█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ الصبر على الهوى أشق من الصبر في المعركة وأعظم أجراً، فالشجاع يدخل المعركة يمضغ في شدقيه لذة الظفر، فإذا حمي الوطيس نشطت نفسه وزغردت، والمؤمن وهو يصارع هواه يتجرَّع مرارة الحرمان فإذا صمّم على الصبر ولَّت نفسه وأعولت، والشجاع يحارب أعداءه رياءً وسمعة وعصبية واحتساباً، ولكن المؤمن لا يحارب أهواءه إلا طاعة واحتساباً . ❝
❞ لما دَفنَ عمر بن عبد العزيز الخليفة سليمان بن عبد الملك ، وخرج من قبره ، سمع للأرض هَدَّة أو رَجَّة ، فقال : ما هذه ؟ فقيل له : مراكب الخلافة يا أمير المؤمنين ، قربت إليك لتركبها ، فقال : مالي ولها ، نحوها عني ، قربوا اليَّ بغلتي ، فقربت إليه بغلته فركبها ، فجاءه صاحب الشرطة يسير بين يديه بالحربة ، فقال له : تنحى عني ، مالي ولك ، إنما أنا رجل من المسلمين ، فسار وسار معه الناس حتى دخل المسجد ، فصعد عمر المنبر وإجتمع إليه الناس فقال : أيها الناس إني قد أُبتليت بهذا الأمر ( يعني الخلافة ) عن غير رأي مني كان فيه ، ولا طِلبة له ، ولا مشورة من المسلمين ، وإني قد خلعت مافي أعناقكم من بيعتي فإختاروا لأنفسكم ، فصاح الناس صيحة واحدة : قد إخترناك يا أمير المؤمنين ورضينا بك ، فتولى أمرنا باليمن والبركة ، فلما رأى الأصوات قد هدأت ورضي به الناس جميعا ، حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ﷺ ، ثم خطب فيهم يوصيهم بما أمر الله تعالى به من الخير ، وختم خطبته قائلا : يا أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته ، ومن عصى الله فلا طاعة له ، أطيعوني ما أطعت الله ، فإن عصيت الله ، فلا طاعة لي عليكم . ❝
❞ كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل الموسم ˝ الحج ˝ يقول : أما بعد ، فإني أشهد الله وأبرأ إليه في الشهر الحرام والبلد الحرام ويوم الحج الأكبر ، أني بريء من ظُلم من ظَلمكم ، وعدوان من إعتدى عليكم ، أن أكون أمرت بذلك ، أو رضيت أو تعمدته ، إلا يكون وهما مني ، وأمرا خفي علي لم أتعمده ، وأرجوا أن يكون ذلك موضوعا عني ، مغفورا لي ، إذا علم مني الحرص والإجتهاد ، ألا وأنه لا أذن على مظلوم دوني ، وأنا معول كل مظلوم ، ألا وأي عامل من عمالي رغب عن الحق ولم يعمل بالكتاب والسنة فلا طاعة له عليكم ، وقد صيرت أمره إليكم حتى يراجع الحق وهو ذميم ، ألا وأنه لا دولة ببِرِّ أغنيائكم ، ولا آثرة على فقرائكم في شيء من فيئكم ، ألا وأيما وارد ورد في أمر يصلح الله به خاصة أو عامة فله مابين مائة دينار إلى ثلاث مائة دينار على قدر ما نرى من الحِسبة ، وتجشم من المشقة ، فرحم الله إمرءا لم يتعاظمه سفر يجيئ الله به حقا لمن وراءه ، ولولا أن أشغلكم عن مناسككم لرسمت لكم أمورا من الحق أحياها الله لكم ، وأمورا من الباطل أماتها الله عنكم ، فلا تحمدوا غيره ، ولو وكلني إلى نفسي لكنت كغيري ، والسلام عليكم . ❝