❞ الفرق بين الشعر والنثر
ينقسم الكلام إلى كلام منظوم ويقصد به الشعر، وكلام منثور أي النثر.
أولًا/ الفرق بين الشعر والنثر من حيث التعريف:
يعرف الشعر: على أنه الكلام الموزون المقفى، ويقصد من كلماته الترهيب أو الترغيب.
ويعرف النثر: على أنه الكلام الحسن الذي يكتب دون الحاجة إلى قافية ووزن معينة وهو عكس الشعر المنظوم ويسمى من يكتب النثر بالناثر.
ثانيًا/ من حيث الكتابة:
تعتبر كتابة الشعر أصعب وأعقد من كتابة النثر؛ فلا تتوقف كتابة الشعر على أن يمسك الشاعر بقلمه، وينظم أي شعر يريد؛ بل يجب أن يمتلك الموهبة الشعرية الإلهام، إلى جانب ذلك يجب أن يحافظ الشاعر على اتزان القصيدة،
أما كتابة النثر عكس كتابة الشعر حيث يحتاج كتاب المقالات والقصص النثرية إلى التنظيم والإدارة في كتاباتهم، ولا يلتزمون بالوزن والقافية.
لهذا لابد من الإشارة إلى أنه إذا كان الأدباء قليلون، فإن الشعراء أقل بكثير.
وهناك فروق أخري بين الشعر والنثر من عده أسباب
الشعر: يتكلف صاحبه في نظمه وذلك من خلال التكلف في الوزن والقافية،
أما النثر: فلا يكلف صاحبه وعلى هذا اعتبر بعض الأشخاص الشعر أفضل من النثر.
يعتبر الشعر ديوان العرب حيث أنه احتفظ بأمجاد العرب، ومفاخرهم، وعاداتهم وتقاليدهم، أما النثر ليس كذلك
الشعر يتلاءم مع الموسيقا، وهو مصدر الغناء الموسيقى، فموضوع الشعر في حد ذاته غناء، أما النثر فلا علاقه له بالغناء والموسيقار.
اعتبر أنصار النثر أنّ الشعر فنّ ولهو ولا يصلح لأغراض الحياة المتعددة، ولكن النثر يصلح لجميع مناحي الحياة ، وأفضل لحياة الناس وأمورهم.
يعتبر النثر لغة السياسية والخطاب ولغة العلم وكذلك لغة الدين.
الناثر ينثر كلامه إمّا واقفًا وإمّا جالسًا، ولكن من الضروري أن ينشد الشاعر شعره وهو واقف.
أنواع النثر/
بما أن النثر هو كلام غير موزون أو مُقفّى، فتعددت أنواعه وفنونه واختلفت باختلاف الزمن منهاة
الرواية : وهي أكثر أنواع القصص طولًا، لأنها تحتوى على عدد أكبر من الأحداث والشخصيات والتفاصيل الكثيرة.
الخطابة: وهي فن مخاطبة الناس
المقالة والمسرحية والقصة والأمثال والحكم و الوصايا.
أنواع الشعر/
تعددت أنواع الشعر في العصر الجاهلي
إلى شعر الفخر والحماسة و شعر المدح
و شعر الرثاء يقوم هذا النوع بمدح الأموات.
شعر الهجاء يقصد به ذم الصفات والعيوب الجسمية.
شعر الاعتذار يقل هذا النوع الشعرى في العصر الجاهلي لأنه لا يتوافق مع طبيعة العربي الذي يكثر اعتزازه بنفسه
واشتهر بهذا النابغة الذبياني
شعر الغزل احتل هذا النوع مكانا بارزا في الشعر الجاهلي.
شعر الوصف يمتاز هذا اللون من الشعر بالجزالة والقوة ودقة الملاحظة ووصف الطبيعة.
شعر الحكمة يقومون من خلال هذا اللون بعرض تجاربهم في الحياة.
ومن أشهر شعراء العصر الجاهلي
عنترة بن شداد حيث قال:
حَسَناتي عِندَ الزَمانِ ذُنوبُ وَفَعالي مَذَمَّةٌ وَعُيوبُ وَنَصيبي مِنَ الحَبيبِ بِعادٌ وَلِغَيري الدُنُوُّ مِنهُ نَصيب كُلُّ يَومٍ يُبري السُقامَ مُحِبٌّ مِن حَبيبٍ وَما لِسُقمي طَبيبُ فَكَأَنَّ الزَمانَ يَهوى حَبيباً وَكَأَنّي عَلى الزَمانِ رَقيب .
وعلى بن أبى طالب كرم الله وجهه حيث قال:
إِنَّما الدُنيا كَظِلٍ زائِلٍ او كَضَيفٍ باتَ لَيلاً فَاِرتَحَل أَو كَطيفٍ قَد يَراهُ نائِمٌ اَو كَبَرقٍ لاحَ في أُفْقِ الأَمَل.
والبحتري حين قال:
شَوْقٌ إلَيك، تَفيضُ منهُ الأدمُعُ، وَجَوًى عَلَيك، تَضِيقُ منهُ الأضلعُ وَهَوًى تُجَدّدُهُ اللّيَالي، كُلّمَا قَدُمتْ، وتُرْجعُهُ السّنُونَ.
حسان بن ثابت الذي لقب بشاعر الرسول بعد إسلامه:
هَلِ المَجدُ إِلّا السُؤدَدُ العَودُ وَالنَدى وَجاهُ المُلوكِ وَاِحتِمالُ العَظائِمِ نَصَرنا وَآوَينا النَبِيَّ مُحَمَّدا
• وفي النهاية يعتبر النثر والشعر عناصر رئيسية ساهمت بشكل كبير جدا في بناء الأدب العربي عبر الزمن، ولكن عرف العرب الشعر قبل النثر بزمن طويل، وإلى الآن لم يستقر الباحثون ولا النقاد على رأى واحد في أفضلية النثر على الشعر، أو الشعر على النثر.
#سمر_الترمان
#فلوريندا. ❝ ⏤سمر الترمان
❞ الفرق بين الشعر والنثر
ينقسم الكلام إلى كلام منظوم ويقصد به الشعر، وكلام منثور أي النثر.
أولًا/ الفرق بين الشعر والنثر من حيث التعريف:
يعرف الشعر: على أنه الكلام الموزون المقفى، ويقصد من كلماته الترهيب أو الترغيب.
ويعرف النثر: على أنه الكلام الحسن الذي يكتب دون الحاجة إلى قافية ووزن معينة وهو عكس الشعر المنظوم ويسمى من يكتب النثر بالناثر.
ثانيًا/ من حيث الكتابة:
تعتبر كتابة الشعر أصعب وأعقد من كتابة النثر؛ فلا تتوقف كتابة الشعر على أن يمسك الشاعر بقلمه، وينظم أي شعر يريد؛ بل يجب أن يمتلك الموهبة الشعرية الإلهام، إلى جانب ذلك يجب أن يحافظ الشاعر على اتزان القصيدة،
أما كتابة النثر عكس كتابة الشعر حيث يحتاج كتاب المقالات والقصص النثرية إلى التنظيم والإدارة في كتاباتهم، ولا يلتزمون بالوزن والقافية.
لهذا لابد من الإشارة إلى أنه إذا كان الأدباء قليلون، فإن الشعراء أقل بكثير.
وهناك فروق أخري بين الشعر والنثر من عده أسباب
الشعر: يتكلف صاحبه في نظمه وذلك من خلال التكلف في الوزن والقافية،
أما النثر: فلا يكلف صاحبه وعلى هذا اعتبر بعض الأشخاص الشعر أفضل من النثر.
يعتبر الشعر ديوان العرب حيث أنه احتفظ بأمجاد العرب، ومفاخرهم، وعاداتهم وتقاليدهم، أما النثر ليس كذلك
الشعر يتلاءم مع الموسيقا، وهو مصدر الغناء الموسيقى، فموضوع الشعر في حد ذاته غناء، أما النثر فلا علاقه له بالغناء والموسيقار.
اعتبر أنصار النثر أنّ الشعر فنّ ولهو ولا يصلح لأغراض الحياة المتعددة، ولكن النثر يصلح لجميع مناحي الحياة ، وأفضل لحياة الناس وأمورهم.
يعتبر النثر لغة السياسية والخطاب ولغة العلم وكذلك لغة الدين.
الناثر ينثر كلامه إمّا واقفًا وإمّا جالسًا، ولكن من الضروري أن ينشد الشاعر شعره وهو واقف.
أنواع النثر/
بما أن النثر هو كلام غير موزون أو مُقفّى، فتعددت أنواعه وفنونه واختلفت باختلاف الزمن منهاة
الرواية : وهي أكثر أنواع القصص طولًا، لأنها تحتوى على عدد أكبر من الأحداث والشخصيات والتفاصيل الكثيرة.
الخطابة: وهي فن مخاطبة الناس
المقالة والمسرحية والقصة والأمثال والحكم و الوصايا.
أنواع الشعر/
تعددت أنواع الشعر في العصر الجاهلي
إلى شعر الفخر والحماسة و شعر المدح
و شعر الرثاء يقوم هذا النوع بمدح الأموات.
شعر الهجاء يقصد به ذم الصفات والعيوب الجسمية.
شعر الاعتذار يقل هذا النوع الشعرى في العصر الجاهلي لأنه لا يتوافق مع طبيعة العربي الذي يكثر اعتزازه بنفسه
واشتهر بهذا النابغة الذبياني
شعر الغزل احتل هذا النوع مكانا بارزا في الشعر الجاهلي.
شعر الوصف يمتاز هذا اللون من الشعر بالجزالة والقوة ودقة الملاحظة ووصف الطبيعة.
شعر الحكمة يقومون من خلال هذا اللون بعرض تجاربهم في الحياة.
ومن أشهر شعراء العصر الجاهلي
عنترة بن شداد حيث قال:
حَسَناتي عِندَ الزَمانِ ذُنوبُ وَفَعالي مَذَمَّةٌ وَعُيوبُ وَنَصيبي مِنَ الحَبيبِ بِعادٌ وَلِغَيري الدُنُوُّ مِنهُ نَصيب كُلُّ يَومٍ يُبري السُقامَ مُحِبٌّ مِن حَبيبٍ وَما لِسُقمي طَبيبُ فَكَأَنَّ الزَمانَ يَهوى حَبيباً وَكَأَنّي عَلى الزَمانِ رَقيب .
وعلى بن أبى طالب كرم الله وجهه حيث قال:
إِنَّما الدُنيا كَظِلٍ زائِلٍ او كَضَيفٍ باتَ لَيلاً فَاِرتَحَل أَو كَطيفٍ قَد يَراهُ نائِمٌ اَو كَبَرقٍ لاحَ في أُفْقِ الأَمَل.
والبحتري حين قال:
شَوْقٌ إلَيك، تَفيضُ منهُ الأدمُعُ، وَجَوًى عَلَيك، تَضِيقُ منهُ الأضلعُ وَهَوًى تُجَدّدُهُ اللّيَالي، كُلّمَا قَدُمتْ، وتُرْجعُهُ السّنُونَ.
حسان بن ثابت الذي لقب بشاعر الرسول بعد إسلامه:
هَلِ المَجدُ إِلّا السُؤدَدُ العَودُ وَالنَدى وَجاهُ المُلوكِ وَاِحتِمالُ العَظائِمِ نَصَرنا وَآوَينا النَبِيَّ مُحَمَّدا
• وفي النهاية يعتبر النثر والشعر عناصر رئيسية ساهمت بشكل كبير جدا في بناء الأدب العربي عبر الزمن، ولكن عرف العرب الشعر قبل النثر بزمن طويل، وإلى الآن لم يستقر الباحثون ولا النقاد على رأى واحد في أفضلية النثر على الشعر، أو الشعر على النثر.
سمر_الترمان
فلوريندا . ❝
❞ أعتقد أن النساء أقوى أعصاباً من الرجال وأشد بأساً.
هذه حقيقة يحاول الرجال تجاهلها، لكنها تطفو على السطح بلا توقف، وقد رأيت مشاجرات كثيرة، يكون فيها الرجال أقرب إلى التسامح والهدوء، لكن النساء هن من يشعلن الموقف.. يقمن بالتسخين بطريقة (كيف تسمح له بأن يقول كذا؟) أو تشتم الطرف الآخر فيشتمها .. هكذا تشتعل دماء زوجها، وهكذا تقف المرأة تراقب في استمتاع الدماء وهي تتطاير، ولا بأس بصرخة هستيرية من حين لآخر حتى لا ننسى أنها أنثى رقيقة ..
أعصاب المرأة قوية في أمور عديدة، لكن الموقف الذي يجمد الدم في عروق معظم الرجال ولا يجسرون على تصوره هو عملية الشراء .. لا أعتقد أن عنترة بن شداد الذي صارع الأسود في الوديان المقفرة بيده العارية، كان يجسر على القيام بهذا النشاط الأنثوي المعتاد: الدخول إلى محل لمشاهدة كل شيء واستعراض كل شيء والسؤال عن كل شيء، بينما هو لا ينوي الشراء وجيبه خاو تماماً.
رأيت الكثيرات يفعلن هذا العمل البطولي، بينما أعترف لك بأنني اشتريت أشياء كثيرة جدًا في حياتي لمجرد أنني خجلت من البائع. يحكي أنيس منصور في كتاب (200 يوم حول العالم) أنه كان في سنغافورة يستمتع بمشاهدة التنسيق البديع في محل للخضراوات والفاكهة، هنا اقتنصه بائع .. ووجد أنيس نفسه يغادر المحل وهو يحمل ثياباً داخلية باعها له الرجل دون أن يطلبها منه، ولا يعرف سبب وجودها في محل للفاكهة!
كلما تقدمت السيدة في السن ازدادت ثبات أعصاب ولم تعد تشعر بالحرج على الإطلاق. عرفت سيدة من هذا الطراز تذهب لشراء شيء .. تعرف أن ثمنه مئة جنيه ... أقول لها وأنا أهرع خارجاً من باب المتجر:
ـ «انتهى الأمر .. هيا بنا ..»
فمهما خفضت السعر سيظل عالياً ..
لكنها تقف في ثبات وتنظر لي منذرة كي أصمت .. هذه معركتها وقد احتشد الأدرينالين في دمها حتى ليوشك على أن يسيل من أنفها.
تقول للبائع في ثبات:
ـ «عشرون جنيهاً!»
أوشك على الفرار لكنها تطبق على معصمي بقوة .. انتظر ولا تكن رعديداً .. البائع يضحك في سخرية ويقسم بقبر أمه أن ثمن هذا الشيء 85 جنيهاً .. مكسبه خمسة جنيهات لا أكثر .. لكنها تبدو مصممة، وفي النهاية تقترح ثلاثين جنيهاً ..
يدور الفصال المرهق الذي يستمر ساعات عدة .. البائع يقسم بقبر أمه ألف مرة .. صحيح أن السيدة المسنة الجالسة هناك هي أمه، لكنك تقبل هذا باعتباره من آليات التسويق..
في النهاية تظفر السيدة التي أرافقها بسعر لا يوصف .. أربعون جنيهاً ... لكنها غير راضية .. تشعر بحسرة لأن هذا يعني أنه كان بوسعها أن تصل لسعر أقل ..
أربعون جنيهاً ... هذا نصر مؤزر ..
تخرج من حقيبتها عشرين جنيهاً وتؤكد:
ـ «ليس معي سوى هذه .. يمكنك أن تعوضها في المرة القادمة ..»
لكن البائع يكون قد بلغ درجة البله المغولي .. لا يعرف ما يقول ولا ما يشعر به. يريد الخلاص منها بأي ثمن لذا يوافق .. هنا تناوله المال وتطلب منه:
ـ «سأقترض منك خمسة جنيهات لأنك لم تترك لي نقوداً أعود بها لداري»
أمد يدي لجيبي لكنها تباغتني بنظرة مرعبة .. لا تفسد كل شيء علي .. يا لك من غبي ..
يناولها البائع خمسة جنيهات وهو زائغ العينين لا يعرف ما يدور من حوله، فلو طلبت منه مفاتيح بيته أو رقم حسابه في المصرف لأعطاها بكل سرور .. الحياة بالنسبة له تنقسم إلى ما قبل لقاء هذه السيدة وهو مرحلة سعيدة، وما بعد لقائها وهو جحيم ..
في النهاية نغادر المتجر حاملين الشيء الذي كان سعره مئة جنيه فصار خمسة عشر .. تقول لي في حسرة:
ـ«ربما لو بذلت مجهوداً أكبر لصار بعشرة جنيهات»
ـ «لو بذلت مجهوداً أكبر لأعطانا البائع مالاً أو أهدانا المتجر كله ليتخلص منا»
ـ «لا أحب أن يخدعني أحد»
ولأنها لا تحب أن يخدعها أحد فهي تحطم أعصاب الباعة وعقولهم في كل مكان. كما قلت لك تملك النساء أعصاباً أقوى من الرجال بكثير، ولا يمكن أن نحلم أن نكون مثلهن تحت أي ظروف.
احمد خالد توفيق. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ أعتقد أن النساء أقوى أعصاباً من الرجال وأشد بأساً.
هذه حقيقة يحاول الرجال تجاهلها، لكنها تطفو على السطح بلا توقف، وقد رأيت مشاجرات كثيرة، يكون فيها الرجال أقرب إلى التسامح والهدوء، لكن النساء هن من يشعلن الموقف.. يقمن بالتسخين بطريقة (كيف تسمح له بأن يقول كذا؟) أو تشتم الطرف الآخر فيشتمها .. هكذا تشتعل دماء زوجها، وهكذا تقف المرأة تراقب في استمتاع الدماء وهي تتطاير، ولا بأس بصرخة هستيرية من حين لآخر حتى لا ننسى أنها أنثى رقيقة ..
أعصاب المرأة قوية في أمور عديدة، لكن الموقف الذي يجمد الدم في عروق معظم الرجال ولا يجسرون على تصوره هو عملية الشراء .. لا أعتقد أن عنترة بن شداد الذي صارع الأسود في الوديان المقفرة بيده العارية، كان يجسر على القيام بهذا النشاط الأنثوي المعتاد: الدخول إلى محل لمشاهدة كل شيء واستعراض كل شيء والسؤال عن كل شيء، بينما هو لا ينوي الشراء وجيبه خاو تماماً.
رأيت الكثيرات يفعلن هذا العمل البطولي، بينما أعترف لك بأنني اشتريت أشياء كثيرة جدًا في حياتي لمجرد أنني خجلت من البائع. يحكي أنيس منصور في كتاب (200 يوم حول العالم) أنه كان في سنغافورة يستمتع بمشاهدة التنسيق البديع في محل للخضراوات والفاكهة، هنا اقتنصه بائع .. ووجد أنيس نفسه يغادر المحل وهو يحمل ثياباً داخلية باعها له الرجل دون أن يطلبها منه، ولا يعرف سبب وجودها في محل للفاكهة!
كلما تقدمت السيدة في السن ازدادت ثبات أعصاب ولم تعد تشعر بالحرج على الإطلاق. عرفت سيدة من هذا الطراز تذهب لشراء شيء .. تعرف أن ثمنه مئة جنيه ... أقول لها وأنا أهرع خارجاً من باب المتجر:
ـ «انتهى الأمر .. هيا بنا ..»
فمهما خفضت السعر سيظل عالياً ..
لكنها تقف في ثبات وتنظر لي منذرة كي أصمت .. هذه معركتها وقد احتشد الأدرينالين في دمها حتى ليوشك على أن يسيل من أنفها.
تقول للبائع في ثبات:
ـ «عشرون جنيهاً!»
أوشك على الفرار لكنها تطبق على معصمي بقوة .. انتظر ولا تكن رعديداً .. البائع يضحك في سخرية ويقسم بقبر أمه أن ثمن هذا الشيء 85 جنيهاً .. مكسبه خمسة جنيهات لا أكثر .. لكنها تبدو مصممة، وفي النهاية تقترح ثلاثين جنيهاً ..
يدور الفصال المرهق الذي يستمر ساعات عدة .. البائع يقسم بقبر أمه ألف مرة .. صحيح أن السيدة المسنة الجالسة هناك هي أمه، لكنك تقبل هذا باعتباره من آليات التسويق..
في النهاية تظفر السيدة التي أرافقها بسعر لا يوصف .. أربعون جنيهاً ... لكنها غير راضية .. تشعر بحسرة لأن هذا يعني أنه كان بوسعها أن تصل لسعر أقل ..
أربعون جنيهاً ... هذا نصر مؤزر ..
تخرج من حقيبتها عشرين جنيهاً وتؤكد:
ـ «ليس معي سوى هذه .. يمكنك أن تعوضها في المرة القادمة ..»
لكن البائع يكون قد بلغ درجة البله المغولي .. لا يعرف ما يقول ولا ما يشعر به. يريد الخلاص منها بأي ثمن لذا يوافق .. هنا تناوله المال وتطلب منه:
ـ «سأقترض منك خمسة جنيهات لأنك لم تترك لي نقوداً أعود بها لداري»
أمد يدي لجيبي لكنها تباغتني بنظرة مرعبة .. لا تفسد كل شيء علي .. يا لك من غبي ..
يناولها البائع خمسة جنيهات وهو زائغ العينين لا يعرف ما يدور من حوله، فلو طلبت منه مفاتيح بيته أو رقم حسابه في المصرف لأعطاها بكل سرور .. الحياة بالنسبة له تنقسم إلى ما قبل لقاء هذه السيدة وهو مرحلة سعيدة، وما بعد لقائها وهو جحيم ..
في النهاية نغادر المتجر حاملين الشيء الذي كان سعره مئة جنيه فصار خمسة عشر .. تقول لي في حسرة:
ـ«ربما لو بذلت مجهوداً أكبر لصار بعشرة جنيهات»
ـ «لو بذلت مجهوداً أكبر لأعطانا البائع مالاً أو أهدانا المتجر كله ليتخلص منا»
ـ «لا أحب أن يخدعني أحد»
ولأنها لا تحب أن يخدعها أحد فهي تحطم أعصاب الباعة وعقولهم في كل مكان. كما قلت لك تملك النساء أعصاباً أقوى من الرجال بكثير، ولا يمكن أن نحلم أن نكون مثلهن تحت أي ظروف.