❞ \"الحلم المتجدد \"
سلمي: يا ماما انا خايفة اوي بيقولوا بعد قليل هيعلنوا النتيجة.
ام سلمي: خير يا حبيبتي كل اللي ربنا يعمله خير ان شاءلله.
سلمي: يارب يا ماما.
وبعد فترة من الوقت ظهرت النتيجة...
سلمي: ماما النتيجة ظهرت بس الموقع تقيل اوي انا هكلم بابا يشوفهالي هو.
واخذت الهاتف لتتحدث مع والدها..
سلمي: الو اي يابابا النتيجة ظهرت بس الموقع تقيل ممكن تشوفهالي انت كمان.
الاب: حاضر يا حبيبتي متقلقيش ان شاءلله دكتورة.
سلمي: يارب يا بابا.
وبعد فترة من الوقت هاتفها اعلن المتصل والدها.
سلمي: هااا عملت اي يا بابا.
الاب بحزن: الحمد لله يا حبيبتي انتي نجحتي.
سلمي: يابابا مالك متقلقنيش جابت كام انا.
الاب: جابتي 65٪
سلمي: ايييييي ازاي ده والله مقفلة المواد وبدات في البكاء بشدة.
الام اخذت الهاتف منها...
الام: متزعلش يا ابو سلمي ده خير ربنا.
الاب: انا مش زعلان هي صعبانة عليا بس.
الام: الحمد لله انا هروح اشوفها.
واغلقت الهاتف مع والد سلمي.
الام: متعيطيش يا حبيبتي والله ده خير كدة.
سلمي: يا ماما ازاي بس انا تعبت السنة دي جامد اوي والله زاكرت كتير وحليت كويس.
الام بدموع: وده اللي ربنا اختاره لينا نعترض بقاا.
سلمي: مش هعترض وراضية بقضاءه بس بجد تعبت اوي.... وظلت تبكي بشدة وبعد فترة من الوقت الام ظلت تتحدث معها... وهدات سلمي.
سلمي: انا هقوم اصلي ركعتين شكر لله.
الام: جدعة يلا ربنا يتقبل منك يا حبيبتي.
واادت سلمي صلاتها واثناء الصلاة ظلت تبكي وتتحدث مع الله كثيرا...
وبعد تلات اسابيع... كانت سلمي تكتب الرغبات المتاحة لها.
سلمي: يا الله يعني مافيش متاح غير كلية اداب وحقوق ومعاهد بس اي مافيش اي كلية تنفعني طيب.
الام: يا حبيبتي انتي شاطورة وربنا هيكرمك في اي كلية اختاري وتوكلي علي الله.
الاب: اختاري اداب في الاول كلية كويسة جدا وواثق انك هتبقي حاجة فيها.
سلمي: حاضر..
وكتبت سلمي ارغبات المتاحة... وبعد فترة من الوقت ظهرت نتيجة التنسيق للدخول للكلية.
سلمي: بابا اصحا اصحا النتيجة ظهرت.
الاب: اي جالك اي.
سلمي: جالي اداب وان شاءلله هختار جغرافيا وابقا مهندسة مساحة.
الاب: ان شاءلله يا حبيبتي الف مبروك.
الام: الف مبروك يا حبيبت قلبي.
وبعد فترة من الوقت قامت سلمي بتجهيز الاوراق وذهبت الي الجامعة وقامت بتقديم اوراقها وبالفعل قدمت....
سلمي: طب حضرتك انا عاوزة اختار قسم جغرافيا.
المسئول: حضرتك متاح ليكي الاقسام دي بس (لغة عربية-تاريخ-علم نفس-فلسفة)
سلمي: يا الله بجد تعبت، خلاص مش فارقة هختار علم نفس.
وعادت سلمي الي البيت.
الام: عملتي اي طمينيني.
سلمي ب حزن: اختارت علم نفس.
الام: الحمد لله يا حبيبتي احمدي ربك.
سلمي: الحمد لله على كل شيء.
وبعد فترة من الوقت كانت سلمي تذهب للجامعة بدون اي شغف وكانت تري ان المواد صعبة جدا عليها وفي يوم...قابلت احد الدكاترة في القسم وتحدثت معه.
الدكتور: مالك يا سلمي.
سلمي: مش حابة الكلية ولا القسم يا دكتور كان نفسي ابقا دكتورة.
الدكتور: طب مانتي ممكن تكوني دكتورة من القسم ده اشتغلي علي نفسك واعملي دراسات عليا وظبطي دنيتك وانتي تبقي دكتورة نفسانية.
سلمي: بجد طب اعمل.
الدكتور: هقولك كل حاجه.........................
سلمي: شكرا جدا لحضرتك انا هعمل كل اللي قولتلي عليه.
وبعد فترة كبيرة انتهت سلمي من فترة دراستها وبالفعل كانت بتحصل علي تقديرات عليا وقامت بعمل الدراسات العليا وربنا كرمها وبقت دكتورة رسمي...
سلمي: بابا بنتك بقت دكتورة رسمي نظمي.
الاب والام: مش قولنالك ربنا مبيعملش حاجة وحشة ابدا واختارلك الخير يا اجمل دكتورة في دنيتنا..
سلمي: الحمد لله رضيت بقضاءه ف ارضاني......
وهانحن ايها القاريء ارضي بقضاء الله وسوف يرضيك ويرضي قلبك.... ♥️
گ/ولاء وسام. ❝ ⏤Walaa Wesam
❞ ˝الحلم المتجدد ˝
سلمي: يا ماما انا خايفة اوي بيقولوا بعد قليل هيعلنوا النتيجة.
ام سلمي: خير يا حبيبتي كل اللي ربنا يعمله خير ان شاءلله.
سلمي: يارب يا ماما.
وبعد فترة من الوقت ظهرت النتيجة..
سلمي: ماما النتيجة ظهرت بس الموقع تقيل اوي انا هكلم بابا يشوفهالي هو.
واخذت الهاتف لتتحدث مع والدها.
سلمي: الو اي يابابا النتيجة ظهرت بس الموقع تقيل ممكن تشوفهالي انت كمان.
الاب: حاضر يا حبيبتي متقلقيش ان شاءلله دكتورة.
سلمي: يارب يا بابا.
وبعد فترة من الوقت هاتفها اعلن المتصل والدها.
سلمي: هااا عملت اي يا بابا.
الاب بحزن: الحمد لله يا حبيبتي انتي نجحتي.
سلمي: يابابا مالك متقلقنيش جابت كام انا.
الاب: جابتي 65٪
سلمي: ايييييي ازاي ده والله مقفلة المواد وبدات في البكاء بشدة.
الام اخذت الهاتف منها..
الام: متزعلش يا ابو سلمي ده خير ربنا.
الاب: انا مش زعلان هي صعبانة عليا بس.
الام: الحمد لله انا هروح اشوفها.
واغلقت الهاتف مع والد سلمي.
الام: متعيطيش يا حبيبتي والله ده خير كدة.
سلمي: يا ماما ازاي بس انا تعبت السنة دي جامد اوي والله زاكرت كتير وحليت كويس.
الام بدموع: وده اللي ربنا اختاره لينا نعترض بقاا.
سلمي: مش هعترض وراضية بقضاءه بس بجد تعبت اوي.. وظلت تبكي بشدة وبعد فترة من الوقت الام ظلت تتحدث معها.. وهدات سلمي.
سلمي: انا هقوم اصلي ركعتين شكر لله.
الام: جدعة يلا ربنا يتقبل منك يا حبيبتي.
واادت سلمي صلاتها واثناء الصلاة ظلت تبكي وتتحدث مع الله كثيرا..
وبعد تلات اسابيع.. كانت سلمي تكتب الرغبات المتاحة لها.
سلمي: يا الله يعني مافيش متاح غير كلية اداب وحقوق ومعاهد بس اي مافيش اي كلية تنفعني طيب.
الام: يا حبيبتي انتي شاطورة وربنا هيكرمك في اي كلية اختاري وتوكلي علي الله.
الاب: اختاري اداب في الاول كلية كويسة جدا وواثق انك هتبقي حاجة فيها.
سلمي: حاضر.
وكتبت سلمي ارغبات المتاحة.. وبعد فترة من الوقت ظهرت نتيجة التنسيق للدخول للكلية.
سلمي: بابا اصحا اصحا النتيجة ظهرت.
الاب: اي جالك اي.
سلمي: جالي اداب وان شاءلله هختار جغرافيا وابقا مهندسة مساحة.
الاب: ان شاءلله يا حبيبتي الف مبروك.
الام: الف مبروك يا حبيبت قلبي.
وبعد فترة من الوقت قامت سلمي بتجهيز الاوراق وذهبت الي الجامعة وقامت بتقديم اوراقها وبالفعل قدمت..
سلمي: طب حضرتك انا عاوزة اختار قسم جغرافيا.
المسئول: حضرتك متاح ليكي الاقسام دي بس (لغة عربية-تاريخ-علم نفس-فلسفة)
سلمي: يا الله بجد تعبت، خلاص مش فارقة هختار علم نفس.
وعادت سلمي الي البيت.
الام: عملتي اي طمينيني.
سلمي ب حزن: اختارت علم نفس.
الام: الحمد لله يا حبيبتي احمدي ربك.
سلمي: الحمد لله على كل شيء.
وبعد فترة من الوقت كانت سلمي تذهب للجامعة بدون اي شغف وكانت تري ان المواد صعبة جدا عليها وفي يوم..قابلت احد الدكاترة في القسم وتحدثت معه.
الدكتور: مالك يا سلمي.
سلمي: مش حابة الكلية ولا القسم يا دكتور كان نفسي ابقا دكتورة.
الدكتور: طب مانتي ممكن تكوني دكتورة من القسم ده اشتغلي علي نفسك واعملي دراسات عليا وظبطي دنيتك وانتي تبقي دكتورة نفسانية.
سلمي: بجد طب اعمل.
الدكتور: هقولك كل حاجه.............
سلمي: شكرا جدا لحضرتك انا هعمل كل اللي قولتلي عليه.
وبعد فترة كبيرة انتهت سلمي من فترة دراستها وبالفعل كانت بتحصل علي تقديرات عليا وقامت بعمل الدراسات العليا وربنا كرمها وبقت دكتورة رسمي..
سلمي: بابا بنتك بقت دكتورة رسمي نظمي.
الاب والام: مش قولنالك ربنا مبيعملش حاجة وحشة ابدا واختارلك الخير يا اجمل دكتورة في دنيتنا.
سلمي: الحمد لله رضيت بقضاءه ف ارضاني...
❞ ١٩٨٠م..
توقفت تلك السيارة الفارهة بيضاء اللون أمام هذا المبنى القديم المكون من طابق واحد، الكائن بمنطقة (كوم الدكة) بالإسكندرية.
فُتح باب السيارة ليخرج منها هذا الشاب اليافع ذو الشارب المنمق والعينين العسليتين، صاحب الجسد المتناسق والشعر الناعم..
كان يرتدي بذلة باهظة الثمن تشير إلى ثراءه، انحنى ليلتقط حقيبته الجلدية القيمة المربعة الشكل ذات اليد العليا، من داخل السيارة، وعندما أخذها أغلق سيارته على الفور تاركًا حقائب ملابسه بداخلها، ووقف للحظة يضبط من هندامه، ثم استدار ليواجه المنزل الذي جاء إليه بالخصوص من (فرنسا)، حيث كان يعيش هناك مع والده ووالدته منذ عشرون عامًا قبل أن يتوفاهما الله قبل عامين واحدًا تلو الآخر في وقت قصيرًا جدًا.
كان صاحب الخامسة وثلاثون عامًا يستمع إلى أساطير كثيرة منذ صغره عن ذلك المنزل الذي يملكه (جده) لأبيه، وازدادت الأساطير عنه عندما غادرا والديه (مصر) مصطحبان إياه معهما وهو في سن الخامسة عشر..
كانا يتلقيان الأخبار الكثيرة عما يحدث عبر (التلغرافات) التي كانت تصلهما، ودومًا تقص الأم على ولدها ما يصلها من باب الترفيه، وأيضًا لأنها تعلم جيدًا أنه يعشق ذلك النوع من الحكايات، وكثرت الروايات وازداد الأمر بعد وفاة (الجد) منذ خمس سنوات.
ها هو الحفيد يقف الآن أمام المنزل ويتأمله، بعدما قرر العودة لمصر من أجله، وحتى يعرف سره.
أخذ نفسًا عميقًا إلى رئتيه، ثم تقدم خطوتان ليقترب من الرتاج الحديدي المغلق، ترك حقيبته بجواره على الأرض، ثم أخرج من جيبه نسخة المفاتيح الخاصة بالمنزل التي كان يمتلكها والده، وقبل أن يتقدم ليفتح الباب، سمع صوتًا جهوريًا من خلفه يبدو أنه يحادثه:
- إيه يا افندي أنت.. عاوز مين هنا؟
التفت له بترقب، وعندما تأكد أنه يحادثه، رد بصوت هادئ تظهر فيه الجدية:
- أي خدمة؟
نظر له الرجل بتعجب على ثقته، وعلى مظهره أيضًا، ثم تكلم ثانية بصوت أهدأ مما قبله:
- ما فيش حد في البيت ده.
ابتسم (جابر) وأجابه:
- ده منزل جدي.
- أنت حفيد (مسعد) الملعون؟
قالها الرجل بدهشة، فاتسعت عيني جابر في غضب، وهو يصخب به قائلًا:
- أنت بتقول إيه؟!
تنحنح الرجل وهو يرجع خطوتان للخلف، ويقول:
- مش القصد الغلط نفسه.. بس البيت ده مسكون، وجدك كان غاوي لعب مع العفاريت والجن والعياذ بالله.. البيت مش حلو للسكن ابعد عنه لاجل نفسك وعيالك.
ضحك (جابر) وهو يرد:
- أنا لا متجوز، ولا عندي أطفال، وأرجو منك عدم التدخل مرة تانية.
اصطدمت كلمات (جابر) بوجه ذلك الرجل، فالتف في صمت، وابتعد عنه دون تعليق وهو يتمتم بكلمات اعتراض بداخله حتى غادر المكان.
ارتسمت ابتسامة مستنكرة على وجه جابر، ثم اتجه نحو الباب مرة أخرى، وشرع في فتحه، ولكنه لم يفتح بسهولة، استمر في المحاولة كثيرًا حتى فُتح بأعجوبة، دفعه بجهد فتطايرت الأتربة والغبار حوله مما جعله يسعل بقوة ويتراجع للخلف خطوات، ثم حمل حقيبته الصغيرة بعدما هدأت الأتربة بعض الشيء، دلف إلى المنزل وأغلق الباب خلفه مجددًا بهدوء حتى لا يحدث ما حدث من دقائق.
وقف أمام ذلك الدرج الواسع المغطى بطبقة سميكة من الأتربة، وقد طغى عليه القِدم، ورسمت ملامح مرور الزمن عليه، وعلى الجدران التي تحيط به.. ظل يجول بعينيه يمينًا ويسارًا، يتفحص جميع الأركان، قبل أن يصعد الدرج بخطوات بطيئة.
وقف أمام باب الشقة العملاق وهو يحملق به.. لحظات، ثم قام بإزاحة بعض الأتربة بيديه من فوق الباب التي تبدو أنها تخبئ شيء ما خلفها.
اتسعت عيناه بعدم فهم عندما قرأ تلك العبارة التي ظهرت بوضوح عند إزاحة الغبار من فوقها.
˝أنت جئت إلى هنا بإرادتك، ولن تخرج إلا بإرادتي˝.
* * * *
وقف في منتصف الصالة بعدما دخل الشقة بعد أكثر من عشرون دقيقة من التفكير والتردد.
يتأمل أبواب أربعة غرف تتراص بجوار بعضهما على يمين الصالة في مواجهة باب الشقة، وممر بجوار باب الشقة.. تفحص بعينيه الأثاث التراثي المبعثر هنا وهناك وفي نفسه حيرة في قرار يود أن يأخذه ˝يغادر˝ أم ˝يفعل من المنزل سكن يصلح للإقامة˝؟
سار بخطى وئيدة نحو الممر الذي ينتهي بشرفة كبيرة، دخله بعد أن تحسس بعينه تفاصيله.. تحرك بين غرفتين يقعان على الجانب الأيسر، وعلى الجانب الأيمن بابين مختلفين، أحدهما خشبي ويبدو إنه باب لمطبخ، والآخر من المؤكد أنه مرحاض.
وصل لنهاية الممر، قام بفتح النافذة فتطاير الغبار عليه، رجع إلى الخلف مسرعًا وهو يزفر بضيق وينظف ملبسه من الأتربة التي غطته، وقبل أن يلتف ليخرج من الممر لاحظ شيءً غريبًا على الحائط بين الغرفتين، اقترب هو وفضوله منه ليجده نقش في الحائط ولكنها كلمات بالعربية واضحة، دقق بها لحظات قبل أن ينطقها بصوت مسموع دون فهم:
- ˝قرابين الطاعة˝!
* * * *
˝وابتدأت الرسائل الواجب تنفيذها، وإلا حلت عليّ اللعنة.. لم تكن مجرد رسائل، بل هي أوامر، ولم تكن الأوامر مجرد أمر من الممكن إخلافه، بل كانت هي القرابين، والتنفيذ كان حتمي لا مفر..
ظللت أتبع الرسائل والمطالب وأقدم القرابين، حتى قدمت نفسي قربانً˝.
* * * *
١٩٨٥م..
- أنت قررت أن تُكمل المسيرة، فلا داعي من الهرب.
صمت ذلك الصوت لحظات، ثم عاد ضاحكًا:..
#بسمة_ممدوح
#كاتبة_الغموض
#السر
#قصة_قصيرة. ❝ ⏤بسمة ممدوح
❞ ١٩٨٠م.
توقفت تلك السيارة الفارهة بيضاء اللون أمام هذا المبنى القديم المكون من طابق واحد، الكائن بمنطقة (كوم الدكة) بالإسكندرية.
فُتح باب السيارة ليخرج منها هذا الشاب اليافع ذو الشارب المنمق والعينين العسليتين، صاحب الجسد المتناسق والشعر الناعم.
كان يرتدي بذلة باهظة الثمن تشير إلى ثراءه، انحنى ليلتقط حقيبته الجلدية القيمة المربعة الشكل ذات اليد العليا، من داخل السيارة، وعندما أخذها أغلق سيارته على الفور تاركًا حقائب ملابسه بداخلها، ووقف للحظة يضبط من هندامه، ثم استدار ليواجه المنزل الذي جاء إليه بالخصوص من (فرنسا)، حيث كان يعيش هناك مع والده ووالدته منذ عشرون عامًا قبل أن يتوفاهما الله قبل عامين واحدًا تلو الآخر في وقت قصيرًا جدًا.
كان صاحب الخامسة وثلاثون عامًا يستمع إلى أساطير كثيرة منذ صغره عن ذلك المنزل الذي يملكه (جده) لأبيه، وازدادت الأساطير عنه عندما غادرا والديه (مصر) مصطحبان إياه معهما وهو في سن الخامسة عشر.
كانا يتلقيان الأخبار الكثيرة عما يحدث عبر (التلغرافات) التي كانت تصلهما، ودومًا تقص الأم على ولدها ما يصلها من باب الترفيه، وأيضًا لأنها تعلم جيدًا أنه يعشق ذلك النوع من الحكايات، وكثرت الروايات وازداد الأمر بعد وفاة (الجد) منذ خمس سنوات.
ها هو الحفيد يقف الآن أمام المنزل ويتأمله، بعدما قرر العودة لمصر من أجله، وحتى يعرف سره.
أخذ نفسًا عميقًا إلى رئتيه، ثم تقدم خطوتان ليقترب من الرتاج الحديدي المغلق، ترك حقيبته بجواره على الأرض، ثم أخرج من جيبه نسخة المفاتيح الخاصة بالمنزل التي كان يمتلكها والده، وقبل أن يتقدم ليفتح الباب، سمع صوتًا جهوريًا من خلفه يبدو أنه يحادثه:
- إيه يا افندي أنت. عاوز مين هنا؟
التفت له بترقب، وعندما تأكد أنه يحادثه، رد بصوت هادئ تظهر فيه الجدية:
- أي خدمة؟
نظر له الرجل بتعجب على ثقته، وعلى مظهره أيضًا، ثم تكلم ثانية بصوت أهدأ مما قبله:
- ما فيش حد في البيت ده.
ابتسم (جابر) وأجابه:
- ده منزل جدي.
- أنت حفيد (مسعد) الملعون؟
قالها الرجل بدهشة، فاتسعت عيني جابر في غضب، وهو يصخب به قائلًا:
- أنت بتقول إيه؟!
تنحنح الرجل وهو يرجع خطوتان للخلف، ويقول:
- مش القصد الغلط نفسه. بس البيت ده مسكون، وجدك كان غاوي لعب مع العفاريت والجن والعياذ بالله. البيت مش حلو للسكن ابعد عنه لاجل نفسك وعيالك.
ضحك (جابر) وهو يرد:
- أنا لا متجوز، ولا عندي أطفال، وأرجو منك عدم التدخل مرة تانية.
اصطدمت كلمات (جابر) بوجه ذلك الرجل، فالتف في صمت، وابتعد عنه دون تعليق وهو يتمتم بكلمات اعتراض بداخله حتى غادر المكان.
ارتسمت ابتسامة مستنكرة على وجه جابر، ثم اتجه نحو الباب مرة أخرى، وشرع في فتحه، ولكنه لم يفتح بسهولة، استمر في المحاولة كثيرًا حتى فُتح بأعجوبة، دفعه بجهد فتطايرت الأتربة والغبار حوله مما جعله يسعل بقوة ويتراجع للخلف خطوات، ثم حمل حقيبته الصغيرة بعدما هدأت الأتربة بعض الشيء، دلف إلى المنزل وأغلق الباب خلفه مجددًا بهدوء حتى لا يحدث ما حدث من دقائق.
وقف أمام ذلك الدرج الواسع المغطى بطبقة سميكة من الأتربة، وقد طغى عليه القِدم، ورسمت ملامح مرور الزمن عليه، وعلى الجدران التي تحيط به. ظل يجول بعينيه يمينًا ويسارًا، يتفحص جميع الأركان، قبل أن يصعد الدرج بخطوات بطيئة.
وقف أمام باب الشقة العملاق وهو يحملق به. لحظات، ثم قام بإزاحة بعض الأتربة بيديه من فوق الباب التي تبدو أنها تخبئ شيء ما خلفها.
اتسعت عيناه بعدم فهم عندما قرأ تلك العبارة التي ظهرت بوضوح عند إزاحة الغبار من فوقها.
˝أنت جئت إلى هنا بإرادتك، ولن تخرج إلا بإرادتي˝.
**** وقف في منتصف الصالة بعدما دخل الشقة بعد أكثر من عشرون دقيقة من التفكير والتردد.
يتأمل أبواب أربعة غرف تتراص بجوار بعضهما على يمين الصالة في مواجهة باب الشقة، وممر بجوار باب الشقة. تفحص بعينيه الأثاث التراثي المبعثر هنا وهناك وفي نفسه حيرة في قرار يود أن يأخذه ˝يغادر˝ أم ˝يفعل من المنزل سكن يصلح للإقامة˝؟
سار بخطى وئيدة نحو الممر الذي ينتهي بشرفة كبيرة، دخله بعد أن تحسس بعينه تفاصيله. تحرك بين غرفتين يقعان على الجانب الأيسر، وعلى الجانب الأيمن بابين مختلفين، أحدهما خشبي ويبدو إنه باب لمطبخ، والآخر من المؤكد أنه مرحاض.
وصل لنهاية الممر، قام بفتح النافذة فتطاير الغبار عليه، رجع إلى الخلف مسرعًا وهو يزفر بضيق وينظف ملبسه من الأتربة التي غطته، وقبل أن يلتف ليخرج من الممر لاحظ شيءً غريبًا على الحائط بين الغرفتين، اقترب هو وفضوله منه ليجده نقش في الحائط ولكنها كلمات بالعربية واضحة، دقق بها لحظات قبل أن ينطقها بصوت مسموع دون فهم:
- ˝قرابين الطاعة˝!
**** ˝وابتدأت الرسائل الواجب تنفيذها، وإلا حلت عليّ اللعنة. لم تكن مجرد رسائل، بل هي أوامر، ولم تكن الأوامر مجرد أمر من الممكن إخلافه، بل كانت هي القرابين، والتنفيذ كان حتمي لا مفر.
ظللت أتبع الرسائل والمطالب وأقدم القرابين، حتى قدمت نفسي قربانً˝.
**** ١٩٨٥م.
❞ متعة العمل :
احتسيت قدح القهوة الذي يُعدِّل من مزاجيتي بعض الشيء في الصباح الباكر ثم ذهبت إلى عملي الذي يقع مقره في الشارع الخلفي لمَسكني ، كنت أعلم أنه يومٌ شاق فقد استَلمتُ بعض القضايا التي تستلزم التركيز في اليوم السابق لذا أجَّلتها لهذا اليوم حتى أكون في أوج تركيزي وقت الظهيرة وأستكمل العمل بكل جدٍ ونشاط دون أنْ يحدث أي خلل ، فتحت المذكرات وبدأت أُدوِّن بعض الملاحظات التي تُمكِّنني من حل القضية أو الوصول لمفتاح الحل على أقل حال ، بدأت أُفكِّر برَوية كيف يمكن مساعدة هذا الشخص وإخراجه من مأزقه ، بل كيف يمكن الوصول لثغرة الموضوع منذ أول وهلة ؟ ، لم آخذ وقتاً طويلاً حتى وجدت الحل ينبثق بذهني من خلال فكرة راودتني منذ الصباح الباكر بل منذ أمس حينما تلقَّيت هذا الملف الذي لفت انتباهي فقلَّبت بين صفحاته في عُجالة قبل أنْ أغادر المكتب وقد وضعت في خُطتي أنْ أبدأ به في اليوم التالي وها قد حدث ، لم تكن تلك المهنة هينةً أو سهلةً على الإطلاق ولكني اخترتها بمَحض إرادتي ولم تُجبرني عليها الظروف مُطلقاً لذا أبذل فيها قَصارى جهدي دون الشعور بأي تعب مُضنٍ أو إجهاد بل أنتظر النتيجة بلهفة المشتاق الذي ينتظر عودة محبوبه بعد طول غياب ، وبعدما انتهيت من وضع الخطوط النهائية للقضية أَغلقت الدفتر وغادرت في هدوء دون أنْ أُزعِج أحداً من زملائي كما اعتدت وكنت في قمة سعادتي بعدما توصَّلت لحل تلك القضية التي أثارتني منذ وضعت أوراقها على مكتبي المُبجَّل ، أَجلْ إنِّ الوقت الذي يمضي في أداء ما نُحِب لا نشعر به بتاتاً ولا نشعر بالإرهاق حِياله إنما تنتابنا المتعة فحَسب ولا نوِدَّه أنْ يمضي سريعاً كما هو الحال دوماً ...
#خلود_أيمن #قصة_قصيرة #متعة_العمل .. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ متعة العمل :
احتسيت قدح القهوة الذي يُعدِّل من مزاجيتي بعض الشيء في الصباح الباكر ثم ذهبت إلى عملي الذي يقع مقره في الشارع الخلفي لمَسكني ، كنت أعلم أنه يومٌ شاق فقد استَلمتُ بعض القضايا التي تستلزم التركيز في اليوم السابق لذا أجَّلتها لهذا اليوم حتى أكون في أوج تركيزي وقت الظهيرة وأستكمل العمل بكل جدٍ ونشاط دون أنْ يحدث أي خلل ، فتحت المذكرات وبدأت أُدوِّن بعض الملاحظات التي تُمكِّنني من حل القضية أو الوصول لمفتاح الحل على أقل حال ، بدأت أُفكِّر برَوية كيف يمكن مساعدة هذا الشخص وإخراجه من مأزقه ، بل كيف يمكن الوصول لثغرة الموضوع منذ أول وهلة ؟ ، لم آخذ وقتاً طويلاً حتى وجدت الحل ينبثق بذهني من خلال فكرة راودتني منذ الصباح الباكر بل منذ أمس حينما تلقَّيت هذا الملف الذي لفت انتباهي فقلَّبت بين صفحاته في عُجالة قبل أنْ أغادر المكتب وقد وضعت في خُطتي أنْ أبدأ به في اليوم التالي وها قد حدث ، لم تكن تلك المهنة هينةً أو سهلةً على الإطلاق ولكني اخترتها بمَحض إرادتي ولم تُجبرني عليها الظروف مُطلقاً لذا أبذل فيها قَصارى جهدي دون الشعور بأي تعب مُضنٍ أو إجهاد بل أنتظر النتيجة بلهفة المشتاق الذي ينتظر عودة محبوبه بعد طول غياب ، وبعدما انتهيت من وضع الخطوط النهائية للقضية أَغلقت الدفتر وغادرت في هدوء دون أنْ أُزعِج أحداً من زملائي كما اعتدت وكنت في قمة سعادتي بعدما توصَّلت لحل تلك القضية التي أثارتني منذ وضعت أوراقها على مكتبي المُبجَّل ، أَجلْ إنِّ الوقت الذي يمضي في أداء ما نُحِب لا نشعر به بتاتاً ولا نشعر بالإرهاق حِياله إنما تنتابنا المتعة فحَسب ولا نوِدَّه أنْ يمضي سريعاً كما هو الحال دوماً ..
#خلود_أيمن#قصة_قصيرة#متعة_العمل. ❝
❞ مهارة التسويق :
كنت أعمل كمندوبة مبيعات رغم أنها مهنةٌ شاقة ومُجهِدة إلا أنني أعشقها وأمارسها بكل حب وشغف ما بين انتقال بين طبيب وآخر حتى أتمكن من التسويق لتلك العقاقير التي أحاول عمل الدعاية اللازمة لها وبين اكتساب المزيد من الخبرة بالتعامل المباشر مع بني البشر ، فقد زاد حبي لها بممارستي لها على مدار خمس سنوات وما زلت بحاجة لخوض المزيد من التجارب من خلالها حتى أتمكن من الوصول لمكانة مرموقة والارتقاء شيئاً فشيئاً في ذلك المجال حتى أصبح رائدةً فيه ، أُقدِّم المزيد من المشاريع والمخاطبات للبعض لمساعدتهم على مزاولة تلك المهنة بمزيد من التَمرُّس والمهارة والبراعة من خلال اتباع بعض الخُطى البسيطة ، فدوماً ما تزداد تطلعاتي وطموحاتي بها وسأظل أعمل بكدٍ وجدٍ حتى أصبح قادرة على تدريس تلك المهنة من خلال محاضرات ومناوشات مع بعض الشباب تُمكِّنهم من طرح مقترحاتهم للبحث عن طرق أكثر فاعليةً تساهم في إتمام عملية البيع بشكل أسرع دون أي رياء أو غش أو تدليس مع إظهار كل المميزات التي تتسم بها تلك المعروضات أياً كان نوعها فهي غير مُقتَصرة على مجال الطب والعقاقير فحَسب ولكنها تشمل جميع السلع التي نرغب في بيعها وعرضها بشكل لائق حتى نجذب أكبر عدد من العملاء الذين يُقبِلون عليها بشراهة وقتما يجدون مميزات عديدة بها وكذلك لانخفاض أسعارها وكونها مناسبةً لدخولهم ، معقولةً في حد التداول ، بحيث نُحقِّق المكسب المطلوب دون خسارة أو إتيان على العملاء أيضاً بفرض مبالغ باهظة على تلك السلع الاستهلاكية التي يرغب الجميع في اقتنائها ، فمِن حق كل الطبقات أنْ تحظى بأي من تلك السلع التي يرغبون في الحصول عليها دون حَجْبِها عنهم بسبب الارتفاع المبالغ في أسعارها في بعض الأوقات ، فعلينا أنْ نلاحظ تلك النقطة ونضعها بعين الاعتبار وقت القيام بعملية التسويق والترويج للمعروضات وإلا فلن يكون الإقبال مُرضيَّاً كما توقعنا بل أنه سوف يخسف بمجهودنا الأرض وسيضيع هباءً بلا جدوى تعود علينا ، فلنكن على قدر عالٍ من الذكاء والفطنة حتى لا تتبدد طاقتنا سدى دون تحقيق العائد المنشود ...
#خلود_أيمن #قصة_قصيرة #KH. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ مهارة التسويق :
كنت أعمل كمندوبة مبيعات رغم أنها مهنةٌ شاقة ومُجهِدة إلا أنني أعشقها وأمارسها بكل حب وشغف ما بين انتقال بين طبيب وآخر حتى أتمكن من التسويق لتلك العقاقير التي أحاول عمل الدعاية اللازمة لها وبين اكتساب المزيد من الخبرة بالتعامل المباشر مع بني البشر ، فقد زاد حبي لها بممارستي لها على مدار خمس سنوات وما زلت بحاجة لخوض المزيد من التجارب من خلالها حتى أتمكن من الوصول لمكانة مرموقة والارتقاء شيئاً فشيئاً في ذلك المجال حتى أصبح رائدةً فيه ، أُقدِّم المزيد من المشاريع والمخاطبات للبعض لمساعدتهم على مزاولة تلك المهنة بمزيد من التَمرُّس والمهارة والبراعة من خلال اتباع بعض الخُطى البسيطة ، فدوماً ما تزداد تطلعاتي وطموحاتي بها وسأظل أعمل بكدٍ وجدٍ حتى أصبح قادرة على تدريس تلك المهنة من خلال محاضرات ومناوشات مع بعض الشباب تُمكِّنهم من طرح مقترحاتهم للبحث عن طرق أكثر فاعليةً تساهم في إتمام عملية البيع بشكل أسرع دون أي رياء أو غش أو تدليس مع إظهار كل المميزات التي تتسم بها تلك المعروضات أياً كان نوعها فهي غير مُقتَصرة على مجال الطب والعقاقير فحَسب ولكنها تشمل جميع السلع التي نرغب في بيعها وعرضها بشكل لائق حتى نجذب أكبر عدد من العملاء الذين يُقبِلون عليها بشراهة وقتما يجدون مميزات عديدة بها وكذلك لانخفاض أسعارها وكونها مناسبةً لدخولهم ، معقولةً في حد التداول ، بحيث نُحقِّق المكسب المطلوب دون خسارة أو إتيان على العملاء أيضاً بفرض مبالغ باهظة على تلك السلع الاستهلاكية التي يرغب الجميع في اقتنائها ، فمِن حق كل الطبقات أنْ تحظى بأي من تلك السلع التي يرغبون في الحصول عليها دون حَجْبِها عنهم بسبب الارتفاع المبالغ في أسعارها في بعض الأوقات ، فعلينا أنْ نلاحظ تلك النقطة ونضعها بعين الاعتبار وقت القيام بعملية التسويق والترويج للمعروضات وإلا فلن يكون الإقبال مُرضيَّاً كما توقعنا بل أنه سوف يخسف بمجهودنا الأرض وسيضيع هباءً بلا جدوى تعود علينا ، فلنكن على قدر عالٍ من الذكاء والفطنة حتى لا تتبدد طاقتنا سدى دون تحقيق العائد المنشود ..
#خلود_أيمن#قصة_قصيرة#KH. ❝