❞ وقفت (هالة) قبالة النافذة تمسح دموعها التي تهطل على وجنتيها بغزارة، أخذت نفساً عميقاً وهي تحاول أن تستحضر صورة شقيقها مصطفى فهو الوحيد القادر على إزالة همومها، يعتصر قلبها حزناً على رحيله الذي كانت سبباً فيه، فبعد ما فعله والدها راحت تدفع الثمّن غالياً وإلى الآن ما زالت تفعل. تلك اللحظة راقدة في مخيلتها تأبى أن تتركها وترحل، وكلما حاولت التشبث بذكرياته، أغرقت روحها في بحرٍ من التيه والألم. أغمضت عينيها، ثمّ أخذت نفساً عميقاً وعادت إلى الداخل، جذبت المقعد ووضعته بجانب فراش والدتها، ثمّ جلست واضعةً قدماً فوق الأخرى، وبنظرات مملوءة بالغضب أخذت تردد:
ـ ليتك تستطيعين التحدث ولو لمرة واحدة وتخبرينني كيف أمحو هذا الخطأ الذي ارتكبه أبي، أخبريني كيف أتراجع عما أنوي فعله يا أمي. وضعت يدها على وجهها وهي تجهش بالبكاء وتردد: ˝كم أكرهكِ عما فعلتِه بي˝، أتمنى لو يمكنني أن أفعل بكِ ما سأفعله براجي ولكنك في نهاية الأمر أمي.
طرقات متتالية على الباب وصوت صديقاتها يستدعينها لكي ينهين اللمسات الأخيرة لها كعروس، وقفت وجففت دموعها، ثمّ راحت تستقبلهن بوجه بشوش وتركت خلفها زوبعة من الصراعات التي تجتاح والدتها والتي كانت في تلك اللحظة ترى كياناً مظلماً يطارد ابنتها، ولكن لا يراه أحد سواها فهي تعلم أنها لن تنجو بفعلتها. ❝ ⏤شيرين رضا
❞ وقفت (هالة) قبالة النافذة تمسح دموعها التي تهطل على وجنتيها بغزارة، أخذت نفساً عميقاً وهي تحاول أن تستحضر صورة شقيقها مصطفى فهو الوحيد القادر على إزالة همومها، يعتصر قلبها حزناً على رحيله الذي كانت سبباً فيه، فبعد ما فعله والدها راحت تدفع الثمّن غالياً وإلى الآن ما زالت تفعل. تلك اللحظة راقدة في مخيلتها تأبى أن تتركها وترحل، وكلما حاولت التشبث بذكرياته، أغرقت روحها في بحرٍ من التيه والألم. أغمضت عينيها، ثمّ أخذت نفساً عميقاً وعادت إلى الداخل، جذبت المقعد ووضعته بجانب فراش والدتها، ثمّ جلست واضعةً قدماً فوق الأخرى، وبنظرات مملوءة بالغضب أخذت تردد:
ـ ليتك تستطيعين التحدث ولو لمرة واحدة وتخبرينني كيف أمحو هذا الخطأ الذي ارتكبه أبي، أخبريني كيف أتراجع عما أنوي فعله يا أمي. وضعت يدها على وجهها وهي تجهش بالبكاء وتردد: ˝كم أكرهكِ عما فعلتِه بي˝، أتمنى لو يمكنني أن أفعل بكِ ما سأفعله براجي ولكنك في نهاية الأمر أمي.
طرقات متتالية على الباب وصوت صديقاتها يستدعينها لكي ينهين اللمسات الأخيرة لها كعروس، وقفت وجففت دموعها، ثمّ راحت تستقبلهن بوجه بشوش وتركت خلفها زوبعة من الصراعات التي تجتاح والدتها والتي كانت في تلك اللحظة ترى كياناً مظلماً يطارد ابنتها، ولكن لا يراه أحد سواها فهي تعلم أنها لن تنجو بفعلتها . ❝
❞ عجبي لها أشدُ العجبْ، وددتُ الصراخ بوجهها:
- لمَ طمعتِ، حلمتِ، تماديتِ، لأيّ السُّبلِ سلكتِ؟
ألمْ تكُ بوعيها وقت استعانت بالسحرة على قتل الملك؟
ألم تخجل وهي تُحرِّض ابنها على قتل أبيه؟
ألمْ تُفيقها لحظة حبٍ عايشتها مع ملكها؟
أشعر بانهيارها وهي تُحاول أنْ تُغلق عينيها عن ذلك المشهد العصيب، هذا المشهد الذي أتقنت وتفننت في رسم بدايته بحنكةٍ وبراعة أعدتْ لهُ، ولمْ يجل بخاطرها أنها تكتب نهاية قصّتها بيديها.
* * *
رواية (عين العالم الآخر)
للكاتبة المبدعة: أميرة بدر
ضمن إصدارات دار إبهار للنشر والتوزيع 🧡. ❝ ⏤الكاتبة/أميرة بدر
❞ عجبي لها أشدُ العجبْ، وددتُ الصراخ بوجهها:
لمَ طمعتِ، حلمتِ، تماديتِ، لأيّ السُّبلِ سلكتِ؟
ألمْ تكُ بوعيها وقت استعانت بالسحرة على قتل الملك؟
ألم تخجل وهي تُحرِّض ابنها على قتل أبيه؟
ألمْ تُفيقها لحظة حبٍ عايشتها مع ملكها؟
أشعر بانهيارها وهي تُحاول أنْ تُغلق عينيها عن ذلك المشهد العصيب، هذا المشهد الذي أتقنت وتفننت في رسم بدايته بحنكةٍ وبراعة أعدتْ لهُ، ولمْ يجل بخاطرها أنها تكتب نهاية قصّتها بيديها.
رواية (عين العالم الآخر)
للكاتبة المبدعة: أميرة بدر
ضمن إصدارات دار إبهار للنشر والتوزيع 🧡 . ❝
❞ ومضت ربع ساعة من بعد الثامنة مساءًا، يجلس في مكتبه، ويكتب لها الرسالة الخطية رقم 39 مستهلًا كلماتها بشوقٍ ،جارفٍ ولهفةٍ ترنو الى عينيها المحيط :
أسامة : صباحٌ مشرقٌ بنور محياك يا أنا ، صباحٌ ارتسمت عليه رقتك فاستحال عذبًا رقراقا كأسير الحياة ، صباح يرنو بعذوبة صوتك وهمسك الأخاذ .
صباح ٌيتنفس عبقَ هواك ويتعطر بأنفاس صدرك الدافئ دفء َ شمس الشتاء الحانية وضوء القمر حين يحنو على الأرض ،يبدد ظلمتها ،تكسوها بهجة وفتنة، وسحرًا وجمالًا .
صباحٌ يضحك كضحكتك التي أحالت أحزاني فرحًا، وقسوة السنين أملًا وعشقًا ،وبددت آلام قلبي وأوجاع الجراح والحنين .
تبقين أنتِ حبيبتي مهما عاندت الدنيا وأوهمتنا أنه من المستحيل، فلا مستحيل إلا أن نفترق وتنفلت أيدينا عن رباط الحب وعهود العشق والوفاء .
يرسل إليها رسالته منتظرا ردها بلهفة واشتياق .
غزتْ قلبَه واعتلتْ رايتُها بنشوى النصرِ والارتقاءِ .
عصفتْ بحناياه فما عادَ يملكُ من مصيرِ هواه إلا الخضوعَ والإذعانَ وإبرازَ هويةِ الاعترافِ .
قابلها صبيحةِ يوم ٍ من أيامِ هواه المتعطشِ وغرامهِ المرسوم ِعلى شاشاتِ عينيهِ ونبراتِ صوتهِ التي أعياها الشوقُ وأضناها التماسُ السبيلِ لطرحِ ورقاتِ الاعتراف .
طلب منها الحديثَ عن أمر ٍ يلحُ عليه واصطحبها لركنٍ من أركان الكلية التي يدرسانِ فيها حيثُ تراهما الأعينُ وتخفت عنهما الأصواتُ .
بدا عاجزًا عن استجماعِ قواه وإعادةِ سردِ الكلماتِ التي رتّبها مئاتِ المراتِ طوالَ ليلهِ الكليمِ .
أعياه خوفُه أن تصدمَه أو تعصفَ به حيثُ اللاعودةُ لمعاني الحياةِ .
صار كطفلٍ صغيرٍ أصاب ذنبا وقد حبسته أمّه في ركن ٍ من جنًبات ِالاعترافِ فلا كلماتٍ تسعفه ولا حيلًا تُنجّيه من نظراتِ أمّهِ التي تعلمُ كلَ تفاصيلِه وهمساتِه وخلجاتِ الصدرِ المرتجفِ ، فلا مناصَ منها غيرَكاملِ الاعترافِ ومِنْ ثَمّ عذابُ الانتظار، ِوتبعاتُ الإقرارِ .
ظلَّ يستجمعُ كلماتِه ليلحقَ بزمام ِ المبادرةِ لعلَّ نفسَه تسكنُ على شواطئِ هواها العصيّ ِ وعينيها التي تفتك ُ بكلِ مغامرٍ تراوده نفسُه لمعاني الاقتراب ِ .
ما عاد أمامه في ظل حصارِ عينيها ومهارة ِنبرات ِ صوتِها الرخيمِ غيرَ تسليمِها مفاتيحِ قلبِه واستباحة ِالديار. ❝ ⏤علاء أبو شحاته
❞ ومضت ربع ساعة من بعد الثامنة مساءًا، يجلس في مكتبه، ويكتب لها الرسالة الخطية رقم 39 مستهلًا كلماتها بشوقٍ ،جارفٍ ولهفةٍ ترنو الى عينيها المحيط :
أسامة : صباحٌ مشرقٌ بنور محياك يا أنا ، صباحٌ ارتسمت عليه رقتك فاستحال عذبًا رقراقا كأسير الحياة ، صباح يرنو بعذوبة صوتك وهمسك الأخاذ .
صباح ٌيتنفس عبقَ هواك ويتعطر بأنفاس صدرك الدافئ دفء َ شمس الشتاء الحانية وضوء القمر حين يحنو على الأرض ،يبدد ظلمتها ،تكسوها بهجة وفتنة، وسحرًا وجمالًا .
صباحٌ يضحك كضحكتك التي أحالت أحزاني فرحًا، وقسوة السنين أملًا وعشقًا ،وبددت آلام قلبي وأوجاع الجراح والحنين .
تبقين أنتِ حبيبتي مهما عاندت الدنيا وأوهمتنا أنه من المستحيل، فلا مستحيل إلا أن نفترق وتنفلت أيدينا عن رباط الحب وعهود العشق والوفاء .
يرسل إليها رسالته منتظرا ردها بلهفة واشتياق .
غزتْ قلبَه واعتلتْ رايتُها بنشوى النصرِ والارتقاءِ .
عصفتْ بحناياه فما عادَ يملكُ من مصيرِ هواه إلا الخضوعَ والإذعانَ وإبرازَ هويةِ الاعترافِ .
قابلها صبيحةِ يوم ٍ من أيامِ هواه المتعطشِ وغرامهِ المرسوم ِعلى شاشاتِ عينيهِ ونبراتِ صوتهِ التي أعياها الشوقُ وأضناها التماسُ السبيلِ لطرحِ ورقاتِ الاعتراف .
طلب منها الحديثَ عن أمر ٍ يلحُ عليه واصطحبها لركنٍ من أركان الكلية التي يدرسانِ فيها حيثُ تراهما الأعينُ وتخفت عنهما الأصواتُ .
بدا عاجزًا عن استجماعِ قواه وإعادةِ سردِ الكلماتِ التي رتّبها مئاتِ المراتِ طوالَ ليلهِ الكليمِ .
أعياه خوفُه أن تصدمَه أو تعصفَ به حيثُ اللاعودةُ لمعاني الحياةِ .
صار كطفلٍ صغيرٍ أصاب ذنبا وقد حبسته أمّه في ركن ٍ من جنًبات ِالاعترافِ فلا كلماتٍ تسعفه ولا حيلًا تُنجّيه من نظراتِ أمّهِ التي تعلمُ كلَ تفاصيلِه وهمساتِه وخلجاتِ الصدرِ المرتجفِ ، فلا مناصَ منها غيرَكاملِ الاعترافِ ومِنْ ثَمّ عذابُ الانتظار، ِوتبعاتُ الإقرارِ .
ظلَّ يستجمعُ كلماتِه ليلحقَ بزمام ِ المبادرةِ لعلَّ نفسَه تسكنُ على شواطئِ هواها العصيّ ِ وعينيها التي تفتك ُ بكلِ مغامرٍ تراوده نفسُه لمعاني الاقتراب ِ .
ما عاد أمامه في ظل حصارِ عينيها ومهارة ِنبرات ِ صوتِها الرخيمِ غيرَ تسليمِها مفاتيحِ قلبِه واستباحة ِالديار . ❝
❞ كأنني أنثى اختبأت في صندوقٍ قديم ورفضت مغادرة الطُرقات العَتيقة..
وبين مدة وأخرى كانت تسْترق النظر إلى الخارجِ من ثُقْبِ المفتاح فترعبها التغييرات، وتغمض عينيها لتمدِّد مدة إقامتها في الصندوقِ المُعْتِم. ❝ ⏤شهرزاد الخليج
❞ كأنني أنثى اختبأت في صندوقٍ قديم ورفضت مغادرة الطُرقات العَتيقة..
وبين مدة وأخرى كانت تسْترق النظر إلى الخارجِ من ثُقْبِ المفتاح فترعبها التغييرات، وتغمض عينيها لتمدِّد مدة إقامتها في الصندوقِ المُعْتِم . ❝
❞ سذاجة
كانت تثق في الجميع ، تتعامل بطفولة .. ببراءة ، وصفاء إلا إنها لم تسلم من سوء الظنون والنوايا، فماتت روحها في حادث ثقة !!
هذيان
كلما غلبها التعب تغمض عينيها ، على أمل أن تفتحهما فتجد إن ما يحدث مجرد كابوس وانتهى ، ولكن. ❝ ⏤صفاء فوزى
❞ سذاجة
كانت تثق في الجميع ، تتعامل بطفولة .. ببراءة ، وصفاء إلا إنها لم تسلم من سوء الظنون والنوايا، فماتت روحها في حادث ثقة !!
هذيان
كلما غلبها التعب تغمض عينيها ، على أمل أن تفتحهما فتجد إن ما يحدث مجرد كابوس وانتهى ، ولكن . ❝