❞ كان هناك فتاة تدعى \"وعد\" في القاهرة، هذه الفتاة كانت تتميز بالجمال والتدين ومعرفة الله تعالىٰ حق المعرفة، والالتزام بأوامر الله جلا وعلا والالتزام بكل ما ينهاه الله ولا تفعله ابدًا، كانت حقًا فتاة مطيعة لوالديها، ولم تغضبهم قط كانت تعيش في منزل يتميز بتقوى الله في كل قول وفعل.
وكانت تدرس في المرحلة الابتدائية حيث من السنة الاولي لها وهي تريد أن تلبس الحجاب، ولكن والدها رفض ذلك لصغر سنها ولا يريد أن تلبس الحجاب في هذا السن الصغير، حيث انه رأى أن تعيش طفولتها، كباقي الاطفال بدون حجاب حتىٰ تنتهي من السنة السادسة من المرحلة الإبتدائية، وبعد اصرار منها واقتناع والدها بما تقوله وبما تفعله واخيرًا قد وافق علي لبسها للحجاب، وكانت كالبدر يوم كماله، حينما أطلت لهم بوجهها البريء وهذا الحجاب الذي هو ستره وعفاف للفتيات، وقد اتفق معها والدها عندما تتفوق في دراستها سوف يفتح لها مكتبه داخل المنزل يضع لها كل ما يخص الدين الإسلامي؛ لكي يشجعها أكثر وأكثر، كانت لا تترك فرض رغم هذا السن الصغير وتعلمت القرآن الكريم، وجاهدت نفسها البريئة الصغيرة أن تحفظ من كتاب الله، وعندما جاءت المرحلة الإعدادية كانت اوشكت علىٰ حفظ القرآن الكريم كاملًا، وفتح لها المكتبة الدينية التي وعدها بها، وكانت فخر لجميع عائلتها انه القرآن يرفع من شأن صاحبه أمام جميع الخلائق، وإذ بالعلم الشرعي بدأت أن تتعلمه بجانب دراستها، وتفوقت فيه أيضًا، وتفقهت في الدين أكثر وأكثر إن الله إذا أراد خيرا للعبد فقهه في الدين، وعندما أتت المرحلة الثانوية بدأت أن تلبس النقاب، وكان اهلها فرحين بما تفعله ابنتهما حيث انها تصون نفسها وتستعففها بلبس الملابس الشرعية الفضفاضة، فقد قال الله تعالي يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الأحزاب: 59]
حيث أنهم في مجتمع مليء بالكاسيات العاريات، جعلت دينها هو اهم وأفضل من اي شيء، واي شيء أفضل من الدين او أهم منه، وفي هذه الفترة لم تجعل إلا القرآن هو صديقها فلم يكن لها أصدقاء، حتىٰ إذ تحدثت معها والدتها، بأنها تجعل فتاة أخرى صديقته؛ا لكي تعينها وتساعدها، وتكن معها؛ لأنها ليس لها أي اخوات، فهي فقط الابنة الوحيدة لهم في هذا الوقت كانت قد بلغت ودخلت الجامعة، فهي للمرة الاولي التي تجعل صديقة لها فقد جعلت من مروه صديقة لها.
هذه الفتاه فتاة متبرجة لا تعلم ولا تفقه شيئًا في الدين؛
فقالت إن تجعل من مروه صديقه لها، وتعمل علي الدعوه إلى الله، وان تصلح منها، ولكن حدث ما لم تتوقعه ابدًا،
وبدلًا من ان تهديها وان تعلمها أمور الدين، فقد جعلت منها نسخة منها، وتركت صلاتها وتركت صيامها وتوقفت عن مراجعة القرآن الكريم، حتىٰ أوشكت إلى الضياع، وأي ضياع انه ضياع في الدين الذي هو عصبة آلامه وقوتها.
الدين الذي دافع عنه كل الأنبياء والرسل حتىٰ يصل إلينا
لم تكن راضة عما تفعله، ولكن غواها الشيطان والصحبة السيئة، فالصديق هو الطريق لو كان الصديق على حق رفع بشأن صاحبه، ولو علىٰ باطل يخسف الارض بصاحبه،
وفي السنه الثانية من الجامعه رزقها الله سبحانه وتعالى بصديقه أخرى تهديها وترجعها عما هي فيه.
وعندما كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض إذ بسيارة اصطدمت بهم فأصيبت، وظلت تبكي أنها لو كانت ماتت في هذه اللحظة وهي متبرجة هكذا وظلت صديقتها الجديدة معها وتقرأ لها القرآن بصوت عذب جعلها تتذكر أيام ما كانت تحفظ القرآن، ولكنها بكت كثيرًا علىٰ حالتها هذه، وعندما خرجت من المستشفى، وذهبت إلى البيت ظلت تبكي وتبكي، وطلبت من والدتها أن تحضر لها ماء للوضوء وان تأتي لها بمصحف، وقد دعت لله كثيرًا أن يثبتها على الدين، وإن لا يحدث ما كانت فيه مرة أخرى.
وتابت إلى الله توبة نصوح، وإذ بصديقتها تأتي لها كل يوم لتراجع لها ما فاتها من محاضرات الجامعة، وتحفظ معها من جديد القرآن التي نسيته؛ لأنها تركت القرآن سنة كامله فنسيت بها كل ما حفظته، وعادت مرة أخرى إلى الله، وذلك بفضل الله تعالى وبفضل الصحبة الحسنة.
فقد قال رسولنا الكريم عن الصحبة الصالحة إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة.\"
لان الصحبه السيئه تؤدي إلى الدمار الكلي، وجاء لخطبتها رجل صالح تقي يعرف الله حق المعرفة، وصلت استخاره وتم التوفيق في زواجها وانجبت اطفال جعلتهم اتقياء وعلى حب الله ورسوله ٠
للكاتبه /ايه محمد بدوي(بنت المنيا )
المصححه/جني حسام. ❝ ⏤أية محمد بدوي
❞ كان هناك فتاة تدعى ˝وعد˝ في القاهرة، هذه الفتاة كانت تتميز بالجمال والتدين ومعرفة الله تعالىٰ حق المعرفة، والالتزام بأوامر الله جلا وعلا والالتزام بكل ما ينهاه الله ولا تفعله ابدًا، كانت حقًا فتاة مطيعة لوالديها، ولم تغضبهم قط كانت تعيش في منزل يتميز بتقوى الله في كل قول وفعل.
وكانت تدرس في المرحلة الابتدائية حيث من السنة الاولي لها وهي تريد أن تلبس الحجاب، ولكن والدها رفض ذلك لصغر سنها ولا يريد أن تلبس الحجاب في هذا السن الصغير، حيث انه رأى أن تعيش طفولتها، كباقي الاطفال بدون حجاب حتىٰ تنتهي من السنة السادسة من المرحلة الإبتدائية، وبعد اصرار منها واقتناع والدها بما تقوله وبما تفعله واخيرًا قد وافق علي لبسها للحجاب، وكانت كالبدر يوم كماله، حينما أطلت لهم بوجهها البريء وهذا الحجاب الذي هو ستره وعفاف للفتيات، وقد اتفق معها والدها عندما تتفوق في دراستها سوف يفتح لها مكتبه داخل المنزل يضع لها كل ما يخص الدين الإسلامي؛ لكي يشجعها أكثر وأكثر، كانت لا تترك فرض رغم هذا السن الصغير وتعلمت القرآن الكريم، وجاهدت نفسها البريئة الصغيرة أن تحفظ من كتاب الله، وعندما جاءت المرحلة الإعدادية كانت اوشكت علىٰ حفظ القرآن الكريم كاملًا، وفتح لها المكتبة الدينية التي وعدها بها، وكانت فخر لجميع عائلتها انه القرآن يرفع من شأن صاحبه أمام جميع الخلائق، وإذ بالعلم الشرعي بدأت أن تتعلمه بجانب دراستها، وتفوقت فيه أيضًا، وتفقهت في الدين أكثر وأكثر إن الله إذا أراد خيرا للعبد فقهه في الدين، وعندما أتت المرحلة الثانوية بدأت أن تلبس النقاب، وكان اهلها فرحين بما تفعله ابنتهما حيث انها تصون نفسها وتستعففها بلبس الملابس الشرعية الفضفاضة، فقد قال الله تعالي يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الأحزاب: 59]
حيث أنهم في مجتمع مليء بالكاسيات العاريات، جعلت دينها هو اهم وأفضل من اي شيء، واي شيء أفضل من الدين او أهم منه، وفي هذه الفترة لم تجعل إلا القرآن هو صديقها فلم يكن لها أصدقاء، حتىٰ إذ تحدثت معها والدتها، بأنها تجعل فتاة أخرى صديقته؛ا لكي تعينها وتساعدها، وتكن معها؛ لأنها ليس لها أي اخوات، فهي فقط الابنة الوحيدة لهم في هذا الوقت كانت قد بلغت ودخلت الجامعة، فهي للمرة الاولي التي تجعل صديقة لها فقد جعلت من مروه صديقة لها.
هذه الفتاه فتاة متبرجة لا تعلم ولا تفقه شيئًا في الدين؛
فقالت إن تجعل من مروه صديقه لها، وتعمل علي الدعوه إلى الله، وان تصلح منها، ولكن حدث ما لم تتوقعه ابدًا،
وبدلًا من ان تهديها وان تعلمها أمور الدين، فقد جعلت منها نسخة منها، وتركت صلاتها وتركت صيامها وتوقفت عن مراجعة القرآن الكريم، حتىٰ أوشكت إلى الضياع، وأي ضياع انه ضياع في الدين الذي هو عصبة آلامه وقوتها.
الدين الذي دافع عنه كل الأنبياء والرسل حتىٰ يصل إلينا
لم تكن راضة عما تفعله، ولكن غواها الشيطان والصحبة السيئة، فالصديق هو الطريق لو كان الصديق على حق رفع بشأن صاحبه، ولو علىٰ باطل يخسف الارض بصاحبه،
وفي السنه الثانية من الجامعه رزقها الله سبحانه وتعالى بصديقه أخرى تهديها وترجعها عما هي فيه.
وعندما كانوا يتحدثون مع بعضهم البعض إذ بسيارة اصطدمت بهم فأصيبت، وظلت تبكي أنها لو كانت ماتت في هذه اللحظة وهي متبرجة هكذا وظلت صديقتها الجديدة معها وتقرأ لها القرآن بصوت عذب جعلها تتذكر أيام ما كانت تحفظ القرآن، ولكنها بكت كثيرًا علىٰ حالتها هذه، وعندما خرجت من المستشفى، وذهبت إلى البيت ظلت تبكي وتبكي، وطلبت من والدتها أن تحضر لها ماء للوضوء وان تأتي لها بمصحف، وقد دعت لله كثيرًا أن يثبتها على الدين، وإن لا يحدث ما كانت فيه مرة أخرى.
وتابت إلى الله توبة نصوح، وإذ بصديقتها تأتي لها كل يوم لتراجع لها ما فاتها من محاضرات الجامعة، وتحفظ معها من جديد القرآن التي نسيته؛ لأنها تركت القرآن سنة كامله فنسيت بها كل ما حفظته، وعادت مرة أخرى إلى الله، وذلك بفضل الله تعالى وبفضل الصحبة الحسنة.
فقد قال رسولنا الكريم عن الصحبة الصالحة إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة.˝
لان الصحبه السيئه تؤدي إلى الدمار الكلي، وجاء لخطبتها رجل صالح تقي يعرف الله حق المعرفة، وصلت استخاره وتم التوفيق في زواجها وانجبت اطفال جعلتهم اتقياء وعلى حب الله ورسوله ٠
للكاتبه /ايه محمد بدوي(بنت المنيا )
المصححه/جني حسام. ❝
❞ ماذا لو أتاكي ملتحيًا متدينًا يراعي الله بكِ؟
لشكرت الله كل ليلة، سأفرح كثير وأجبر فلقد دعيت كتير بذلك، يا فرحتُ قلبى بما أعطانى الله ، يا فرحتُ وجهى وإبتسامتى التى لن تزول ، نعم انا اتمنى ذلك منذ ان كنت صغيرة، لا أعلم كيف سأنام اول ليلة عندما أراه ، ستكون ليلة مليئة بالسعادة والرضا ، ليلة سأظل أشكر الله دائما على هذا العطاء ، سيكون أجمل وألطف يوم فى حياتى ، يا فرحتُ قلبى عندما اسمعه يرتل القرءان و يُصلى بى قيام الليل ، يا الله كم سيكون الجبر لقلبى ، سيكون أختيار العوض على شكل شخص يجعلنى سعيدة دائماً حتى وإن وجد إبتلاء فهو معى و ستحل ونحن معاً .
ك / آية محمد. ❝ ⏤آية محمد (عاشقة الوحدة)
❞ ماذا لو أتاكي ملتحيًا متدينًا يراعي الله بكِ؟
لشكرت الله كل ليلة، سأفرح كثير وأجبر فلقد دعيت كتير بذلك، يا فرحتُ قلبى بما أعطانى الله ، يا فرحتُ وجهى وإبتسامتى التى لن تزول ، نعم انا اتمنى ذلك منذ ان كنت صغيرة، لا أعلم كيف سأنام اول ليلة عندما أراه ، ستكون ليلة مليئة بالسعادة والرضا ، ليلة سأظل أشكر الله دائما على هذا العطاء ، سيكون أجمل وألطف يوم فى حياتى ، يا فرحتُ قلبى عندما اسمعه يرتل القرءان و يُصلى بى قيام الليل ، يا الله كم سيكون الجبر لقلبى ، سيكون أختيار العوض على شكل شخص يجعلنى سعيدة دائماً حتى وإن وجد إبتلاء فهو معى و ستحل ونحن معاً .
ك / آية محمد. ❝
❞ إن الله الخالق العادل الملهم الذي خلق مخلوقاته وألهمها الطريق.. (وهو لباب الأديان كلها)..
هو مبدأ أولي يصل إليه العقل دون إجهاد. وتوحي به الفطرة بداهة.
وإنما الافتعال كل الافتعال.. هو القول بغير ذلك.
والإنكار يحتاج إلى الجهد كل الجهد وإلى الالتفاف والدوران واللجاجة والجدل العقيم ثم نهايته إلى التهافت .. لأنه لا يقوم على أساس .. ولأنه يدخل في باب المكابرة والعناد أكثر مما يدخل في باب التأمل المحايد النزيه والفطرة السوية.
وهذا هو ما قالته لي رحلتي الفكرية الطويلة .. من بدايتها المزهوة في كتاب ( الله والإنسان ) إلى وقفتها الخاشعة على أبواب القرآن والتوراة والإنجيل وليس متديناً في نظري من تعصب وتحزب وتصور أن نبيه هو النبي الوحيد وأن الله لم يأت بغيره .. فإن هذا التصور لله هو تصور طفولي متخلف يظن أن الله أشبه بشيخ قبيلة .. ومثل هذا الإحساس هو عنصرية وليس تديناً.
وإنما التصور الحق لله .. أنه الكريم الذي يعطي الكل ويرسل الرسل للكل.
( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )
(فاطر – 24)
و( لقد بعثنا في كل أمة رسولاً )
(النحل – 36)
( وما كان ربك مُهلِك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً )
( القصص – 59)
( ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك )
( النساء – 164)
ومعنى هذه الآية أن بوذا يمكن أن يكون رسولا وإن لم يرد ذكره في القرآن.
وإخناتون يمكن أن يكون رسولاً .. ويمكن أن يكون ما وصلنا من تعاليمهم قد خضع للتحريف .. والله يريد بهذا أن يوحي بالإيمان المنفتح الذي يحتضن كل الرسالات وكل الأنبياء وكل الكتب بلا تعصب وبلا تحيز.
وأصدق مثل للوعي الديني المتفتح هو وعي رجل مثل غاندي .. هندوسي ومع ذلك يقرأ في صلاته فقرات من القرآن والتوراة والإنجيل وكتاب ( الدامابادا ) لبوذا .. في خشوع ومحبة.. مؤمناً بكل الكتب وكل الرسل .. وبالخالق الواحد الذي أرسلها.
وهو رجل حياته مثل كلامه أنفقها في الحب والسلام.
والدين واحد من الناحية العقائدية وإن اختلفت الشرائع في الأديان المتعددة . كما أن الرب واحد.
والفضلاء من جميع الأديان هم على دين واحد.
لأن المتدين الفاضل لا يتصور الله خالقاً له وحده وهادياً له وحده أو لفئة وحدها .. وإنما هو نور السموات والأرض .. المتاح لكل من يجهد باحثا عنه .. الرحمن الرحيم المرسل للهداة المنزل للوحي في جميع الأعصر والدهور .. وهذا مقتضى عدله الأزلي .. وهذا هو المعنى الجدير بالمقام الإلهي .. وبدون هذا الإيمان المنفتح لا يكون المتدين متديناً.
أما الأديان التي تنقسم شيعاً يحارب بعضها بعضاً باسم الدين فإنها ترفع راية الدين كذباً .. وما الراية المرفوعة إلا راية العنصر والعرق والجنس وهي مازالت في جاهلية الأوس والخزرج وحماسيات عنترة .. تحارب للغرور .. وإن ظنت أنها تحارب لله .. وهي هالكة ، الغالب فيها والمغلوب .. مشركة .. كل منها عابد لتمثاله ولذاته ولتصوره الشخصي وليس عابداً لله.
وإنما تبدأ عبادة الله بمعرفة الله ومقامه الأسمى . وتبدأ معرفة الله بمعرفة النفس ومكانها الأدنى.
وهذا هو الطريق .. والصراط .. والمعراج الذي يبدأ منه عروج السالكين في هجرتهم الكبرى إلى الحق .. 🤎
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ إن الله الخالق العادل الملهم الذي خلق مخلوقاته وألهمها الطريق. (وهو لباب الأديان كلها).
هو مبدأ أولي يصل إليه العقل دون إجهاد. وتوحي به الفطرة بداهة.
وإنما الافتعال كل الافتعال. هو القول بغير ذلك.
والإنكار يحتاج إلى الجهد كل الجهد وإلى الالتفاف والدوران واللجاجة والجدل العقيم ثم نهايته إلى التهافت . لأنه لا يقوم على أساس . ولأنه يدخل في باب المكابرة والعناد أكثر مما يدخل في باب التأمل المحايد النزيه والفطرة السوية.
وهذا هو ما قالته لي رحلتي الفكرية الطويلة . من بدايتها المزهوة في كتاب ( الله والإنسان ) إلى وقفتها الخاشعة على أبواب القرآن والتوراة والإنجيل وليس متديناً في نظري من تعصب وتحزب وتصور أن نبيه هو النبي الوحيد وأن الله لم يأت بغيره . فإن هذا التصور لله هو تصور طفولي متخلف يظن أن الله أشبه بشيخ قبيلة . ومثل هذا الإحساس هو عنصرية وليس تديناً.
وإنما التصور الحق لله . أنه الكريم الذي يعطي الكل ويرسل الرسل للكل.
( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )
(فاطر – 24)
و( لقد بعثنا في كل أمة رسولاً )
(النحل – 36)
( وما كان ربك مُهلِك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً )
( القصص – 59)
( ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك )
( النساء – 164)
ومعنى هذه الآية أن بوذا يمكن أن يكون رسولا وإن لم يرد ذكره في القرآن.
وإخناتون يمكن أن يكون رسولاً . ويمكن أن يكون ما وصلنا من تعاليمهم قد خضع للتحريف . والله يريد بهذا أن يوحي بالإيمان المنفتح الذي يحتضن كل الرسالات وكل الأنبياء وكل الكتب بلا تعصب وبلا تحيز.
وأصدق مثل للوعي الديني المتفتح هو وعي رجل مثل غاندي . هندوسي ومع ذلك يقرأ في صلاته فقرات من القرآن والتوراة والإنجيل وكتاب ( الدامابادا ) لبوذا . في خشوع ومحبة. مؤمناً بكل الكتب وكل الرسل . وبالخالق الواحد الذي أرسلها.
وهو رجل حياته مثل كلامه أنفقها في الحب والسلام.
والدين واحد من الناحية العقائدية وإن اختلفت الشرائع في الأديان المتعددة . كما أن الرب واحد.
والفضلاء من جميع الأديان هم على دين واحد.
لأن المتدين الفاضل لا يتصور الله خالقاً له وحده وهادياً له وحده أو لفئة وحدها . وإنما هو نور السموات والأرض . المتاح لكل من يجهد باحثا عنه . الرحمن الرحيم المرسل للهداة المنزل للوحي في جميع الأعصر والدهور . وهذا مقتضى عدله الأزلي . وهذا هو المعنى الجدير بالمقام الإلهي . وبدون هذا الإيمان المنفتح لا يكون المتدين متديناً.
أما الأديان التي تنقسم شيعاً يحارب بعضها بعضاً باسم الدين فإنها ترفع راية الدين كذباً . وما الراية المرفوعة إلا راية العنصر والعرق والجنس وهي مازالت في جاهلية الأوس والخزرج وحماسيات عنترة . تحارب للغرور . وإن ظنت أنها تحارب لله . وهي هالكة ، الغالب فيها والمغلوب . مشركة . كل منها عابد لتمثاله ولذاته ولتصوره الشخصي وليس عابداً لله.
وإنما تبدأ عبادة الله بمعرفة الله ومقامه الأسمى . وتبدأ معرفة الله بمعرفة النفس ومكانها الأدنى.
وهذا هو الطريق . والصراط . والمعراج الذي يبدأ منه عروج السالكين في هجرتهم الكبرى إلى الحق . 🤎. ❝