❞ رؤية تحليلية لطبيعة الروح القدس
عند المسلمين والنصاري الكتابيين
بقلم د محمد عمر
أيها الإخوة الاحباب لما نظرت في الكتاب المقدس عند الكتابيين بفرقتيهم المغضوب عليهم والضالين ابحث عن الركن الثاني من أركان الايمان الا وهو الايمان بالملائكة فلم أجد لهم ذكر عند الكتابيين لكني لفت نظري ذكر الملاك جبرائيل الذي جاء لمريم يبشرها بأنها سوف تحمل وتلد دون أن تعرف رجلا والذي انفرد إنجيل لوقا وحده بذكره دون بقية الاناجيل فاردت أن اتتبع أثر جبرائيل عن الكتابيين واقارن بينه وبين ما بينه القرآن في شريعة المسلمين لاقدم رؤية تحليلية لطبيعة الروح القدس (جبرائيل) عن المسلمين والنصاري الكتابيين وأثر هذا الاختلاف في تبديل عقيدة النصاري الكتابيين..
فمن ينظر في عدد تلاميذ المسيح فيجدهم اثنا عشر تلميذا احدهم هو يهوذا الاسخريوطي كما جاء ذكرهم في الاناجيل الاربعة .
هذا هو التلميذ الخائن الذي اسلم المسيح لجند بلاطس البنطي وفق روايات الاناجيل ليحاكم مقابل ثلاثون شاقل من الفضة
وقد اختلفوا في خاتمة يهوذا الاسخريوطي ما بين انه قام بقتل نفسه منتحرا ندما علي مسألة الخيانة وما بين انفجار امعاءه لان الرب انتقم منه جراء مسألة الوشاية عن مكان المسيح وإرشاد جنود بيلاطس عليه وهذا وفق رواية الاناجيل الاربعة
اما عن الرواية الإسلامية
فهي تروي لنا ان المسيح في العشاء الاخير أخبر الحواريين الاثنا عشر (تلميذا) أن الله عز وجل سوف يرفعه الي السماء وقال لهم من منكم يختار أن يحل عليه شبهي ويكون رفيقي في الجنة ؟
فكان يهوذا هو التلميذ الذي قدم حياته فداءا للمسيح فلما دخل جند بيلاطس يريدون القبض علي المسيح انما قبضوا علي يهوذا الذي القي عليه الشبه بينما رفع المسيح من روزنة في السقف صاعده الي السماء أمام أعين الحواريين.
كما قال ربنا تبارك وتعالي( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)
لكن اليهود أصحاب المكيدة انما صارو في حيرة إذ انهم فقدوا من الحواريين (التلاميذ) رجلا اخر كما فقدوا المسيح فراحوا يتساءلون عن ايهما الذي صلب؟
من الذي قدم للمحاكمة أمام بيلاطس؟ هل هو المسيح ام هو يهوذا ؟ وهذا هو مقتضي قوله تعالي (وان الذين اختلفو فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا )
وقد كان المسيح قبل رفعه الي السماء قد اخبرهم بنبؤءة حلول الروح القدس فقال( إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لأَقُولَ لَكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ.\"وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ.\"ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.)يوحنا(١٢-١٦)
وطبقا للعقيدة النصرانية القائمة علي فكرة التثليث والتي تؤمن بوجود اله واحد لكنه يتشكل في ثلاث صور او هيئات مختلفة لنفس الذات الالهية
فتارة يكون هو الإله الاب علي العرش وتارة يبدو كأنه الإله الابن الذي يمشي علي الارض والصورة الثالثة للاله هي ما يقولون عنه الروح القدس وهي صورة روحية غير مرئية
وطبقا لعقيدة التثليث عند النصاري والتي يقولون فيها (بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين)
فكان المسيح الذي هو احد صور الاله اخبر الحواريين بان الصورة الاخري للاله سوف تحل عليكم بعد ذهابي لتخبركم بامور كثيرة لان الروح القدس لا تتكلم من نفسها بل كل ما تسمع به تتكلم وان الروح القدس التي هي احد صور الاله سوف تمجد المسيح الذي هو الصورة الاخري للاله.
من اجل هذا زعم النصاري ان الروح القدس حلت علي الحواريين الاحد عشر في اليوم الاربعين في صورة السنة نارية فاخبرتهم بأمور كثيرة ومجدت المسيح واخبرتهم بأمور اتيه .
ونحن نتساءل اذا كان المسيح والروح القدس هما وجهين للاله الاب فلماذا يخبر كل واحد منهما عن الاخر ولماذا لم يخبر المسيح عن نفسه اذا كان هو نفسه الروح القدس
لكن النصاري بهذه الفكرة استطاعوا ان يمررو للناس أن الحواريين او تلاميذ المسيح تحولوا الي رسل الي الأمم الاخري فصاروا كانهم مبلغون عن الله وهم معصومين حتي كتب القديس بولس وحده ١٨ عشر سفرا من أسفار الكتاب المقدس
لا تقل اهمية عن الاناجيل الاربعة وكل هذه الأفكار انما بنيت علي مجرد الزعم بأن الروح القدس هذه هي احد الصور الثلاثة للاله الواحد وقد كان هذا الزعم هو أحد المعاول الرئيسية لتغيير عقيدة النصاري الي ما خالف عقيدة الرسل
اما من خلال رؤية الاسلام للروح القدس
فهي تؤمن أن الروح القدس هو الملاك جبرائيل الموكل بتبليغ الوحي من الله تعالي الي رسله
وهو الذي تمثل في صورة بشر الي العذراء مريم ليبشرها بأنها سوف تحمل وتلد من غير أن تعرف رجلا وفقا لما جاء في الكتاب المقدس في إنجيل لوقا وهذا الذي وافق رواية القرآن في سورتي مريم وآل عمران
قال تعالي ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)
فالمتدبر لهذه الايات يجد أن الروح القدس هنا هو الملاك جبرئيل والذي جاء لمريم وهو الذي ايد المسيح في المهد وكهلا كما ايد بقيه الرسل لانه الملاك الموكل بالوحي .
وكآن المسيح لما قال لهم أن الروح القدس سوف يخبركم بكل شي وسوف يخبركم بأمور اتية وسوق يمجدني انما كان يشير الي نزول جبريل بالوحي علي النبي الخاتم
كما بشر هو به في قوله( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)
هذا الذي تحقق في بعثة النبي الذي مجد المسيح وأمه وأخبر بكل الغيبيات التي لم يخبر بها المسيح كما بين سبحانه فقال
وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)
قال تعالي وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52)
فمن خلال هذا التحريف لمعني الروح القدس التي هي الملاك جبرائيل الذي بشر المسيح بأنه سوف ياتي بعد ذهابه ولا شك أن مجي جبرئيل لابد أن يكون الي نبي صاحب رسالة وصاحب شريعة وهو نبي اخر الزمان هذا النبي الذي مجد المسيح وأمة وأخبر بالغيبيات .
لكن النصاري حولوا الروح القدس الي احد صور الاله التي حلت علي الحواريين فتحول الحواريون من مجرد تلاميذ للمسيح الي رسل مبلغين وتحول كلامهم الي شريعة جعلت
النصاري يجحدون الشريعة الخاتمة وجحدوا بسببها النبي الخاتم ووصل بهم الأمر الي تغيير دين الله بالكلية
ونحن نسألهم اذا كان الروح القدس هو هذه الالسنة التي نزلت علي التلاميذ في اليوم الاربعين لرفع المسيح فاين هي الشريعة التي بلغها للتلاميذ واين تمجيده للمسيح واين هي الأمور الغيبية التي أخبر بها ؟
هل مجد احد المسيح غير النبي الخاتم الذي جاء بسورة كاملة في ذكر مريم وسورة اخري في ذكر سيرة عائلتها ال عمران بل ومجد المسيح فقال عنه وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين
من الذي مجد المسيح وازال عنه معرة الصلب والقتل والتعذيب وتجريعه الخل علي الصليب ووضع اكليل من الشوك فوق راسه وتمزيق ثيابه وكشف جسده أمام الجميع الا بقطعة قماش تستر سوءته ومن الذي نزهه عن السب واللطم وسيلان دمه أمام أعين الناظرين ومن الذي نفي عنه القتل بهذه الطريقة التي لا تتناسب الا مع اللصوص وقطاع
الطرق المجرمين؟
بل من الذي قال في مريم انها الصديقة سيدة نساء العالمين بل وقال عنها ( وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين)
وهل هناك اخبار بالأمور الآتية اولي من التذكير بأحدث القيامة والبعث والحساب والجزاء والعقوبة ؟
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
وغيرها وغيرها من الايات والاحاديث التي تتكلم عن القيامة والتي نزل بها الروح القدس علي النبي الخاتم وفق نبؤءة المسح التي أخبر بها تلاميذه
حقيقة جلية لا يجحدها الا من ختم علي قلبه وطمس علي بصره وسمعه
براءة نبراء بها الي خالقنا. ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ رؤية تحليلية لطبيعة الروح القدس
عند المسلمين والنصاري الكتابيين
بقلم د محمد عمر
أيها الإخوة الاحباب لما نظرت في الكتاب المقدس عند الكتابيين بفرقتيهم المغضوب عليهم والضالين ابحث عن الركن الثاني من أركان الايمان الا وهو الايمان بالملائكة فلم أجد لهم ذكر عند الكتابيين لكني لفت نظري ذكر الملاك جبرائيل الذي جاء لمريم يبشرها بأنها سوف تحمل وتلد دون أن تعرف رجلا والذي انفرد إنجيل لوقا وحده بذكره دون بقية الاناجيل فاردت أن اتتبع أثر جبرائيل عن الكتابيين واقارن بينه وبين ما بينه القرآن في شريعة المسلمين لاقدم رؤية تحليلية لطبيعة الروح القدس (جبرائيل) عن المسلمين والنصاري الكتابيين وأثر هذا الاختلاف في تبديل عقيدة النصاري الكتابيين.
فمن ينظر في عدد تلاميذ المسيح فيجدهم اثنا عشر تلميذا احدهم هو يهوذا الاسخريوطي كما جاء ذكرهم في الاناجيل الاربعة .
هذا هو التلميذ الخائن الذي اسلم المسيح لجند بلاطس البنطي وفق روايات الاناجيل ليحاكم مقابل ثلاثون شاقل من الفضة
وقد اختلفوا في خاتمة يهوذا الاسخريوطي ما بين انه قام بقتل نفسه منتحرا ندما علي مسألة الخيانة وما بين انفجار امعاءه لان الرب انتقم منه جراء مسألة الوشاية عن مكان المسيح وإرشاد جنود بيلاطس عليه وهذا وفق رواية الاناجيل الاربعة
اما عن الرواية الإسلامية
فهي تروي لنا ان المسيح في العشاء الاخير أخبر الحواريين الاثنا عشر (تلميذا) أن الله عز وجل سوف يرفعه الي السماء وقال لهم من منكم يختار أن يحل عليه شبهي ويكون رفيقي في الجنة ؟
فكان يهوذا هو التلميذ الذي قدم حياته فداءا للمسيح فلما دخل جند بيلاطس يريدون القبض علي المسيح انما قبضوا علي يهوذا الذي القي عليه الشبه بينما رفع المسيح من روزنة في السقف صاعده الي السماء أمام أعين الحواريين.
كما قال ربنا تبارك وتعالي( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)
لكن اليهود أصحاب المكيدة انما صارو في حيرة إذ انهم فقدوا من الحواريين (التلاميذ) رجلا اخر كما فقدوا المسيح فراحوا يتساءلون عن ايهما الذي صلب؟
من الذي قدم للمحاكمة أمام بيلاطس؟ هل هو المسيح ام هو يهوذا ؟ وهذا هو مقتضي قوله تعالي (وان الذين اختلفو فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا )
وقد كان المسيح قبل رفعه الي السماء قد اخبرهم بنبؤءة حلول الروح القدس فقال( إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لأَقُولَ لَكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ.˝وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ.˝ذَاكَ يُمَجِّدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.)يوحنا(١٢-١٦)
وطبقا للعقيدة النصرانية القائمة علي فكرة التثليث والتي تؤمن بوجود اله واحد لكنه يتشكل في ثلاث صور او هيئات مختلفة لنفس الذات الالهية
فتارة يكون هو الإله الاب علي العرش وتارة يبدو كأنه الإله الابن الذي يمشي علي الارض والصورة الثالثة للاله هي ما يقولون عنه الروح القدس وهي صورة روحية غير مرئية
وطبقا لعقيدة التثليث عند النصاري والتي يقولون فيها (بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين)
فكان المسيح الذي هو احد صور الاله اخبر الحواريين بان الصورة الاخري للاله سوف تحل عليكم بعد ذهابي لتخبركم بامور كثيرة لان الروح القدس لا تتكلم من نفسها بل كل ما تسمع به تتكلم وان الروح القدس التي هي احد صور الاله سوف تمجد المسيح الذي هو الصورة الاخري للاله.
من اجل هذا زعم النصاري ان الروح القدس حلت علي الحواريين الاحد عشر في اليوم الاربعين في صورة السنة نارية فاخبرتهم بأمور كثيرة ومجدت المسيح واخبرتهم بأمور اتيه .
ونحن نتساءل اذا كان المسيح والروح القدس هما وجهين للاله الاب فلماذا يخبر كل واحد منهما عن الاخر ولماذا لم يخبر المسيح عن نفسه اذا كان هو نفسه الروح القدس
لكن النصاري بهذه الفكرة استطاعوا ان يمررو للناس أن الحواريين او تلاميذ المسيح تحولوا الي رسل الي الأمم الاخري فصاروا كانهم مبلغون عن الله وهم معصومين حتي كتب القديس بولس وحده ١٨ عشر سفرا من أسفار الكتاب المقدس
لا تقل اهمية عن الاناجيل الاربعة وكل هذه الأفكار انما بنيت علي مجرد الزعم بأن الروح القدس هذه هي احد الصور الثلاثة للاله الواحد وقد كان هذا الزعم هو أحد المعاول الرئيسية لتغيير عقيدة النصاري الي ما خالف عقيدة الرسل
اما من خلال رؤية الاسلام للروح القدس
فهي تؤمن أن الروح القدس هو الملاك جبرائيل الموكل بتبليغ الوحي من الله تعالي الي رسله
وهو الذي تمثل في صورة بشر الي العذراء مريم ليبشرها بأنها سوف تحمل وتلد من غير أن تعرف رجلا وفقا لما جاء في الكتاب المقدس في إنجيل لوقا وهذا الذي وافق رواية القرآن في سورتي مريم وآل عمران
قال تعالي ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)
فالمتدبر لهذه الايات يجد أن الروح القدس هنا هو الملاك جبرئيل والذي جاء لمريم وهو الذي ايد المسيح في المهد وكهلا كما ايد بقيه الرسل لانه الملاك الموكل بالوحي .
وكآن المسيح لما قال لهم أن الروح القدس سوف يخبركم بكل شي وسوف يخبركم بأمور اتية وسوق يمجدني انما كان يشير الي نزول جبريل بالوحي علي النبي الخاتم
كما بشر هو به في قوله( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)
هذا الذي تحقق في بعثة النبي الذي مجد المسيح وأمه وأخبر بكل الغيبيات التي لم يخبر بها المسيح كما بين سبحانه فقال
وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)
فمن خلال هذا التحريف لمعني الروح القدس التي هي الملاك جبرائيل الذي بشر المسيح بأنه سوف ياتي بعد ذهابه ولا شك أن مجي جبرئيل لابد أن يكون الي نبي صاحب رسالة وصاحب شريعة وهو نبي اخر الزمان هذا النبي الذي مجد المسيح وأمة وأخبر بالغيبيات .
لكن النصاري حولوا الروح القدس الي احد صور الاله التي حلت علي الحواريين فتحول الحواريون من مجرد تلاميذ للمسيح الي رسل مبلغين وتحول كلامهم الي شريعة جعلت
النصاري يجحدون الشريعة الخاتمة وجحدوا بسببها النبي الخاتم ووصل بهم الأمر الي تغيير دين الله بالكلية
ونحن نسألهم اذا كان الروح القدس هو هذه الالسنة التي نزلت علي التلاميذ في اليوم الاربعين لرفع المسيح فاين هي الشريعة التي بلغها للتلاميذ واين تمجيده للمسيح واين هي الأمور الغيبية التي أخبر بها ؟
هل مجد احد المسيح غير النبي الخاتم الذي جاء بسورة كاملة في ذكر مريم وسورة اخري في ذكر سيرة عائلتها ال عمران بل ومجد المسيح فقال عنه وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين
من الذي مجد المسيح وازال عنه معرة الصلب والقتل والتعذيب وتجريعه الخل علي الصليب ووضع اكليل من الشوك فوق راسه وتمزيق ثيابه وكشف جسده أمام الجميع الا بقطعة قماش تستر سوءته ومن الذي نزهه عن السب واللطم وسيلان دمه أمام أعين الناظرين ومن الذي نفي عنه القتل بهذه الطريقة التي لا تتناسب الا مع اللصوص وقطاع
الطرق المجرمين؟
بل من الذي قال في مريم انها الصديقة سيدة نساء العالمين بل وقال عنها ( وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين)
وهل هناك اخبار بالأمور الآتية اولي من التذكير بأحدث القيامة والبعث والحساب والجزاء والعقوبة ؟
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
وغيرها وغيرها من الايات والاحاديث التي تتكلم عن القيامة والتي نزل بها الروح القدس علي النبي الخاتم وفق نبؤءة المسح التي أخبر بها تلاميذه
حقيقة جلية لا يجحدها الا من ختم علي قلبه وطمس علي بصره وسمعه
براءة نبراء بها الي خالقنا. ❝
❞ تمهيد
من كتاب المسيح ابن مريم هاديا ام فاديا
بقلم د محمد عمر
ثالوث العقيدة النصرانية
الخطيئة الموروثة - التجسد - والفداء
ايها الاخوة الاحباب لاشك اننا امة التوحيد
نؤمن ان الله واحد احد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وهو فوق السموات علي عرشه استوي
ليس كمثله شئ لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير
ونؤمن ان دين الله في الارض واحد وهو دين الاسلام وان جميع رسل الله كانوا علي هذا الدين.
قال تعالي إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وقال تعالي وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
ونؤمن ان جميع الرسل كانوا علي الاسلام اولهم نوح واخرهم سيدنا محمد بن عبد الله
فهذا خليل الرحمن ابراهيم يقول الله عز وجل فيه مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وهذا موسي عليه السلام لما ناظر السحرة فغلبهم فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ فلما توعدهم الفرعون قائلا لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ بل ان الفرعون لما ادركه الغرق قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وهذا هو المسيح بن مريم يبين لنا ربنا تبارك وتعالي جانبا من نعم الله عليه فيقول واذ اوحيت الي الحواريين ان امنو بي وبرسولي قالو امنا بالله واشهد باننا مسلمون بل ان المسيح لما اشتد وعيده
لبني اسرائيل وهو يامرهم باتباع تعاليم التوراة فلما احس عيسي منهم الكفر قال من انصاري الي الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون
وهذا يوسف عليه السلام يناجي ربه قائلا فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (
وهذا سليمان يدعو بلقيس وملاها الا تعلو علي واتوني مسلمين........ الي اخر رسل الله وانبياءه اجمعين
فمن امن بوجود اديان لله علي الارض يعبد بها فليراجع دينه قبل ان يدركه العذاب الاليم اما عن الشرائع السماوية فنحن نصدق بها شرائع وليست اديان فابراهيم خليل الرحمن نبيا مسلم وكذلك موسي الكليم وعيسي وزكريا ويحي انبياء مسلمين شريعتهم كانت في التوراة لكنهم كانو علي دين الاسلام شانهم شان بقية الانبياء والمرسلين
فماذا عن النصرانية التي استحدثها شاوؤل الطرسوسي ومعه عددا من الاحبار والرهبان ولم يعتمد ما قالوه للناس دينا الا بعد ان اعتنقه قسطنطين حاكم روما وقد جري ذلك بعد ثلاث مائة عام بعد رفع المسيح الي السماء فاذا كان المسيح وامه من بيت داوود النبي و كانو علي دين جدهم الخليل ابراهيم الذي قال الله فيه ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين
هذه الديانه النصرانية قوامها ثالوث وضعه من وضعه من الاحبار والرهبان اتباع شاوؤل الطرسوسي وبرعاية الامبراطور الروماني قسطنطين ويشهد عليهم مجمع نيقية المقدس عام 307 والذي كان برعاية كاملة من اباطرة روما لوضع هذا الثالوث المقدس الذي قام عليه هذا الدين .
الركن الاول من هذا الثالوث المقدس
هو الاعتقاد بما يسمونه الخطيئة الموروثة وهي بلا شك ليست مما اوحاه الله الي انبياءه المرسلين
فهم يرون ان ادم اخطاء يوم ان اكل وزوجته من الشجرة المحرمة والتي علي اثرها استحق اللعنة الابدية التي لم تقف عنده وحده انما توارثتها البشرية حتي اخر مولود قبل يوم الدين
لكن الله عز وجل بين لنا ان ادم لما اخطاء بسبب وسوسة الشيطان انما سارع وزوجته الي التوبة فقالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين فناداهما ربها ان اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الي حين قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون بل ان الله عز وجل حدد مصيره وذريته. فتلقي ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم قلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يخزنون والذين كفروا وكذبو باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون .
وهذا يبين لنا قدر الله في خلقه من وجود هذه الدنيا دار الاختبار ووجود الاخرة دار جزاء وقرار والحكمة من انزال الشرائع وارسال الرسل وقيام الناس يوم القيامة للجزاء والقرار
فما اخطاء ادم الا بتقدير من الله الكوني حتي تكون هذه الحياة الدنيا وما ارسل الرسل الا من اجل هداية الناس وما انزلت الشرائع الا من اجل اختبار الناس في اتباع الهدي او الاعراض كما قال تعالي ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمي قال رب لما حشرتني اعمي وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي
ومن هنا يتبين للقاري انه لا يوجد خطيئة موروثة فان خطيئة ادم كانت بالقدر الكوني من اجل الهبوط الي الارض حتي تجري احداث هذه الدنيا وفق مشيئة الرحمن
ويتحقق وعد الله في الناس من انزال الشرائع السماوية وارسال الرسل لهدية الناس الي طريق الرحمن وحتي تنتهي هذه الدنيا بنفخة الصعق تعقبها نفخة البعث ليقوم الناس امام الله ويتحقيق وعده لادم فاما ياتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبو باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون . فكان هذه الدنيا ما هي الي معبرة للاخرة التي يتستقر فيها عباد الرحمن في نعيم الجنات ويستقر فيها اعداء الله ورسله في جحيم النيران وهذه هو الرد علي الركن الاول من هذا الثالوث
اما الركن الثاني لهذا الثالوث
فهو يقتضي ان الله عز وجل الذي احسن كل شئ خلقه والذي استوي علي العرش. والارض جميعا قبضته والذي ارتفع علي جميع خلقه فهو عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال وهو الذي حجب نفسه عن الخلق في الدنيا اختبارا لكنهم يتجلي ويظر لاهل النعيم في الجنة جزاء ونعيما منه سبحانه قال تعالي وجوه يومئذ ناضرة الي ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة
فهذا موسي بن عمران لمال طلب الرؤيا في الدنيا فقال رب ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الي الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا
فهذه هي الحقيقة ان موسي لم يتحمل ببشريته رؤية الله تعالي فلما راي موسي الجبل وقد صار دكا لما تجلي الله له انما خر موسي صعقا من هول ما راي فالطبيعة البشرية لا تتحمل تجلي الله عز وجل في الدنيا
لكن اجتماع مجمع نيقية للاحبار والرهبان تحت قيادة قسطنطين الامبراطور الزعيم الذي وضع اصول هذه الديانة انما قرر ان الله عز وجل تجسد في جسد بشري بعد ان نزل من فوق عرشه ودخل رحم امراة من من بين خلقه وعاش فيه تسعه اشهر يتغذي من مشيمة امه ثم ولد ميلادا بشريا ليلتقم ثديها ويتبول ويتغوط ويختن ختنان البشر ثم يكبر فيجتمع حوله اعداءه فيقبضوا عليه ويسبوه ويهينوه وينتهو بقتله علي الصليب هكذا صور لهم شاؤول الطرسوسي هذه الاسطورة الاغريقية التي كانت تقول ان رب السماء هو جوبيتير الذي اعجبته امراة جميله علي الارض اسمها اوتيس فنزل اليها وضاجعها وانجب منها طفلا نصفه ارضي( بشري ) نسبة لامه ونصفه سماوي (الاهي ) نسبه لابيه وسماه ابولون فصار الرب عندهم هو الاب وصار الابن عندهم ابولون وصارت الام عندهم اوتيس هكذا نقلها شاوؤل علي رب السموات ورسوله المسيح وامه الصديقة مريم ابنه عمران.
ومن هنا ادخل عليهم فكرة التجسد والتي فيها يترك الرب الاله الخالق عرشه فوق السموات ليعيش بين الناس بشرا علي الارض وهذا هو الركن الثاني لهذا الثالوث وهو ركن التجسد وفق الديانة النصرانية
الركن الثالث لهذا الثالوث
وهو ركن الفداء الذي يبرر لوجود الركن الثاني وهو ركن التجسد وكان اركان هذا الثالوث هي بمثابة مثلاث متساوي الاضلاع فكل ضلع يوصل الي الذي يليه
فلولا الخطيئة الموروثة ما كان التجسد ولولا التجسد ما كان الفداء ولولا الفداء لما كفرت الخطيئة الموروثة
وكانه يبرر لفكرة قتل الاله بفكرة الخطيئة الموروثة قبل القتل لكي يفتدي البشرية من اللعنة التي حلت عليها بسبب هذه الخطيئة الموروثة فهذا هو المبرر لهولاء اصحاب هذه العقيدة من قتل الاله ونحن نسالهم من اي شئ اراد الاله ان يفتدي البشرية هل كا يريد ان يفتديهم من نفسه ام انه كان يوجد شخص اخر او اله اخر سوف يلعن البشرية بسبب هذه الخطيئة . اذا كان يسوع هو الخالق المالك المدبر وهو الذي خلق ادم وهو الذي يحاسبه الم يكن قادرا علي اهلاك ادم او العفو عنه دون هذه التضحية بنفسه من خلال فكرة الفداء؟ لكنه والله امر دبر بليل من شاؤول الطرسوسي ومن معه ممن اجتمعو في مجمع نيقية ليضعوا هذا الثالوث المقدس الذي بنيت عليه هذه الديانة التي تعد من اكثر الديانات اتباعا علي الارض
ولست الان بصدد الكلام عن ضلعي هذا الثالوث الاول والثاني وهما الخطيئة الموروثة والتجسد.
انما بصدد عرض مفصل للضلع الثالث لهذا الثالوث الا وهو الفداء نعرض فيه نصوصا من الكتاب المقدس نبين فيها نقض لفكرة الفداء فان المسيح ابن مريم كان اخر الانبياء في بني اسرائيل وان دعوته فيهم كانت من اجل الهداية وتعليم طريق النجاة .
وليس فداءا لهم وخلاصهم كما صور لهم اعضاء مجمع نيقية الذين قال فيهم ربنا تبارك وتعالي( فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم اسمع بهم وابصر يوم ياتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون )
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين انتهي....... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ تمهيد
من كتاب المسيح ابن مريم هاديا ام فاديا
بقلم د محمد عمر
نؤمن ان الله واحد احد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وهو فوق السموات علي عرشه استوي
ليس كمثله شئ لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير
ونؤمن ان دين الله في الارض واحد وهو دين الاسلام وان جميع رسل الله كانوا علي هذا الدين.
ونؤمن ان جميع الرسل كانوا علي الاسلام اولهم نوح واخرهم سيدنا محمد بن عبد الله
فهذا خليل الرحمن ابراهيم يقول الله عز وجل فيه مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وهذا موسي عليه السلام لما ناظر السحرة فغلبهم فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ فلما توعدهم الفرعون قائلا لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ بل ان الفرعون لما ادركه الغرق قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وهذا هو المسيح بن مريم يبين لنا ربنا تبارك وتعالي جانبا من نعم الله عليه فيقول واذ اوحيت الي الحواريين ان امنو بي وبرسولي قالو امنا بالله واشهد باننا مسلمون بل ان المسيح لما اشتد وعيده
لبني اسرائيل وهو يامرهم باتباع تعاليم التوراة فلما احس عيسي منهم الكفر قال من انصاري الي الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون
وهذا يوسف عليه السلام يناجي ربه قائلا فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (
وهذا سليمان يدعو بلقيس وملاها الا تعلو علي واتوني مسلمين.... الي اخر رسل الله وانبياءه اجمعين
فمن امن بوجود اديان لله علي الارض يعبد بها فليراجع دينه قبل ان يدركه العذاب الاليم اما عن الشرائع السماوية فنحن نصدق بها شرائع وليست اديان فابراهيم خليل الرحمن نبيا مسلم وكذلك موسي الكليم وعيسي وزكريا ويحي انبياء مسلمين شريعتهم كانت في التوراة لكنهم كانو علي دين الاسلام شانهم شان بقية الانبياء والمرسلين
فماذا عن النصرانية التي استحدثها شاوؤل الطرسوسي ومعه عددا من الاحبار والرهبان ولم يعتمد ما قالوه للناس دينا الا بعد ان اعتنقه قسطنطين حاكم روما وقد جري ذلك بعد ثلاث مائة عام بعد رفع المسيح الي السماء فاذا كان المسيح وامه من بيت داوود النبي و كانو علي دين جدهم الخليل ابراهيم الذي قال الله فيه ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين
هذه الديانه النصرانية قوامها ثالوث وضعه من وضعه من الاحبار والرهبان اتباع شاوؤل الطرسوسي وبرعاية الامبراطور الروماني قسطنطين ويشهد عليهم مجمع نيقية المقدس عام 307 والذي كان برعاية كاملة من اباطرة روما لوضع هذا الثالوث المقدس الذي قام عليه هذا الدين .
الركن الاول من هذا الثالوث المقدس
هو الاعتقاد بما يسمونه الخطيئة الموروثة وهي بلا شك ليست مما اوحاه الله الي انبياءه المرسلين
فهم يرون ان ادم اخطاء يوم ان اكل وزوجته من الشجرة المحرمة والتي علي اثرها استحق اللعنة الابدية التي لم تقف عنده وحده انما توارثتها البشرية حتي اخر مولود قبل يوم الدين
لكن الله عز وجل بين لنا ان ادم لما اخطاء بسبب وسوسة الشيطان انما سارع وزوجته الي التوبة فقالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين فناداهما ربها ان اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الي حين قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون بل ان الله عز وجل حدد مصيره وذريته. فتلقي ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم قلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يخزنون والذين كفروا وكذبو باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون .
وهذا يبين لنا قدر الله في خلقه من وجود هذه الدنيا دار الاختبار ووجود الاخرة دار جزاء وقرار والحكمة من انزال الشرائع وارسال الرسل وقيام الناس يوم القيامة للجزاء والقرار
فما اخطاء ادم الا بتقدير من الله الكوني حتي تكون هذه الحياة الدنيا وما ارسل الرسل الا من اجل هداية الناس وما انزلت الشرائع الا من اجل اختبار الناس في اتباع الهدي او الاعراض كما قال تعالي ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمي قال رب لما حشرتني اعمي وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي
ومن هنا يتبين للقاري انه لا يوجد خطيئة موروثة فان خطيئة ادم كانت بالقدر الكوني من اجل الهبوط الي الارض حتي تجري احداث هذه الدنيا وفق مشيئة الرحمن
ويتحقق وعد الله في الناس من انزال الشرائع السماوية وارسال الرسل لهدية الناس الي طريق الرحمن وحتي تنتهي هذه الدنيا بنفخة الصعق تعقبها نفخة البعث ليقوم الناس امام الله ويتحقيق وعده لادم فاما ياتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبو باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون . فكان هذه الدنيا ما هي الي معبرة للاخرة التي يتستقر فيها عباد الرحمن في نعيم الجنات ويستقر فيها اعداء الله ورسله في جحيم النيران وهذه هو الرد علي الركن الاول من هذا الثالوث
اما الركن الثاني لهذا الثالوث
فهو يقتضي ان الله عز وجل الذي احسن كل شئ خلقه والذي استوي علي العرش. والارض جميعا قبضته والذي ارتفع علي جميع خلقه فهو عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال وهو الذي حجب نفسه عن الخلق في الدنيا اختبارا لكنهم يتجلي ويظر لاهل النعيم في الجنة جزاء ونعيما منه سبحانه قال تعالي وجوه يومئذ ناضرة الي ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة
فهذا موسي بن عمران لمال طلب الرؤيا في الدنيا فقال رب ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الي الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا
فهذه هي الحقيقة ان موسي لم يتحمل ببشريته رؤية الله تعالي فلما راي موسي الجبل وقد صار دكا لما تجلي الله له انما خر موسي صعقا من هول ما راي فالطبيعة البشرية لا تتحمل تجلي الله عز وجل في الدنيا
لكن اجتماع مجمع نيقية للاحبار والرهبان تحت قيادة قسطنطين الامبراطور الزعيم الذي وضع اصول هذه الديانة انما قرر ان الله عز وجل تجسد في جسد بشري بعد ان نزل من فوق عرشه ودخل رحم امراة من من بين خلقه وعاش فيه تسعه اشهر يتغذي من مشيمة امه ثم ولد ميلادا بشريا ليلتقم ثديها ويتبول ويتغوط ويختن ختنان البشر ثم يكبر فيجتمع حوله اعداءه فيقبضوا عليه ويسبوه ويهينوه وينتهو بقتله علي الصليب هكذا صور لهم شاؤول الطرسوسي هذه الاسطورة الاغريقية التي كانت تقول ان رب السماء هو جوبيتير الذي اعجبته امراة جميله علي الارض اسمها اوتيس فنزل اليها وضاجعها وانجب منها طفلا نصفه ارضي( بشري ) نسبة لامه ونصفه سماوي (الاهي ) نسبه لابيه وسماه ابولون فصار الرب عندهم هو الاب وصار الابن عندهم ابولون وصارت الام عندهم اوتيس هكذا نقلها شاوؤل علي رب السموات ورسوله المسيح وامه الصديقة مريم ابنه عمران.
ومن هنا ادخل عليهم فكرة التجسد والتي فيها يترك الرب الاله الخالق عرشه فوق السموات ليعيش بين الناس بشرا علي الارض وهذا هو الركن الثاني لهذا الثالوث وهو ركن التجسد وفق الديانة النصرانية
الركن الثالث لهذا الثالوث
وهو ركن الفداء الذي يبرر لوجود الركن الثاني وهو ركن التجسد وكان اركان هذا الثالوث هي بمثابة مثلاث متساوي الاضلاع فكل ضلع يوصل الي الذي يليه
فلولا الخطيئة الموروثة ما كان التجسد ولولا التجسد ما كان الفداء ولولا الفداء لما كفرت الخطيئة الموروثة
وكانه يبرر لفكرة قتل الاله بفكرة الخطيئة الموروثة قبل القتل لكي يفتدي البشرية من اللعنة التي حلت عليها بسبب هذه الخطيئة الموروثة فهذا هو المبرر لهولاء اصحاب هذه العقيدة من قتل الاله ونحن نسالهم من اي شئ اراد الاله ان يفتدي البشرية هل كا يريد ان يفتديهم من نفسه ام انه كان يوجد شخص اخر او اله اخر سوف يلعن البشرية بسبب هذه الخطيئة . اذا كان يسوع هو الخالق المالك المدبر وهو الذي خلق ادم وهو الذي يحاسبه الم يكن قادرا علي اهلاك ادم او العفو عنه دون هذه التضحية بنفسه من خلال فكرة الفداء؟ لكنه والله امر دبر بليل من شاؤول الطرسوسي ومن معه ممن اجتمعو في مجمع نيقية ليضعوا هذا الثالوث المقدس الذي بنيت عليه هذه الديانة التي تعد من اكثر الديانات اتباعا علي الارض
ولست الان بصدد الكلام عن ضلعي هذا الثالوث الاول والثاني وهما الخطيئة الموروثة والتجسد.
انما بصدد عرض مفصل للضلع الثالث لهذا الثالوث الا وهو الفداء نعرض فيه نصوصا من الكتاب المقدس نبين فيها نقض لفكرة الفداء فان المسيح ابن مريم كان اخر الانبياء في بني اسرائيل وان دعوته فيهم كانت من اجل الهداية وتعليم طريق النجاة .
وليس فداءا لهم وخلاصهم كما صور لهم اعضاء مجمع نيقية الذين قال فيهم ربنا تبارك وتعالي( فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم اسمع بهم وابصر يوم ياتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون )
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين انتهي. ❝