❞ ملخص كتاب ❞ تعريف عام بدين الإسلام❝ يفنّد الكتاب أركان الإسلام والإيمان ويحاول في أكثر من موضع إيضاح منطقية ما جاء به الدين الإسلامي والتكاليف التي أمرت بها هذه الأمة. 1- بين العقل والشهوة: إذا كنتَ مسافرًا ورأيتَ أمامك مفرق طريقين، طريق صعب صاعد في الجبل، وطريق سهل منحدر إلى السّهل، الأول فيه وُعورة، وحجارة منثورة، وأشواك وحُفَر، ولكن أمامه لوحة فيها: إن هذا الطريق هو الطريق الصحيح الذي يوصل إلى الغاية المقصودة، والثاني تظلّلُه الأشجار ذوات الأزهار والثمار، وعلى جانبَيْه المقاهي والملاهي، فيها كل ما يلذ القلب، ويسُرّ العين، ولكن عليه لوحة فيها: إنه طريق خطر، آخره الموت المحقق، فأي الطريقين تسلك؟
لا شك أن النفس تميل إلى السهل دون الصعب، وتحب الانطلاق وتكره القيود، هذه فطرة فطرها الله عليها، ولو تَرَك الإنسان نفسَه وهواها وانقاد لها، سلك الطريق الثاني، ولكن العقل يتدخّل، ويوازن بين اللذة القصيرة يعْقُبُها ألمٌ طويل، والألم العارض المؤقت تكون بعده لذة باقية، فيؤْثِر الأول. هذا هو مثال طريق الجنة، وطريق النار، فقد وضع الله الطريقين أمامنا، ووضع فينا مَلَكة نفرّق بها بينهما، نعرف بها الخير من الشر يستوي في ذلك العالِـم والجاهل، والكبير والصغير، وهذا تأويل قوله تعالى {وهديناه النجدين}.
والإنسان مخلوق متميز، فيه شيء من الملائكة وشيء من الشياطين، وشيء من البهائم والوحوش. فإذا استغرق في العبادة وصَفَا قلبه إلى الله عند المناجاة، غلبت عليه في هذه الحال الصفة الـمَلَكية، فأشْبَهَ الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. فإذا جَحَدَ خالقه، وكفر به، أو أشرك معه في عبادته غيره، غلبت عليه في هذه الحال الصفة الشيطانية.. ❝ ⏤علي الطنطاوي
ملخص كتاب ❞ تعريف عام بدين الإسلام❝
يفنّد الكتاب أركان الإسلام والإيمان ويحاول في أكثر من موضع إيضاح منطقية ما جاء به الدين الإسلامي والتكاليف التي أمرت بها هذه الأمة.
إذا كنتَ مسافرًا ورأيتَ أمامك مفرق طريقين، طريق صعب صاعد في الجبل، وطريق سهل منحدر إلى السّهل، الأول فيه وُعورة، وحجارة منثورة، وأشواك وحُفَر، ولكن أمامه لوحة فيها: إن هذا الطريق هو الطريق الصحيح الذي يوصل إلى الغاية المقصودة، والثاني تظلّلُه الأشجار ذوات الأزهار والثمار، وعلى جانبَيْه المقاهي والملاهي، فيها كل ما يلذ القلب، ويسُرّ العين، ولكن عليه لوحة فيها: إنه طريق خطر، آخره الموت المحقق، فأي الطريقين تسلك؟
لا شك أن النفس تميل إلى السهل دون الصعب، وتحب الانطلاق وتكره القيود، هذه فطرة فطرها الله عليها، ولو تَرَك الإنسان نفسَه وهواها وانقاد لها، سلك الطريق الثاني، ولكن العقل يتدخّل، ويوازن بين اللذة القصيرة يعْقُبُها ألمٌ طويل، والألم العارض المؤقت تكون بعده لذة باقية، فيؤْثِر الأول. هذا هو مثال طريق الجنة، وطريق النار، فقد وضع الله الطريقين أمامنا، ووضع فينا مَلَكة نفرّق بها بينهما، نعرف بها الخير من الشر يستوي في ذلك العالِـم والجاهل، والكبير والصغير، وهذا تأويل قوله تعالى {وهديناه النجدين}.
والإنسان مخلوق متميز، فيه شيء من الملائكة ....... [المزيد]
كل جمعية من الجمعيات النافعة والضارة، وكل حزب من الأحزاب الخيّرة والشريرة، لكل ذلك (مبادئ) وأسس فكرية، تحدّد غايته وتوجّه سَيْره، وتكون كالدستور لأعضائه وأتباعه، ومن أراد أن ينتسب إليها نظر أولا إلى هذه المبادئ، فإن ارتضاها وقَبِل بها؛ طلب الانتساب إلى الجمعية؛ فانتظم في سلك أعضائها، ووجب عليه أن يقوم بالأعمال التي يُلزمه بها دستورها، ويدفع رسم الاشتراك الذي يحدّده نظامها. وكان عليه أن يدُلّ بِسُلوكه على إخلاصه لمبادئها؛ فلا يأتي من الأعمال ما يخالفها. هذا وضْعٌ عام ينطبق على الإسلام. فمن أراد أن يدخل في دين الإسلام عليه (أولًا) أن يقبل أُسُسه العقلية، وأن يصدّق بها تصديقًا جازمًا، حتى تكون له (عقيدة).
والقرآن هو دستور الإسلام. فمن صدّق بأنه من عند الله، وآمن به جُملة وتفصيلًا؛ سُمّيَ (مؤمنًا). والإيمان بهذا المعنى لا يطّلع عليه إلا الله، لأن البشر لا يشقّون قلوب الناس ولا يعلمون ما فيها؛ لذلك وَجَبَ عليه لِيَعُدّه المسلمون واحدًا منهم أن يُعلن هذا الإيمان بالنطق بلسانه بالشهادتين، حينها يتمتع بجميع الحقوق التي يتمتع بها المسلم، وقَبِل ....... [المزيد]
❞ اهتمت الدولة الإسلامية التي انشأها النبي محمد واستمرت تحت مسمى الخلافة في الفترات الأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة. فالإسلام كدين عالمي يحض على طلب العلم ويعتبرهُ فريضة على كل مسلم ومسلمة، لتنهض أممه وشعوبه. فأي علم مقبول باستثناء العلم الذي يخالف قواعد الإسلام ونواهيه. والإسلام يكر...م العلماء ويجعلهم ورثة الأنبياء. وتتميز الحضارة الإسلامية بالتوحيد والتنوع العرقي في الفنون والعلوم والعمارة طالما لاتخرج عن نطاق القواعد الإسلامية.
لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام. وكانت الفلسفة يخضعها الفلاسفة المسلمون للقواعد الأصولية مما أظهر علم الكلام الذي يعتبر علماً في الإ لهيات. فترجمت أعمالها في أوروبا وكان له تأثيره في ظهور الفلسفة الحديثة وتحرير العلم من الكهنوت الكنسي فيما بعد. مما حقق لأوربا ظهور عصر النهضة بها. لهذا لما دخل الإسلام هذه الشعوب لم يضعها في بيات حضاري ولكنه أخذ بها ووضعها على المضمار الحضاري لتركض فيه بلا جامح بها أو كابح لها. وكانت مشاعل هذه الحضارة الفتية تبدد ظلمات الجهل وتنير للبشرية طريقها من خلال التمدن الإسلامي. فبينما كانت الحضارة الإسلامية تموج بديار الإسلام من الأندلس غربا لتخوم الصين شرقا في عهد الدولة الأموية كانت أوروبا وبقية أنحاء المعمورة تعيش في جهل وظلام حضاري.
وامتدت هذه الحضارة القائمة بعدما أصبح لها مصارفها وروافدها لتشع على بلاد الغرب وطرقت أبوابه. فنهل منها معارفه وبهر بها لأصالتها المعرفية والعلمية. مما جعله يشعر بالدونية الحضارية. فثار على الكهنوت الديني ووصاية الكنيسة وهيمنتها على الفكر الإسلامي حتى لا يشيع. لكن رغم هذا التعتيم زهت الحضارة الإسلامية وشاعت. وأنبهر فلاسفة وعلماء أوروبا من هذا الغيث الحضاري الذي فاض عليهم. فثاروا على الكنيسة وتمردوا عليها وقبضوا على العلوم الإسلامية كمن يقبض على الجمر خشية هيمنة الكنيسة التي عقدت لهم محاكم التفتيش والإحراق. ولكن الفكر الإسلامي تمكن منهم وأصبحت الكتب الإسلامية التراثية والتي خلفها عباقرة الحضارة الإسلامية فكراً شائعاً ومبهراً.
فتغيرت أفكار الغرب وغيرت الكنيسة من فكرها ومبادئها المسيحية لتسايرالتأثير الإسلامي على الفكر الأوربي وللتصدي للعلمانيين الذين تخلوا عن الفكر الكنسي وعارضوه وانتقدوه علانية. وظهرت المدارس الفلسفية الحديثة في عصر النهضة أو التنوير في أوروبا كصدى لأفكار الفلاسفة العرب. وظهرت مدن تاريخية في ظلال الحكم الإسلامي كالكوفة وحلب والبصرة وبغداد ودمشق والقاهرة والرقة والفسطاط والعسكر والقطائع والقيروان وفاس ومراكش والمهدية والجزائر وغيرها. كما خلفت الحضارة الإسلامية مدنا متحفية تعبر عن العمارة الإسلامية كإستانبول بمساجدها ودمشق والقاهرة بعمائرها الإسلامية وحلب وبخارى وسمرقند ودلهي وحيدر أباد وقندهار وبلخ وترمذ وغزنة وبوزجان وطليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وسراييفو وأصفهان وتبريز ونيقيا وغيرها من المدن الإسلامية. ❝ ⏤حسن ابراهيم حسن
❞ اهتمت الدولة الإسلامية التي انشأها النبي محمد واستمرت تحت مسمى الخلافة في الفترات الأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة. فالإسلام كدين عالمي يحض على طلب العلم ويعتبرهُ فريضة على كل مسلم ومسلمة، لتنهض أممه وشعوبه. فأي علم مقبول باستثناء العلم الذي يخالف قواعد الإسلام ونواهيه. والإسلام يكر..م العلماء ويجعلهم ورثة الأنبياء. وتتميز الحضارة الإسلامية بالتوحيد والتنوع العرقي في الفنون والعلوم والعمارة طالما لاتخرج عن نطاق القواعد الإسلامية.
لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام. وكانت الفلسفة يخضعها الفلاسفة المسلمون للقواعد الأصولية مما أظهر علم الكلام الذي يعتبر علماً في الإ لهيات. فترجمت أعمالها في أوروبا وكان له تأثيره في ظهور الفلسفة الحديثة وتحرير العلم من الكهنوت الكنسي فيما بعد. مما حقق لأوربا ظهور عصر النهضة بها. لهذا لما دخل الإسلام هذه الشعوب لم يضعها في بيات حضاري ولكنه أخذ بها ووضعها على المضمار الحضاري لتركض فيه بلا جامح بها أو كابح لها. وكانت مشاعل هذه الحضارة الفتية تبدد ظلمات الجهل وتنير للبشرية طريقها من خلال التمدن الإسلامي. فبينما كانت الحضارة الإسلامية تموج بديار الإسلام من الأندلس غربا لتخوم الصين شرقا في عهد الدولة الأموية كانت أوروبا وبقية أنحاء المعمورة تعيش في جهل وظلام حضاري.
وامتدت هذه الحضارة القائمة بعدما أصبح لها مصارفها وروافدها لتشع على بلاد الغرب وطرقت أبوابه. فنهل منها معارفه وبهر بها لأصالتها المعرفية والعلمية. مما جعله يشعر بالدونية الحضارية. فثار على الكهنوت الديني ووصاية الكنيسة وهيمنتها على الفكر الإسلامي حتى لا يشيع. لكن رغم هذا التعتيم زهت الحضارة الإسلامية وشاعت. وأنبهر فلاسفة وعلماء أوروبا من هذا الغيث الحضاري الذي فاض عليهم. فثاروا على الكنيسة وتمردوا عليها وقبضوا على العلوم الإسلامية كمن يقبض على الجمر خشية هيمنة الكنيسة التي عقدت لهم محاكم التفتيش والإحراق. ولكن الفكر الإسلامي تمكن منهم وأصبحت الكتب الإسلامية التراثية والتي خلفها عباقرة الحضارة الإسلامية فكراً شائعاً ومبهراً.
فتغيرت أفكار الغرب وغيرت الكنيسة من فكرها ومبادئها المسيحية لتسايرالتأثير الإسلامي على الفكر الأوربي وللتصدي للعلمانيين الذين تخلوا عن الفكر الكنسي وعارضوه وانتقدوه علانية. وظهرت المدارس الفلسفية الحديثة في عصر النهضة أو التنوير في أوروبا كصدى لأفكار الفلاسفة العرب. وظهرت مدن تاريخية في ظلال الحكم الإسلامي كالكوفة وحلب والبصرة وبغداد ودمشق والقاهرة والرقة والفسطاط والعسكر والقطائع والقيروان وفاس ومراكش والمهدية والجزائر وغيرها. كما خلفت الحضارة الإسلامية مدنا متحفية تعبر عن العمارة الإسلامية كإستانبول بمساجدها ودمشق والقاهرة بعمائرها الإسلامية وحلب وبخارى وسمرقند ودلهي وحيدر أباد وقندهار وبلخ وترمذ وغزنة وبوزجان وطليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وسراييفو وأصفهان وتبريز ونيقيا وغيرها من المدن الإسلامية. ❝