافظة واليهودية الإصلاحية. المصادر الرئيسية للاختلاف بين هذه المجموعات هي مقاربتهم للقانون اليهودي، وسلطة التقليد الرباني، وأهمية دولة إسرائيل. وتؤكد اليهودية الأرثوذكسية أن التوراة والشريعة اليهودية إلهية في الأصل، وأبدية وغير قابلة للتغيير، وأنه ينبغي إتباعها بصرامة. بينما تُعتبر اليهودية المحافظة والإصلاحية أكثر ليبرالية، حيث تعزز اليهودية المحافظة بشكل عام التفسير الأكثر تقليدية لمتطلبات اليهودية بالمقارنة مع اليهودية الإصلاحية. وموقف الإصلاح المعتاد هو أنه يجب النظر إلى القانون اليهودي على أنه مجموعة من المبادئ التوجيهية العامة وليس كمجموعة من القيود والواجبات التي يتطلب احترامها من جميع اليهود. تاريخياً، فرضت المحاكم الخاصة القانون اليهودي. اليوم هذه المحاكم لا تزال موجودة ولكن ممارسة اليهودية في معظمها طوعية. والسلطة في المسائل اللاهوتية والقانونية غير مخولة لأي شخص أو لأي منظمة، ولكن في النصوص المقدسة يقوم الحاخامات والدارسين في تفسيرها.
يمتد تاريخ اليهودية لأكثر من 3000 سنة. وللديانة اليهودية جذور كدين منظم في الشرق الأوسط خلال العصر البرونزي. وتعدّ اليهودية واحدة من أقدم الديانات التوحيدية. وكان يُشار إلى العبرانيين وبنو إسرائيل بإسم "يهود" وفي كتب لاحقة في التناخ مثل سفر أستير، استبدل مصطلح اليهود بمصطلح "أبناء إسرائيل". أثرت النصوص والتقاليد والقيم اليهودية بشكل كبير على الديانات الإبراهيمية فيما بعد، بما في ذلك المسيحية والإسلام والبهائية. وقد أثرت العديد من جوانب اليهودية بشكل مباشر أو غير مباشر على الأخلاق العلمانية الغربية والقانون المدني. وكانت العقيدة الدينية عاملاً مهمًا في تطور الحضارة الغربية القديمة مثل الهلنسية واليهودية كخلفية للمسيحية، وشكلت إلى حد كبير المثل والأخلاق الغربية منذ المسيحية المبكرة.
اليهود هم أبناء مجموعة إثنية دينية، بما في ذلك أولئك الذين ولدوا يهودًا، بالإضافة إلى المتحولين إلى اليهودية. في عام 2015، قدر عدد السكان اليهود في العالم بحوالي 14.3 مليون، أو ما يقرب من 0.2% من مجموع سكان العالم. وإسرائيل هي موطن لحوالي 43% من جميع اليهود في العالم، ويقيم حوالي 43% من يهود العالم في الولايات المتحدة وكندا، ويعيش معظم النسبة المتبقية في أوروبا، إلى من مجموعات الأقليات المنتشرة في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا وأستراليا.. ❝ ⏤صلاح العجماوي
❞ اليهودية هي ديانة الشعب اليهودي، وهي ديانة توحيدية قديمة، وأقدم الديانات الإبراهيمية، وتستند في تعاليمها على التوراة كنصها التأسيسي والتي أنزلت على موسى بحسب المعتقدات اليهودية. ويشمل الدين والفلسفة والثقافة للشعب اليهودي. وتعدّ اليهودية من قبل اليهود المتدينين تعبيرًا عن العهد الذي أقامه الله مع بني إسرائيل. وتضم اليهودية على مجموعة واسعة من النصوص والممارسات والمواقف اللاهوتية وأشكال التنظيم. التوراة هي جزء من النص الأكبر المعروف بإسم التناخ أو الكتاب المقدس العبري، وأحكام وشرائع التوراة التي تشرحها الشريعة الشفوية والتي تمثلها النصوص اللاحقة مثل المدراش والتلمود. وتتراوح أعداد أتباع الديانة اليهودية بين 14.5 مليون إلى 17.4 مليون معتنق في جميع أنحاء العالم، حيث أن تعداد اليهود في حد ذاته يعدّ قضية خلافية حول قضية ˝من هو اليهودي؟˝. واليهودية هي عاشر أكبر دين في العالم.
توجد في اليهودية مجموعة متنوعة من الحركات الدينية، والتي ظهرت معظمها من اليهودية الربانية، والتي تنص على أن الله كشف قوانينه ووصاياه لموسى على جبل سيناء في شكل التوراة المكتوبة والشفهية. تاريخياً، تم تحدي هذا التأكيد من قبل مجموعات مختلفة مثل الصدوقيين واليهودية الهلنستية خلال فترة الهيكل الثاني. والقرائيين والسبتانيين خلال الفترة المبكرة واللاحقة من العصور الوسطى؛ وبين شرائح الطوائف غير الأرثوذكسية الحديثة. الفروع الحديثة لليهودية مثل اليهودية الإنسانية قد تكون لاألوهية. اليوم، أكبر الحركات الدينية اليهودية هي اليهودية الأرثوذكسية (والتي تضم اليهودية الحريدية واليهودية الأرثوذكسية الحديثة) واليهودية المحافظة واليهودية الإصلاحية. المصادر الرئيسية للاختلاف بين هذه المجموعات هي مقاربتهم للقانون اليهودي، وسلطة التقليد الرباني، وأهمية دولة إسرائيل. وتؤكد اليهودية الأرثوذكسية أن التوراة والشريعة اليهودية إلهية في الأصل، وأبدية وغير قابلة للتغيير، وأنه ينبغي إتباعها بصرامة. بينما تُعتبر اليهودية المحافظة والإصلاحية أكثر ليبرالية، حيث تعزز اليهودية المحافظة بشكل عام التفسير الأكثر تقليدية لمتطلبات اليهودية بالمقارنة مع اليهودية الإصلاحية. وموقف الإصلاح المعتاد هو أنه يجب النظر إلى القانون اليهودي على أنه مجموعة من المبادئ التوجيهية العامة وليس كمجموعة من القيود والواجبات التي يتطلب احترامها من جميع اليهود. تاريخياً، فرضت المحاكم الخاصة القانون اليهودي. اليوم هذه المحاكم لا تزال موجودة ولكن ممارسة اليهودية في معظمها طوعية. والسلطة في المسائل اللاهوتية والقانونية غير مخولة لأي شخص أو لأي منظمة، ولكن في النصوص المقدسة يقوم الحاخامات والدارسين في تفسيرها.
يمتد تاريخ اليهودية لأكثر من 3000 سنة. وللديانة اليهودية جذور كدين منظم في الشرق الأوسط خلال العصر البرونزي. وتعدّ اليهودية واحدة من أقدم الديانات التوحيدية. وكان يُشار إلى العبرانيين وبنو إسرائيل بإسم ˝يهود˝ وفي كتب لاحقة في التناخ مثل سفر أستير، استبدل مصطلح اليهود بمصطلح ˝أبناء إسرائيل˝. أثرت النصوص والتقاليد والقيم اليهودية بشكل كبير على الديانات الإبراهيمية فيما بعد، بما في ذلك المسيحية والإسلام والبهائية. وقد أثرت العديد من جوانب اليهودية بشكل مباشر أو غير مباشر على الأخلاق العلمانية الغربية والقانون المدني. وكانت العقيدة الدينية عاملاً مهمًا في تطور الحضارة الغربية القديمة مثل الهلنسية واليهودية كخلفية للمسيحية، وشكلت إلى حد كبير المثل والأخلاق الغربية منذ المسيحية المبكرة.
اليهود هم أبناء مجموعة إثنية دينية، بما في ذلك أولئك الذين ولدوا يهودًا، بالإضافة إلى المتحولين إلى اليهودية. في عام 2015، قدر عدد السكان اليهود في العالم بحوالي 14.3 مليون، أو ما يقرب من 0.2% من مجموع سكان العالم. وإسرائيل هي موطن لحوالي 43% من جميع اليهود في العالم، ويقيم حوالي 43% من يهود العالم في الولايات المتحدة وكندا، ويعيش معظم النسبة المتبقية في أوروبا، إلى من مجموعات الأقليات المنتشرة في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا وأستراليا. ❝
❞ هل كانت صداقة أم عقاب ؟!
من يتعلق بك بشدة... يصيبك بالخوف الدائم ؛لأنه يربط سعادته بكاملها بك أنت... يريد منك تبريراً لكل تصرفاتك ، وإلا جرحت مشاعره، تحاول أن تتجنب عتابه، وتجامله طول الوقت، وإلا ظن أنك تغيرت عليه، أنه ذاك الشخص المثالي جداً،والذي لا يقارن بأحد... الشخص المثقف، والمتدين ، والملتزم.. الصديق الوفي دوماً لك ...الذي يراقبك طوال اليوم، وينتظر غلطة صغيرة منك ليخاصمك، ويتهمك بالتكبر عليه.. أنهم المتملكون أكثر الشخصيات المستفزة في العالم.. الذين يحبون أنفسهم كثيراً، وينتظرون منك أن تحبهم لوحدهم، أو على الأقل أن يكونوا أروع من في حياتك... يريدون منك أن تمدحهم دائماً لتثبت لهم أنك صديق، وفي ولتجدد ولائك لهم...
هؤلاء هم التعب بنفسه... أنهم يتعبونك كثيراً.. يتعبون قلبك... أنهم يؤذوك بحبهم الزائد عن حده .. والذي لا يناسبك تقريباً... أن الذين لا يبحثون عن الحب، ولا عن أصدقاء مقربين بطبيعة الحال لا يريدون قيوداً.. وهؤلاء هم أخطر الناس عليهم... إنهم يشكلون تهديدا لحريتهم، ولاسبيل للخلاص منهم؛ إلا إذا كسرت قلوبهم ، وهذا أكثر ألما .. لكن لا خيار آخر ؛ فالتملك الذي ينتابهم تجاهك يجعلهم يستعبدونك... لذلك عليك أن تدفع ثمن لحريتك.. ❝ ⏤FATMA🖊📚
❞ هل كانت صداقة أم عقاب ؟!
من يتعلق بك بشدة.. يصيبك بالخوف الدائم ؛لأنه يربط سعادته بكاملها بك أنت.. يريد منك تبريراً لكل تصرفاتك ، وإلا جرحت مشاعره، تحاول أن تتجنب عتابه، وتجامله طول الوقت، وإلا ظن أنك تغيرت عليه، أنه ذاك الشخص المثالي جداً،والذي لا يقارن بأحد.. الشخص المثقف، والمتدين ، والملتزم. الصديق الوفي دوماً لك ..الذي يراقبك طوال اليوم، وينتظر غلطة صغيرة منك ليخاصمك، ويتهمك بالتكبر عليه. أنهم المتملكون أكثر الشخصيات المستفزة في العالم. الذين يحبون أنفسهم كثيراً، وينتظرون منك أن تحبهم لوحدهم، أو على الأقل أن يكونوا أروع من في حياتك.. يريدون منك أن تمدحهم دائماً لتثبت لهم أنك صديق، وفي ولتجدد ولائك لهم..
هؤلاء هم التعب بنفسه.. أنهم يتعبونك كثيراً. يتعبون قلبك.. أنهم يؤذوك بحبهم الزائد عن حده . والذي لا يناسبك تقريباً.. أن الذين لا يبحثون عن الحب، ولا عن أصدقاء مقربين بطبيعة الحال لا يريدون قيوداً. وهؤلاء هم أخطر الناس عليهم.. إنهم يشكلون تهديدا لحريتهم، ولاسبيل للخلاص منهم؛ إلا إذا كسرت قلوبهم ، وهذا أكثر ألما . لكن لا خيار آخر ؛ فالتملك الذي ينتابهم تجاهك يجعلهم يستعبدونك.. لذلك عليك أن تدفع ثمن لحريتك. ❝
❞ روى البخاريُّ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال :
قال رجلٌ لأتصدّقنَّ بصدقةٍ، فخرج بصدقتِه
فوضعها في يدِ سارقٍ
فأصبحُوا يتحدَّثون، تُصدِّقَ على سارق !
فقال: اللهم لكَ الحمد، لأتصدّقنَّ بصدقةٍ
فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانيةٍ
فأصبحوا يتحدَّثون: تُصدِّقَ الليلة على زانية !
فقال: اللهم لكَ الحمد، لأتصدَّقنَّ بصدقةٍ
فخرج بصدقتِه فوضعها في يدي غنِيٍّ
فأصبحوا يتحدَّثون: تُصدِّقَ على غنيٍّ !
فقال: اللهم لك الحمد، على سارقٍ، وعلى زانيةٍ، وعلى غنيٍّ !
فأُتيَ، فقيل له :
أمّا صدقتكَ على سارقٍ فلعله أن يستعفَّ عن سرقته
وأما الزَّانيةُ فلعلها أن تستعفَّ عن زناها
وأما الغنيُّ فلعله يعتبرُ فينفقُ مما أعطاه الله !
الدَّرسُ الأوَّل :
هذا هو شأنُ النَّاسِ دوماً
إذا ترفعتَ عن ردِّ الإساءة، قالوا : جبان
وإذا تصدَّقتَ، قالوا : يُرائي
إذا صاحبتَ عالماً، قالوا : يتزلَّف
وإذا صافحتَ عاصياً، قالوا : هو مثله
إذا أحسنتَ إلى زوجتك، قالوا : خروف
إن لم تُجارِهم في المعصية، قالوا : مُتزمِّت
وإن لم تجارِهم في قبول الرَّشوة، قالوا : غشيم
إن تحجبتِ، قالوا : جاهلةٌ بالموضة
وإن غطيتِ وجهكِ، قالوا : تسترُ قبحها
إن أطعتِ زوجك، قالوا : ضعيفةُ الشَّخصيةِ
فكُنْ أنتَ ولا تسمح لهم أن يُغيِّروك
ولا تتنازلْ عن مبادئك لإرضائهم
لو تأملتَ حال الناس، لوجدتَ أكثرهم ليسوا راضين عن الله
فكيفَ يرضى النَّاسُ عن الناس ؟!
الدَّرسُ الثَّاني :
خُذْ بأيدي النَّاسِ إلى الله
وتذكَّرْ أنَّ الله سبحانه لم يُرسل الرُّسلَ إلا للعُصاة من خلقه !
فلو كانوا أهل طاعةٍ ما احتاجُوا إلى الرُّسل
حتى الشَّواذ منهم أرسلَ الله لهم نبياً
والذي قال: " أنا ربكم الأعلى" ، أرسل الله له رسولاً ليقول له " قولاً ليناً "
والذين قالوا : أنَّ الأصنامَ بنات الله
أرسل لهم صفوة خلقِه عليه الصَّلاة والسَّلام
فلا تنظرْ في ذنوبِ النَّاسِ كأنكَ ربّ
وانظرْ إليهم كأنكَ عبد
وإنَّ زكاة الهداية التي حباكَ الله إياها
أن تأخذ بأيديهم إلى الله
فما كان لك أن تهتدي بقوَّتك
ولكنه سبحانه منَّ عليك
فانظرْ في أهلِ المعصيةِ كما تنظرُ في أهل البلاء
وإنَّ المرضَ أهونَ من الضَّلال
فقد يكون رفعةً في الأجر، أمَّا الضَّلالُ فعاقبته وخيمة !
الدَّرسُ الثَّالث :
صحيح أننا أُمرنا أن نحكم على الأمور بظاهرها
ولكن كُنْ أذكى من أن تخدعكَ المظاهر
هناك عصاةٌ يحبون الله ورسوله
أكثر من كثيرين من تُجّار الدِّين الذين تعرفونهم
ولكن غلبتهم شهواتُهم، وتسلَّطتْ عليهم شياطينُهم
وقد روى البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أن رجلاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان اسمه عبد الله وكان يُلقب حماراً
وكان خفيف الظل، يُضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان يشرب الخمر، فجلده النبيُّ صلى الله عليه وسلم مرَّةً وأخرى
وفي الثَّالثة قال رجل من القوم : اللهم العنه، ما أكثر ما يُؤتى به
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه، فوالله ما علمتُ إلا أنه يحب الله ورسوله !
إنَّ القلوب أسرار لا يعلمها إلا خالقها
التي لا تتحجبُ ليستْ عاهرة
والذي يسمعُ الموسيقى لا يكره القرآن
وأنا لا أدافعُ عن العصاة ولا أبررُ لهم
إني أقول فقط : خذُوا بأيديهم إلى الله !
الدَّرسُ الرَّابع :
إنْ لم نعامل النَّاسَ بأخلاقٍ ولينٍ
فنحنُ نُقدِّمُ لهم نماذج سيئة عن المُتديِّنين
عندها لن يتركُوا معاصيهم ليكونوا متديِّنين قساة
إن لم نكن نماذج يُحتذى بها
فلا نلُمْ الناس لأنهم لا يريدون أن يكونوا مثلنا
فلا تُبغّضوا الله إلى خلقه !
مصافحةٌ ممن يرتادُ المساجد لتاركِ صلاةٍ
قد تحضره إلى المسجد !
وابتسامةٌ وكلمةٌ حلوة من محجبةٍ
قد تقودُ سافرةً إلى الحجاب !
كلمةٌ حُلوةٌ من طائعٍ قد تأتي بعاصٍ إلى الله !
وإن لم يُحدث هذا صدى في النَّاسِ يكفيكَ أجرُ الدَّعوة
تصدَّقَ صاحبنا على زانيةٍ، وعلى سارقٍ، وعلى غنيٍّ
فلم يقلْ له ربُّه
لو تصدَّقتَ على عفيفةٍ كان أولى
ولو تصدَّقتَ على أمينٍ كان أجدى
ولو تصدَّقتَ على فقيرٍ كان أنفع
ولكنه أرسل له رؤيا صالحة يخبرُه فيها أنه قَبِلَ صدقته
فالزَّانيةُ علَّها تترك زناها !
والسَّارقُ علَّه يترك سرقته !
والغنيُّ علَّه يقتدي بكَ !
من كتاب : مع النبيّ
للكاتب / أدهم شرقاوي. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ روى البخاريُّ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال :
قال رجلٌ لأتصدّقنَّ بصدقةٍ، فخرج بصدقتِه
فوضعها في يدِ سارقٍ
فأصبحُوا يتحدَّثون، تُصدِّقَ على سارق !
فقال: اللهم لكَ الحمد، لأتصدّقنَّ بصدقةٍ
فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانيةٍ
فأصبحوا يتحدَّثون: تُصدِّقَ الليلة على زانية !
فقال: اللهم لكَ الحمد، لأتصدَّقنَّ بصدقةٍ
فخرج بصدقتِه فوضعها في يدي غنِيٍّ
فأصبحوا يتحدَّثون: تُصدِّقَ على غنيٍّ !
فقال: اللهم لك الحمد، على سارقٍ، وعلى زانيةٍ، وعلى غنيٍّ !
فأُتيَ، فقيل له :
أمّا صدقتكَ على سارقٍ فلعله أن يستعفَّ عن سرقته
وأما الزَّانيةُ فلعلها أن تستعفَّ عن زناها
وأما الغنيُّ فلعله يعتبرُ فينفقُ مما أعطاه الله !
الدَّرسُ الأوَّل :
هذا هو شأنُ النَّاسِ دوماً
إذا ترفعتَ عن ردِّ الإساءة، قالوا : جبان
وإذا تصدَّقتَ، قالوا : يُرائي
إذا صاحبتَ عالماً، قالوا : يتزلَّف
وإذا صافحتَ عاصياً، قالوا : هو مثله
إذا أحسنتَ إلى زوجتك، قالوا : خروف
إن لم تُجارِهم في المعصية، قالوا : مُتزمِّت
وإن لم تجارِهم في قبول الرَّشوة، قالوا : غشيم
إن تحجبتِ، قالوا : جاهلةٌ بالموضة
وإن غطيتِ وجهكِ، قالوا : تسترُ قبحها
إن أطعتِ زوجك، قالوا : ضعيفةُ الشَّخصيةِ
فكُنْ أنتَ ولا تسمح لهم أن يُغيِّروك
ولا تتنازلْ عن مبادئك لإرضائهم
لو تأملتَ حال الناس، لوجدتَ أكثرهم ليسوا راضين عن الله
فكيفَ يرضى النَّاسُ عن الناس ؟!
الدَّرسُ الثَّاني :
خُذْ بأيدي النَّاسِ إلى الله
وتذكَّرْ أنَّ الله سبحانه لم يُرسل الرُّسلَ إلا للعُصاة من خلقه !
فلو كانوا أهل طاعةٍ ما احتاجُوا إلى الرُّسل
حتى الشَّواذ منهم أرسلَ الله لهم نبياً
والذي قال: " أنا ربكم الأعلى" ، أرسل الله له رسولاً ليقول له " قولاً ليناً "
والذين قالوا : أنَّ الأصنامَ بنات الله
أرسل لهم صفوة خلقِه عليه الصَّلاة والسَّلام
فلا تنظرْ في ذنوبِ النَّاسِ كأنكَ ربّ
وانظرْ إليهم كأنكَ عبد
وإنَّ زكاة الهداية التي حباكَ الله إياها
أن تأخذ بأيديهم إلى الله
فما كان لك أن تهتدي بقوَّتك
ولكنه سبحانه منَّ عليك
فانظرْ في أهلِ المعصيةِ كما تنظرُ في أهل البلاء
وإنَّ المرضَ أهونَ من الضَّلال
فقد يكون رفعةً في الأجر، أمَّا الضَّلالُ فعاقبته وخيمة !
الدَّرسُ الثَّالث :
صحيح أننا أُمرنا أن نحكم على الأمور بظاهرها
ولكن كُنْ أذكى من أن تخدعكَ المظاهر
هناك عصاةٌ يحبون الله ورسوله
أكثر من كثيرين من تُجّار الدِّين الذين تعرفونهم
ولكن غلبتهم شهواتُهم، وتسلَّطتْ عليهم شياطينُهم
وقد روى البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أن رجلاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان اسمه عبد الله وكان يُلقب حماراً
وكان خفيف الظل، يُضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان يشرب الخمر، فجلده النبيُّ صلى الله عليه وسلم مرَّةً وأخرى
وفي الثَّالثة قال رجل من القوم : اللهم العنه، ما أكثر ما يُؤتى به
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه، فوالله ما علمتُ إلا أنه يحب الله ورسوله !
إنَّ القلوب أسرار لا يعلمها إلا خالقها
التي لا تتحجبُ ليستْ عاهرة
والذي يسمعُ الموسيقى لا يكره القرآن
وأنا لا أدافعُ عن العصاة ولا أبررُ لهم
إني أقول فقط : خذُوا بأيديهم إلى الله !
الدَّرسُ الرَّابع :
إنْ لم نعامل النَّاسَ بأخلاقٍ ولينٍ
فنحنُ نُقدِّمُ لهم نماذج سيئة عن المُتديِّنين
عندها لن يتركُوا معاصيهم ليكونوا متديِّنين قساة
إن لم نكن نماذج يُحتذى بها
فلا نلُمْ الناس لأنهم لا يريدون أن يكونوا مثلنا
فلا تُبغّضوا الله إلى خلقه !
مصافحةٌ ممن يرتادُ المساجد لتاركِ صلاةٍ
قد تحضره إلى المسجد !
وابتسامةٌ وكلمةٌ حلوة من محجبةٍ
قد تقودُ سافرةً إلى الحجاب !
كلمةٌ حُلوةٌ من طائعٍ قد تأتي بعاصٍ إلى الله !
وإن لم يُحدث هذا صدى في النَّاسِ يكفيكَ أجرُ الدَّعوة
تصدَّقَ صاحبنا على زانيةٍ، وعلى سارقٍ، وعلى غنيٍّ
فلم يقلْ له ربُّه
لو تصدَّقتَ على عفيفةٍ كان أولى
ولو تصدَّقتَ على أمينٍ كان أجدى
ولو تصدَّقتَ على فقيرٍ كان أنفع
ولكنه أرسل له رؤيا صالحة يخبرُه فيها أنه قَبِلَ صدقته
فالزَّانيةُ علَّها تترك زناها !
والسَّارقُ علَّه يترك سرقته !
والغنيُّ علَّه يقتدي بكَ !
❞ إن الله الخالق العادل الملهم الذي خلق مخلوقاته وألهمها الطريق.. (وهو لباب الأديان كلها)..
هو مبدأ أولي يصل إليه العقل دون إجهاد. وتوحي به الفطرة بداهة.
وإنما الافتعال كل الافتعال.. هو القول بغير ذلك.
والإنكار يحتاج إلى الجهد كل الجهد وإلى الالتفاف والدوران واللجاجة والجدل العقيم ثم نهايته إلى التهافت .. لأنه لا يقوم على أساس .. ولأنه يدخل في باب المكابرة والعناد أكثر مما يدخل في باب التأمل المحايد النزيه والفطرة السوية.
وهذا هو ما قالته لي رحلتي الفكرية الطويلة .. من بدايتها المزهوة في كتاب ( الله والإنسان ) إلى وقفتها الخاشعة على أبواب القرآن والتوراة والإنجيل وليس متديناً في نظري من تعصب وتحزب وتصور أن نبيه هو النبي الوحيد وأن الله لم يأت بغيره .. فإن هذا التصور لله هو تصور طفولي متخلف يظن أن الله أشبه بشيخ قبيلة .. ومثل هذا الإحساس هو عنصرية وليس تديناً.
وإنما التصور الحق لله .. أنه الكريم الذي يعطي الكل ويرسل الرسل للكل.
( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )
(فاطر – 24)
و( لقد بعثنا في كل أمة رسولاً )
(النحل – 36)
( وما كان ربك مُهلِك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً )
( القصص – 59)
( ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك )
( النساء – 164)
ومعنى هذه الآية أن بوذا يمكن أن يكون رسولا وإن لم يرد ذكره في القرآن.
وإخناتون يمكن أن يكون رسولاً .. ويمكن أن يكون ما وصلنا من تعاليمهم قد خضع للتحريف .. والله يريد بهذا أن يوحي بالإيمان المنفتح الذي يحتضن كل الرسالات وكل الأنبياء وكل الكتب بلا تعصب وبلا تحيز.
وأصدق مثل للوعي الديني المتفتح هو وعي رجل مثل غاندي .. هندوسي ومع ذلك يقرأ في صلاته فقرات من القرآن والتوراة والإنجيل وكتاب ( الدامابادا ) لبوذا .. في خشوع ومحبة.. مؤمناً بكل الكتب وكل الرسل .. وبالخالق الواحد الذي أرسلها.
وهو رجل حياته مثل كلامه أنفقها في الحب والسلام.
والدين واحد من الناحية العقائدية وإن اختلفت الشرائع في الأديان المتعددة . كما أن الرب واحد.
والفضلاء من جميع الأديان هم على دين واحد.
لأن المتدين الفاضل لا يتصور الله خالقاً له وحده وهادياً له وحده أو لفئة وحدها .. وإنما هو نور السموات والأرض .. المتاح لكل من يجهد باحثا عنه .. الرحمن الرحيم المرسل للهداة المنزل للوحي في جميع الأعصر والدهور .. وهذا مقتضى عدله الأزلي .. وهذا هو المعنى الجدير بالمقام الإلهي .. وبدون هذا الإيمان المنفتح لا يكون المتدين متديناً.
أما الأديان التي تنقسم شيعاً يحارب بعضها بعضاً باسم الدين فإنها ترفع راية الدين كذباً .. وما الراية المرفوعة إلا راية العنصر والعرق والجنس وهي مازالت في جاهلية الأوس والخزرج وحماسيات عنترة .. تحارب للغرور .. وإن ظنت أنها تحارب لله .. وهي هالكة ، الغالب فيها والمغلوب .. مشركة .. كل منها عابد لتمثاله ولذاته ولتصوره الشخصي وليس عابداً لله.
وإنما تبدأ عبادة الله بمعرفة الله ومقامه الأسمى . وتبدأ معرفة الله بمعرفة النفس ومكانها الأدنى.
وهذا هو الطريق .. والصراط .. والمعراج الذي يبدأ منه عروج السالكين في هجرتهم الكبرى إلى الحق .. 🤎
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ إن الله الخالق العادل الملهم الذي خلق مخلوقاته وألهمها الطريق. (وهو لباب الأديان كلها).
هو مبدأ أولي يصل إليه العقل دون إجهاد. وتوحي به الفطرة بداهة.
وإنما الافتعال كل الافتعال. هو القول بغير ذلك.
والإنكار يحتاج إلى الجهد كل الجهد وإلى الالتفاف والدوران واللجاجة والجدل العقيم ثم نهايته إلى التهافت . لأنه لا يقوم على أساس . ولأنه يدخل في باب المكابرة والعناد أكثر مما يدخل في باب التأمل المحايد النزيه والفطرة السوية.
وهذا هو ما قالته لي رحلتي الفكرية الطويلة . من بدايتها المزهوة في كتاب ( الله والإنسان ) إلى وقفتها الخاشعة على أبواب القرآن والتوراة والإنجيل وليس متديناً في نظري من تعصب وتحزب وتصور أن نبيه هو النبي الوحيد وأن الله لم يأت بغيره . فإن هذا التصور لله هو تصور طفولي متخلف يظن أن الله أشبه بشيخ قبيلة . ومثل هذا الإحساس هو عنصرية وليس تديناً.
وإنما التصور الحق لله . أنه الكريم الذي يعطي الكل ويرسل الرسل للكل.
( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )
(فاطر – 24)
و( لقد بعثنا في كل أمة رسولاً )
(النحل – 36)
( وما كان ربك مُهلِك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً )
( القصص – 59)
( ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك )
( النساء – 164)
ومعنى هذه الآية أن بوذا يمكن أن يكون رسولا وإن لم يرد ذكره في القرآن.
وإخناتون يمكن أن يكون رسولاً . ويمكن أن يكون ما وصلنا من تعاليمهم قد خضع للتحريف . والله يريد بهذا أن يوحي بالإيمان المنفتح الذي يحتضن كل الرسالات وكل الأنبياء وكل الكتب بلا تعصب وبلا تحيز.
وأصدق مثل للوعي الديني المتفتح هو وعي رجل مثل غاندي . هندوسي ومع ذلك يقرأ في صلاته فقرات من القرآن والتوراة والإنجيل وكتاب ( الدامابادا ) لبوذا . في خشوع ومحبة. مؤمناً بكل الكتب وكل الرسل . وبالخالق الواحد الذي أرسلها.
وهو رجل حياته مثل كلامه أنفقها في الحب والسلام.
والدين واحد من الناحية العقائدية وإن اختلفت الشرائع في الأديان المتعددة . كما أن الرب واحد.
والفضلاء من جميع الأديان هم على دين واحد.
لأن المتدين الفاضل لا يتصور الله خالقاً له وحده وهادياً له وحده أو لفئة وحدها . وإنما هو نور السموات والأرض . المتاح لكل من يجهد باحثا عنه . الرحمن الرحيم المرسل للهداة المنزل للوحي في جميع الأعصر والدهور . وهذا مقتضى عدله الأزلي . وهذا هو المعنى الجدير بالمقام الإلهي . وبدون هذا الإيمان المنفتح لا يكون المتدين متديناً.
أما الأديان التي تنقسم شيعاً يحارب بعضها بعضاً باسم الدين فإنها ترفع راية الدين كذباً . وما الراية المرفوعة إلا راية العنصر والعرق والجنس وهي مازالت في جاهلية الأوس والخزرج وحماسيات عنترة . تحارب للغرور . وإن ظنت أنها تحارب لله . وهي هالكة ، الغالب فيها والمغلوب . مشركة . كل منها عابد لتمثاله ولذاته ولتصوره الشخصي وليس عابداً لله.
وإنما تبدأ عبادة الله بمعرفة الله ومقامه الأسمى . وتبدأ معرفة الله بمعرفة النفس ومكانها الأدنى.
وهذا هو الطريق . والصراط . والمعراج الذي يبدأ منه عروج السالكين في هجرتهم الكبرى إلى الحق . 🤎. ❝