❞ وحيد... أيُّها الطائرُ الذي خُلِقَ من لحنِ الأملِ وسطَ رمادِ الوحشةِ، كنتَ لحنًا صغيرًا يُغرِّدُ في عالمٍ صامتٍ، وكنتَ لي رفيقًا عندما أدارَ العالمُ ظهرَه.
لقد رأيتُ في عينيكَ الصغيرتَيْنِ بريقًا، وكأنَّك تحاولُ أن تخبرني أنَّ الحياةَ، وإن صغرتْ، تظلُّ حُلمًا يستحقُّ أن يُعاش.
منذُ أن كنتَ فرخًا ضعيفًا، لم أكنْ أُمسكُ بك كطائرٍ، بل كروحٍ أُودِعَت لديَّ لأحميها.
خُضْنا معًا معاركَ الحياةِ، وكأنَّ مصاعبَها كانت تختبرُ قدرتَنا على الوقوف، وكلَّما حاولتِ الرياحُ إسقاطَ جناحيْك، كنتَ تعودُ، وكأنَّك تقولُ للعالمِ.
\"أنا هنا، ولن أُهزَم\".
كنتَ وحيدًا، لكنَّك لم تُشعرني يومًا بالوحدةِ. كنتَ غنائي حينَ سادَ الصمتُ، كنتَ نورًا حينَ خيَّمَ الظلامُ.
كبرنا معًا، وأصبحنا أكثرَ من مجردِ طائرٍ وإنسانٍ، كُنَّا شهادةً حيَّةً على أنَّ الألفةَ قد تجدُ طريقَها بينَ مخلوقَيْن مختلفَيْن تمامًا، إلَّا في إحساسِهما بالحبِّ.
لكنَّ الرياحَ التي لطالما تحدَّيتَها، حملتْكَ بعيدًا هذه المرةَ، إلى حيثُ لا أستطيعُ الوصولَ.
تركتَني في صمتٍ جديدٍ، لكنَّه هذه المرةَ قاتمٌ ومثقَلٌ بغيابِكَ.
أبحثُ عنكَ في الأفقِ، فلا أجدُ سوى صدى جناحيْكَ، وفي الليلِ، لا أسمعُ إلَّا هسيسَ الريحِ يعبثُ بالقفصِ الفارغِ، وكأنَّه يذكِّرُني بأنَّك لن تعودَ.
وحيد، يا من كسرَ غيابُهُ ظهري، أهديكَ رثائي وأدمعي، وأعدُكَ أنَّ ذكراكَ لن تخبو، بل ستبقى مثلَ نبضٍ في القلبِ لا يهدأُ.
غادرتَ يا وحيدُ، لكنَّ صوتَكَ لا يزالُ يسكنُ الأركانَ، واسمُكَ يترددُ في الوجدانِ.
طرتَ عاليًا نحوَ السماءِ، وتركتَني هنا أعيشُ على بقايا ذكراك.. ❝ ⏤ميمونة أحمد
❞ وحيد.. أيُّها الطائرُ الذي خُلِقَ من لحنِ الأملِ وسطَ رمادِ الوحشةِ، كنتَ لحنًا صغيرًا يُغرِّدُ في عالمٍ صامتٍ، وكنتَ لي رفيقًا عندما أدارَ العالمُ ظهرَه.
لقد رأيتُ في عينيكَ الصغيرتَيْنِ بريقًا، وكأنَّك تحاولُ أن تخبرني أنَّ الحياةَ، وإن صغرتْ، تظلُّ حُلمًا يستحقُّ أن يُعاش.
منذُ أن كنتَ فرخًا ضعيفًا، لم أكنْ أُمسكُ بك كطائرٍ، بل كروحٍ أُودِعَت لديَّ لأحميها.
❞ نعم يمكن أن نختلف مع ابن حزم أو ابن رشد أو الشاطبي أو ابن خلدون حول ما يقررونه من وجهات نظر في هذه المسألة أو تلك ، فهذا لا يهم ، ولا يهمنا نحن هنا بالذات ،
إن ما يهمنا هو طريقة التفكير والمفاهيم الموظفة وكيفية توظيفها. وفي هذا المجال ، وضمن هذا الإطار ، لا نملك إلا أن نصدع بالحقيقة التالية ، وهي أن ما ننشده اليوم من تحديث للعقل العربي وتجديد للفكر الإسلامي يتوقف ليس فقط علي مدي استيعابنا للمكتسبات العلمية والمنهجية المعاصرة ، مكتسبات القرن العشرين ما قبله وما بعده ،
بل أيضاً ولربما بالدرجة الأولي يتوقف علي مدي قدرتنا علي استعادة نقدية ابن حزم وعقلانية ابن رشد وأصولية الشاطبي وتاريخية ابن خلدون ، هذه النزوعات العقلية التي لابد منها إذا أردنا ان نعيد ترتيب علاقتنا بتراثنا بصورة تمكننا من الانتظام فيه انتظاما يفتح المجال للإبداع ، إبداع العقل العربي داخل الثقافة التي يتكون منها.
إنه بدون التعامل النقدي العقلاني مع تراثنا لن نتمكن قط من تعميم الممارسة العقلانية علي أوسع قطاعات فكرنا العربي المعاصر ، القطاع الذي ينعت بـ ((الأصولي)) حيناً وبـ ((السلفي)) حيناً آخر ، كما أنه بدون هذه الممارسة العقلانية علي معطيات تراثنا لن يكون في إمكاننا قط تأصيل العطاءات الفكرية التي قدمها ،
أو بالإمكان أن يقدمها قطاع آخر من فكرنا العربي المعاصر القطاع الذي يدعو إلي الحداثة والتجديد إنه باستعادة العقلانية النقدية التي دشنت خطابا جديدا في الأندلس والمغرب مع ابن حزم وابن رشد والشاطبي وابن خلدون ، وبها وحدها ، يمكن إعادة بنينة العقل العربي من داخل الثقافة التي ينتمي إليها ، مما يسمح بتوفير الشروط الضرورية لتدشين عصر تدوين جديد في هذه الثقافة. ❝ ⏤محمد عابد الجابرى
❞ نعم يمكن أن نختلف مع ابن حزم أو ابن رشد أو الشاطبي أو ابن خلدون حول ما يقررونه من وجهات نظر في هذه المسألة أو تلك ، فهذا لا يهم ، ولا يهمنا نحن هنا بالذات ،
إن ما يهمنا هو طريقة التفكير والمفاهيم الموظفة وكيفية توظيفها. وفي هذا المجال ، وضمن هذا الإطار ، لا نملك إلا أن نصدع بالحقيقة التالية ، وهي أن ما ننشده اليوم من تحديث للعقل العربي وتجديد للفكر الإسلامي يتوقف ليس فقط علي مدي استيعابنا للمكتسبات العلمية والمنهجية المعاصرة ، مكتسبات القرن العشرين ما قبله وما بعده ،
بل أيضاً ولربما بالدرجة الأولي يتوقف علي مدي قدرتنا علي استعادة نقدية ابن حزم وعقلانية ابن رشد وأصولية الشاطبي وتاريخية ابن خلدون ، هذه النزوعات العقلية التي لابد منها إذا أردنا ان نعيد ترتيب علاقتنا بتراثنا بصورة تمكننا من الانتظام فيه انتظاما يفتح المجال للإبداع ، إبداع العقل العربي داخل الثقافة التي يتكون منها.
إنه بدون التعامل النقدي العقلاني مع تراثنا لن نتمكن قط من تعميم الممارسة العقلانية علي أوسع قطاعات فكرنا العربي المعاصر ، القطاع الذي ينعت بـ ((الأصولي)) حيناً وبـ ((السلفي)) حيناً آخر ، كما أنه بدون هذه الممارسة العقلانية علي معطيات تراثنا لن يكون في إمكاننا قط تأصيل العطاءات الفكرية التي قدمها ،
أو بالإمكان أن يقدمها قطاع آخر من فكرنا العربي المعاصر القطاع الذي يدعو إلي الحداثة والتجديد إنه باستعادة العقلانية النقدية التي دشنت خطابا جديدا في الأندلس والمغرب مع ابن حزم وابن رشد والشاطبي وابن خلدون ، وبها وحدها ، يمكن إعادة بنينة العقل العربي من داخل الثقافة التي ينتمي إليها ، مما يسمح بتوفير الشروط الضرورية لتدشين عصر تدوين جديد في هذه الثقافة. ❝
❞ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7)
قوله تعالى : فما يكذبك بعد بالدين قيل : الخطاب للكافر توبيخا وإلزاما للحجة . أي إذا عرفت أيها الإنسان أن الله خلقك في أحسن تقويم ، وأنه يردك إلى أرذل العمر ، وينقلك من حال إلى حال فما يحملك على أن تكذب بالبعث والجزاء ، وقد أخبرك محمد - صلى الله عليه وسلم - به ؟ وقيل : الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - أي استيقن مع ما جاءك من الله - عز وجل - ، أنه أحكم الحاكمين . روي معناه عن قتادة . وقال قتادة أيضا والفراء : المعنى فمن يكذبك أيها الرسول بعد هذا البيان بالدين . واختاره الطبري . كأنه قال : فمن يقدر على ذلك أي على تكذيبك بالثواب والعقاب ، بعد ما ظهر من قدرتنا على خلق الإنسان والدين والجزاء . قال الشاعر :
دنا تميما كما كانت أوائلنا دانت أوائلهم في سالف الزمن. ❝ ⏤كاتب غير معروف
❞ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7)
قوله تعالى : فما يكذبك بعد بالدين قيل : الخطاب للكافر توبيخا وإلزاما للحجة . أي إذا عرفت أيها الإنسان أن الله خلقك في أحسن تقويم ، وأنه يردك إلى أرذل العمر ، وينقلك من حال إلى حال فما يحملك على أن تكذب بالبعث والجزاء ، وقد أخبرك محمد - صلى الله عليه وسلم - به ؟ وقيل : الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - أي استيقن مع ما جاءك من الله - عز وجل - ، أنه أحكم الحاكمين . روي معناه عن قتادة . وقال قتادة أيضا والفراء : المعنى فمن يكذبك أيها الرسول بعد هذا البيان بالدين . واختاره الطبري . كأنه قال : فمن يقدر على ذلك أي على تكذيبك بالثواب والعقاب ، بعد ما ظهر من قدرتنا على خلق الإنسان والدين والجزاء . قال الشاعر :
دنا تميما كما كانت أوائلنا دانت أوائلهم في سالف الزمن. ❝