❞ العينُ تبكي دَماً والقلبُ يتقطعْ توجعاً عليكمْ فمَا باليدِ حيلهً ولا قوه.
قتلٌ، تعذيبٌ، تخريب.
قتلٌ بأبشعْ الطرق، تعذيبٌ بقطعْ الماءُ، الكهرباءُ، وكل مستلزمات الحياة، تخريب الديار بالصواريخْ الصهيونيه لذلك الشعب البرئ.
لو كانَ النبيُ محمدٍ موجوداً أكانَ يرضي بهذا؟
أكانَ يسكتْ علي هذا؟
لا والذي نفسي بيده لا فماذا نحنُ فاعلون؟
أيُّهَا المسلمون القضيه ليستْ قضية فلسطين بمفردها ولكنها أيضاً قضيتنا.
حُكَّام العربْ، حُكَّام إذا دُعووا للمعالي إختبؤا، وإذا دُعووا إلي أشياء لا قيمةَ لها نهضوا، فاليومَ أقولُ كما قالَ الشاعر، لا سمعاً ولا طوعاً لمنْ كانَ فوق العرشُ وغدٌ.
عندما نهضتْ أرض الشهداء ترفع الظُلمْ الواقع عليها، قالوا عليها إرهابيه، وهي تقول لن نقتلْ طفل، ولنْ نقتل إمرأة، ولنْ نَقتُل شيخٌ كبير، وعلي النقيضُ من ذلك إسرائيل فعلتْ مالا يمكن لعقلٍ أن يتصوره، ويقولون هي تُدَافِع عن نفسها ما هذا الدفاع الذي دفعها إلي قتل أطفال أبرياء، ونساء؟ ما هذا الدفاع؟
إسرائيل ي دوله الذُّلِ والجُبن، أتفرحين بقتلهم؟ والذي نفسي بيده لو علمتِ ماذا أنتِ فاعلهٌ بهم ما فرحتِ، فأنتِ بقتلهم تودي إلي دخولهم جنَّه الخُلد.
إسرائيل ي دوله الذُّلِ والجُبن، لو إستطعتِ أن تقاتلي الجيش الفليسطيني ما قتلتِ أطفالاً ولا نساءً.
إسرائيل ي دوله الذُّلِ والجبن، أنتِ تقاتلين أُسُوداً يحبون الموتَ كما تحبينَ أنتيَ الحياة فماذا أنتِ بفاعله؟
إسرائيل ي دوله الذُّلِ والجُبن، زعمتِ أن الأرضَ ملككِ كيف؟ كيف وانتِ تعلمين انها ملكهم وبها قدسهم؟
ي دوله الشُهداء
لا تيئسي من روح الله، عاجلاً أمْ آجلاً فالنصرُ حليفكِ بإذن الله، فأيقني ذلك، فمعكِ رب العالمينَ والعالمين.
ي دوله الأبطال
نحنُ في ذهولٍ عما يقال، فموعدكم أعلي الجنان عند الرحمن.
ي دوله الأُسُود
والذي أرسل محمدٍ بالهُدي أنتم من فزتم ونحنُ من خسر.
ي دولة الشجعان
ي ليتني طائرٌ يحلق في السماء فآتي إليكِ وأفوزُ بهذه المنزلة.
شهداء،الكلمه التي تُقَشعَر لها الأبدان وتُرَّقُ لها القلوب.
ي دوله القوة والأمان
العينُ تملأُوها الدموع فكادت تسيل بغزارة، فها أنا أصبحتُ متيمةٍ بكِ.
ي دولة الحُبِّ والحنان
إن كانَ بُكائي سَيُوقِفْ ما يُفعلْ بكِ لبكيتُ ليلاً، ونهاراً، روحاً، وبدناً.
فِدَاكِ نفسي ي دولة العظماء.
فلسطين ستبقي حُرَّة أبيَّه ليوم الدين.
الكاتبه_ندي السيد (فِرُونِدَا).. ❝ ⏤ندى السيد (فِـرُونِـدَا)
❞ العينُ تبكي دَماً والقلبُ يتقطعْ توجعاً عليكمْ فمَا باليدِ حيلهً ولا قوه.
قتلٌ، تعذيبٌ، تخريب.
قتلٌ بأبشعْ الطرق، تعذيبٌ بقطعْ الماءُ، الكهرباءُ، وكل مستلزمات الحياة، تخريب الديار بالصواريخْ الصهيونيه لذلك الشعب البرئ.
لو كانَ النبيُ محمدٍ موجوداً أكانَ يرضي بهذا؟
أكانَ يسكتْ علي هذا؟
لا والذي نفسي بيده لا فماذا نحنُ فاعلون؟
أيُّهَا المسلمون القضيه ليستْ قضية فلسطين بمفردها ولكنها أيضاً قضيتنا.
حُكَّام العربْ، حُكَّام إذا دُعووا للمعالي إختبؤا، وإذا دُعووا إلي أشياء لا قيمةَ لها نهضوا، فاليومَ أقولُ كما قالَ الشاعر، لا سمعاً ولا طوعاً لمنْ كانَ فوق العرشُ وغدٌ.
عندما نهضتْ أرض الشهداء ترفع الظُلمْ الواقع عليها، قالوا عليها إرهابيه، وهي تقول لن نقتلْ طفل، ولنْ نقتل إمرأة، ولنْ نَقتُل شيخٌ كبير، وعلي النقيضُ من ذلك إسرائيل فعلتْ مالا يمكن لعقلٍ أن يتصوره، ويقولون هي تُدَافِع عن نفسها ما هذا الدفاع الذي دفعها إلي قتل أطفال أبرياء، ونساء؟ ما هذا الدفاع؟
إسرائيل ي دوله الذُّلِ والجُبن، أتفرحين بقتلهم؟ والذي نفسي بيده لو علمتِ ماذا أنتِ فاعلهٌ بهم ما فرحتِ، فأنتِ بقتلهم تودي إلي دخولهم جنَّه الخُلد.
إسرائيل ي دوله الذُّلِ والجُبن، لو إستطعتِ أن تقاتلي الجيش الفليسطيني ما قتلتِ أطفالاً ولا نساءً.
إسرائيل ي دوله الذُّلِ والجبن، أنتِ تقاتلين أُسُوداً يحبون الموتَ كما تحبينَ أنتيَ الحياة فماذا أنتِ بفاعله؟
إسرائيل ي دوله الذُّلِ والجُبن، زعمتِ أن الأرضَ ملككِ كيف؟ كيف وانتِ تعلمين انها ملكهم وبها قدسهم؟
ي دوله الشُهداء
لا تيئسي من روح الله، عاجلاً أمْ آجلاً فالنصرُ حليفكِ بإذن الله، فأيقني ذلك، فمعكِ رب العالمينَ والعالمين.
ي دوله الأبطال
نحنُ في ذهولٍ عما يقال، فموعدكم أعلي الجنان عند الرحمن.
ي دوله الأُسُود
والذي أرسل محمدٍ بالهُدي أنتم من فزتم ونحنُ من خسر.
ي دولة الشجعان
ي ليتني طائرٌ يحلق في السماء فآتي إليكِ وأفوزُ بهذه المنزلة.
شهداء،الكلمه التي تُقَشعَر لها الأبدان وتُرَّقُ لها القلوب.
ي دوله القوة والأمان
العينُ تملأُوها الدموع فكادت تسيل بغزارة، فها أنا أصبحتُ متيمةٍ بكِ.
ي دولة الحُبِّ والحنان
إن كانَ بُكائي سَيُوقِفْ ما يُفعلْ بكِ لبكيتُ ليلاً، ونهاراً، روحاً، وبدناً.
فِدَاكِ نفسي ي دولة العظماء.
فلسطين ستبقي حُرَّة أبيَّه ليوم الدين.
الكاتبه_ندي السيد (فِرُونِدَا). ❝
❞ الليلة من ليالي الشتاء... ليلة عجوز شمطاء. البرد يكاد يمتص كل ما على وجه البسيطة, برد قارس كئيب تفوح منه رائحة الفناء, وتهب نسائمه فتلفح الوجوه التي أنهكها سعى النهار واحتواها ظلام الليل فتهرب منها الدماء مُخلفة وراءها صفرة تقشعر لها الجمود المنهكة.... ❝ ⏤يوسف ادريس
❞ الليلة من ليالي الشتاء.. ليلة عجوز شمطاء. البرد يكاد يمتص كل ما على وجه البسيطة, برد قارس كئيب تفوح منه رائحة الفناء, وتهب نسائمه فتلفح الوجوه التي أنهكها سعى النهار واحتواها ظلام الليل فتهرب منها الدماء مُخلفة وراءها صفرة تقشعر لها الجمود المنهكة. ❝
❞ نضال زهرة
قصة قصيرة
مشاركتي في كتاب أريج عْزة
دار ديوان العرب
٧ أكتوبر ٢٠٢٣
عمت الفرحة فلسطين وكل أنحاء الوطن العربي، إنه طوفان الأقصى، التكبيرات والتهليلات تملأ شوارع غزة، أما في هذا المنزل كانت الفرحة فرحتين؛ فاليوم زفاف نضال وزهرة بعد سنوات من الحب والكفاح.
جاهد العريس من أجل تأسيس شقة الزوجية، أربع سنوات مضت ما بين تعب وسفر وعمل دؤوب، وانتظار اليوم الذي يجمع قلوبا أرهقتها الأيام من الفقد والشقاء، خسر نضال الكثير من أفراد أسرته في غارات العدو على غزة، بل خسر شقته في أحد الأبراج التي قُصفت العام الماضي قبل الزفاف بشهر واحد؛ لكنه حمد الله كغيره وبدأ من جديد بتأسيس أخرى فهذا قدرهم.
لم يكن حال زهرة أفضل من نضال حبيبها ورفيق دربها، فقد عانت كثيرا، عاشت في جنوب غزة حيث تربت في منطقة دير البلح، كبرت على كلمة الجهاد والحرب، استشهد والدها وعمرها ثمان سنوات، ترك خمس بنات وصبيين لم يبلغ أي منهما الحلم، صغار كانوا وما بين اليُتم والفقر عانوا، سنوات عجافا مرت على والدتهم حتى كبروا، نمت الزهرة وبدأ عطرها يفوح، تقدم لها الشباب للزواج وكان ردها واحدا على الجميع إنها خلقت للنضال.
تطوعت بالهلال الأحمر ورفضت الارتباط إلا عندما يدق قلبها بحب أحدهم، عملت في كثير من المجالات: التدريس، مراكز محو الأمية والجمعيات الخيرية. حتى قابلت نضال في إحدى زيارتها للشمال وبدأت زهرة الحب تكبر بداخلهما كما بدأت حرب من نوع مختلف، رفض والد نضال زواجه من زهرة؛ فهو يرى أن ابنة عمه أحق به، جاهد نضال ودافع عن حبه حتى بارك الله زواجهما وبدأ تأسيس الشقة معا، وسط الحصار والحرب والخوف من قصف البرج وهدم حلمهما مرة أخرى، اختارا كل شيء في الشقة معا من فرش وأثاث وديكورات هنا وهناك! وضعا في الشرفة زوج من العصافير الملونة، وأطلقا عليهما اسما وعد ولقاء، تلك الأسماء التي اختارها معا لأطفالهم، في هذا الركن تشاجرا وهناك تصالحا، كل ركن في الشقة يحمل ذكريات وأحلام وردية وألم ومعاناة حيث كانت زهرة تحمل معه الحقائب وتصعد السلم للدور العاشر فالبرج ما زال تحت الإنشاء والمصعد لم يتم تركيبه بعد! مشقة كبيرة يمتزج فيها الألم والأمل والخوف والرجاء والحلم بغدٍ أجمل ومستقبل مشرق ينتظرهما معا! وأسرة سعيدة تقوم على المودة والرحمة والحب! وها هو يوم زفافهما اجتمع الأهل والأصحاب والجيران لحضور حفل الزفاف في قاعة كبيرة في حي الزيتون، تعالت الزغاريد ورقص الشباب الدبكة وسط سعادة الحضور، وبعد انتهاء الحفل انتظرتهم السيارات تجوب شوارع غزة بالأعلام والزغاريد فرحا بالنصر وتزف العروسين إلى عش الزوجية في برج الأحلام، حيث ترفرف السعادة بجناحي الحب والمودة، تعاهدا على الصدق والوفاء والرحمة.
في اليوم التالي للزفاف جاء الأخوة والأهل لزيارة العروسين للمباركة يحملون الهدايا والحلوى وكل ما لذ وطاب في طقوس متعارفة، تعالت الزغاريد فرحا، تجمع البنات يتبادلن الأحاديث عن الزفاف والزواج والأحلام كل منهن تحلم بيوم عرسها وقصرها الذي تصير فيه ملكة!
رن هاتف زهرة معلن اتصال والدتها التي لم تستطع الحضور بسبب مرضها.
ترد زهرة:
- أهلين أمي، كيفك؟ والله اشتقت لك كتير
ترد والدتها وهي تبكي:
-حببيتي، تشتاق لك الجنة يا قلب أمك، يومين وبكون عندك يا روح الروح..
انقطع الاتصال ولم تكتمل المكالمة، توالت أصوات القصف من حولهم وتعالت الصرخات.
على الجانب الآخر تصرخ والدة زهرة وهي تنادي بأسماء بناتها وأولادها فالكل هناك ولم يبقى معها سوى ابنتها الصغيرة.
سحبت الأم إسدالها لترتديه بسرعة وخرجت مع صغيرتها الشارع،الكل في حالة هلع من صوت التفجيرات ومشاهد القصف على الشاشات!
في السيارة يتعالى البكاء والنحيب، والكل حولها يواسونها بكلمات لا تغني ولا تسمن من جوع.
اقتربوا من أماكن القصف وتعالت صرخات الأم وبكاء الأهالي من حولهم، بيوت مهدمة وركام، غبار، دخان وانفجارات هنا وهناك! هلع وفزع كأنه يوم القيامة! مشاهد تقشعر لها الأبدان.
أب يحمل أشلاء صغاره، منهار، أم تبحث عن أطفالها بين الركام، شلالات دم لا تتوقف، القصف هنا وهناك فوق الرؤوس، وعربات الإسعاف تحمل المصابين والشهداء. التحف المكان بالدمار وفاحت رائحة الموت!
ووالدة زهرة مكلومة دامعة تبحث عن أبنائها، حتى رأت والدة نضال تبكي وتصرخ بجوار جثته وتردد:
بالهنا يا أم الهنا يا هنية
التوت عيني على الشلبية
التوت عيني على العريس بالأول
صاحب الوجه السموح المدور
قالتلو يا عريس يا ابن الكرامي
عيرني سيفك ليوم الكوان
سيفي محلوف عليه ما بعيرو
سيفي ماصل من بلاد اليماني
بالهنا يا ام الهنا يا هنية
شيعوا لولاد عمو يجولو
بالخيول المبرقعة يغنولوا
عددوا المهرة وشدوا عليها
تيجي نضال ويركب عليها
عددوا المهرة وهاتو الشبرية
زفولي نضال لباب العلية
عددوا المهرة وهاتوا البارودي
زفولي نضال لباب العمود
زفولي العريس للجنة
كان المصور قد حضر ومعه صور الزفاف لحظة قصف الحي؛ تبعثرت الصور بين الركام وتعالت معها صرخات وعويل والدة زهرة وهي تحتضن والدة نضال فلم تجد سوى بقايا فستان الزفاف بين الأنقاض.
#أريج_عْزة_صرخة_مائة_قاص_يرجون_الله_نصر_عْزة. ❝ ⏤صفاء فوزي
❞ نضال زهرة
قصة قصيرة
مشاركتي في كتاب أريج عْزة
دار ديوان العرب
٧ أكتوبر ٢٠٢٣
عمت الفرحة فلسطين وكل أنحاء الوطن العربي، إنه طوفان الأقصى، التكبيرات والتهليلات تملأ شوارع غزة، أما في هذا المنزل كانت الفرحة فرحتين؛ فاليوم زفاف نضال وزهرة بعد سنوات من الحب والكفاح.
جاهد العريس من أجل تأسيس شقة الزوجية، أربع سنوات مضت ما بين تعب وسفر وعمل دؤوب، وانتظار اليوم الذي يجمع قلوبا أرهقتها الأيام من الفقد والشقاء، خسر نضال الكثير من أفراد أسرته في غارات العدو على غزة، بل خسر شقته في أحد الأبراج التي قُصفت العام الماضي قبل الزفاف بشهر واحد؛ لكنه حمد الله كغيره وبدأ من جديد بتأسيس أخرى فهذا قدرهم.
لم يكن حال زهرة أفضل من نضال حبيبها ورفيق دربها، فقد عانت كثيرا، عاشت في جنوب غزة حيث تربت في منطقة دير البلح، كبرت على كلمة الجهاد والحرب، استشهد والدها وعمرها ثمان سنوات، ترك خمس بنات وصبيين لم يبلغ أي منهما الحلم، صغار كانوا وما بين اليُتم والفقر عانوا، سنوات عجافا مرت على والدتهم حتى كبروا، نمت الزهرة وبدأ عطرها يفوح، تقدم لها الشباب للزواج وكان ردها واحدا على الجميع إنها خلقت للنضال.
تطوعت بالهلال الأحمر ورفضت الارتباط إلا عندما يدق قلبها بحب أحدهم، عملت في كثير من المجالات: التدريس، مراكز محو الأمية والجمعيات الخيرية. حتى قابلت نضال في إحدى زيارتها للشمال وبدأت زهرة الحب تكبر بداخلهما كما بدأت حرب من نوع مختلف، رفض والد نضال زواجه من زهرة؛ فهو يرى أن ابنة عمه أحق به، جاهد نضال ودافع عن حبه حتى بارك الله زواجهما وبدأ تأسيس الشقة معا، وسط الحصار والحرب والخوف من قصف البرج وهدم حلمهما مرة أخرى، اختارا كل شيء في الشقة معا من فرش وأثاث وديكورات هنا وهناك! وضعا في الشرفة زوج من العصافير الملونة، وأطلقا عليهما اسما وعد ولقاء، تلك الأسماء التي اختارها معا لأطفالهم، في هذا الركن تشاجرا وهناك تصالحا، كل ركن في الشقة يحمل ذكريات وأحلام وردية وألم ومعاناة حيث كانت زهرة تحمل معه الحقائب وتصعد السلم للدور العاشر فالبرج ما زال تحت الإنشاء والمصعد لم يتم تركيبه بعد! مشقة كبيرة يمتزج فيها الألم والأمل والخوف والرجاء والحلم بغدٍ أجمل ومستقبل مشرق ينتظرهما معا! وأسرة سعيدة تقوم على المودة والرحمة والحب! وها هو يوم زفافهما اجتمع الأهل والأصحاب والجيران لحضور حفل الزفاف في قاعة كبيرة في حي الزيتون، تعالت الزغاريد ورقص الشباب الدبكة وسط سعادة الحضور، وبعد انتهاء الحفل انتظرتهم السيارات تجوب شوارع غزة بالأعلام والزغاريد فرحا بالنصر وتزف العروسين إلى عش الزوجية في برج الأحلام، حيث ترفرف السعادة بجناحي الحب والمودة، تعاهدا على الصدق والوفاء والرحمة.
في اليوم التالي للزفاف جاء الأخوة والأهل لزيارة العروسين للمباركة يحملون الهدايا والحلوى وكل ما لذ وطاب في طقوس متعارفة، تعالت الزغاريد فرحا، تجمع البنات يتبادلن الأحاديث عن الزفاف والزواج والأحلام كل منهن تحلم بيوم عرسها وقصرها الذي تصير فيه ملكة!
رن هاتف زهرة معلن اتصال والدتها التي لم تستطع الحضور بسبب مرضها.
ترد زهرة:
- أهلين أمي، كيفك؟ والله اشتقت لك كتير
ترد والدتها وهي تبكي:
- حببيتي، تشتاق لك الجنة يا قلب أمك، يومين وبكون عندك يا روح الروح.
انقطع الاتصال ولم تكتمل المكالمة، توالت أصوات القصف من حولهم وتعالت الصرخات.
على الجانب الآخر تصرخ والدة زهرة وهي تنادي بأسماء بناتها وأولادها فالكل هناك ولم يبقى معها سوى ابنتها الصغيرة.
سحبت الأم إسدالها لترتديه بسرعة وخرجت مع صغيرتها الشارع،الكل في حالة هلع من صوت التفجيرات ومشاهد القصف على الشاشات!
في السيارة يتعالى البكاء والنحيب، والكل حولها يواسونها بكلمات لا تغني ولا تسمن من جوع.
اقتربوا من أماكن القصف وتعالت صرخات الأم وبكاء الأهالي من حولهم، بيوت مهدمة وركام، غبار، دخان وانفجارات هنا وهناك! هلع وفزع كأنه يوم القيامة! مشاهد تقشعر لها الأبدان.
أب يحمل أشلاء صغاره، منهار، أم تبحث عن أطفالها بين الركام، شلالات دم لا تتوقف، القصف هنا وهناك فوق الرؤوس، وعربات الإسعاف تحمل المصابين والشهداء. التحف المكان بالدمار وفاحت رائحة الموت!
ووالدة زهرة مكلومة دامعة تبحث عن أبنائها، حتى رأت والدة نضال تبكي وتصرخ بجوار جثته وتردد:
بالهنا يا أم الهنا يا هنية
التوت عيني على الشلبية
التوت عيني على العريس بالأول
صاحب الوجه السموح المدور
قالتلو يا عريس يا ابن الكرامي
عيرني سيفك ليوم الكوان
سيفي محلوف عليه ما بعيرو
سيفي ماصل من بلاد اليماني
بالهنا يا ام الهنا يا هنية
شيعوا لولاد عمو يجولو
بالخيول المبرقعة يغنولوا
عددوا المهرة وشدوا عليها
تيجي نضال ويركب عليها
عددوا المهرة وهاتو الشبرية
زفولي نضال لباب العلية
عددوا المهرة وهاتوا البارودي
زفولي نضال لباب العمود
زفولي العريس للجنة
كان المصور قد حضر ومعه صور الزفاف لحظة قصف الحي؛ تبعثرت الصور بين الركام وتعالت معها صرخات وعويل والدة زهرة وهي تحتضن والدة نضال فلم تجد سوى بقايا فستان الزفاف بين الأنقاض.
❞ قصة قصيرة
الشقة المسكونة
لا تتعجب من العنوان
بالفعل منزلنا مسكون بكل ماتحتويه الكلمه من معني
وقبل ان اقص عليكم تفاصيل قصتي، دعوني اسرد لكم عدة أحداث...
منزلنا في مجمع سكني راقي جدا قد انفق عليه والدي الذي يعمل بدولة من دول الخليج العربي، وقد كانت هذه الشقه شقة الاحلام بالنسبة لوالد ووالدتي لذا فلم يبخل عليها ابدا في التجهيز والتأسيس..
بينما والدتي سيده رقيقة جدا كانت صبوره جدا علي احلامها وقامت ببناء حياتنا مع والدي خطوة خطوة
الي ان اصبحنا من الاثرياء
وقد كنت الابن الوحيد لهما لذا فلم يبخلا علي في شئ أبدا...
حتي هذه اللحظة كان كل شئ علي ما يرام..
الي ان اتخذت والدتي قرارها في العمل وخصوصا لأنني وهي نعيش وحدنا لظروف سفر ابي وكانت تشعر بملل شديد وأنها بحاجه لملأ وقتها بشئ مفيد..
فقامت بتأسيس صيدليه كبيره وخصوصا لأنها من الاساس خريجة كلية الصيدلة ولكنها لم تتخذ هذه الخطوة الا الان
لسوء حظي فما حدث بعدها تقشعر له الأبدان كما يقولون
فمن وقت افتتاح الصيدلية واصبح الوقت الذي نقضيه سويا أنا وأمي يقل تدريجيا..
حتي أصبح سويعات قليلة من ضمنها ساعات النوم
مرت الأيام علي هذه الوتيره...
وفي يوم كنت وحدي كما اعتدت اجلس امام التلفاز اشاهد احد برامجي المفضلة علي قناة سبيس تون...
وفجأة شعرت بحركة مريبه في الشقة وكأن أحد معي
اعتقدت ان امي قد عادت فبدأت بالنداء عليها فلم ترد
قمت من مكاني لأتجول بالشقة بحثا عن أمي لعلها تمزح معي كعادتها ومختبئة بأحد الاماكن
ولكن لم أجدها....
مهلا....
ماهذا؟؟
من هؤلاء؟؟!
هل ما اراه حقيقي؟!
طفل صغير ورجل وسيده!!
من اين أتوا وكيف دخلوا الي شقتنا؟!
في بداية الأمر توقعت بأنهم لصوص..
ولكن اي عصابة تلك التي تتكون من اسرة كامله
هكذا قلت لنفسي ناعتا نفسي بالغباء علي هذا التوقع
ظللت مختبئا لمدة قليله اتابع تحركات هؤلاء الناس والرعب يملأني فتعجبت من امرهم فهم يمارسون حياتهم وكأنهم اصحاب المنزل وليس جمع الاغراض الثمينة او السرقه ويتحركون باريحيه شديده حتي ان الرجل قد تمدد بفراش ابي وامي تاركا السيدة في المطبخ يبدوا انها تجهز الطعام؟!
لا تتعجب ياصديقي فأنا لازلت طفلا وليس لدي الشجاعة لمواجهة هؤلاء...
ولكن تحينت هذه اللحظة القيمة حيث ان طفلهم الان وحيدا سأظهر من مخبأي الأن لأعاقب هذا الشقي علي دخول منزلنا و........
لحظة ماهذا؟
كيف لم اتوقع ذلك كل هذا الوقت؟
هؤلاء اكيد اش.. ب... اااح..
يالغبائي المعتاد كيف نسيت ان والدتي تغلق باب الشقة علي بالمفتاح
اشعر بنبضات قلبي تتسارع الان ودموعي تنهمر...
وللأسف ليست دموعي فقط التي تنهمر الان من الرعب
ماذا افعل الان فأنا لست خبيرا بهذه الامور!!
هل اخرج كما خططت لمواجهة الشبح الصغير؟!
استجمعت شجاعتي لتلك المواجهة مع الشبح الصغير فلا يوجد مجال للتراجع الان...
وبالفعل خرجت من مخبئي ووقفت امام الشبح الصغير..
ولكن ماهذا؟!
انه يتجاهلني تماما وكأنه لا يراني!!!
لقد اغضبني كثيرا هذا الاسلوب فهو لم يكفيه اقتحام منزلي فقط بل يتعامل معي بتجاهل!!
موقف غريب ياصديقي..
فبدلا من ان يتملكني الرعب اشعر بالغضب كثيرا..
وألعن حظي السئ فقد سمعت دوما ان هناك بعض الناس يشكو من رؤية شبح او مضايقات شبح ولكن انا يظهر لي عائله من الأشباح.. اي حظ عاثر هذا الذي اوقعني في هذا الموقف؟؟!
بدأت اتحرك امام الشبح الصغير ولازال يتجاهلني!
بدأت اتكلم معه.. لازال يلعب معي لعبة التجاهل فلا اعتقد ان الاشباح ايضا من الممكن ان يكون منهم الصم والبكم
استشطت غضبا فقمت بركل لعبة كان يلعب بها
حينها فقط انتبه لذلك وقام من مكانه وهو يبكي يتخبط ويسقط وهو يهرول الي امه الشبح
مهلا...
يبدوا انني قد اكتشفت اكتشاف جديد الان سيسجل بإسمي فيما بعد
يبدوا ان هناك اشباح كفيفه
يبدوا انني قد ظلمت هذا الشبح الصغير واعتقدت انه يتجاهلني بينما هو كفيف
استجمعت مشاعري الجياشه التي اشفقت علي الشبح الصغير ومشيت بهدوء متجها الي المطبخ لأسمع مايقوله الشبح الصغير لأمه الشبح...
انه يشكوا لها وهو يبكي ان لعبته تحركت حتي ارتطمت بالحائط دون ان يمسها!!!
هذا الشقي يبكي ويشكوا لأمه و........
مهلا!!
كيف يقول ان اللعبة تحركت دون ان يمسها أحد؟!
اذن فهو ليس كفيف كما توقعت!!
ولكن كيف لا يراني بالمرة؟
استشاط غضبي كثيرا وتملكني الفضول لأعرف ماذا يحدث!!
فخرجت من مخبأي وانا اصرخ غاضبا وأقول: انا من ركل لعبتك ايها الكاذب، من انتم ايها اللصوص، تدخلون منزلي وتتحركون فيه وكأنكم ملاكه، هيا اجيبوني الان!!!!
ولكن لا حياة لمن تنادي، لم يرد علي احد منهما بل وتجاهلوني تماما وكأنني غير موجود!!
ماهذا؟ وماذا يحدث؟ ...
انا لا افهم شئ هل الاشباح هي التي لا تري الانسان ام العكس؟
وهل هؤلاء اشباح فعلا؟ فأنا وحتي هذه اللحظة لم اجدهم يقومون بشئ مرعب او حتي اشكالهم ليست مرعبة...
بل علي النقيض فهم اشكالهم عاديه جدا!!!
اذن فماذا يكونون؟ ولماذا لا يرونني هذا ما يشعرني بالحيرة والجنون في نفس الوقت!!
لكم تمنيت ان تكون امي موجوده معي الان فهي من المؤكد عندها اجابه وحل لكل مشكلة وأي مشكلة..
ولكن اين هي الان ولما تأخرت علي غير عادتها؟! استيقظ الشبح الرجل، لا ادري اي شبح هذا الذي يحتاج الي النوم ويقوم مرتديا لسروال قصير ويمشي في المنزل ببطنه الكبير العاري
لقد اضاع بمظهره هيبة الاشباح والعفاريت علي مر السنين...
صاح مع الشبح السيدة علي الازعاج والصوت العالي الذي لم يستطع ان ينال قسط من الراحة بسببه، ثم سألها عن الطعام هل هو جاهز ام لا؟
لما يصمم ذلك الشبح علي ان يكون اضحوكة طوال الوقت؟!
سأصدقك القول ياصديقي ...
في الحقيقة اشعر بتضارب كبير في المشاعر فأنا اشعر بالخوف والغضب والضحك في نفس الوقت
ولا اعرف كيف يكون هؤلاء اشباح؟!
قد اكون لست خبيرا بهذه الامور، ولكن علي الاقل فلابد ان أشعر بأنني اموت رعبا الان....
وفجأة فكرت بأنه لما لا اجرب ان اتحدث مع الشبح الرجل ما الذي سيحدث لي مع هذا البطن الكبير
حتي وان حدث فماذا سيحدث اكثر من اقتحام منزلي من مجموعة اشباح؟!
وبالفعل بدأت اخرج من مخبأي لمواجهة الشبح الرجل
وفجأة.....
بدء الرجل الشبح في الصراخ موبخا السيدة الشبح علي عدم تجهيز الطعام بينما هي ترد عليه الصراخ ايضا
وانا اقف محتارا من هذا الذي يحدث!!
اي اشباح هؤلاء ولماذا حظي العاثر دوما مع كل ماهو غريب؟
حتي مع الاشباح حظي اوقعني غالبا مع اقل الاشباح رعبا واقلهم هيبه
وبعد قليل واثناء متابعتي لشجارهما دق جرس الباب..
شعرت بالسعادة فأخيرا شئ واقعي يحدث وقد تكون امي اخيرا قد عادت..
ولكن لما ستدق امي جرس الباب وهي معها المفتاح وقد اغلقته علي بنفسها قبل خروجها؟!!
اتجه الرجل الشبح الي الباب ليفتحه وانا متعجب من هذا الشبح الجرئ الذي لا يبالي ان يفتح الباب ولكنني لن اقف متعجبا من هذا فكل مايحدث وحدث قد قتل في شعور التعجب من الاساس
فتح الباب...
مهلا!!!
ان الباب يفتح!!، كيف وامي قد اغلقته قبل ان تخرج و...
ما هذا؟ عمو سعيد جارنا العزيز...
انه هو من كان يطرق الباب
خرجت من مخبأي بسرعه لاستنجد به من عائلة الأشباح
ولكنه تجاهلني ايضا
ما هذا؟، لما الجميع يتعامل معي بهذه الطريقة ؟
وهل اصبح عمو سعيد شبح ايضا؟!
دخل عمو سعيد الي الشقة ليهدئ الرجل والسيدة!!
لا ادري ماذا يحدث بالضبط؟ هل هو حلم اعيشه الان ام ماذا لما كل ماهو غريب يحدث لي؟
كل مابحدث الان لا يقبله منطق ولا عقل
هل اصبح كل من اعرفهم اشباح؟
واين امي الان لما كل هذا التأخير؟!
تكلمت السيدة الشبح وهي تشكو لعمو سعيد ان زوجها دائم العصبيه وانها قالت له انها لا تشعر بالراحة في هذه الشقه؟!
ماهذا هل اصبح عمو سعيد مصلحا اجتماعيا للاشباح الان؟!
وعن اي شقه تتحدث هذه السيدة؟! هل اصبح منزلي ملكا لها الان؟!
اكملت السيدة حديثها وهي تقول انها تلاحظ حركة غير طبيعية في المنزل حتي ان طفلها لاحظ ذلك وهي تخشي علي طفلها وعلي نفسها من هذا المكان!!
لا ادري هل اضحك ام ابكي؟!
شبح يخاف من البشر!!!
اكاد اجزم انني احلم الان صار كل شئ مقلوبا
ما الذي يحدث بالضبط؟!
فرد عمو سعيد قائلا: لا عليك يا سيدتي انا اعلم جيدا ما يمر بكما فانا اعلم جيدا ماذا يحدث!!
حينها تفاجأت مما قاله عمو سعيد وبدأت انصت لما يقول يبدوا وكأن لديه اجابات عما يحدث هنا!
فنظر له الرجل الشبح قائلا: حتي انت يا سعيد ستشارك هذه المخبوله في الخزعبلات تلك؟
فرد عمو سعيد قائلا: ما سأقوله حقيقي وليس خزعبلات ياصديقي فقبل مجيئكم بعدة أشهر حدثت في هذه الشقه حادثة تدمي القلوب..
حينها بدأ قلبي يدق كدقات طبول الحرب وكأنني سأستمع لشئ مرعب...
لا ادري لما اشعر بالرعب الان!!!
فقال الرجل الشبح: حادثة؟ اي حادثة؟!
فقال عمو سعيد: قبل عدة اشهر كان لنا جارة عزيزة زوجها مسافر للعمل خارج مصر وكان لها ابن صغير يدعي سليم في يوم ما تركته لتذهب الي عملها واغلقت عليه باب الشقة كعادتها ويبدوا انها كانت تقوم بعمل شئ علي موقد الغاز بالمطبخ وعندما انتهت تركت الغاز مفتوحا دون قصد وخرجت ويبدوا ان الصغير كان نائم حينها...
ثم ذرفت عيون عمو سعيد الدموع واكمل حديثه قائلا:
ومات الطفل مختنقا وهو نائم بسبب الغاز ولم يشعر به احد الا بعد ساعات بعد ان اشتممنا رائحة الغاز فطرقت الباب لم يفتح احد فقمت بكسر الباب لأطمئن علي اهل البيت فلم اجد الا الطفل طلبت الاسعاف فورا ولكن للأسف بعد فوات الأوان كان الطفل قد فارق الحياة وبعدها جائت الأم فوجدت الأسعاف والشرطة اسفل المبني هرولت سريعا الي شقتها فوجدت ما كان يخشاه قلبها باب الشقه مفتوح والشقة ممتلئة لأخرها بالبشر هرولت لغرفة ابنها فوجدته جثة هامدة فسقطت مغشيا عليها ومن وقتها وهي نزيلة بمستشفي الأمراض العقلية بعد صدمتها من موت طفلها بينما عاد زوجها من السفر بشكل نهائي ليراعي زوجته وقلبه مكسور من فقدانه لطفله الوحيد وفقدانه ايضا لزوجته...
فباع شقته بكل ما فيها حتي لا يتذكر اي شئ مما حدث ولا احد يعرف اين مكانه الأن...
وبعد الحادثة بأسبوع بدأنا نشعر بحركة في الشقة اعتقدنا في اول الأمر انها قطة او فأر في الشقة ولكن بعدها بدأنا نسمع صوت بكاء طفل تاره وضحكاته تاره اخري..
ومرات نسمع صوت سليم وهو ينادي أمه
فعرفنا حينها ان الشقة اصبحت مسكونة بشبح سليم الطفل الصغير....
كانت السيدة تبكي وهي تضم ابنها متأثرة بما قاله عمو سعيد....
بينما قرر الرجل ان يلملم اغراضهم ليغادروا الشقة....
نسيت ان اعرفكم بنفسي..
انا سليم ويبدوا انني قد نسيت ما حدث لي قبل شهور
ومن الواضح ايضا انه انا الشبح وليس هم لذلك كنت انا من اراهم وهم لا يستطيعوا رؤيتي
لكم تمنيت الا تكون هذه الحقيقة والاجابة التي كنت ابحث عنها...
ولكنه القدر ...
لم اكن اعلم!! وقد يكون ذاكرة الاشباح لا تحتفظ بالأحداث الأخيرة لحياتهم...
ولكن بالأخير ما حدث فقد حدث
وبالفعل كانت الشقة مسكونة، ولكنها مسكونة بشبح صغير يدعي سليم.... أنا
أحمد عصام أبوقايد. ❝ ⏤أحمد عصام أبوقايد
❞ قصة قصيرة
الشقة المسكونة
لا تتعجب من العنوان
بالفعل منزلنا مسكون بكل ماتحتويه الكلمه من معني
وقبل ان اقص عليكم تفاصيل قصتي، دعوني اسرد لكم عدة أحداث..
منزلنا في مجمع سكني راقي جدا قد انفق عليه والدي الذي يعمل بدولة من دول الخليج العربي، وقد كانت هذه الشقه شقة الاحلام بالنسبة لوالد ووالدتي لذا فلم يبخل عليها ابدا في التجهيز والتأسيس.
بينما والدتي سيده رقيقة جدا كانت صبوره جدا علي احلامها وقامت ببناء حياتنا مع والدي خطوة خطوة
الي ان اصبحنا من الاثرياء
وقد كنت الابن الوحيد لهما لذا فلم يبخلا علي في شئ أبدا..
حتي هذه اللحظة كان كل شئ علي ما يرام.
الي ان اتخذت والدتي قرارها في العمل وخصوصا لأنني وهي نعيش وحدنا لظروف سفر ابي وكانت تشعر بملل شديد وأنها بحاجه لملأ وقتها بشئ مفيد.
فقامت بتأسيس صيدليه كبيره وخصوصا لأنها من الاساس خريجة كلية الصيدلة ولكنها لم تتخذ هذه الخطوة الا الان
لسوء حظي فما حدث بعدها تقشعر له الأبدان كما يقولون
فمن وقت افتتاح الصيدلية واصبح الوقت الذي نقضيه سويا أنا وأمي يقل تدريجيا.
حتي أصبح سويعات قليلة من ضمنها ساعات النوم
مرت الأيام علي هذه الوتيره..
وفي يوم كنت وحدي كما اعتدت اجلس امام التلفاز اشاهد احد برامجي المفضلة علي قناة سبيس تون..
وفجأة شعرت بحركة مريبه في الشقة وكأن أحد معي
اعتقدت ان امي قد عادت فبدأت بالنداء عليها فلم ترد
قمت من مكاني لأتجول بالشقة بحثا عن أمي لعلها تمزح معي كعادتها ومختبئة بأحد الاماكن
ولكن لم أجدها..
مهلا..
ماهذا؟؟
من هؤلاء؟؟!
هل ما اراه حقيقي؟!
طفل صغير ورجل وسيده!!
من اين أتوا وكيف دخلوا الي شقتنا؟!
في بداية الأمر توقعت بأنهم لصوص.
ولكن اي عصابة تلك التي تتكون من اسرة كامله
هكذا قلت لنفسي ناعتا نفسي بالغباء علي هذا التوقع
ظللت مختبئا لمدة قليله اتابع تحركات هؤلاء الناس والرعب يملأني فتعجبت من امرهم فهم يمارسون حياتهم وكأنهم اصحاب المنزل وليس جمع الاغراض الثمينة او السرقه ويتحركون باريحيه شديده حتي ان الرجل قد تمدد بفراش ابي وامي تاركا السيدة في المطبخ يبدوا انها تجهز الطعام؟!
لا تتعجب ياصديقي فأنا لازلت طفلا وليس لدي الشجاعة لمواجهة هؤلاء..
ولكن تحينت هذه اللحظة القيمة حيث ان طفلهم الان وحيدا سأظهر من مخبأي الأن لأعاقب هذا الشقي علي دخول منزلنا و....
لحظة ماهذا؟
كيف لم اتوقع ذلك كل هذا الوقت؟
هؤلاء اكيد اش. ب.. اااح.
يالغبائي المعتاد كيف نسيت ان والدتي تغلق باب الشقة علي بالمفتاح
اشعر بنبضات قلبي تتسارع الان ودموعي تنهمر..
وللأسف ليست دموعي فقط التي تنهمر الان من الرعب
ماذا افعل الان فأنا لست خبيرا بهذه الامور!!
هل اخرج كما خططت لمواجهة الشبح الصغير؟!
استجمعت شجاعتي لتلك المواجهة مع الشبح الصغير فلا يوجد مجال للتراجع الان..
وبالفعل خرجت من مخبئي ووقفت امام الشبح الصغير.
ولكن ماهذا؟!
انه يتجاهلني تماما وكأنه لا يراني!!!
لقد اغضبني كثيرا هذا الاسلوب فهو لم يكفيه اقتحام منزلي فقط بل يتعامل معي بتجاهل!!
موقف غريب ياصديقي.
فبدلا من ان يتملكني الرعب اشعر بالغضب كثيرا.
وألعن حظي السئ فقد سمعت دوما ان هناك بعض الناس يشكو من رؤية شبح او مضايقات شبح ولكن انا يظهر لي عائله من الأشباح. اي حظ عاثر هذا الذي اوقعني في هذا الموقف؟؟!
بدأت اتحرك امام الشبح الصغير ولازال يتجاهلني!
بدأت اتكلم معه. لازال يلعب معي لعبة التجاهل فلا اعتقد ان الاشباح ايضا من الممكن ان يكون منهم الصم والبكم
استشطت غضبا فقمت بركل لعبة كان يلعب بها
حينها فقط انتبه لذلك وقام من مكانه وهو يبكي يتخبط ويسقط وهو يهرول الي امه الشبح
مهلا..
يبدوا انني قد اكتشفت اكتشاف جديد الان سيسجل بإسمي فيما بعد
يبدوا ان هناك اشباح كفيفه
يبدوا انني قد ظلمت هذا الشبح الصغير واعتقدت انه يتجاهلني بينما هو كفيف
استجمعت مشاعري الجياشه التي اشفقت علي الشبح الصغير ومشيت بهدوء متجها الي المطبخ لأسمع مايقوله الشبح الصغير لأمه الشبح..
انه يشكوا لها وهو يبكي ان لعبته تحركت حتي ارتطمت بالحائط دون ان يمسها!!!
هذا الشقي يبكي ويشكوا لأمه و....
مهلا!!
كيف يقول ان اللعبة تحركت دون ان يمسها أحد؟!
اذن فهو ليس كفيف كما توقعت!!
ولكن كيف لا يراني بالمرة؟
استشاط غضبي كثيرا وتملكني الفضول لأعرف ماذا يحدث!!
فخرجت من مخبأي وانا اصرخ غاضبا وأقول: انا من ركل لعبتك ايها الكاذب، من انتم ايها اللصوص، تدخلون منزلي وتتحركون فيه وكأنكم ملاكه، هيا اجيبوني الان!!!!
ولكن لا حياة لمن تنادي، لم يرد علي احد منهما بل وتجاهلوني تماما وكأنني غير موجود!!
ماهذا؟ وماذا يحدث؟ ..
انا لا افهم شئ هل الاشباح هي التي لا تري الانسان ام العكس؟
وهل هؤلاء اشباح فعلا؟ فأنا وحتي هذه اللحظة لم اجدهم يقومون بشئ مرعب او حتي اشكالهم ليست مرعبة..
بل علي النقيض فهم اشكالهم عاديه جدا!!!
اذن فماذا يكونون؟ ولماذا لا يرونني هذا ما يشعرني بالحيرة والجنون في نفس الوقت!!
لكم تمنيت ان تكون امي موجوده معي الان فهي من المؤكد عندها اجابه وحل لكل مشكلة وأي مشكلة.
ولكن اين هي الان ولما تأخرت علي غير عادتها؟! استيقظ الشبح الرجل، لا ادري اي شبح هذا الذي يحتاج الي النوم ويقوم مرتديا لسروال قصير ويمشي في المنزل ببطنه الكبير العاري
لقد اضاع بمظهره هيبة الاشباح والعفاريت علي مر السنين..
صاح مع الشبح السيدة علي الازعاج والصوت العالي الذي لم يستطع ان ينال قسط من الراحة بسببه، ثم سألها عن الطعام هل هو جاهز ام لا؟
لما يصمم ذلك الشبح علي ان يكون اضحوكة طوال الوقت؟!
سأصدقك القول ياصديقي ..
في الحقيقة اشعر بتضارب كبير في المشاعر فأنا اشعر بالخوف والغضب والضحك في نفس الوقت
ولا اعرف كيف يكون هؤلاء اشباح؟!
قد اكون لست خبيرا بهذه الامور، ولكن علي الاقل فلابد ان أشعر بأنني اموت رعبا الان..
وفجأة فكرت بأنه لما لا اجرب ان اتحدث مع الشبح الرجل ما الذي سيحدث لي مع هذا البطن الكبير
حتي وان حدث فماذا سيحدث اكثر من اقتحام منزلي من مجموعة اشباح؟!
وبالفعل بدأت اخرج من مخبأي لمواجهة الشبح الرجل
وفجأة...
بدء الرجل الشبح في الصراخ موبخا السيدة الشبح علي عدم تجهيز الطعام بينما هي ترد عليه الصراخ ايضا
وانا اقف محتارا من هذا الذي يحدث!!
اي اشباح هؤلاء ولماذا حظي العاثر دوما مع كل ماهو غريب؟
حتي مع الاشباح حظي اوقعني غالبا مع اقل الاشباح رعبا واقلهم هيبه
وبعد قليل واثناء متابعتي لشجارهما دق جرس الباب.
شعرت بالسعادة فأخيرا شئ واقعي يحدث وقد تكون امي اخيرا قد عادت.
ولكن لما ستدق امي جرس الباب وهي معها المفتاح وقد اغلقته علي بنفسها قبل خروجها؟!!
اتجه الرجل الشبح الي الباب ليفتحه وانا متعجب من هذا الشبح الجرئ الذي لا يبالي ان يفتح الباب ولكنني لن اقف متعجبا من هذا فكل مايحدث وحدث قد قتل في شعور التعجب من الاساس
فتح الباب..
مهلا!!!
ان الباب يفتح!!، كيف وامي قد اغلقته قبل ان تخرج و..
ما هذا؟ عمو سعيد جارنا العزيز..
انه هو من كان يطرق الباب
خرجت من مخبأي بسرعه لاستنجد به من عائلة الأشباح
ولكنه تجاهلني ايضا
ما هذا؟، لما الجميع يتعامل معي بهذه الطريقة ؟
وهل اصبح عمو سعيد شبح ايضا؟!
دخل عمو سعيد الي الشقة ليهدئ الرجل والسيدة!!
لا ادري ماذا يحدث بالضبط؟ هل هو حلم اعيشه الان ام ماذا لما كل ماهو غريب يحدث لي؟
كل مابحدث الان لا يقبله منطق ولا عقل
هل اصبح كل من اعرفهم اشباح؟
واين امي الان لما كل هذا التأخير؟!
تكلمت السيدة الشبح وهي تشكو لعمو سعيد ان زوجها دائم العصبيه وانها قالت له انها لا تشعر بالراحة في هذه الشقه؟!
ماهذا هل اصبح عمو سعيد مصلحا اجتماعيا للاشباح الان؟!
وعن اي شقه تتحدث هذه السيدة؟! هل اصبح منزلي ملكا لها الان؟!
اكملت السيدة حديثها وهي تقول انها تلاحظ حركة غير طبيعية في المنزل حتي ان طفلها لاحظ ذلك وهي تخشي علي طفلها وعلي نفسها من هذا المكان!!
لا ادري هل اضحك ام ابكي؟!
شبح يخاف من البشر!!!
اكاد اجزم انني احلم الان صار كل شئ مقلوبا
ما الذي يحدث بالضبط؟!
فرد عمو سعيد قائلا: لا عليك يا سيدتي انا اعلم جيدا ما يمر بكما فانا اعلم جيدا ماذا يحدث!!
حينها تفاجأت مما قاله عمو سعيد وبدأت انصت لما يقول يبدوا وكأن لديه اجابات عما يحدث هنا!
فنظر له الرجل الشبح قائلا: حتي انت يا سعيد ستشارك هذه المخبوله في الخزعبلات تلك؟
فرد عمو سعيد قائلا: ما سأقوله حقيقي وليس خزعبلات ياصديقي فقبل مجيئكم بعدة أشهر حدثت في هذه الشقه حادثة تدمي القلوب.
حينها بدأ قلبي يدق كدقات طبول الحرب وكأنني سأستمع لشئ مرعب..
لا ادري لما اشعر بالرعب الان!!!
فقال الرجل الشبح: حادثة؟ اي حادثة؟!
فقال عمو سعيد: قبل عدة اشهر كان لنا جارة عزيزة زوجها مسافر للعمل خارج مصر وكان لها ابن صغير يدعي سليم في يوم ما تركته لتذهب الي عملها واغلقت عليه باب الشقة كعادتها ويبدوا انها كانت تقوم بعمل شئ علي موقد الغاز بالمطبخ وعندما انتهت تركت الغاز مفتوحا دون قصد وخرجت ويبدوا ان الصغير كان نائم حينها..
ثم ذرفت عيون عمو سعيد الدموع واكمل حديثه قائلا:
ومات الطفل مختنقا وهو نائم بسبب الغاز ولم يشعر به احد الا بعد ساعات بعد ان اشتممنا رائحة الغاز فطرقت الباب لم يفتح احد فقمت بكسر الباب لأطمئن علي اهل البيت فلم اجد الا الطفل طلبت الاسعاف فورا ولكن للأسف بعد فوات الأوان كان الطفل قد فارق الحياة وبعدها جائت الأم فوجدت الأسعاف والشرطة اسفل المبني هرولت سريعا الي شقتها فوجدت ما كان يخشاه قلبها باب الشقه مفتوح والشقة ممتلئة لأخرها بالبشر هرولت لغرفة ابنها فوجدته جثة هامدة فسقطت مغشيا عليها ومن وقتها وهي نزيلة بمستشفي الأمراض العقلية بعد صدمتها من موت طفلها بينما عاد زوجها من السفر بشكل نهائي ليراعي زوجته وقلبه مكسور من فقدانه لطفله الوحيد وفقدانه ايضا لزوجته..
فباع شقته بكل ما فيها حتي لا يتذكر اي شئ مما حدث ولا احد يعرف اين مكانه الأن..
وبعد الحادثة بأسبوع بدأنا نشعر بحركة في الشقة اعتقدنا في اول الأمر انها قطة او فأر في الشقة ولكن بعدها بدأنا نسمع صوت بكاء طفل تاره وضحكاته تاره اخري.
ومرات نسمع صوت سليم وهو ينادي أمه
فعرفنا حينها ان الشقة اصبحت مسكونة بشبح سليم الطفل الصغير..
كانت السيدة تبكي وهي تضم ابنها متأثرة بما قاله عمو سعيد..
بينما قرر الرجل ان يلملم اغراضهم ليغادروا الشقة..
نسيت ان اعرفكم بنفسي.
انا سليم ويبدوا انني قد نسيت ما حدث لي قبل شهور
ومن الواضح ايضا انه انا الشبح وليس هم لذلك كنت انا من اراهم وهم لا يستطيعوا رؤيتي
لكم تمنيت الا تكون هذه الحقيقة والاجابة التي كنت ابحث عنها..
ولكنه القدر ..
لم اكن اعلم!! وقد يكون ذاكرة الاشباح لا تحتفظ بالأحداث الأخيرة لحياتهم..
ولكن بالأخير ما حدث فقد حدث
وبالفعل كانت الشقة مسكونة، ولكنها مسكونة بشبح صغير يدعي سليم.. أنا
أحمد عصام أبوقايد. ❝