❞ صلح الحديبية: نصر سياسي وتاريخي للمسلمين صلح الحديبية هو اتفاق تاريخي تم بين المسلمين بقيادة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقريش، في السنة السادسة للهجرة بعد أن اشتد عود المسلمين وزادت قوتهم، أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه بالتوجه إلى مكة لأداء العمرة، مرتدين ملابس الإحرام كان الهدف الأساسي من هذه الرحلة هو زيارة بيت الله الحرام بسلام، ولكن قريش تصدت لمنعهم من دخول مكة أحداث صلح الحديبية:: أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) عثمان بن عفان إلى قريش للتفاوض نظرًا لقرابته من أبي سفيان ومع تأخر عودة عثمان بن عفان، أشيع بين المسلمين أن قريش قد قتلته، فاستعد المسلمون للقتال في تلك اللحظة، بايع الصحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم) على الجهاد فيما يعرف ببيعة الرضوان. . ❝ ⏤
صلح الحديبية: نصر سياسي وتاريخي للمسلمين
صلح الحديبية هو اتفاق تاريخي تم بين المسلمين بقيادة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقريش، في السنة السادسة للهجرة بعد أن اشتد عود المسلمين وزادت قوتهم، أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه بالتوجه إلى مكة لأداء العمرة، مرتدين ملابس الإحرام كان الهدف الأساسي من هذه الرحلة هو زيارة بيت الله الحرام بسلام، ولكن قريش تصدت لمنعهم من دخول مكة
أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) عثمان بن عفان إلى قريش للتفاوض نظرًا لقرابته من أبي سفيان ومع تأخر عودة عثمان بن عفان، أشيع بين المسلمين أن قريش قد قتلته، فاستعد المسلمون للقتال في تلك اللحظة، بايع الصحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم) على الجهاد فيما يعرف ببيعة الرضوان.
بسبب خوف قريش من تجدد الحرب، أخلت سبيل عثمان بن عفان، وبدأت المفاوضات بين الطرفين، وأسفرت عن اتفاق سُمي صلح الحديبية نسبة إلى المنطقة التي جرى فيها وكانت أهم بنود الاتفاق كما يلي: 1. عقد هدنة بين المسلمين وقريش لمدة عشر سنوات. 2. إذا جاء مسلم من قريش إلى المدينة بدون إذن وليه، يعيده النبي (صلى الله عليه وسلم). 3. لا تعيد قريش من يأتيها من المسلمين. 4. تأجيل العمرة إلى العام القادم، على أن يسمح للمسلمين بدخول مكة.
على الرغم من اعتراض بعض المسلمين في البداية على بنود الصلح، إلا أن صلح الحديبية كان خطوة كبيرة نحو تعزيز مكانة المسلمين كان هذا الاتفاق أول اعتراف رسمي من قريش بدولة المسلمين، وأتاح لهم فرصة زيارة الكعبة العام التالي. إضافةً إلى ذلك، فتح صلح الحديبية الباب أمام العديد من الشخصيات المهمة للدخول في الإسلام، مثل سيدنا خالد بن الوليد وسيدنا عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) كما مالت القبائل العربية إلى المسلمين بعد أن شهدت احترامهم للبيت الحرام وتقديرهم للعهد. بفضل هذا الصلح، عزز المسلمون نفوذهم السياسي والديني، وكان مقدمة لفتح مكة بعد عامين، مما جعل صلح الحديبية مكسبًا استراتيجيًا في تاريخ الإسلام.
❞ اقتباس من كتاب مغالطات النصاري في حق نبي الله ابراهيم بقلم د محمد عمر مقدمة الكتاب الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله ثم اما بعد فان من اعظم البشر منزلة عند الله تبارك وتعالي بعد منزلة نبينا المصطفي صاحب الرسالة الخاتمة انما هو سيدنا ابراهيم ابو الانبياء هذا النبي الكريم الذي بلغ درجة الكمال الايماني من اجل ذلك جعله الله اماما للناس وقد نال سيدنا ابراهيم هذه المنزلة بعد ان ابتلي بالابتلاءات الشديدة التي لا يتحملها احدا غيره من اجل ذلك ناداه ربه اني جاعلك للناس اماما فلما ارادها ابراهيم لكل ذريته من بعده اجابه ربه بقوله لا ينال عهدي الظالمين. بل ومدح الله تبارك وتعالي دينه فقال ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع مله ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا. هذا النبي العظيم الذي صار ايمانه من الكمال حتي قال الله فيه ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لانعمه اجتباه وهداه الي صراط مستقيم واتيناه في الدنيا حسنة وانه في الاخرة لمن الصالحين ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين. ولا خلاف في هذا وقد امرنا ربنا تبارك وتعالي بالاقتداء به وحذرنا من ترك ملته فقال ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين ولم لا وقد كان ابراهيم منذ بلوغه التكليف لا يالو جهدا في البحث عن الله تبارك وتعالي المستحق للعبودية وحده دون غيره فكانت اولي مواجهاته مع ابيه تارح وفق نصوص الكتاب المقدس او ازر كما جاء في القران الكريم فقد انكر ابراهيم علي ابيه عبادة الاصنام التي لا تنفع ولا تضر وهو يقول له يا ابت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا يا ابت اني قد جاءني من العلم ما لم ياتك فاتبعني اهدك صراطا سويا يا ابت لا تعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا يا ابت اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا . وهكذا بدا ابراهيم دعوته الي الله بالانكار علي ابيه ثم توجه بدعوه الي قومه ينكر عليهم عبادة الاصنام وهو يقول لهم اتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون قالو ابنوا له بنيانا فالقوه في الجحيم لكن الله ناصر رسله كما قال انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد فما كان من الله الا ان اصدر الامر بقوله قلنا يا نار كوني بردا وسلاما علي ابراهيم فارادوا به كيدا فجعلناهم الاسفلين بل لما سمع النمرود بن كنعان احد الجبابرة الذين ملكوا الارض وفق مراد الله في خلقه وقد كان يقول في الناس انا ربكم الاعلي فلم يتركه ابراهيم انما انكر عليه قوله فقال له النمرود الك اله غيري فاجابه ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت فارد النمرود ان يراوغه فقال انا احيي واميت فقال له ابراهيم فان الله ياتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين بل لما راي فريق من سكان الشام بعد هجرته من اورو الكلدانيين بالعراق فراهم متعلقون بالكواكب والنجوم يستعينون بها في ادعاء معرفة الغيب ويتلمسون من خلفها جلب الخير ودفع الشر انما ناظرهم في مناظرة قوية انتهت بقوله اني وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا وما انا من المشركين . فلما حاجه قومه قال لهم اتحاجوني في الله وقد هدان ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شئ علما افلا تتذكرون.والخلاصة ان سيدنا ابراهيم ارتقي الي منزلة ايمانية عالية وصلت به ان جعله الله تبارك وتعالي اماما للموحدين فما بعث نبي من بعده الا جاء من نسله . من اجل هذا استحق لقب امام الموحدين.وقد ابتلاه الله عز وجل فمنع عنه الولد حتي سن متاخره فكانت زوجته الاولي سارة عاقرا لا تلد فتزوج بهاجر المصرية جارية سارة فرزق منها بمولوده الاول اسماعيل الذي شارك ابيه في رفع بنيان الكعبة وذلك بعد ان اختبر الله ابراهيم في اختبار من اصعب الاختبارات التي يتحملها البشر وهي ان يذبح ولده قربانا لله فلما خضع لامر الله واستسلم وهم بذبح ولده الوحيد الذي رزق به عن كبر سرعان من نجي الله اسماعيل من الذبح وفداه بذبح عظيم ثم زاد ابراهيم من نعمة الولد فعادة سارة الي ايامها الاولي وحملت وولدت اسحق نبيا من الصالحين بل وبشر الله عز وجل ابراهيم بولادة حفيد له هو يعقوب بن اسحاق الذي وعده فيه بالنبوة ثم تزوج ابراهيم بزوجة ثالثة هي قطورة التي رزق منها بستة من الذكور كانوا رؤوسا لامم اخري لتتحقق نبوة الله لابراهيم انه سوف يكون ابا لجمهور من الامم وهم ابناءه من هاجر وسارة وقطورة زوجته الاخيرة .وهكذا تحققت نبؤءة الله في العهد القديم لابراهيم في قوله بنسلك تتبارك الارض وفي قوله اجعلك ابا لجمهور من الامم واثمرك كثيرا جدا .فانظر يا عبد الله الي امم العرب التي خرجت من نسل اسماعيل بن هاجر والي امم اوربا التي خرجت من نسل العيص ابن اسحق والي نسل قطورة وقد كانوا ستة رجال صاروا بطونا لامم اخري خرجت من نسل ابراهيم .فلما علم احبار ورهبان الكتاب المقدس بهذه المكانة العظيمة لابراهيم انما خصو بها انفسهم وحدهم باعتبارهم ابناء يعقوب وارثي الامامة وحدهم دون غيرهم من بقية ابناء سيدنا ابراهيم واضافو كثيرا من المغالطات والتحريفات في كتابهم المقدس ليوافق ما ادعوه من ان بني اسرائيل وحدهم هم اهل الامامة ووارثي ملك ابراهيم من اجل هذا قررت اكتب هذا البحث لكشف مغالطاتهم وفضح كذبهم وافتراءتهم . والله المستعان انتهي......... ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞ اقتباس من كتاب مغالطات النصاري في حق نبي الله ابراهيم بقلم د محمد عمر مقدمة الكتاب الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله ثم اما بعد فان من اعظم البشر منزلة عند الله تبارك وتعالي بعد منزلة نبينا المصطفي صاحب الرسالة الخاتمة انما هو سيدنا ابراهيم ابو الانبياء هذا النبي الكريم الذي بلغ درجة الكمال الايماني من اجل ذلك جعله الله اماما للناس وقد نال سيدنا ابراهيم هذه المنزلة بعد ان ابتلي بالابتلاءات الشديدة التي لا يتحملها احدا غيره من اجل ذلك ناداه ربه اني جاعلك للناس اماما فلما ارادها ابراهيم لكل ذريته من بعده اجابه ربه بقوله لا ينال عهدي الظالمين. بل ومدح الله تبارك وتعالي دينه فقال ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع مله ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا. هذا النبي العظيم الذي صار ايمانه من الكمال حتي قال الله فيه ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لانعمه اجتباه وهداه الي صراط مستقيم واتيناه في الدنيا حسنة وانه في الاخرة لمن الصالحين ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين. ولا خلاف في هذا وقد امرنا ربنا تبارك وتعالي بالاقتداء به وحذرنا من ترك ملته فقال ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين ولم لا وقد كان ابراهيم منذ بلوغه التكليف لا يالو جهدا في البحث عن الله تبارك وتعالي المستحق للعبودية وحده دون غيره فكانت اولي مواجهاته مع ابيه تارح وفق نصوص الكتاب المقدس او ازر كما جاء في القران الكريم فقد انكر ابراهيم علي ابيه عبادة الاصنام التي لا تنفع ولا تضر وهو يقول له يا ابت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا يا ابت اني قد جاءني من العلم ما لم ياتك فاتبعني اهدك صراطا سويا يا ابت لا تعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا يا ابت اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا . وهكذا بدا ابراهيم دعوته الي الله بالانكار علي ابيه ثم توجه بدعوه الي قومه ينكر عليهم عبادة الاصنام وهو يقول لهم اتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون قالو ابنوا له بنيانا فالقوه في الجحيم لكن الله ناصر رسله كما قال انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد فما كان من الله الا ان اصدر الامر بقوله قلنا يا نار كوني بردا وسلاما علي ابراهيم فارادوا به كيدا فجعلناهم الاسفلين بل لما سمع النمرود بن كنعان احد الجبابرة الذين ملكوا الارض وفق مراد الله في خلقه وقد كان يقول في الناس انا ربكم الاعلي فلم يتركه ابراهيم انما انكر عليه قوله فقال له النمرود الك اله غيري فاجابه ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت فارد النمرود ان يراوغه فقال انا احيي واميت فقال له ابراهيم فان الله ياتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين بل لما راي فريق من سكان الشام بعد هجرته من اورو الكلدانيين بالعراق فراهم متعلقون بالكواكب والنجوم يستعينون بها في ادعاء معرفة الغيب ويتلمسون من خلفها جلب الخير ودفع الشر انما ناظرهم في مناظرة قوية انتهت بقوله اني وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا وما انا من المشركين . فلما حاجه قومه قال لهم اتحاجوني في الله وقد هدان ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شئ علما افلا تتذكرون.والخلاصة ان سيدنا ابراهيم ارتقي الي منزلة ايمانية عالية وصلت به ان جعله الله تبارك وتعالي اماما للموحدين فما بعث نبي من بعده الا جاء من نسله . من اجل هذا استحق لقب امام الموحدين.وقد ابتلاه الله عز وجل فمنع عنه الولد حتي سن متاخره فكانت زوجته الاولي سارة عاقرا لا تلد فتزوج بهاجر المصرية جارية سارة فرزق منها بمولوده الاول اسماعيل الذي شارك ابيه في رفع بنيان الكعبة وذلك بعد ان اختبر الله ابراهيم في اختبار من اصعب الاختبارات التي يتحملها البشر وهي ان يذبح ولده قربانا لله فلما خضع لامر الله واستسلم وهم بذبح ولده الوحيد الذي رزق به عن كبر سرعان من نجي الله اسماعيل من الذبح وفداه بذبح عظيم ثم زاد ابراهيم من نعمة الولد فعادة سارة الي ايامها الاولي وحملت وولدت اسحق نبيا من الصالحين بل وبشر الله عز وجل ابراهيم بولادة حفيد له هو يعقوب بن اسحاق الذي وعده فيه بالنبوة ثم تزوج ابراهيم بزوجة ثالثة هي قطورة التي رزق منها بستة من الذكور كانوا رؤوسا لامم اخري لتتحقق نبوة الله لابراهيم انه سوف يكون ابا لجمهور من الامم وهم ابناءه من هاجر وسارة وقطورة زوجته الاخيرة .وهكذا تحققت نبؤءة الله في العهد القديم لابراهيم في قوله بنسلك تتبارك الارض وفي قوله اجعلك ابا لجمهور من الامم واثمرك كثيرا جدا .فانظر يا عبد الله الي امم العرب التي خرجت من نسل اسماعيل بن هاجر والي امم اوربا التي خرجت من نسل العيص ابن اسحق والي نسل قطورة وقد كانوا ستة رجال صاروا بطونا لامم اخري خرجت من نسل ابراهيم .فلما علم احبار ورهبان الكتاب المقدس بهذه المكانة العظيمة لابراهيم انما خصو بها انفسهم وحدهم باعتبارهم ابناء يعقوب وارثي الامامة وحدهم دون غيرهم من بقية ابناء سيدنا ابراهيم واضافو كثيرا من المغالطات والتحريفات في كتابهم المقدس ليوافق ما ادعوه من ان بني اسرائيل وحدهم هم اهل الامامة ووارثي ملك ابراهيم من اجل هذا قررت اكتب هذا البحث لكشف مغالطاتهم وفضح كذبهم وافتراءتهم . والله المستعان انتهي. ❝
❞ وكان ﷺ يُعجل الفطر ، ويحض عليه ويتسحر ، ويحث على السحور ويؤخره ، ويُرغب في تأخيره ، وكان يحضُّ على الفطر بالتمر ، فإن لم يجد ، فعلى الماء ، وهذا من كمال شفقته على أمته ونصحهم ، فإن إعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خُلُو المعدة ، أدعى إلى قبوله ، وانتفاع القوى به ، ولا سيما القوة الباصرة ، فإنها تقوى به ، وحلاوة المدينة التمر ، ومرباهم عليه ، وهو عندهم قوت ، وأُدم ، ورُطبه فاكهة ، وأما الماء ، فإن الكَبِدَ يحصل لها بالصوم نوع يبس ، فإذا رطبت بالماء ، كمل انتفاعها بالغذاء بعده ، ولهذا كان الأولى بالظمآن الجائع ، أن يبدأ قبل الأكل بشرب قليل من الماء ، ثم يأكل بعده ، هذا مع ما في التمر والماء من الخاصية التي لها تأثير في صلاح القلب لا يعلمُها إِلَّا أَطِبَّاءُ القلوب ، وكان ﷺ يُفْطِر قبل أن يُصلِّي ، وكان فِطْرُه على رطبات إن وجدها فإن لم يجدها ، فعلى تمرات فإن لم يجد فعلى حسوات من ماء ، وروي عنه ﷺ أنه كان يقول عند إفطاره ( اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ ) ، وروي عنهﷺ أنه كان يقول ( ذَهَبَ الظَّمَأُ ، وابْتَلَّتِ العُرُوقُ وثَبَتَ الأَجْرُ إن شاء الله تعالى ) ، ويُذكر عنه ﷺ ( إن للصائم عِنْدَ فِطْرِه دَعْوَةً ما تُرَدُّ ) ، وصح عنه ﷺ أنه قال ( إذا أَقْبَل اللَّيْلُ مِنْ هاهنا ، وأَدْبَرَ النَّهارُ مِنْ هاهنا ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ ) ، وفُسِّر بأنه قد أفطر حكماً ، وإن لم ينوه ، وبأنه قد دخل وقتُ فِطره كأصبح وأمسى ، ونهى الصائم عن الرفث ، والصَّخب والسِباب ، وجواب السِباب ، فأمره أن يقول لمن سابه ( إنِّي صائم ) فقيل : يقوله بلسانه وهو أظهر ، وقيل : بقلبه تذكيراً لنفسه بالصوم ، وقيل : يقوله في الفرض بلسانه ، وفي التطوع في نفسه ، لأنه أبعد عن الرياء ، وسافر رسول الله ﷺ في رمضان ، فصام وأفطر ، وخيَّر الصحابة بين الأمرين ، وكان ﷺ يأمرهم بالفطر إذا دَنَوْا مِنْ عدوهم ليتقوَّوْا على قتاله ، وقال ﷺ لأصحابه يوم فتح مكة ( إنه يوم قتال فإفطروا ) ، ولم يكن من هديه ﷺ تقدير المسافة التي يفطر فيها الصائم بحَدّ ، وكان الصحابة حين ينشؤن السفر يفطرون من غير إعتبار مجاوزة للبيوت ، ويُخبرون أن ذلك سُنتَّه وهديه ﷺ ، وكان من هديه ﷺ أن يُدركه الفجر وهو جُنُب من أهله ، فيغتسل بعد الفجر ويصوم ، وكان يُقبّل بعض أزواجه وهو صائم في رمضان ، وشبه قُبلَة الصائم بالمضمضة بالماء ، وكان من هديه ﷺ إسقاط القضاء عمن أكل وشرب ناسياً ، وأن الله سبحانه هو الذي أطعمه وسقاه ، فليس هذا الأكل والشرب يُضاف إليه ، فَيُفْطِرُ به ، فإنما يُفْطِرُ بما فعله ، وهذا بمنزلة أكله وشربه في نومه ، إذ لا تكليف بفعل النائم ، ولا بفعل الناسي ، والذي صح عنه ﷺ أن الذي يُفطُر به الصائم الأكل والشُرب مُتعمداً والحجامة والقيء والجماع. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وكان ﷺ يُعجل الفطر ، ويحض عليه ويتسحر ، ويحث على السحور ويؤخره ، ويُرغب في تأخيره ، وكان يحضُّ على الفطر بالتمر ، فإن لم يجد ، فعلى الماء ، وهذا من كمال شفقته على أمته ونصحهم ، فإن إعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خُلُو المعدة ، أدعى إلى قبوله ، وانتفاع القوى به ، ولا سيما القوة الباصرة ، فإنها تقوى به ، وحلاوة المدينة التمر ، ومرباهم عليه ، وهو عندهم قوت ، وأُدم ، ورُطبه فاكهة ، وأما الماء ، فإن الكَبِدَ يحصل لها بالصوم نوع يبس ، فإذا رطبت بالماء ، كمل انتفاعها بالغذاء بعده ، ولهذا كان الأولى بالظمآن الجائع ، أن يبدأ قبل الأكل بشرب قليل من الماء ، ثم يأكل بعده ، هذا مع ما في التمر والماء من الخاصية التي لها تأثير في صلاح القلب لا يعلمُها إِلَّا أَطِبَّاءُ القلوب ، وكان ﷺ يُفْطِر قبل أن يُصلِّي ، وكان فِطْرُه على رطبات إن وجدها فإن لم يجدها ، فعلى تمرات فإن لم يجد فعلى حسوات من ماء ، وروي عنه ﷺ أنه كان يقول عند إفطاره ( اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ ) ، وروي عنهﷺ أنه كان يقول ( ذَهَبَ الظَّمَأُ ، وابْتَلَّتِ العُرُوقُ وثَبَتَ الأَجْرُ إن شاء الله تعالى ) ، ويُذكر عنه ﷺ ( إن للصائم عِنْدَ فِطْرِه دَعْوَةً ما تُرَدُّ ) ، وصح عنه ﷺ أنه قال ( إذا أَقْبَل اللَّيْلُ مِنْ هاهنا ، وأَدْبَرَ النَّهارُ مِنْ هاهنا ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ ) ، وفُسِّر بأنه قد أفطر حكماً ، وإن لم ينوه ، وبأنه قد دخل وقتُ فِطره كأصبح وأمسى ، ونهى الصائم عن الرفث ، والصَّخب والسِباب ، وجواب السِباب ، فأمره أن يقول لمن سابه ( إنِّي صائم ) فقيل : يقوله بلسانه وهو أظهر ، وقيل : بقلبه تذكيراً لنفسه بالصوم ، وقيل : يقوله في الفرض بلسانه ، وفي التطوع في نفسه ، لأنه أبعد عن الرياء ، وسافر رسول الله ﷺ في رمضان ، فصام وأفطر ، وخيَّر الصحابة بين الأمرين ، وكان ﷺ يأمرهم بالفطر إذا دَنَوْا مِنْ عدوهم ليتقوَّوْا على قتاله ، وقال ﷺ لأصحابه يوم فتح مكة ( إنه يوم قتال فإفطروا ) ، ولم يكن من هديه ﷺ تقدير المسافة التي يفطر فيها الصائم بحَدّ ، وكان الصحابة حين ينشؤن السفر يفطرون من غير إعتبار مجاوزة للبيوت ، ويُخبرون أن ذلك سُنتَّه وهديه ﷺ ، وكان من هديه ﷺ أن يُدركه الفجر وهو جُنُب من أهله ، فيغتسل بعد الفجر ويصوم ، وكان يُقبّل بعض أزواجه وهو صائم في رمضان ، وشبه قُبلَة الصائم بالمضمضة بالماء ، وكان من هديه ﷺ إسقاط القضاء عمن أكل وشرب ناسياً ، وأن الله سبحانه هو الذي أطعمه وسقاه ، فليس هذا الأكل والشرب يُضاف إليه ، فَيُفْطِرُ به ، فإنما يُفْطِرُ بما فعله ، وهذا بمنزلة أكله وشربه في نومه ، إذ لا تكليف بفعل النائم ، ولا بفعل الناسي ، والذي صح عنه ﷺ أن الذي يُفطُر به الصائم الأكل والشُرب مُتعمداً والحجامة والقيء والجماع. ❝
❞ أنتِ أيضاً صحابيَّة! تركتِ بيتكِ في مكة، وهاجرتِ إلى المدينة تابعةً قلبكِ ودينكِ ونبيّكِ ﷺ كلُّ شيءٍ فيكِ يشتاقُ إلى مكة، الحنين إلى الكعبة لا يهدأ، وتنتظرين بفارغ الصبر تلك اللحظة التي ستكحلين فيها عينيكِ برؤيتها مجدداً! ويُخبركِ النبيُّ ﷺ أنه قد عزمَ على فتح مكة، فيرقصُ قلبكِ فرحاً بهذا الخبر، ولكنَّ النبيَّ ﷺ قد طلب منكم أن تُبقوا هذا الأمر سراً! فالحربُ نهاية المطاف خدعة، والذي يملكُ عنصر المفاجأة نادراً ما يُهزم! وقد أراد النبيُّ ﷺ فتحاً بأقل الخسائر، نمتِ تلكَ الليلة وأنت تحلمين بتلك اللحظة، التي ستُقبّلين فيها تُراب مكة، وستشهدين الأصنام تُداس بالأقدام، وسترين بلالاً يصعدُ على ظهر الكعبة، منادياً ملء حنجرته أنَّ \"الله أكبر\"! ولكن طارئاً قد حدث هدَّدَ كل هذا الحلم بالانهيار، يستدعي النبيُّ ﷺ ثلاثةً من خيرة أصحابه، علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود في مهمة عاجلة وخطيرة، ويأمرهم بالتوجه إلى \"روضة خاخ\" وهناك سيجدون امرأةً تحملُ رسالة، عليهم إحضارها فوراً مهما كلَّفَ الأمر! وينطلقُ الفرسان الثلاثة على جناح السرعة، وهناك يعثرون على المرأة التي أخبرهم عنها نبيهم ﷺ، فلم ينطقْ مرةً ﷺ عن هوىً كانت معيَّة الله تحفُّه، والوحي يؤيده! طلبوا من المرأة أن تعطيهم الرسالة التي تحملها، ولكنها أنكرتْ وجودها! فقالوا لها: إما أن تُخرجي الكتاب، أو لنضعنَّ الثياب! فلما عرفتْ أنهم قد عزموا تفتيشها، أخرجت الرسالة من بين ضفائر شعرها حيث خبأتها! فأخذوا الرسالة وعادوا بها إلى النبيِّ ﷺ، وفي المدينة يفتحُ النبيُّ ﷺ الرسالة، فإذا بها من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش، يُعلمهم فيها أنَّ النبيَّ ﷺ قد عزمَ على فتح مكة! في العلوم العسكرية يُعتبر هذا خرقاً أمنياً خطيراً، وإن شئتِ فهذه خيانة عُظمى! ويُبرر حاطبٌ للنبيِّ ﷺ فعلته هذه، بأنَّ له أهلاً ضعافاً في مكة قد نالهم أذى قريش، وأنه أراد أن يُخففوا عنهم، وأنَّ الإيمان في قلبه كالجبال الرواسي لم يتزحزح قيد أُنملة! ويقبلُ النبيُّ ﷺ عُذر حاطب بن أبي بلتعة، ولكن عمر بن الخطاب الحازم في دين الله، الشرس إذا تعلَّقَ الأمر بالإسلام، يقولُ للنبيِّ ﷺ: يا رسول الله، ائذنْ لي أن أضربَ عنق هذا المنافق! فقال له النبيُّ ﷺ: لا يا عُمر، إنه قد شهدَ بدراً، لعلَّ اللهَ اطلعَ على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم! يا للوفاء يا رسول الله، يا للوفاء! لم يُنسِه هذا التصرف الخاطئ ماضيَ صاحبه المشرق معه! فلا تنسي أنتِ كلَّ معروف أُسديَ إليكِ، عندما يقعُ خلافٌ بينكِ وبين زوجكِ، لا تنسي تلك اللحظات الحلوة التي عشتماها معاً! تذكري تلكَ المواقف التي طيَّبَ فيها خاطركِ، تذكري الهدايا التي ملأ قلبكِ بها سعادة، تذكري حنانه عليكِ يوم مرضتِ، وتذكري مشواراً لم يكن يرغبُ فيه، ولكنه ذهبَ لأنه يريدُ أن يُسعدكِ! تذكري أنه إن بخلَ عليكِ مرةً، فقد كان كريماً عليكِ مرَّاتٍ! وإن لم يسمح له وقته باصطحابكِ إلى أهلكِ، فقد فعلها عشرات المرات! تذكري أنه إن غضبَ منكِ الآن، فقد صفحَ عنكِ في غيرها! تذكري اللقمة التي كان يضعها في فمكِ حُباً، والكلمة التي كان يقولها لكِ شوقاً، والحُرُّ من راعى وداد لحظة، وقد كان نبيُّكِ لا ينسى المعروف، فاقتدي به ولا تنسي المعروف أيضاً! أخوكِ الذي غضبتِ منه الآن، ألم تضحكان من قبل معاً وتبكيان معاً؟! فلِمَ ستهون عليكِ تلكَ اللحظات الحلوة؟! أختكِ التي حصل بينكِ وبينها خصام ألم تكن يوماً حبَّة قلبكِ؟! فما بالكِ تهدمين عمراً من المودة لأجل خصام عابر؟! ابنكِ الذي قصَّر معكِ هذه المرَّة ألم يبرَّكِ مراتٍ ومراتٍ؟! أليس من النُّبلِ أن تهبي هذه لتلكَ؟! حماتكِ التي أغضبتكِ الآن ألم تكُنْ لكَ مرةً أُماً؟ أما كانتْ في صفّكِ مرَّةً؟ فلمَ تهون عليكِ العِشرة؟! جارتكِ التي لم يُعجبكِ منها تصرفها هذه المرَّة أما أعجبكِ تصرفها مرَّاتٍ؟! أما أهدتكِ يوماً من طعامها؟ أما زارتكِ في مرضٍ؟ فلماذا تريدين من الناس أن يكونوا ملائكةً على الدَّوام؟! كان نبيُّكِ ﷺ وفياً، ولن تكوني صحابيَّةً إلا إذا كنتِ مثله! جاءه يوماً موفدان من مسيلمة الكذاب، فسألهما: هل تؤمنان أنه نبيٍّ؟! فقالا: نعم! فقال لهما: لولا أن الرُّسل لا تُقتل لقتلتكما! كذَّباه في نبوته، واعترفا بنبوة غيره، ومع هذا لم يخرجه غضبه من وفائه، فإن كان المرسل الكافر لا يُقتل على كفره، بل يؤمّنُ ويُكرم أليس الزوج المسلم أحقُّ بالوفاء؟! أليست الأخت والحماة والجارة والصديقة أحقُّ بالوفاء؟! أرسلتْ قريشٌ أبا رافعٍ موفداً إلى النبيِّ ﷺ، فلما جاء إلى المدينة دخلَ الإسلامُ إلى قلبه، فأخبرَ النبيَّ ﷺ أنه يريدُ أن يبقى في المدينة، فقال له النبيُّ ﷺ: إني لا أخيسُ بالعهد، ولا أحبسُ الرُّسُلَ، ولكن ارجعْ إلى قومكَ، فإن كان في نفسكَ الذي فيها الآن فارجِعْ! وأنتِ أيضاً إن كنتِ صحابية فلا تخيسي بالعهد! أنتِ عِرضُ رجلٍ فاحفظيه، وأمان أولادكِ فالزميهم، وسُمعة أبيكِ فحاربي لأجلها، لا تحني رأس رجالٍ أحبوكِ وربوكِ لأجل لحظة طيش، ولا لأجل شعور عابر، من أمَّنكِ فأدِّي إليه أمانته! يقول حُذيفة بن اليمان: ما منعني أن أشهدَ بدراً إلا أني خرجتُ أنا وأبي حسيل نريدُ النبيَّ ﷺ فأخذنا كفار قريش، وقالوا: إنكم تريدون محمداً؟ فقلنا لهم: ما نريده، ما نريد إلا المدينة؟ فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفنَّ إلى المدينة ولا نُقاتل معه! فأتينا النبيَّ ﷺ وأخبرناه بالخبر فقال: انصرفا، نفي لهم بعهدهم، ونستعينُ باللهَ عليهم! هذا هو نبيّكِ ﷺ! كان يفي بعهده للكافر الذي جاء لقتاله! فإن كنتِ تريدين حيازة شرفَ أن تكوني صحابيَّة فوفاءعهود المسلمين أولى! فلا تنسي عهداً قطعته، ولا معروفاً أُسديَ إليكِ، ولا لحظةً حُلوة عشتها، كوني وفيَّةً كما يليقُ بالصحابيَّة أن تكون!. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ أنتِ أيضاً صحابيَّة! تركتِ بيتكِ في مكة، وهاجرتِ إلى المدينة تابعةً قلبكِ ودينكِ ونبيّكِ ﷺ كلُّ شيءٍ فيكِ يشتاقُ إلى مكة، الحنين إلى الكعبة لا يهدأ، وتنتظرين بفارغ الصبر تلك اللحظة التي ستكحلين فيها عينيكِ برؤيتها مجدداً! ويُخبركِ النبيُّ ﷺ أنه قد عزمَ على فتح مكة، فيرقصُ قلبكِ فرحاً بهذا الخبر، ولكنَّ النبيَّ ﷺ قد طلب منكم أن تُبقوا هذا الأمر سراً! فالحربُ نهاية المطاف خدعة، والذي يملكُ عنصر المفاجأة نادراً ما يُهزم! وقد أراد النبيُّ ﷺ فتحاً بأقل الخسائر، نمتِ تلكَ الليلة وأنت تحلمين بتلك اللحظة، التي ستُقبّلين فيها تُراب مكة، وستشهدين الأصنام تُداس بالأقدام، وسترين بلالاً يصعدُ على ظهر الكعبة، منادياً ملء حنجرته أنَّ ˝الله أكبر˝! ولكن طارئاً قد حدث هدَّدَ كل هذا الحلم بالانهيار، يستدعي النبيُّ ﷺ ثلاثةً من خيرة أصحابه، علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود في مهمة عاجلة وخطيرة، ويأمرهم بالتوجه إلى ˝روضة خاخ˝ وهناك سيجدون امرأةً تحملُ رسالة، عليهم إحضارها فوراً مهما كلَّفَ الأمر! وينطلقُ الفرسان الثلاثة على جناح السرعة، وهناك يعثرون على المرأة التي أخبرهم عنها نبيهم ﷺ، فلم ينطقْ مرةً ﷺ عن هوىً كانت معيَّة الله تحفُّه، والوحي يؤيده! طلبوا من المرأة أن تعطيهم الرسالة التي تحملها، ولكنها أنكرتْ وجودها! فقالوا لها: إما أن تُخرجي الكتاب، أو لنضعنَّ الثياب! فلما عرفتْ أنهم قد عزموا تفتيشها، أخرجت الرسالة من بين ضفائر شعرها حيث خبأتها! فأخذوا الرسالة وعادوا بها إلى النبيِّ ﷺ، وفي المدينة يفتحُ النبيُّ ﷺ الرسالة، فإذا بها من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش، يُعلمهم فيها أنَّ النبيَّ ﷺ قد عزمَ على فتح مكة! في العلوم العسكرية يُعتبر هذا خرقاً أمنياً خطيراً، وإن شئتِ فهذه خيانة عُظمى! ويُبرر حاطبٌ للنبيِّ ﷺ فعلته هذه، بأنَّ له أهلاً ضعافاً في مكة قد نالهم أذى قريش، وأنه أراد أن يُخففوا عنهم، وأنَّ الإيمان في قلبه كالجبال الرواسي لم يتزحزح قيد أُنملة! ويقبلُ النبيُّ ﷺ عُذر حاطب بن أبي بلتعة، ولكن عمر بن الخطاب الحازم في دين الله، الشرس إذا تعلَّقَ الأمر بالإسلام، يقولُ للنبيِّ ﷺ: يا رسول الله، ائذنْ لي أن أضربَ عنق هذا المنافق! فقال له النبيُّ ﷺ: لا يا عُمر، إنه قد شهدَ بدراً، لعلَّ اللهَ اطلعَ على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم! يا للوفاء يا رسول الله، يا للوفاء! لم يُنسِه هذا التصرف الخاطئ ماضيَ صاحبه المشرق معه! فلا تنسي أنتِ كلَّ معروف أُسديَ إليكِ، عندما يقعُ خلافٌ بينكِ وبين زوجكِ، لا تنسي تلك اللحظات الحلوة التي عشتماها معاً! تذكري تلكَ المواقف التي طيَّبَ فيها خاطركِ، تذكري الهدايا التي ملأ قلبكِ بها سعادة، تذكري حنانه عليكِ يوم مرضتِ، وتذكري مشواراً لم يكن يرغبُ فيه، ولكنه ذهبَ لأنه يريدُ أن يُسعدكِ! تذكري أنه إن بخلَ عليكِ مرةً، فقد كان كريماً عليكِ مرَّاتٍ! وإن لم يسمح له وقته باصطحابكِ إلى أهلكِ، فقد فعلها عشرات المرات! تذكري أنه إن غضبَ منكِ الآن، فقد صفحَ عنكِ في غيرها! تذكري اللقمة التي كان يضعها في فمكِ حُباً، والكلمة التي كان يقولها لكِ شوقاً، والحُرُّ من راعى وداد لحظة، وقد كان نبيُّكِ لا ينسى المعروف، فاقتدي به ولا تنسي المعروف أيضاً! أخوكِ الذي غضبتِ منه الآن، ألم تضحكان من قبل معاً وتبكيان معاً؟! فلِمَ ستهون عليكِ تلكَ اللحظات الحلوة؟! أختكِ التي حصل بينكِ وبينها خصام ألم تكن يوماً حبَّة قلبكِ؟! فما بالكِ تهدمين عمراً من المودة لأجل خصام عابر؟! ابنكِ الذي قصَّر معكِ هذه المرَّة ألم يبرَّكِ مراتٍ ومراتٍ؟! أليس من النُّبلِ أن تهبي هذه لتلكَ؟! حماتكِ التي أغضبتكِ الآن ألم تكُنْ لكَ مرةً أُماً؟ أما كانتْ في صفّكِ مرَّةً؟ فلمَ تهون عليكِ العِشرة؟! جارتكِ التي لم يُعجبكِ منها تصرفها هذه المرَّة أما أعجبكِ تصرفها مرَّاتٍ؟! أما أهدتكِ يوماً من طعامها؟ أما زارتكِ في مرضٍ؟ فلماذا تريدين من الناس أن يكونوا ملائكةً على الدَّوام؟! كان نبيُّكِ ﷺ وفياً، ولن تكوني صحابيَّةً إلا إذا كنتِ مثله! جاءه يوماً موفدان من مسيلمة الكذاب، فسألهما: هل تؤمنان أنه نبيٍّ؟! فقالا: نعم! فقال لهما: لولا أن الرُّسل لا تُقتل لقتلتكما! كذَّباه في نبوته، واعترفا بنبوة غيره، ومع هذا لم يخرجه غضبه من وفائه، فإن كان المرسل الكافر لا يُقتل على كفره، بل يؤمّنُ ويُكرم أليس الزوج المسلم أحقُّ بالوفاء؟! أليست الأخت والحماة والجارة والصديقة أحقُّ بالوفاء؟! أرسلتْ قريشٌ أبا رافعٍ موفداً إلى النبيِّ ﷺ، فلما جاء إلى المدينة دخلَ الإسلامُ إلى قلبه، فأخبرَ النبيَّ ﷺ أنه يريدُ أن يبقى في المدينة، فقال له النبيُّ ﷺ: إني لا أخيسُ بالعهد، ولا أحبسُ الرُّسُلَ، ولكن ارجعْ إلى قومكَ، فإن كان في نفسكَ الذي فيها الآن فارجِعْ! وأنتِ أيضاً إن كنتِ صحابية فلا تخيسي بالعهد! أنتِ عِرضُ رجلٍ فاحفظيه، وأمان أولادكِ فالزميهم، وسُمعة أبيكِ فحاربي لأجلها، لا تحني رأس رجالٍ أحبوكِ وربوكِ لأجل لحظة طيش، ولا لأجل شعور عابر، من أمَّنكِ فأدِّي إليه أمانته! يقول حُذيفة بن اليمان: ما منعني أن أشهدَ بدراً إلا أني خرجتُ أنا وأبي حسيل نريدُ النبيَّ ﷺ فأخذنا كفار قريش، وقالوا: إنكم تريدون محمداً؟ فقلنا لهم: ما نريده، ما نريد إلا المدينة؟ فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفنَّ إلى المدينة ولا نُقاتل معه! فأتينا النبيَّ ﷺ وأخبرناه بالخبر فقال: انصرفا، نفي لهم بعهدهم، ونستعينُ باللهَ عليهم! هذا هو نبيّكِ ﷺ! كان يفي بعهده للكافر الذي جاء لقتاله! فإن كنتِ تريدين حيازة شرفَ أن تكوني صحابيَّة فوفاءعهود المسلمين أولى! فلا تنسي عهداً قطعته، ولا معروفاً أُسديَ إليكِ، ولا لحظةً حُلوة عشتها، كوني وفيَّةً كما يليقُ بالصحابيَّة أن تكون!. ❝