دائمًا كنت أتمني أن أُصبح طبيبة، تمنيت ذلك كثيرًا؛ ولكن بدون جدوي، كان للقدر رأي آخر، حزنت كثيرًا؛ ولكن تذكرت أن الأطباء معجزة في الأرض، ولديهم الكثير من المسؤلية نحو مرضاهم، ومن الممكن أنني لم أكن بحمل تلك المسؤلية؛ فيعد الطبيب معجزة في الأرض، يقوم بفعل ما بوسعه لإنقاذ مرضاه، يفعل الكثير من الجهد لذلك؛ فبالرغم من كل شيء لا يفقد الأمل فى إنقاذ مريضه، يفعل الكثير والكثير؛ حتى وإن كان على سبيل راحته؛ فحيث لا تذهب الشمس يذهب الطبيب، يفعل الكثير والكثير من أجل المريض النائم أمامه، يفعل الكثير من الجهد؛ لإنقاذه، لا أعلم كم من الوقت يحتاج لإنقاذ مريض واحد فقط؟ ولكن ما أعلمه أنه يحتاج إلى الكثير من الجهد، الطاقة، الثقة، التفائل، الأمل؛ فالأطباء دائمًا يواجهون الصعوبات في إنقاذ مرضاهم؛ ولكن مع الإصرار، والقوة، والإرادة، والأمل، والجهد، يستطيع فعل ما يريد، وينقذ مريضه بمشيئة ٱلله؛ لذلك سمي الطبيب بأنه معجزة في الأرض.
گ/إنجى محمد˝بنت الأزهر˝. ❝ ⏤گ/انجى محمد "بنت الأزهر"
❞ ˝معجزة فى الأرض˝
دائمًا كنت أتمني أن أُصبح طبيبة، تمنيت ذلك كثيرًا؛ ولكن بدون جدوي، كان للقدر رأي آخر، حزنت كثيرًا؛ ولكن تذكرت أن الأطباء معجزة في الأرض، ولديهم الكثير من المسؤلية نحو مرضاهم، ومن الممكن أنني لم أكن بحمل تلك المسؤلية؛ فيعد الطبيب معجزة في الأرض، يقوم بفعل ما بوسعه لإنقاذ مرضاه، يفعل الكثير من الجهد لذلك؛ فبالرغم من كل شيء لا يفقد الأمل فى إنقاذ مريضه، يفعل الكثير والكثير؛ حتى وإن كان على سبيل راحته؛ فحيث لا تذهب الشمس يذهب الطبيب، يفعل الكثير والكثير من أجل المريض النائم أمامه، يفعل الكثير من الجهد؛ لإنقاذه، لا أعلم كم من الوقت يحتاج لإنقاذ مريض واحد فقط؟ ولكن ما أعلمه أنه يحتاج إلى الكثير من الجهد، الطاقة، الثقة، التفائل، الأمل؛ فالأطباء دائمًا يواجهون الصعوبات في إنقاذ مرضاهم؛ ولكن مع الإصرار، والقوة، والإرادة، والأمل، والجهد، يستطيع فعل ما يريد، وينقذ مريضه بمشيئة ٱلله؛ لذلك سمي الطبيب بأنه معجزة في الأرض.
❞ شروق وغروب
فرحة عارمة تعم منزل الحاج (عدلي) ، رجل الأعمال المعروف .. الأنوار والزينات تحيل الليل نهارا .. وقد امتلأت الموائد داخل سرادق ضخم بألوان الطعام والحلوى والمشروبات المثلجة .. ووزعت علب (الملبس) المليئة بالحمص واللوز وأغلى أنواع الشيكولاتة ، على كل الحاضرين صغارا وكبارا .. فقد رزقه الله بعد عشر سنين عجاف طفلتين توأم .. ( شمس وقمر) كانتا ريحانتي العائلة كلها .
تمضي السنين وتصبحان فتاتين يافعتين جميلتين .. لا يستطيع أحد التفريق بينهما لتشابهما التام ! ، إلا إن شمس كانت أكثر نشاطا وخفة .. لا تكف عن الضحك والمزاح .. بينما كانت قمر رزينة هادئة ، تهوى القراءة والرسم ، تقضي معظم الوقت في البيت مما جعل (شمس) تطلق عليها (بيوتية) وكانت دائما ما تداعبها وتمازحها قائلة : أنتِ (قمر) .. والقمر لا يظهر إلا ليلًا !! أما أنا فأظهر نهارا لأنير الدنيا لأنني (شمس) !! وتنطلق ضاحكة مرحة .. بينما (قمر) تبتسم ساخرة منها .. ألا إن الحب يجمعهما .. ويتجسد هذا الحب عندما تجتمع الأسرة كلها .. في سعادة وبهجة
كانت شمس تعشق المغامرات ، تتدرب علي (الكونغو فو) وتلعب كرة القدم ، تخرج بصحبة أبيها تمارس هواية صيد السمك .. تركب الخيل .. تجوب بالدراجة أنحاء البلدة .. وتطارد الفراشات في الحدائق ، لا تدع لعبة أو هواية .. إلا مارستها ، وكأنها تسرق من العمر عمرا !! الشيء الوحيد الذي تمنت ممارسته .. هو السباحة ! وأخبرت أبيها بذلك .. لكنه رفض رفضًا تامًا خوفا عليها ، ولعدم وجود مكان مخصص لتعليم الفتيات السباحة بالنادي .
ظل هذا الحلم يراودها .. وأصرت .. في قرارة نفسها أن تحققه .. أثناء تنزهها مع أختها على شاطىء النيل .. غافلتها وأسرعت تتسلق إحدى الشجرات المطلة علي النيل ، مهددة بإلقاء نفسها في الماء ، إن لم يوافق أبوهما على تعلمها السباحة أخذت (قمر) الأمرعلى إنه مزحة لأنها تعرف أن (شمس) تعشق الحياة !! ولن تفعلها أبدا تصعد (قمر) إليها مرددة :ما دمتِ تصرين على ذلك .. فإما أن نموت معا أو نعيش معا !!
لم يتحمل فرع الشجرة ثقلهما فينكسر، وتسقط (قمر) في النيل ، بينما يعلق ثوب (شمس) بالشجرة ، تصرخ (شمس) تستغيث لعل أحدا ينقذهما ! فيهرع بعض المارة إليها .. منهم من ألقى بنفسه في الماء لإنقاذ (قمر) التي كانت تصارع الأمواج .. لكن الأمواج تصرعها وتغرق !! قبل أن يصل إليها أحد .. ويخرجونها جثة هامدة ، ومنهم من تسلق الشجرة لنجدة (شمس) و إنزالها .. وقد انهارت وخارت قواها وظلت تصرخ وتبكي وتولول في هيستريا مفزعة !!
يأتي الأب على صوت الضجيج والصراخ .. مستطلعا .. ليفاجأ بما حدث .. يصرخ دون وعي : ابنتي .. ابنتي !! ويسقط مغشيا عليه من هول الصدمة !
كان موت (قمر) صدمة مفجعة ( لشمس) ، وجميع أفراد الأسرة .. لا يصدقون أن (قمر) ماتت !! إلا إنهم في النهاية يسلمون الأمر لله .. فالموت حق .. ولكن الصدمة قوية .. وظلت (شمس) تعاني من نوبات بكاء وصراخ ، وكلما حاولت النوم يأتيها طيف شقيقتها .. تراها ممدة بجانبها تحاول احتضانها .. فلا تحتضن إلا الفراغ .. تصرخ : ˝ قمر .. قمر ˝ ! إلى أين ذهبتِ ..ارجعي يا قمر !! .. وتروح في نوبة بكاء حار !! إلى أن يغلبها النوم !!
خيم الظلام و الحزن علي المنزل ، الذي كان يشع ضوءً و حياة ، فقدغابت (قمر) وانطفأت (شمس) حزنًا عليها ..
تمر سنوات ولا جديد غير إن (شمس) علي قيد الحياة ، لكنها لم تعد (شمس) التي كانت قبل موت أختها ..تلجأ إلى الصمت وتعكف على القراءة كما كانت تفعل ( قمر) .. و دموعها لا تفارقها ليل نهار، تتوقف عن الدراسة .. تنعزل عن المجتمع ..تشعر بالذنب فلولا تهورها ما ماتت (قمر) !!
يحاول والدها التسرية عنها ، وإخراجها من تلك العزلة القاتلة .. لكن الحزن لا يغيب والجراح لا تبرأ !!
هدأت نفسها بعض الشيء .. قررت ان تكمل دراستها ، التحقت بمعهد الفنون لتعلم الرسم ، تتقمص شخصية (قمر) ، الهدوء والرزانة والرسم والقراءة فقط !!
مرت أيام و أيام .. وكل يوم كانت تتحسن حالة (شمس) .. الكل سعيد بعودتها للحياة .. ويدعون لها دائما براحة البال ، ودوام السعادة والاستقرار .
ذات يوم .. قلقت الأم عندما لم تخرج (شمس) من حجرتها لتناول العشاء .. نادتها .. لم تسمع إجابة .. ذهبت إلى الحجرة .. لم تجدها بالغرفة أصابها الخوف .. يطمئنها زوجها فلعلها خرجت للتنزه قليلا ، لا داعي للقلق ويجب ألا تضيقِ عليها بعد أن منَ الله عليها بالخروج من عزلتها ، و دعيها تكتشف الحياة بنفسها ! تنقضي ساعات وتعود (شمس) ، وقد بدا عليها الإجهاد و التعب ، وتحمل في يدها .. حقيبة ملابس .. عللت غيابها بأنها كانت تتسوق .. رفضت الطعام و أخبرت أمها بأنها تناولت بعض الشطائر .. وليست جائعة و توجهت لتستريح في غرفتها . في الصباح تفتح الحقيبة فتعتريها الدهشة .. وتتعجب مما تجده فيها .. ملابس مثيرة و اكسسوارات وأشياء لا تدري كيف وصلت لها !!؟ فهي لا تجرأ علي ارتدائها حتى داخل حجرتها .. فكيف وصلت إليها ؟! ومن أين ؟! ومتى ؟!
تحاول أن تتذكر ما حدث ليلة أمس ، تشعر بصداع رهيب ، تتناول الافطار مع والديها ، تشعر والدتها بحالتها وتعبها .. تسألها عما بها .. وهل تشعر بألم ما ؟! .. تجيبها بالنفي .. إلا إن أمها تعرض عليها الذهاب للطبيب ، ترفض وتطمئن أمها .. رغم أن صداعا شديدا وألما لا يطاق يلازمنها منذ فترة .. كما تعتريها نوبات دوار بين الحين والحين ..
إلى أن يزداد الأمر سوءً عندما سقطت مغشيا عليها ذات صباح .. يفزع والدها ويستدعي الطبيب ، الذى يطلب نقلها فورا للمستشفى ، فهي في حالة وهن شديد ، تحتاج لعلاج ورعاية خاصة لا توجدان بالمنزل ..وقد تحتاج لنقل دم ويجب إدخالها الرعاية المركزة ..
يمر يومان و(شمس) ترقد في الإنعاش غائبة عن الوعي تماما ، تظهر نتيجة التحاليل والأشعة ، لتُصعق الجميع : ˝ شمس حامل ˝ !!!؟
يصاب والدها بارتفاع الضغط الدم وأمها تسقط أرضا ، يتم اسعافهما وينصحهما الطبيب بوجوب الهدوء والتعامل بحكمة مع الأمر ! فهي بالإضافة إلى الحمل ، تعاني من انفصام الشخصية ، تجعلها تتقمص شخصيتين معا !
تتذكر والدتها خروجها ليلا .. والألم والصداع الذي كانت تعاني منهما منذ فترة . تستعيد (شمس) وعيها ، يحاول والديها تمالك نفسهما ، والتماسك من أجلها ، فهي لا تتذكر شيئا .
تظل أيامًا بالمستشفى تخضع فيها للعلاج جسديًا .. وبعدما تحسنت حالتها قليلا .. بدأ العلاج النفسي .. تروي (شمس) للطبيبة النفسية ما حدث منذ غرق (قمر) وإحساسها بالذنب ، فهي تتصور إنها القاتلة لذلك تعاقب نفسها بعزلتها عن كل متع الحياة ، وكل ما تحب و تتقمص شخصية (قمر) وتكبت شخصية (شمس) التي هي عكس (قمر) تحب الخروج والانطلاق !! عاشت صراعًا دائمًا وشديدًا داخلها بين (شمس) و(قمر) .. بين الشروق والغروب ، الهدوء والصخب ، بين الموت والحياة ، هذا الكبت سبب انفجارا لديها ، تأتي بتصرفات لا تدري عنها شيئا ..
هدأت الطبيبة من روعها .. وطمأنتها .. فهي في طريقها إلى الشفاء بإذن الله .. تلتقي الطبيبة بوالديها .. تطالبهما بالتروي في معاملتها .. فهي .. نتيجة إحساسها بالذنب .. أصبحت تعيش في النهار قمر وفي الليل شمس . بل إن زيادة إحساسها بهذا الذنب .. وهي لم ترتكبه .. تعاقب نفسها .. فانحرفت وارتادت الملاهي الليلية و اصطياد الرجال ، ممارسة الرذيلة معهم .. لذلك فلابد من التريث والصبر ، وعدم إخبارها بالحمل
ويستمر علاج (شمس) .. ويلجأ الوالدان إلى الله يدعوان لها .. بعدما عرفا إنها غير مسئولة عن تصرفاتها !!
#غربة روح. ❝ ⏤صفاء فوزي
❞ شروق وغروب
فرحة عارمة تعم منزل الحاج (عدلي) ، رجل الأعمال المعروف .. الأنوار والزينات تحيل الليل نهارا .. وقد امتلأت الموائد داخل سرادق ضخم بألوان الطعام والحلوى والمشروبات المثلجة .. ووزعت علب (الملبس) المليئة بالحمص واللوز وأغلى أنواع الشيكولاتة ، على كل الحاضرين صغارا وكبارا .. فقد رزقه الله بعد عشر سنين عجاف طفلتين توأم .. ( شمس وقمر) كانتا ريحانتي العائلة كلها .
تمضي السنين وتصبحان فتاتين يافعتين جميلتين .. لا يستطيع أحد التفريق بينهما لتشابهما التام ! ، إلا إن شمس كانت أكثر نشاطا وخفة .. لا تكف عن الضحك والمزاح .. بينما كانت قمر رزينة هادئة ، تهوى القراءة والرسم ، تقضي معظم الوقت في البيت مما جعل (شمس) تطلق عليها (بيوتية) وكانت دائما ما تداعبها وتمازحها قائلة : أنتِ (قمر) .. والقمر لا يظهر إلا ليلًا !! أما أنا فأظهر نهارا لأنير الدنيا لأنني (شمس) !! وتنطلق ضاحكة مرحة .. بينما (قمر) تبتسم ساخرة منها .. ألا إن الحب يجمعهما .. ويتجسد هذا الحب عندما تجتمع الأسرة كلها .. في سعادة وبهجة
كانت شمس تعشق المغامرات ، تتدرب علي (الكونغو فو) وتلعب كرة القدم ، تخرج بصحبة أبيها تمارس هواية صيد السمك .. تركب الخيل .. تجوب بالدراجة أنحاء البلدة .. وتطارد الفراشات في الحدائق ، لا تدع لعبة أو هواية .. إلا مارستها ، وكأنها تسرق من العمر عمرا !! الشيء الوحيد الذي تمنت ممارسته .. هو السباحة ! وأخبرت أبيها بذلك .. لكنه رفض رفضًا تامًا خوفا عليها ، ولعدم وجود مكان مخصص لتعليم الفتيات السباحة بالنادي .
ظل هذا الحلم يراودها .. وأصرت .. في قرارة نفسها أن تحققه .. أثناء تنزهها مع أختها على شاطىء النيل .. غافلتها وأسرعت تتسلق إحدى الشجرات المطلة علي النيل ، مهددة بإلقاء نفسها في الماء ، إن لم يوافق أبوهما على تعلمها السباحة أخذت (قمر) الأمرعلى إنه مزحة لأنها تعرف أن (شمس) تعشق الحياة !! ولن تفعلها أبدا تصعد (قمر) إليها مرددة :ما دمتِ تصرين على ذلك .. فإما أن نموت معا أو نعيش معا !!
لم يتحمل فرع الشجرة ثقلهما فينكسر، وتسقط (قمر) في النيل ، بينما يعلق ثوب (شمس) بالشجرة ، تصرخ (شمس) تستغيث لعل أحدا ينقذهما ! فيهرع بعض المارة إليها .. منهم من ألقى بنفسه في الماء لإنقاذ (قمر) التي كانت تصارع الأمواج .. لكن الأمواج تصرعها وتغرق !! قبل أن يصل إليها أحد .. ويخرجونها جثة هامدة ، ومنهم من تسلق الشجرة لنجدة (شمس) و إنزالها .. وقد انهارت وخارت قواها وظلت تصرخ وتبكي وتولول في هيستريا مفزعة !!
يأتي الأب على صوت الضجيج والصراخ .. مستطلعا .. ليفاجأ بما حدث .. يصرخ دون وعي : ابنتي .. ابنتي !! ويسقط مغشيا عليه من هول الصدمة !
كان موت (قمر) صدمة مفجعة ( لشمس) ، وجميع أفراد الأسرة .. لا يصدقون أن (قمر) ماتت !! إلا إنهم في النهاية يسلمون الأمر لله .. فالموت حق .. ولكن الصدمة قوية .. وظلت (شمس) تعاني من نوبات بكاء وصراخ ، وكلما حاولت النوم يأتيها طيف شقيقتها .. تراها ممدة بجانبها تحاول احتضانها .. فلا تحتضن إلا الفراغ .. تصرخ : ˝ قمر .. قمر ˝ ! إلى أين ذهبتِ ..ارجعي يا قمر !! .. وتروح في نوبة بكاء حار !! إلى أن يغلبها النوم !!
خيم الظلام و الحزن علي المنزل ، الذي كان يشع ضوءً و حياة ، فقدغابت (قمر) وانطفأت (شمس) حزنًا عليها ..
تمر سنوات ولا جديد غير إن (شمس) علي قيد الحياة ، لكنها لم تعد (شمس) التي كانت قبل موت أختها ..تلجأ إلى الصمت وتعكف على القراءة كما كانت تفعل ( قمر) .. و دموعها لا تفارقها ليل نهار، تتوقف عن الدراسة .. تنعزل عن المجتمع ..تشعر بالذنب فلولا تهورها ما ماتت (قمر) !!
يحاول والدها التسرية عنها ، وإخراجها من تلك العزلة القاتلة .. لكن الحزن لا يغيب والجراح لا تبرأ !!
هدأت نفسها بعض الشيء .. قررت ان تكمل دراستها ، التحقت بمعهد الفنون لتعلم الرسم ، تتقمص شخصية (قمر) ، الهدوء والرزانة والرسم والقراءة فقط !!
مرت أيام و أيام .. وكل يوم كانت تتحسن حالة (شمس) .. الكل سعيد بعودتها للحياة .. ويدعون لها دائما براحة البال ، ودوام السعادة والاستقرار .
ذات يوم .. قلقت الأم عندما لم تخرج (شمس) من حجرتها لتناول العشاء .. نادتها .. لم تسمع إجابة .. ذهبت إلى الحجرة .. لم تجدها بالغرفة أصابها الخوف .. يطمئنها زوجها فلعلها خرجت للتنزه قليلا ، لا داعي للقلق ويجب ألا تضيقِ عليها بعد أن منَ الله عليها بالخروج من عزلتها ، و دعيها تكتشف الحياة بنفسها ! تنقضي ساعات وتعود (شمس) ، وقد بدا عليها الإجهاد و التعب ، وتحمل في يدها .. حقيبة ملابس .. عللت غيابها بأنها كانت تتسوق .. رفضت الطعام و أخبرت أمها بأنها تناولت بعض الشطائر .. وليست جائعة و توجهت لتستريح في غرفتها . في الصباح تفتح الحقيبة فتعتريها الدهشة .. وتتعجب مما تجده فيها .. ملابس مثيرة و اكسسوارات وأشياء لا تدري كيف وصلت لها !!؟ فهي لا تجرأ علي ارتدائها حتى داخل حجرتها .. فكيف وصلت إليها ؟! ومن أين ؟! ومتى ؟!
تحاول أن تتذكر ما حدث ليلة أمس ، تشعر بصداع رهيب ، تتناول الافطار مع والديها ، تشعر والدتها بحالتها وتعبها .. تسألها عما بها .. وهل تشعر بألم ما ؟! .. تجيبها بالنفي .. إلا إن أمها تعرض عليها الذهاب للطبيب ، ترفض وتطمئن أمها .. رغم أن صداعا شديدا وألما لا يطاق يلازمنها منذ فترة .. كما تعتريها نوبات دوار بين الحين والحين ..
إلى أن يزداد الأمر سوءً عندما سقطت مغشيا عليها ذات صباح .. يفزع والدها ويستدعي الطبيب ، الذى يطلب نقلها فورا للمستشفى ، فهي في حالة وهن شديد ، تحتاج لعلاج ورعاية خاصة لا توجدان بالمنزل ..وقد تحتاج لنقل دم ويجب إدخالها الرعاية المركزة ..
يمر يومان و(شمس) ترقد في الإنعاش غائبة عن الوعي تماما ، تظهر نتيجة التحاليل والأشعة ، لتُصعق الجميع : ˝ شمس حامل ˝ !!!؟
يصاب والدها بارتفاع الضغط الدم وأمها تسقط أرضا ، يتم اسعافهما وينصحهما الطبيب بوجوب الهدوء والتعامل بحكمة مع الأمر ! فهي بالإضافة إلى الحمل ، تعاني من انفصام الشخصية ، تجعلها تتقمص شخصيتين معا !
تتذكر والدتها خروجها ليلا .. والألم والصداع الذي كانت تعاني منهما منذ فترة . تستعيد (شمس) وعيها ، يحاول والديها تمالك نفسهما ، والتماسك من أجلها ، فهي لا تتذكر شيئا .
تظل أيامًا بالمستشفى تخضع فيها للعلاج جسديًا .. وبعدما تحسنت حالتها قليلا .. بدأ العلاج النفسي .. تروي (شمس) للطبيبة النفسية ما حدث منذ غرق (قمر) وإحساسها بالذنب ، فهي تتصور إنها القاتلة لذلك تعاقب نفسها بعزلتها عن كل متع الحياة ، وكل ما تحب و تتقمص شخصية (قمر) وتكبت شخصية (شمس) التي هي عكس (قمر) تحب الخروج والانطلاق !! عاشت صراعًا دائمًا وشديدًا داخلها بين (شمس) و(قمر) .. بين الشروق والغروب ، الهدوء والصخب ، بين الموت والحياة ، هذا الكبت سبب انفجارا لديها ، تأتي بتصرفات لا تدري عنها شيئا ..
هدأت الطبيبة من روعها .. وطمأنتها .. فهي في طريقها إلى الشفاء بإذن الله .. تلتقي الطبيبة بوالديها .. تطالبهما بالتروي في معاملتها .. فهي .. نتيجة إحساسها بالذنب .. أصبحت تعيش في النهار قمر وفي الليل شمس . بل إن زيادة إحساسها بهذا الذنب .. وهي لم ترتكبه .. تعاقب نفسها .. فانحرفت وارتادت الملاهي الليلية و اصطياد الرجال ، ممارسة الرذيلة معهم .. لذلك فلابد من التريث والصبر ، وعدم إخبارها بالحمل
ويستمر علاج (شمس) .. ويلجأ الوالدان إلى الله يدعوان لها .. بعدما عرفا إنها غير مسئولة عن تصرفاتها !!
❞ في وسط الظلام الحالِك، أجلس منزوة عن العالم في مكانٍ خالي من البشر، الدجن يُحاوط المكان، كريمتاي تذرف دمًا وليس دموعُ فقط، السَّديم يُزين السماء التي تتميز بالصفاء والنقاء، الأشجار تتمايل من حولي، والأوداق تهطُل بكثرةِ، يدايَ ترتجف من شدة البرد، الشَجن يُلاحقني ولا أستطيع التحرر منه، دوامة الذكريات التي تمر على عقلي تجعله يعتصر من كثرة الألم؛ فأنا حتى الآن لم أجد سوى ألمٍ يجتاح قلبي، كنت كالعصفور الذي يرفرف بجناحه فرحًا، وجاء أحدهم بتبديل هذا الجناح؛ ليحل الحزن الذي يجعل روحي تُسلب مني دون سابق إنذار، مثل ما سُلب كل ما تمنيته سابقًا؛ فلم أكن أفكر حتى في ذلك الأمر المرهق، ترقرق عيناي بالدمعِ عند تذكر كل ما مررت بهِ، تتسارع عيناي؛ لتذرف دموعًا، وكأنه شلال يتسارع في سخم الماء، لا أعلم ماذا أفعل؟
لأتخلص من هذه الذكرى التي بمثابة نقطة سوداء تلاحقني، كاد قلبي يتمزق بسببها؛ حتى أصابني الكلالة ولا أستطيع نسيانها، جلست وحيدة دون التحدث مع أحدٍ؛ لأستطيع المام ما تبقي من روحي المشتتة، ولكن كل هذا دون جدوىٰ.
تلك الذكرى التي تُعد مرهقة لي، أصوات التهاني تتعالى في كل مكان من حولي؛ حتى الآن لا أستطيع نسيان ذلك اليوم، الذي استطاع تدميري، ذلك اليوم الذي سُلب مني حلم طفولتي وجميع مراحل حياتي، كان ذلك الحلم بمثابة الحياة بالنسبة لي، كنتُ أتمنى أن أصبح طبيبة اخصائية في جراحة القلب؛لأساعد وأتفوق في هذا المجال، واكتشف أدوية جديدة تُعالج المرض، كنت أجتهد كثيرًا؛ لأستطيع تحقيق حلمي، ولكن دون جدوى؛ فهذا اليوم الذي انتظرته طيلة حياتي؛ كي أسعد بتحقيق حلمي، قُلب رأس علي عقبٍ، ولم أنساه حتى الآن، أصبح هذا اليوم وهذه الذكرى بمثابة سهم اخترق قلبي، ولا أستطيع مداواته.
لــ گ/إنجي محمد˝بنت الأزهر˝. ❝ ⏤گ/انجى محمد "بنت الأزهر"
❞ في وسط الظلام الحالِك، أجلس منزوة عن العالم في مكانٍ خالي من البشر، الدجن يُحاوط المكان، كريمتاي تذرف دمًا وليس دموعُ فقط، السَّديم يُزين السماء التي تتميز بالصفاء والنقاء، الأشجار تتمايل من حولي، والأوداق تهطُل بكثرةِ، يدايَ ترتجف من شدة البرد، الشَجن يُلاحقني ولا أستطيع التحرر منه، دوامة الذكريات التي تمر على عقلي تجعله يعتصر من كثرة الألم؛ فأنا حتى الآن لم أجد سوى ألمٍ يجتاح قلبي، كنت كالعصفور الذي يرفرف بجناحه فرحًا، وجاء أحدهم بتبديل هذا الجناح؛ ليحل الحزن الذي يجعل روحي تُسلب مني دون سابق إنذار، مثل ما سُلب كل ما تمنيته سابقًا؛ فلم أكن أفكر حتى في ذلك الأمر المرهق، ترقرق عيناي بالدمعِ عند تذكر كل ما مررت بهِ، تتسارع عيناي؛ لتذرف دموعًا، وكأنه شلال يتسارع في سخم الماء، لا أعلم ماذا أفعل؟
لأتخلص من هذه الذكرى التي بمثابة نقطة سوداء تلاحقني، كاد قلبي يتمزق بسببها؛ حتى أصابني الكلالة ولا أستطيع نسيانها، جلست وحيدة دون التحدث مع أحدٍ؛ لأستطيع المام ما تبقي من روحي المشتتة، ولكن كل هذا دون جدوىٰ.
تلك الذكرى التي تُعد مرهقة لي، أصوات التهاني تتعالى في كل مكان من حولي؛ حتى الآن لا أستطيع نسيان ذلك اليوم، الذي استطاع تدميري، ذلك اليوم الذي سُلب مني حلم طفولتي وجميع مراحل حياتي، كان ذلك الحلم بمثابة الحياة بالنسبة لي، كنتُ أتمنى أن أصبح طبيبة اخصائية في جراحة القلب؛لأساعد وأتفوق في هذا المجال، واكتشف أدوية جديدة تُعالج المرض، كنت أجتهد كثيرًا؛ لأستطيع تحقيق حلمي، ولكن دون جدوى؛ فهذا اليوم الذي انتظرته طيلة حياتي؛ كي أسعد بتحقيق حلمي، قُلب رأس علي عقبٍ، ولم أنساه حتى الآن، أصبح هذا اليوم وهذه الذكرى بمثابة سهم اخترق قلبي، ولا أستطيع مداواته.
تمنيت الكثير والكثير، تمنيت حتى بات قلبي حزينًا من فقدانه، تمنيت كثيرًا ولم أعلم أن الأحلام لا تتحقق بسهولة، تمنيت أشياء كثيرة؛ لو أعلم ذلك الألم؛ كنت لم أتمنى قط، لقد تمنيت ما أرهقنى فى تحقيقه؛ ومع ذلك لم أحققه، لم أكن أعلم أن هذا الشيء سيرهقنى بهذا القدر، تمنيت لو أُحقق ذلك الحلم الذى أستنزف كل طاقتى، تمنيت لو استطعت أن اساعد الآخرين، تمنيت أن أحقق حلم عائلتي؛ ولكن كان للقدر رأى آخر فى ذلك الحلم المرير، فقط ما تمنيت هو أن أصبح طبيبة جراحة لأُساعد غير القادرين؛ فالحمد لله على تدبير رب الكون ، وداعًا لتعبي، وحلمي، وأهلًا ومرحبًا بما اختاره الله لي.
#إنجى محمد ˝بنت الأزهر˝. ❝ ⏤گ/انجى محمد "بنت الأزهر"
❞ ˝فقط ما كنت أتمنى˝
تمنيت الكثير والكثير، تمنيت حتى بات قلبي حزينًا من فقدانه، تمنيت كثيرًا ولم أعلم أن الأحلام لا تتحقق بسهولة، تمنيت أشياء كثيرة؛ لو أعلم ذلك الألم؛ كنت لم أتمنى قط، لقد تمنيت ما أرهقنى فى تحقيقه؛ ومع ذلك لم أحققه، لم أكن أعلم أن هذا الشيء سيرهقنى بهذا القدر، تمنيت لو أُحقق ذلك الحلم الذى أستنزف كل طاقتى، تمنيت لو استطعت أن اساعد الآخرين، تمنيت أن أحقق حلم عائلتي؛ ولكن كان للقدر رأى آخر فى ذلك الحلم المرير، فقط ما تمنيت هو أن أصبح طبيبة جراحة لأُساعد غير القادرين؛ فالحمد لله على تدبير رب الكون ، وداعًا لتعبي، وحلمي، وأهلًا ومرحبًا بما اختاره الله لي.