ومع إعلانِ انتصارِ الليل في معركته مع غريمه النهار، وسيطرة العتمةِ على مقاليد الحياة، تسللتُ إلى غرفتي بحذرِ الفارِ من معارك الموت خوفًا من أداة القتل التي يختبئُ خلفها خوفُ الصيادِ، فلستُ على استعدادٍ للدخول في جدال سفسطائيّ مع أمي عن أسبابِ إهمالي لمسألة الزواج التي تصرُ هي عليها، وكيف أنها - ككل أمٍّ - تتمنى أن ترى أحفادها في عين حياتها؟
ألقيتُ بجسدي المتهالكِ على سريري، هذا الصديق الكتوم الذي يمسكُ عن فضح عوالمي السرية في عالم القراءة وتدوين المذكرات، احتضنته برقةٍ لا تخلو بشيءٍ من العنف، ولم َ لا؟ فقليلٌ من العنفِ لا يضرُ.. ها أنا أنزوي في أحد أطرافه.. يومٌ عصيبٌ من العمل، معلمٌ في الصباحِ يكابدُ تقلباتِ الدنيا لاستكمال رسالته التي ورثها عن الأنبياء، ثم عادتي اليومية في ارتياد مكتبةِ مصرَ العامةِ لمعالجة إدماني للقراءة بمزيدٍ من الشغفِ والإدمان.
أشعرُ بإرهاقٍ شديدٍ هذه المرة.. لعله من جراء ما حدث لي اليوم من حالة الاندماج فيما أقرأ والتي تعاودني على فتراتٍ متقطعةٍ. ❝ ⏤علاء أبو شحاته
❞ أنتِ في جلدي
ومع إعلانِ انتصارِ الليل في معركته مع غريمه النهار، وسيطرة العتمةِ على مقاليد الحياة، تسللتُ إلى غرفتي بحذرِ الفارِ من معارك الموت خوفًا من أداة القتل التي يختبئُ خلفها خوفُ الصيادِ، فلستُ على استعدادٍ للدخول في جدال سفسطائيّ مع أمي عن أسبابِ إهمالي لمسألة الزواج التي تصرُ هي عليها، وكيف أنها ككل أمٍّ تتمنى أن ترى أحفادها في عين حياتها؟
ألقيتُ بجسدي المتهالكِ على سريري، هذا الصديق الكتوم الذي يمسكُ عن فضح عوالمي السرية في عالم القراءة وتدوين المذكرات، احتضنته برقةٍ لا تخلو بشيءٍ من العنف، ولم َ لا؟ فقليلٌ من العنفِ لا يضرُ.. ها أنا أنزوي في أحد أطرافه.. يومٌ عصيبٌ من العمل، معلمٌ في الصباحِ يكابدُ تقلباتِ الدنيا لاستكمال رسالته التي ورثها عن الأنبياء، ثم عادتي اليومية في ارتياد مكتبةِ مصرَ العامةِ لمعالجة إدماني للقراءة بمزيدٍ من الشغفِ والإدمان.
أشعرُ بإرهاقٍ شديدٍ هذه المرة.. لعله من جراء ما حدث لي اليوم من حالة الاندماج فيما أقرأ والتي تعاودني على فتراتٍ متقطعةٍ . ❝
❞ - بنظرةٍ حادة.. وهل تأخري عنك يبررُ لك أن تتمنى غيري؟ ثم ألم أخبرك من قبل أنني بجانبك عندما أشعر بحاجتك المُلِّحةِ لي؟.. أخبرني عن قصة اليوم التي جعلتك تخونني في أمنيةٍ تتجسدُ في ˝ غادة السمان ˝.
- حاولتُ أن أخفي ارتباكي معتذرًا عن أمنيةٍ صنفتها ملهمتي في خانة الخيانات.. إنها قصة حب صادقة لم يمهلها القدر أن يجني أصحابها ثمرات حبهم ويتذوقوا....
- قاطعتني قائلة: أخبرني المزيد.
- في رأيي يا عنيزة أن غادة كانت امرأة استثنائية بجرأتها وثقافتها وموهبتها الأدبية التي جعلت منها رائدةً في مجالها الأدبي، مما جعل قصة غادة السمان وغسان كنفاني حكايةً تروى.
- ولماذا لا تناديني الليلة باسم ˝ غادة ˝ أيها الماكر؟ لا مانع أن تضيف هذا الاسم لقائمة الأسماء التي يروق لك أن تناديني بها مع كل قصة تستدرجك نحو تفاصيلها ودهاليز من وقعوا أسرى لها.
- يبدو أنكِ كعادتك وكعادة كل أنثى لا تغفري بسهولة حبيبتي.
- نظرتْ لي تلك النظرة التي يعجز أمامها فلاسفة العالم دون تفسير لها، ثم قالت: كل أنثى!
- بادرتُ معتذرًا مقدمًا قرابين طلب العفو والاسترحام...يا ست النساء. ❝ ⏤علاء أبو شحاته
❞ بنظرةٍ حادة.. وهل تأخري عنك يبررُ لك أن تتمنى غيري؟ ثم ألم أخبرك من قبل أنني بجانبك عندما أشعر بحاجتك المُلِّحةِ لي؟.. أخبرني عن قصة اليوم التي جعلتك تخونني في أمنيةٍ تتجسدُ في ˝ غادة السمان ˝.
حاولتُ أن أخفي ارتباكي معتذرًا عن أمنيةٍ صنفتها ملهمتي في خانة الخيانات.. إنها قصة حب صادقة لم يمهلها القدر أن يجني أصحابها ثمرات حبهم ويتذوقوا....
قاطعتني قائلة: أخبرني المزيد.
في رأيي يا عنيزة أن غادة كانت امرأة استثنائية بجرأتها وثقافتها وموهبتها الأدبية التي جعلت منها رائدةً في مجالها الأدبي، مما جعل قصة غادة السمان وغسان كنفاني حكايةً تروى.
ولماذا لا تناديني الليلة باسم ˝ غادة ˝ أيها الماكر؟ لا مانع أن تضيف هذا الاسم لقائمة الأسماء التي يروق لك أن تناديني بها مع كل قصة تستدرجك نحو تفاصيلها ودهاليز من وقعوا أسرى لها.
يبدو أنكِ كعادتك وكعادة كل أنثى لا تغفري بسهولة حبيبتي.
نظرتْ لي تلك النظرة التي يعجز أمامها فلاسفة العالم دون تفسير لها، ثم قالت: كل أنثى!
بادرتُ معتذرًا مقدمًا قرابين طلب العفو والاسترحام...يا ست النساء . ❝
❞ - حاولتُ كثيرًا أن أفهم ذلك الغموض الكامن خلف انجذاب روحٍ إلى أخرى، ما الذي يدفع أحدنا للشعور بالانتماء لشخصٍ آخر يشاركه الكوكب ذاته؟ ما سرّ كلّ هذه المشاعر المعقّدة والمتشابكة التي قد تدفع أحدنا لربط سعادته وتعاسته بكائنٍ آخر حتى وإن لم يبادله ذرّة؟ أتساءل وأضع عشرات الإجابات وأختم دائمًا بالإجابة الأكثر منطقية وإراحة لي: لا أعلم.
- هل تشك يا علاء في حبها لغسان، وأنها لم تكن تبادله المشاعر ذاتها التي جعلته أسيرًا لدائرتها؟
- بالعكس فأنا أومن تمامًا أنها أحبته كما أحبها تماما.
- ضحكت ضحكتها الساخرة كعادتها، لا تتعجل الحكم أيها الأغر، فالليل أمامنا لا يزال طويلًا لتتكشف أمامنا الحقائق وتزول عنها عتمتها.
- تمنيتُ أن أصرخَ في وجهها قائلًا: متى تتوقفين عن إفساد كل قصة حب آمنت بها وخلدتها دواوين العاشقين؟
- نظرت نحوي، وهي تعبث بلحيتي .. لستَ في حاجةٍ إلى أن تصرخ يا صغيري، فأنا ملهمتك التي تقرأ ما يدور بخلدك، لا تتعجل النتيجة، ودَعْ القصةَ تفصحْ عن مكنونها،. ❝ ⏤علاء أبو شحاته
❞ حاولتُ كثيرًا أن أفهم ذلك الغموض الكامن خلف انجذاب روحٍ إلى أخرى، ما الذي يدفع أحدنا للشعور بالانتماء لشخصٍ آخر يشاركه الكوكب ذاته؟ ما سرّ كلّ هذه المشاعر المعقّدة والمتشابكة التي قد تدفع أحدنا لربط سعادته وتعاسته بكائنٍ آخر حتى وإن لم يبادله ذرّة؟ أتساءل وأضع عشرات الإجابات وأختم دائمًا بالإجابة الأكثر منطقية وإراحة لي: لا أعلم.
هل تشك يا علاء في حبها لغسان، وأنها لم تكن تبادله المشاعر ذاتها التي جعلته أسيرًا لدائرتها؟
بالعكس فأنا أومن تمامًا أنها أحبته كما أحبها تماما.
ضحكت ضحكتها الساخرة كعادتها، لا تتعجل الحكم أيها الأغر، فالليل أمامنا لا يزال طويلًا لتتكشف أمامنا الحقائق وتزول عنها عتمتها.
تمنيتُ أن أصرخَ في وجهها قائلًا: متى تتوقفين عن إفساد كل قصة حب آمنت بها وخلدتها دواوين العاشقين؟
نظرت نحوي، وهي تعبث بلحيتي .. لستَ في حاجةٍ إلى أن تصرخ يا صغيري، فأنا ملهمتك التي تقرأ ما يدور بخلدك، لا تتعجل النتيجة، ودَعْ القصةَ تفصحْ عن مكنونها، . ❝
❞ قررتُ أن أُنهي هذا الحوار العبثيّ قبل أن يبدأ، هذا موضوع مات قبل أن ينثرَ ما في رحمه على أرضِ الحياةِ، فيُخلّف مزيدًا من الأوجاع والمسوخ والعلاقات السامة التي تُعَجّلُ برحيلنا قبل الأوان بأوان.
- في محاولة سريعة منها كي تخفف من حدة انفعالي .. مسوخ كمسوخ الزومبي، تلك الجثة المتحركة التي أثارتها وسائل سحرية من الساحرات؟
- انتزعت يدي من قبضتها لمغادرة المكتبة متعللةً بموعدي مع أمي كي نزور طبيبها.
- بطريقتها المعتادة وتدخلها في تفاصيل حياتي من خلال مظلة الحب وعهود الصداقة السليمانية.. سأتركك الآن على أن تخبريني غدًا.
- ضحكت منها، غدًا صديقتي اللدود، ولكن عذرًا، فهذا حديثٌ أمره يطولُ وأنا الليلة مشغولٌ.
وكعادتها وذهنها الحاضر لم تترك لي اقتباسي لتلك الجملة من البرنامج الإذاعي ˝ أنا وصديقي الفيلسوف ˝ بصوت الإذاعي سعد الغزاوي ردًا على الممثلة سميرة عبد العزيز، فباغتتني بتقليدها لصوت الممثلة زوزو نبيل بصوتها الذي لا تخطئه أذن في حلقات ألف ليلة وليلة عبر أثير الإذاعة المصرية العتيقة حين ينقذها ضياءُ الفجر من سيف شهريار.. ˝ مولاي ˝. ❝ ⏤علاء أبو شحاته
❞ قررتُ أن أُنهي هذا الحوار العبثيّ قبل أن يبدأ، هذا موضوع مات قبل أن ينثرَ ما في رحمه على أرضِ الحياةِ، فيُخلّف مزيدًا من الأوجاع والمسوخ والعلاقات السامة التي تُعَجّلُ برحيلنا قبل الأوان بأوان.
في محاولة سريعة منها كي تخفف من حدة انفعالي .. مسوخ كمسوخ الزومبي، تلك الجثة المتحركة التي أثارتها وسائل سحرية من الساحرات؟
انتزعت يدي من قبضتها لمغادرة المكتبة متعللةً بموعدي مع أمي كي نزور طبيبها.
بطريقتها المعتادة وتدخلها في تفاصيل حياتي من خلال مظلة الحب وعهود الصداقة السليمانية.. سأتركك الآن على أن تخبريني غدًا.
ضحكت منها، غدًا صديقتي اللدود، ولكن عذرًا، فهذا حديثٌ أمره يطولُ وأنا الليلة مشغولٌ.
وكعادتها وذهنها الحاضر لم تترك لي اقتباسي لتلك الجملة من البرنامج الإذاعي ˝ أنا وصديقي الفيلسوف ˝ بصوت الإذاعي سعد الغزاوي ردًا على الممثلة سميرة عبد العزيز، فباغتتني بتقليدها لصوت الممثلة زوزو نبيل بصوتها الذي لا تخطئه أذن في حلقات ألف ليلة وليلة عبر أثير الإذاعة المصرية العتيقة حين ينقذها ضياءُ الفجر من سيف شهريار.. ˝ مولاي ˝ . ❝
❞ - ألم يمر عليكِ اعترافها؟ ˝نعم كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني، وكان له وجه طفل وجسد عجوز، عينان من عسل، وغمازة طفل، لم يكن فيه من الخارج ما يشبه صورة البطل التقليدية، والأبطال الحقيقيون يشبهون الرجال العاديين رقة وحزنًا˝..
- ما زلتَ تدافع عنها رغم تهاوي أدلتك!.. أخبرني ما الذي جعلك تتعلق بتلك القصة التي تراها مثالية وتحتذى؟
- نظرتُ في عمق عينيها..يا ليت لي امرأة تحبني كما أحبت غادة السمان غسان كنفاني!.. هذه أمنية مكتومة يا عنيزة في نفوس كثير من الرجال الذين يعادون غادة السمان، ويقفون ضدها ويشوهونها ويجرمونها، وفي نفوس نساء كثيرات يكاد خوفهن يأكلهنّ ويحولهنّ إلى مسوخٍ.
- لم تستطع أن تمنع ضحكها، ساخرة ًمني، وماذا بعد يا سفير ذكورية الرجال وحامل لواء أمانيهم؟
- متجاوزاً سخريتها اللاذعة..لقد تمنيتُ كثيرًا أن تكتبَ عني المرأة التي أحبها كما كتبت وتكتب غادة السمان عن غسان كنفاني.. كم أتمنى أن تبادر تلك المرأة وأن تنشر رسائلي لها، تلك الرسائل التي اشتهيتها فيها، وأخبرتها عن أحلامي بها.. ماذا فعلنا في تلك الليالي المجنونة، لنفعل ما لم نستطع فعله على أرض الواقع.
- حاولت أن تخفي معالم ثورتها قائلةً: ألا تتفضل بقراءة تلك الرسالة التي أوردتها غادة في كتاب الرسائل؟. ❝ ⏤علاء أبو شحاته
❞ ألم يمر عليكِ اعترافها؟ ˝نعم كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني، وكان له وجه طفل وجسد عجوز، عينان من عسل، وغمازة طفل، لم يكن فيه من الخارج ما يشبه صورة البطل التقليدية، والأبطال الحقيقيون يشبهون الرجال العاديين رقة وحزنًا˝..
ما زلتَ تدافع عنها رغم تهاوي أدلتك!.. أخبرني ما الذي جعلك تتعلق بتلك القصة التي تراها مثالية وتحتذى؟
نظرتُ في عمق عينيها..يا ليت لي امرأة تحبني كما أحبت غادة السمان غسان كنفاني!.. هذه أمنية مكتومة يا عنيزة في نفوس كثير من الرجال الذين يعادون غادة السمان، ويقفون ضدها ويشوهونها ويجرمونها، وفي نفوس نساء كثيرات يكاد خوفهن يأكلهنّ ويحولهنّ إلى مسوخٍ.
لم تستطع أن تمنع ضحكها، ساخرة ًمني، وماذا بعد يا سفير ذكورية الرجال وحامل لواء أمانيهم؟
متجاوزاً سخريتها اللاذعة..لقد تمنيتُ كثيرًا أن تكتبَ عني المرأة التي أحبها كما كتبت وتكتب غادة السمان عن غسان كنفاني.. كم أتمنى أن تبادر تلك المرأة وأن تنشر رسائلي لها، تلك الرسائل التي اشتهيتها فيها، وأخبرتها عن أحلامي بها.. ماذا فعلنا في تلك الليالي المجنونة، لنفعل ما لم نستطع فعله على أرض الواقع.
حاولت أن تخفي معالم ثورتها قائلةً: ألا تتفضل بقراءة تلك الرسالة التي أوردتها غادة في كتاب الرسائل؟ . ❝