❞ مغالطات العلمانيين
أحد الذين حضروا ندوة ‘الإسلام والعلمانية’ سألني: لماذا لم تجب عن تساؤل الدكتور فؤاد زكريا:
ماذا يفعل الإسلام لحل مشكلة الديون المصرية؟
قلت : وجدت السؤال ساذجا !
ولو قال: ماذا يفعل الإسلام لعلاج أخطاء العلمانية الاقتصادية ؟
لسارعت بالجواب.
قال: وما هذه الأخطاء؟
فرددت بسرعة: إن مصر بعد الحرب العالمية الثانية كانت دولة دائنة، وكانت القيمة الذاتية للجنيه المصري خمسة أضعاف الدولار الأمريكى!
فما الذى جعل الدولة الدائنة مدينة؟!
وما الذى جعل الجنيه يساوى فى الأسواق نصف دولار ؟!!
تلك آثار العلمانية الاقتصادية، وعبقريتها في التخريب المادي والأدبي !
والسخيف أنها تخفي هذا الفشل تحت ثوب من الترفع والتعالم !!
ثم نقول للمسلمين: ماذا ستفعلون لحل المشكلة؟ !!
المشكلة التي وضعوا هم بذورها ….
قال: إن كثيرين يردّدون هذا السؤال معهم: فلننس ما كان ولنجب نحن!
قلت: لا بأس، إننا- باسم الإسلام- نتحرك وأمامنا هذه الحقائق :
أولا: إذا كنا مدينين بستة وثلاثين مليارا من الدولارات فهناك ضعف هذا المبلغ من الثروة المصرية موجود في البنوك الخارجية، وينبغى أن يعود كله أو جلّه …
ثانيا: الإنتاج العام عندنا ضعيف إلى حد مخيف، ويكاد يوم العمل يهبط إلى ساعة واحدة بينما هو في الدنيا ثماني ساعات.
إن المديرين والمنفذين يتحركون بغير حماس وبلا وعى!
ويجب أن يتغير هذا كله .
ثالثا: آن الأوان لمحو تقاليد السرف والترف، ومقاتلة المخدرات والمسكرات جميعا، وإرغام أصحاب الكروش على شد الأحزمة، والعيش كسائر الناس.
رابعا: عند التأمل سنجد أن الدول الفقيرة سدّت ما عليها، ولكن ما دفعته ذهب في الفوائد الربوية، وفي رواتب الموظفين والخبراء الأجانب الذين يصحبون المشروعات الإنمائية أي أن الدول الغنية تقوم بأعمال سرقة ونهب وتغرير واحتيال، ويجب فضح هذا المسلك .
قال صاحبي: اشرح لنا السياسة الإسلامية التي تنظر إلى هذه الحقائق.
قلت: إنني على استعداد، لكن بعد أن أسمع من العلمانيين كيف جعلوا الأمة الدائنة مدينة؟
وكيف جعلوا العملة النفيسة خسيسة؟
إن هؤلاء البله يحسبون أن الإسلاميين سيقيمون حلقة ذكر لحل المشكلة !. ❝ ⏤محمد الغزالى السقا
❞ مغالطات العلمانيين
أحد الذين حضروا ندوة ‘الإسلام والعلمانية’ سألني: لماذا لم تجب عن تساؤل الدكتور فؤاد زكريا:
ماذا يفعل الإسلام لحل مشكلة الديون المصرية؟
قلت : وجدت السؤال ساذجا !
ولو قال: ماذا يفعل الإسلام لعلاج أخطاء العلمانية الاقتصادية ؟
لسارعت بالجواب.
قال: وما هذه الأخطاء؟
فرددت بسرعة: إن مصر بعد الحرب العالمية الثانية كانت دولة دائنة، وكانت القيمة الذاتية للجنيه المصري خمسة أضعاف الدولار الأمريكى!
فما الذى جعل الدولة الدائنة مدينة؟!
وما الذى جعل الجنيه يساوى فى الأسواق نصف دولار ؟!!
تلك آثار العلمانية الاقتصادية، وعبقريتها في التخريب المادي والأدبي !
والسخيف أنها تخفي هذا الفشل تحت ثوب من الترفع والتعالم !!
ثم نقول للمسلمين: ماذا ستفعلون لحل المشكلة؟ !!
المشكلة التي وضعوا هم بذورها ….
قال: إن كثيرين يردّدون هذا السؤال معهم: فلننس ما كان ولنجب نحن!
قلت: لا بأس، إننا- باسم الإسلام- نتحرك وأمامنا هذه الحقائق :
أولا: إذا كنا مدينين بستة وثلاثين مليارا من الدولارات فهناك ضعف هذا المبلغ من الثروة المصرية موجود في البنوك الخارجية، وينبغى أن يعود كله أو جلّه …
ثانيا: الإنتاج العام عندنا ضعيف إلى حد مخيف، ويكاد يوم العمل يهبط إلى ساعة واحدة بينما هو في الدنيا ثماني ساعات.
إن المديرين والمنفذين يتحركون بغير حماس وبلا وعى!
ويجب أن يتغير هذا كله .
ثالثا: آن الأوان لمحو تقاليد السرف والترف، ومقاتلة المخدرات والمسكرات جميعا، وإرغام أصحاب الكروش على شد الأحزمة، والعيش كسائر الناس.
رابعا: عند التأمل سنجد أن الدول الفقيرة سدّت ما عليها، ولكن ما دفعته ذهب في الفوائد الربوية، وفي رواتب الموظفين والخبراء الأجانب الذين يصحبون المشروعات الإنمائية أي أن الدول الغنية تقوم بأعمال سرقة ونهب وتغرير واحتيال، ويجب فضح هذا المسلك .
قال صاحبي: اشرح لنا السياسة الإسلامية التي تنظر إلى هذه الحقائق.
قلت: إنني على استعداد، لكن بعد أن أسمع من العلمانيين كيف جعلوا الأمة الدائنة مدينة؟
وكيف جعلوا العملة النفيسة خسيسة؟
إن هؤلاء البله يحسبون أن الإسلاميين سيقيمون حلقة ذكر لحل المشكلة !. ❝
❞ سار بنا الدليل حتى بلغنا ضاحية سكنية ممتلئة بالمباني العتيقة والقديمة، وقال: \"تفضلوا.. وصلنا المسجد\"!! ولكن أين المسجد..؟ لم يكن البناء سوى واحدة من العمارات السكنية مُعلق على مدخلها ورقة كرتون صغيرة كُتب عليها بخط عربي ركيك للغاية \"مسجد\" ثم ذلك السُلّم الحجري الهابط لأسفل الذي قادنا إل قبو هذا البناء العتيق، حيث الدعامات الحجرية السميكة ترفع العقود الحجرية المتقاطعة، وقد فُرشت أرضيّته بالحُصر الخضراء الفقيرة، واجتمع في الأركان مجموعة من العمال الأفارقة والمغربيين.. ❝ ⏤أحمد زكريا زكي
❞ سار بنا الدليل حتى بلغنا ضاحية سكنية ممتلئة بالمباني العتيقة والقديمة، وقال: ˝تفضلوا. وصلنا المسجد˝!! ولكن أين المسجد.؟ لم يكن البناء سوى واحدة من العمارات السكنية مُعلق على مدخلها ورقة كرتون صغيرة كُتب عليها بخط عربي ركيك للغاية ˝مسجد˝ ثم ذلك السُلّم الحجري الهابط لأسفل الذي قادنا إل قبو هذا البناء العتيق، حيث الدعامات الحجرية السميكة ترفع العقود الحجرية المتقاطعة، وقد فُرشت أرضيّته بالحُصر الخضراء الفقيرة، واجتمع في الأركان مجموعة من العمال الأفارقة والمغربيين. ❝
❞ حل كل مشكلات العالم
الزكاة، فرض أصيل وركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة على كل مسلم عاقل قادر مكلَّف، إذاً كم زكاة المال؟
نصابها المعلوم هو 2.5% من إجمالي المملوكات والثروة إذا مرَّ عليها عام.
والزكاة في مفهومها هي تناغم اجتماعي اقتصادي لفائدة المجتمع، فبإمكانها أن تغير حياة البلايين من البشر، أجل البلايين وليس الملايين. لماذا؟ لأن أبسط حسبة مادية تقول لنا إنه إذا أخرج جميعُ المسلمين 2.5% من ثرواتهم، لتوفَّر المال الكافي لحل كل أزمات الإنسانية، إذا فرضنا صرفها في نفع المستفيدين والفقراء والمحتاجين.
ما هو النصاب؟
النصاب هو قيمة الحد الأدنى الذي إذا مرَّ عليه عام كامل وهي عند المسلم ولم تنقص وجب إخراج زكاة عنها، وقد قُدِّرت هذه القيمة بالذهب والفضة طبقًا لأحاديث رسول الله ﷺ، وهي ما يعادل 612.36 غرام من الفضة أو 87.48 غرام من الذهب.
مَن يستفيد من الزكاة؟
ذكرت الآية الكريمة عدة مجموعات أساسية تستفيد من الزكاة، فقال الله عز وجل: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” – سورة التوبة (60).
وهذا يعني أن الزكاة تُصرف للمجموعات التالية:
الفقراء والمساكين.
العاملون على إدارة أموال الزكاة وإيصالها إلى المحتاجين.
المسلمون الجدد لتأليف قلوبهم وتثبيتهم.
الأسرى والغارمون.
في سبيل الله.
ابن السبيل والذين يُعتبرون اليوم من اللاجئين والنازحين والفقراء بلا مأوى أو مسكن.
الأقرباء من الفقراء والمحتاجين.
أحلامُ الملايين مرهونة بزكاتنا
شهدت فِرَق الإغاثة الإسلامية الميدانية العام الماضي أثر الزكاة في أكثر من 40 دولةً حول العالم، وكيف تحوَّلت زكاتكم إلى بئر بتكنولوجيا الطاقة الشمسية غيَّر مزارع الأُسَر الفقيرة في مالي من صحراء لا حياة فيها إلى جنات خضرٍ يأكل منها المجتمع المحلي ويعيش على منتجاتها الأطفال والنساء والرجال، ورأت كيف أسهمت زكاتكم في رد البصر للآلاف من مرضى الكتاركت (الماء على العين) في السودان والنيجر وكينيا وبنغلاديش، إذ لم يروا النور لأول مرة فقط، بل أصبحوا مصدرًا للدخل الكريم لأُسَرهم إن أعانوا أولادهم على التعلُّم وتحقيق أحلامهم. وشهدت فِرَقنا أيضا كيف أنقذت زكاتكم أطفال اليمن من الجوع، وحفظت أطفال فلسطين أثناء وباء الكورونا عندما وفرت لهم العلاج والأدوات الصحية ومواد التعقيم، واحتضنت آلام اللاجئين من أطفال ميانمار وسوريا، ودعمت أحلام شباب البوسنة.
لقد أيقنت فِرَقنا الإغاثية، وأيقن الفقراء والمحتاجون أثر الزكاة، كيف تنقذ الإنسان، وتُجدِّد الأمل، وتغير حياتهم بالكامل.
“خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” – سورة التوبة (103).. ❝ ⏤لا حول ولا قوة الا بالله
❞ حل كل مشكلات العالم
الزكاة، فرض أصيل وركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة على كل مسلم عاقل قادر مكلَّف، إذاً كم زكاة المال؟
نصابها المعلوم هو 2.5% من إجمالي المملوكات والثروة إذا مرَّ عليها عام.
والزكاة في مفهومها هي تناغم اجتماعي اقتصادي لفائدة المجتمع، فبإمكانها أن تغير حياة البلايين من البشر، أجل البلايين وليس الملايين. لماذا؟ لأن أبسط حسبة مادية تقول لنا إنه إذا أخرج جميعُ المسلمين 2.5% من ثرواتهم، لتوفَّر المال الكافي لحل كل أزمات الإنسانية، إذا فرضنا صرفها في نفع المستفيدين والفقراء والمحتاجين.
ما هو النصاب؟
النصاب هو قيمة الحد الأدنى الذي إذا مرَّ عليه عام كامل وهي عند المسلم ولم تنقص وجب إخراج زكاة عنها، وقد قُدِّرت هذه القيمة بالذهب والفضة طبقًا لأحاديث رسول الله ﷺ، وهي ما يعادل 612.36 غرام من الفضة أو 87.48 غرام من الذهب.
مَن يستفيد من الزكاة؟
ذكرت الآية الكريمة عدة مجموعات أساسية تستفيد من الزكاة، فقال الله عز وجل: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” – سورة التوبة (60).
وهذا يعني أن الزكاة تُصرف للمجموعات التالية:
الفقراء والمساكين.
العاملون على إدارة أموال الزكاة وإيصالها إلى المحتاجين.
المسلمون الجدد لتأليف قلوبهم وتثبيتهم.
الأسرى والغارمون.
في سبيل الله.
ابن السبيل والذين يُعتبرون اليوم من اللاجئين والنازحين والفقراء بلا مأوى أو مسكن.
الأقرباء من الفقراء والمحتاجين.
أحلامُ الملايين مرهونة بزكاتنا
شهدت فِرَق الإغاثة الإسلامية الميدانية العام الماضي أثر الزكاة في أكثر من 40 دولةً حول العالم، وكيف تحوَّلت زكاتكم إلى بئر بتكنولوجيا الطاقة الشمسية غيَّر مزارع الأُسَر الفقيرة في مالي من صحراء لا حياة فيها إلى جنات خضرٍ يأكل منها المجتمع المحلي ويعيش على منتجاتها الأطفال والنساء والرجال، ورأت كيف أسهمت زكاتكم في رد البصر للآلاف من مرضى الكتاركت (الماء على العين) في السودان والنيجر وكينيا وبنغلاديش، إذ لم يروا النور لأول مرة فقط، بل أصبحوا مصدرًا للدخل الكريم لأُسَرهم إن أعانوا أولادهم على التعلُّم وتحقيق أحلامهم. وشهدت فِرَقنا أيضا كيف أنقذت زكاتكم أطفال اليمن من الجوع، وحفظت أطفال فلسطين أثناء وباء الكورونا عندما وفرت لهم العلاج والأدوات الصحية ومواد التعقيم، واحتضنت آلام اللاجئين من أطفال ميانمار وسوريا، ودعمت أحلام شباب البوسنة.
لقد أيقنت فِرَقنا الإغاثية، وأيقن الفقراء والمحتاجون أثر الزكاة، كيف تنقذ الإنسان، وتُجدِّد الأمل، وتغير حياتهم بالكامل.
❞ يحكي أن ذات يوم في قرية الريفية قديمة كان هناك سيدة عجوزا كانت تسمى زهرة كان يلقبها الناس بالوحيدة لأنها كانت تعيش في منزلها بمفردها فلم يكن لها أهل أو أي أحد يأتي اليها ويزورها لكن ذات يوم تقدم شاب من بيت جارة وقال: السلام عليكم يا عمه هل تعرف أحدا فقيرا أساعد
فقال الرجل مبتسما: أجل يا بني أن هذا البيت به أمراة عجوزة لا ياتي لها أحد وأنما هي فقيرة فأن كنت تحب مساعدتها فأفعل جزاك الله خيرا
فابتسم الشاب له وشكره ثم ذهب الى بيت العجوز ترك بيتها ثلاث مرات فلم تجب فذهب وغادر ثم عاد في اليوم الذي يليه ترك الباب ثلاث مرات فلم تجب فغادر المكان أتى في اليوم الثالث فترك الباب ثلاث مرات فتحت له العجوز فابتسم الشاب لها وقال: السلام عليك يا سيدتي
ابتسمت السيدة بلطف وقالت:وعليك السلام يا بني هل لي أن أساعدك بشيء
فقال لها فتى: بل أنا من أريد مساعدتك هل تحتاجين مساعدتي في شيء
فقالت المراه على استحياء: لا يا بني شكرا لك فأنا بخير حال ولا أريد مساعدة
فذهب الفتي ثم عاد في اليوم الذي يليه ترك عليها الباب ثلاثه ففتحت له المراة مرة أخرى وقالت لها: أنت مرة أخرى
فقال:لها أود مساعدتك هل تريدين شيئا
فقالت: لا أنا بخير حال
عاود المجيء اليها على مدار 15 يوما وبعد ذلك جاءها في يوم ترك عليها الباب فلم تجب كاد أن يذهب فسمع صوتا خافتا من الداخل يقول له: أي بني ادخل
فدخل الفتى فوجدتها تجلس أمام فرن العجين تخبز الخبز وقال: لها ماذا تفعلين يا أمه
فقالت له: أخبز لابيع الخبز في سوق القرية
فقال لها: وما يجبرك على ذلك
قالت:أنا فقيرة ولا أجد من يعيلني فأعيل نفسي
فقال: لكني طلبت منك أن أساعدك يوما لكنك رفضتي
فقالت: لا أكل من عرق جبيني ولا أخذ مالا لا أستحق هناك من هو أفقر مني وبحاجه إلى هذا المال
في ذلك اليوم ساعدها الفتى على إتمام ما كانت تفعله ثم أخذ منها ما صنعته وذهب معها إلى سوق القرية فباع كل ما صنعته المراة العجوز ثم عاد مع غروب الشمس إلى المنزل فقال لها: تركت لي أمي حين موتيها مالا وقالت لي أن أتصدق به على فقيرة لكنك لا تريدين فهل تقبلي أن تذهبي به إلى بيت الله معتمرة
فاحترت المراة بعض الشيء ولم تكن تعرف ماذا تقول فنظرت اليه مبتسمه وقالت: لكنني لا أملك المحرم
فأحتار الفتى هو الأخر ولم يكن يعلم ماذا يفعل حتى وجد نفسه يقول له: أتزوجك وحين نعود من العمرة أطلقك فأكون بهذا محرما لك
فأبتسمت له العجوز وقالت له: حسنا
مره يوما والأخر مره من الأيام عشره أيام أجاء الفتى ومعه كل ما يلزم للسفر وبالفعل سافرا ألى بيت الله معتمرين ثم عاد فعندما عاد أراد الفتى أن يطلقها فقالت له لا تطلقني ولا أريد منك شيئا انا أمراة سوف أموت على أي حال
استغرب الفتى من طلبها لكنه وافق وعاد إلى بيتي كان يزورها كل يوم ثم أصبح يزورها يوم ويوم ثم أصبح ياتي اليها مره في الأسبوع بعد خمسه أشهر من أعتمارهم ذهب اليها فوجدها انتقلت إلى الله ووجد جارها يقول لها: تركت لك ذلك المعطف فنظر إلى المعطف وابتسم وقال وماذا أفعل به إنه معطفا قديم قلب فيه بعض الشيء فوجد ورقة تخرج منه فأمسكها وقرا مابها كان محتوى الورقة ( السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اي بنيه اني املك قطعه من الارض كانت لابي كتبها باسمي ولم يكن يعلم عنها احد شيء والان تلك الارض ملكك ورقها اسفل سريري خذه فانت وريثي) فدمعت عين الفتى مما قرا وقال: لـ اني جعلتها تذهب إلى بيت الله كان هذا جزائي
من صنع خيرا لله عوضه الله خيرا منه وما نقص مال من صدقه
ڪ/شادن خالد♡لــيـــلاف♡⌯💙❄️·̇⤹⋆. ❝ ⏤الكاتبة شادن خالد\"ليلاف\"
❞ يحكي أن ذات يوم في قرية الريفية قديمة كان هناك سيدة عجوزا كانت تسمى زهرة كان يلقبها الناس بالوحيدة لأنها كانت تعيش في منزلها بمفردها فلم يكن لها أهل أو أي أحد يأتي اليها ويزورها لكن ذات يوم تقدم شاب من بيت جارة وقال: السلام عليكم يا عمه هل تعرف أحدا فقيرا أساعد
فقال الرجل مبتسما: أجل يا بني أن هذا البيت به أمراة عجوزة لا ياتي لها أحد وأنما هي فقيرة فأن كنت تحب مساعدتها فأفعل جزاك الله خيرا
فابتسم الشاب له وشكره ثم ذهب الى بيت العجوز ترك بيتها ثلاث مرات فلم تجب فذهب وغادر ثم عاد في اليوم الذي يليه ترك الباب ثلاث مرات فلم تجب فغادر المكان أتى في اليوم الثالث فترك الباب ثلاث مرات فتحت له العجوز فابتسم الشاب لها وقال: السلام عليك يا سيدتي
ابتسمت السيدة بلطف وقالت:وعليك السلام يا بني هل لي أن أساعدك بشيء
فقال لها فتى: بل أنا من أريد مساعدتك هل تحتاجين مساعدتي في شيء
˝ فقالت المراه على استحياء: لا يا بني شكرا لك فأنا بخير حال ولا أريد مساعدة
˝ فذهب الفتي ثم عاد في اليوم الذي يليه ترك عليها الباب ثلاثه ففتحت له المراة مرة أخرى وقالت لها: أنت مرة أخرى
˝فقال:لها أود مساعدتك هل تريدين شيئا
˝فقالت: لا أنا بخير حال
˝عاود المجيء اليها على مدار 15 يوما وبعد ذلك جاءها في يوم ترك عليها الباب فلم تجب كاد أن يذهب فسمع صوتا خافتا من الداخل يقول له: أي بني ادخل
˝فدخل الفتى فوجدتها تجلس أمام فرن العجين تخبز الخبز وقال: لها ماذا تفعلين يا أمه
˝فقالت له: أخبز لابيع الخبز في سوق القرية
˝فقال لها: وما يجبرك على ذلك
˝ قالت:أنا فقيرة ولا أجد من يعيلني فأعيل نفسي
˝ فقال: لكني طلبت منك أن أساعدك يوما لكنك رفضتي
˝ فقالت: لا أكل من عرق جبيني ولا أخذ مالا لا أستحق هناك من هو أفقر مني وبحاجه إلى هذا المال
˝ في ذلك اليوم ساعدها الفتى على إتمام ما كانت تفعله ثم أخذ منها ما صنعته وذهب معها إلى سوق القرية فباع كل ما صنعته المراة العجوز ثم عاد مع غروب الشمس إلى المنزل فقال لها: تركت لي أمي حين موتيها مالا وقالت لي أن أتصدق به على فقيرة لكنك لا تريدين فهل تقبلي أن تذهبي به إلى بيت الله معتمرة
˝ فاحترت المراة بعض الشيء ولم تكن تعرف ماذا تقول فنظرت اليه مبتسمه وقالت: لكنني لا أملك المحرم
˝فأحتار الفتى هو الأخر ولم يكن يعلم ماذا يفعل حتى وجد نفسه يقول له: أتزوجك وحين نعود من العمرة أطلقك فأكون بهذا محرما لك
˝ فأبتسمت له العجوز وقالت له: حسنا
˝ مره يوما والأخر مره من الأيام عشره أيام أجاء الفتى ومعه كل ما يلزم للسفر وبالفعل سافرا ألى بيت الله معتمرين ثم عاد فعندما عاد أراد الفتى أن يطلقها فقالت له لا تطلقني ولا أريد منك شيئا انا أمراة سوف أموت على أي حال
˝استغرب الفتى من طلبها لكنه وافق وعاد إلى بيتي كان يزورها كل يوم ثم أصبح يزورها يوم ويوم ثم أصبح ياتي اليها مره في الأسبوع بعد خمسه أشهر من أعتمارهم ذهب اليها فوجدها انتقلت إلى الله ووجد جارها يقول لها: تركت لك ذلك المعطف فنظر إلى المعطف وابتسم وقال وماذا أفعل به إنه معطفا قديم قلب فيه بعض الشيء فوجد ورقة تخرج منه فأمسكها وقرا مابها كان محتوى الورقة ( السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اي بنيه اني املك قطعه من الارض كانت لابي كتبها باسمي ولم يكن يعلم عنها احد شيء والان تلك الارض ملكك ورقها اسفل سريري خذه فانت وريثي) فدمعت عين الفتى مما قرا وقال: لـ اني جعلتها تذهب إلى بيت الله كان هذا جزائي
من صنع خيرا لله عوضه الله خيرا منه وما نقص مال من صدقه
❞ كيف تكسب ألف جنيه فورا
اطمئن..
لن أقول لك اقطع الكوبون في أسفل الصفحة و أرسله مع اسمك و عنوانك مع الأجوبة على الاستفتاء كذا.. و لن أحول الموضوع إلى مسابقة تنفق عليها(( سيجنال)) أو إعلان توزع جوائزه (( رابسو)).
إنما الموضوع جد.
و سوف أفكر معك بجد. و لنبدأ من أمثلة بسيطة.
و في مثل هذا البرد الشديد لا بد أنك فكرت كيف تتدفأ.
و كذلك فكر الإنسان البدائي عندما داهمته أول موجة برد.. و أعمل ذهنه.. و ظل يخبط جبهته بيده و يخبط حجرا بحجر و هو شارد.. و اندلعت أول شرارة مصادفة من صك الحجر بالحجر.. و حملق الإنسان المذهول في هذه الظاهرة العجيبة.
و لا شك أنه قد اتخذها بعد ذلك لعبة.. حتى أمسكت الشرارة ذات مساء بعود قش جاف و أضرمته نارا.
و تعلم الإنسان منذ ذلك اليوم كيف يحتطب و يجمع الأخشاب، و يشعل النار و يرقص حولها، و يطهو طعامه و يتدفأ.
ثم اكتشف الفحم.
ثم اكتشف البترول.
ثم اكتشف الغاز الطبيعي القابل للاشتعال.
ثم اكتشف الكهرباء.
ثم اكتشف جهاز التكييف.
و كانت أول ثروة طبيعية للإنسان هي يديه و حيلته.
و عن طريق يديه صنع الأدوات.
و بهذه الأدوات قطع الأشجار و حفر الأرض لاستخراج الفحم.
و كان هناك رجل أكثر ذكاء اكتفى بالجلوس بعيدا لا يعمل يديه في شيء و إنما يأخذ مما جمعه العامل ليبيعه.
ثم ظهر أناس أكثر ذكاء لا يعملون أي شيء سوى أن يقوموا بالوساطة بين الأيدي التي تأخذ و تعطي، و يقبضون في مقابل هذه العملية سمسرة تفوق ما يربحه العامل و البائع.
ثم تعقدت أدوات الإنتاج لتتحول إلى مصانع.
و أصبح المصنع هو قلعة الحاوي التي يوضع تحتها التراب فيخرج منها حديدا و أسياخا و صفائح صلب و سيارات و أجهزة تكييف.. مع ربح هائل يدخل معظمه في جيب صاحب المصنع.
ثم ظهرت مؤسسات بهلوانية اسمها الشركات وظيفتها الإعلان و التسويق و الترويج و البيع و التجارة في تلك المنتجات.. تقوم بالوساطة بين المصنع و بين المشتري و تكسب من الإثنين أكثر مما يكسبه الصانع و صاحب المصنع.
و لأن المال السائل في قدرته أن يشتري المصنع و يؤسس الشركة فقد أصبح رأس المال بذاته قادرا على التوالد و التكاثر بدون أن يعمل صاحبه في شيء.. فقط ما عليه إلا أن يودعه في بنك فيلد له نسبة مئوية كل سنة.. فإذا أقام به مصنعا أو أسس به شركة فسوف يحصل على نسبة أكبر من الربح.. و إذا وقف يقامر به في البورصة على اضطراب الأسعار نزولا و صعودا مع اختلاف إلى العرض و الطلب و مع أزمات السياسة و حمى الفقر و الغنى التي تتداول الناس و الشعوب فسوف يكسب أكثرمن الكل لأنه سوف يتاجر في الفلوس ذاتها، و سوف يتاجر في التجارة و في سعر الذهب و الورق الذي لا يستقر على حال.
و الأغنياء و الأذكياء الجدد الذين اشتروا بأموالهم كل شيء مما كانوا يحلمون به من أرض و دور و قصور و متاع لم يقفوا عند حد، لأن ثرواتهم لم تكن تقف عند حد، فبدأوا يشترون الذمم ثم يشترون الأحزاب و الحكومات ثم يحركون السلطة لصالحهم فيدفعونها إلى تجييش الجيوش و غزو البلاد المتخلفة و استعمارها لتكون أسواقا جديدة، و مصادر جديدة للثروة و القوة.
و آخر صورة محزنة من هذا الذكاء البشري هو ما نراه الآن، فالأقوياء الأغنياء لم يعودوا يفكرون حتى في أن يحاربوا.. و إنما اكتفت الدول الكبرى بأن تصنع السلاح ثم تبيعه للأمم الفقيرة الصغيرة لتقتل به بعضها بعضا.. و تطوع الأذكياء بإشعال الفتن في هذه الدول الصغيرة البائسة. كلما نامت الخلافات أوقدوا نارها.. بين الهندوس و المسلمين في الهند، و بين المسلمين و المسيحيين في نيجيريا، و بين الكاثوليك و البروتستانت في ايرلندا، لتظل الحرب مشتعلة تأكل السلاح و تبقي على الصغار صغارا و تجعل الكبار أكبر و الأغنياء أغنى.
و برغم دعاوي الاشتراكية ظل القانون القديم سائدا.. إن من عنده يربح فيزداد.. و من ليس عنده يخسر أكثر فأكثر.. الكبير يزداد كبرا و الصغير يزداد صغرا.
و العلم بتطوره السريع يهدد المتخلفين الذين يزدادون تخلفا في معاركهم مع الكبار.. يهددهم بأن يتحولوا إلى قرود، بالنسبة إلى الأدوات العلمية التي تتطور في أيدي الكبار فتحولهم إلى عمالقة و أنصاف أرباب.
و الدول الكبرى لم تعد تتصرف بحكم المبادئ و الأيديولوجيات.. و إنما أصبحت تتصرف بحكم كونها كبرى و يجب أن تظل كبرى و تصير أكبر في مواجهة دول أخرى(( كبرى)) تحاول أن تكون أكبر و في حلبة الصراع بين الكبار.. تدوس الأقدام الصغار.. و تدوس مصالحهم، و تدوس حياتهم.
هل فهمت شيئا من هذه القصة.
لقد فهمت شيئا من السياسة.
و فهمت أن الإنسان كان يكسب دائما باستخدام يديه و عقله و حيلته. و أن هناك طريقتين للكسب، أن تكسب بالحيلة الشريفة عن طريق عمل يديك و عمل عقلك، و أن تكسب بالحيلة الخبيثة عن طريق أيدي الآخرين و عقولهم، و أن في الإمكان أن تكسب ألف جنيه بشرف.. و ذلك بأن تقدم عملا أو كشفا أو اختراعا أو إمتاعا أو نفعا للناس يساوي تلك القيمة.. و لا عذر لك.. و لا يصح لك أن تتعلل بأن حظك من العلم قليل. فقد بدأ أديسون المخترع العظيم حياته صبيا يبيع الجرائد، ثم اخترع لنا المصباح الكهربائي و الجراموفون.. كما بدأ عالم الكهرباء العظيم مايكل فاراداي حياته صبيا يعمل في محل تجليد كتب، ثم اكتشف قوانين الكهرباء التي اخترعت على أساسها جميع أجهزة اللاسلكي فيما بعد.
و اللاعب البرايزيلي بيليه جمع ثروة هائلة من مجرد إتقان الجري.. و أي اجتهاد في أي شيء و لو كان اجتهادا في اللعب.. لابد أن يؤتي ثمرته.
اعمل بجد في أي شيء.
و إذا لعبت فالعب بجد.
و ابدأ فورا من الآن.
لا تبرر كسلك بأن العلم في المدارس و الجامعات و أنت محروم من المدارس و الجامعات.. فالعلم في الكتب و المكتبات.. و هو متاح على الأرصفة أرخص من علب السجائر.
و هو في دور الكتب مجانا.
و القدرة على الابتكار موهبة أودعها الله في كل عقل.. كل ما عليك أن تبدأ.
غادر مقعدك المألوف على المقهى فورا.. و اكدح بذهنك و يديك في شيء.. و لا تظن أن (( الألف جنيه)) قد وقعت على رأس أي واحد بمجرد التمني و بدون أن يجتهد في كسبها.
و تأكد أن تسخيرك لذكائك أسهل من تسخيرك للجن.
و ثق بأن مفعول ذكائك أقوى من مفعول السحر.
و إذا شككت في كلامي فاقرأ المقال من جديد لتعلم كيف قامت دول كبرى.. و كيف صنع المصنع ما لا تصنعه قبعة الحاوي.. و كيف صعد الإنسان للقمر دون بساط سليمان.. و كيف أنك مهدد بأن تتحول إلى قرد إذا ظللت جالسا في جلستك اليومية على المقهى لا تجهد ذهنك في شيء.. و العالم من حولك في سباق علمي رهيب يفض أسرار الذرة، و يسخر القوى النووية في صناعة الأعاجيب.. فيزداد الأقوياء قوة، و يزداد الضعفاء ضعفا.. إلى أن يصبح المتخلفون في مكانة القرود أو أقل من القرود.
هل تشعر بأني خدعتك.
بل لو كنت قلت غير هذا لكنت خدعتك.
صدقني..
من كتاب الشيطان يحكم
( كتب الدكتور مصطفى محمود هذا المقال عام 1986 حيث كان الألف جنيه مبلغ ضخم ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ كيف تكسب ألف جنيه فورا
اطمئن.
لن أقول لك اقطع الكوبون في أسفل الصفحة و أرسله مع اسمك و عنوانك مع الأجوبة على الاستفتاء كذا. و لن أحول الموضوع إلى مسابقة تنفق عليها(( سيجنال)) أو إعلان توزع جوائزه (( رابسو)).
إنما الموضوع جد.
و سوف أفكر معك بجد. و لنبدأ من أمثلة بسيطة.
و في مثل هذا البرد الشديد لا بد أنك فكرت كيف تتدفأ.
و كذلك فكر الإنسان البدائي عندما داهمته أول موجة برد. و أعمل ذهنه. و ظل يخبط جبهته بيده و يخبط حجرا بحجر و هو شارد. و اندلعت أول شرارة مصادفة من صك الحجر بالحجر. و حملق الإنسان المذهول في هذه الظاهرة العجيبة.
و لا شك أنه قد اتخذها بعد ذلك لعبة. حتى أمسكت الشرارة ذات مساء بعود قش جاف و أضرمته نارا.
و تعلم الإنسان منذ ذلك اليوم كيف يحتطب و يجمع الأخشاب، و يشعل النار و يرقص حولها، و يطهو طعامه و يتدفأ.
ثم اكتشف الفحم.
ثم اكتشف البترول.
ثم اكتشف الغاز الطبيعي القابل للاشتعال.
ثم اكتشف الكهرباء.
ثم اكتشف جهاز التكييف.
و كانت أول ثروة طبيعية للإنسان هي يديه و حيلته.
و عن طريق يديه صنع الأدوات.
و بهذه الأدوات قطع الأشجار و حفر الأرض لاستخراج الفحم.
و كان هناك رجل أكثر ذكاء اكتفى بالجلوس بعيدا لا يعمل يديه في شيء و إنما يأخذ مما جمعه العامل ليبيعه.
ثم ظهر أناس أكثر ذكاء لا يعملون أي شيء سوى أن يقوموا بالوساطة بين الأيدي التي تأخذ و تعطي، و يقبضون في مقابل هذه العملية سمسرة تفوق ما يربحه العامل و البائع.
ثم تعقدت أدوات الإنتاج لتتحول إلى مصانع.
و أصبح المصنع هو قلعة الحاوي التي يوضع تحتها التراب فيخرج منها حديدا و أسياخا و صفائح صلب و سيارات و أجهزة تكييف. مع ربح هائل يدخل معظمه في جيب صاحب المصنع.
ثم ظهرت مؤسسات بهلوانية اسمها الشركات وظيفتها الإعلان و التسويق و الترويج و البيع و التجارة في تلك المنتجات. تقوم بالوساطة بين المصنع و بين المشتري و تكسب من الإثنين أكثر مما يكسبه الصانع و صاحب المصنع.
و لأن المال السائل في قدرته أن يشتري المصنع و يؤسس الشركة فقد أصبح رأس المال بذاته قادرا على التوالد و التكاثر بدون أن يعمل صاحبه في شيء. فقط ما عليه إلا أن يودعه في بنك فيلد له نسبة مئوية كل سنة. فإذا أقام به مصنعا أو أسس به شركة فسوف يحصل على نسبة أكبر من الربح. و إذا وقف يقامر به في البورصة على اضطراب الأسعار نزولا و صعودا مع اختلاف إلى العرض و الطلب و مع أزمات السياسة و حمى الفقر و الغنى التي تتداول الناس و الشعوب فسوف يكسب أكثرمن الكل لأنه سوف يتاجر في الفلوس ذاتها، و سوف يتاجر في التجارة و في سعر الذهب و الورق الذي لا يستقر على حال.
و الأغنياء و الأذكياء الجدد الذين اشتروا بأموالهم كل شيء مما كانوا يحلمون به من أرض و دور و قصور و متاع لم يقفوا عند حد، لأن ثرواتهم لم تكن تقف عند حد، فبدأوا يشترون الذمم ثم يشترون الأحزاب و الحكومات ثم يحركون السلطة لصالحهم فيدفعونها إلى تجييش الجيوش و غزو البلاد المتخلفة و استعمارها لتكون أسواقا جديدة، و مصادر جديدة للثروة و القوة.
و آخر صورة محزنة من هذا الذكاء البشري هو ما نراه الآن، فالأقوياء الأغنياء لم يعودوا يفكرون حتى في أن يحاربوا. و إنما اكتفت الدول الكبرى بأن تصنع السلاح ثم تبيعه للأمم الفقيرة الصغيرة لتقتل به بعضها بعضا. و تطوع الأذكياء بإشعال الفتن في هذه الدول الصغيرة البائسة. كلما نامت الخلافات أوقدوا نارها. بين الهندوس و المسلمين في الهند، و بين المسلمين و المسيحيين في نيجيريا، و بين الكاثوليك و البروتستانت في ايرلندا، لتظل الحرب مشتعلة تأكل السلاح و تبقي على الصغار صغارا و تجعل الكبار أكبر و الأغنياء أغنى.
و برغم دعاوي الاشتراكية ظل القانون القديم سائدا. إن من عنده يربح فيزداد. و من ليس عنده يخسر أكثر فأكثر. الكبير يزداد كبرا و الصغير يزداد صغرا.
و العلم بتطوره السريع يهدد المتخلفين الذين يزدادون تخلفا في معاركهم مع الكبار. يهددهم بأن يتحولوا إلى قرود، بالنسبة إلى الأدوات العلمية التي تتطور في أيدي الكبار فتحولهم إلى عمالقة و أنصاف أرباب.
و الدول الكبرى لم تعد تتصرف بحكم المبادئ و الأيديولوجيات. و إنما أصبحت تتصرف بحكم كونها كبرى و يجب أن تظل كبرى و تصير أكبر في مواجهة دول أخرى(( كبرى)) تحاول أن تكون أكبر و في حلبة الصراع بين الكبار. تدوس الأقدام الصغار. و تدوس مصالحهم، و تدوس حياتهم.
هل فهمت شيئا من هذه القصة.
لقد فهمت شيئا من السياسة.
و فهمت أن الإنسان كان يكسب دائما باستخدام يديه و عقله و حيلته. و أن هناك طريقتين للكسب، أن تكسب بالحيلة الشريفة عن طريق عمل يديك و عمل عقلك، و أن تكسب بالحيلة الخبيثة عن طريق أيدي الآخرين و عقولهم، و أن في الإمكان أن تكسب ألف جنيه بشرف. و ذلك بأن تقدم عملا أو كشفا أو اختراعا أو إمتاعا أو نفعا للناس يساوي تلك القيمة. و لا عذر لك. و لا يصح لك أن تتعلل بأن حظك من العلم قليل. فقد بدأ أديسون المخترع العظيم حياته صبيا يبيع الجرائد، ثم اخترع لنا المصباح الكهربائي و الجراموفون. كما بدأ عالم الكهرباء العظيم مايكل فاراداي حياته صبيا يعمل في محل تجليد كتب، ثم اكتشف قوانين الكهرباء التي اخترعت على أساسها جميع أجهزة اللاسلكي فيما بعد.
و اللاعب البرايزيلي بيليه جمع ثروة هائلة من مجرد إتقان الجري. و أي اجتهاد في أي شيء و لو كان اجتهادا في اللعب. لابد أن يؤتي ثمرته.
اعمل بجد في أي شيء.
و إذا لعبت فالعب بجد.
و ابدأ فورا من الآن.
لا تبرر كسلك بأن العلم في المدارس و الجامعات و أنت محروم من المدارس و الجامعات. فالعلم في الكتب و المكتبات. و هو متاح على الأرصفة أرخص من علب السجائر.
و هو في دور الكتب مجانا.
و القدرة على الابتكار موهبة أودعها الله في كل عقل. كل ما عليك أن تبدأ.
غادر مقعدك المألوف على المقهى فورا. و اكدح بذهنك و يديك في شيء. و لا تظن أن (( الألف جنيه)) قد وقعت على رأس أي واحد بمجرد التمني و بدون أن يجتهد في كسبها.
و تأكد أن تسخيرك لذكائك أسهل من تسخيرك للجن.
و ثق بأن مفعول ذكائك أقوى من مفعول السحر.
و إذا شككت في كلامي فاقرأ المقال من جديد لتعلم كيف قامت دول كبرى. و كيف صنع المصنع ما لا تصنعه قبعة الحاوي. و كيف صعد الإنسان للقمر دون بساط سليمان. و كيف أنك مهدد بأن تتحول إلى قرد إذا ظللت جالسا في جلستك اليومية على المقهى لا تجهد ذهنك في شيء. و العالم من حولك في سباق علمي رهيب يفض أسرار الذرة، و يسخر القوى النووية في صناعة الأعاجيب. فيزداد الأقوياء قوة، و يزداد الضعفاء ضعفا. إلى أن يصبح المتخلفون في مكانة القرود أو أقل من القرود.
هل تشعر بأني خدعتك.
بل لو كنت قلت غير هذا لكنت خدعتك.
صدقني.
من كتاب الشيطان يحكم
( كتب الدكتور مصطفى محمود هذا المقال عام 1986 حيث كان الألف جنيه مبلغ ضخم ). ❝