❞ شبهات شيخ العمامة الأزهرية
لتضليل الناس بفكر التعددية
بقلم د محمد عمر
أيها السادة احذروا من دعاوي أمثال هؤلاء الأئمة المضلون الذين يتزينون بعمامة الأزهر الشريف وعلماءه المخلصين ويتكلمون بكلام الماسونيين الغربيين لا هم لهم إلا بيع دينهم لإرضاء الليبراليين المتحررين .
فلطالما يدعو هذا الرجل وأمثاله إلي دين الأنسنة الذي ينادي به في كل وقت وحين .
يزعم فيه أن هناك أديان سماوية مهما تعارضت عقائدها لكنه يكذب علي الناس ويقول أنها نزلت من عند رب العالمين فجعل لخليل الرحمن دين سماه دين الصابئة وجعل لموسي كليم الله دين اليهودية وجعل للمسيح دين النصرانية ثم جعل لأتباع النبي الخاتم دين الإسلام وسماهم المسلمين.
وهذا خلط للحق بالباطل و كذب علي رب العالمين فإن الله عز وجل ما قال إن إبراهيم كان علي دين الصابئة
إنما قال (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)
وما قال حواري المسيح أنهم نصاري إنما قال عنهم أنهم مسلمين ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111))
وما قال عن موسي أنه كان يهودي إنما ذكر إقرار فرعون عن دين موسي أنه كان من المسلمين (قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)
فهذا بيان الله تعالي أن هؤلاء الرسل جميعا كانوا علي الإسلام إذ ليس هناك أديان سماوية نزلت علي البشر إلا دين الإسلام الذي كان عليه جميع الرسل من أول آدم وحتي خاتمهم سيدنامحمد رسول الله فمن أين جاء هذا الرجل المدلس بفكرة الأديان السماوية وراح يستدل عليها بآلايات القرانية.
فنحن نقر بنزول شرائع علي هؤلاء الرسل التي تبين لهم أصول التشريع والعبادات والمعاملات هذه الشرائع التي قد تختلف في بعض المسائل والنقاط عن بعضها لكن أصل الدين واحد
قال تعالي (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ ) وقال تعالي ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)
فهل كان ربنا تبارك وتعالي حاشاه يجهل أن له أديان أم هو الكذب المتعمد من أمثال هؤلاء المدلسين فتعالو بنا نتعرف علي آيتين من كتاب الله يدندن بهما أمثال هؤلاء العمائم حتي يروجوا لكذبهم علي الناس.
أما الأولي فهي من سورة البقرة وهي قول الله تعالي
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
ولا يخفي علي كل ذي عقل رشيد أن هذه الآية لم تتحدث عن أديان إنما تصف جماعات عرفت بهذه الأسماء فأما عن اليهود فاؤلئك الذين قالوا إنا هدنا إليك أي تبنا ورجعنا وأنبنا إليك وهؤلاء هم من قالوا لموسي عليه السلام لن نؤمن لك حتي نري الله جهرة فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون فلما خر موسي يبتهل إلي الله من أجلهم فيقول ( وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)
فهل قول موسي ومن معه من التائبين إنا هدنا أي أصبحنا يهود أو ديننا صار اليهودية ؟ وهل كان أتباع موسي يقال لهم اليهود أم كان يقال لهم بني إسرائيل لكن الرجل يريد أن يجعل هدنا أي أصبحنا أتباع الدين اليهودي مع أن موسي يقول هدنا أي تبنا ورجعنا عن الذنب لذلك لما خاطبهم رب العزة تبارك وتعالي فقال (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (6)
هل يعني ربنا يا أصحاب الدين اليهودي أم أنه يخاطبهم لما قالوا إنا تبنا ومع هذا فإن ربنا لم يثبت أنهم علي الإيمان وأنهم أولياء لله من دون الناس لكنه أثبت كذبهم
قال تعالي (ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين) (البقرة:95).
بل إن الله عز وجل خاطب نبيه وهو يواسيه( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ)
ومع هذا فإن الشيخ الأزهري ما زال مصرا علي جعل اليهودية دين مع أنها تصف قوما يقولون تبنا أو هدنا ولا تصف دينهم وإلا لما قال ربنا تبارك وتعالي لأهل الإيمان ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)
فلو كان هذا دين الله فلم يحذرنا منه ومن أتباعه ؟
وأما عن النصرانية التي يتكلم عنها الشيخ صاحب العمامة إنما جاءت من قول المسيح للحواريين من أنصارى إلي الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله ولما ذكر رب العزة تبارك وتعالي من حالهم قال (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)
أو قيل أن كلمة نصاري جاءت فيمن كانو يسكنون في مدينة الناصرة وهي التي ولد فيها المسيح فقالوا عن أهلها أنهم نصاري نسبة إلي مدينة الناصرة وفي جميع الحالات فكلمة نصاري هم من قالوها ولم يكن قول رب العزة تبارك وتعالي
وليس اسما لدين القوم الذين حولو اسمهم بعيدا عن هذا الاسم ليتخفوا من الوصف القرآني لهم فسموا أنفسهم باسم نبيهم أو معبودهم علي حد قولهم فقالو انهم مسيحيين ولو جاز ذاك لصار اليهود موسويين وصرنا نحن محمديين وصار الصابئة إبراهيميين
لكنه التلاعب بالألفاظ والمصطلحات.
وقد ضلل الكتابيون بعضهم بعضا فقالت اليهود ليست النصاري علي شئ وقالت النصاري ليست اليهود علي شئ وهم يتلون الكتاب) فلو كانت هذه أديان الله فلم ينكر بعضهم علي بعض وخصوصا أن أنبياءهم كانوا جميعا من بني إسرائيل
وأما عن الصابئة فهذا مصطلح اطلقه عباد النجوم والكواكب الذين كانوا في زمان خليل الرحمن إبراهيم والذين ناظرهم وهزمهم بالحجة والبرهان وقد ظهر هذا جليا في هذه الآيات من سورة الأنعام قي قوله تعالي ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (74) وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76)
فكان كل من يكفر بعبادة الكواكب يقال لهم الصابئة وانتشر هذا الاسم في حياة إبراهيم وكانو يعنون به من يكفر بعبادة الكواكب
فهل كانت الصابئة ديانة أم أنه وصف لجماعة من الناس
وهل كان دين إبراهيم الخليل هو الصابئة كلا والله لكن الأزهري جعل اليهودية والنصرانية والصابئة ديانات سماوية وراح يحتج بها علي تعدد الأديان ثم يذكر الآية المذكورة أعلي المقال كحجة يريد بها تضليل الناس وقد عمي وصم عن منتصف الآية التي تقول إن الذين آمنوا والذين هادا والنصاري والصابئين ) وتجاهل قول الله تعالي من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فهل اليهود والنصاري وبقايا الصابئة يؤمنون بالله واليوم الآخر وكيف يؤمنون بالله وقد اذدروه وسبوه لكن الشيخ قد عمي عن هذا الوصف واكتفي بقوله فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
وإنه العجب العجاب
وأما الآية الثانية فهي من سورة الحج يقول ربنا تبارك وتعالي ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)
وفي هذه الآية أضاف الله عز وجل لهم المجوس وهم من يعبدون النار والبقر والشجر فهل المجوسية دين لله تعالي كما اضاف اليهم الذين اشركوا من عباد الاصنام مشركي العرب والذين كانوا يومنون برب السماء خالق الكون لكنهم كانو يتخذون من الاوثان وسطاء بينهم وبين الله
قال تعالي
. وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) الزمر
لكن الله عز وجل عقب عليهم جميعا في هذه الآية بقوله تعالي إن الله يفصل بينهم يوم القيامة فهل هذا الفصل يعني أن كل تلك الفرق الموصوفه تعد من ديانات السماء المقبولة عند الله تعالي أم أن الله يحكم فيهم بالبطلان إلا أهل الإيمان منهم .
نعم أيها السادة فهذه هي الحقيقة التي يخفيها الشيخ المدلس ويريد أن يظهر للناس التعدددية وسماحة الأديان وهذا يعد زندقة ودعوة صريحة إلي قبول الكفر علي أنه أديان السماء
أفيقوا أيها الناس قبل أن تدرككم الساعة وأنتم تحت هذا التضليل من قبل من لا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة هداني الله وإياكم إلي الحق
انتهي...... ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞ شبهات شيخ العمامة الأزهرية
لتضليل الناس بفكر التعددية
بقلم د محمد عمر
أيها السادة احذروا من دعاوي أمثال هؤلاء الأئمة المضلون الذين يتزينون بعمامة الأزهر الشريف وعلماءه المخلصين ويتكلمون بكلام الماسونيين الغربيين لا هم لهم إلا بيع دينهم لإرضاء الليبراليين المتحررين .
فلطالما يدعو هذا الرجل وأمثاله إلي دين الأنسنة الذي ينادي به في كل وقت وحين .
يزعم فيه أن هناك أديان سماوية مهما تعارضت عقائدها لكنه يكذب علي الناس ويقول أنها نزلت من عند رب العالمين فجعل لخليل الرحمن دين سماه دين الصابئة وجعل لموسي كليم الله دين اليهودية وجعل للمسيح دين النصرانية ثم جعل لأتباع النبي الخاتم دين الإسلام وسماهم المسلمين.
وهذا خلط للحق بالباطل و كذب علي رب العالمين فإن الله عز وجل ما قال إن إبراهيم كان علي دين الصابئة
إنما قال (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)
وما قال حواري المسيح أنهم نصاري إنما قال عنهم أنهم مسلمين ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111))
وما قال عن موسي أنه كان يهودي إنما ذكر إقرار فرعون عن دين موسي أنه كان من المسلمين (قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)
فهذا بيان الله تعالي أن هؤلاء الرسل جميعا كانوا علي الإسلام إذ ليس هناك أديان سماوية نزلت علي البشر إلا دين الإسلام الذي كان عليه جميع الرسل من أول آدم وحتي خاتمهم سيدنامحمد رسول الله فمن أين جاء هذا الرجل المدلس بفكرة الأديان السماوية وراح يستدل عليها بآلايات القرانية.
فنحن نقر بنزول شرائع علي هؤلاء الرسل التي تبين لهم أصول التشريع والعبادات والمعاملات هذه الشرائع التي قد تختلف في بعض المسائل والنقاط عن بعضها لكن أصل الدين واحد
قال تعالي (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ ) وقال تعالي ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)
فهل كان ربنا تبارك وتعالي حاشاه يجهل أن له أديان أم هو الكذب المتعمد من أمثال هؤلاء المدلسين فتعالو بنا نتعرف علي آيتين من كتاب الله يدندن بهما أمثال هؤلاء العمائم حتي يروجوا لكذبهم علي الناس.
أما الأولي فهي من سورة البقرة وهي قول الله تعالي
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
ولا يخفي علي كل ذي عقل رشيد أن هذه الآية لم تتحدث عن أديان إنما تصف جماعات عرفت بهذه الأسماء فأما عن اليهود فاؤلئك الذين قالوا إنا هدنا إليك أي تبنا ورجعنا وأنبنا إليك وهؤلاء هم من قالوا لموسي عليه السلام لن نؤمن لك حتي نري الله جهرة فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون فلما خر موسي يبتهل إلي الله من أجلهم فيقول ( وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)
فهل قول موسي ومن معه من التائبين إنا هدنا أي أصبحنا يهود أو ديننا صار اليهودية ؟ وهل كان أتباع موسي يقال لهم اليهود أم كان يقال لهم بني إسرائيل لكن الرجل يريد أن يجعل هدنا أي أصبحنا أتباع الدين اليهودي مع أن موسي يقول هدنا أي تبنا ورجعنا عن الذنب لذلك لما خاطبهم رب العزة تبارك وتعالي فقال (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (6)
هل يعني ربنا يا أصحاب الدين اليهودي أم أنه يخاطبهم لما قالوا إنا تبنا ومع هذا فإن ربنا لم يثبت أنهم علي الإيمان وأنهم أولياء لله من دون الناس لكنه أثبت كذبهم
قال تعالي (ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين) (البقرة:95).
بل إن الله عز وجل خاطب نبيه وهو يواسيه( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ)
ومع هذا فإن الشيخ الأزهري ما زال مصرا علي جعل اليهودية دين مع أنها تصف قوما يقولون تبنا أو هدنا ولا تصف دينهم وإلا لما قال ربنا تبارك وتعالي لأهل الإيمان ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)
فلو كان هذا دين الله فلم يحذرنا منه ومن أتباعه ؟
وأما عن النصرانية التي يتكلم عنها الشيخ صاحب العمامة إنما جاءت من قول المسيح للحواريين من أنصارى إلي الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله ولما ذكر رب العزة تبارك وتعالي من حالهم قال (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)
أو قيل أن كلمة نصاري جاءت فيمن كانو يسكنون في مدينة الناصرة وهي التي ولد فيها المسيح فقالوا عن أهلها أنهم نصاري نسبة إلي مدينة الناصرة وفي جميع الحالات فكلمة نصاري هم من قالوها ولم يكن قول رب العزة تبارك وتعالي
وليس اسما لدين القوم الذين حولو اسمهم بعيدا عن هذا الاسم ليتخفوا من الوصف القرآني لهم فسموا أنفسهم باسم نبيهم أو معبودهم علي حد قولهم فقالو انهم مسيحيين ولو جاز ذاك لصار اليهود موسويين وصرنا نحن محمديين وصار الصابئة إبراهيميين
لكنه التلاعب بالألفاظ والمصطلحات.
وقد ضلل الكتابيون بعضهم بعضا فقالت اليهود ليست النصاري علي شئ وقالت النصاري ليست اليهود علي شئ وهم يتلون الكتاب) فلو كانت هذه أديان الله فلم ينكر بعضهم علي بعض وخصوصا أن أنبياءهم كانوا جميعا من بني إسرائيل
وأما عن الصابئة فهذا مصطلح اطلقه عباد النجوم والكواكب الذين كانوا في زمان خليل الرحمن إبراهيم والذين ناظرهم وهزمهم بالحجة والبرهان وقد ظهر هذا جليا في هذه الآيات من سورة الأنعام قي قوله تعالي ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (74) وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76)
فكان كل من يكفر بعبادة الكواكب يقال لهم الصابئة وانتشر هذا الاسم في حياة إبراهيم وكانو يعنون به من يكفر بعبادة الكواكب
فهل كانت الصابئة ديانة أم أنه وصف لجماعة من الناس
وهل كان دين إبراهيم الخليل هو الصابئة كلا والله لكن الأزهري جعل اليهودية والنصرانية والصابئة ديانات سماوية وراح يحتج بها علي تعدد الأديان ثم يذكر الآية المذكورة أعلي المقال كحجة يريد بها تضليل الناس وقد عمي وصم عن منتصف الآية التي تقول إن الذين آمنوا والذين هادا والنصاري والصابئين ) وتجاهل قول الله تعالي من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فهل اليهود والنصاري وبقايا الصابئة يؤمنون بالله واليوم الآخر وكيف يؤمنون بالله وقد اذدروه وسبوه لكن الشيخ قد عمي عن هذا الوصف واكتفي بقوله فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
وإنه العجب العجاب
وأما الآية الثانية فهي من سورة الحج يقول ربنا تبارك وتعالي ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)
وفي هذه الآية أضاف الله عز وجل لهم المجوس وهم من يعبدون النار والبقر والشجر فهل المجوسية دين لله تعالي كما اضاف اليهم الذين اشركوا من عباد الاصنام مشركي العرب والذين كانوا يومنون برب السماء خالق الكون لكنهم كانو يتخذون من الاوثان وسطاء بينهم وبين الله
قال تعالي
. وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) الزمر
لكن الله عز وجل عقب عليهم جميعا في هذه الآية بقوله تعالي إن الله يفصل بينهم يوم القيامة فهل هذا الفصل يعني أن كل تلك الفرق الموصوفه تعد من ديانات السماء المقبولة عند الله تعالي أم أن الله يحكم فيهم بالبطلان إلا أهل الإيمان منهم .
نعم أيها السادة فهذه هي الحقيقة التي يخفيها الشيخ المدلس ويريد أن يظهر للناس التعدددية وسماحة الأديان وهذا يعد زندقة ودعوة صريحة إلي قبول الكفر علي أنه أديان السماء
أفيقوا أيها الناس قبل أن تدرككم الساعة وأنتم تحت هذا التضليل من قبل من لا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة هداني الله وإياكم إلي الحق
انتهي. ❝
❞ تمهيد
من كتاب المسيح ابن مريم هاديا ام فاديا
بقلم د محمد عمر
ثالوث العقيدة النصرانية
الخطيئة الموروثة - التجسد - والفداء
ايها الاخوة الاحباب لاشك اننا امة التوحيد
نؤمن ان الله واحد احد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وهو فوق السموات علي عرشه استوي
ليس كمثله شئ لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير
ونؤمن ان دين الله في الارض واحد وهو دين الاسلام وان جميع رسل الله كانوا علي هذا الدين.
قال تعالي إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وقال تعالي وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
ونؤمن ان جميع الرسل كانوا علي الاسلام اولهم نوح واخرهم سيدنا محمد بن عبد الله
فهذا خليل الرحمن ابراهيم يقول الله عز وجل فيه مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وهذا موسي عليه السلام لما ناظر السحرة فغلبهم فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ فلما توعدهم الفرعون قائلا لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ بل ان الفرعون لما ادركه الغرق قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وهذا هو المسيح بن مريم يبين لنا ربنا تبارك وتعالي جانبا من نعم الله عليه فيقول واذ اوحيت الي الحواريين ان امنو بي وبرسولي قالو امنا بالله واشهد باننا مسلمون بل ان المسيح لما اشتد وعيده
لبني اسرائيل وهو يامرهم باتباع تعاليم التوراة فلما احس عيسي منهم الكفر قال من انصاري الي الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون
وهذا يوسف عليه السلام يناجي ربه قائلا فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (
وهذا سليمان يدعو بلقيس وملاها الا تعلو علي واتوني مسلمين........ الي اخر رسل الله وانبياءه اجمعين
فمن امن بوجود اديان لله علي الارض يعبد بها فليراجع دينه قبل ان يدركه العذاب الاليم اما عن الشرائع السماوية فنحن نصدق بها شرائع وليست اديان فابراهيم خليل الرحمن نبيا مسلم وكذلك موسي الكليم وعيسي وزكريا ويحي انبياء مسلمين شريعتهم كانت في التوراة لكنهم كانو علي دين الاسلام شانهم شان بقية الانبياء والمرسلين
فماذا عن النصرانية التي استحدثها شاوؤل الطرسوسي ومعه عددا من الاحبار والرهبان ولم يعتمد ما قالوه للناس دينا الا بعد ان اعتنقه قسطنطين حاكم روما وقد جري ذلك بعد ثلاث مائة عام بعد رفع المسيح الي السماء فاذا كان المسيح وامه من بيت داوود النبي و كانو علي دين جدهم الخليل ابراهيم الذي قال الله فيه ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين
هذه الديانه النصرانية قوامها ثالوث وضعه من وضعه من الاحبار والرهبان اتباع شاوؤل الطرسوسي وبرعاية الامبراطور الروماني قسطنطين ويشهد عليهم مجمع نيقية المقدس عام 307 والذي كان برعاية كاملة من اباطرة روما لوضع هذا الثالوث المقدس الذي قام عليه هذا الدين .
الركن الاول من هذا الثالوث المقدس
هو الاعتقاد بما يسمونه الخطيئة الموروثة وهي بلا شك ليست مما اوحاه الله الي انبياءه المرسلين
فهم يرون ان ادم اخطاء يوم ان اكل وزوجته من الشجرة المحرمة والتي علي اثرها استحق اللعنة الابدية التي لم تقف عنده وحده انما توارثتها البشرية حتي اخر مولود قبل يوم الدين
لكن الله عز وجل بين لنا ان ادم لما اخطاء بسبب وسوسة الشيطان انما سارع وزوجته الي التوبة فقالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين فناداهما ربها ان اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الي حين قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون بل ان الله عز وجل حدد مصيره وذريته. فتلقي ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم قلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يخزنون والذين كفروا وكذبو باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون .
وهذا يبين لنا قدر الله في خلقه من وجود هذه الدنيا دار الاختبار ووجود الاخرة دار جزاء وقرار والحكمة من انزال الشرائع وارسال الرسل وقيام الناس يوم القيامة للجزاء والقرار
فما اخطاء ادم الا بتقدير من الله الكوني حتي تكون هذه الحياة الدنيا وما ارسل الرسل الا من اجل هداية الناس وما انزلت الشرائع الا من اجل اختبار الناس في اتباع الهدي او الاعراض كما قال تعالي ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمي قال رب لما حشرتني اعمي وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي
ومن هنا يتبين للقاري انه لا يوجد خطيئة موروثة فان خطيئة ادم كانت بالقدر الكوني من اجل الهبوط الي الارض حتي تجري احداث هذه الدنيا وفق مشيئة الرحمن
ويتحقق وعد الله في الناس من انزال الشرائع السماوية وارسال الرسل لهدية الناس الي طريق الرحمن وحتي تنتهي هذه الدنيا بنفخة الصعق تعقبها نفخة البعث ليقوم الناس امام الله ويتحقيق وعده لادم فاما ياتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبو باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون . فكان هذه الدنيا ما هي الي معبرة للاخرة التي يتستقر فيها عباد الرحمن في نعيم الجنات ويستقر فيها اعداء الله ورسله في جحيم النيران وهذه هو الرد علي الركن الاول من هذا الثالوث
اما الركن الثاني لهذا الثالوث
فهو يقتضي ان الله عز وجل الذي احسن كل شئ خلقه والذي استوي علي العرش. والارض جميعا قبضته والذي ارتفع علي جميع خلقه فهو عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال وهو الذي حجب نفسه عن الخلق في الدنيا اختبارا لكنهم يتجلي ويظر لاهل النعيم في الجنة جزاء ونعيما منه سبحانه قال تعالي وجوه يومئذ ناضرة الي ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة
فهذا موسي بن عمران لمال طلب الرؤيا في الدنيا فقال رب ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الي الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا
فهذه هي الحقيقة ان موسي لم يتحمل ببشريته رؤية الله تعالي فلما راي موسي الجبل وقد صار دكا لما تجلي الله له انما خر موسي صعقا من هول ما راي فالطبيعة البشرية لا تتحمل تجلي الله عز وجل في الدنيا
لكن اجتماع مجمع نيقية للاحبار والرهبان تحت قيادة قسطنطين الامبراطور الزعيم الذي وضع اصول هذه الديانة انما قرر ان الله عز وجل تجسد في جسد بشري بعد ان نزل من فوق عرشه ودخل رحم امراة من من بين خلقه وعاش فيه تسعه اشهر يتغذي من مشيمة امه ثم ولد ميلادا بشريا ليلتقم ثديها ويتبول ويتغوط ويختن ختنان البشر ثم يكبر فيجتمع حوله اعداءه فيقبضوا عليه ويسبوه ويهينوه وينتهو بقتله علي الصليب هكذا صور لهم شاؤول الطرسوسي هذه الاسطورة الاغريقية التي كانت تقول ان رب السماء هو جوبيتير الذي اعجبته امراة جميله علي الارض اسمها اوتيس فنزل اليها وضاجعها وانجب منها طفلا نصفه ارضي( بشري ) نسبة لامه ونصفه سماوي (الاهي ) نسبه لابيه وسماه ابولون فصار الرب عندهم هو الاب وصار الابن عندهم ابولون وصارت الام عندهم اوتيس هكذا نقلها شاوؤل علي رب السموات ورسوله المسيح وامه الصديقة مريم ابنه عمران.
ومن هنا ادخل عليهم فكرة التجسد والتي فيها يترك الرب الاله الخالق عرشه فوق السموات ليعيش بين الناس بشرا علي الارض وهذا هو الركن الثاني لهذا الثالوث وهو ركن التجسد وفق الديانة النصرانية
الركن الثالث لهذا الثالوث
وهو ركن الفداء الذي يبرر لوجود الركن الثاني وهو ركن التجسد وكان اركان هذا الثالوث هي بمثابة مثلاث متساوي الاضلاع فكل ضلع يوصل الي الذي يليه
فلولا الخطيئة الموروثة ما كان التجسد ولولا التجسد ما كان الفداء ولولا الفداء لما كفرت الخطيئة الموروثة
وكانه يبرر لفكرة قتل الاله بفكرة الخطيئة الموروثة قبل القتل لكي يفتدي البشرية من اللعنة التي حلت عليها بسبب هذه الخطيئة الموروثة فهذا هو المبرر لهولاء اصحاب هذه العقيدة من قتل الاله ونحن نسالهم من اي شئ اراد الاله ان يفتدي البشرية هل كا يريد ان يفتديهم من نفسه ام انه كان يوجد شخص اخر او اله اخر سوف يلعن البشرية بسبب هذه الخطيئة . اذا كان يسوع هو الخالق المالك المدبر وهو الذي خلق ادم وهو الذي يحاسبه الم يكن قادرا علي اهلاك ادم او العفو عنه دون هذه التضحية بنفسه من خلال فكرة الفداء؟ لكنه والله امر دبر بليل من شاؤول الطرسوسي ومن معه ممن اجتمعو في مجمع نيقية ليضعوا هذا الثالوث المقدس الذي بنيت عليه هذه الديانة التي تعد من اكثر الديانات اتباعا علي الارض
ولست الان بصدد الكلام عن ضلعي هذا الثالوث الاول والثاني وهما الخطيئة الموروثة والتجسد.
انما بصدد عرض مفصل للضلع الثالث لهذا الثالوث الا وهو الفداء نعرض فيه نصوصا من الكتاب المقدس نبين فيها نقض لفكرة الفداء فان المسيح ابن مريم كان اخر الانبياء في بني اسرائيل وان دعوته فيهم كانت من اجل الهداية وتعليم طريق النجاة .
وليس فداءا لهم وخلاصهم كما صور لهم اعضاء مجمع نيقية الذين قال فيهم ربنا تبارك وتعالي( فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم اسمع بهم وابصر يوم ياتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون )
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين انتهي....... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ تمهيد
من كتاب المسيح ابن مريم هاديا ام فاديا
بقلم د محمد عمر
نؤمن ان الله واحد احد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وهو فوق السموات علي عرشه استوي
ليس كمثله شئ لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير
ونؤمن ان دين الله في الارض واحد وهو دين الاسلام وان جميع رسل الله كانوا علي هذا الدين.
ونؤمن ان جميع الرسل كانوا علي الاسلام اولهم نوح واخرهم سيدنا محمد بن عبد الله
فهذا خليل الرحمن ابراهيم يقول الله عز وجل فيه مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وهذا موسي عليه السلام لما ناظر السحرة فغلبهم فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ فلما توعدهم الفرعون قائلا لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ بل ان الفرعون لما ادركه الغرق قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وهذا هو المسيح بن مريم يبين لنا ربنا تبارك وتعالي جانبا من نعم الله عليه فيقول واذ اوحيت الي الحواريين ان امنو بي وبرسولي قالو امنا بالله واشهد باننا مسلمون بل ان المسيح لما اشتد وعيده
لبني اسرائيل وهو يامرهم باتباع تعاليم التوراة فلما احس عيسي منهم الكفر قال من انصاري الي الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون
وهذا يوسف عليه السلام يناجي ربه قائلا فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (
وهذا سليمان يدعو بلقيس وملاها الا تعلو علي واتوني مسلمين.... الي اخر رسل الله وانبياءه اجمعين
فمن امن بوجود اديان لله علي الارض يعبد بها فليراجع دينه قبل ان يدركه العذاب الاليم اما عن الشرائع السماوية فنحن نصدق بها شرائع وليست اديان فابراهيم خليل الرحمن نبيا مسلم وكذلك موسي الكليم وعيسي وزكريا ويحي انبياء مسلمين شريعتهم كانت في التوراة لكنهم كانو علي دين الاسلام شانهم شان بقية الانبياء والمرسلين
فماذا عن النصرانية التي استحدثها شاوؤل الطرسوسي ومعه عددا من الاحبار والرهبان ولم يعتمد ما قالوه للناس دينا الا بعد ان اعتنقه قسطنطين حاكم روما وقد جري ذلك بعد ثلاث مائة عام بعد رفع المسيح الي السماء فاذا كان المسيح وامه من بيت داوود النبي و كانو علي دين جدهم الخليل ابراهيم الذي قال الله فيه ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين
هذه الديانه النصرانية قوامها ثالوث وضعه من وضعه من الاحبار والرهبان اتباع شاوؤل الطرسوسي وبرعاية الامبراطور الروماني قسطنطين ويشهد عليهم مجمع نيقية المقدس عام 307 والذي كان برعاية كاملة من اباطرة روما لوضع هذا الثالوث المقدس الذي قام عليه هذا الدين .
الركن الاول من هذا الثالوث المقدس
هو الاعتقاد بما يسمونه الخطيئة الموروثة وهي بلا شك ليست مما اوحاه الله الي انبياءه المرسلين
فهم يرون ان ادم اخطاء يوم ان اكل وزوجته من الشجرة المحرمة والتي علي اثرها استحق اللعنة الابدية التي لم تقف عنده وحده انما توارثتها البشرية حتي اخر مولود قبل يوم الدين
لكن الله عز وجل بين لنا ان ادم لما اخطاء بسبب وسوسة الشيطان انما سارع وزوجته الي التوبة فقالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين فناداهما ربها ان اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الي حين قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون بل ان الله عز وجل حدد مصيره وذريته. فتلقي ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم قلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يخزنون والذين كفروا وكذبو باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون .
وهذا يبين لنا قدر الله في خلقه من وجود هذه الدنيا دار الاختبار ووجود الاخرة دار جزاء وقرار والحكمة من انزال الشرائع وارسال الرسل وقيام الناس يوم القيامة للجزاء والقرار
فما اخطاء ادم الا بتقدير من الله الكوني حتي تكون هذه الحياة الدنيا وما ارسل الرسل الا من اجل هداية الناس وما انزلت الشرائع الا من اجل اختبار الناس في اتباع الهدي او الاعراض كما قال تعالي ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمي قال رب لما حشرتني اعمي وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسي
ومن هنا يتبين للقاري انه لا يوجد خطيئة موروثة فان خطيئة ادم كانت بالقدر الكوني من اجل الهبوط الي الارض حتي تجري احداث هذه الدنيا وفق مشيئة الرحمن
ويتحقق وعد الله في الناس من انزال الشرائع السماوية وارسال الرسل لهدية الناس الي طريق الرحمن وحتي تنتهي هذه الدنيا بنفخة الصعق تعقبها نفخة البعث ليقوم الناس امام الله ويتحقيق وعده لادم فاما ياتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبو باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون . فكان هذه الدنيا ما هي الي معبرة للاخرة التي يتستقر فيها عباد الرحمن في نعيم الجنات ويستقر فيها اعداء الله ورسله في جحيم النيران وهذه هو الرد علي الركن الاول من هذا الثالوث
اما الركن الثاني لهذا الثالوث
فهو يقتضي ان الله عز وجل الذي احسن كل شئ خلقه والذي استوي علي العرش. والارض جميعا قبضته والذي ارتفع علي جميع خلقه فهو عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال وهو الذي حجب نفسه عن الخلق في الدنيا اختبارا لكنهم يتجلي ويظر لاهل النعيم في الجنة جزاء ونعيما منه سبحانه قال تعالي وجوه يومئذ ناضرة الي ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة
فهذا موسي بن عمران لمال طلب الرؤيا في الدنيا فقال رب ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر الي الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا
فهذه هي الحقيقة ان موسي لم يتحمل ببشريته رؤية الله تعالي فلما راي موسي الجبل وقد صار دكا لما تجلي الله له انما خر موسي صعقا من هول ما راي فالطبيعة البشرية لا تتحمل تجلي الله عز وجل في الدنيا
لكن اجتماع مجمع نيقية للاحبار والرهبان تحت قيادة قسطنطين الامبراطور الزعيم الذي وضع اصول هذه الديانة انما قرر ان الله عز وجل تجسد في جسد بشري بعد ان نزل من فوق عرشه ودخل رحم امراة من من بين خلقه وعاش فيه تسعه اشهر يتغذي من مشيمة امه ثم ولد ميلادا بشريا ليلتقم ثديها ويتبول ويتغوط ويختن ختنان البشر ثم يكبر فيجتمع حوله اعداءه فيقبضوا عليه ويسبوه ويهينوه وينتهو بقتله علي الصليب هكذا صور لهم شاؤول الطرسوسي هذه الاسطورة الاغريقية التي كانت تقول ان رب السماء هو جوبيتير الذي اعجبته امراة جميله علي الارض اسمها اوتيس فنزل اليها وضاجعها وانجب منها طفلا نصفه ارضي( بشري ) نسبة لامه ونصفه سماوي (الاهي ) نسبه لابيه وسماه ابولون فصار الرب عندهم هو الاب وصار الابن عندهم ابولون وصارت الام عندهم اوتيس هكذا نقلها شاوؤل علي رب السموات ورسوله المسيح وامه الصديقة مريم ابنه عمران.
ومن هنا ادخل عليهم فكرة التجسد والتي فيها يترك الرب الاله الخالق عرشه فوق السموات ليعيش بين الناس بشرا علي الارض وهذا هو الركن الثاني لهذا الثالوث وهو ركن التجسد وفق الديانة النصرانية
الركن الثالث لهذا الثالوث
وهو ركن الفداء الذي يبرر لوجود الركن الثاني وهو ركن التجسد وكان اركان هذا الثالوث هي بمثابة مثلاث متساوي الاضلاع فكل ضلع يوصل الي الذي يليه
فلولا الخطيئة الموروثة ما كان التجسد ولولا التجسد ما كان الفداء ولولا الفداء لما كفرت الخطيئة الموروثة
وكانه يبرر لفكرة قتل الاله بفكرة الخطيئة الموروثة قبل القتل لكي يفتدي البشرية من اللعنة التي حلت عليها بسبب هذه الخطيئة الموروثة فهذا هو المبرر لهولاء اصحاب هذه العقيدة من قتل الاله ونحن نسالهم من اي شئ اراد الاله ان يفتدي البشرية هل كا يريد ان يفتديهم من نفسه ام انه كان يوجد شخص اخر او اله اخر سوف يلعن البشرية بسبب هذه الخطيئة . اذا كان يسوع هو الخالق المالك المدبر وهو الذي خلق ادم وهو الذي يحاسبه الم يكن قادرا علي اهلاك ادم او العفو عنه دون هذه التضحية بنفسه من خلال فكرة الفداء؟ لكنه والله امر دبر بليل من شاؤول الطرسوسي ومن معه ممن اجتمعو في مجمع نيقية ليضعوا هذا الثالوث المقدس الذي بنيت عليه هذه الديانة التي تعد من اكثر الديانات اتباعا علي الارض
ولست الان بصدد الكلام عن ضلعي هذا الثالوث الاول والثاني وهما الخطيئة الموروثة والتجسد.
انما بصدد عرض مفصل للضلع الثالث لهذا الثالوث الا وهو الفداء نعرض فيه نصوصا من الكتاب المقدس نبين فيها نقض لفكرة الفداء فان المسيح ابن مريم كان اخر الانبياء في بني اسرائيل وان دعوته فيهم كانت من اجل الهداية وتعليم طريق النجاة .
وليس فداءا لهم وخلاصهم كما صور لهم اعضاء مجمع نيقية الذين قال فيهم ربنا تبارك وتعالي( فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم اسمع بهم وابصر يوم ياتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون )
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين انتهي. ❝