❞ كن.. فيكون، الأمر الإلهي للخلق، كل الخلق، الكلمة التي اختارها الله بنفسه. كلنا طالما استخدمناها أثناء نقاشنا مع شخص يتعجل تنفيذ أمر ما ولا يتفهم احتياجه للوقت والجهد، ودائمًا نقول له: «إنت فاكر إيه؟... هي كن فيكون.. ❝ ⏤احمد عبد العزيز
❞ كن. فيكون، الأمر الإلهي للخلق، كل الخلق، الكلمة التي اختارها الله بنفسه. كلنا طالما استخدمناها أثناء نقاشنا مع شخص يتعجل تنفيذ أمر ما ولا يتفهم احتياجه للوقت والجهد، ودائمًا نقول له: «إنت فاكر إيه؟.. هي كن فيكون. ❝
❞ \"مناصب \"
غريبة عليك يا زمن ! مالك مش عارف ؟
ناسك بقت يتباهى بالسلطة و القرايب.
نسيوا ان قوفقهم واحد أحد ورسلهم كان راحم.
دلواتى أحنا فى زمن الطيب بقى خايب .
كلها ماشية بسلاح و العدل بقى وسايط ،اخس عليم يا زمن القريب فيك غايب و العشره بتهون على القرايب.
كان نفسى أعيش فى البلد بس العدل مش سايد .
صعبان عليا الولد الصغير اللى عايش هيكون فى ظلم و حقد من الناس و القرايب.
معلش اصبر يا ولادى بكره يجى اليوم والعدل يسود فى روم و حقك هيكون راجع.
يبخت بتوع زمان كانوا فى عدل و أحكام و الضحك كان سايد و العدل كان صديق و الناس كانت قرايب.
معلش يا ابنى على الزمن بس بكره يجى اليوم وربك هيقول كن فيكون و العدل هيكون سايد.
ك/ دنيا أشرف همس الليل. ❝ ⏤دنيا أشرف همس الليل
❞ ˝مناصب ˝
غريبة عليك يا زمن ! مالك مش عارف ؟
ناسك بقت يتباهى بالسلطة و القرايب.
نسيوا ان قوفقهم واحد أحد ورسلهم كان راحم.
دلواتى أحنا فى زمن الطيب بقى خايب .
كلها ماشية بسلاح و العدل بقى وسايط ،اخس عليم يا زمن القريب فيك غايب و العشره بتهون على القرايب.
كان نفسى أعيش فى البلد بس العدل مش سايد .
صعبان عليا الولد الصغير اللى عايش هيكون فى ظلم و حقد من الناس و القرايب.
معلش اصبر يا ولادى بكره يجى اليوم والعدل يسود فى روم و حقك هيكون راجع.
يبخت بتوع زمان كانوا فى عدل و أحكام و الضحك كان سايد و العدل كان صديق و الناس كانت قرايب.
معلش يا ابنى على الزمن بس بكره يجى اليوم وربك هيقول كن فيكون و العدل هيكون سايد.
ك/ دنيا أشرف همس الليل. ❝
❞ ♥️🌿 لا تيأس من روح الله
"ألا تكفيك "إِنما أَمْره إذا أَرَادَ شيئاً أن يَقُولَ له كُن فَيَكُون"
ألا تكفيك "وَلَسوف يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى"
ألا تكفيك "وَهُوَ على كل شَيْء قَدِير"
ألا تكفيك "فَإِنَ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا"🤍. ❝ ⏤Rawan Zayed
❞ ♥️🌿 لا تيأس من روح الله
˝˝ألا تكفيك ˝إِنما أَمْره إذا أَرَادَ شيئاً أن يَقُولَ له كُن فَيَكُون˝
❞ مراجعة كتاب الحياة والموت :
يتناول الكتاب قضيتي الموت والحياة حيث يبدأ بسرد المراحل التي يمر بها المرء في الكون ، فهو يمر بعدة مراحل أولها عالم الذر الذي كنا فيه أمواتاً فأحيانا الله ومنحنا الحياة الدنيا كاختبار على قدرتنا على تقديم الأعمال الصالحة التي ستشهد علينا يوم القيامة وتكون السبيل للوصول للجنة وقد حبانا فيها الاختيار وميَّزنا به عن سائر المخلوقات التي سخَّرها لخدمتنا فبدلاً من استخدام تلك الميزة والانتفاع بها ضرَّ بها الإنسان نفسه وأفسد في الكون فاختار الابتعاد عن منهج الله والسير في الدروب الوَعِرة ووضع منهجاً آخر صار يتَّبعه فضيَّع حياته وخرَّب في كل أمور الكون ومِن بينها علم الوراثة فاستيعابه لتلك العلوم جعله يستخدمها للتغيير في جينات البشر والتلاعب فيها فأخرج كائنات مشوَّهة لا نفع لها وبالمثل قد طبَّق هذا على كل أمر توصَّل إليه ونجح فيه في تلك الحياة فكلما كشف الله له سراً من أسرار الكون قرر إفساده بمحض إرادته ولا علم لأحد لِمَ فعل هذا ، وبمجرد انتهاء الحياة وقدوم الأجل ينتقل الإنسان لعالم البرزخ الذي يختلف تماماً عن الحياة الدنيا التي عاشها في لهو ولعب حتى نسي الهدف الذي خُلِق من أجله أو تناساه ( وهو عبادة الله وتعمير الكون ) وتلك المرحلة تبدأ بمجرد خروج الروح من الجسد وقت الاحتضار فيرى المرء كل شيء قادم وتتكشَّف له بعض الأمور الغيبية التي حُجِبت عنه في الدنيا وأهمها مصيره ومقعده من الجنة أو النار ، فالمؤمن الحق الذي عبد الله حق عبادته يستنير وجهه ويبيض وترتسم عليه علامات الرضا والسكينة لأنه رأى مقعده الذي سوف يخلِّد فيه في الجنة أما الكافر والعياذ بالله الذي قضى حياته في الخطايا وأسرف في المعاصي فيكفهر وجهه وتتشنج عضلات وجهه وجسده لأنه رأى مقعده الدائم في النار التي سوف يَصلى فيها العذاب القائم بلا توقف ، ولعل أشد العقابات التي قد يتعرض لها الكافر في تلك المرحلة هي انتظار العذاب لأنه يكون على علم به ، فانتظار الشيء يكون أصعب من التَعرُّض له بالنسبة إليه ، ثم ينتقل المرء إلى العالم الآخر ، الحياة الأبدية التي قد أعدَّها الله له ولكنه قد فرِّط فيها بكم الخطايا والآثام التي اقترفها طيلة حياته بلا رغبة في التوقف بعدما انغمس في هذا الطريق المُضلِّل ، وفي تلك المرحلة يُبعَث كل شخص ويعود للهيئة التي كان عليها مُسبقاً بعدما تحوَّل جسده لتراب وعظامه لرميم بأمر الله وقدرته بكلمة كُنْ فيكون ، فيخرج جميع الأموات دفعة واحدة من قبورهم ويحدث زحام شديد نتيجة الاندفاع ولذا سمي هذا اليوم بيوم الحشر ، فينعم المؤمن بالنظر لوجه الله _عز وجل_ شأنه حيث يُكلِّمه ويسمعه بينما يتذوق الكافر العذاب الذي يسلخ جلده وحينما يحترق يتكون جلد جديد حتى يظل يشعر بالألم والعذاب طوال الوقت ، فهذا هو الفارق بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة أن كل شيء فيها قائم للأبد سواء النعيم أو الشقاء ، ففي الجنة يجد المرء ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فيشعر بسعادة وفخر بأعماله الصالحة التي أدَّاها على مدار حياته لأنها ما وصَّلته لهذا المصير الذي يبغاه كل امرئ أما الكافر فيظل في ندم دائم ويَوِد لو عاد يوماً واحداً للحياة للقيام بأي عمل نافع يُخلِّصه من هذا العذاب الغير منتهٍ ولكن هيهات فقد انتهى الوقت وحُسِم الأمر بالفعل ...
#خلود_أيمن #مراجعات_كتب #KH. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ مراجعة كتاب الحياة والموت :
يتناول الكتاب قضيتي الموت والحياة حيث يبدأ بسرد المراحل التي يمر بها المرء في الكون ، فهو يمر بعدة مراحل أولها عالم الذر الذي كنا فيه أمواتاً فأحيانا الله ومنحنا الحياة الدنيا كاختبار على قدرتنا على تقديم الأعمال الصالحة التي ستشهد علينا يوم القيامة وتكون السبيل للوصول للجنة وقد حبانا فيها الاختيار وميَّزنا به عن سائر المخلوقات التي سخَّرها لخدمتنا فبدلاً من استخدام تلك الميزة والانتفاع بها ضرَّ بها الإنسان نفسه وأفسد في الكون فاختار الابتعاد عن منهج الله والسير في الدروب الوَعِرة ووضع منهجاً آخر صار يتَّبعه فضيَّع حياته وخرَّب في كل أمور الكون ومِن بينها علم الوراثة فاستيعابه لتلك العلوم جعله يستخدمها للتغيير في جينات البشر والتلاعب فيها فأخرج كائنات مشوَّهة لا نفع لها وبالمثل قد طبَّق هذا على كل أمر توصَّل إليه ونجح فيه في تلك الحياة فكلما كشف الله له سراً من أسرار الكون قرر إفساده بمحض إرادته ولا علم لأحد لِمَ فعل هذا ، وبمجرد انتهاء الحياة وقدوم الأجل ينتقل الإنسان لعالم البرزخ الذي يختلف تماماً عن الحياة الدنيا التي عاشها في لهو ولعب حتى نسي الهدف الذي خُلِق من أجله أو تناساه ( وهو عبادة الله وتعمير الكون ) وتلك المرحلة تبدأ بمجرد خروج الروح من الجسد وقت الاحتضار فيرى المرء كل شيء قادم وتتكشَّف له بعض الأمور الغيبية التي حُجِبت عنه في الدنيا وأهمها مصيره ومقعده من الجنة أو النار ، فالمؤمن الحق الذي عبد الله حق عبادته يستنير وجهه ويبيض وترتسم عليه علامات الرضا والسكينة لأنه رأى مقعده الذي سوف يخلِّد فيه في الجنة أما الكافر والعياذ بالله الذي قضى حياته في الخطايا وأسرف في المعاصي فيكفهر وجهه وتتشنج عضلات وجهه وجسده لأنه رأى مقعده الدائم في النار التي سوف يَصلى فيها العذاب القائم بلا توقف ، ولعل أشد العقابات التي قد يتعرض لها الكافر في تلك المرحلة هي انتظار العذاب لأنه يكون على علم به ، فانتظار الشيء يكون أصعب من التَعرُّض له بالنسبة إليه ، ثم ينتقل المرء إلى العالم الآخر ، الحياة الأبدية التي قد أعدَّها الله له ولكنه قد فرِّط فيها بكم الخطايا والآثام التي اقترفها طيلة حياته بلا رغبة في التوقف بعدما انغمس في هذا الطريق المُضلِّل ، وفي تلك المرحلة يُبعَث كل شخص ويعود للهيئة التي كان عليها مُسبقاً بعدما تحوَّل جسده لتراب وعظامه لرميم بأمر الله وقدرته بكلمة كُنْ فيكون ، فيخرج جميع الأموات دفعة واحدة من قبورهم ويحدث زحام شديد نتيجة الاندفاع ولذا سمي هذا اليوم بيوم الحشر ، فينعم المؤمن بالنظر لوجه الله عز وجل__ شأنه حيث يُكلِّمه ويسمعه بينما يتذوق الكافر العذاب الذي يسلخ جلده وحينما يحترق يتكون جلد جديد حتى يظل يشعر بالألم والعذاب طوال الوقت ، فهذا هو الفارق بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة أن كل شيء فيها قائم للأبد سواء النعيم أو الشقاء ، ففي الجنة يجد المرء ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فيشعر بسعادة وفخر بأعماله الصالحة التي أدَّاها على مدار حياته لأنها ما وصَّلته لهذا المصير الذي يبغاه كل امرئ أما الكافر فيظل في ندم دائم ويَوِد لو عاد يوماً واحداً للحياة للقيام بأي عمل نافع يُخلِّصه من هذا العذاب الغير منتهٍ ولكن هيهات فقد انتهى الوقت وحُسِم الأمر بالفعل ..
#خلود_أيمن#مراجعات_كتب#KH. ❝
❞ - وما رأيك في كلام القرآن عن العلم الإلهي ؟ :
( إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدرى نفس ماذا تكسب غداً و ما تدرى نفس بأي أرض تموت ) 34- لقمان
يقول القرآن إن الله اختص نفسه بهذا العلم لا يعلمه غيره :
( و عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) 51- الأنعام
فما بالك الآن بالطبيب الذي يستطيع أن يعلم ما بالأرحام ، ويستطيع أن يتنبأ إن كان ذكراً أم أنثى .. و ما بالك بالعلماء الذين أنزلوا المطر الصناعي بالأساليب الكيماوية .
- لم يتكلم القرآن عن إنزال المطر وإنما عن إنزال الغيث ، و هو المطر الغزير الكثيف الذي ينزل بكميات تكفى لتغيير مصير أمة و إغاثتها و نقلها من حال الجدب إلى حال الخصب و الرخاء .. و المطر بهذه الكميات لا يمكن إنزاله بتجربة .
أما علم الله لما في الأرحام فهو علم كلي محيط و ليس فقط علماً بجنس المولود هل هو ذكر أو أنثى ، و إنما علم بمن يكون ذلك المولود و ما شأنه و ماذا سيفعل في الدنيا ، و ما تاريخه من يوم يولد إلى يوم يموت : و هو أمر لا يستطيع أن يعلمه طبيب .
- و ما حكاية كرسي الله الذي تقولون إنه وسع السموات والأرض .. و عرش الله الذي يحمله ثمانية .
- إن عقلك يسع السموات والأرض و أنت البشر الذي لا تذكر .. فكيف لا يسعها كرسي الله .. و الأرض و الشمس و الكواكب و النجوم وا لمجرات محمولة بقوة الله في الفضاء .. فكيف تعجب لحمل عرش ..
- و ما هو الكرسي و ما العرش ؟
- قل لي ما الإلكترون أقل لك ما الكرسي ؟ قل لي ما الكهرباء ؟ قل لي ما الجاذبية ؟ قل لي ما الزمان ؟ إنك لا تعرف ماهية أي شيء لتسألني ما الكرسي و ما العرش ؟ إن العالم مملوء بالأسرار و هذه بعض أسراره .
- و النملة التي تكلمت في القرآن و حذرت بقية النمل من قدوم سليمان و جيشه :
( قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده ) 18- النمل
- لو قرأت القليل عن علم الحشرات الآن لما سألت هذا السؤال .. إن علم الحشرات حافل بدراسات مستفيضة عن لغة النمل و لغة النحل .
و لغة النمل الآن حقيقة مؤكدة .. فما كان من الممكن أن تتوزع الوظائف في خلية من مئات الألوف و يتم التنظيم و تنقل الأوامر و التعليمات بين هذا الحشد الحاشد لولا أن هناك لغة للتفاهم ، و لا محل للعجب في أن نملة عرفت سليمان .. ألم يعرف الإنسان الله ؟
- و كيف يمحو الله ما يكتب في لوح قضائه :
( يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب ) 38- الرعد
أيخطيء ربكم كما نخطيء في الحساب فنمحو و نثبت .. أم يراجع نفسه كما نراجع أنفسنا ؟!
- الله يمحو السيئة بأن يلهمك بالحسنة ويقول في كتابه :
( إن الحسنات يذهبن السيئات ) 114- هود
و يقول عن عباده الصالحين : ( و أوحينا إليهم فعل الخيرات و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة ) 73- الأنبياء
و بذلك يمحو الله دون أن يمحو و هذا سر الآية 39 من سورة الرعد التي ذكرتها .
- و ما رأيك في الآية ؟
( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) 56- الذاريات
هل كان الله في حاجة لعبادتنا ؟!
- بل نحن المحتاجون لعبادته .. أتعبد المرأة الجميلة حباً بأمر تكليف ، أم أنك تلتذ بهذا الحب و تنتشي و تسعد لتذوقك لجمالها ؟
كذلك الله و هو الأجمل من كل جميل إذا عرفت جلاله و جماله و قدره عبدته ، و وجدت في عبادتك له غاية السعادة و النشوة .
إن العبادة عندنا لا تكون إلا عن معرفة .. والله لا يعبد إلا بالعلم .. و معرفة الله هي ذروة المعارف كلها ، و نهاية رحلة طويلة من المعارف تبدأ منذ الميلاد و أول ما يعرف الطفل عند ميلاده هو ثدي أمه ، و تلك أول لذة ، ثم يتعرف على أمه وأبيه و عائلته و مجتمعه و بيئته ، ثم يبدأ في استغلال هذه البيئة لمنفعته ، فإذا هي ثدي آخر كبير يدر عليه الثراء و المغانم و الملذات ، فهو يخرج من الأرض الذهب و الماس ، و من البحر اللآليء ، و من الزرع الفواكه و الثمار ، و تلك هي اللذة الثانية في رحلة المعرفة .
ثم ينتقل من معرفته لبيئته الأرضية ليخرج إلى السموات و يضع رجله على القمر ، و يطلق سفائنه إلى المريخ في ملاحة نحو المجهول ليستمتع بلذة أخرى أكبر هي لذة استطلاع الكون ، ثم يرجع ذلك الملاح ليسأل نفسه .. و من أنا الذي عرفت هذا كله .. ليبدأ رحلة معرفة جديدة إلى نفسه .. بهدف معرفة نفسه و التحكم في طاقاتها و إدارتها لصالحه و صالح الآخرين ، و تلك لذة أخرى ..
ثم تكون ذروة المعارف بعد معرفة النفس هي معرفة الرب الذي خلق تلك النفس .. و بهذه المعرفة الأخيرة يبلغ الإنسان ذروة السعادات ، لأنه يلتقى بالكامل المتعال الأجمل من كل جميل .. تلك هي رحلة العابد على طريق العبادة .. و كلها ورود و مسرات ..
و إذا كانت في الحياة مشقة ، فلأن قاطف الورود لابد أن تدمي يديه الأشواك .. و الطامع في ذرى اللانهاية لابد أن يكدح إليها .. و لكن وصول العابد إلى معرفة ربه و انكشاف الغطاء عن عينيه .. ما أروعه .
يقول الصوفي لابس الخرقة : " نحن في لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف "
تلك هي لذة العبادة الحقة .. و هي من نصيب العابد .. و لكن الله في غنى عنها و عن العالمين .. و نحن لا نعبده بأمر تكليف و لكنا نعبده لأننا عرفنا جماله و جلاله .. و نحن لا نجد في عبادته ذلاً بل تحرراً و كرامة .. تحرراً من كل عبوديات الدنيا .. تحرراً من الشهوات و الغرائز و الأطماع و المال .. و نحن نخاف الله فلا نعود نخاف أحداً بعده و لا نعود نعبأ بأحد ..
خوف الله شجاعة .. و عبادته حرية .. و الذل له كرامة .. و معرفته يقين و تلك هي العبادة ..
نحن الذين نجني أرباحها و مسراتها .. أما الله فهو الغني عن كل شيء .. إنما خلقنا الله ليعطينا لا ليأخذ منا .. خلقنا ليخلع علينا من كمالاته فهو السميع البصير ، و قد أعطانا سمعاً و بصراً و هو العليم الخبير ، و قد أعطانا العقل لنتزود من علمه ، و الحواس لنتزود من خبرته و هو يقول لعبده المقرب في الحديث القدسى : ( عبد أطعني أجعلك ربانيا تقول للشيء كن فيكون ) ..
ألم يفعل هذا لعيسى عليه السلام .. فكان عيسى يحي الموتى بإذنه و يخلق من الطين طيراً بإذنه و يشفى الأعمى و الأبرص بإذنه .
العبودية لله إذن هي عكس العبودية في مفهومنا .. فالعبودية في مفهومنا هي أن يأخذ السيد خير العبد ، أما العبودية لله فهي على العكس ، أن يعطى السيد عبده ما لا حدود له من النعم ، و يخلع عليه ما لا نهاية من الكمالات .. فحينما يقول الله : ( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فمعناها الباطن ما خلقت الجن والإنس إلا لأعطيهم و أمنحهم حباً و خيراً ، و كرامة و عزة ، و أخلع عليهم ثوب التشريف و الخلافة .
فالسيد الرب غني مستغن عن عبادتنا .. و نحن المحتاجون إلى هذه العبادة و الشرف ، و المواهب و الخيرات التي لا حد لها .
فالله الكريم سمح لنا أن ندخل عليه في أي وقت بلا ميعاد ، و نبقى في حضرته ما شئنا و ندعوه ما وسعنا .. بمجرد أن نبسط سجادة الصلاة و نقول "الله أكبر" نصبح في حضرته نطلب منه ما نشاء .
أين هو الملك الذي نستطيع أن ندخل عليه بلا ميعاد و نلبث في حضرته ما نشاء ؟!
و في ذلك يقول مولانا العبد الصالح الشيخ محمد متولي الشعراوي في شعر جميل :
حسب نفسي عزاً إنني عبد
يحتفل بي بلا مواعيد رب
هو في قدسه الأعز و لكن
أنا ألقى متى وحين أحب
و يقول : أرونى صنعة تعرض على صانعها خمس مرات في اليوم "يقصد الصلوات الخمس " و تتعرض للتلف !
و هذه بعض المعاني الباطنة في الآية التي أثارت شكوكك : ( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) و لو تأملتها لما أثارت فيك إلا الذهول و الإعجاب .
من كتاب / حوار مع صديقي الملحد
للدكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞
- وما رأيك في كلام القرآن عن العلم الإلهي ؟ :
( إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدرى نفس ماذا تكسب غداً و ما تدرى نفس بأي أرض تموت ) 34- لقمان
يقول القرآن إن الله اختص نفسه بهذا العلم لا يعلمه غيره :
( و عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) 51- الأنعام
فما بالك الآن بالطبيب الذي يستطيع أن يعلم ما بالأرحام ، ويستطيع أن يتنبأ إن كان ذكراً أم أنثى . و ما بالك بالعلماء الذين أنزلوا المطر الصناعي بالأساليب الكيماوية .
- لم يتكلم القرآن عن إنزال المطر وإنما عن إنزال الغيث ، و هو المطر الغزير الكثيف الذي ينزل بكميات تكفى لتغيير مصير أمة و إغاثتها و نقلها من حال الجدب إلى حال الخصب و الرخاء . و المطر بهذه الكميات لا يمكن إنزاله بتجربة .
أما علم الله لما في الأرحام فهو علم كلي محيط و ليس فقط علماً بجنس المولود هل هو ذكر أو أنثى ، و إنما علم بمن يكون ذلك المولود و ما شأنه و ماذا سيفعل في الدنيا ، و ما تاريخه من يوم يولد إلى يوم يموت : و هو أمر لا يستطيع أن يعلمه طبيب .
- و ما حكاية كرسي الله الذي تقولون إنه وسع السموات والأرض . و عرش الله الذي يحمله ثمانية .
- إن عقلك يسع السموات والأرض و أنت البشر الذي لا تذكر . فكيف لا يسعها كرسي الله . و الأرض و الشمس و الكواكب و النجوم وا لمجرات محمولة بقوة الله في الفضاء . فكيف تعجب لحمل عرش .
- و ما هو الكرسي و ما العرش ؟
- قل لي ما الإلكترون أقل لك ما الكرسي ؟ قل لي ما الكهرباء ؟ قل لي ما الجاذبية ؟ قل لي ما الزمان ؟ إنك لا تعرف ماهية أي شيء لتسألني ما الكرسي و ما العرش ؟ إن العالم مملوء بالأسرار و هذه بعض أسراره .
- و النملة التي تكلمت في القرآن و حذرت بقية النمل من قدوم سليمان و جيشه :
( قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده ) 18- النمل
- لو قرأت القليل عن علم الحشرات الآن لما سألت هذا السؤال . إن علم الحشرات حافل بدراسات مستفيضة عن لغة النمل و لغة النحل .
و لغة النمل الآن حقيقة مؤكدة . فما كان من الممكن أن تتوزع الوظائف في خلية من مئات الألوف و يتم التنظيم و تنقل الأوامر و التعليمات بين هذا الحشد الحاشد لولا أن هناك لغة للتفاهم ، و لا محل للعجب في أن نملة عرفت سليمان . ألم يعرف الإنسان الله ؟
- و كيف يمحو الله ما يكتب في لوح قضائه :
( يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب ) 38- الرعد
أيخطيء ربكم كما نخطيء في الحساب فنمحو و نثبت . أم يراجع نفسه كما نراجع أنفسنا ؟!
- الله يمحو السيئة بأن يلهمك بالحسنة ويقول في كتابه :
( إن الحسنات يذهبن السيئات ) 114- هود
و يقول عن عباده الصالحين : ( و أوحينا إليهم فعل الخيرات و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة ) 73- الأنبياء
و بذلك يمحو الله دون أن يمحو و هذا سر الآية 39 من سورة الرعد التي ذكرتها .
- و ما رأيك في الآية ؟
( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) 56- الذاريات
هل كان الله في حاجة لعبادتنا ؟!
- بل نحن المحتاجون لعبادته . أتعبد المرأة الجميلة حباً بأمر تكليف ، أم أنك تلتذ بهذا الحب و تنتشي و تسعد لتذوقك لجمالها ؟
كذلك الله و هو الأجمل من كل جميل إذا عرفت جلاله و جماله و قدره عبدته ، و وجدت في عبادتك له غاية السعادة و النشوة .
إن العبادة عندنا لا تكون إلا عن معرفة . والله لا يعبد إلا بالعلم . و معرفة الله هي ذروة المعارف كلها ، و نهاية رحلة طويلة من المعارف تبدأ منذ الميلاد و أول ما يعرف الطفل عند ميلاده هو ثدي أمه ، و تلك أول لذة ، ثم يتعرف على أمه وأبيه و عائلته و مجتمعه و بيئته ، ثم يبدأ في استغلال هذه البيئة لمنفعته ، فإذا هي ثدي آخر كبير يدر عليه الثراء و المغانم و الملذات ، فهو يخرج من الأرض الذهب و الماس ، و من البحر اللآليء ، و من الزرع الفواكه و الثمار ، و تلك هي اللذة الثانية في رحلة المعرفة .
ثم ينتقل من معرفته لبيئته الأرضية ليخرج إلى السموات و يضع رجله على القمر ، و يطلق سفائنه إلى المريخ في ملاحة نحو المجهول ليستمتع بلذة أخرى أكبر هي لذة استطلاع الكون ، ثم يرجع ذلك الملاح ليسأل نفسه . و من أنا الذي عرفت هذا كله . ليبدأ رحلة معرفة جديدة إلى نفسه . بهدف معرفة نفسه و التحكم في طاقاتها و إدارتها لصالحه و صالح الآخرين ، و تلك لذة أخرى .
ثم تكون ذروة المعارف بعد معرفة النفس هي معرفة الرب الذي خلق تلك النفس . و بهذه المعرفة الأخيرة يبلغ الإنسان ذروة السعادات ، لأنه يلتقى بالكامل المتعال الأجمل من كل جميل . تلك هي رحلة العابد على طريق العبادة . و كلها ورود و مسرات .
و إذا كانت في الحياة مشقة ، فلأن قاطف الورود لابد أن تدمي يديه الأشواك . و الطامع في ذرى اللانهاية لابد أن يكدح إليها . و لكن وصول العابد إلى معرفة ربه و انكشاف الغطاء عن عينيه . ما أروعه .
يقول الصوفي لابس الخرقة : ˝ نحن في لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف ˝
تلك هي لذة العبادة الحقة . و هي من نصيب العابد . و لكن الله في غنى عنها و عن العالمين . و نحن لا نعبده بأمر تكليف و لكنا نعبده لأننا عرفنا جماله و جلاله . و نحن لا نجد في عبادته ذلاً بل تحرراً و كرامة . تحرراً من كل عبوديات الدنيا . تحرراً من الشهوات و الغرائز و الأطماع و المال . و نحن نخاف الله فلا نعود نخاف أحداً بعده و لا نعود نعبأ بأحد .
خوف الله شجاعة . و عبادته حرية . و الذل له كرامة . و معرفته يقين و تلك هي العبادة .
نحن الذين نجني أرباحها و مسراتها . أما الله فهو الغني عن كل شيء . إنما خلقنا الله ليعطينا لا ليأخذ منا . خلقنا ليخلع علينا من كمالاته فهو السميع البصير ، و قد أعطانا سمعاً و بصراً و هو العليم الخبير ، و قد أعطانا العقل لنتزود من علمه ، و الحواس لنتزود من خبرته و هو يقول لعبده المقرب في الحديث القدسى : ( عبد أطعني أجعلك ربانيا تقول للشيء كن فيكون ) .
ألم يفعل هذا لعيسى عليه السلام . فكان عيسى يحي الموتى بإذنه و يخلق من الطين طيراً بإذنه و يشفى الأعمى و الأبرص بإذنه .
العبودية لله إذن هي عكس العبودية في مفهومنا . فالعبودية في مفهومنا هي أن يأخذ السيد خير العبد ، أما العبودية لله فهي على العكس ، أن يعطى السيد عبده ما لا حدود له من النعم ، و يخلع عليه ما لا نهاية من الكمالات . فحينما يقول الله : ( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فمعناها الباطن ما خلقت الجن والإنس إلا لأعطيهم و أمنحهم حباً و خيراً ، و كرامة و عزة ، و أخلع عليهم ثوب التشريف و الخلافة .
فالسيد الرب غني مستغن عن عبادتنا . و نحن المحتاجون إلى هذه العبادة و الشرف ، و المواهب و الخيرات التي لا حد لها .
فالله الكريم سمح لنا أن ندخل عليه في أي وقت بلا ميعاد ، و نبقى في حضرته ما شئنا و ندعوه ما وسعنا . بمجرد أن نبسط سجادة الصلاة و نقول ˝الله أكبر˝ نصبح في حضرته نطلب منه ما نشاء .
أين هو الملك الذي نستطيع أن ندخل عليه بلا ميعاد و نلبث في حضرته ما نشاء ؟!
و في ذلك يقول مولانا العبد الصالح الشيخ محمد متولي الشعراوي في شعر جميل :
حسب نفسي عزاً إنني عبد
يحتفل بي بلا مواعيد رب
هو في قدسه الأعز و لكن
أنا ألقى متى وحين أحب
و يقول : أرونى صنعة تعرض على صانعها خمس مرات في اليوم ˝يقصد الصلوات الخمس ˝ و تتعرض للتلف !
و هذه بعض المعاني الباطنة في الآية التي أثارت شكوكك : ( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) و لو تأملتها لما أثارت فيك إلا الذهول و الإعجاب .
من كتاب / حوار مع صديقي الملحد
للدكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله). ❝