❞ عناد بني إسرائيل
وما زالت آيات الله تتوالى على بني إسرائيل، ولكنهم في كل مرة يُصرون على العناد والمجادلة والتشدد، قال تعالي: (أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ).
سبب تسمية سورة البقرة
في أول سورة في القرآن بعد الفاتحة سورة البقرة، لماذا سميت بهذا الاسم؟ لأن قصة بقرة بني إسرائيل كانت أهم حدث فيها.
قال السدي: كان رجل من بني إسرائيل ثري، وعنده مال كثير، وكانت له ابنة، وكان له ابن أخ محتاج، فطلب ابن أخيه خطبة ابنته فأبى أن يزوجه إياها، فغضب الفتى، وقال: والله لأقتُلن عمي، ولأخُذن ماله، ولأنكحن ابنته، ثم أطلب ديته، وجاء الفتى عمه، فقال يا عم، انطلق معي فخذ لي من تجارة هؤلاء، تجار سبط بني إسرائيل، لعلي أن أصيب منها، فإنه ما إذا رأوك معي أعطوني، فخرج معه ليلاً، فلما بلغ الشيخ ذلك السبط قتله الفتى، ثم رجع إلى أهله، فلما أصبح جاء كأنه يطلب عمه، وكأنه لا يدري أين هو فلم يجده، فانطلق نحوه، فإذا بذلك السبط مجتمعين حول القتيل، فأخذهم، وقال قتلتم عمي، فأدوا إلي ديته، فجعل يبكي ويحثوا التراب على رأسه، وينادي واه عماه، فتحاكموا إلي نبي الله موسى عليه السلام، فقضى عليهم بالدية.
فقالوا له يا نبي الله، ادع لنا ربك حتى يبين لنا من قتل هذا الرجل، فوالله إن ديته علينا لهينة، ولكن نستحي أن نعير به، فذلك حين يقول الله تعالي: (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) (البقرة 72)، فقال لهم موسي: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) قالوا: نسألك عن القتيل وعمن قتله، وتقول: اذبحوا بقرة، أتهزأ بنا: (قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ).
قال ابن عباس: فلو اعترضوا بقرة فذبحوها لأجزأ عنهم، ولكن شددوا وتعنتوا على موسى، فشدد الله عليهم فقالوا: (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ) (البقرة68).
الفارض: الهرمة التي لا تلد، والبكر: التي لم تلد إلا ولداً واحداً، والعوان: النصف التي بين ذلك التي قد ولدت وولد ولدها.
ووجدوا هذه المواصفات التي وصفها سيدنا موسى عليه السلام في بقرة لغلام في بني إسرائيل كان من أبر الناس بأمه، وكان يتيمًا، فأرادوا أن يشتروها منه فأبي، فاشتروها بوزنها ذهباً، وهنا اختلفت الروايات في هذه القصة، ولكن في النهاية ذبحوها وما كادوا يفعلون، قال تعالي: (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) أي بعد ذبحها قال: اضربوا بعضها ببعض فأنطق الله بإذنه القتيل وقال: قتلني ابن أخي، وهذه آية من عند الله.
ثم يقول الله تعالي مخبراً عن طبيعة بني إسرائيل: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة 74)، يقول الله تعالي توبيخاً لبني إسرائيل وتقريعاً لهم على ما شاهده من آيات الله وإحيائه الموتى (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ) كله، فهي كالحجارة التي لا تلين أبداً فهي في قسوتها كالحجارة التي لا علاج لها لتلين، أو أشد قسوة من الحجارة، فإن من الحجارة ما يتفجر منها العيون بالأنهار الجارية، ومنها ما يشقق فيخرج منه الماء، وإن لم يكن جارياً، ومنها ما يهبط من رأس الجبل من خشية الله.
كما قال تعالي: (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
سميت أطول سورة في القرآن الكريم سورة البقرة؛ وذلك أن الله سبحانه ذكر في هذه السورة أحداث تلك القصة، التي بدأت بالقتل وانتهت بالإحياء، وتخلل ذلك أحداث مثيرة، ووقائع خارقة للعادة.
حاصل هذه القصة تبينه الآيات التالية: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون * قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون * وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون * فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون } (البقرة:67-73). هذه أحداث القصة كما يذكرها القرآن على وجه الإجمال. ❝ ⏤عبدالحميد عبدالمقصود
❞ عناد بني إسرائيل
وما زالت آيات الله تتوالى على بني إسرائيل، ولكنهم في كل مرة يُصرون على العناد والمجادلة والتشدد، قال تعالي: (أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ).
سبب تسمية سورة البقرة
في أول سورة في القرآن بعد الفاتحة سورة البقرة، لماذا سميت بهذا الاسم؟ لأن قصة بقرة بني إسرائيل كانت أهم حدث فيها.
قال السدي: كان رجل من بني إسرائيل ثري، وعنده مال كثير، وكانت له ابنة، وكان له ابن أخ محتاج، فطلب ابن أخيه خطبة ابنته فأبى أن يزوجه إياها، فغضب الفتى، وقال: والله لأقتُلن عمي، ولأخُذن ماله، ولأنكحن ابنته، ثم أطلب ديته، وجاء الفتى عمه، فقال يا عم، انطلق معي فخذ لي من تجارة هؤلاء، تجار سبط بني إسرائيل، لعلي أن أصيب منها، فإنه ما إذا رأوك معي أعطوني، فخرج معه ليلاً، فلما بلغ الشيخ ذلك السبط قتله الفتى، ثم رجع إلى أهله، فلما أصبح جاء كأنه يطلب عمه، وكأنه لا يدري أين هو فلم يجده، فانطلق نحوه، فإذا بذلك السبط مجتمعين حول القتيل، فأخذهم، وقال قتلتم عمي، فأدوا إلي ديته، فجعل يبكي ويحثوا التراب على رأسه، وينادي واه عماه، فتحاكموا إلي نبي الله موسى عليه السلام، فقضى عليهم بالدية.
فقالوا له يا نبي الله، ادع لنا ربك حتى يبين لنا من قتل هذا الرجل، فوالله إن ديته علينا لهينة، ولكن نستحي أن نعير به، فذلك حين يقول الله تعالي: (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) (البقرة 72)، فقال لهم موسي: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) قالوا: نسألك عن القتيل وعمن قتله، وتقول: اذبحوا بقرة، أتهزأ بنا: (قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ).
قال ابن عباس: فلو اعترضوا بقرة فذبحوها لأجزأ عنهم، ولكن شددوا وتعنتوا على موسى، فشدد الله عليهم فقالوا: (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ) (البقرة68).
الفارض: الهرمة التي لا تلد، والبكر: التي لم تلد إلا ولداً واحداً، والعوان: النصف التي بين ذلك التي قد ولدت وولد ولدها.
ووجدوا هذه المواصفات التي وصفها سيدنا موسى عليه السلام في بقرة لغلام في بني إسرائيل كان من أبر الناس بأمه، وكان يتيمًا، فأرادوا أن يشتروها منه فأبي، فاشتروها بوزنها ذهباً، وهنا اختلفت الروايات في هذه القصة، ولكن في النهاية ذبحوها وما كادوا يفعلون، قال تعالي: (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) أي بعد ذبحها قال: اضربوا بعضها ببعض فأنطق الله بإذنه القتيل وقال: قتلني ابن أخي، وهذه آية من عند الله.
ثم يقول الله تعالي مخبراً عن طبيعة بني إسرائيل: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة 74)، يقول الله تعالي توبيخاً لبني إسرائيل وتقريعاً لهم على ما شاهده من آيات الله وإحيائه الموتى (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ) كله، فهي كالحجارة التي لا تلين أبداً فهي في قسوتها كالحجارة التي لا علاج لها لتلين، أو أشد قسوة من الحجارة، فإن من الحجارة ما يتفجر منها العيون بالأنهار الجارية، ومنها ما يشقق فيخرج منه الماء، وإن لم يكن جارياً، ومنها ما يهبط من رأس الجبل من خشية الله.
كما قال تعالي: (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
سميت أطول سورة في القرآن الكريم سورة البقرة؛ وذلك أن الله سبحانه ذكر في هذه السورة أحداث تلك القصة، التي بدأت بالقتل وانتهت بالإحياء، وتخلل ذلك أحداث مثيرة، ووقائع خارقة للعادة.
حاصل هذه القصة تبينه الآيات التالية: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون } (البقرة:6773). هذه أحداث القصة كما يذكرها القرآن على وجه الإجمال . ❝
❞ النصف هو أنت، عندما لا تكون أنت.. لأنك لم تعرف من أنت.النصف هو أن لا تعرف من أنت..ومن تحب ليس نصفك الآخر..هو أنت فى مكان آخر فى الوقت نفسه. ❝ ⏤خالد بن صالح المنيف
❞ النصف هو أنت، عندما لا تكون أنت.. لأنك لم تعرف من أنت.النصف هو أن لا تعرف من أنت..ومن تحب ليس نصفك الآخر..هو أنت فى مكان آخر فى الوقت نفسه . ❝
❞ وأما صلاة الظهر ، فكان ﷺ يطيل قراءتها أحياناً ، حتى قال أبو سعيد : كانت صلاة الظهر تقام ، فيذهب الذاهب إلى البقيع ، فيقضي حاجته ، ثم يأتي أهله ، فيتوضأ ، ويدرك النبي ﷺ في الركعة الأولى مما يطيلها ، رواه مسلم ، وكان يقرأ فيها تارة بقدر (ألم تنزيل) وتارة بـ (سبح اسم ربك الأعلى) و (الليل إذا يغشى) وتارة بـ (السماء ذات البروج) و (السماء والطارق) ، وأما العصر ، فعلى النصف من قراءة صلاة الظهر إذا طالت ، وبقدرها إذا قصرت ، وأما المغرب ، فكان هديه فيها خلاف عمل الناس اليوم ، فإنه صلاها مرة بـ (الأعراف) فرقها في الركعتين ، ومرة بـ (الطور) ومرة بـ (المرسلات) ، قال أبو عمر بن عبد البر : روي عن النبي ﷺ أنه قرأ في المغرب بـ (المص) وأنه قرأ فيها بـ (الصافات) وأنه قرأ فيها بـ (حم الدخان) وأنه قرأ فيها بـ (سبح اسم ربك الأعلى) وأنه قرأ فيها بـ (التين والزيتون) وأنه قرأ فيها بـ (المعوذتين) وأنه قرأ فيها بـ (المرسلات) وأنه كان يقرأ فيها بقصار المفصل ، قال : وهي کلها آثار صحاح مشهورة ، انتهى ، وأما المداومة فيها على قراءة قصار المفصل دائماً ، فهو فعل مروان بن الحكم ، ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت ، وقال : مالك تقرأ في المغرب بقصار المفضل؟! وقد رأيت رسول اللہ ﷺ يقرأ في المغرب بطولي الطوليين ، قال : قلت : وما طولى الطوليين؟ قال : (الأعراف) وهذا حديث صحيح رواه أهل السنن ، وذكر النسائي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قرأ في المغرب بسورة (الأعراف) فرقها في الركعتين ، فالمحافظة فيها على الآية القصيرة والسورة من قصار المفصل خلاف السُنة ، وهو من فعل مروان أبن الحكم. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وأما صلاة الظهر ، فكان ﷺ يطيل قراءتها أحياناً ، حتى قال أبو سعيد : كانت صلاة الظهر تقام ، فيذهب الذاهب إلى البقيع ، فيقضي حاجته ، ثم يأتي أهله ، فيتوضأ ، ويدرك النبي ﷺ في الركعة الأولى مما يطيلها ، رواه مسلم ، وكان يقرأ فيها تارة بقدر (ألم تنزيل) وتارة بـ (سبح اسم ربك الأعلى) و (الليل إذا يغشى) وتارة بـ (السماء ذات البروج) و (السماء والطارق) ، وأما العصر ، فعلى النصف من قراءة صلاة الظهر إذا طالت ، وبقدرها إذا قصرت ، وأما المغرب ، فكان هديه فيها خلاف عمل الناس اليوم ، فإنه صلاها مرة بـ (الأعراف) فرقها في الركعتين ، ومرة بـ (الطور) ومرة بـ (المرسلات) ، قال أبو عمر بن عبد البر : روي عن النبي ﷺ أنه قرأ في المغرب بـ (المص) وأنه قرأ فيها بـ (الصافات) وأنه قرأ فيها بـ (حم الدخان) وأنه قرأ فيها بـ (سبح اسم ربك الأعلى) وأنه قرأ فيها بـ (التين والزيتون) وأنه قرأ فيها بـ (المعوذتين) وأنه قرأ فيها بـ (المرسلات) وأنه كان يقرأ فيها بقصار المفصل ، قال : وهي کلها آثار صحاح مشهورة ، انتهى ، وأما المداومة فيها على قراءة قصار المفصل دائماً ، فهو فعل مروان بن الحكم ، ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت ، وقال : مالك تقرأ في المغرب بقصار المفضل؟! وقد رأيت رسول اللہ ﷺ يقرأ في المغرب بطولي الطوليين ، قال : قلت : وما طولى الطوليين؟ قال : (الأعراف) وهذا حديث صحيح رواه أهل السنن ، وذكر النسائي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قرأ في المغرب بسورة (الأعراف) فرقها في الركعتين ، فالمحافظة فيها على الآية القصيرة والسورة من قصار المفصل خلاف السُنة ، وهو من فعل مروان أبن الحكم . ❝
❞ والبنت قطعة من أمها ولكنها في الحزن على أخيها بعدَّة أمهات فهل تراها لا تستوفي في بطن امها إلا نصف حياتها كهيئتها في الدنيا .. ويبقى النصف الآخر في أخيها فإن مَرض خامرها نصف الداء وإن مات وقع عليها نصف الموت ، ولا يكون حزنها عليه إلا هدَّة في حياتها لايمكن أن تُبنى. ❝ ⏤مصطفى صادق الرافعي
❞ والبنت قطعة من أمها ولكنها في الحزن على أخيها بعدَّة أمهات فهل تراها لا تستوفي في بطن امها إلا نصف حياتها كهيئتها في الدنيا .. ويبقى النصف الآخر في أخيها فإن مَرض خامرها نصف الداء وإن مات وقع عليها نصف الموت ، ولا يكون حزنها عليه إلا هدَّة في حياتها لايمكن أن تُبنى . ❝
❞ وكان له ﷺ سهم من الغنيمة يُدْعَى الصَّفي ، إن شاء عبداً ، وإن شاء أمةً ، وإن شاءَ فرساً ، يختاره قبل الخمس ، قالت عائشة : و كَانَتْ صَفِيَّةُ مِنَ الصَّفِيِّ ، ولهذا جَاءَ في كتابه ﷺ إلى بني زهير بن أَقَيْش ( إِنَّكُمْ إِنْ شَهِدْتُم أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مَحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ ، وأحيتُمُ الخُمُسَ مِنَ المَغْنَمِ ، وَسَهُم النَّبِيِّ ﷺ وَسَهْمَ الصَّفِيِّ أَنتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ وَرَسُولِهِ ) ، وكان سيفهُ ذُو الفَقَارِ مِن الصَّفِيِّ ، وكان ﷺ يُسهِم لمن غاب عن الوقعة لمصلحة المسلمين ، كما أسهم لعثمان سهمه مِن بدر ، ولم يحضرها لمكان تمريضه لامرأتِهِ رُقيَّةَ ابنة رسول الله ﷺ فقال ( إِنَّ عُثْمَانَ انْطَلَقَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وحاجة رَسُولِهِ فَضَرَبَ لَهُ سَهْمَهُ وَأَجْرَهُ ) ، وكانوا يشترون معه في الغزو ويبيعون ، وهو يراهم ولا ينهاهم ، وأخبره رجل أَنَّهُ رَبع ربحاً لم يَرْبحُ أَحَدٌ مثله ، فقال : فما هو ؟ قال : ما زلتُ أبيعُ وأبتاع حتى رَبحْتُ ثلاثمئة أوقية ، فقالَ ﷺ ( أَنَا أُنَبِّئُكَ بِخَيْرِ رَجُل رَبِّحَ ) قَالَ: مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ ( رَكْعَتَيْنِ بَعْد
الصَّلاة ) ، وكانوا يستأجرون الأجراء للغزو على نوعين أحدهما : أن يخرج الرجلُ ، ويستأجِرَ مَنْ يَخدِمه في سفره ، والثاني: أن يستأجر من ماله من يخرج في الجهاد ويسمون ذلك الجعائل ، وفيها قال النبي ﷺ ( للغازي أجره ، وللجاعِل أَجْرُهُ وَأَجْرُ الغَازِي ) ، وكانوا يتشاركون في الغنيمة على نوعين أيضاً ، أحدهما : شركة الأبدان ، والثاني : أن يدفع الرَّجلُ بعيره إلى الرجل أو فرسه يغزو عليه على النصف مما يغنم حتى ربما اقتسما السَّهم ، فأصابَ أحدُهُما قِدْحَهُ ، والآخر نصله وريشه ، وقال ابن مسعود اشتركتُ أَنَا وَعَمَّارٌ وسَعْدٌ فيما نُصِيبُ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَجَاءَ سَعْدٌ بِأَسِيْرَيْنِ ، وَلَمْ أَجِي أَنَا وَعَمَّارُ بِشَيْءٍ ، وكان يبعث بالسرية فرساناً تارةً ، ورِجَالاً أُخرى ، وكان لا يُسْهِم لمن قَدِمَ مِن المَدَدِ بعد الفتح ، وكان يُعطي سهم ذي القربى في بني هاشم وبني المطلب دون إخوتهم من بني عبد شمس وبني نوفل وقال ﷺ ( إِنَّمَا بَنُو المُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ وَاحِدٌه وَشَبِّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، وَقَالَ: إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونَا فِي جَاهِلية ولا إسلام ) ، وكان المسلمون يُصيبون معه في مغازيهم العَسَلَ والعِنَبَ والطَّعَامَ فيأكلونه ، ولا يرفعونه في المغانم ، قال ابنُ عمر : إِنَّ جَيْشَاً غَنِمُوا فِي زَمَانِ رَسُولِ الله ﷺ طَعَامَاً وَعَسَلاً ، ولم يُؤْخَذْ مِنْهُمْ الخمس ، وانفرد عبد الله بن المغفل يَوْمَ خَيْبَرَ بِجِرَابِ شَحْم ، وقال : لا أُعْطِي اليوم أحداً مِنْ هذا شيئاً ، فسمعه رسول الله ﷺ ، فتبسم ولم يَقُل له شيئاً ، وقيل لابن أبي أوفى : كُنتُم تُخمسُونَ الطعام في عهد رسول الله ؟ فقال: أصبنا طعاماً يوم خيبر ، وكان الرجل يجيء ، فيأخذُ منه مِقدار ما يكفيه ، ثم ينصرف. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وكان له ﷺ سهم من الغنيمة يُدْعَى الصَّفي ، إن شاء عبداً ، وإن شاء أمةً ، وإن شاءَ فرساً ، يختاره قبل الخمس ، قالت عائشة : و كَانَتْ صَفِيَّةُ مِنَ الصَّفِيِّ ، ولهذا جَاءَ في كتابه ﷺ إلى بني زهير بن أَقَيْش ( إِنَّكُمْ إِنْ شَهِدْتُم أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مَحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ ، وأحيتُمُ الخُمُسَ مِنَ المَغْنَمِ ، وَسَهُم النَّبِيِّ ﷺ وَسَهْمَ الصَّفِيِّ أَنتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ وَرَسُولِهِ ) ، وكان سيفهُ ذُو الفَقَارِ مِن الصَّفِيِّ ، وكان ﷺ يُسهِم لمن غاب عن الوقعة لمصلحة المسلمين ، كما أسهم لعثمان سهمه مِن بدر ، ولم يحضرها لمكان تمريضه لامرأتِهِ رُقيَّةَ ابنة رسول الله ﷺ فقال ( إِنَّ عُثْمَانَ انْطَلَقَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وحاجة رَسُولِهِ فَضَرَبَ لَهُ سَهْمَهُ وَأَجْرَهُ ) ، وكانوا يشترون معه في الغزو ويبيعون ، وهو يراهم ولا ينهاهم ، وأخبره رجل أَنَّهُ رَبع ربحاً لم يَرْبحُ أَحَدٌ مثله ، فقال : فما هو ؟ قال : ما زلتُ أبيعُ وأبتاع حتى رَبحْتُ ثلاثمئة أوقية ، فقالَ ﷺ ( أَنَا أُنَبِّئُكَ بِخَيْرِ رَجُل رَبِّحَ ) قَالَ: مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ ( رَكْعَتَيْنِ بَعْد
الصَّلاة ) ، وكانوا يستأجرون الأجراء للغزو على نوعين أحدهما : أن يخرج الرجلُ ، ويستأجِرَ مَنْ يَخدِمه في سفره ، والثاني: أن يستأجر من ماله من يخرج في الجهاد ويسمون ذلك الجعائل ، وفيها قال النبي ﷺ ( للغازي أجره ، وللجاعِل أَجْرُهُ وَأَجْرُ الغَازِي ) ، وكانوا يتشاركون في الغنيمة على نوعين أيضاً ، أحدهما : شركة الأبدان ، والثاني : أن يدفع الرَّجلُ بعيره إلى الرجل أو فرسه يغزو عليه على النصف مما يغنم حتى ربما اقتسما السَّهم ، فأصابَ أحدُهُما قِدْحَهُ ، والآخر نصله وريشه ، وقال ابن مسعود اشتركتُ أَنَا وَعَمَّارٌ وسَعْدٌ فيما نُصِيبُ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَجَاءَ سَعْدٌ بِأَسِيْرَيْنِ ، وَلَمْ أَجِي أَنَا وَعَمَّارُ بِشَيْءٍ ، وكان يبعث بالسرية فرساناً تارةً ، ورِجَالاً أُخرى ، وكان لا يُسْهِم لمن قَدِمَ مِن المَدَدِ بعد الفتح ، وكان يُعطي سهم ذي القربى في بني هاشم وبني المطلب دون إخوتهم من بني عبد شمس وبني نوفل وقال ﷺ ( إِنَّمَا بَنُو المُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ وَاحِدٌه وَشَبِّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، وَقَالَ: إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونَا فِي جَاهِلية ولا إسلام ) ، وكان المسلمون يُصيبون معه في مغازيهم العَسَلَ والعِنَبَ والطَّعَامَ فيأكلونه ، ولا يرفعونه في المغانم ، قال ابنُ عمر : إِنَّ جَيْشَاً غَنِمُوا فِي زَمَانِ رَسُولِ الله ﷺ طَعَامَاً وَعَسَلاً ، ولم يُؤْخَذْ مِنْهُمْ الخمس ، وانفرد عبد الله بن المغفل يَوْمَ خَيْبَرَ بِجِرَابِ شَحْم ، وقال : لا أُعْطِي اليوم أحداً مِنْ هذا شيئاً ، فسمعه رسول الله ﷺ ، فتبسم ولم يَقُل له شيئاً ، وقيل لابن أبي أوفى : كُنتُم تُخمسُونَ الطعام في عهد رسول الله ؟ فقال: أصبنا طعاماً يوم خيبر ، وكان الرجل يجيء ، فيأخذُ منه مِقدار ما يكفيه ، ثم ينصرف . ❝