█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ قصة قصيرة
رسائل البحر
اصوات نسيم البحر...
عبق رائحة اليود مع الندي الصباحي...
وحركة الأمواج التى تحاول ان تختطف جزء من الشاظئ للحظات سريعة ثم تعود لموضعها ...
كانت تمشي بدون حذاء لتشعر بمتعة ملامسة الرمال الباردة لقدميها ...
واقتربت رويدا رويدا من البحر حتى لامست اطراف الموج قدميها وكأن الموج يتسابق لمقابلة تلك الفتاة الحسناء التى تتهادى على الشاطئ لتكمل لوحة الطبيعة...
شعرت (سها) بلهفة تخطف روحها بعد ملامسة المياه لأقدامها في النزول ليحتويها البحر بين أحضانه...
فلم تجد سها من يحتويها ويحتضنها يوما طوال حياتها فقد ولدت يتيمة ، ماتت امها وقت ولادتها وبعد موت والدتها مات والدها حزنا على زوجته وحبيبته ...
تخلي عنها الاقارب والعائلة وتربت وحيدة بين جدران دار للأيتام ،وبعد ان صارت شابة جميلة ينبض لها القلب حين رؤيتها جمعها القدر ب(سامح) الذى عشقها واحبته،ولكن القدر أبي ان تعيش إلا وحيدة ، فقد اضاعته من بين ايديها خوفا منها من رفض عائلته لها بسبب ظروف حياتها، فألهب قلبها الحنين والعشق لسامح..
وفي اليوم الذي قررت فيه الرجوع والبوح له بأنها لم تستطع تحمل الفراق، ابت الحياة ان تجمعها بمن يعشقه قلبها...
فقد اختطفته الامواج لاحضان البحر قبل شهر قد مضي ...
فقررت (سها) ان تاتى اليوم لتقابل حبيبها ..
فأتت الى البحر ليأخذها بين احضانه لعله يجمعها بحبيبها....
تحركت رويدا رويدا مبتسمه الى داخل البحر ، والبحر من جمالها ابي ان يتأخر عليها فأرسل بأمواجه ليسرع في مقابلة الحسناء وضمها اليه بين احضانه....
وبعد مرور عام...
تسابقت الأمواج حاملة زجاجة لتلقى بها على الشاطئ وتصطدم بأقدام (رقية ) تلك الحسناء الصغيرة ذات الستة عشر ربيعا لتحملها بين أناملها وتنظر اليها فتجد بداخلها ورقة...
تفتح الزجاجة وتخرج الورقة لتجدها رسالة تقول :
((في يوم ما لن تجد حضن يحتويك الا احضانه ...
لن تجد رفيق يستمع اليك الا امواجه...
انه الصديق والرفيق...
عندما تلفظك الحياة وتخونك اسمى معانيها لن يحتويك سواه...
لقد كانت (سها) اسمي معانيها وقد باعت حبي بعد سنوات من العشق اتنفس حبها...
وقد وعد ان يحتوينى بين امواجه ولا يتركنى مثلما تركتنى ...
لعلي في حياة اخري ألقاها واتنفس عبير الحب بين احضانها
فقررت ان اذهب بين أمواجه للقياها هناك (سامح فوزى 2022) ))
أحمد عصام أبوقايد . ❝
❞ «أعيشُ وحيدةٌ بين البشر»
دائمًا أتساءل: عن السبب الذي يجعلني وحيدة هكذا، لا أعلم شيء قط، أعيش بين أشخاصٍ كثيرة، ولا أجد من يُعانقني ويجعلني أقوى، أشعر بالخذلان من الجميع، أسلك الطرق الخاطئة، ولا أستطيع الفرار منها؛ فليتنا نستطيع أن نسأل الطرقات عن نهايتها قبل أن نسلكها، أجلس وحيدة في الليل المدلهم، ولا أجد من يتحدث معي، ويُعانق قلبي، أجلس بين الحشد وحيدة، ولا أجد من يجعلني أسيرُ في الطريق الصحيح، دائمًا أتساءل: ما السبب الذي يجعلني وحيدة هكذا؟
لم أجد جواب على ذلك؛ فالذي أشعر به ليس بهين، أعيشُ بين البشر الذين يتميزون بالجعسوس، لا أجد من تألف روحهِ على روحي؛ لِتُصبح أرواحنا روح متجانسة، أتمنى لو الِتقي بذلك الشخص الذي يُداوي جروح قلبي، وروحي المنهكة أيضًا، أتمنى أن أجد رخاخ القلب؛ لِتُصبح حياتي هينةً لينةً، أتمنى أن أشعر بحب البشر لي، فسحقًا لقلوب قاسيةً تؤلمنا، فسحقًا لتلك الوحدة التي تُلازمني، أتمنى لو أُصبح محبوبة بين البشر، فليتني أستطيع أن أسال الطرقات عن نهايتها قبل أن أسلكها.
گ/إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ “وكان محمد صلّ الله عليه وسلم يهجر مكة كل عام ليقضي شهر رمضان في غار حراء, وهو غار على مسافة بضعة أميال من القرية الصاخبة , في رأس جبل من هذه الجبال المشرفة على مكة والتي ينقطع عندها لغو الناس وحديثهم الباطل , ويبدأ السكون الشامل المستغرق ..
في هذه القمة السامقة كان محمد صلّ الله عليه وسلم يأخذ زاد الليالي الطوال ثم ينقطع عن العالمين متجهاً بفؤاده المشوق إلى رب العالمين !
في هذا الغار المهيب المحجَّب , كانت نفس كبيرة تطل من عليائها على ما تموج به الدنيا من فتن ومغارم واعتداء وانكسار ثم تتلوّى حسرة وحيرة لأنها لا تدري من ذلك مخرجاً ولا تعرف علاجاً !!
في هذا الغار النائي كانت عين محصية تستعرض تراث الهداة الاولين من رسل الله, فتجده كالنجم المعتم لا يستخلص منه المعدن النفيس إلا بعد جهد جهيد , وقد يختلط التراب بالتبر فما يستطيع بشر فصله عنه .
في غار حراء كان محمد عليه الصلاة والسلام يتعبد , ويصقل قلبه , وينقي روحه , ويقترب من الحق جهده , ويبتعد عن الباطل وسعه , حتى وصل من الصفاء الى مرتبة عاليه انعكست فيها اشعة الغيوب على صفحته المجلوة , فأمسى لا يرى رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح.
في هذا الغار اتصل محمد صلّ الله عليه وسلّم بالملأ الأعلى.” . ❝