❞ لم يكن الوضع مريحا لها فهي لم تتوقع رؤية بشار ابدا، ولم تتهيأ للقائة، كانت مشاعرها تعصف بها … تمنت لو أنها لم تأت إلى هذا المكان وبنفس الوقت لم تكن قادرة على مغادرتة … أحست أن قدميها قد خذلتاها تماما ، ولم تطاوعاها على الهرب ، فهنا في هذا المكان يجلس حب حياتها على المقعد المقابل لها، هنا كان يجلس الرجل الوحيد الذي يملك الإجابة عن كل اسئلتها وحيرتها ، هنا كان كل كل شيء حلمت به … لسنين نظرت إلى بيته من بيتها وتمنت أن تتخطى تلك الجدران التي تفصلها عنه ، وتخطتها ، وحظيت به، لسنوات جميلة ، وحملت بطفله بين أحشائها ، وأحست أنها ملكت الدنيا ، وبلحظه أتت أريام ، وأخذته منها بكل بساطه .. ❝ ⏤علياء الكاظمي
❞ لم يكن الوضع مريحا لها فهي لم تتوقع رؤية بشار ابدا، ولم تتهيأ للقائة، كانت مشاعرها تعصف بها … تمنت لو أنها لم تأت إلى هذا المكان وبنفس الوقت لم تكن قادرة على مغادرتة … أحست أن قدميها قد خذلتاها تماما ، ولم تطاوعاها على الهرب ، فهنا في هذا المكان يجلس حب حياتها على المقعد المقابل لها، هنا كان يجلس الرجل الوحيد الذي يملك الإجابة عن كل اسئلتها وحيرتها ، هنا كان كل كل شيء حلمت به … لسنين نظرت إلى بيته من بيتها وتمنت أن تتخطى تلك الجدران التي تفصلها عنه ، وتخطتها ، وحظيت به، لسنوات جميلة ، وحملت بطفله بين أحشائها ، وأحست أنها ملكت الدنيا ، وبلحظه أتت أريام ، وأخذته منها بكل بساطه. ❝
❞ كانت سميرة فتاة جادة .. ربما هي جادة أكثر من اللازم، وفي تصرفاتها درجة من العصبية لا بأس بها. كما أنها نشأت بين ثلاثة أولاد، وهذه نشأة لا تختلف عن نشأة طرزان في الغابة، حيث القوة هي سيد الموقف، وعليك أن تنتزع حقك بيدك وتستخدم قبضتك، وإلا جعت بالمعنى الحرفي للكلمة.
لما كبرتْ سميرة صارت فتاة جميلة ذات ملامح رقيقة، لكنها خشنة الطباع فعلاً ..
ولم يكن أحد من زملائها يصدق هذا.. من يتصور أن هذا الوجه الرقيق الحالم لا يملك ذرة شاعرية على الإطلاق، والحقيقة أنها كانت تعتبر الأمر كله سخيفاً..
لكنها رأت أن الفتيات كلهن يتصرفن بطريقة مختلفة. لا بد للفتاة من مطرب مفضل ومن صور بلهاء تضعها على صفحة فيس بوك.. صور تظهر فتيات رقيقات يمشين في أيكة او يتأملن شلالاً. أمضّها الاختلاف فصنعت لنفسها صفحة على فيس بوك.. ووضعت بعض الصور لقطط وأطفال. كان رأيها أن هذه الصور قبيحة جداً، لكنها تحملت. هناك مثل مصري قديم يقول ما معناه: «لو ذهبت لبلد يعبد العجل .. فاقطع البرسيم وارم له». كان عليها أن تقطع الكثير من البرسيم.
بما أنها فتاة عملية، فقد كانت تعرف أنها يجب أن تتزوج.. لن يظل أبوها يطعمها للأبد. وهي لن تتزوج ما لم تفعل مثل الفتيات الأخريات.
أخيراً خُطبت إلى شاب ناجح يعتبر عريساً لا بأس به، وحسبت أن عذابها انتهى.. هنا فوجئت بأن هذه هي البداية. هذا الأبله يختزن كمًا هائلاً من الرومانسية يريد أن يفجره في وجه أي واحدة تقبل. وهكذا راح يمطرها بالأغاني.. وهي تمقت الأغاني ولا تطيق سماع أغنية لأكثر من خمس ثوان. بعد هذا راح يمطر بريدها بالشعر.. وهي لا تطيق الشعر.. تشعر أن الشاعر رجل مصاب بنوع من الخبال يجعله لا يستطيع الكلام مثلنا.. بدلاً من أن يقول:
- «أريد شرب كوب ماء»
يقولها بطريقته:
- «الظمأ القاتل يحرقني .. فهبوني أقداح السقيا»
وكان يرسل إليها القصيدة فتشكره بشدة، ثم تمسحها بعد ربع ثانية وهي تلعن أبا الغباء. ازداد الأمر تعقيدًا عندما زارها ذات مرة وهو يحمل قطة صغيرة..
لم تكن تطيق هذه الحيوانات القذرة، لكنها تظاهرت بالحنان والرقة وراحت تموء بدورها:
- «كم هي لطيفة!.. كم هي حسناء!.. ربي !»
وتمنت لو كان عندها مفتاح delete لتمسح به هذا الشيء من الوجود.. الأشياء تكون أسهل على الكمبيوتر على كل حال.
ثم كان الموقف الأفظع عندما راح يرسل إليها باقة ورد كل يوم.. هذا الفتى مجنون.. كانت تتخلص من الزهور فورًا ثم تعلمت من جارة لها طريقة عمل مربى الورد، فبدأت تجرب.. هكذا صار لديها مورد دائم من مربى الورد..
عندما زارها ذات يوم لم تكن قد تخلصت من الأزهار لحسن الحظ، وهكذا راحت تتشمم الأزهار في حنان وهي ترمق خطيبها منبهرة.. أغمضت عينيها وراحت تحلم. ثم بدأت تهمس:
- «نرجس.. تيوليب.. بنفسج.. الله!»
لقد انتهت حصيلتها من أسماء الأزهار. أما هو فأخبرها في دهشة أن الباقة لا تحوي أي نرجس أو بنفسج أو تيوليب. فقالت له إنها تتكلم عن الأزهار عامة..
أما أسوأ المواقف طراً فهو اضطرارها- كأي أنثى- إلى أن تنبهر عندما ترى أطفالاً وتنسى كل شيء، برغم أنها تعتبر الأمومة نشاطاً بدائياً مزعجاً. هكذا ترى طفلين صغيرين يلهوان أمامهما فتصيح في انبهار
- «عسل !»
وتجري لتداعبهما.. وتحمل أحدهما إلى صدرها ثم تدرك في هلع أنه مبتل وأن حفاضته غير محكمة. أما الوغد الآخر فيمسح أنفه الرطب في تنورتها. هي تتمنى أن تحمل كل واحد من قفاه لتلقي به من النافذة، لكن خطيبها يراقب الموقف.. يجب أن تكون رقيقة..
الحقيقة أن سميرة كافحت كثيرًا جدًا لتبدو حالمة مرهفة، لكنها في سرها كانت تلعن الرومانسية والفتيات الحمقاوات شديدات البلاهة.. تتمنى لو تخرج لتحرق كل الأزهار والقطط الصغيرة والأطفال..
في النهاية تم الزفاف. ما زلت أنتظر مصيبة أو طلاقاً .. أدعو الله ألا يحدث هذا لكنه أمر حتمي. الأمل الوحيد هو أن يكون زوجها يدعي الرقة بدوره.. هذا سيكون توفيقاً عظيمًا.
. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ كانت سميرة فتاة جادة . ربما هي جادة أكثر من اللازم، وفي تصرفاتها درجة من العصبية لا بأس بها. كما أنها نشأت بين ثلاثة أولاد، وهذه نشأة لا تختلف عن نشأة طرزان في الغابة، حيث القوة هي سيد الموقف، وعليك أن تنتزع حقك بيدك وتستخدم قبضتك، وإلا جعت بالمعنى الحرفي للكلمة.
لما كبرتْ سميرة صارت فتاة جميلة ذات ملامح رقيقة، لكنها خشنة الطباع فعلاً .
ولم يكن أحد من زملائها يصدق هذا. من يتصور أن هذا الوجه الرقيق الحالم لا يملك ذرة شاعرية على الإطلاق، والحقيقة أنها كانت تعتبر الأمر كله سخيفاً.
لكنها رأت أن الفتيات كلهن يتصرفن بطريقة مختلفة. لا بد للفتاة من مطرب مفضل ومن صور بلهاء تضعها على صفحة فيس بوك. صور تظهر فتيات رقيقات يمشين في أيكة او يتأملن شلالاً. أمضّها الاختلاف فصنعت لنفسها صفحة على فيس بوك. ووضعت بعض الصور لقطط وأطفال. كان رأيها أن هذه الصور قبيحة جداً، لكنها تحملت. هناك مثل مصري قديم يقول ما معناه: «لو ذهبت لبلد يعبد العجل . فاقطع البرسيم وارم له». كان عليها أن تقطع الكثير من البرسيم.
بما أنها فتاة عملية، فقد كانت تعرف أنها يجب أن تتزوج. لن يظل أبوها يطعمها للأبد. وهي لن تتزوج ما لم تفعل مثل الفتيات الأخريات.
أخيراً خُطبت إلى شاب ناجح يعتبر عريساً لا بأس به، وحسبت أن عذابها انتهى. هنا فوجئت بأن هذه هي البداية. هذا الأبله يختزن كمًا هائلاً من الرومانسية يريد أن يفجره في وجه أي واحدة تقبل. وهكذا راح يمطرها بالأغاني. وهي تمقت الأغاني ولا تطيق سماع أغنية لأكثر من خمس ثوان. بعد هذا راح يمطر بريدها بالشعر. وهي لا تطيق الشعر. تشعر أن الشاعر رجل مصاب بنوع من الخبال يجعله لا يستطيع الكلام مثلنا. بدلاً من أن يقول:
- «أريد شرب كوب ماء»
يقولها بطريقته:
- «الظمأ القاتل يحرقني . فهبوني أقداح السقيا»
وكان يرسل إليها القصيدة فتشكره بشدة، ثم تمسحها بعد ربع ثانية وهي تلعن أبا الغباء. ازداد الأمر تعقيدًا عندما زارها ذات مرة وهو يحمل قطة صغيرة.
لم تكن تطيق هذه الحيوانات القذرة، لكنها تظاهرت بالحنان والرقة وراحت تموء بدورها:
- «كم هي لطيفة!. كم هي حسناء!. ربي !»
وتمنت لو كان عندها مفتاح delete لتمسح به هذا الشيء من الوجود. الأشياء تكون أسهل على الكمبيوتر على كل حال.
ثم كان الموقف الأفظع عندما راح يرسل إليها باقة ورد كل يوم. هذا الفتى مجنون. كانت تتخلص من الزهور فورًا ثم تعلمت من جارة لها طريقة عمل مربى الورد، فبدأت تجرب. هكذا صار لديها مورد دائم من مربى الورد.
عندما زارها ذات يوم لم تكن قد تخلصت من الأزهار لحسن الحظ، وهكذا راحت تتشمم الأزهار في حنان وهي ترمق خطيبها منبهرة. أغمضت عينيها وراحت تحلم. ثم بدأت تهمس:
- «نرجس. تيوليب. بنفسج. الله!»
لقد انتهت حصيلتها من أسماء الأزهار. أما هو فأخبرها في دهشة أن الباقة لا تحوي أي نرجس أو بنفسج أو تيوليب. فقالت له إنها تتكلم عن الأزهار عامة.
أما أسوأ المواقف طراً فهو اضطرارها- كأي أنثى- إلى أن تنبهر عندما ترى أطفالاً وتنسى كل شيء، برغم أنها تعتبر الأمومة نشاطاً بدائياً مزعجاً. هكذا ترى طفلين صغيرين يلهوان أمامهما فتصيح في انبهار
- «عسل !»
وتجري لتداعبهما. وتحمل أحدهما إلى صدرها ثم تدرك في هلع أنه مبتل وأن حفاضته غير محكمة. أما الوغد الآخر فيمسح أنفه الرطب في تنورتها. هي تتمنى أن تحمل كل واحد من قفاه لتلقي به من النافذة، لكن خطيبها يراقب الموقف. يجب أن تكون رقيقة.
الحقيقة أن سميرة كافحت كثيرًا جدًا لتبدو حالمة مرهفة، لكنها في سرها كانت تلعن الرومانسية والفتيات الحمقاوات شديدات البلاهة. تتمنى لو تخرج لتحرق كل الأزهار والقطط الصغيرة والأطفال.
في النهاية تم الزفاف. ما زلت أنتظر مصيبة أو طلاقاً . أدعو الله ألا يحدث هذا لكنه أمر حتمي. الأمل الوحيد هو أن يكون زوجها يدعي الرقة بدوره. هذا سيكون توفيقاً عظيمًا. ❝
❞ إن معرفة حجم حبي لكِ كمحاولة معرفة حجم الكون الذي لا نعلم حدوداً له.. بكل ما نرآه منه وما خفي علينا..
مثلما لا يوجد سواكِ في قلبي.. لا أنوي البحث في هذا الكون الشاسع عن أنثى غيركِ.. إن لم تكوني أنتِ فسلامٌ على الدنيا وما فيها..
الحبُ أنتِ والجميع سواسية
ملحُ الكمال والجبالُ الراسية
لا تُشبهين وأنتِ أنتِ الباقية
كالشمسِ كنتِ رقيقة وقاسية
أنتِ السكينة بل ملاك بوصفكِ
دررٌ تجلت كالفصول وأتية
بردٌ وحرٌ وازدهار بربوةٍ
وحنين أمٍ كالغصونِ دانية
تُضفين ظِلاً بين دفءٍ مُؤنِسٍ
رقراق بردٍ من يزوركِ كافية
فيكِ تشابه واختلاف معازفٍ
كالياسمين ك ستِ الحسن ضارية
عطر الحياة وفيكِ سحر الآخرة
لا شعر يوفي كالسماءِ صافية
الأرض كلها يوم خلقكِ زغردت
والسُحب ترقصُ من قدومكِ باكية
إني أحبكِ لا حدود لوصفكِ
كما السماء لا حدود وزاهية
شبهتكِ بجنان مالك التي
ما أبصرتها أعينٌ في قافية
كل المسامع عن نعيمها أُغلقت
لا تأتي حلماً للنفوس الخاوية
سرٌ خفيٌ قد تعذر شرحه
تمشين سِحراً والخلائق فاهية
يتساءلون في طلاسمكِ التي
أرست فنوناً للغرام مداوية
كل الجهات تمنت لو تمشي بها
الأرضُ تُزهرُ من خطاكِ الراوية
والشمسُ ترفع من أكُفها داعية
فيكِ الصباح تكون تُشرقُ بادية
لا نقص فيكِ ولا اعتلال لقافية
فيكِ هدوءٌ فيكِ ريحٌ عاتية
فيكِ خواطر بنت نفس راضية
فيكِ تجمعت الصفاتُ الوافية
نبتت زهور من مخارج أحرفك
يفنىٰ الجمال وأنتِ كلكِ باقية
عيناكِ كونٌ والسماءُ تكحلت
في نظرة صارت لألأ زاهية
وخدودكِ ياقوت مشرق قد حكت
نغماً تجلىٰ للمسامعِ دافية
يا بنتَ قلبي والدواء ودائية
يا رقصَ نبضي والجراح الدامية
أحيا بصوتكِ أو بنظرة حانية
والموتُ عندي أن تغيبي ثانية
لو تكتبين الحرف حرفكِ داهية
نغماً يطوفُ وحرفُ الغيرِ عتاهية
سجدَ الكلامُ إذ بدأتِ بحبكه
منظومةً للشعرِ حتى الحاشية
كاللؤلؤِ المصفوفِ عِقداً رائعاً
يوماً كتبتِ خواطراً لي زاكية
الصدر يغرقُ في بحورِ قصائدك
والعجزُ ينجو في القوافي كسارية
يا من ضحكتُ إذا مررتِ أمامية
وانهلَ دمعي لو لمحتكُ جافية
الكون دونكِ لو جنان جهنمّ
وجهنمٌ إذ أنتِ فيها~ غاليه
#خالد_الخطيب. ❝ ⏤خالد الخطيب
❞ إن معرفة حجم حبي لكِ كمحاولة معرفة حجم الكون الذي لا نعلم حدوداً له. بكل ما نرآه منه وما خفي علينا.
مثلما لا يوجد سواكِ في قلبي. لا أنوي البحث في هذا الكون الشاسع عن أنثى غيركِ. إن لم تكوني أنتِ فسلامٌ على الدنيا وما فيها.
❞ حيــاة الأعـزب . . .
الجمعة :
أنا حاكم لا شريك له على بيت أنيق ..
ليس لي ثانٍ في دولتي الصغيرة الجميلة . أستطيع أن أصحى متى شئت .. و أنام متى شئت .. و أخلع ثيابي .. و أغني .. و أُطرقع مفاصلي .. و أشرب الماء أو العرقسوس أو الويسكي كما يحلو لي ...
ليس على أكتافي شئ سوى رأسي ... لا مسئوليات .. لا هموم .. لا مطالب .. لا واجبات .. فأنا أعزب .. كلمة جميلة حلوة .. هذه الكلمة .. أعزب ..
لقد تذكرتها و أنا أحلق ذقني .. و أنظر إلى وجهي في المرآة .
فصفرت بفمي نشيد المارسيليز إحتفالا بالحرية المطلقة التي أعيش فيها .. و الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها .. و التي تتألف من ثلاث غرف و صالة و حمام أنيق بالقيشاني ..
سوف أنام الليلة ملء أجفاني .. تحلم بي كل عانس و يحسدني كل زوج .. و تجعل مني بنات السادسة عشرة محوراً لمغامراتهن .. و يحمل همي الخادم و البواب و الجيران .. و لا أحمل أنا سوى إبتسامة و اسعة ساخرة معها آخر نكتة من نكت الموسم ..
يقولون إن حياة الأعزب تعاسة .. و وِحدة و فراغ .. و فشل .. و هذه خرافة خلقها الأزواج لأنهم فشلوا في أن يكونوا عُزاباً ناجحين .
و مثلها .. حكاية البيت الدافئ .. و الأولاد الذين يمدون بقاء الزوج على الأرض .. و الزوجة التي تضئ ظلام الوحدة مثل القنديل . و حديث آخر الليل الذي يتقاسم فيه الزوجان المسرات و الهموم ..
كل هذه إعلانات مثل الإعلانات التي تروج بيع الصابون و ملح كروشن و الأسبرو .
أما الواقع فهو شئ آخر غير هذه الإعلانات .. فالبيت قد لا يدخله الدفء بالمرة .. و الإبن قد لا يمد أجل أبيه .. و ربما أخذ أجله .. و الزوجة قد تكون نكداً .. و حديث آخر الليل غالبا ما تحول إلى مراجعة للحسابات تنتهي بخناقة و بأن يعطي كل واحد ظهره لصاحبه و وجهه للحائط ..
خذوا الحكمة من أفواه المتزوجين .
إن من عادتي أن أترك ملعب الزوجية ينزل فيه أصدقائي .. و أكتفي بالتهليل على كل هدف يصيبه أي واحد من الاثنين ..
و مازلت أشكر الله على هذه النصاحة . و أشعر بالتلذذ و أنا أتأمل وجهي في المرآة .. و أجر عليه الموس و أحلقه بعناية قطعة قطعة .. و أبحث عن ينابيع النصاحة في عيني . و أصفر بصوت مرح يخرج من نافوخي .. و أقول أنا حر .. أنا أعزب ..
السبت :
دفتر يومياتي يقول إني محجوز على الغذاء و العشاء لمدة أسبوع مقدما ..
إني على حق في إلغاء المطبخ من شقتي .. فما الداعي للمطبخ ما دمت أتغذى في أقرب مطعم و أتعشى عند أقرب صديق .. و أغسل ثيابي عند أقرب مكوجي .. و أعود للبيت لأنام ..
لقد قالت لي صديقتي اليوم :
ــ أنت رجل مضيع للوقت .. أنت موزع على طول الشارع الذي تسكن فيه بين البقالين و الحلاقين و المكوجية و المطاعم و المخابز ..
إن بيتك ليس بيتاً .. إنه مجرد سرير سفاري .. جراج .. خيمة كشافة .. تتزود بالتموين من كل رصيف ..
أنت متشرد ..
و فهمت من كلامها أن تُلمِح لي بالزواج بأسلوب ماكر مهذب .. فقلت لها بهدوء :
_ أنا رجل عصري . لا أضع ثروتي في البيت تحت البلاطة .. و إنما أساهم بها في كل البنوك .. أيكون هذا تضييعاً لي .. !
فقالت في غيظ :
ــ و تساهم بحبك في كل القلوب .. أليس كذلك .. إنك تحاول أن تضمن الواحدة بعقد علاقة مع أخرى .. و لكنك تخسر الإثنين ، لإنك تخسر الثقة .. إن كل شئ في حياتك لا يبعث على الثقة .. و أنت نفسك لا تثق بنفسك ..
و دمعت عيناها .. و أردفت في يأس :
ــ إنك تجعل الإخلاص مستحيلاً .. ثم تبكي لأنك لا تجد الإخلاص .. ألست رجلاً مغفلاً ..
فقلت في ضيق :
_ إن الإخلاص يولد من نفسه و لا يولد بالحقن و المواثيق .. أنا رجل واقعي لا أطلب من الطبيعة البشرية أكثر مما تستطيع أن تعطيه ..
ــ إن الغلب عندك طبيعة .. أنت غلبان .
و شعرت بالغيظ .. ربما لأني غلبان فعلاً .. و لكني لم أجب بكلمة .. و قالت هي بعد فترة :
_ أريد أن أعرف .. ماذا تريد من وراء هذا كله .. في مقابل أي شئ تعيش هذه الحياة ؟
و أجبت في يقين :
_ أريد أن أحتفظ بحريتي ..
_ بالضبط تريد أن تحتفظ بحريتك .. مجرد إحتفاظ .. لأنك لا تفعل بها شيئــاً .
و رفعت صوت الراديو ليغطي على صوتها .. و فاض بي الضيق .
إن المرأة تفقد نصف جمالها حين تلمح بالزواج .. و تفقد النصف الآخر حينما تتحدث عن الفلسفة و المنطق .. و خصوصاً إذا كان كلامها في محله ..
الأحد :
تيقظت متأخراً هذا الصباح .. و فتحت نصف عين على شعاع الشمس الذي يداعب وسادتي .. ثم عدت فأغلقتهما .. و بدأت أفكر من حيث انتهينا في الليلة الماضية .
ماذا أريد من هذا كله ؟
حريتي ..
و ماذا أفعل بحريتي ..
إني أرفض إختيار طريق لأنه يقيدني .. و أفضل البقاء في مفترق الطرق .. أعاني الحرية و لا أمارسها .
أهو احساس بالمسئولية .. أم جبن .. أم تغفيل ..إني دائماً أكتشف أني مثالي من حيث أظن أني واقعي .
إن الواقعية لا تقف في مفترق الطرق أبداً ..
الواقعية لا تعلق إمكانياتها .. و إنما تثب و تعمل ..
و أنا أعلق كل شئ على مشجب ..
و رفعت السماعة لأطلب صديقتي ..فقالت لي إنها خطبت إلى إبن عمها .. و تمنت لي أياما طيبة ..
و وضعت السماعة في سكون .. و تلفَتَّ حولي .. و لأول مرة إكتشفت أن في شقتي صراصير .. و أن العنكبوت يتدلى من جدرانها ..
و تذكرت أن المكوجي قد أخذ كل القمصان للغسيل و لم يحضرها و أن كل الصحون قذرة .. و أحسست أني أكسل من أن أنظف صحناً .. فأرسلت البواب ليشتري لي صحناً جديداً ..
ثم زعقت عليه بعد قفز بضع درجات على السلم ..
_ إستنى عندك .. خد اشتري لي قميص كمان علشان ما عنديش قمصان ..
و أغلقت الباب .. و عدت أتمشى في الصالة .. ثم بدأت أدير البيك آب .. و وضعت أسطوانتي المحببة .
و وقفت في النافذة .. و لكن البيك آب ظل يخشخش ..
و اكتشفت بعد مدة أن طبقات من التراب واقفة في حلقه ..
و لا أدري لماذا تذكرت حكاية الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها في تلك اللحظة .. و أحسست أني إمبراطور فعلاً . و لكن إمبراطور على خرابة .
الإثنين :
ذهبت في زيارة فرج .. و هو صديق قديم أعرفه من عشرين عاماً .. و وجدته يدخن الجوزة وسط أولاده الخمسة .. و كان أكبر أولاده يمص عوداً من القصب و يضع المصاصة في طربوشه .. و أصغرهم يقف وسط الغرفة بالفانلة و اللباس .. يلوح بذراعيه الرفيعتين ..
و كانت نونا الصغيرة تخرج لسانها .. ثم تقفز على الكراسي و تؤذن .
و كان فرج وسط هذه الهوسة يضحك و يكركر بقلب طليق و بين حين و آخر يفرغ الطربوش من مصاصة القصب في صينية على الأرض قائلاً في حنان :
_ بقه كده يا ولد يا تنتون .. تحط الزبالة في طربوش أبوك ثم يضحك ..
_ عفاريت الولاد دول .. عفاريت ..
و طول الزيارة كنت أفكر في سؤال واحد .
كيف أضيق بهذا الصراخ و لا أكاد أحتمله دقيقة واحدة .. و كيف إحتمله فرج عشر سنوات .. و هو يضحك .
أهناك سر بين الأب و أولاده .. يجعل كل شئ محتملاً ..
سر لا يفهمه الأعزب ..
ربما .. أنا لم أجرب على كل حال .
الخميس :
بعد ليلة حمراء .. جسمي مثل مدينة اكتسحها زلزال .. أعضائي تهدمت .. عظامي مثل أعمدة معبد .. إنهارت .. و انهار فوقها السقف .
إني أسأل نفسي .. أهذه هي اللذة .. أهذه هي السعادة التي يتزوج من أجلها الناس ؟
مجانين ..
إني لا أجد فيها سبباً أتزوج من أجله .
إنها مجرد رغبة حمقاء .. لا شأن لي بها .. الطبيعة تدفعني إليها و تشوقني و ترغمني .. فأسعى إليها كما يسعى النمل .. و أمارسها في غباء ثم أفيق على لا شئ .. و لا تبقي من النار الموقدة إلا مجاملات فاترة ..
خمس دقائق فقط ..
كيف أتزوج من أجل خمس دقائق ..
السبت :
سألت نفسي .. ما هو الحب .. و بعد تفكير طويل اكتشفت أن الحب هو أن يبقى شئ بعد الخمس دقائق .. هو أن تبقى في النفس حاجات تدفع الإثنين على البقاء معا .
الحب هو رغبة بين الإثنين لا تستنفذها الطبيعة .. رغبة شخصية لكل منهما في الآخر .. ليس لكونه ذكراً .. و لا لكونها أنثى .. و لكن لكونه فلان .. و لكونها فلانة .. و لكونهما مشدودان بخيط من الفضول و الدهشة و الإعجاب .. كل منهما يحب أن يصغى إلى صوت الآخر .. حتى و لو لم يكن يتكلم .. يصغى إلى صوت وجوده ..
فكرت في هذه العبارات ثم ضحكت .. يالي من شاعر و تذكرت أخي و هو يقول لي كل يوم :
_ إلى متى تظل أعزب .. متى تفكر في الزواج .
و هو لا يدري أني أعزب لأني أفكر في الزواج .. أقتله تفكيراً كل يوم .. و أفكر في الحب و أقتله تفكيراً .. ثم أقتل نفسي من كثرة التفكير في نفسي .. ثم لا يبقى بعد هذا إلا أشباح و رغبات .. و شبح آخر أحمق ثرثار هو أنا .. لا يفتأ يسأل .. و يسأل .. يسأل لماذا .. و كيف .. و متى .. و أين
.. و إلى أين ..
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حيــاة الأعـزب . . .
الجمعة :
أنا حاكم لا شريك له على بيت أنيق .
ليس لي ثانٍ في دولتي الصغيرة الجميلة . أستطيع أن أصحى متى شئت . و أنام متى شئت . و أخلع ثيابي . و أغني . و أُطرقع مفاصلي . و أشرب الماء أو العرقسوس أو الويسكي كما يحلو لي ..
ليس على أكتافي شئ سوى رأسي .. لا مسئوليات . لا هموم . لا مطالب . لا واجبات . فأنا أعزب . كلمة جميلة حلوة . هذه الكلمة . أعزب .
لقد تذكرتها و أنا أحلق ذقني . و أنظر إلى وجهي في المرآة .
فصفرت بفمي نشيد المارسيليز إحتفالا بالحرية المطلقة التي أعيش فيها . و الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها . و التي تتألف من ثلاث غرف و صالة و حمام أنيق بالقيشاني .
سوف أنام الليلة ملء أجفاني . تحلم بي كل عانس و يحسدني كل زوج . و تجعل مني بنات السادسة عشرة محوراً لمغامراتهن . و يحمل همي الخادم و البواب و الجيران . و لا أحمل أنا سوى إبتسامة و اسعة ساخرة معها آخر نكتة من نكت الموسم .
يقولون إن حياة الأعزب تعاسة . و وِحدة و فراغ . و فشل . و هذه خرافة خلقها الأزواج لأنهم فشلوا في أن يكونوا عُزاباً ناجحين .
و مثلها . حكاية البيت الدافئ . و الأولاد الذين يمدون بقاء الزوج على الأرض . و الزوجة التي تضئ ظلام الوحدة مثل القنديل . و حديث آخر الليل الذي يتقاسم فيه الزوجان المسرات و الهموم .
كل هذه إعلانات مثل الإعلانات التي تروج بيع الصابون و ملح كروشن و الأسبرو .
أما الواقع فهو شئ آخر غير هذه الإعلانات . فالبيت قد لا يدخله الدفء بالمرة . و الإبن قد لا يمد أجل أبيه . و ربما أخذ أجله . و الزوجة قد تكون نكداً . و حديث آخر الليل غالبا ما تحول إلى مراجعة للحسابات تنتهي بخناقة و بأن يعطي كل واحد ظهره لصاحبه و وجهه للحائط .
خذوا الحكمة من أفواه المتزوجين .
إن من عادتي أن أترك ملعب الزوجية ينزل فيه أصدقائي . و أكتفي بالتهليل على كل هدف يصيبه أي واحد من الاثنين .
و مازلت أشكر الله على هذه النصاحة . و أشعر بالتلذذ و أنا أتأمل وجهي في المرآة . و أجر عليه الموس و أحلقه بعناية قطعة قطعة . و أبحث عن ينابيع النصاحة في عيني . و أصفر بصوت مرح يخرج من نافوخي . و أقول أنا حر . أنا أعزب .
السبت :
دفتر يومياتي يقول إني محجوز على الغذاء و العشاء لمدة أسبوع مقدما .
إني على حق في إلغاء المطبخ من شقتي . فما الداعي للمطبخ ما دمت أتغذى في أقرب مطعم و أتعشى عند أقرب صديق . و أغسل ثيابي عند أقرب مكوجي . و أعود للبيت لأنام .
لقد قالت لي صديقتي اليوم :
ــ أنت رجل مضيع للوقت . أنت موزع على طول الشارع الذي تسكن فيه بين البقالين و الحلاقين و المكوجية و المطاعم و المخابز .
إن بيتك ليس بيتاً . إنه مجرد سرير سفاري . جراج . خيمة كشافة . تتزود بالتموين من كل رصيف .
أنت متشرد .
و فهمت من كلامها أن تُلمِح لي بالزواج بأسلوب ماكر مهذب . فقلت لها بهدوء :
_ أنا رجل عصري . لا أضع ثروتي في البيت تحت البلاطة . و إنما أساهم بها في كل البنوك . أيكون هذا تضييعاً لي . !
فقالت في غيظ :
ــ و تساهم بحبك في كل القلوب . أليس كذلك . إنك تحاول أن تضمن الواحدة بعقد علاقة مع أخرى . و لكنك تخسر الإثنين ، لإنك تخسر الثقة . إن كل شئ في حياتك لا يبعث على الثقة . و أنت نفسك لا تثق بنفسك .
و دمعت عيناها . و أردفت في يأس :
ــ إنك تجعل الإخلاص مستحيلاً . ثم تبكي لأنك لا تجد الإخلاص . ألست رجلاً مغفلاً .
فقلت في ضيق :
_ إن الإخلاص يولد من نفسه و لا يولد بالحقن و المواثيق . أنا رجل واقعي لا أطلب من الطبيعة البشرية أكثر مما تستطيع أن تعطيه .
ــ إن الغلب عندك طبيعة . أنت غلبان .
و شعرت بالغيظ . ربما لأني غلبان فعلاً . و لكني لم أجب بكلمة . و قالت هي بعد فترة :
_ أريد أن أعرف . ماذا تريد من وراء هذا كله . في مقابل أي شئ تعيش هذه الحياة ؟
و أجبت في يقين :
_ أريد أن أحتفظ بحريتي .
_ بالضبط تريد أن تحتفظ بحريتك . مجرد إحتفاظ . لأنك لا تفعل بها شيئــاً .
و رفعت صوت الراديو ليغطي على صوتها . و فاض بي الضيق .
إن المرأة تفقد نصف جمالها حين تلمح بالزواج . و تفقد النصف الآخر حينما تتحدث عن الفلسفة و المنطق . و خصوصاً إذا كان كلامها في محله .
الأحد :
تيقظت متأخراً هذا الصباح . و فتحت نصف عين على شعاع الشمس الذي يداعب وسادتي . ثم عدت فأغلقتهما . و بدأت أفكر من حيث انتهينا في الليلة الماضية .
ماذا أريد من هذا كله ؟
حريتي .
و ماذا أفعل بحريتي .
إني أرفض إختيار طريق لأنه يقيدني . و أفضل البقاء في مفترق الطرق . أعاني الحرية و لا أمارسها .
أهو احساس بالمسئولية . أم جبن . أم تغفيل .إني دائماً أكتشف أني مثالي من حيث أظن أني واقعي .
إن الواقعية لا تقف في مفترق الطرق أبداً .
الواقعية لا تعلق إمكانياتها . و إنما تثب و تعمل .
و أنا أعلق كل شئ على مشجب .
و رفعت السماعة لأطلب صديقتي .فقالت لي إنها خطبت إلى إبن عمها . و تمنت لي أياما طيبة .
و وضعت السماعة في سكون . و تلفَتَّ حولي . و لأول مرة إكتشفت أن في شقتي صراصير . و أن العنكبوت يتدلى من جدرانها .
و تذكرت أن المكوجي قد أخذ كل القمصان للغسيل و لم يحضرها و أن كل الصحون قذرة . و أحسست أني أكسل من أن أنظف صحناً . فأرسلت البواب ليشتري لي صحناً جديداً .
ثم زعقت عليه بعد قفز بضع درجات على السلم .
_ إستنى عندك . خد اشتري لي قميص كمان علشان ما عنديش قمصان .
و أغلقت الباب . و عدت أتمشى في الصالة . ثم بدأت أدير البيك آب . و وضعت أسطوانتي المحببة .
و وقفت في النافذة . و لكن البيك آب ظل يخشخش .
و اكتشفت بعد مدة أن طبقات من التراب واقفة في حلقه .
و لا أدري لماذا تذكرت حكاية الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها في تلك اللحظة . و أحسست أني إمبراطور فعلاً . و لكن إمبراطور على خرابة .
الإثنين :
ذهبت في زيارة فرج . و هو صديق قديم أعرفه من عشرين عاماً . و وجدته يدخن الجوزة وسط أولاده الخمسة . و كان أكبر أولاده يمص عوداً من القصب و يضع المصاصة في طربوشه . و أصغرهم يقف وسط الغرفة بالفانلة و اللباس . يلوح بذراعيه الرفيعتين .
و كانت نونا الصغيرة تخرج لسانها . ثم تقفز على الكراسي و تؤذن .
و كان فرج وسط هذه الهوسة يضحك و يكركر بقلب طليق و بين حين و آخر يفرغ الطربوش من مصاصة القصب في صينية على الأرض قائلاً في حنان :
_ بقه كده يا ولد يا تنتون . تحط الزبالة في طربوش أبوك ثم يضحك .
_ عفاريت الولاد دول . عفاريت .
و طول الزيارة كنت أفكر في سؤال واحد .
كيف أضيق بهذا الصراخ و لا أكاد أحتمله دقيقة واحدة . و كيف إحتمله فرج عشر سنوات . و هو يضحك .
أهناك سر بين الأب و أولاده . يجعل كل شئ محتملاً .
سر لا يفهمه الأعزب .
ربما . أنا لم أجرب على كل حال .
الخميس :
بعد ليلة حمراء . جسمي مثل مدينة اكتسحها زلزال . أعضائي تهدمت . عظامي مثل أعمدة معبد . إنهارت . و انهار فوقها السقف .
إني أسأل نفسي . أهذه هي اللذة . أهذه هي السعادة التي يتزوج من أجلها الناس ؟
مجانين .
إني لا أجد فيها سبباً أتزوج من أجله .
إنها مجرد رغبة حمقاء . لا شأن لي بها . الطبيعة تدفعني إليها و تشوقني و ترغمني . فأسعى إليها كما يسعى النمل . و أمارسها في غباء ثم أفيق على لا شئ . و لا تبقي من النار الموقدة إلا مجاملات فاترة .
خمس دقائق فقط .
كيف أتزوج من أجل خمس دقائق .
السبت :
سألت نفسي . ما هو الحب . و بعد تفكير طويل اكتشفت أن الحب هو أن يبقى شئ بعد الخمس دقائق . هو أن تبقى في النفس حاجات تدفع الإثنين على البقاء معا .
الحب هو رغبة بين الإثنين لا تستنفذها الطبيعة . رغبة شخصية لكل منهما في الآخر . ليس لكونه ذكراً . و لا لكونها أنثى . و لكن لكونه فلان . و لكونها فلانة . و لكونهما مشدودان بخيط من الفضول و الدهشة و الإعجاب . كل منهما يحب أن يصغى إلى صوت الآخر . حتى و لو لم يكن يتكلم . يصغى إلى صوت وجوده .
فكرت في هذه العبارات ثم ضحكت . يالي من شاعر و تذكرت أخي و هو يقول لي كل يوم :
_ إلى متى تظل أعزب . متى تفكر في الزواج .
و هو لا يدري أني أعزب لأني أفكر في الزواج . أقتله تفكيراً كل يوم . و أفكر في الحب و أقتله تفكيراً . ثم أقتل نفسي من كثرة التفكير في نفسي . ثم لا يبقى بعد هذا إلا أشباح و رغبات . و شبح آخر أحمق ثرثار هو أنا . لا يفتأ يسأل . و يسأل . يسأل لماذا . و كيف . و متى . و أين
. و إلى أين. ❝
❞ محطة الحب :
أخذت تترنح بين الأزقة باحثة عمَّا يدعونه الحب ولكنها لم تعثر عليه ذات يوم سوى بعد أنْ توقفت عن اللهاث وراءه حيث جاءها بغتةً بطريقة مُغايرة عما كانت تتوقع أو تريد ، فما كان منها سوى تسليم كل مشاعرها لهذا الشخص الحنون الذي أسر قلبها منذ أول لقاء ، فقد كان يملك كل الخِصال التي طالما نقبت عنها طوال حياتها ولم يفقد عنصراً واحداً مما تمنت لذا استمرت في شكر الله كثيراً على تلك النعمة التي حباها إياها بعد طول انتظار ، فلا بد أنْ ندع قلوبنا تنساق وراء مجريات الأحداث دون أنْ نتخيل أو نوهم أنفسنا بأنها تأخرت أو غير آتية من الأساس فلسوف ننال ما نستحق في نهاية المطاف ، ما يليق بقلوبنا ويداوي تلك الجِراح التي سببتها لنا الأيام وسوف يتوقف القلب عن النزف ويستريح ويستقر ويهدأ من ضجيجه واضطرابه الغير منتهٍ فور الوصول لتلك المحطة المُسمَّاه بالحب الذي يُنقذ القلب من الوحدة والشتات والأرق المستمر ...
#خلود_أيمن #خواطر #KH. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ محطة الحب :
أخذت تترنح بين الأزقة باحثة عمَّا يدعونه الحب ولكنها لم تعثر عليه ذات يوم سوى بعد أنْ توقفت عن اللهاث وراءه حيث جاءها بغتةً بطريقة مُغايرة عما كانت تتوقع أو تريد ، فما كان منها سوى تسليم كل مشاعرها لهذا الشخص الحنون الذي أسر قلبها منذ أول لقاء ، فقد كان يملك كل الخِصال التي طالما نقبت عنها طوال حياتها ولم يفقد عنصراً واحداً مما تمنت لذا استمرت في شكر الله كثيراً على تلك النعمة التي حباها إياها بعد طول انتظار ، فلا بد أنْ ندع قلوبنا تنساق وراء مجريات الأحداث دون أنْ نتخيل أو نوهم أنفسنا بأنها تأخرت أو غير آتية من الأساس فلسوف ننال ما نستحق في نهاية المطاف ، ما يليق بقلوبنا ويداوي تلك الجِراح التي سببتها لنا الأيام وسوف يتوقف القلب عن النزف ويستريح ويستقر ويهدأ من ضجيجه واضطرابه الغير منتهٍ فور الوصول لتلك المحطة المُسمَّاه بالحب الذي يُنقذ القلب من الوحدة والشتات والأرق المستمر ..