❞ “كل قصص الانتصار المشابهة لم تكن تمجّد قدرة الناجين على هزيمة المرض فحسب، بل تدين أيضاً عجز وضعف كل من هُزم. لكن من يكترث بما يجري للمهزومين؟”. ❝ ⏤عزيز محمد
❞ كل قصص الانتصار المشابهة لم تكن تمجّد قدرة الناجين على هزيمة المرض فحسب، بل تدين أيضاً عجز وضعف كل من هُزم. لكن من يكترث بما يجري للمهزومين؟”. ❝
❞ “والحق أني لطالما كنت منعزلاً عن أقراني، وأجد صعوبة بالغة في التأقلم معهم، وإذا ما حادثني أحدهم أو حاول أن يشركني في اللعب فإني نادراً ما أستجيب، وسرعان ما انسحب من المجموعة موحياً بأن ثمة ما يشغلني عنهم. ولم أكن حينها أشعر بالحرج لانعزالي ذاته، بل ربما لأنه لم يكن خلفه ما يبرره. كنت أنكفئ إلى ذاتي وأستغرق في المزيد من الكتمان؛ هذا كل ما كنت أفعله للفت انتباههم، لكن لم يكن هذا بحدّ ذاته ما يلفت. والغالب أني لم أكن أرغب من أحد أن يتقرّب مني أصلاً؛ إنما فقط أن يُثار اهتمامهم نحوي من مسافة بعيدة. حين ماتت جدّتي، وتلقيتُ كل ذلك العطف من الغرباء، أدركت بطريقتي الطفولية أن هذا ما كان ينقصني: أثر المصيبة؛ حدثٌ خارجي يثير اهتمام الآخرين من دون أي تدخّل مباشر لي فيه، بحيث يكسبني حقّاً طبيعياً لأن أكون صموتاً ونائياً بهذا القدر.”. ❝ ⏤عزيز محمد
❞ والحق أني لطالما كنت منعزلاً عن أقراني، وأجد صعوبة بالغة في التأقلم معهم، وإذا ما حادثني أحدهم أو حاول أن يشركني في اللعب فإني نادراً ما أستجيب، وسرعان ما انسحب من المجموعة موحياً بأن ثمة ما يشغلني عنهم. ولم أكن حينها أشعر بالحرج لانعزالي ذاته، بل ربما لأنه لم يكن خلفه ما يبرره. كنت أنكفئ إلى ذاتي وأستغرق في المزيد من الكتمان؛ هذا كل ما كنت أفعله للفت انتباههم، لكن لم يكن هذا بحدّ ذاته ما يلفت. والغالب أني لم أكن أرغب من أحد أن يتقرّب مني أصلاً؛ إنما فقط أن يُثار اهتمامهم نحوي من مسافة بعيدة. حين ماتت جدّتي، وتلقيتُ كل ذلك العطف من الغرباء، أدركت بطريقتي الطفولية أن هذا ما كان ينقصني: أثر المصيبة؛ حدثٌ خارجي يثير اهتمام الآخرين من دون أي تدخّل مباشر لي فيه، بحيث يكسبني حقّاً طبيعياً لأن أكون صموتاً ونائياً بهذا القدر.”. ❝
❞ “مذ أن وعيتُ بذاتي، كان يراودني ذاك الشعور بأني سبقت سني، وأني حزت من النضج ما انشغل عنه أقراني. كنت أشعر بأني أملك الإرادة لأن أصير شيئاً عظيماً، أن أغيّر العالم أو هراء كهذا، حتى تمنيت أن أكبر سريعاً لأصير جديراً بطموحاتي. غير أني شيئاً فشيئاً لم أعد قانعاً بأن أمارس أي تغيير مؤثر في ما حولي، بل صار مجهودي يقتصر على أن أنزوي لداخلي وأمنع المكان من ممارسة تغييره المؤثر علي. حين كنت أسمع أحد العجائز يتحدث عن أن العمر مجّرد رقم، وكيف يشعر بأنه لا يزال في العشرينات، ويردّد عبارات من قبيل أن الشباب يكمن في الروح، يبدو لي هذا حزيناً محرجاً، وأفكر في المستويات العديدة من خداع الذات التي أتقن حبكها كي يصدق حقاً هذا الادعاء. في نفسي كنت أقول : لن أدع هذا يحدث لي، لن يغدر بي مرور الزمن كما يفعل بالآخرين. ورحت أتزود بالمعرفة كي أحيط مبكراً بكل ما يدركه الآخرون بعد فوات الأوان.”. ❝ ⏤عزيز محمد
❞ مذ أن وعيتُ بذاتي، كان يراودني ذاك الشعور بأني سبقت سني، وأني حزت من النضج ما انشغل عنه أقراني. كنت أشعر بأني أملك الإرادة لأن أصير شيئاً عظيماً، أن أغيّر العالم أو هراء كهذا، حتى تمنيت أن أكبر سريعاً لأصير جديراً بطموحاتي. غير أني شيئاً فشيئاً لم أعد قانعاً بأن أمارس أي تغيير مؤثر في ما حولي، بل صار مجهودي يقتصر على أن أنزوي لداخلي وأمنع المكان من ممارسة تغييره المؤثر علي. حين كنت أسمع أحد العجائز يتحدث عن أن العمر مجّرد رقم، وكيف يشعر بأنه لا يزال في العشرينات، ويردّد عبارات من قبيل أن الشباب يكمن في الروح، يبدو لي هذا حزيناً محرجاً، وأفكر في المستويات العديدة من خداع الذات التي أتقن حبكها كي يصدق حقاً هذا الادعاء. في نفسي كنت أقول : لن أدع هذا يحدث لي، لن يغدر بي مرور الزمن كما يفعل بالآخرين. ورحت أتزود بالمعرفة كي أحيط مبكراً بكل ما يدركه الآخرون بعد فوات الأوان.”. ❝