❞ اقتباس من كتاب وصف الذات الالهية في الكتاب المقدس
بقلم د محمد عمر
تحريف آيات المعية سبب ضلال
الازاهرة الأشعرية والماتريدية
أيها الإخوة الكرام لابد أن يعلم أن عقيدة التعطيل لصفات الله تبارك وتعالي وأفعاله هي أصل من أصول الاعتقاد عند الأشعرية والماتريدية تلك التي أخذوها من الجعد ابن درهم أول من قال بالتعطيل لصفات الله تبارك وتعالي وأفعاله بين المسلمين وقد جاءت عقيدته موافقة لتعطيل النصاري للذات الالهية
فمما أدخله هؤلاء القوم في عقائد الناس أن الله عز وجل ليس له ذات وأنه حل في كونه كالهواء أو كالروح التي تسري في الجسد
وأصبح علي أثر هذه العقيدة الفاسدة تعطيل للذات الإلهية التي بين لنا ربنا تبارك وتعالي في سبع مواطن في كتاب الله أنه له ذات إلهية لا تشبه الذوات المخلوقة لله تبارك وتعالي وأنه لا تدركه الأبصار في الدنيا إذ أن بصر الإنسان في الدنيا محدود لكن الله عز وجل يتجلي علي أهل الإيمان في الآخرة قال تعالي
لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103
وقال تعالي
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)
هذه هي الحقيقة التي يجحدها هؤلاء الأشعرية المعطلة جهلا منهم أنهم إن أثبتوا أن لله ذات كما يقول أهل السنة في عقيدتهم التي توارثوها عن النبي والصحابة الكرام إنما صاروا مجسمة للذات الإلهية وقد كذبوا والله فإن أهل السنة ما أثبتوا إلا ما أثبته الله عز وجل لنفسه دون أي تشبيه أو تعطيل أو تحريف أو تأويل
فلما قال أهل السنة أن لله ذات لا تشبه الذوات فهي ليست شبيهة بالبشر إنما هي ذات إلهية علي العرش الذي فوق الكرسي الذي وسع السموات والأرض قال تعالي ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
وأما عن استوائه علي العرش
فقد جاء في سبع مواضع في كتاب الله منها ما جاء في سورة السجدة قوله تعالي
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4)
نعم أيها الإخوة فإن الله تبارك وتعالي في عقيدة أهل السنة إنما هو علي عرشه مستو استواء يليق بذاته ليس كمثله شئ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار هذا العرش الذي أثبته رب العزة تبارك وتعالي في موضعين في كتاب الله أولهم في سورة المؤمنون قال عنه رب العرش الكريم والثاني في سورة النمل قال عنه رب العرش العظيم
بل قال عن نفسه سبحانه وتعالي أنه له وجه لا يشبه البشر قال تعالي( ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وله قبضة ليست كقبضة البشر قال تعالي (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه)
بل وله يدان تفيضان بالعطاء قال عنها بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء)
نعم أيها الإخوة فهذا ما يدين به اهل الاسلام في الاعتقاد في الله عز وجل دون تشبيه بالبشر
لكن هؤلاء الأشعرية المعطلة اتهموا أهل السنة أنهم مجسمة للذات الإلهية وأنهم شبهوا رب العزة تبارك وتعالي بالبشر
فلما أرادوا أن يهربوا من التشبيه الذي زعموه كذبا وزورا فراحوا يعطلون كل صفات الله تبارك وتعالي حتي جعلوه كالهواء الذي يسري في الكون كله أو كالروح التي تسري في الجسد فلم يعد هناك تمايزا بين الخالق والمخلوق ولم يعد هناك ذات إلهية ولم يعد هناك عرش عظيم فوق الكرسي الذي وسع السموات والأرض بعد أن صار الله عز وجل هواء أو كالروح التي تسري في الأشياء
هكذا اعتقد هؤلاء بفكر التعطيل الذي وضع أصوله الجعد بن درهم وتبناه هؤلاء القوم من الأشعرية والماتريدية
فإن سألتهم أين الله طبقا للعقيدة الأشعرية التي يدينون بها صار الله عز وجل في كل مكان لأنه صار كالروح أو الهواء الذي يسري في الكون مخالفين بذلك كل النصوص الشرعية التي تدل علي أن الله عز وجل متمايز عن خلقه وأنه على علي عرشه علوا يليق بذاته ليس كمثله شئ
مثل قول الله تعالي
*أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16
*سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)
*مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ
بل في صحيح مسلم لما سأل النبي الجارية أين الله قالت في السماء فقال لوليها اعتقها فإنها مؤمنة
لكن المعطلة الأشعرية خالفوا كل هذه الأصول وجعلوا الله عز وجل هواء حل في كونه استنادا إلي آيتين تتعرض لمعية الله تبارك وتعالي أحدهما آية سورة الحديد والأخري آية سورة المجادلة قال تعالي
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) المجادلة
فمن يتدبر مطلع الآيتين يجد أنهما يشيران إلي معية العلم وليست معية الذات ففي آية الحديد يقول ربنا تبارك وتعالي يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها
وفي المجادلة ألم ترى أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض
فنحن نؤمن أن الله علي عرشه مستوي لكنه يعلم كل ما يجري في كونه فتلك هي معية العلم ومعية السمع ومعية البصر ومعية القدرة وغيرها من صفات الله التي لا تشبه البشر
تلك المعية التي فهمها أبو بكر الصديق وهو مع النبي في غار ثور في رحلة الهجرة إلي المدينة وهو يقول للنبي يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدمية لرآنا والنبي يقول له يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا
فهل كان النبي يعني أن الله عز وجل نزل من عرشه وصار معهم في الغار أم أن النبي كان يعني معية النصرة والتأييد
هذا الذي عبر عنه ربنا بقوله
(إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ)
لكنهم ضلوا في تأويل هذه الآيات ليخدموا بها قضيتهم في التعطيل حتي جعلوا ذات الله تسري بين البشر كالهواء أو الروح فهل يقول بهذا الكلام إنسان عاقل؟
وإن أردت دليلا:
فها هو العلم الحديث أثبت انك قد تستمع لإنسان آخر وهو يكلمك من بلد آخر أو قارة أخري وتراه وتحدثه فهل معني ذلك أنه معك في نفس المكان بل قد يطلق صاروخ من بلد فيقتل ويدمر في بلد آخر فهل معني ذلك أن القاتل لابد أن يكون معك في نفس المكان
وقديما كانوا يقولون مازلنا نسير في رحلتنا والقمر معنا
وهم يعنون ضوء القمر فهل كان القمر ينزل إليهم علي الأرض أم أنه في السماء وضوءه فقط هو الذي يصل إليهم
والأمثلة علي ذلك كثيرة لا تحصي خصوصا في زمن العلم الذي جعل العالم كله كقرية واحدة تتواصل من خلال جهاز الموبايل البسيط الذي بين يديك لكن هؤلاء أعياهم عقلهم أن يصدقوا أن الله عز وجل يسمع ويري ويرزق وينتقم ويعفو ويعطي ويمنع وهو علي عرشه مستو استواء يليق بجلاله
فماذا بعد الحق إلا الضلال نعوذ بالله من عقول أعياها الكبر والجحود أن يصدقوا ما نزل من عند ربهم
انتهي......................... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ اقتباس من كتاب وصف الذات الالهية في الكتاب المقدس
بقلم د محمد عمر
تحريف آيات المعية سبب ضلال
الازاهرة الأشعرية والماتريدية
أيها الإخوة الكرام لابد أن يعلم أن عقيدة التعطيل لصفات الله تبارك وتعالي وأفعاله هي أصل من أصول الاعتقاد عند الأشعرية والماتريدية تلك التي أخذوها من الجعد ابن درهم أول من قال بالتعطيل لصفات الله تبارك وتعالي وأفعاله بين المسلمين وقد جاءت عقيدته موافقة لتعطيل النصاري للذات الالهية
فمما أدخله هؤلاء القوم في عقائد الناس أن الله عز وجل ليس له ذات وأنه حل في كونه كالهواء أو كالروح التي تسري في الجسد
وأصبح علي أثر هذه العقيدة الفاسدة تعطيل للذات الإلهية التي بين لنا ربنا تبارك وتعالي في سبع مواطن في كتاب الله أنه له ذات إلهية لا تشبه الذوات المخلوقة لله تبارك وتعالي وأنه لا تدركه الأبصار في الدنيا إذ أن بصر الإنسان في الدنيا محدود لكن الله عز وجل يتجلي علي أهل الإيمان في الآخرة قال تعالي
لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103
وقال تعالي
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)
هذه هي الحقيقة التي يجحدها هؤلاء الأشعرية المعطلة جهلا منهم أنهم إن أثبتوا أن لله ذات كما يقول أهل السنة في عقيدتهم التي توارثوها عن النبي والصحابة الكرام إنما صاروا مجسمة للذات الإلهية وقد كذبوا والله فإن أهل السنة ما أثبتوا إلا ما أثبته الله عز وجل لنفسه دون أي تشبيه أو تعطيل أو تحريف أو تأويل
فلما قال أهل السنة أن لله ذات لا تشبه الذوات فهي ليست شبيهة بالبشر إنما هي ذات إلهية علي العرش الذي فوق الكرسي الذي وسع السموات والأرض قال تعالي ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
وأما عن استوائه علي العرش
فقد جاء في سبع مواضع في كتاب الله منها ما جاء في سورة السجدة قوله تعالي
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4)
نعم أيها الإخوة فإن الله تبارك وتعالي في عقيدة أهل السنة إنما هو علي عرشه مستو استواء يليق بذاته ليس كمثله شئ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار هذا العرش الذي أثبته رب العزة تبارك وتعالي في موضعين في كتاب الله أولهم في سورة المؤمنون قال عنه رب العرش الكريم والثاني في سورة النمل قال عنه رب العرش العظيم
بل قال عن نفسه سبحانه وتعالي أنه له وجه لا يشبه البشر قال تعالي( ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وله قبضة ليست كقبضة البشر قال تعالي (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه)
بل وله يدان تفيضان بالعطاء قال عنها بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء)
نعم أيها الإخوة فهذا ما يدين به اهل الاسلام في الاعتقاد في الله عز وجل دون تشبيه بالبشر
لكن هؤلاء الأشعرية المعطلة اتهموا أهل السنة أنهم مجسمة للذات الإلهية وأنهم شبهوا رب العزة تبارك وتعالي بالبشر
فلما أرادوا أن يهربوا من التشبيه الذي زعموه كذبا وزورا فراحوا يعطلون كل صفات الله تبارك وتعالي حتي جعلوه كالهواء الذي يسري في الكون كله أو كالروح التي تسري في الجسد فلم يعد هناك تمايزا بين الخالق والمخلوق ولم يعد هناك ذات إلهية ولم يعد هناك عرش عظيم فوق الكرسي الذي وسع السموات والأرض بعد أن صار الله عز وجل هواء أو كالروح التي تسري في الأشياء
هكذا اعتقد هؤلاء بفكر التعطيل الذي وضع أصوله الجعد بن درهم وتبناه هؤلاء القوم من الأشعرية والماتريدية
فإن سألتهم أين الله طبقا للعقيدة الأشعرية التي يدينون بها صار الله عز وجل في كل مكان لأنه صار كالروح أو الهواء الذي يسري في الكون مخالفين بذلك كل النصوص الشرعية التي تدل علي أن الله عز وجل متمايز عن خلقه وأنه على علي عرشه علوا يليق بذاته ليس كمثله شئ
مثل قول الله تعالي
بل في صحيح مسلم لما سأل النبي الجارية أين الله قالت في السماء فقال لوليها اعتقها فإنها مؤمنة
لكن المعطلة الأشعرية خالفوا كل هذه الأصول وجعلوا الله عز وجل هواء حل في كونه استنادا إلي آيتين تتعرض لمعية الله تبارك وتعالي أحدهما آية سورة الحديد والأخري آية سورة المجادلة قال تعالي
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) المجادلة
فمن يتدبر مطلع الآيتين يجد أنهما يشيران إلي معية العلم وليست معية الذات ففي آية الحديد يقول ربنا تبارك وتعالي يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها
وفي المجادلة ألم ترى أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض
فنحن نؤمن أن الله علي عرشه مستوي لكنه يعلم كل ما يجري في كونه فتلك هي معية العلم ومعية السمع ومعية البصر ومعية القدرة وغيرها من صفات الله التي لا تشبه البشر
تلك المعية التي فهمها أبو بكر الصديق وهو مع النبي في غار ثور في رحلة الهجرة إلي المدينة وهو يقول للنبي يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدمية لرآنا والنبي يقول له يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا
فهل كان النبي يعني أن الله عز وجل نزل من عرشه وصار معهم في الغار أم أن النبي كان يعني معية النصرة والتأييد
هذا الذي عبر عنه ربنا بقوله
(إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ)
لكنهم ضلوا في تأويل هذه الآيات ليخدموا بها قضيتهم في التعطيل حتي جعلوا ذات الله تسري بين البشر كالهواء أو الروح فهل يقول بهذا الكلام إنسان عاقل؟
وإن أردت دليلا:
فها هو العلم الحديث أثبت انك قد تستمع لإنسان آخر وهو يكلمك من بلد آخر أو قارة أخري وتراه وتحدثه فهل معني ذلك أنه معك في نفس المكان بل قد يطلق صاروخ من بلد فيقتل ويدمر في بلد آخر فهل معني ذلك أن القاتل لابد أن يكون معك في نفس المكان
وقديما كانوا يقولون مازلنا نسير في رحلتنا والقمر معنا
وهم يعنون ضوء القمر فهل كان القمر ينزل إليهم علي الأرض أم أنه في السماء وضوءه فقط هو الذي يصل إليهم
والأمثلة علي ذلك كثيرة لا تحصي خصوصا في زمن العلم الذي جعل العالم كله كقرية واحدة تتواصل من خلال جهاز الموبايل البسيط الذي بين يديك لكن هؤلاء أعياهم عقلهم أن يصدقوا أن الله عز وجل يسمع ويري ويرزق وينتقم ويعفو ويعطي ويمنع وهو علي عرشه مستو استواء يليق بجلاله
فماذا بعد الحق إلا الضلال نعوذ بالله من عقول أعياها الكبر والجحود أن يصدقوا ما نزل من عند ربهم
❞ \" مقاصد سورة الفاتحة الخمسة \"
اشتملت سورة الفاتحة على أهم مقاصد القرآن الكريم على وجه الإجمال، ثم فصل ما أجملته في القرآن كله؛ فقد اشتملت الفاتحة على التوحيد والعبادة وطلب الهداية، والثبات على الإيمان، وفيها أخبار وقصص الأمم السابقة، وفيها معارج السعداء ومنازل الأشقياء، وقد نزل القرآن لبيان حقوق الخالق على خلقه، وحاجة الخلق إلى خالقهم، وتنظيم الصلة بين الخالق والمخلوق.
وهذه جملة المقاصد التي جاء بها القرآن الكريم، بل التي جاءت بها الكتب السماوية والشرائع الإلهية جميعًا: في \" إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ \" بيان لحقوق الله تعالى على خلقه.
وفي \" اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ \" تنظيم للصلة بين المخلوق والخالق.
وفي طلب الهداية بمناجاة العبد ربه قائلًا: \" اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ \" بيان لحاجة الخلق إلى خالقهم.
وفي \" غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ \" إشارة إلى جميع طوائف المبطلين الخارجين عن الصراط المستقيم، وبيان أسباب هذا الخروج، وهي لا تتعدى الغضب عليهم، أو وقوع الضلال منهم.
وبهذا استحقت الفاتحة أن يطلق عليها «أم القرآن» بل «القرآن العظيم».
وقبل الإشارة إلى حقوق الخلق والخالق، وتنظيم الصلة بين العباد ورب العباد قررت السورة توحيد الله تعالى، واستحقاقه لهذه العبادة وحده دون سواه.
وبينت سورة الفاتحة أن الناس محاسبون ومجزون على أعمالهم، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر.
اشتمالها على جميع ما جاء في القرآن الكريم:
والفاتحة متضمنة لمجمل ما فصل في القرآن الكريم:
1- فالإشارة إلى توحيد الألوهية جاءت في لفظ الجلالة \" اللهِ \".
2- والإشارة إلى توحيد الربوبية جاءت في لفظ \" رَبِّ الْعَالَمِينَ \".
3- والإشارة إلى الأسماء والصفات وجميع صفات الكمال جاءت في آية \" الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ \" ولفظ (الحمد).
4- والإشارة إلى اليوم الآخر، وما فيه من عدل وفضل، وما فيه من بعث وحشر ونشر، وحساب وجزاء، جاءت في آية \" مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ \".
5- والإشارة إلى كافة أنواع العبادات والإخلاص فيها جاءت في آية \" إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ \".
6- والإشارة إلى إثبات النبوات، وغلى قصص الأنبياء والمرسلين والصالحين، وإلى إثبات صفة القدر، وأن العبد حر مختار، والرد على أهل البدع والضلال، جاء ذلك في قوله سبحانه: \" اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ \".
7- وجاء الحث على السير على نهج الأنبياء والصالحين والاهتداء بهديهم في قوله جل شأنه: \" صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ \".
8- والحديث عن أهل الكتاب وأهل الزيغ والضلال، جاء في نهاية السورة: \" غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ \".
وعلى هذا ففي سورة الفاتحة خمسة مقاصد:
المقصد الأول: توحيد الله سبحانه: اشتملت السورة على التعريف بالمعبود جل في علاه، على توحيد الخالق سبحانه، وتضمنت سورة الفاتحة خلاصة وجيزة لعقائد الإسلام، واجتثاث جذور الشرك التي كانت فاشية في الأمم، ومقتضى ذلك توحيد العبادة، والتوجه بها إلى الله سبحانه، فهو جل شأنه المعبود بحق دون سواه، يرشد إلى ذلك قوله تعالى \" الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ \".
ففيها تعليم وإرشاد إلى كيفية التمجيد والثناء والحمد لله تعالى، ولا يكون ذلك إلا عن نعمة، وأهمها نعمة الخلق والإيجاد، ومن كان كذلك فهو جدير بالعبادة وحده؛ ولذلك فقد اشتملت السورة على ثلاثة أسماء لله تعالى، هي مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا، وعليها مدارها، وهي: (الله، الرب، الرحمن).
والحمد يتضمن الاعتراف بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات وتوحيدها...إلخ.
وربوبيته سبحانه لخلقه ليست مبنية على القهر والجبروت، بل مبنية على الرحمة، فهو سبحانه الرحمن الرحيم، وهذا بيان لحقيقة العلاقة بين الله تعالى وبين خلقه، وأنها مبنية على الرحمة التي تغمر الخلائق كلهم، وبخاصة العبد المؤمن.
وقد فصل القرآن الكريم جانب التوحيد، ونهى عن الشرك في عشرات السور منه، واعتنى بذلك أيما عناية، حيث كان التوحيد هو المهمة الأساس في الفترة المكية، وهي أطول مدتي الرسالة.
المقصد الثاني: الإيمان باليوم الآخر: واشتملت السورة على أهم أركان الإيمان، بعد الإيمان بالله تعالى؛ وهو إثبات المعاد والجزاء على الأعمال، والإيمان باليوم الآخر وما فيه من بعث وسؤال وحشر ونشر وحساب وجنة ونار، وغير ذلك مما فصله القرآن الكريم في العديد من السور والآيات، لاسيما القرآن المكي، الذي يُعنى بغرس العقيدة في النفوس أولًا، في مثل جزأي (عم وتبارك).
وإذا كان في الدنيا نوع من التقاضي بين الناس، وألوان من الجزاء على الأعمال، فإن الله سبحانه هو المتفرد بالحكم العادل يوم القيامة، وهو سبحانه ملك هذا اليوم ومالكه.. ❝ ⏤الكاتبه المصريه. آلاء اسماعيل حنفي ( أصغر باحثة علمية مصرية)
❞ ˝ مقاصد سورة الفاتحة الخمسة ˝
اشتملت سورة الفاتحة على أهم مقاصد القرآن الكريم على وجه الإجمال، ثم فصل ما أجملته في القرآن كله؛ فقد اشتملت الفاتحة على التوحيد والعبادة وطلب الهداية، والثبات على الإيمان، وفيها أخبار وقصص الأمم السابقة، وفيها معارج السعداء ومنازل الأشقياء، وقد نزل القرآن لبيان حقوق الخالق على خلقه، وحاجة الخلق إلى خالقهم، وتنظيم الصلة بين الخالق والمخلوق.
وهذه جملة المقاصد التي جاء بها القرآن الكريم، بل التي جاءت بها الكتب السماوية والشرائع الإلهية جميعًا: في ˝ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ˝ بيان لحقوق الله تعالى على خلقه.
وفي ˝ اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ˝ تنظيم للصلة بين المخلوق والخالق.
وفي طلب الهداية بمناجاة العبد ربه قائلًا: ˝ اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ˝ بيان لحاجة الخلق إلى خالقهم.
وفي ˝ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ˝ إشارة إلى جميع طوائف المبطلين الخارجين عن الصراط المستقيم، وبيان أسباب هذا الخروج، وهي لا تتعدى الغضب عليهم، أو وقوع الضلال منهم.
وبهذا استحقت الفاتحة أن يطلق عليها «أم القرآن» بل «القرآن العظيم».
وقبل الإشارة إلى حقوق الخلق والخالق، وتنظيم الصلة بين العباد ورب العباد قررت السورة توحيد الله تعالى، واستحقاقه لهذه العبادة وحده دون سواه.
وبينت سورة الفاتحة أن الناس محاسبون ومجزون على أعمالهم، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر.
اشتمالها على جميع ما جاء في القرآن الكريم:
والفاتحة متضمنة لمجمل ما فصل في القرآن الكريم:
1- فالإشارة إلى توحيد الألوهية جاءت في لفظ الجلالة ˝ اللهِ ˝.
2- والإشارة إلى توحيد الربوبية جاءت في لفظ ˝ رَبِّ الْعَالَمِينَ ˝.
3- والإشارة إلى الأسماء والصفات وجميع صفات الكمال جاءت في آية ˝ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ ˝ ولفظ (الحمد).
4- والإشارة إلى اليوم الآخر، وما فيه من عدل وفضل، وما فيه من بعث وحشر ونشر، وحساب وجزاء، جاءت في آية ˝ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ˝.
5- والإشارة إلى كافة أنواع العبادات والإخلاص فيها جاءت في آية ˝ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ˝.
6- والإشارة إلى إثبات النبوات، وغلى قصص الأنبياء والمرسلين والصالحين، وإلى إثبات صفة القدر، وأن العبد حر مختار، والرد على أهل البدع والضلال، جاء ذلك في قوله سبحانه: ˝ اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ˝.
7- وجاء الحث على السير على نهج الأنبياء والصالحين والاهتداء بهديهم في قوله جل شأنه: ˝ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ˝.
8- والحديث عن أهل الكتاب وأهل الزيغ والضلال، جاء في نهاية السورة: ˝ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ˝.
وعلى هذا ففي سورة الفاتحة خمسة مقاصد:
المقصد الأول: توحيد الله سبحانه: اشتملت السورة على التعريف بالمعبود جل في علاه، على توحيد الخالق سبحانه، وتضمنت سورة الفاتحة خلاصة وجيزة لعقائد الإسلام، واجتثاث جذور الشرك التي كانت فاشية في الأمم، ومقتضى ذلك توحيد العبادة، والتوجه بها إلى الله سبحانه، فهو جل شأنه المعبود بحق دون سواه، يرشد إلى ذلك قوله تعالى ˝ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ˝.
ففيها تعليم وإرشاد إلى كيفية التمجيد والثناء والحمد لله تعالى، ولا يكون ذلك إلا عن نعمة، وأهمها نعمة الخلق والإيجاد، ومن كان كذلك فهو جدير بالعبادة وحده؛ ولذلك فقد اشتملت السورة على ثلاثة أسماء لله تعالى، هي مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا، وعليها مدارها، وهي: (الله، الرب، الرحمن).
والحمد يتضمن الاعتراف بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات وتوحيدها..إلخ.
وربوبيته سبحانه لخلقه ليست مبنية على القهر والجبروت، بل مبنية على الرحمة، فهو سبحانه الرحمن الرحيم، وهذا بيان لحقيقة العلاقة بين الله تعالى وبين خلقه، وأنها مبنية على الرحمة التي تغمر الخلائق كلهم، وبخاصة العبد المؤمن.
وقد فصل القرآن الكريم جانب التوحيد، ونهى عن الشرك في عشرات السور منه، واعتنى بذلك أيما عناية، حيث كان التوحيد هو المهمة الأساس في الفترة المكية، وهي أطول مدتي الرسالة.
المقصد الثاني: الإيمان باليوم الآخر: واشتملت السورة على أهم أركان الإيمان، بعد الإيمان بالله تعالى؛ وهو إثبات المعاد والجزاء على الأعمال، والإيمان باليوم الآخر وما فيه من بعث وسؤال وحشر ونشر وحساب وجنة ونار، وغير ذلك مما فصله القرآن الكريم في العديد من السور والآيات، لاسيما القرآن المكي، الذي يُعنى بغرس العقيدة في النفوس أولًا، في مثل جزأي (عم وتبارك).
وإذا كان في الدنيا نوع من التقاضي بين الناس، وألوان من الجزاء على الأعمال، فإن الله سبحانه هو المتفرد بالحكم العادل يوم القيامة، وهو سبحانه ملك هذا اليوم ومالكه. ❝
⏤
الكاتبه المصريه. آلاء اسماعيل حنفي ( أصغر باحثة علمية مصرية)
❞ الرَبُّ خالق ، والعبد مَخلوق ، ولا نسبة بين الخالق والمخلوق إلا بواسطة الارتباط عليه بالعمل بكتابه الذي أنزله عليه فإعملوا بالكتاب ، وتابعوا السُنَّة ، تتخلصوا من العذاب وتحصلوا على الجَنَّة .. ❝ ⏤أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي
❞ الرَبُّ خالق ، والعبد مَخلوق ، ولا نسبة بين الخالق والمخلوق إلا بواسطة الارتباط عليه بالعمل بكتابه الذي أنزله عليه فإعملوا بالكتاب ، وتابعوا السُنَّة ، تتخلصوا من العذاب وتحصلوا على الجَنَّة. ❝
❞ اقتباس من كتاب وصف الذات الالهية في الكتاب المقدس
بقلم د محمد عمر
تحريف آيات المعية سبب ضلال
الازاهرة الأشعرية والماتريدية
أيها الإخوة الكرام لابد أن يعلم أن عقيدة التعطيل لصفات الله تبارك وتعالي وأفعاله هي أصل من أصول الاعتقاد عند الأشعرية والماتريدية تلك التي أخذوها من الجعد ابن درهم أول من قال بالتعطيل لصفات الله تبارك وتعالي وأفعاله بين المسلمين وقد جاءت عقيدته موافقة لتعطيل النصاري للذات الالهية
فمما أدخله هؤلاء القوم في عقائد الناس أن الله عز وجل ليس له ذات وأنه حل في كونه كالهواء أو كالروح التي تسري في الجسد
وأصبح علي أثر هذه العقيدة الفاسدة تعطيل للذات الإلهية التي بين لنا ربنا تبارك وتعالي في سبع مواطن في كتاب الله أنه له ذات إلهية لا تشبه الذوات المخلوقة لله تبارك وتعالي وأنه لا تدركه الأبصار في الدنيا إذ أن بصر الإنسان في الدنيا محدود لكن الله عز وجل يتجلي علي أهل الإيمان في الآخرة قال تعالي
لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103
وقال تعالي
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)
هذه هي الحقيقة التي يجحدها هؤلاء الأشعرية المعطلة جهلا منهم أنهم إن أثبتوا أن لله ذات كما يقول أهل السنة في عقيدتهم التي توارثوها عن النبي والصحابة الكرام إنما صاروا مجسمة للذات الإلهية وقد كذبوا والله فإن أهل السنة ما أثبتوا إلا ما أثبته الله عز وجل لنفسه دون أي تشبيه أو تعطيل أو تحريف أو تأويل
فلما قال أهل السنة أن لله ذات لا تشبه الذوات فهي ليست شبيهة بالبشر إنما هي ذات إلهية علي العرش الذي فوق الكرسي الذي وسع السموات والأرض قال تعالي ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
وأما عن استوائه علي العرش
فقد جاء في سبع مواضع في كتاب الله منها ما جاء في سورة السجدة قوله تعالي
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4)
نعم أيها الإخوة فإن الله تبارك وتعالي في عقيدة أهل السنة إنما هو علي عرشه مستو استواء يليق بذاته ليس كمثله شئ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار هذا العرش الذي أثبته رب العزة تبارك وتعالي في موضعين في كتاب الله أولهم في سورة المؤمنون قال عنه رب العرش الكريم والثاني في سورة النمل قال عنه رب العرش العظيم
بل قال عن نفسه سبحانه وتعالي أنه له وجه لا يشبه البشر قال تعالي( ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وله قبضة ليست كقبضة البشر قال تعالي (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه)
بل وله يدان تفيضان بالعطاء قال عنها بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء)
نعم أيها الإخوة فهذا ما يدين به اهل الاسلام في الاعتقاد في الله عز وجل دون تشبيه بالبشر
لكن هؤلاء الأشعرية المعطلة اتهموا أهل السنة أنهم مجسمة للذات الإلهية وأنهم شبهوا رب العزة تبارك وتعالي بالبشر
فلما أرادوا أن يهربوا من التشبيه الذي زعموه كذبا وزورا فراحوا يعطلون كل صفات الله تبارك وتعالي حتي جعلوه كالهواء الذي يسري في الكون كله أو كالروح التي تسري في الجسد فلم يعد هناك تمايزا بين الخالق والمخلوق ولم يعد هناك ذات إلهية ولم يعد هناك عرش عظيم فوق الكرسي الذي وسع السموات والأرض بعد أن صار الله عز وجل هواء أو كالروح التي تسري في الأشياء
هكذا اعتقد هؤلاء بفكر التعطيل الذي وضع أصوله الجعد بن درهم وتبناه هؤلاء القوم من الأشعرية والماتريدية
فإن سألتهم أين الله طبقا للعقيدة الأشعرية التي يدينون بها صار الله عز وجل في كل مكان لأنه صار كالروح أو الهواء الذي يسري في الكون مخالفين بذلك كل النصوص الشرعية التي تدل علي أن الله عز وجل متمايز عن خلقه وأنه على علي عرشه علوا يليق بذاته ليس كمثله شئ
مثل قول الله تعالي
*أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16
*سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)
*مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ
بل في صحيح مسلم لما سأل النبي الجارية أين الله قالت في السماء فقال لوليها اعتقها فإنها مؤمنة
لكن المعطلة الأشعرية خالفوا كل هذه الأصول وجعلوا الله عز وجل هواء حل في كونه استنادا إلي آيتين تتعرض لمعية الله تبارك وتعالي أحدهما آية سورة الحديد والأخري آية سورة المجادلة قال تعالي
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) المجادلة
فمن يتدبر مطلع الآيتين يجد أنهما يشيران إلي معية العلم وليست معية الذات ففي آية الحديد يقول ربنا تبارك وتعالي يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها
وفي المجادلة ألم ترى أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض
فنحن نؤمن أن الله علي عرشه مستوي لكنه يعلم كل ما يجري في كونه فتلك هي معية العلم ومعية السمع ومعية البصر ومعية القدرة وغيرها من صفات الله التي لا تشبه البشر
تلك المعية التي فهمها أبو بكر الصديق وهو مع النبي في غار ثور في رحلة الهجرة إلي المدينة وهو يقول للنبي يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدمية لرآنا والنبي يقول له يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا
فهل كان النبي يعني أن الله عز وجل نزل من عرشه وصار معهم في الغار أم أن النبي كان يعني معية النصرة والتأييد
هذا الذي عبر عنه ربنا بقوله
(إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ)
لكنهم ضلوا في تأويل هذه الآيات ليخدموا بها قضيتهم في التعطيل حتي جعلوا ذات الله تسري بين البشر كالهواء أو الروح فهل يقول بهذا الكلام إنسان عاقل؟
وإن أردت دليلا:
فها هو العلم الحديث أثبت انك قد تستمع لإنسان آخر وهو يكلمك من بلد آخر أو قارة أخري وتراه وتحدثه فهل معني ذلك أنه معك في نفس المكان بل قد يطلق صاروخ من بلد فيقتل ويدمر في بلد آخر فهل معني ذلك أن القاتل لابد أن يكون معك في نفس المكان
وقديما كانوا يقولون مازلنا نسير في رحلتنا والقمر معنا
وهم يعنون ضوء القمر فهل كان القمر ينزل إليهم علي الأرض أم أنه في السماء وضوءه فقط هو الذي يصل إليهم
والأمثلة علي ذلك كثيرة لا تحصي خصوصا في زمن العلم الذي جعل العالم كله كقرية واحدة تتواصل من خلال جهاز الموبايل البسيط الذي بين يديك لكن هؤلاء أعياهم عقلهم أن يصدقوا أن الله عز وجل يسمع ويري ويرزق وينتقم ويعفو ويعطي ويمنع وهو علي عرشه مستو استواء يليق بجلاله
فماذا بعد الحق إلا الضلال نعوذ بالله من عقول أعياها الكبر والجحود أن يصدقوا ما نزل من عند ربهم
انتهي......................... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ اقتباس من كتاب وصف الذات الالهية في الكتاب المقدس
بقلم د محمد عمر
تحريف آيات المعية سبب ضلال
الازاهرة الأشعرية والماتريدية
أيها الإخوة الكرام لابد أن يعلم أن عقيدة التعطيل لصفات الله تبارك وتعالي وأفعاله هي أصل من أصول الاعتقاد عند الأشعرية والماتريدية تلك التي أخذوها من الجعد ابن درهم أول من قال بالتعطيل لصفات الله تبارك وتعالي وأفعاله بين المسلمين وقد جاءت عقيدته موافقة لتعطيل النصاري للذات الالهية
فمما أدخله هؤلاء القوم في عقائد الناس أن الله عز وجل ليس له ذات وأنه حل في كونه كالهواء أو كالروح التي تسري في الجسد
وأصبح علي أثر هذه العقيدة الفاسدة تعطيل للذات الإلهية التي بين لنا ربنا تبارك وتعالي في سبع مواطن في كتاب الله أنه له ذات إلهية لا تشبه الذوات المخلوقة لله تبارك وتعالي وأنه لا تدركه الأبصار في الدنيا إذ أن بصر الإنسان في الدنيا محدود لكن الله عز وجل يتجلي علي أهل الإيمان في الآخرة قال تعالي
لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103
وقال تعالي
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)
هذه هي الحقيقة التي يجحدها هؤلاء الأشعرية المعطلة جهلا منهم أنهم إن أثبتوا أن لله ذات كما يقول أهل السنة في عقيدتهم التي توارثوها عن النبي والصحابة الكرام إنما صاروا مجسمة للذات الإلهية وقد كذبوا والله فإن أهل السنة ما أثبتوا إلا ما أثبته الله عز وجل لنفسه دون أي تشبيه أو تعطيل أو تحريف أو تأويل
فلما قال أهل السنة أن لله ذات لا تشبه الذوات فهي ليست شبيهة بالبشر إنما هي ذات إلهية علي العرش الذي فوق الكرسي الذي وسع السموات والأرض قال تعالي ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
وأما عن استوائه علي العرش
فقد جاء في سبع مواضع في كتاب الله منها ما جاء في سورة السجدة قوله تعالي
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4)
نعم أيها الإخوة فإن الله تبارك وتعالي في عقيدة أهل السنة إنما هو علي عرشه مستو استواء يليق بذاته ليس كمثله شئ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار هذا العرش الذي أثبته رب العزة تبارك وتعالي في موضعين في كتاب الله أولهم في سورة المؤمنون قال عنه رب العرش الكريم والثاني في سورة النمل قال عنه رب العرش العظيم
بل قال عن نفسه سبحانه وتعالي أنه له وجه لا يشبه البشر قال تعالي( ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وله قبضة ليست كقبضة البشر قال تعالي (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه)
بل وله يدان تفيضان بالعطاء قال عنها بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء)
نعم أيها الإخوة فهذا ما يدين به اهل الاسلام في الاعتقاد في الله عز وجل دون تشبيه بالبشر
لكن هؤلاء الأشعرية المعطلة اتهموا أهل السنة أنهم مجسمة للذات الإلهية وأنهم شبهوا رب العزة تبارك وتعالي بالبشر
فلما أرادوا أن يهربوا من التشبيه الذي زعموه كذبا وزورا فراحوا يعطلون كل صفات الله تبارك وتعالي حتي جعلوه كالهواء الذي يسري في الكون كله أو كالروح التي تسري في الجسد فلم يعد هناك تمايزا بين الخالق والمخلوق ولم يعد هناك ذات إلهية ولم يعد هناك عرش عظيم فوق الكرسي الذي وسع السموات والأرض بعد أن صار الله عز وجل هواء أو كالروح التي تسري في الأشياء
هكذا اعتقد هؤلاء بفكر التعطيل الذي وضع أصوله الجعد بن درهم وتبناه هؤلاء القوم من الأشعرية والماتريدية
فإن سألتهم أين الله طبقا للعقيدة الأشعرية التي يدينون بها صار الله عز وجل في كل مكان لأنه صار كالروح أو الهواء الذي يسري في الكون مخالفين بذلك كل النصوص الشرعية التي تدل علي أن الله عز وجل متمايز عن خلقه وأنه على علي عرشه علوا يليق بذاته ليس كمثله شئ
مثل قول الله تعالي
بل في صحيح مسلم لما سأل النبي الجارية أين الله قالت في السماء فقال لوليها اعتقها فإنها مؤمنة
لكن المعطلة الأشعرية خالفوا كل هذه الأصول وجعلوا الله عز وجل هواء حل في كونه استنادا إلي آيتين تتعرض لمعية الله تبارك وتعالي أحدهما آية سورة الحديد والأخري آية سورة المجادلة قال تعالي
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7) المجادلة
فمن يتدبر مطلع الآيتين يجد أنهما يشيران إلي معية العلم وليست معية الذات ففي آية الحديد يقول ربنا تبارك وتعالي يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها
وفي المجادلة ألم ترى أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض
فنحن نؤمن أن الله علي عرشه مستوي لكنه يعلم كل ما يجري في كونه فتلك هي معية العلم ومعية السمع ومعية البصر ومعية القدرة وغيرها من صفات الله التي لا تشبه البشر
تلك المعية التي فهمها أبو بكر الصديق وهو مع النبي في غار ثور في رحلة الهجرة إلي المدينة وهو يقول للنبي يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدمية لرآنا والنبي يقول له يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا
فهل كان النبي يعني أن الله عز وجل نزل من عرشه وصار معهم في الغار أم أن النبي كان يعني معية النصرة والتأييد
هذا الذي عبر عنه ربنا بقوله
(إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ)
لكنهم ضلوا في تأويل هذه الآيات ليخدموا بها قضيتهم في التعطيل حتي جعلوا ذات الله تسري بين البشر كالهواء أو الروح فهل يقول بهذا الكلام إنسان عاقل؟
وإن أردت دليلا:
فها هو العلم الحديث أثبت انك قد تستمع لإنسان آخر وهو يكلمك من بلد آخر أو قارة أخري وتراه وتحدثه فهل معني ذلك أنه معك في نفس المكان بل قد يطلق صاروخ من بلد فيقتل ويدمر في بلد آخر فهل معني ذلك أن القاتل لابد أن يكون معك في نفس المكان
وقديما كانوا يقولون مازلنا نسير في رحلتنا والقمر معنا
وهم يعنون ضوء القمر فهل كان القمر ينزل إليهم علي الأرض أم أنه في السماء وضوءه فقط هو الذي يصل إليهم
والأمثلة علي ذلك كثيرة لا تحصي خصوصا في زمن العلم الذي جعل العالم كله كقرية واحدة تتواصل من خلال جهاز الموبايل البسيط الذي بين يديك لكن هؤلاء أعياهم عقلهم أن يصدقوا أن الله عز وجل يسمع ويري ويرزق وينتقم ويعفو ويعطي ويمنع وهو علي عرشه مستو استواء يليق بجلاله
فماذا بعد الحق إلا الضلال نعوذ بالله من عقول أعياها الكبر والجحود أن يصدقوا ما نزل من عند ربهم