❞ كان الرجل يجلس مكتوف اليدين .. معصوب العينين .. لا يعرف أين و لا متى و لا منْ الذي يضع فوهة المسدس على رأسه .. و إنما هو ظلام حالك .. و صوت أجش يخرج من بطن الظُلمة :
●● هل أنت محمود السويفي ؟
● نعم .
●● تعترف أنك كافر مارق زنديق خارج على دين الله .. و أنك تساند دولة الكُفر و تؤيدها ؟
● أنا أقول لا إله إلا الله محمد رسول الله .. فكيف أكون كافراً ؟
●● لو كنت تقول إن محمداً رسول الله بحق لاتبعته .
● أنا أتبعه قدر طاقتي .
●● كان رسول الله يُطلق لحيته ، و أنت تحلقها فكيف تدَّعي إتباعه ؟
● و كان رسول الله يركب البغلة ، و أنتم تركبون القطار .. فهل خرجتم على السُنّة بذلك .. !
إن معنى السُنّة الأفعال الدالة على الخُلُق و القِيم و ليست أية أفعال .. و اللحية لا تدُل على شيء .. و كاسترو مُلحِد و يُربي لحيته .. و جيفارا أنكر وجود الله في جميع أحاديثه ، فهل تنفعه لحيته .. و راسبوتين راهب الفِسق و العهر له أطول لحية ..
أنا لا أفهم ماذا تعني لحية يصنعها و يقصها مقص حلاق في دقيقة .. و ماذا تضيف أو تُعطي للإسلام .
●● تعترف أنك تعيش في عالم جاهلي ؟
● و أشنع من العالَم الجاهلي .
●● عالَم سافل .. منحرف .. ضال .
● و أشنع من ذلك .. مجنون و لا معقول بدليل وجود سيادتك فيه .
●● و لكنك واحد من الذين يقودون هذا العالَم بالكلمة و الأمر و التوجيه و الإدارة .
● أحاول أن أُصلِح منه قدر استطاعتي .
●● أنت تشتغل في الإعلام .. فما رأيك في الإعلام .. ؟ ما رأيك في حال التليفزيون و السينما و المسرح و الصحيفة ؟ ..
● تسالي يا لب .. و لكننا نحاول من حين لآخر أن نقول شيئاً ذا قيمة .
●● ثم يضيع الكلام في طوفان الرقص و الطبل و الزمر و الهزل .
● هذا شأن العالَم دائماً من خمسة آلاف سنة .. كانت الراقصة تكسب أكثر من الكاتب .. و الطَبّال يكسب أكثر من الخبّاز و النجار و الحدّاد ..
و لو أنك دعوت أينشتين اليوم لندوة علمية .. ثم دعوت امرأة عارية لحديث صحفي ، لَترَك الجمهور أينشتين و علمه و لتجمَعوا حول المرأة العارية بالألوف .. و هذا ليس ذنبنا .. و إنما سببه أن أكثر الناس من البهم و من أهل الهوى و من عبيد الشهوات .. و هم لذلك يشجعون التافه من الأمور و ينصرفون عن الجاد .
●● و لهذا جئنا لنصلح العالَم .
● ليس بالرصاص و لا بالمدافع الرشاشة و لا بالمعتقلات و الإرهاب تُصنَع الفضائل .. لن تجعل من الناس مسلمين مثل أبي بكر بقرار وزاري ، و لن تُصلِح هذا العالَم برفضه و تكفيره و إطلاق النار عليه .. سيادتك لست مسلماً و إنما مجرم .
●● أنا أقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فكيف أكون مجرماً ؟
● أنتَ تقول لا إله إلا نحن و مَنْ خالفنا كَفَر و مَنْ خرج عنا تزندق و مَنْ عارضنا عليه اللعنة .
أنت طالب سُلطة و سيطرة و جبروت .. و تلك شهوات نهى الله عنها ..
فقال لنبيه :
{ و ما أنت عليهم بجبَّار } ( ق - 45 )
و قال له :
{ لست عليهم بمسيطر } ( الغاشية - 22 )
و حدد دوره قائلاً :
{ إنما أنت منذر } ( الرعد - 7 )
{ إنْ عليك إلا البلاغ } ( الشورى - 48 )
و أطلق الحرية لكافة الناس في الإستجابة أو الرفض فقال :
{ و قُل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر } ( الكهف - 29 )
و قال :
{ لكم دينُكُم و لِيَ دينِ } ( الكافرون - 6 )
و قال :
{ لا يضرُكُم مَنْ ضَلَّ إذا اهتديتم } ( المائدة - 105 )
ثم أفرد الله نفسه بالعلم و البَت في قضية التكفير ، فقال :
{ هو أعلم بمن ضل عن سبيله و هو أعلم بمن اهتدى } ( النجم - 30 )
و قال :
{ فلا تُزَكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى } ( النجم 32 )
و لكنكم تزكون أنفسكم على الأمة كلها .. و تكفرونها كلها ، و تدَّعون لأنفسكم العصمة .
●● تعترف أنك رجل كثير الأخطاء و أن ماضيك مثقل و حاضرك لا يبرأ من الشُبهة ؟
● كُل ابن آدم خطّاء و خير الخطائين عند الله التوابون .. و أنا أتوب إلى الله كل يوم و كل ساعة .
●● و لكنك شربت الخمر و زنيت .
● لستُ أدعي عصمة و لا ولاية و لا نبوّة و لا قيادة .. و ما أنا إلا صارخ في بَريّة يحمل على ظهره أوزاره ، و لكنه يرتجي المغفرة و يدعو إلى الخير .
●● تدعو إلى العِفّة و قد زنيت .. و تنهى عن الخمر و قد شربتها .. ؟
فماذا يكون شأنك إلا كما قال رسول الله عن علماء آخر الزمان ، بأنهم كغثاء السيل لا خير فيهم .
● صدق رسول الله .. و الله إننا كغثاء السيل و لكن ما حيلتنا و قد طم السيل و جرف الجميع ، و لوَّث الجميع ، و ما بقي واحد إلا مسّتهُ شبهة ، أو تلوَّث منه البال و الخاطر .
●● هذا إعتراف بأن هذا العصر لا يصلُح إلا أن يكون حطباً لجهنم .. أليست هذه إدانة شاملة ؟ .
● لا يُدين إلا الدَيّان و لا يحكم بالنار إلا رب النار ، و قد قال ربنا عن نفسه : { و إني لغفّارٌ لمن تاب و آمن و عَمِلَ صالِحاً ثُم اهتدى } ( طه – 82 ) .
و قال عن نفسه إنه لا يُسأَل عما يفعل .. و قال إنه يغفر لمن يشاء ، و يُعَذِب من يشاء .. و قال رحمتي وَسِعت كل شيء .. و ليس من حقك أن تحجُر على رحمة الله و لا أن تُدخلنا النار و تُدخِل نفسك الجنة ، إلا إذا كنت قد تألهت و تصورت نفسك وصياً على العالمين .
●● لقد اعترفت بأنك شربت الخمر و زنيت .
● من لم يرتكب منكم خطيئة فليرمنا بحَجَر .
فأجاب الرجُل في زَهو و اختيال :
●● أنا لم أرتكب خطيئة .
● تلك الدعوى هي كُبرى خطيئاتك و سوف تُحاسب عنها حساباً عسيراً .
●● أبعُلماء أمثالِكم نحارب الكُفّار ؟
● إذا كُنا سيئين فالكُفار أسوأ و الله ينصر السيئ على الأسوأ .. و الله عليم بضعف الناس و هو القائل : { اتقوا الله حق تُقاته } ( آل عمران – 102 ) .
ذلك القول للأنبياء و لستُ منهم ، إنما أنا بشر عادي أَخطأَ و أصاب ، و عمل عملاً صالحاً و آخر سيئاً .. عسى الله أن يتوب عليه ..
ثم خَبِرني لماذا تجعل من نفسك منتقماً .. و هل أعطاك الله الوكالة عنه أم أعطيتها لنفسك .. و بأي حق تتغطرس علينا هكذا و تُطلِق التهم عن يمين و شمال و أنت حدث قليل التجربة لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرك ثم تُفتينا في الإسلام و أنت لم تحفظ بعد قرآناً و لا درست سُنّة و لا جلست إلى علماء و لا سهرت على مرجِع .. و تختال بعفتك و طهارتك و أنت لم تتعرض بعد لما تعرضنا له من مُغرَيات .. و ما حُكم عِفّة بلا مكابدة .. و طهارة بلا ابتلاء إلا أن تكون مراهقة و غروراً ..
●● أنتم تلوون ألسنتكم بالعِلم و أنتم زُناة فاسقون مكانكم جهنم و سأشيعك بهذه الرصاصة إلى مكانك .
● أعرفتَ مكاني الذي ستشيعني إليه برصاصتك .. ؟! ذلك و اللهِ غرور آخر و ادِّعاء بعلم الآخرة بعد ادعائك لعلم الدنيا .
●● ابكِ على مصيرك .
● و الله ما أَلقَى الله باكياً ، بل ألقاه راجياً رحمته و هو الذي أنشأني من تراب الأرض و يعلم ضعفي ، و هو القائل : { و خُلِقَ الإنسانُ ضعيفا } ( النساء – 28 9 .
و الله ما أكُف عن الأمل في رحمة الله أبداً .
●● ذلك ظن الذين كفروا .
● بل هو قول الذين آمنوا و سيُخلِف الله ظنّك و الله خلّاف الظنون .
# و شد الرجل أصابعه على زناد المسدس في غيظ ليقول في كلمة أخيرة :
●● ألَكَ مطلب أخير ؟
● أنت أهوَن عند الله من أن أطلب منك شيئاً و هذه الدنيا أتفه من أن ألتفت إليها بطمع .
●● أحاقدٌ أنت عليّ ؟
● بل إنك لَتُحسِن إليَّ بهذه الرصاصة و تتصدق عليَّ بهذه الشهادة ، و تعطيني الفرصة لأدفع في كلمة حق أغلى ثمن ، و تلك نعمة من الله أشكره عليها .. الحمد لله على ما أعطى و ما أخذ .
# و ضغط الرجل على الزناد في غيظ ، فانطلقت الرصاصة و سقط رَجُل ، و زاد عدد المجرمين واحداً ..
و لم ينصلح في العالَم أي شيئ .. بل زاد ضلالاً على ضلال .
قصة / الرصــاصــة .
..
من كتـــاب / نـقـطــة الغـليــان
للدكتور مصطفى محمود ( رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ كان الرجل يجلس مكتوف اليدين .. معصوب العينين .. لا يعرف أين و لا متى و لا منْ الذي يضع فوهة المسدس على رأسه .. و إنما هو ظلام حالك .. و صوت أجش يخرج من بطن الظُلمة :
●● هل أنت محمود السويفي ؟
● نعم .
●● تعترف أنك كافر مارق زنديق خارج على دين الله .. و أنك تساند دولة الكُفر و تؤيدها ؟
● أنا أقول لا إله إلا الله محمد رسول الله .. فكيف أكون كافراً ؟
●● لو كنت تقول إن محمداً رسول الله بحق لاتبعته .
● أنا أتبعه قدر طاقتي .
●● كان رسول الله يُطلق لحيته ، و أنت تحلقها فكيف تدَّعي إتباعه ؟
● و كان رسول الله يركب البغلة ، و أنتم تركبون القطار .. فهل خرجتم على السُنّة بذلك .. !
إن معنى السُنّة الأفعال الدالة على الخُلُق و القِيم و ليست أية أفعال .. و اللحية لا تدُل على شيء .. و كاسترو مُلحِد و يُربي لحيته .. و جيفارا أنكر وجود الله في جميع أحاديثه ، فهل تنفعه لحيته .. و راسبوتين راهب الفِسق و العهر له أطول لحية ..
أنا لا أفهم ماذا تعني لحية يصنعها و يقصها مقص حلاق في دقيقة .. و ماذا تضيف أو تُعطي للإسلام .
●● تعترف أنك تعيش في عالم جاهلي ؟
● و أشنع من العالَم الجاهلي .
●● عالَم سافل .. منحرف .. ضال .
● و أشنع من ذلك .. مجنون و لا معقول بدليل وجود سيادتك فيه .
●● و لكنك واحد من الذين يقودون هذا العالَم بالكلمة و الأمر و التوجيه و الإدارة .
● أحاول أن أُصلِح منه قدر استطاعتي .
●● أنت تشتغل في الإعلام .. فما رأيك في الإعلام .. ؟ ما رأيك في حال التليفزيون و السينما و المسرح و الصحيفة ؟ ..
● تسالي يا لب .. و لكننا نحاول من حين لآخر أن نقول شيئاً ذا قيمة .
●● ثم يضيع الكلام في طوفان الرقص و الطبل و الزمر و الهزل .
● هذا شأن العالَم دائماً من خمسة آلاف سنة .. كانت الراقصة تكسب أكثر من الكاتب .. و الطَبّال يكسب أكثر من الخبّاز و النجار و الحدّاد ..
و لو أنك دعوت أينشتين اليوم لندوة علمية .. ثم دعوت امرأة عارية لحديث صحفي ، لَترَك الجمهور أينشتين و علمه و لتجمَعوا حول المرأة العارية بالألوف .. و هذا ليس ذنبنا .. و إنما سببه أن أكثر الناس من البهم و من أهل الهوى و من عبيد الشهوات .. و هم لذلك يشجعون التافه من الأمور و ينصرفون عن الجاد .
●● و لهذا جئنا لنصلح العالَم .
● ليس بالرصاص و لا بالمدافع الرشاشة و لا بالمعتقلات و الإرهاب تُصنَع الفضائل .. لن تجعل من الناس مسلمين مثل أبي بكر بقرار وزاري ، و لن تُصلِح هذا العالَم برفضه و تكفيره و إطلاق النار عليه .. سيادتك لست مسلماً و إنما مجرم .
●● أنا أقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فكيف أكون مجرماً ؟
● أنتَ تقول لا إله إلا نحن و مَنْ خالفنا كَفَر و مَنْ خرج عنا تزندق و مَنْ عارضنا عليه اللعنة .
أنت طالب سُلطة و سيطرة و جبروت .. و تلك شهوات نهى الله عنها ..
فقال لنبيه :
{ و ما أنت عليهم بجبَّار } ( ق 45 )
و قال له :
{ لست عليهم بمسيطر } ( الغاشية 22 )
و حدد دوره قائلاً :
{ إنما أنت منذر } ( الرعد 7 )
{ إنْ عليك إلا البلاغ } ( الشورى 48 )
و أطلق الحرية لكافة الناس في الإستجابة أو الرفض فقال :
{ و قُل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر } ( الكهف 29 )
و قال :
{ لكم دينُكُم و لِيَ دينِ } ( الكافرون 6 )
و قال :
{ لا يضرُكُم مَنْ ضَلَّ إذا اهتديتم } ( المائدة 105 )
ثم أفرد الله نفسه بالعلم و البَت في قضية التكفير ، فقال :
{ هو أعلم بمن ضل عن سبيله و هو أعلم بمن اهتدى } ( النجم 30 )
و قال :
{ فلا تُزَكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى } ( النجم 32 )
و لكنكم تزكون أنفسكم على الأمة كلها .. و تكفرونها كلها ، و تدَّعون لأنفسكم العصمة .
●● تعترف أنك رجل كثير الأخطاء و أن ماضيك مثقل و حاضرك لا يبرأ من الشُبهة ؟
● كُل ابن آدم خطّاء و خير الخطائين عند الله التوابون .. و أنا أتوب إلى الله كل يوم و كل ساعة .
●● و لكنك شربت الخمر و زنيت .
● لستُ أدعي عصمة و لا ولاية و لا نبوّة و لا قيادة .. و ما أنا إلا صارخ في بَريّة يحمل على ظهره أوزاره ، و لكنه يرتجي المغفرة و يدعو إلى الخير .
●● تدعو إلى العِفّة و قد زنيت .. و تنهى عن الخمر و قد شربتها .. ؟
فماذا يكون شأنك إلا كما قال رسول الله عن علماء آخر الزمان ، بأنهم كغثاء السيل لا خير فيهم .
● صدق رسول الله .. و الله إننا كغثاء السيل و لكن ما حيلتنا و قد طم السيل و جرف الجميع ، و لوَّث الجميع ، و ما بقي واحد إلا مسّتهُ شبهة ، أو تلوَّث منه البال و الخاطر .
●● هذا إعتراف بأن هذا العصر لا يصلُح إلا أن يكون حطباً لجهنم .. أليست هذه إدانة شاملة ؟ .
● لا يُدين إلا الدَيّان و لا يحكم بالنار إلا رب النار ، و قد قال ربنا عن نفسه : { و إني لغفّارٌ لمن تاب و آمن و عَمِلَ صالِحاً ثُم اهتدى } ( طه – 82 ) .
و قال عن نفسه إنه لا يُسأَل عما يفعل .. و قال إنه يغفر لمن يشاء ، و يُعَذِب من يشاء .. و قال رحمتي وَسِعت كل شيء .. و ليس من حقك أن تحجُر على رحمة الله و لا أن تُدخلنا النار و تُدخِل نفسك الجنة ، إلا إذا كنت قد تألهت و تصورت نفسك وصياً على العالمين .
●● لقد اعترفت بأنك شربت الخمر و زنيت .
● من لم يرتكب منكم خطيئة فليرمنا بحَجَر .
فأجاب الرجُل في زَهو و اختيال :
●● أنا لم أرتكب خطيئة .
● تلك الدعوى هي كُبرى خطيئاتك و سوف تُحاسب عنها حساباً عسيراً .
●● أبعُلماء أمثالِكم نحارب الكُفّار ؟
● إذا كُنا سيئين فالكُفار أسوأ و الله ينصر السيئ على الأسوأ .. و الله عليم بضعف الناس و هو القائل : { اتقوا الله حق تُقاته } ( آل عمران – 102 ) .
ذلك القول للأنبياء و لستُ منهم ، إنما أنا بشر عادي أَخطأَ و أصاب ، و عمل عملاً صالحاً و آخر سيئاً .. عسى الله أن يتوب عليه ..
ثم خَبِرني لماذا تجعل من نفسك منتقماً .. و هل أعطاك الله الوكالة عنه أم أعطيتها لنفسك .. و بأي حق تتغطرس علينا هكذا و تُطلِق التهم عن يمين و شمال و أنت حدث قليل التجربة لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرك ثم تُفتينا في الإسلام و أنت لم تحفظ بعد قرآناً و لا درست سُنّة و لا جلست إلى علماء و لا سهرت على مرجِع .. و تختال بعفتك و طهارتك و أنت لم تتعرض بعد لما تعرضنا له من مُغرَيات .. و ما حُكم عِفّة بلا مكابدة .. و طهارة بلا ابتلاء إلا أن تكون مراهقة و غروراً ..
●● أنتم تلوون ألسنتكم بالعِلم و أنتم زُناة فاسقون مكانكم جهنم و سأشيعك بهذه الرصاصة إلى مكانك .
● أعرفتَ مكاني الذي ستشيعني إليه برصاصتك .. ؟! ذلك و اللهِ غرور آخر و ادِّعاء بعلم الآخرة بعد ادعائك لعلم الدنيا .
●● ابكِ على مصيرك .
● و الله ما أَلقَى الله باكياً ، بل ألقاه راجياً رحمته و هو الذي أنشأني من تراب الأرض و يعلم ضعفي ، و هو القائل : { و خُلِقَ الإنسانُ ضعيفا } ( النساء – 28 9 .
و الله ما أكُف عن الأمل في رحمة الله أبداً .
●● ذلك ظن الذين كفروا .
● بل هو قول الذين آمنوا و سيُخلِف الله ظنّك و الله خلّاف الظنون .
و شد الرجل أصابعه على زناد المسدس في غيظ ليقول في كلمة أخيرة :
●● ألَكَ مطلب أخير ؟
● أنت أهوَن عند الله من أن أطلب منك شيئاً و هذه الدنيا أتفه من أن ألتفت إليها بطمع .
●● أحاقدٌ أنت عليّ ؟
● بل إنك لَتُحسِن إليَّ بهذه الرصاصة و تتصدق عليَّ بهذه الشهادة ، و تعطيني الفرصة لأدفع في كلمة حق أغلى ثمن ، و تلك نعمة من الله أشكره عليها .. الحمد لله على ما أعطى و ما أخذ .
و ضغط الرجل على الزناد في غيظ ، فانطلقت الرصاصة و سقط رَجُل ، و زاد عدد المجرمين واحداً ..
و لم ينصلح في العالَم أي شيئ .. بل زاد ضلالاً على ضلال .
قصة / الرصــاصــة .
..
من كتـــاب / نـقـطــة الغـليــان
للدكتور مصطفى محمود ( رحمه الله) . ❝
❞ ولقد كان إبليس فيلسوفا وعالما ومجادلا وكان يبهر الملائكة بعلمه وفلسفته حتى لقد سموه طاووس العابدين لفرط زهوه بعلمه وعبادته,وقد ظل سبعين ألف سنة يعبد ويتفلسف ويجادل , والملائكة يتحلقون حوله يستمعون ويعجبون ..ولكن الله كان يعلم أن هذا المخلوق المختال المزهو المتكبر الذى يحاضر فى المعرفة الإلهية هو أقل مخلوقاته معرفة به وأن كلامه لا يدل على قلبه.
وإنما سيد الأدلة على المعرفة وعدمها هو السلوك عند الأمر والنهى (ساعة يتصادم الأمر مع الطبع والهوى ويجد المخلوق نفسه أمام الاختيار الصعب ) وهذا ما حدث حينما جاء أمر الله لإبليس بالسجود فشق ذلك على كبريائه واستعلائه وزهوه وساعتها نسى ماكان يحاضر فيه منذ لحظات..نسى مقام ربه العظيم وجلاله وعظمته ولم يذكر إلا أنه مأمور بالسجود ولمن ؟؟لبشر من طين وهو المخلوق من نار فر الأمر على الآمر وجادل ربه .كأنه رب مثله.
(قال أنا خيرٌ منه خلقتنى من نار وخلقته من طين)
(قال أأسجد لمن خلقت طيناً)
وسقط إبليس مع أجهل الجاهلين فما عرف إبليس ربه حين جادله وحين رد الأمر عليه..
ولم تغن النظريات التى كان يدبجها ولا الحذلقات التى كان يبهر بها الملائكة والتى كان يصور بها لنفسه أنه سيد العارفين.
وإبليس اليوم هو العقلانية المزهوة المتكبرة فى سلوك وفكر الإنسان العصرى.
إبليس هو التعجرف العقلانى فى الفلسفة الغربية.
وهو الإرهاب الفكرى فى الأيدولوجيات المادية.
وهو العنصرية عند اليهود
وهو سيادة الدم الأزرق فى النازية.
وهو وهم الجنس المختار عند البروليتاريا(صناع التاريخ وطلائع المستقبل)
وهو فكرة السوبر مان عند نيتشه.
فكل ذلك هو الجهل والكبر وإن تسمى بأسماء جذابة كالعلم والفلسفة والفكر.
والحيوان عنده علم أكثر من علم هؤلاء الناس.
القطة تأكل ما تلقيه لها وهى تتمسح عند قدميك فإذا خالستك وسرقت السمكة من طعامك .. أسرعت تأكلها خلف الباب ..إن عندهم علم بالشريعة وبالحلال والحرام أكبر
من علم رئيس المافيا الذى يقتل بأشعة الليزر ويفتح الخزائن بأجهزة إلكترونية.
والفلاح البسيط الذى يطوف بالكعبة باكيا مبتهلا عنده علم بالله أكبر وأعمق من علم دكتور السوربون المتخصص فى الإلهيات.
وأنا ولا شك قد حشوت رأسى بكمية من المعارف الإلهية أكثر بكثير ممكا كانت فى رأس أبى رحمة الله عليه ..ولكنى لا أرتاب لحظة فى أنه عرف الله أكثر مما عرفته وأنه بلغ سماء المعرفة بينما أنا مازلت على أرضها حظى منها شطحات وجدان .
وإنما سبقنى .. أبر بالطاعة والتقوى والتزام الأمر.
وكما قلت فى بداية مقالى معرفة الله هى خشيته وخشيته طاعته ومن لم يطع ربه فما عرفه ولو كتب مجلدات ودبج المقالات وألف روائع النظريات.
وما كان الأنبياء أنبياء بمعجزاتهم وخوارقهم وإنما باستقامتهم واخلاقهم ..
ولم يقل الله لمحمد(إنك لعالم عظيم)بل قال(وإنك لعلى خلق عظيم).
ولقد كان راسبوتين يشفى المرضى ويتنبأ بالمغيبات ويأتى الخوارق وهو أكبر فساق عصرة.
وسوف يأتى المسيخ الدجال فيحيى الموتى وينزل المطر ويشفى المرضى ويأتى الأعاجيب والخوارق فلا تزيده معجزاته إلا دجلا.
وما أكثر العلماء اليوم ممن هم مع الأبالسة.
وما أكثر الجهال (فى الظاهر)وهم سادة العارفين.
وماعرف ربه من لم يبك على نفسه وعلى جهله وعلى تقصيره.
ولهذا يقول ربنا عن الآخرة إنها (خافضة رافعة)لأنها سوف ترفع الكثيرين ممن عهدناهم فى الحضيض وسوف تخفض الكثيرين ممن عددناهم من العلية..
فلن يكون مع الله إلا الذين عرفوه.
وليس العارفون هم حملة الشهادات وإنما هم اهل السلوك والخشوع والتقوى وهؤلاء قلة لا زامر لهم ولا طبال..وليس لهم فى الدنيا راية ولا موكب ..وسلوكك هو شاهد علمك وليس الدبلوم أو البكالوريوس أو الجائزة التقديرية أو نيشان الكمال من طبقة فارس الذى يلمع على صدرك.
إنما كل هذه مواهب إبليسية تنفع فى دنيا الشطار ثم لا يكون لها وزن ساعة الحق.
أما العارفون الذين هم عارفون حقا فهم البسطاء أهل الاستقامة والضمير الذين تراهم دائما فى آخر الصف ..إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا ..وإذا ماتوا لم يمش خلفهم أحد.
هؤلاء إذا دفنوا بكت عليهم السموات والأرض وشيعتهم الملائكة.
جعلنا الله منهم.
فإن لم نكن منهم فخدامهم السائرون خلفهم والطامعون على فتات موائدهم.
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ ولقد كان إبليس فيلسوفا وعالما ومجادلا وكان يبهر الملائكة بعلمه وفلسفته حتى لقد سموه طاووس العابدين لفرط زهوه بعلمه وعبادته,وقد ظل سبعين ألف سنة يعبد ويتفلسف ويجادل , والملائكة يتحلقون حوله يستمعون ويعجبون ..ولكن الله كان يعلم أن هذا المخلوق المختال المزهو المتكبر الذى يحاضر فى المعرفة الإلهية هو أقل مخلوقاته معرفة به وأن كلامه لا يدل على قلبه.
وإنما سيد الأدلة على المعرفة وعدمها هو السلوك عند الأمر والنهى (ساعة يتصادم الأمر مع الطبع والهوى ويجد المخلوق نفسه أمام الاختيار الصعب ) وهذا ما حدث حينما جاء أمر الله لإبليس بالسجود فشق ذلك على كبريائه واستعلائه وزهوه وساعتها نسى ماكان يحاضر فيه منذ لحظات..نسى مقام ربه العظيم وجلاله وعظمته ولم يذكر إلا أنه مأمور بالسجود ولمن ؟؟لبشر من طين وهو المخلوق من نار فر الأمر على الآمر وجادل ربه .كأنه رب مثله.
(قال أنا خيرٌ منه خلقتنى من نار وخلقته من طين)
(قال أأسجد لمن خلقت طيناً)
وسقط إبليس مع أجهل الجاهلين فما عرف إبليس ربه حين جادله وحين رد الأمر عليه..
ولم تغن النظريات التى كان يدبجها ولا الحذلقات التى كان يبهر بها الملائكة والتى كان يصور بها لنفسه أنه سيد العارفين.
وإبليس اليوم هو العقلانية المزهوة المتكبرة فى سلوك وفكر الإنسان العصرى.
إبليس هو التعجرف العقلانى فى الفلسفة الغربية.
وهو الإرهاب الفكرى فى الأيدولوجيات المادية.
وهو العنصرية عند اليهود
وهو سيادة الدم الأزرق فى النازية.
وهو وهم الجنس المختار عند البروليتاريا(صناع التاريخ وطلائع المستقبل)
وهو فكرة السوبر مان عند نيتشه.
فكل ذلك هو الجهل والكبر وإن تسمى بأسماء جذابة كالعلم والفلسفة والفكر.
والحيوان عنده علم أكثر من علم هؤلاء الناس.
القطة تأكل ما تلقيه لها وهى تتمسح عند قدميك فإذا خالستك وسرقت السمكة من طعامك .. أسرعت تأكلها خلف الباب ..إن عندهم علم بالشريعة وبالحلال والحرام أكبر
من علم رئيس المافيا الذى يقتل بأشعة الليزر ويفتح الخزائن بأجهزة إلكترونية.
والفلاح البسيط الذى يطوف بالكعبة باكيا مبتهلا عنده علم بالله أكبر وأعمق من علم دكتور السوربون المتخصص فى الإلهيات.
وأنا ولا شك قد حشوت رأسى بكمية من المعارف الإلهية أكثر بكثير ممكا كانت فى رأس أبى رحمة الله عليه ..ولكنى لا أرتاب لحظة فى أنه عرف الله أكثر مما عرفته وأنه بلغ سماء المعرفة بينما أنا مازلت على أرضها حظى منها شطحات وجدان .
وإنما سبقنى .. أبر بالطاعة والتقوى والتزام الأمر.
وكما قلت فى بداية مقالى معرفة الله هى خشيته وخشيته طاعته ومن لم يطع ربه فما عرفه ولو كتب مجلدات ودبج المقالات وألف روائع النظريات.
وما كان الأنبياء أنبياء بمعجزاتهم وخوارقهم وإنما باستقامتهم واخلاقهم ..
ولم يقل الله لمحمد(إنك لعالم عظيم)بل قال(وإنك لعلى خلق عظيم).
ولقد كان راسبوتين يشفى المرضى ويتنبأ بالمغيبات ويأتى الخوارق وهو أكبر فساق عصرة.
وسوف يأتى المسيخ الدجال فيحيى الموتى وينزل المطر ويشفى المرضى ويأتى الأعاجيب والخوارق فلا تزيده معجزاته إلا دجلا.
وما أكثر العلماء اليوم ممن هم مع الأبالسة.
وما أكثر الجهال (فى الظاهر)وهم سادة العارفين.
وماعرف ربه من لم يبك على نفسه وعلى جهله وعلى تقصيره.
ولهذا يقول ربنا عن الآخرة إنها (خافضة رافعة)لأنها سوف ترفع الكثيرين ممن عهدناهم فى الحضيض وسوف تخفض الكثيرين ممن عددناهم من العلية..
فلن يكون مع الله إلا الذين عرفوه.
وليس العارفون هم حملة الشهادات وإنما هم اهل السلوك والخشوع والتقوى وهؤلاء قلة لا زامر لهم ولا طبال..وليس لهم فى الدنيا راية ولا موكب ..وسلوكك هو شاهد علمك وليس الدبلوم أو البكالوريوس أو الجائزة التقديرية أو نيشان الكمال من طبقة فارس الذى يلمع على صدرك.
إنما كل هذه مواهب إبليسية تنفع فى دنيا الشطار ثم لا يكون لها وزن ساعة الحق.
أما العارفون الذين هم عارفون حقا فهم البسطاء أهل الاستقامة والضمير الذين تراهم دائما فى آخر الصف ..إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا ..وإذا ماتوا لم يمش خلفهم أحد.
هؤلاء إذا دفنوا بكت عليهم السموات والأرض وشيعتهم الملائكة.
جعلنا الله منهم.
فإن لم نكن منهم فخدامهم السائرون خلفهم والطامعون على فتات موائدهم.
❞ "من هو العارف بالله"
معرفة الله خشية طاعته ومن لم يطع ربه فما عرفه ولو كتب المجلدات ودبج المقالات وألف النظريات فى المعرفة الإلهية.
ولقد كان إبليس فيلسوفا وعالما ومجادلا وكان يبهر الملائكة بعلمه وفلسفته حتى لقد سموه طاووس العابدين لفرط زهوه بعلمه وعبادته,وقد ظل سبعين ألف سنة يعبد ويتفلسف ويجادل , والملائكة يتحلقون حوله يستمعون ويعجبون ..ولكن الله كان يعلم أن هذا المخلوق المختال المزهو المتكبر الذى يحاضر فى المعرفة الإلهية هو أقل مخلوقاته معرفة به وأن كلامه لا يدل على قلبه.
وإنما سيد الأدلة على المعرفة وعدمها هو السلوك عند الأمر والنهى (ساعة يتصادم الأمر مع الطبع والهوى ويجد المخلوق نفسه أمام الاختيار الصعب ) وهذا ما حدث حينما جاء أمر الله لإبليس بالسجود فشق ذلك على كبريائه واستعلائه وزهوه وساعتها نسى ماكان يحاضر فيه منذ لحظات..نسى مقام ربه العظيم وجلاله وعظمته ولم يذكر إلا أنه مأمور بالسجود ولمن ؟؟لبشر من طين وهو المخلوق من نار فر الأمر على الآمر وجادل ربه .كأنه رب مثله.
(قال أنا خيرٌ منه خلقتنى من نار وخلقته من طين)
(قال أأسجد لمن خلقت طيناً)
وسقط إبليس مع أجهل الجاهلين فما عرف إبليس ربه حين جادله وحين رد الأمر عليه..
ولم تغن النظريات التى كان يدبجها ولا الحذلقات التى كان يبهر بها الملائكة والتى كان يصور بها لنفسه أنه سيد العارفين.
وإبليس اليوم هو العقلانية المزهوة المتكبرة فى سلوك وفكر الإنسان العصرى.
إبليس هو التعجرف العقلانى فى الفلسفة الغربية.
وهو الإرهاب الفكرى الأيدولوجيات المادية.
وهو العنصرية عند اليهود
وهو سيادة الدم الأزرق النازية.
وهو وهم الجنس المختار عند البروليتاريا(صناع التاريخ وطلائع المستقبل)
وهو فكرة السوبر مان عند نيتشه.
فكل ذلك هو الجهل والكبر وإن تسمى بأسماء جذابة كالعلم والفلسفة والفكر.
والحيوان عنده علم أكثر من علم هؤلاء الناس.
القطة تأكل ما تلقيه لها وهى تتمسح عند قدميك فإذا خالستك وسرقت السمكة من طعامك .. أسرعت تأكلها خلف الباب ..إن عندهم علم بالشريعة وبالحلال والحرام أكبر
من علم رئيس المافيا الذى يقتل بأشعة الليزر ويفتح الخزائن بأجهزة إلكترونية.
والفلاح البسيط الذى يطوف بالكعبة باكيا مبتهلا عنده علم بالله أكبر وأعمق من علم دكتور السوربون المتخصص فى الإلهيات.
وأنا ولا شك قد حشوت رأسى بكمية من المعارف الإلهية أكثر بكثير ممكا كانت فى رأس أبى رحمة الله عليه ..ولكنى لا أرتاب لحظة فى أنه عرف الله أكثر مما عرفته وأنه بلغ سماء المعرفة بينما أنا مازلت على أرضها حظى منها شطحات وجدان .
وإنما سبقنى .. أبر بالطاعة والتقوى والتزام الأمر.
وكما قلت فى بداية مقالى معرفة الله هى خشيته وخشيته طاعته ومن لم يطع ربه فما عرفه ولو كتب مجلدات ودبج المقالات وألف روائع النظريات.
وما كان الأنبياء أنبياء بمعجزاتهم وخوارقهم وإنما باستقامتهم واخلاقهم ..
ولم يقل الله لمحمد(إنك لعالم عظيم)بل قال(وإنك لعلى خلق عظيم).
ولقد كان راسبوتين يشفى المرضى ويتنبأ بالمغيبات ويأتى الخوارق وهو أكبر فساق عصرة.
وسوف يأتى المسيخ الدجال فيحيى الموتى وينزل المطر ويشفى المرضى ويأتى الأعاجيب والخوارق فلا تزيده معجزاته إلا دجلا.
وما أكثر العلماء اليوم ممن هم مع الأبالسة.
وما أكثر الجهال (فى الظاهر)وهم سادة العارفين.
وماعرف ربه من لم يبك على نفسه وعلى جهله وعلى تقصيره.
ولهذا يقول ربنا عن الآخرة إنها (خافضة رافعة)لأنها سوف ترفع الكثيرين ممن عهدناهم فى الحضيض وسوف تخفض الكثيرين ممن عددناهم من العلية..
فلن يكون مع الله إلا الذين عرفوه.
وليس العارفون هم حملة الشهادات وإنما هم اهل السلوك والخشوع والتقوى وهؤلاء قلة لا زامر لهم ولا طبال..وليس لهم فى الدنيا راية ولا موكب ..وسلوكك هو شاهد علمك وليس الدبلوم أو البكالوريوس أو الجائزة التقديرية أو نيشان الكمال من طبقة فارس الذى يلمع على صدرك.
إنما كل هذه مواهب إبليسية تنفع فى دنيا الشطار ثم لا يكون لها وزن ساعة الحق.
أما العارفون الذين هم عارفون حقا فهم البسطاء أهل الاستقامة والضمير الذين تراهم دائما فى آخر الصف ..إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا ..وإذا ماتوا لم يمش خلفهم أحد.
هؤلاء إذا دفنوا بكت عليهم السموات والأرض وشيعتهم الملائكة.
جعلنا الله منهم.
فإن لم نكن منهم فخدامهم السائرون خلفهم والطامعون على فتات موائدهم.
من كتاب :نار تحت الرماد. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ "من هو العارف بالله"
معرفة الله خشية طاعته ومن لم يطع ربه فما عرفه ولو كتب المجلدات ودبج المقالات وألف النظريات فى المعرفة الإلهية.
ولقد كان إبليس فيلسوفا وعالما ومجادلا وكان يبهر الملائكة بعلمه وفلسفته حتى لقد سموه طاووس العابدين لفرط زهوه بعلمه وعبادته,وقد ظل سبعين ألف سنة يعبد ويتفلسف ويجادل , والملائكة يتحلقون حوله يستمعون ويعجبون ..ولكن الله كان يعلم أن هذا المخلوق المختال المزهو المتكبر الذى يحاضر فى المعرفة الإلهية هو أقل مخلوقاته معرفة به وأن كلامه لا يدل على قلبه.
وإنما سيد الأدلة على المعرفة وعدمها هو السلوك عند الأمر والنهى (ساعة يتصادم الأمر مع الطبع والهوى ويجد المخلوق نفسه أمام الاختيار الصعب ) وهذا ما حدث حينما جاء أمر الله لإبليس بالسجود فشق ذلك على كبريائه واستعلائه وزهوه وساعتها نسى ماكان يحاضر فيه منذ لحظات..نسى مقام ربه العظيم وجلاله وعظمته ولم يذكر إلا أنه مأمور بالسجود ولمن ؟؟لبشر من طين وهو المخلوق من نار فر الأمر على الآمر وجادل ربه .كأنه رب مثله.
(قال أنا خيرٌ منه خلقتنى من نار وخلقته من طين)
(قال أأسجد لمن خلقت طيناً)
وسقط إبليس مع أجهل الجاهلين فما عرف إبليس ربه حين جادله وحين رد الأمر عليه..
ولم تغن النظريات التى كان يدبجها ولا الحذلقات التى كان يبهر بها الملائكة والتى كان يصور بها لنفسه أنه سيد العارفين.
وإبليس اليوم هو العقلانية المزهوة المتكبرة فى سلوك وفكر الإنسان العصرى.
إبليس هو التعجرف العقلانى فى الفلسفة الغربية.
وهو الإرهاب الفكرى الأيدولوجيات المادية.
وهو العنصرية عند اليهود
وهو سيادة الدم الأزرق النازية.
وهو وهم الجنس المختار عند البروليتاريا(صناع التاريخ وطلائع المستقبل)
وهو فكرة السوبر مان عند نيتشه.
فكل ذلك هو الجهل والكبر وإن تسمى بأسماء جذابة كالعلم والفلسفة والفكر.
والحيوان عنده علم أكثر من علم هؤلاء الناس.
القطة تأكل ما تلقيه لها وهى تتمسح عند قدميك فإذا خالستك وسرقت السمكة من طعامك .. أسرعت تأكلها خلف الباب ..إن عندهم علم بالشريعة وبالحلال والحرام أكبر
من علم رئيس المافيا الذى يقتل بأشعة الليزر ويفتح الخزائن بأجهزة إلكترونية.
والفلاح البسيط الذى يطوف بالكعبة باكيا مبتهلا عنده علم بالله أكبر وأعمق من علم دكتور السوربون المتخصص فى الإلهيات.
وأنا ولا شك قد حشوت رأسى بكمية من المعارف الإلهية أكثر بكثير ممكا كانت فى رأس أبى رحمة الله عليه ..ولكنى لا أرتاب لحظة فى أنه عرف الله أكثر مما عرفته وأنه بلغ سماء المعرفة بينما أنا مازلت على أرضها حظى منها شطحات وجدان .
وإنما سبقنى .. أبر بالطاعة والتقوى والتزام الأمر.
وكما قلت فى بداية مقالى معرفة الله هى خشيته وخشيته طاعته ومن لم يطع ربه فما عرفه ولو كتب مجلدات ودبج المقالات وألف روائع النظريات.
وما كان الأنبياء أنبياء بمعجزاتهم وخوارقهم وإنما باستقامتهم واخلاقهم ..
ولم يقل الله لمحمد(إنك لعالم عظيم)بل قال(وإنك لعلى خلق عظيم).
ولقد كان راسبوتين يشفى المرضى ويتنبأ بالمغيبات ويأتى الخوارق وهو أكبر فساق عصرة.
وسوف يأتى المسيخ الدجال فيحيى الموتى وينزل المطر ويشفى المرضى ويأتى الأعاجيب والخوارق فلا تزيده معجزاته إلا دجلا.
وما أكثر العلماء اليوم ممن هم مع الأبالسة.
وما أكثر الجهال (فى الظاهر)وهم سادة العارفين.
وماعرف ربه من لم يبك على نفسه وعلى جهله وعلى تقصيره.
ولهذا يقول ربنا عن الآخرة إنها (خافضة رافعة)لأنها سوف ترفع الكثيرين ممن عهدناهم فى الحضيض وسوف تخفض الكثيرين ممن عددناهم من العلية..
فلن يكون مع الله إلا الذين عرفوه.
وليس العارفون هم حملة الشهادات وإنما هم اهل السلوك والخشوع والتقوى وهؤلاء قلة لا زامر لهم ولا طبال..وليس لهم فى الدنيا راية ولا موكب ..وسلوكك هو شاهد علمك وليس الدبلوم أو البكالوريوس أو الجائزة التقديرية أو نيشان الكمال من طبقة فارس الذى يلمع على صدرك.
إنما كل هذه مواهب إبليسية تنفع فى دنيا الشطار ثم لا يكون لها وزن ساعة الحق.
أما العارفون الذين هم عارفون حقا فهم البسطاء أهل الاستقامة والضمير الذين تراهم دائما فى آخر الصف ..إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا ..وإذا ماتوا لم يمش خلفهم أحد.
هؤلاء إذا دفنوا بكت عليهم السموات والأرض وشيعتهم الملائكة.
جعلنا الله منهم.
فإن لم نكن منهم فخدامهم السائرون خلفهم والطامعون على فتات موائدهم.