❞ #كيف _نتخلص _من_ الغضب _المعيق_ لسعادتنا.
فرصة للتغيير لعام جديد2023
يعد الغضب والعصبية مشكلة مركزية كبيرة فى الدين وعلم النفس والطب النفسى والأدب وهو معيق للإيجابية والسلام الداخلى والسكينة والطمأنينة والصحة الجسدية والنفسية وفرص فى الحياة أيضا تضيع بسبب الغضب.
#العصبى لديه صعوبة فى التفكير العقلانى
#العصبى لديه حساسية زائدة لمعظم المواقف فيغضب بسهولة
#العصبى لديه عدم إتزان وفى قلق مستمر يستنزف طاقته
#العصبى يبتعد عن العلاقات الطيبة والإيجابية دائما
˝ما هى أسباب الغضب والعصبية الزائدة˝
يرى بعض العلماء بأنه يشعر الفرد بالغضب عند سحب حريته أو الحد منها أو عند تغيير مخططاته فجأة أو بسبب الأجواء العائلية المزعجة أو بسبب الشعور بعدم الأمان
فالغضب إنفعال ،والإنفعال خبرة إنسانية عامة تحدث لنا يوميا ويظهر من خلال مظاهر سلوكية جسمية ونفسية لدى الفرد
بعض أنواع ممارسة الغضب.
-قد يمارس الفرد الغضب عندما يحقق من خلاله نتيجة معينة فيتعزز لديه ويميل الفرد إلى إستخدامه فى المواقف المماثلة
- قد يكبت الفرد الغضب إراديا زائد عدم إظهاره وينعكس ذلك عليه فى شكل أعراض مرضية سيكوسوماتية وهى أمراض جسدية سببها أمور نفسيه وليست عضوية.
- قد يحول الفرد الغضب عن طريق الإزاحة على أشخاص أضعف منه مكانة وقوة على سبيل المثال مدير مدرسة يعاقب مدرس لأمر ما فيحول هذا المدرس غضبه على التلاميذ أو زوجته أو أولاده.
بعض الحلول التى تساعدنا بإذن الله
1- الوعى:سيد العلاجات أن تكون واعى بهذه الصفة زائد الإعتراف بها ولا تلقى هذه المشكلة على الآخرين أو البيئة فإعترف بغضبك سواء غضب داخلى أو غضب خارجى.
2- تخلص من التوتر الجسدى أول بأول المتبقى نتيجة كظم الغضب عن طريق قراءة القرآن بصوت مرتفع أو ممارسة رياضة بسيطة أو التعبير عن ذلك بالكتابة
3- أوقف الصوت الداخلى السلبى الذى تغذى به نفسك بإستمرار تكرار أنك عصبى تكرار أنهم يعصبونك تكرار أنك سريع الغضب توقف عن الكلمات الداخلية السلبية
4- أكتب جميع المثيرات التى تسبب لك الغضب وتعرف عليها وضع لها حلول مقدما زائد مواجهة المواقف بتفهم.
5- التركيز دائما على رسائل الآخرين وما خلف الكلمات ولا تركز على السلوكيات التى يفعلها الآخرين التحكم فى التركيز يجعل ردة فعلك إيجابية.
6- تدرب على حسم المواقف وأنت فى هدوء تام من خلال تدريب خيالى قبل النوم واغرسها فى عقلك الباطن بمعنى ضع نفسك فى خيالك فى أصعب المواقف التى تثير غضبك ولكنك تتعامل معها بهدوء وإيجابية وسهولة
7- قم بتنمية مهارات التواصل مع الناس -كالإنصات -الحوار الجيد- المجاملات - لغة الجسد الإيجابية- إبتسامة- ملابس جيدة- مظهر جيد
8- نمى المسامحة والمصافحة والحب بداخلك والتغافل على المواقف أول بأول لا تجعلها تتراكم فى داخلك فتجلب لك المتاعب وإن لم تستطع فعل ذلك عبر عن غضبك دون عدوان
أو الفاظ خارجية أخبر الآخرين بما يغضبك بحكمة .
ولا تكن مسلوب الإرادة بارد الهمة فبطلب العلم يمتلك الإنسان روئية صحيحة إنهض إلى العمل يا أخى مازال فى العمر بقية،˝لا تغضب˝ وصية نبوية قليل من عمل بها. ❝ ⏤أسامة سيد محمد زكى
❞
#كيف _نتخلص _من_ الغضب _المعيق_ لسعادتنا.
فرصة للتغيير لعام جديد2023 يعد الغضب والعصبية مشكلة مركزية كبيرة فى الدين وعلم النفس والطب النفسى والأدب وهو معيق للإيجابية والسلام الداخلى والسكينة والطمأنينة والصحة الجسدية والنفسية وفرص فى الحياة أيضا تضيع بسبب الغضب.
#العصبى لديه صعوبة فى التفكير العقلانى
#العصبى لديه حساسية زائدة لمعظم المواقف فيغضب بسهولة
#العصبى لديه عدم إتزان وفى قلق مستمر يستنزف طاقته
#العصبى يبتعد عن العلاقات الطيبة والإيجابية دائما
˝ما هى أسباب الغضب والعصبية الزائدة˝ يرى بعض العلماء بأنه يشعر الفرد بالغضب عند سحب حريته أو الحد منها أو عند تغيير مخططاته فجأة أو بسبب الأجواء العائلية المزعجة أو بسبب الشعور بعدم الأمان فالغضب إنفعال ،والإنفعال خبرة إنسانية عامة تحدث لنا يوميا ويظهر من خلال مظاهر سلوكية جسمية ونفسية لدى الفرد بعض أنواع ممارسة الغضب.
- قد يمارس الفرد الغضب عندما يحقق من خلاله نتيجة معينة فيتعزز لديه ويميل الفرد إلى إستخدامه فى المواقف المماثلة
- قد يكبت الفرد الغضب إراديا زائد عدم إظهاره وينعكس ذلك عليه فى شكل أعراض مرضية سيكوسوماتية وهى أمراض جسدية سببها أمور نفسيه وليست عضوية.
- قد يحول الفرد الغضب عن طريق الإزاحة على أشخاص أضعف منه مكانة وقوة على سبيل المثال مدير مدرسة يعاقب مدرس لأمر ما فيحول هذا المدرس غضبه على التلاميذ أو زوجته أو أولاده.
بعض الحلول التى تساعدنا بإذن الله 1- الوعى:سيد العلاجات أن تكون واعى بهذه الصفة زائد الإعتراف بها ولا تلقى هذه المشكلة على الآخرين أو البيئة فإعترف بغضبك سواء غضب داخلى أو غضب خارجى. 2- تخلص من التوتر الجسدى أول بأول المتبقى نتيجة كظم الغضب عن طريق قراءة القرآن بصوت مرتفع أو ممارسة رياضة بسيطة أو التعبير عن ذلك بالكتابة 3- أوقف الصوت الداخلى السلبى الذى تغذى به نفسك بإستمرار تكرار أنك عصبى تكرار أنهم يعصبونك تكرار أنك سريع الغضب توقف عن الكلمات الداخلية السلبية 4- أكتب جميع المثيرات التى تسبب لك الغضب وتعرف عليها وضع لها حلول مقدما زائد مواجهة المواقف بتفهم. 5- التركيز دائما على رسائل الآخرين وما خلف الكلمات ولا تركز على السلوكيات التى يفعلها الآخرين التحكم فى التركيز يجعل ردة فعلك إيجابية. 6- تدرب على حسم المواقف وأنت فى هدوء تام من خلال تدريب خيالى قبل النوم واغرسها فى عقلك الباطن بمعنى ضع نفسك فى خيالك فى أصعب المواقف التى تثير غضبك ولكنك تتعامل معها بهدوء وإيجابية وسهولة 7- قم بتنمية مهارات التواصل مع الناس -كالإنصات -الحوار الجيد- المجاملات - لغة الجسد الإيجابية- إبتسامة- ملابس جيدة- مظهر جيد 8- نمى المسامحة والمصافحة والحب بداخلك والتغافل على المواقف أول بأول لا تجعلها تتراكم فى داخلك فتجلب لك المتاعب وإن لم تستطع فعل ذلك عبر عن غضبك دون عدوان أو الفاظ خارجية أخبر الآخرين بما يغضبك بحكمة . ولا تكن مسلوب الإرادة بارد الهمة فبطلب العلم يمتلك الإنسان روئية صحيحة إنهض إلى العمل يا أخى مازال فى العمر بقية،˝لا تغضب˝ وصية نبوية قليل من عمل بها . ❝
❞ #مكنون_المرء :
داخلي كهف مهجور وكأنه أرضٌ قاحلة لم تطؤها قدم من قبل ، لا أرغب أنْ يدخله أحد ، أَوِده فارغاً سوى من تلك الأفكار والمبادئ التي أؤمن بها وأحاول الحفاظ عليها من التَشوُّه أو التلوث أو الاندثار وسط هذا الخراب الذي حلَّ بأجمع المجالات في ذاك العصر الذي نعيشه ، ربما رغبت في إبقائه بعيداً عن كل تلك المسوخ منعاً من تَغيُّره للأسوأ ، انخراطه في هذا الوحل الذي قد يطمس الدور الفعال لكل تلك الأفكار التي يشملها ، ربما رغبت في استخدامه بصورة مختلفة ذات يوم ، وددت أنْ يساهم في بناء ونهضة المجتمع ، لم أُرِد أنْ أجعله بلا قيمة ، مملوءاً بما يهدمه ولا يفيده ، لذا جعلته نائياً بتلك الدرجة عن كل ما هو فتاك حتى لا أساعد في امتلائه بالترهات وكأنها أتربة تعلوه فتتراكم سنةً تلو الأخرى حتى تُضيِّع رونقه وجماله الباهر الذي يُميِّزه ويجعله جذاباً لكل مَنْ يراه من على بُعْد ، فالحفاظ على قيمة المكنون الداخلي للمرء هو ما يُبرز تلك المميزات التي تجعله مختلفاً عمَّن سواه فهو لم يرغب يوماً أنْ يكون كالجميع ...
#خلود_أيمن #خواطر #KH. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞
#مكنون_المرء :
داخلي كهف مهجور وكأنه أرضٌ قاحلة لم تطؤها قدم من قبل ، لا أرغب أنْ يدخله أحد ، أَوِده فارغاً سوى من تلك الأفكار والمبادئ التي أؤمن بها وأحاول الحفاظ عليها من التَشوُّه أو التلوث أو الاندثار وسط هذا الخراب الذي حلَّ بأجمع المجالات في ذاك العصر الذي نعيشه ، ربما رغبت في إبقائه بعيداً عن كل تلك المسوخ منعاً من تَغيُّره للأسوأ ، انخراطه في هذا الوحل الذي قد يطمس الدور الفعال لكل تلك الأفكار التي يشملها ، ربما رغبت في استخدامه بصورة مختلفة ذات يوم ، وددت أنْ يساهم في بناء ونهضة المجتمع ، لم أُرِد أنْ أجعله بلا قيمة ، مملوءاً بما يهدمه ولا يفيده ، لذا جعلته نائياً بتلك الدرجة عن كل ما هو فتاك حتى لا أساعد في امتلائه بالترهات وكأنها أتربة تعلوه فتتراكم سنةً تلو الأخرى حتى تُضيِّع رونقه وجماله الباهر الذي يُميِّزه ويجعله جذاباً لكل مَنْ يراه من على بُعْد ، فالحفاظ على قيمة المكنون الداخلي للمرء هو ما يُبرز تلك المميزات التي تجعله مختلفاً عمَّن سواه فهو لم يرغب يوماً أنْ يكون كالجميع ...
❞ فلان مات !! ..
مات .. ؟! مات ازاي ده كان لسه سهران معانا امبارح لنص الليل .. شيء عجيب !! ..
و نمصمص شفاهنا .. ثم ننسى كل شيء و نعود إلى حياتنا الآلية .. و لكن عيننا الداخلية تظل مطلة على هذه الفجوة .. و باطننا يظل يرتجف بهذا القلق المبهم !! ..
الموت بالنسبة لكل منا .. أزمة .. و سؤال .. يبعث على الدهشة و القلق .. والذعر ..
و لكنه بالنسبة للكون شيء آخر ..
إنه بالنسبة للكون ضرورة و فضيلة .. و خير ..
الموت و الحياة حينما ننظر لهما من بعيد .. و هما يعملان في الكون يظهران و هما يخلقان الواقع ..
الموت يبدو مكملًا للحياة .. يبدو كالبستاني الذي يقتلع النباتات الفاسدة و يسوي الأرض و يحرثها ليفسح المجال للبذور الصغيرة الرقيقة لتطرح ثمارها ..
يبدو كالرسام الذي يمحو بفرشاته خطًا ليثبت على اللوحة خطًا جديد أفضل منه ..
يبدو خالقًا في ثوب هدام .. فهو يهدم حائط الجسد .. لأن خلف الحائط يوجد ماء الحياة الجاري ..
حاول أن تتخيل الدنيا بلا موت ..
الدنيا من أيام آدم ..
و المخلوقات و هي تتراكم فيها ..
و لا تموت !!
الناس .. و الذباب .. و الضفادع .. و الحشائش .. و الديدان .. و هي تتراكم .. و يصعد بعضها على أكتاف بعض .. حتى تسد عين الشمس .. إن الحياة تبدو شيئا كالاختناق ..
إن الكائن الحي يحب نفسه فقط .. و يحب اللحظة الصغيرة التي يعيشها و لهذا يكره الموت .. و لكن الموت يحب كل اللحظات و يحب الزمن .. و يحب المستقبل .. و لهذا يتساقط الناس من غرباله كالنشارة ليقوم على أشلائهم ناس آخرون أحسن منهم و هكذا دواليك ..
الموت هو عملية المونتاج التي تعمل في الشريط الوجودي كله فتقصه إلى عدة لقطات واقعية .. كل منها له عمر محدود !! ..
و الموت يخلق واقع الأشياء الجامدة أيضا كما يخلق واقع المخلوقات الحية ..
الأشياء الجامدة لها نهاية .. و العين تدركها لأن لها نهاية .. نهاية في الطول و العرض و العمق .. و لو كانت لا نهائية في طولها و عرضها و عمقها لاختفت .. و لأصبحت عالية في الإدراك .. غير موجودة
..
إن التناهي هو الذي يوجدها..
و التناهي هو الموت ..
كل ما في الكون من إنسان و حيوان و نبات و جماد إذن متناه له حدود .. الموت يأكل أطرافه .. و يقص حواشيه .. و يبرزه .. و يوجده و يخلقه في نفس الوقت ..
الموت فضيلة و خير بالنسبة للكون كله لأن به تكون الأشياء موجودة و تكون المخلوقات مضطربة بالشعور و الحياة ..
و لكنه شر الرذائل بالنسبة للإنسان الفرد .. بالنسبة لك أنت .. و لي أنا .. لأنه ينفقنا كضرائب إنشاء و تعمير .. و يقدمنا قرابين على مذبح الوجود.
و نحن لا نفهم هذا النوع من القربان .. و لا نستطيع أن نفهمه لأنه قربان فظيع .. و تضحية معناها أن نموت و نهلك !! .
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ فلان مات !! .. مات .. ؟! مات ازاي ده كان لسه سهران معانا امبارح لنص الليل .. شيء عجيب !! .. و نمصمص شفاهنا .. ثم ننسى كل شيء و نعود إلى حياتنا الآلية .. و لكن عيننا الداخلية تظل مطلة على هذه الفجوة .. و باطننا يظل يرتجف بهذا القلق المبهم !! .. الموت بالنسبة لكل منا .. أزمة .. و سؤال .. يبعث على الدهشة و القلق .. والذعر .. و لكنه بالنسبة للكون شيء آخر .. إنه بالنسبة للكون ضرورة و فضيلة .. و خير .. الموت و الحياة حينما ننظر لهما من بعيد .. و هما يعملان في الكون يظهران و هما يخلقان الواقع .. الموت يبدو مكملًا للحياة .. يبدو كالبستاني الذي يقتلع النباتات الفاسدة و يسوي الأرض و يحرثها ليفسح المجال للبذور الصغيرة الرقيقة لتطرح ثمارها .. يبدو كالرسام الذي يمحو بفرشاته خطًا ليثبت على اللوحة خطًا جديد أفضل منه .. يبدو خالقًا في ثوب هدام .. فهو يهدم حائط الجسد .. لأن خلف الحائط يوجد ماء الحياة الجاري .. حاول أن تتخيل الدنيا بلا موت .. الدنيا من أيام آدم .. و المخلوقات و هي تتراكم فيها .. و لا تموت !! الناس .. و الذباب .. و الضفادع .. و الحشائش .. و الديدان .. و هي تتراكم .. و يصعد بعضها على أكتاف بعض .. حتى تسد عين الشمس .. إن الحياة تبدو شيئا كالاختناق .. إن الكائن الحي يحب نفسه فقط .. و يحب اللحظة الصغيرة التي يعيشها و لهذا يكره الموت .. و لكن الموت يحب كل اللحظات و يحب الزمن .. و يحب المستقبل .. و لهذا يتساقط الناس من غرباله كالنشارة ليقوم على أشلائهم ناس آخرون أحسن منهم و هكذا دواليك .. الموت هو عملية المونتاج التي تعمل في الشريط الوجودي كله فتقصه إلى عدة لقطات واقعية .. كل منها له عمر محدود !! .. و الموت يخلق واقع الأشياء الجامدة أيضا كما يخلق واقع المخلوقات الحية .. الأشياء الجامدة لها نهاية .. و العين تدركها لأن لها نهاية .. نهاية في الطول و العرض و العمق .. و لو كانت لا نهائية في طولها و عرضها و عمقها لاختفت .. و لأصبحت عالية في الإدراك .. غير موجودة .. إن التناهي هو الذي يوجدها.. و التناهي هو الموت .. كل ما في الكون من إنسان و حيوان و نبات و جماد إذن متناه له حدود .. الموت يأكل أطرافه .. و يقص حواشيه .. و يبرزه .. و يوجده و يخلقه في نفس الوقت .. الموت فضيلة و خير بالنسبة للكون كله لأن به تكون الأشياء موجودة و تكون المخلوقات مضطربة بالشعور و الحياة .. و لكنه شر الرذائل بالنسبة للإنسان الفرد .. بالنسبة لك أنت .. و لي أنا .. لأنه ينفقنا كضرائب إنشاء و تعمير .. و يقدمنا قرابين على مذبح الوجود. و نحن لا نفهم هذا النوع من القربان .. و لا نستطيع أن نفهمه لأنه قربان فظيع .. و تضحية معناها أن نموت و نهلك !! . . ❝
❞ تتراكم مشكلات النفس دون أن نشعر ما المشكلة، وما الذي يؤلمنا، نُصدِر أحكامًا قاسية على هذه النفس دون محاكمة عادلة، تتأثر كل جوانب حياتنا. ولا ندري أن المشكلة الحقيقية هي مشكلتنا في التعامل الخاطئ مع النفس! لهذا أقدم لك هذا الكتاب كمرشد لك في الطريق. ❝ ⏤محمد ابراهيم
❞ تتراكم مشكلات النفس دون أن نشعر ما المشكلة، وما الذي يؤلمنا، نُصدِر أحكامًا قاسية على هذه النفس دون محاكمة عادلة، تتأثر كل جوانب حياتنا. ولا ندري أن المشكلة الحقيقية هي مشكلتنا في التعامل الخاطئ مع النفس! لهذا أقدم لك هذا الكتاب كمرشد لك في الطريق . ❝
❞ أغسطس القاتل
ودرجة الحرارة أربعون درجة ، و الزنزانة متر فى متر، و السجين يدور حول نفسه منذ ساعات ثم ينهار فى ركن ثم يتجمد كتمثال يحملق أمامه بأعين ثابتة زجاجية تخترق الجدران و تخترق الزمن . إنه فى إنتظار من يفتح الباب و يقوده لتنفيذ حكم الإعدام ..
ربما يحدث هذا اليوم و ربما يحدث غداً .. وربما يحدث الأن .
وشريط حياته يمر أمام عينه سريعاً .
إنه صيدلى ورجل أعملا ناجح .. له صيدلية فى أكبر ميادين الكويت يكسب منها ثمانية آلاف جنيه شهرياً .. ولا يحتاج منه هذا المكسب الضخم أكثر من العمل بضع ساعات هو وزوجته فى الصيدلية كل يوم .
وقد اشتغل فى بيع وشراء الأراضى فارتفع رصيده فى سنوات من عدة آلاف إلى عدة ملايين من الدنانير .
ثم اشتغل فى بناء و بيع الفيلات و العمارات .. ثم فى الأدوات الكهربائية و الأثاث ثم فى تجارة العربات القديمة .. فتضاعفت ثروته إلى أرقام فلكية .
وتصور أنه لم يعد ينقصه هو وزجته شئ ..فكل ما يرغبان فيه يحصلان عليه بإشارة من طرف البنان .. وكل ما يحلمان به يحققانه فى أقل من إغماضة عين .
هكذا كان يتصور حتى شهور قليلة حينما حدثت الحادثة الرهيبة .
وقد بدأت الحادثة بملاحظة بسيطة هى تناقص تدريجى فى أمبولات المورفين بالصيدلية و بإعادة الحسابات اكتشف أن هناك تناقصاً مماثلاً فى أمبولات الكوديين و اللومينال و الكاربيتال و فى عدد من المخدرات الممنوع تداولها بدون روشتات و لم يكن أحد يملك مفتاح دولاب المخدرات سواء هو وزوجته .
ولا يد غريبة تعمل معهما بالصيدلية ..
ولم يكن الشك يخرج من أحد اثنين .. إما هو .. و إما زوجته .
وكانت حالتها النفسية فى السنوات الأخيرة تشير إليها بإصبع الإتهام .. نوبات الخدر و الذهول و الرغبة فى الوحدة ، ثم نوبات التوتر و العصبية .. ثم الرغبة فى النوم .. ثم الإمساك المزمن و فقدان الشهية و الكآبة و السوداوية .
إنها هى إذن ... و لكن ما السر ؟؟؟
و كتم الأمر فى نفسه و لم يشأ أن يسألها .. و راح يتجسس ...
و اكتشف أنها تبعث بخطابات منتظمة إلى القاهرة بمعدل خطاب كل ثلاثة أو أربع أيام وراح يفتش فى أدراجها ، وعثر على أحد هذه الخطابات .. وكانت ما تزال تكتب فى صفحته الأخيرة .. و لم تنته من بعد .
ووقف شعر رأسه و تصبب منه العرق بارداً و هو يقرأ ..
كان خطاب حب ملتهب به سطورعن علاقة مكشوفة وتفاصيل عن اللذة المحمومة التى غمرتها من الرأس إلى القدم حينما ذاقت أول قبلة .. وكاد قلبه يتوقف وهو يقرأ كلماتها :
" صدقنى لم أشعر بأى شعور بين ذراعى زوجى حينما أتخيل أنك هو " و كانت السطور تعود فتحلق إلى نبرة غامضة شرية حينما تقول : " ما أجمل اللحظة التى لا مس فيها سرك سرى . وانطوى نورك نورى و شعرت أنى ذبت تماماً وعدت كما بدأت .. مجرد لا شئ " ..
وأعاد الخطاب إلى الدرج و يده ترتجف كأنما أصابه مس من جنون ..
و لكنه كتم الأمر و لم يشأ أن يفاتحها و طار إلى القاهرة إلى عنوان الرجل .. وكانت المفاجئة الثانية الصاعقة الثانية .. فقد اكتشف أن الرجل مات من خمس عشرة سنة فى حادث تصادم فى طريق مصر الأسكندرية الصحراوى .. أى أنه مات قبل زواجه منها ...
هى إذن قصة حب مع رجل ميت . مع شبح .. مع ماض سحيق ..
ولكن ما هذا التجسيد الغريب المثير للمشاعر .. وكأنها تخاطب أعضاء تلمسها .. وتباشر حالات حية .. وتعيش فى حاضر مهيمن يملأ عليها أقطار أحاسيسها فتتكلم فى صراحة بذيئة عن ذلك الإحساس اللذيذ .. ثم يعود فيحلق بها الخيال المحموم إلى تلك النبرات الشعرية الغامضة .. عن السر الذى لا مس السر .. و النور الذى انطوى فى النور .. وعن الذوبان حتى التلاشى و العدم .
أيمكن أن يفعل ذلك هذا رجل مات و تحلل وأصبح رمة عفنة وتراباً منذ خمس عشرة سنة ؟
أم أنه أمام حالة جنون كامل ؟
تلك المرأة الضامرة الهزيلة ذات الجمال الذابل و النظرات الناعسة الأنثوية .. ذلك الكيان الحريرى فى الأربعين الذى يودع جماله ..
أتكون قد أصابها مس من صرع و قد رأت جمالها يذوى و ألقى فى وجهها بكل شئ ..
ونظرت إليه نظرات مخدورة واتسعت عيناها الناعسة الأنثوية وكأنما تيقظت من حلم ، وأشاحت بيديها كأنما تزيح الأغطية أو تنفض غبار تابوت ..
قال فى صوت متهدج :
لم فعلت هذا ؟
فأجابت فى نبرة ساهمة لكن ثابتة :
أنا أعيش حياة لا تطاق ..
أنت تملكين كل شئ ..
نحن لا نحب ما نملك ..
كل ما تحلمين به تجدينه ..
نحن لا نحلم بما نجد ، بل نحلم بالعزيز الذى لا ينال ..
ماذا ينقصك ؟؟
الحب ..
و لكنى تصورت أنك تحبين المال حتى الموت .
و هل يُِِحب الأسمنت و الحديد و الخشب ؟؟
حياتنا كانت دائمة حافلة بالنجاح .
بل كانت دائمة صدئة خالية من لمسة الشعر و كلمة الحنان ..
ما حكاية هذا الرجل .. هل كنت عشيقته قبل زواجنا ؟؟ صارحينى بالله ..
فابتسمت إبتسامة باهتة .. و قالت فى هدوء :
بل مجرد لقاء مصادفة فى إحدى المكتبات العامة .. تبادلنا فيه بعض الكلمات .. لم يلمس يدى و لم ألمس يده .. و لم أره بعد ذلك .. و إنما كنت أقرأ له فى الصحف.. كاتبا ً مشهوراً .. ثم مات فى حادث تصادم .. وقرأت نعيه كما قرأته أنت وكما قرأه كل الناس .. ثم قابلتك وتزوجنا و هذا كل شئ ..
أنت إمرأة مجنونة ..
بل إمرأة عاقلة تريد أن تعيش حياة حقيقية ..
أليست حياتنا حقيقية ؟؟
إنها مجرد كمبيالات وإيصالات وشيكات وأوراق نقدية تتراكم بدون معنى وخارج إطار هذه الكمبيالات والشيكات لاوجود لشئ لا إيمان بشئ .. لا حب لشئ .. إن حياتك هى الجنون و الــــــلامعقول ذاته و ليست حياتى .
إنظرى إلى ما فعلت بنفسك .. مورفين كوديين و هيروين و كوكايين .. أهذه الحياة .
أفعل هذا لأتحمل الحرمان و الجفاف الذى أعيشه معك .
و لماذا لم تطلبى الطلاق ؟
إنتهى العمر و هذا قدرى و لم يعد فى الإمكان البدء من جديد .. وحياتنا هى خطؤنا نحن الإثنين و ليست خطأك وحدك .. وربما كان ذنبى أكبر من ذنبك .
ذنبك أكبر!!! كيف؟؟؟؟؟
لأنى كنت أعلم جريمتى و أستمرفيها .. أما أنت فلم تكن تعلم ماذا تفعل بنفسك .. كنت تحب المال حتى الموت بالفعل .. وكنت صادقاً مع نفسك فى هذا الدأب الـــلامعقول .. أما أنا فظل فى داخلى شعور واع رافض لكل شئ .. لكنى أستمررت وحاولت أن أعالج الخطأ ثم أعالج الخطأين بخطأ ثالث .. حتى التهيت إلى تلوث كامل .
ماذا تعنين بتلوث كامل ؟
فجمعت شجاعتها و ألقت بالمفاجئة الثالثة الصاعقة .
لن أكتم عنك شيئاً .. سوف أضع عن قلبى كل أثقاله و أستريح .. سوف أقول لك كل الحقيقة .
و شعر بأنها سوف تلقى بكارثة فقال مشفقاً على نفسه و عليها :
سعاد .. أرجوك .. لا داعى .
وكنها استمرت بصوت معدنى بارد ميت كأنها مصفحة تمر فوق أضلاعه :
لقد خنتك مع كل رجل دخل هذا البيت .. وتصورت فى كل مرة أنى سوف أحب هذا الرجل أو ذاك حتى الموت ثم اكتشفت فى كل مرة أنى أكثر مللاً .. وأنى أمام شئ مضجر لا يطاق .. و لم يبق لى فى النهاية إلا ذاك الرجل الشبح الحلم العزيز الذى لا ينال ذلك الجمال الشفيف من وراء الغيب .
ثم انهارت فجأة تبكى و كأنها تتلاشى فى دموعها و تكوم هو مهزماً فى كرسيه و هو يغمغم :
أنت مجنونة .. مجنونة .
و لا يعلم كيف مضت به الأيام بعد ذلك .
و لا يستطيع أن يصف هذه الظلمة التى مازحته حتى قضت عليه .
و حينما دبر بعد ذلك قتلها بالسم لم يكن سبب القتل أنها خانته و إنما كان السبب الحقيقى أنها قتلته و أنها مزقت الستر عن حياته فأصابته بعدواها و نقلت إليه الشعور المرهف بعدم الجدوى ..
فأصبح يعيش فى خواء تام و قد سلبته الإحساس بالهدف وحرمته لذة الجمع و النجاح .. فانكشف له الجنون و الآلية و العبث فى هذا الجمع اللامعقول ــــــ وهذا الجرى وراء اللاشئ .. فأدرك أنه لم يعش وأنه لم يكن يعيش فى أى يوم .
نعم .. لقد دبر لقتلها بإصرار و تعمد و ليس بإنفعال و لا بغضب الزوج الذى أهين فى شرفه .. وإنما بإحساس قتيل يثأر من قاتله .. وبإحساس رجل فقد كل شئ .. فقد نفسه وروحه وجوهره و لذته وحافز كفاحه .
و حينما كانت تموت كانت عيناها تبتسمان .
وكانت تبدو وكأنما تخففت من أثقالها .
و قالت له فى نبرة شكر و هى تقبل يده :
هذا هو العمل الوحيد المعقول الذى صنعته فى حياتك .
و سلم نفسه للنيابة فى ذلك اليوم وكتب اعترافاً كاملاً بخط يده
وكان تعليق القاضى الذى أصدرالحكم وهورجل صوفى إلى زميله:
إن كل الذين عبروا من هنا إلى المشانق قالوا إنهم أحبوا حتى الموت ، البعض أحب الخشب و الحديد ، و البعض أحبوا السلطة ، و البعض الآ خر أحب إمرأة ، و البعض أحب نفسه ...و لا شئ من هذا الحب يروى عطشاً كلهم كانوا كمن يشرب من ماء مالح
كلما ازداد شرباً ازداد ظمئاً
و لهذا حاولت صاحبتنا أن تسعى بحبها إلى العزيز الذى لا ينال فأحبت الميت فكانت أكثر سقوطاً وصرفت وجهها عن الوجود لتسقط فى العدم .. و لو أنها أحبت الحى الذى لا يموت و لو أنها عرفت جمال وجه الله المستور من وراء الغيب لأدركت طريقها و لتغيرت القصة ....
و لكن .. "ولكن" هذه هى جريمتنا جميعاً
----------------------. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ أغسطس القاتل ودرجة الحرارة أربعون درجة ، و الزنزانة متر فى متر، و السجين يدور حول نفسه منذ ساعات ثم ينهار فى ركن ثم يتجمد كتمثال يحملق أمامه بأعين ثابتة زجاجية تخترق الجدران و تخترق الزمن . إنه فى إنتظار من يفتح الباب و يقوده لتنفيذ حكم الإعدام ..
ربما يحدث هذا اليوم و ربما يحدث غداً .. وربما يحدث الأن .
وشريط حياته يمر أمام عينه سريعاً . إنه صيدلى ورجل أعملا ناجح .. له صيدلية فى أكبر ميادين الكويت يكسب منها ثمانية آلاف جنيه شهرياً .. ولا يحتاج منه هذا المكسب الضخم أكثر من العمل بضع ساعات هو وزوجته فى الصيدلية كل يوم .
وقد اشتغل فى بيع وشراء الأراضى فارتفع رصيده فى سنوات من عدة آلاف إلى عدة ملايين من الدنانير .
ثم اشتغل فى بناء و بيع الفيلات و العمارات .. ثم فى الأدوات الكهربائية و الأثاث ثم فى تجارة العربات القديمة .. فتضاعفت ثروته إلى أرقام فلكية .
وتصور أنه لم يعد ينقصه هو وزجته شئ ..فكل ما يرغبان فيه يحصلان عليه بإشارة من طرف البنان .. وكل ما يحلمان به يحققانه فى أقل من إغماضة عين .
هكذا كان يتصور حتى شهور قليلة حينما حدثت الحادثة الرهيبة .
وقد بدأت الحادثة بملاحظة بسيطة هى تناقص تدريجى فى أمبولات المورفين بالصيدلية و بإعادة الحسابات اكتشف أن هناك تناقصاً مماثلاً فى أمبولات الكوديين و اللومينال و الكاربيتال و فى عدد من المخدرات الممنوع تداولها بدون روشتات و لم يكن أحد يملك مفتاح دولاب المخدرات سواء هو وزوجته .
ولا يد غريبة تعمل معهما بالصيدلية ..
ولم يكن الشك يخرج من أحد اثنين .. إما هو .. و إما زوجته .
وكانت حالتها النفسية فى السنوات الأخيرة تشير إليها بإصبع الإتهام .. نوبات الخدر و الذهول و الرغبة فى الوحدة ، ثم نوبات التوتر و العصبية .. ثم الرغبة فى النوم .. ثم الإمساك المزمن و فقدان الشهية و الكآبة و السوداوية .
إنها هى إذن ... و لكن ما السر ؟؟؟
و كتم الأمر فى نفسه و لم يشأ أن يسألها .. و راح يتجسس ...
و اكتشف أنها تبعث بخطابات منتظمة إلى القاهرة بمعدل خطاب كل ثلاثة أو أربع أيام وراح يفتش فى أدراجها ، وعثر على أحد هذه الخطابات .. وكانت ما تزال تكتب فى صفحته الأخيرة .. و لم تنته من بعد .
ووقف شعر رأسه و تصبب منه العرق بارداً و هو يقرأ .. كان خطاب حب ملتهب به سطورعن علاقة مكشوفة وتفاصيل عن اللذة المحمومة التى غمرتها من الرأس إلى القدم حينما ذاقت أول قبلة .. وكاد قلبه يتوقف وهو يقرأ كلماتها :
" صدقنى لم أشعر بأى شعور بين ذراعى زوجى حينما أتخيل أنك هو " و كانت السطور تعود فتحلق إلى نبرة غامضة شرية حينما تقول : " ما أجمل اللحظة التى لا مس فيها سرك سرى . وانطوى نورك نورى و شعرت أنى ذبت تماماً وعدت كما بدأت .. مجرد لا شئ " ..
وأعاد الخطاب إلى الدرج و يده ترتجف كأنما أصابه مس من جنون ..
و لكنه كتم الأمر و لم يشأ أن يفاتحها و طار إلى القاهرة إلى عنوان الرجل .. وكانت المفاجئة الثانية الصاعقة الثانية .. فقد اكتشف أن الرجل مات من خمس عشرة سنة فى حادث تصادم فى طريق مصر الأسكندرية الصحراوى .. أى أنه مات قبل زواجه منها ...
هى إذن قصة حب مع رجل ميت . مع شبح .. مع ماض سحيق .. ولكن ما هذا التجسيد الغريب المثير للمشاعر .. وكأنها تخاطب أعضاء تلمسها .. وتباشر حالات حية .. وتعيش فى حاضر مهيمن يملأ عليها أقطار أحاسيسها فتتكلم فى صراحة بذيئة عن ذلك الإحساس اللذيذ .. ثم يعود فيحلق بها الخيال المحموم إلى تلك النبرات الشعرية الغامضة .. عن السر الذى لا مس السر .. و النور الذى انطوى فى النور .. وعن الذوبان حتى التلاشى و العدم .
أيمكن أن يفعل ذلك هذا رجل مات و تحلل وأصبح رمة عفنة وتراباً منذ خمس عشرة سنة ؟ أم أنه أمام حالة جنون كامل ؟
تلك المرأة الضامرة الهزيلة ذات الجمال الذابل و النظرات الناعسة الأنثوية .. ذلك الكيان الحريرى فى الأربعين الذى يودع جماله ..
أتكون قد أصابها مس من صرع و قد رأت جمالها يذوى و ألقى فى وجهها بكل شئ ..
ونظرت إليه نظرات مخدورة واتسعت عيناها الناعسة الأنثوية وكأنما تيقظت من حلم ، وأشاحت بيديها كأنما تزيح الأغطية أو تنفض غبار تابوت .. قال فى صوت متهدج :
لم فعلت هذا ؟ فأجابت فى نبرة ساهمة لكن ثابتة :
أنا أعيش حياة لا تطاق .. أنت تملكين كل شئ .. نحن لا نحب ما نملك .. كل ما تحلمين به تجدينه .. نحن لا نحلم بما نجد ، بل نحلم بالعزيز الذى لا ينال .. ماذا ينقصك ؟؟ الحب .. و لكنى تصورت أنك تحبين المال حتى الموت . و هل يُِِحب الأسمنت و الحديد و الخشب ؟؟ حياتنا كانت دائمة حافلة بالنجاح . بل كانت دائمة صدئة خالية من لمسة الشعر و كلمة الحنان .. ما حكاية هذا الرجل .. هل كنت عشيقته قبل زواجنا ؟؟ صارحينى بالله .. فابتسمت إبتسامة باهتة .. و قالت فى هدوء : بل مجرد لقاء مصادفة فى إحدى المكتبات العامة .. تبادلنا فيه بعض الكلمات .. لم يلمس يدى و لم ألمس يده .. و لم أره بعد ذلك .. و إنما كنت أقرأ له فى الصحف.. كاتبا ً مشهوراً .. ثم مات فى حادث تصادم .. وقرأت نعيه كما قرأته أنت وكما قرأه كل الناس .. ثم قابلتك وتزوجنا و هذا كل شئ .. أنت إمرأة مجنونة .. بل إمرأة عاقلة تريد أن تعيش حياة حقيقية .. أليست حياتنا حقيقية ؟؟ إنها مجرد كمبيالات وإيصالات وشيكات وأوراق نقدية تتراكم بدون معنى وخارج إطار هذه الكمبيالات والشيكات لاوجود لشئ لا إيمان بشئ .. لا حب لشئ .. إن حياتك هى الجنون و الــــــلامعقول ذاته و ليست حياتى . إنظرى إلى ما فعلت بنفسك .. مورفين كوديين و هيروين و كوكايين .. أهذه الحياة . أفعل هذا لأتحمل الحرمان و الجفاف الذى أعيشه معك . و لماذا لم تطلبى الطلاق ؟ إنتهى العمر و هذا قدرى و لم يعد فى الإمكان البدء من جديد .. وحياتنا هى خطؤنا نحن الإثنين و ليست خطأك وحدك .. وربما كان ذنبى أكبر من ذنبك . ذنبك أكبر!!! كيف؟؟؟؟؟ لأنى كنت أعلم جريمتى و أستمرفيها .. أما أنت فلم تكن تعلم ماذا تفعل بنفسك .. كنت تحب المال حتى الموت بالفعل .. وكنت صادقاً مع نفسك فى هذا الدأب الـــلامعقول .. أما أنا فظل فى داخلى شعور واع رافض لكل شئ .. لكنى أستمررت وحاولت أن أعالج الخطأ ثم أعالج الخطأين بخطأ ثالث .. حتى التهيت إلى تلوث كامل . ماذا تعنين بتلوث كامل ؟ فجمعت شجاعتها و ألقت بالمفاجئة الثالثة الصاعقة . لن أكتم عنك شيئاً .. سوف أضع عن قلبى كل أثقاله و أستريح .. سوف أقول لك كل الحقيقة .
و شعر بأنها سوف تلقى بكارثة فقال مشفقاً على نفسه و عليها : سعاد .. أرجوك .. لا داعى .
وكنها استمرت بصوت معدنى بارد ميت كأنها مصفحة تمر فوق أضلاعه :
لقد خنتك مع كل رجل دخل هذا البيت .. وتصورت فى كل مرة أنى سوف أحب هذا الرجل أو ذاك حتى الموت ثم اكتشفت فى كل مرة أنى أكثر مللاً .. وأنى أمام شئ مضجر لا يطاق .. و لم يبق لى فى النهاية إلا ذاك الرجل الشبح الحلم العزيز الذى لا ينال ذلك الجمال الشفيف من وراء الغيب .
ثم انهارت فجأة تبكى و كأنها تتلاشى فى دموعها و تكوم هو مهزماً فى كرسيه و هو يغمغم : أنت مجنونة .. مجنونة .
و لا يعلم كيف مضت به الأيام بعد ذلك . و لا يستطيع أن يصف هذه الظلمة التى مازحته حتى قضت عليه . و حينما دبر بعد ذلك قتلها بالسم لم يكن سبب القتل أنها خانته و إنما كان السبب الحقيقى أنها قتلته و أنها مزقت الستر عن حياته فأصابته بعدواها و نقلت إليه الشعور المرهف بعدم الجدوى ..
فأصبح يعيش فى خواء تام و قد سلبته الإحساس بالهدف وحرمته لذة الجمع و النجاح .. فانكشف له الجنون و الآلية و العبث فى هذا الجمع اللامعقول ــــــ وهذا الجرى وراء اللاشئ .. فأدرك أنه لم يعش وأنه لم يكن يعيش فى أى يوم .
نعم .. لقد دبر لقتلها بإصرار و تعمد و ليس بإنفعال و لا بغضب الزوج الذى أهين فى شرفه .. وإنما بإحساس قتيل يثأر من قاتله .. وبإحساس رجل فقد كل شئ .. فقد نفسه وروحه وجوهره و لذته وحافز كفاحه .
و حينما كانت تموت كانت عيناها تبتسمان . وكانت تبدو وكأنما تخففت من أثقالها . و قالت له فى نبرة شكر و هى تقبل يده :
هذا هو العمل الوحيد المعقول الذى صنعته فى حياتك .
و سلم نفسه للنيابة فى ذلك اليوم وكتب اعترافاً كاملاً بخط يده
وكان تعليق القاضى الذى أصدرالحكم وهورجل صوفى إلى زميله:
إن كل الذين عبروا من هنا إلى المشانق قالوا إنهم أحبوا حتى الموت ، البعض أحب الخشب و الحديد ، و البعض أحبوا السلطة ، و البعض الآ خر أحب إمرأة ، و البعض أحب نفسه ...و لا شئ من هذا الحب يروى عطشاً كلهم كانوا كمن يشرب من ماء مالح كلما ازداد شرباً ازداد ظمئاً
و لهذا حاولت صاحبتنا أن تسعى بحبها إلى العزيز الذى لا ينال فأحبت الميت فكانت أكثر سقوطاً وصرفت وجهها عن الوجود لتسقط فى العدم .. و لو أنها أحبت الحى الذى لا يموت و لو أنها عرفت جمال وجه الله المستور من وراء الغيب لأدركت طريقها و لتغيرت القصة .... و لكن .. "ولكن" هذه هى جريمتنا جميعاً