❞ هديه ﷺ في الجهاد والمغازي والسرايا والبعوث .
لما كان الجهاد ذروةَ سَنَامِ الإسلام وقُبته ، ومنازِلُ أهله أعلى المنازل في الجنة ، كما لهم الرفعة في الدنيا ، فهم الأَعلَونَ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ ، كان رسول الله ﷺ في الذروة العُليا منه ، واستولى على أنواعه كُلها فجاهد في الله حق جهاده بالقلب ، والجِنَانِ ، والدّعوة ، والبيان والسيف ، والسِّنَانِ ، وكانت ساعاته موقوفةً على الجهاد ، بقلبه، ولسانه، ويده. ولهذا كان ﷺ أرفع العَالَمِينَ ذكراً ، وأعظمهم عند الله قدراً ، وأمره الله تعالى بالجهاد من حين بعثه ، وقال تعالى { وَلَوْ شِلْنَا لبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا ، فَلَا تُطلع الكَفِرِينَ وجهدهم به جهادًا كبيرًا } ، فهذه سورة مكية أمر فيها بجهاد الكفار بالحجة ، والبيان وتبليغ القرآن ، وكذلك جهاد المنافقين ، إنما هو بتبليغ الحجة ، وإلا فهم تحت قهر أهل الإسلام ، قال تعالى { يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَهِدِ الْكُفَارَ وَالْمُنَفِقِينَ وَاغلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } ، فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار ، وهو جهاد خواص الأمة ، وورثةِ الرُّسل ، والقائمون به أفراد في العالم ، والمشاركون فيه ، والمعاونون عليه ، وإن كانوا هم الأقلين عدداً ، فهم الأعظمون عند الله قدراً ، ولما كان من أفضل الجهاد قول الحق مع شدة المُعارِضِ ، مثل أن تتكلم به عند من تخاف سطوته وأذاه ، كان للرسل - صلوات الله عليهم وسلامه - الحظ الأوفر ، وكان لنبينا ﷺ من ذلك أكمل الجهاد وأتمه ، ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعاً على جهاد العبد نفسه في ذاتِ اللهِ ، كما قال النبي ﷺ ( المجاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ في طَاعَةِ اللَّه ، والْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنه ) ، كان جهاد النفس مُقدَّماً على جِهَادِ العدو في الخارج ، وأصلاً له ، فإنه ما لم يُجاهِدُ هَمه أَوَّلاً لتفعل ما أُمِرَتْ به ، وتترك ما نُهيتُ عنه ، ويُحاربها في الله ، لم يُمكِنه جهاد عدوه في الخارج ، فكيف يمكنه جهاد عدوه والانتصاف منه وعدوُّه الذي بين جنبيه قاهر له ، متسلط عليه ، لم يُجاهده ، ولم يُحاربه في الله؟ بل لا يمكنه الخروج إلى عدوه ، حتى يُجاهد نفسه على الخروج ، فهذان عدوَّانِ قد امْتُحِنَ العبد بجهادهما ، وبينهما عدو ثالث لا يمكنه جهادهما إلا بجهاده ، وهو واقف بينهما يُثبط العبد عن جهادهما ، ويُخَذلُه ، ويُرجفُ به ، ولا يزال يُخَيِّل له ما في جهادهما من المشاق وتركِ الحظوظ ، وفوت اللذات والمشتهيات ، ولا يمكنه أن يُجاهِدَ ذَيْنِكَ العدوينِ إلا بجهاده ، فكان جهاده هو الأصل لجهادهما ، وهو الشيطان ، قال تعالى { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوا } ، والأمر باتخاذه عدواً تنبيه على استفراغ الوسع في محاربته ، ومجاهدته ، كأنه لَا يَفْتُر ، ولا يُقصر عن محاربة العبد على عدد الأنفاس. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ هديه ﷺ في الجهاد والمغازي والسرايا والبعوث .
لما كان الجهاد ذروةَ سَنَامِ الإسلام وقُبته ، ومنازِلُ أهله أعلى المنازل في الجنة ، كما لهم الرفعة في الدنيا ، فهم الأَعلَونَ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ ، كان رسول الله ﷺ في الذروة العُليا منه ، واستولى على أنواعه كُلها فجاهد في الله حق جهاده بالقلب ، والجِنَانِ ، والدّعوة ، والبيان والسيف ، والسِّنَانِ ، وكانت ساعاته موقوفةً على الجهاد ، بقلبه، ولسانه، ويده. ولهذا كان ﷺ أرفع العَالَمِينَ ذكراً ، وأعظمهم عند الله قدراً ، وأمره الله تعالى بالجهاد من حين بعثه ، وقال تعالى ﴿ وَلَوْ شِلْنَا لبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا ، فَلَا تُطلع الكَفِرِينَ وجهدهم به جهادًا كبيرًا ﴾ ، فهذه سورة مكية أمر فيها بجهاد الكفار بالحجة ، والبيان وتبليغ القرآن ، وكذلك جهاد المنافقين ، إنما هو بتبليغ الحجة ، وإلا فهم تحت قهر أهل الإسلام ، قال تعالى ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَهِدِ الْكُفَارَ وَالْمُنَفِقِينَ وَاغلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ ، فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار ، وهو جهاد خواص الأمة ، وورثةِ الرُّسل ، والقائمون به أفراد في العالم ، والمشاركون فيه ، والمعاونون عليه ، وإن كانوا هم الأقلين عدداً ، فهم الأعظمون عند الله قدراً ، ولما كان من أفضل الجهاد قول الحق مع شدة المُعارِضِ ، مثل أن تتكلم به عند من تخاف سطوته وأذاه ، كان للرسل - صلوات الله عليهم وسلامه - الحظ الأوفر ، وكان لنبينا ﷺ من ذلك أكمل الجهاد وأتمه ، ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعاً على جهاد العبد نفسه في ذاتِ اللهِ ، كما قال النبي ﷺ ( المجاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ في طَاعَةِ اللَّه ، والْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنه ) ، كان جهاد النفس مُقدَّماً على جِهَادِ العدو في الخارج ، وأصلاً له ، فإنه ما لم يُجاهِدُ هَمه أَوَّلاً لتفعل ما أُمِرَتْ به ، وتترك ما نُهيتُ عنه ، ويُحاربها في الله ، لم يُمكِنه جهاد عدوه في الخارج ، فكيف يمكنه جهاد عدوه والانتصاف منه وعدوُّه الذي بين جنبيه قاهر له ، متسلط عليه ، لم يُجاهده ، ولم يُحاربه في الله؟ بل لا يمكنه الخروج إلى عدوه ، حتى يُجاهد نفسه على الخروج ، فهذان عدوَّانِ قد امْتُحِنَ العبد بجهادهما ، وبينهما عدو ثالث لا يمكنه جهادهما إلا بجهاده ، وهو واقف بينهما يُثبط العبد عن جهادهما ، ويُخَذلُه ، ويُرجفُ به ، ولا يزال يُخَيِّل له ما في جهادهما من المشاق وتركِ الحظوظ ، وفوت اللذات والمشتهيات ، ولا يمكنه أن يُجاهِدَ ذَيْنِكَ العدوينِ إلا بجهاده ، فكان جهاده هو الأصل لجهادهما ، وهو الشيطان ، قال تعالى ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوا ﴾ ، والأمر باتخاذه عدواً تنبيه على استفراغ الوسع في محاربته ، ومجاهدته ، كأنه لَا يَفْتُر ، ولا يُقصر عن محاربة العبد على عدد الأنفاس. ❝
❞ حين اخترت هذا الطريق، ڪنت على علم بالصعوبات والمشاق التي ستلاحقني، لڪن الدنيا شاقة في ڪل الأحوال، فليڪن للخوض فيها معنى✨🩺
#𝙈𝙊𝙃𝘼𝙈𝙀𝘿 𝙒𝘼𝙀𝙇. ❝ ⏤𝙈𝙊𝙃𝘼𝙈𝙀𝘿 𝙒𝘼𝙀𝙇
❞ حين اخترت هذا الطريق، ڪنت على علم بالصعوبات والمشاق التي ستلاحقني، لڪن الدنيا شاقة في ڪل الأحوال، فليڪن للخوض فيها معنى✨🩺
❞ فمتي كان العبد بالله هانت عليه المشاق وانقلبت المخاوف في حقه أمانا فبالله يهون كل صعب ويسهل كل عسير ويقرب كل بعيد وبالله تزول الأحزان والهموم والغموم: فلا هم مع الله ولا غم مع الله ولا حزن مع الله. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ فمتي كان العبد بالله هانت عليه المشاق وانقلبت المخاوف في حقه أمانا فبالله يهون كل صعب ويسهل كل عسير ويقرب كل بعيد وبالله تزول الأحزان والهموم والغموم: فلا هم مع الله ولا غم مع الله ولا حزن مع الله. ❝