❞ ذكريات عبر السنين مرّت خمسة أعوامٍ من عمري، ثقيلةً كجبلٍ على كتفي، حملتْ صعابًا تترا، وأحزانًا تعصف بقلبي، وقليلًا من السعادة... قليلًا، لكنه اتسع في صدري كبحرٍ لا يرى له حد، كانت الأحزان ظلالًا سوداء، تلتفّْ حولي كأفاعٍ لا تكلّْ، تصيرني دميةً خاوية، تسكنها الظلام بدل الروح، مضيتُ في طرقاتٍ موحلة، شيَّبتني الأحزان قبل أواني، وسرق الظلام خطوي، وألقاني على عتبات اليأس، فصرتُ كريشةٍ تهوي في مهبّ ريحٍ عاتية، حتى جاء الفجر بخطاه الهادئة ومسحته الدافئة، أزاح عني الظلمة، وأعاد إلى عروقي نهر الشباب، آثار الدجى ما تزال موشومةً داخلي، لكن الفجر... آه يا فجري، يمحو كل شبحٍ يلوِّح من بعيد، وينثر في روحي أزاهير الضياء، وها أنا شوكةُ صحراءٍ، تتزيّن بثياب أزهار الحدائق. لـِ ندى العطفي بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞ ذكريات عبر السنين
مرّت خمسة أعوامٍ من عمري، ثقيلةً كجبلٍ على كتفي، حملتْ صعابًا تترا، وأحزانًا تعصف بقلبي، وقليلًا من السعادة.. قليلًا، لكنه اتسع في صدري كبحرٍ لا يرى له حد، كانت الأحزان ظلالًا سوداء، تلتفّْ حولي كأفاعٍ لا تكلّْ، تصيرني دميةً خاوية، تسكنها الظلام بدل الروح، مضيتُ في طرقاتٍ موحلة، شيَّبتني الأحزان قبل أواني، وسرق الظلام خطوي، وألقاني على عتبات اليأس، فصرتُ كريشةٍ تهوي في مهبّ ريحٍ عاتية، حتى جاء الفجر بخطاه الهادئة ومسحته الدافئة، أزاح عني الظلمة، وأعاد إلى عروقي نهر الشباب، آثار الدجى ما تزال موشومةً داخلي، لكن الفجر.. آه يا فجري، يمحو كل شبحٍ يلوِّح من بعيد، وينثر في روحي أزاهير الضياء، وها أنا شوكةُ صحراءٍ، تتزيّن بثياب أزهار الحدائق.
❞ في مستهلِّ هذه الحكاية، حيث يُفرك الزمن بأطراف ذاكرةٍ مشوشة، تسفر الحياة عن وجهها الكالح وتُبرق بابتسامةٍ مواربة، كأنها تُغري بالبقاء وهي تنسج مصائدها بمهارة شيطانية. خرجنا من دهليز الطفولة مثقلين بفتنة الإدراك، ننوء بحِمل التبصّر قبل أوانه، كمن اجترح من السنين غِرارها ولم يبلغ بعد سُدّتها. كل شيء من حولنا يُوشي بالسكون الماكر، هدأة تتآمر، وصمتٌ مواربٌ يختزن ألف معنى، وأرصفةٌ تئن من فرط الخطى العابثة. لم يكن الحزن صفيقًا، ولا الفرح سخيًّا، بل كأن الحياة قد اقترضت من الحياد قناعًا، ومن العبث سلوكًا، وظلت تراوغنا بأصابع من دخان، تهبّ ثم تنطفئ، كوهج نجمٍ يصارع الفناء. فذّة الحياة، كم بدت كمشهدٍ مشطوب من حكاية خرافية، تنهض كل صباح لتصطدم بجدار الحقيقة. يختلط فيها الواقع بالمثاليات، كما تتشابك الأغصان العارية بأحلام الربيع، ويتنازع القلب بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون. تحت سنابك الواقع، تُسحق الأحلام رقّةً رقّة، وتتهشم الأرواح كما الزجاج على أرصفة الصبر. هناك... في ركن خافت من الذاكرة، حياة الفاقة المتعففة، تنام على ضوء القمر، وتقتات من شرف الامتناع، لا تمد يدها إلا إلى السماء، ولا تبسط كفها إلا للحلم. نحاول القبض على شعاع الشمس، كمن يطارد الوهم وقد أُلجم بلجام المستحيل. نحن من ذوي الجهامة، غِرارة الشباب تشوّش بصيرتنا، وقلوبنا تضيء تحت الرماد. فرائس لكآبة غريبة، تنهشنا من الداخل، ابتئاسٌ عميق لا يُفسَّر، بل يُسكَن ويُصمَت عليه. نرى بعضنا البعض كما تُرى الشروخ في المرايا المكسورة، وفي القلب تعاطفٌ صامت، لا يُقال، بل يُرتَجَف له، يُلمَح في نظراتٍ عابرة، ويتوارى في الصدر كأسرار خجولة. ندرك، جلية المسألة، أن هذا الوجود ليس رحيمًا، ولا الحياة عادلة. أرواحنا مسلولة من معناها، ومع ذلك، نحمل في أعماقنا إعزازًا متقدًا لشيءٍ ما، مجهول لكنه نابض. الواقع بنظرة أسيانة، نظرةٍ ساهمة، فاترة الهمة، تائهة في المدى، كأنه ينصت لنداء لا يُسمع. ونحن نرتجف في ظلال الانقياد الخانع والانطواء المتهيب، كأننا نخشى النور أكثر من العتمة. ولأن الموضة كانت خادعة، نتزيّا بها كأقنعة شفّافة، تخدع الجميع إلا أنفسنا. نُخفي هشاشتنا تحت ستراتٍ فاخرة، وأحذيةٍ لامعة، لكن لا شيء يمنع السهم المارق من أن يصيب أعماقنا كلما اقتربنا من حقيقتنا أكثر. #𝓦𝓻_𝓒𝓱𝓲𝓫𝓸𝓾𝓫_𝓚𝓱𝓪𝓭𝓲𝓳𝓪 🏹❤️❣️💔❤️🩹😓. ❝ ⏤Khadidja Chiboub
❞ في مستهلِّ هذه الحكاية، حيث يُفرك الزمن بأطراف ذاكرةٍ مشوشة، تسفر الحياة عن وجهها الكالح وتُبرق بابتسامةٍ مواربة، كأنها تُغري بالبقاء وهي تنسج مصائدها بمهارة شيطانية. خرجنا من دهليز الطفولة مثقلين بفتنة الإدراك، ننوء بحِمل التبصّر قبل أوانه، كمن اجترح من السنين غِرارها ولم يبلغ بعد سُدّتها. كل شيء من حولنا يُوشي بالسكون الماكر، هدأة تتآمر، وصمتٌ مواربٌ يختزن ألف معنى، وأرصفةٌ تئن من فرط الخطى العابثة. لم يكن الحزن صفيقًا، ولا الفرح سخيًّا، بل كأن الحياة قد اقترضت من الحياد قناعًا، ومن العبث سلوكًا، وظلت تراوغنا بأصابع من دخان، تهبّ ثم تنطفئ، كوهج نجمٍ يصارع الفناء.
فذّة الحياة، كم بدت كمشهدٍ مشطوب من حكاية خرافية، تنهض كل صباح لتصطدم بجدار الحقيقة. يختلط فيها الواقع بالمثاليات، كما تتشابك الأغصان العارية بأحلام الربيع، ويتنازع القلب بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون. تحت سنابك الواقع، تُسحق الأحلام رقّةً رقّة، وتتهشم الأرواح كما الزجاج على أرصفة الصبر.
هناك.. في ركن خافت من الذاكرة، حياة الفاقة المتعففة، تنام على ضوء القمر، وتقتات من شرف الامتناع، لا تمد يدها إلا إلى السماء، ولا تبسط كفها إلا للحلم. نحاول القبض على شعاع الشمس، كمن يطارد الوهم وقد أُلجم بلجام المستحيل.
نحن من ذوي الجهامة، غِرارة الشباب تشوّش بصيرتنا، وقلوبنا تضيء تحت الرماد. فرائس لكآبة غريبة، تنهشنا من الداخل، ابتئاسٌ عميق لا يُفسَّر، بل يُسكَن ويُصمَت عليه.
نرى بعضنا البعض كما تُرى الشروخ في المرايا المكسورة، وفي القلب تعاطفٌ صامت، لا يُقال، بل يُرتَجَف له، يُلمَح في نظراتٍ عابرة، ويتوارى في الصدر كأسرار خجولة. ندرك، جلية المسألة، أن هذا الوجود ليس رحيمًا، ولا الحياة عادلة.
أرواحنا مسلولة من معناها، ومع ذلك، نحمل في أعماقنا إعزازًا متقدًا لشيءٍ ما، مجهول لكنه نابض. الواقع بنظرة أسيانة، نظرةٍ ساهمة، فاترة الهمة، تائهة في المدى، كأنه ينصت لنداء لا يُسمع. ونحن نرتجف في ظلال الانقياد الخانع والانطواء المتهيب، كأننا نخشى النور أكثر من العتمة.
ولأن الموضة كانت خادعة، نتزيّا بها كأقنعة شفّافة، تخدع الجميع إلا أنفسنا. نُخفي هشاشتنا تحت ستراتٍ فاخرة، وأحذيةٍ لامعة، لكن لا شيء يمنع السهم المارق من أن يصيب أعماقنا كلما اقتربنا من حقيقتنا أكثر.
❞ قاطعة \"الكاشف\": - أنت تكذب يا \"قطب\" رغم علمك وعلمي الحقيقة، فلولا شبابنا الطاهر النقي؛ ما قامت ثورات، أنتم وأمثالكم ركبتم على ظهر الثورة، وأصبح لكم صوتًا بعد أن عشتم سنين في الجحور، فلا تغتر بمجد لم تصنعه لا أنت ولا جماعتك، فكثيرون من طلابي أخبرني أنكم رفضتم الانضمام في بداية الثورة، حتى تراقبوا الأحداث، ومن ثم تراهنوا على الحصان الفائز، واسمع يا هذا وسجل عني قريبًا جدًا ستعودون إلى الجحور التي خرجتم علينا منها، فلا تفرح ولا تغتر. علي محمد علي - أبو عيش. ❝ ⏤
❞ قاطعة ˝الكاشف˝:
- أنت تكذب يا ˝قطب˝ رغم علمك وعلمي الحقيقة، فلولا شبابنا الطاهر النقي؛ ما قامت ثورات، أنتم وأمثالكم ركبتم على ظهر الثورة، وأصبح لكم صوتًا بعد أن عشتم سنين في الجحور، فلا تغتر بمجد لم تصنعه لا أنت ولا جماعتك، فكثيرون من طلابي أخبرني أنكم رفضتم الانضمام في بداية الثورة، حتى تراقبوا الأحداث، ومن ثم تراهنوا على الحصان الفائز، واسمع يا هذا وسجل عني قريبًا جدًا ستعودون إلى الجحور التي خرجتم علينا منها، فلا تفرح ولا تغتر.