❞ من الف عام تقول العرب يا وطني
واصدق الصدق في اقوالها الدجل
فان خذلت فلا تعجب فمن عجب
ان تلتقي بعروبيتين ما خذلوا
الاجدرين نفاقا في تعاملهم
والاسبقين الى ما كذب الرسل
حمدان يا ايها الغافي على حلم
من العروبة ان الركب مرتحل
قد اوقعوك بفخ ما فطنت له
فانفذ بريشك انا كلنا همل. ❝ ⏤أيمن العتوم
❞ من الف عام تقول العرب يا وطني
واصدق الصدق في اقوالها الدجل
فان خذلت فلا تعجب فمن عجب
ان تلتقي بعروبيتين ما خذلوا
الاجدرين نفاقا في تعاملهم
والاسبقين الى ما كذب الرسل
حمدان يا ايها الغافي على حلم
من العروبة ان الركب مرتحل
قد اوقعوك بفخ ما فطنت له
فانفذ بريشك انا كلنا همل. ❝
❞ الفصل الأول
في محافظةِ الإسكندريةِ السّاحرةِ، عروسُ البحرِ الأبيضِ المتوسطِ، وفي أحدِ أطرافِها المتراميَة، في مدينةٍ صغيرةٍ ساحرةٍ، موقعُها خرافيٌّ، تتوسّطُ ثلاثَ محافظاتٍ، تُطّلُ على النّيلِ والبحرِ المتوسّطِ معًا منظرٌ ساحرٌ، وطبيعةٌ مبهرَةٌ، حيثُ الحدائق والأزهار، والجّوُ المعتدلُ، والمناظرُ الخلابةٌ، هنَا يقعُ منزلٌ هادئ جميلٌ، حيثُ يعيشُ الأَخَوَان: عبد الله وعبد القادر، وأسرتيهما الصغيرتان: سناء زوجة عبد الله، وابنهما أحمد، وسميحة زوجة عبد القادر، الّتي وهبها الله تعالى طفلة أسمتها {سمر} بعد خمس سنوات من الزواج. اليوم موعد حفلة استقبال المولودة الجديدة{سمر}، ستكونُ أجملَ الحفلاتِ، ستُذبحُ الذبّائحُ، وتُعلقُ الزينّاتُ، وتُوزعُ الهدايَا، فرحًا بالصّغيرةِ الّتي وُلدتْ، بعد صبرِ سنينَ عجافَ. الكلُّ يستعدُ بفرحٍ وسرورٍ، أمّا أحمد فقدْ كانتِ فرحتُه وشغفُه يفوقان الجميع، فقدْ طال به الانتظار خمسَ سنواتٍ حيث احتلتْه الوحدةُ، هناكَ في منزلِهم الكبيرِ، وأخيرًا سيكونُ له رفيقةٌ و صديقةٌ تفهمُه، وتشاركُه اللّعبَ والحياةَ. تلهف أحمد لرؤية الصغيرة وطلب من والدته مرافقتها للغرفة، ولكنها رفضت بشدّة، وذلك لأن سمر أُصيبت بمرض الصفراء، ومنَع عنها الطبيب الزيارة وحَظر الإضاءة، ليتم تعافيها سريعا. لم يعِ أحمدُ كلّ هذا، مازال صغيرا، ورغبته في رؤية سمر، كانت مُلّحة، وأقوى من أي أعذار، اغتاظ أحمد من رد فعل والدته، وهمَّ يفكرُ في طريقةٍ لرؤيةِ سمر دونَ أن ينتبِه له أحدٌ طالتْ جلسةُ التفكيرِ الخاصةِ به وبعدَ مدٍ وجزرٍ قرّرَ النزولَ للشارعِ، وراحَ ينفذُ خطتَه المبتكرَة ظنًّا منه أنّهَا ستنجحُ لكن وا أسفاه خابَ ظنّهُ وخانَه عقلُه المدبرُ، حيثُ أنّه قدْ استندَ على قامةِ كرسي وثبّتَه أسفلَ نافذةِ سمر الّتي كانَ جزءٌ منها مفتوحٌ وأخذَ يتحركُ على الكرسي ذاتِ اليمينِ والشّمالِ محاولًا بثَ نظراتِه التّفحصيةِ داخلَ الغرفةِ وإرسالِ جنودَ العينِ منْ وراءِ فتحةٍ صغيرةٍ بالنّافذةِ، في هذه الأثناء انزلقتْ رجلُه وراحَ طريحًا على الأرضِ، بعدهَا صدرتْ أصواتُ التأوهِ والألمِ منه فهرولَ إليه والدُه وحملَه للداخلِ وهو يتألمُ من شّدةِ الوقعةِ الّتي وقعَها، في هذه الأثناء استبدلَ أحمد ملامحَ الإصرارِ والسّعادة والأمل لرؤية سمر بملامح كئيبةٍ اعتلتْ وجهَه المصّفرِ الّذي حملَ مزيجًا من خيبةِ أملٍ في تحقيقِ الرغبةِ، وخجل من الموجودين حوله، كأنّهُ ارتكبَ جريمةً وكُشِفَ أمرُه قبلَ أن تكتملَ خطتَه. كانتْ إصابةُ أحمد بليغة جدًا راحَ ضحيتَها قدمه ممَا استدعَى مراجعةً طبيّةً له ولفَ القدمْ بالجبسِ، لم يسعدْ أحمدُ لهذَا الأمرْ إطلاقًا لأنّه من هذَا اليوم أصبحَ رهينةً بالبيتِ ولا يسعُه الخروجُ ولا المشي، الآن كيف له أن يحققَ رغبتَه في رؤية سمر؟. بعد فترةٍ من الزمنِ قد تكونُ أسبوعًا كاملًا استوطنَ المللُ على أحمد وخيمتْ الكآبةُ والوحدةُ داخلَه نتيجةَ ملازمتِه الفراشَ طولَ هذه المدة، في يومِ من أيّامِ خيبتِه دقَّ جرسُ البابِ، فتحتْ والدةُ أحمد، وكانتْ المفاجأة حضرتْ سميحَة زوجةُ عمّهِ ومعهَا سمر ليطمئنُوا على أحمد. مَا إن رأى أحمد سمرَ حتَّى فتحَ فاههُ دهشةً وفرحًا، وراحتْ سميحة تضعُها بين يديه؛ فرح فرحةً كبيرةً لا توصفُ واحمرَ خجلًا ما إنْ رددتْ سميحة قولَها: - ها هي عروسُك بين يديك متلهفةٌ لك مثلمَا أنتَ متلهفٌ لرؤيتِها. قالتْ قولَها هذا محاولةً التحسينَ من مزاجِه ومواساة آلامِه. تفحصَ أحمد بنظراتِه البريئة الّتي حملتْ كمًا هائلًا من الفرحِ والسّعادةِ والأملِ لا تصفُه الكلماتُ ولَا تعيه الحروفُ فإنّها المؤنسُ الّذي سيكسرُ روتين الوحدةِ داخلَه ويؤنسُ روحَه الظّليلة هنا وهناك، إنّها الملاكُ الّذي سيلفُه بعباءةِ الطمأنينة في كل ابتسامة ونظرة، والنورُ الّذي سينيرُ حياتَه المظلمةَ، بعدمَا كان يشعرُ بالمللِ ساعات طويلةٍ؛ لا يجدُ من يشاركُه حياتَه، إنّها الحياةُ الجديدة والحياة الأجملُ الّتي طالمَا تمناهَا وبحثَ عنهَا في رحلاتِه الطّويلةِ. توالتْ الأيّامُ واللّيالي وسابقَنا الزمنُ فمرتْ سنواتٌ عديدةٌ وكبرُ كلٌّ من سمر وأحمد وكانَا لا يفترقَان البتة دائمًا ما تخطفُك أصواتُ ضحكاتِهما المتّعاليةِ في الأرجاءِ وهمَا يتواثبانِ هنا وهناك يتشاركان اللّعبَ ولحظات السّعادةِ والمرحِ، وما زاد قوةَ علاقتهِما هو تلكَ الشّجارات الّتي تنشبُ بينهُما من فترةٍ لأخرَى بسببِ اختلاف رأيٍ أو ما شابهَ، مثالٌ للبراءةٍ هما تعلمَا الحبوَ على بساطِ الطّفولةِ معًا ولم يتركَا يدَ بعضهِما أبدًا، كلّ هذا كانَ في كنفِ عائلةِ محبةٍ ولطيفةٍ تحبُ العطاءَ والاحترامَ أفرادُها طيبُوا القلوب. بعد فترةٍ من الزّمنِ حملتْ سميحة والدةَ سمر مرة أخرى، ووضعتْ في حملِها هذا توأم { حسن وحسين} لكن لسوءِ الحظِ قد أصابتْها مضاعفاتٍ بعد الولادةِ وتعبتْ تعبًا شديدًا، وتعبَ معهَا المولودَان الجديدَان أيضًا، في هذه الأثناءِ شمرتْ الأحزانُ عن صاعديْها لتنهشَ من لحمِ هذه العائلةِ، وعمَ الخوفُ والقلقُ الشّديدُ على سميحة والولدين، لم تسلمْ سمر من جندِ الخوفِ وشيطانِه بلْ أنّه قد أكلَ من قلبِها الطيّبِ نصيبًا وافرًا واعتلتْ وجههَا صفرةٌ شديدةٌ وامتنعتْ عن الأكلِ؛ ذلكَ من شدةِ خوفِها وقلقِها على والدتِها وإخوتِها الصّغار. وبعدَ فترةٍ من الزمنِ تلوى فيهَا الجميعُ علىَ بساطِ القلقِ والخوفِ، عادتْ سميحةُ والأطفالُ للمنزلِ بعدمَا تماثلُوا للشفاءِ، ولكن سميحة لم تتعافَ تمامًا فهي لازالتْ تشعرُ بالتّعبِ؛ هذا ما دفعَ الطبيبَ إلى إخضاعِها لمجموعةٍ من التّحاليل الطّبية والأشعةِ وللأسفِ هذه الأخيرة أظهرتْ أنّهَا قد أصيبتْ بمرضِ بالقلبِ، ونتيجةَ هذا خرتْ قواهَا وضَعُفَ جسمُها ووهنتْ فلم تعدْ تقوَى على أداءِ أشغالِ البيتِ ولا رعايةِ الأطفالِ، فَهّمَ الجميعُ لمساعدتِها دونَ ترددٍ خاصّةً سناء أمّ أحمد الّتي كانتْ تقومُ بأعمالِ البيتِ عنهَا وترعَى الأطفالَ دونَ مللٍ ولا كللٍ. حاولتْ سميحةُ الانتظامَ في أخذِ العلاجِ والأدويةِ دونَ تهاونٍ في ذلك، لكنْ هذَا لمْ يخففْ من خوفِ سمر على والدتِها فهيَ كانتْ تخافُ فكرةَ أن تفقدَ والدتَها على حينِ غرةٍ فكانتْ تدعُو لهَا بالشّفاءِ أناءَ الّليلِ وأطرافَ النّهار، فهي لا تقوَى علَى أن تعيشَ دونَها. كبرتْ سمر وحانَ موعدُ التحاقِها بالمدرسةِ، أخيرًا ستلتحقُ بالصّف الأوّل لكنَها لم تكنْ سعيدةً بهذَا فاعتلتْ وجهَها ملامحُ الشحوبِ والاصفرارِ وضاقتْ عينيهَا ممَّا يدلُ على استيائِها لدخولِ المدرسةِ، وكانَ حزنُها لأسبابٍ أولّها مرضُ والدتِها وتعذر مرافقتِها للمدرسةِ أمّا السببُ الثّاني فهو سفرُ والدِها خارجَ البلدةِ ممّا يمنعُه من مرافقتِها كمَا كانتْ تحلمُ دائمًا؛ بدأتْ هستيريَا البكاءِ عندَ سمر ورفضتْ التّوقفَ عن ذلك ممَا مزّقَ قلبَ أحمد عليهَا وجعلًه يشعرُ بالسوءْ لحالِها. لمْ يتخلَ أحمد عنْ سمر لحظةً واحدةً ولمْ يتركْ يدهَا بل أنّه تشبثَ بها بقوةٍ واصطحبَها معه إلى المدرسةِ وحاولَ بطرقٍ جهيدةٍ طيلةَ الطّريقِ على أن يرسمَ الضحكةَ على وجههِا ويمسحَ الدموعَ من عينيها. لكن هذا لمْ يجدِ نفعًا حيثُ ما إنْ وطأتْ أقدامُ سمر بوابةَ المدرسةِ حتّى رأتْ كلّ التّلاميذ مع أبائهم يتبادلُون الحديثَ ويتمازحُون ويودعُون بعضَهم عندَ البابِ؛ هنا عادتْ سمر لحالتِها الأولى وباشرتْ البكاءَ من جديد لأنّها وجدتْ نفسَها وحيدةً في غيابِ والديهَا. توالتْ الأيّام وتعاقبتْ السنين ولازالَ الحالُ على ما هوَ عليه، فعّمَ الهدوءُ المنزلَ طيلةَ هذه المدةِ لكنَ مرضُ سميحة لازالَ يزدادُ يومًا بعدَ يومٍ وحالتِها في استياءٍ من يومٍ لأخر؛ ممَّا دفعَها لمراجعةِ طبيّةٍ عندَ مختلفِ الأطباءِ لكن ذهبَت هذه الجهودُ في مهبِ الرّيحِ. اختلسَ أحمدُ السمعَ لجلسةِ والدِه ووالدتِه وهمَا يتحدثَان عن حالةِ سميحة وعنْ الأطّباءِ الّذين زارتْهم، وأنهَت حديثَها بالتّأسفِ والبكاءِ ممّا دفعَ أحمدُ للبكاءِ أيضًا خوفًا على فراقِ سميحة وعلى سمر ومَا ستؤولُ إليه بعدَ هذا، لكنْ ما جالَ بخاطرِه وزادَ من خوفِه، قلقَه على سمر منْ أن تُصابَ بالمرضِ نفسِه ذاتَ يومٍ. طَالَ به الحالُ وهو يفكرُ في حالةِ سمر ولمْ ينتبِه حتّى سمعَ آذانَ الصّلاة، فقامَ يجرُ قدميه بتثاقلٍ شديدٍ كمنْ يحملُ ثقلَ أسفارٍ طالَ بها المرتحلُ، توضَأَ ونزلَ للمسجدِ معَ والدِه و تقابلَا معَ عمّه وحسنَ وحسين وأصرّت سمر أن تذهبَ أيضًا معهم، كانتْ المساجدُ في أبهَى زينتِها استعدادًا لشهر رمضان المبارك وما يميز هذه الأيّام ويزيدُها جمالًا هو لعب الأطفالِ وهم يتواثبُون هنا وهناكَ وصوتُ الشعائرِ الدينيةِ الّتي تريحُ النفس وتطمئنُ لها القلوبُ، وزينةُ الشوارعِ والمساجدِ الّتي جعلتْها تبدُو بأحلَى حلةٍ كأنّها عروسٌ زينَتْ ليلةَ حِنَتِهَا. أدَى الجميعُ صلاتَهم بالمسجدِ ثمّ عادُوا فرحينَ إلى البيتِ، ما إن وصلُوا دقَ حسنُ جرسَ البابِ مراتٍ ومراتِ لكنْ لمْ يفتحْ أحد ظنُوا أنَّ سميحةَ قد غفتْ، لكن عمّه قد نسّيَ حملَ المفاتيح معهُ فاضطرُوا لكسرِ البابِ وما إنْ ولجُوا البيتَ حتّى وجدُوا سميحة ملقاة علَى الأرضِ، فاقدةً الوعيَ بمنظرٍ مرعبٍ؛ ما إنْ رأتْها سمر حتّى راحتْ تعلِي صرخاتِها ونواحَها من شّدةِ الفزعِ والهلعِ على والدتِها.
رواية الوفاء في زمن الخيانة. ❝ ⏤صفاء فوزي
❞ الفصل الأول
في محافظةِ الإسكندريةِ السّاحرةِ، عروسُ البحرِ الأبيضِ المتوسطِ، وفي أحدِ أطرافِها المتراميَة، في مدينةٍ صغيرةٍ ساحرةٍ، موقعُها خرافيٌّ، تتوسّطُ ثلاثَ محافظاتٍ، تُطّلُ على النّيلِ والبحرِ المتوسّطِ معًا منظرٌ ساحرٌ، وطبيعةٌ مبهرَةٌ، حيثُ الحدائق والأزهار، والجّوُ المعتدلُ، والمناظرُ الخلابةٌ، هنَا يقعُ منزلٌ هادئ جميلٌ، حيثُ يعيشُ الأَخَوَان: عبد الله وعبد القادر، وأسرتيهما الصغيرتان: سناء زوجة عبد الله، وابنهما أحمد، وسميحة زوجة عبد القادر، الّتي وهبها الله تعالى طفلة أسمتها ﴿سمر﴾ بعد خمس سنوات من الزواج. اليوم موعد حفلة استقبال المولودة الجديدة﴿سمر﴾، ستكونُ أجملَ الحفلاتِ، ستُذبحُ الذبّائحُ، وتُعلقُ الزينّاتُ، وتُوزعُ الهدايَا، فرحًا بالصّغيرةِ الّتي وُلدتْ، بعد صبرِ سنينَ عجافَ. الكلُّ يستعدُ بفرحٍ وسرورٍ، أمّا أحمد فقدْ كانتِ فرحتُه وشغفُه يفوقان الجميع، فقدْ طال به الانتظار خمسَ سنواتٍ حيث احتلتْه الوحدةُ، هناكَ في منزلِهم الكبيرِ، وأخيرًا سيكونُ له رفيقةٌ و صديقةٌ تفهمُه، وتشاركُه اللّعبَ والحياةَ. تلهف أحمد لرؤية الصغيرة وطلب من والدته مرافقتها للغرفة، ولكنها رفضت بشدّة، وذلك لأن سمر أُصيبت بمرض الصفراء، ومنَع عنها الطبيب الزيارة وحَظر الإضاءة، ليتم تعافيها سريعا. لم يعِ أحمدُ كلّ هذا، مازال صغيرا، ورغبته في رؤية سمر، كانت مُلّحة، وأقوى من أي أعذار، اغتاظ أحمد من رد فعل والدته، وهمَّ يفكرُ في طريقةٍ لرؤيةِ سمر دونَ أن ينتبِه له أحدٌ طالتْ جلسةُ التفكيرِ الخاصةِ به وبعدَ مدٍ وجزرٍ قرّرَ النزولَ للشارعِ، وراحَ ينفذُ خطتَه المبتكرَة ظنًّا منه أنّهَا ستنجحُ لكن وا أسفاه خابَ ظنّهُ وخانَه عقلُه المدبرُ، حيثُ أنّه قدْ استندَ على قامةِ كرسي وثبّتَه أسفلَ نافذةِ سمر الّتي كانَ جزءٌ منها مفتوحٌ وأخذَ يتحركُ على الكرسي ذاتِ اليمينِ والشّمالِ محاولًا بثَ نظراتِه التّفحصيةِ داخلَ الغرفةِ وإرسالِ جنودَ العينِ منْ وراءِ فتحةٍ صغيرةٍ بالنّافذةِ، في هذه الأثناء انزلقتْ رجلُه وراحَ طريحًا على الأرضِ، بعدهَا صدرتْ أصواتُ التأوهِ والألمِ منه فهرولَ إليه والدُه وحملَه للداخلِ وهو يتألمُ من شّدةِ الوقعةِ الّتي وقعَها، في هذه الأثناء استبدلَ أحمد ملامحَ الإصرارِ والسّعادة والأمل لرؤية سمر بملامح كئيبةٍ اعتلتْ وجهَه المصّفرِ الّذي حملَ مزيجًا من خيبةِ أملٍ في تحقيقِ الرغبةِ، وخجل من الموجودين حوله، كأنّهُ ارتكبَ جريمةً وكُشِفَ أمرُه قبلَ أن تكتملَ خطتَه. كانتْ إصابةُ أحمد بليغة جدًا راحَ ضحيتَها قدمه ممَا استدعَى مراجعةً طبيّةً له ولفَ القدمْ بالجبسِ، لم يسعدْ أحمدُ لهذَا الأمرْ إطلاقًا لأنّه من هذَا اليوم أصبحَ رهينةً بالبيتِ ولا يسعُه الخروجُ ولا المشي، الآن كيف له أن يحققَ رغبتَه في رؤية سمر؟. بعد فترةٍ من الزمنِ قد تكونُ أسبوعًا كاملًا استوطنَ المللُ على أحمد وخيمتْ الكآبةُ والوحدةُ داخلَه نتيجةَ ملازمتِه الفراشَ طولَ هذه المدة، في يومِ من أيّامِ خيبتِه دقَّ جرسُ البابِ، فتحتْ والدةُ أحمد، وكانتْ المفاجأة حضرتْ سميحَة زوجةُ عمّهِ ومعهَا سمر ليطمئنُوا على أحمد. مَا إن رأى أحمد سمرَ حتَّى فتحَ فاههُ دهشةً وفرحًا، وراحتْ سميحة تضعُها بين يديه؛ فرح فرحةً كبيرةً لا توصفُ واحمرَ خجلًا ما إنْ رددتْ سميحة قولَها: - ها هي عروسُك بين يديك متلهفةٌ لك مثلمَا أنتَ متلهفٌ لرؤيتِها. قالتْ قولَها هذا محاولةً التحسينَ من مزاجِه ومواساة آلامِه. تفحصَ أحمد بنظراتِه البريئة الّتي حملتْ كمًا هائلًا من الفرحِ والسّعادةِ والأملِ لا تصفُه الكلماتُ ولَا تعيه الحروفُ فإنّها المؤنسُ الّذي سيكسرُ روتين الوحدةِ داخلَه ويؤنسُ روحَه الظّليلة هنا وهناك، إنّها الملاكُ الّذي سيلفُه بعباءةِ الطمأنينة في كل ابتسامة ونظرة، والنورُ الّذي سينيرُ حياتَه المظلمةَ، بعدمَا كان يشعرُ بالمللِ ساعات طويلةٍ؛ لا يجدُ من يشاركُه حياتَه، إنّها الحياةُ الجديدة والحياة الأجملُ الّتي طالمَا تمناهَا وبحثَ عنهَا في رحلاتِه الطّويلةِ. توالتْ الأيّامُ واللّيالي وسابقَنا الزمنُ فمرتْ سنواتٌ عديدةٌ وكبرُ كلٌّ من سمر وأحمد وكانَا لا يفترقَان البتة دائمًا ما تخطفُك أصواتُ ضحكاتِهما المتّعاليةِ في الأرجاءِ وهمَا يتواثبانِ هنا وهناك يتشاركان اللّعبَ ولحظات السّعادةِ والمرحِ، وما زاد قوةَ علاقتهِما هو تلكَ الشّجارات الّتي تنشبُ بينهُما من فترةٍ لأخرَى بسببِ اختلاف رأيٍ أو ما شابهَ، مثالٌ للبراءةٍ هما تعلمَا الحبوَ على بساطِ الطّفولةِ معًا ولم يتركَا يدَ بعضهِما أبدًا، كلّ هذا كانَ في كنفِ عائلةِ محبةٍ ولطيفةٍ تحبُ العطاءَ والاحترامَ أفرادُها طيبُوا القلوب. بعد فترةٍ من الزّمنِ حملتْ سميحة والدةَ سمر مرة أخرى، ووضعتْ في حملِها هذا توأم ﴿ حسن وحسين﴾ لكن لسوءِ الحظِ قد أصابتْها مضاعفاتٍ بعد الولادةِ وتعبتْ تعبًا شديدًا، وتعبَ معهَا المولودَان الجديدَان أيضًا، في هذه الأثناءِ شمرتْ الأحزانُ عن صاعديْها لتنهشَ من لحمِ هذه العائلةِ، وعمَ الخوفُ والقلقُ الشّديدُ على سميحة والولدين، لم تسلمْ سمر من جندِ الخوفِ وشيطانِه بلْ أنّه قد أكلَ من قلبِها الطيّبِ نصيبًا وافرًا واعتلتْ وجههَا صفرةٌ شديدةٌ وامتنعتْ عن الأكلِ؛ ذلكَ من شدةِ خوفِها وقلقِها على والدتِها وإخوتِها الصّغار. وبعدَ فترةٍ من الزمنِ تلوى فيهَا الجميعُ علىَ بساطِ القلقِ والخوفِ، عادتْ سميحةُ والأطفالُ للمنزلِ بعدمَا تماثلُوا للشفاءِ، ولكن سميحة لم تتعافَ تمامًا فهي لازالتْ تشعرُ بالتّعبِ؛ هذا ما دفعَ الطبيبَ إلى إخضاعِها لمجموعةٍ من التّحاليل الطّبية والأشعةِ وللأسفِ هذه الأخيرة أظهرتْ أنّهَا قد أصيبتْ بمرضِ بالقلبِ، ونتيجةَ هذا خرتْ قواهَا وضَعُفَ جسمُها ووهنتْ فلم تعدْ تقوَى على أداءِ أشغالِ البيتِ ولا رعايةِ الأطفالِ، فَهّمَ الجميعُ لمساعدتِها دونَ ترددٍ خاصّةً سناء أمّ أحمد الّتي كانتْ تقومُ بأعمالِ البيتِ عنهَا وترعَى الأطفالَ دونَ مللٍ ولا كللٍ. حاولتْ سميحةُ الانتظامَ في أخذِ العلاجِ والأدويةِ دونَ تهاونٍ في ذلك، لكنْ هذَا لمْ يخففْ من خوفِ سمر على والدتِها فهيَ كانتْ تخافُ فكرةَ أن تفقدَ والدتَها على حينِ غرةٍ فكانتْ تدعُو لهَا بالشّفاءِ أناءَ الّليلِ وأطرافَ النّهار، فهي لا تقوَى علَى أن تعيشَ دونَها. كبرتْ سمر وحانَ موعدُ التحاقِها بالمدرسةِ، أخيرًا ستلتحقُ بالصّف الأوّل لكنَها لم تكنْ سعيدةً بهذَا فاعتلتْ وجهَها ملامحُ الشحوبِ والاصفرارِ وضاقتْ عينيهَا ممَّا يدلُ على استيائِها لدخولِ المدرسةِ، وكانَ حزنُها لأسبابٍ أولّها مرضُ والدتِها وتعذر مرافقتِها للمدرسةِ أمّا السببُ الثّاني فهو سفرُ والدِها خارجَ البلدةِ ممّا يمنعُه من مرافقتِها كمَا كانتْ تحلمُ دائمًا؛ بدأتْ هستيريَا البكاءِ عندَ سمر ورفضتْ التّوقفَ عن ذلك ممَا مزّقَ قلبَ أحمد عليهَا وجعلًه يشعرُ بالسوءْ لحالِها. لمْ يتخلَ أحمد عنْ سمر لحظةً واحدةً ولمْ يتركْ يدهَا بل أنّه تشبثَ بها بقوةٍ واصطحبَها معه إلى المدرسةِ وحاولَ بطرقٍ جهيدةٍ طيلةَ الطّريقِ على أن يرسمَ الضحكةَ على وجههِا ويمسحَ الدموعَ من عينيها. لكن هذا لمْ يجدِ نفعًا حيثُ ما إنْ وطأتْ أقدامُ سمر بوابةَ المدرسةِ حتّى رأتْ كلّ التّلاميذ مع أبائهم يتبادلُون الحديثَ ويتمازحُون ويودعُون بعضَهم عندَ البابِ؛ هنا عادتْ سمر لحالتِها الأولى وباشرتْ البكاءَ من جديد لأنّها وجدتْ نفسَها وحيدةً في غيابِ والديهَا. توالتْ الأيّام وتعاقبتْ السنين ولازالَ الحالُ على ما هوَ عليه، فعّمَ الهدوءُ المنزلَ طيلةَ هذه المدةِ لكنَ مرضُ سميحة لازالَ يزدادُ يومًا بعدَ يومٍ وحالتِها في استياءٍ من يومٍ لأخر؛ ممَّا دفعَها لمراجعةِ طبيّةٍ عندَ مختلفِ الأطباءِ لكن ذهبَت هذه الجهودُ في مهبِ الرّيحِ. اختلسَ أحمدُ السمعَ لجلسةِ والدِه ووالدتِه وهمَا يتحدثَان عن حالةِ سميحة وعنْ الأطّباءِ الّذين زارتْهم، وأنهَت حديثَها بالتّأسفِ والبكاءِ ممّا دفعَ أحمدُ للبكاءِ أيضًا خوفًا على فراقِ سميحة وعلى سمر ومَا ستؤولُ إليه بعدَ هذا، لكنْ ما جالَ بخاطرِه وزادَ من خوفِه، قلقَه على سمر منْ أن تُصابَ بالمرضِ نفسِه ذاتَ يومٍ. طَالَ به الحالُ وهو يفكرُ في حالةِ سمر ولمْ ينتبِه حتّى سمعَ آذانَ الصّلاة، فقامَ يجرُ قدميه بتثاقلٍ شديدٍ كمنْ يحملُ ثقلَ أسفارٍ طالَ بها المرتحلُ، توضَأَ ونزلَ للمسجدِ معَ والدِه و تقابلَا معَ عمّه وحسنَ وحسين وأصرّت سمر أن تذهبَ أيضًا معهم، كانتْ المساجدُ في أبهَى زينتِها استعدادًا لشهر رمضان المبارك وما يميز هذه الأيّام ويزيدُها جمالًا هو لعب الأطفالِ وهم يتواثبُون هنا وهناكَ وصوتُ الشعائرِ الدينيةِ الّتي تريحُ النفس وتطمئنُ لها القلوبُ، وزينةُ الشوارعِ والمساجدِ الّتي جعلتْها تبدُو بأحلَى حلةٍ كأنّها عروسٌ زينَتْ ليلةَ حِنَتِهَا. أدَى الجميعُ صلاتَهم بالمسجدِ ثمّ عادُوا فرحينَ إلى البيتِ، ما إن وصلُوا دقَ حسنُ جرسَ البابِ مراتٍ ومراتِ لكنْ لمْ يفتحْ أحد ظنُوا أنَّ سميحةَ قد غفتْ، لكن عمّه قد نسّيَ حملَ المفاتيح معهُ فاضطرُوا لكسرِ البابِ وما إنْ ولجُوا البيتَ حتّى وجدُوا سميحة ملقاة علَى الأرضِ، فاقدةً الوعيَ بمنظرٍ مرعبٍ؛ ما إنْ رأتْها سمر حتّى راحتْ تعلِي صرخاتِها ونواحَها من شّدةِ الفزعِ والهلعِ على والدتِها.
❞ كنت قاعده فى شقتى وسمعت حركه غريبة في الشقة اللى قصدى استغربت وخوفت لا يكون حرامى خصوصاً أن الشقة دى فاضية وكانت بتتاجر مفروش للمصيفين.نسيت أقولكم أنى ساكنه فى شقة فى عماره فى اسكندرية.
أنا مريم موظفة فى شركة مقاولات عندى ٣٥سنه الشقة دى بتاعت بابا وماما وأنا كنت عايشه معهم ولما توفهم الله فضلت أنا قاعده فيها خصوصاً أن بابا كان وخدها تمليك.
وبما أن الحظ ما حلفنيش ولقيت بنى ادم كويس يصلح زوج وأب ف ما اتجوزتش وادينا قاعده فى شقة بابا.
المهم علشان ما اطولش عليكم.
لما سمعت الاصوات دى فى الشقة اللى قدامى قلقت اصوات غريبة فضلت قلقانه لحد الصبح.روحت شغلى وفى نص اليوم أتصلت بصاحب العمارة علشان أسأله على الأصوات اللى سمعتها فى الشقة اللى قدامى.قالى أنها سكنت وبقى فيها سكن جداد.
ارتاحت شوية .بس بقى بيحصل حاجات غريبة كل يوم أسمع أصوات ده غير ريحة البخور اللى تخنق قلت أكيد ناس مجانين كل يوم هبد ورزع ده غير أصوات بكاء الاطفال والصراخ المفزع.قررت اروح اخبط عليهم واقولهم يهدوا شوية علشان عايزين ننام ورانا شغل لكن لما جيت أخرج من الشقة رجلى اتخبطت واتقلبت اتلوت تحتى اتصلت بشرين صاحبتى جاتلى ومعاها دكتورة قالت إن فيه شرخ فى رجلى ولازم جبيرة عملت اللازم وعملت جبيرة وكتبت على بعض الأدوية واستاذنت ومشيت شيرين الله يباركلها فضلت معايا طول اليوم وتانى يوم عملتلى إجازة علشان رجلى.
وبقيت بتيجى من وقت للتانى تطمن عليا..
بس اتفجاءت بيها بتسالنى مين ساكن في الشقة اللى قدامك ؟
قلتلها ليه ياشيرين حد ضايقك ؟
شيرين لا محديش ضايقنى بس كل لما اعدى من قدام الشقة فى ريحه وحشة مع ريحة بخور مش عارفه انتى مستحملة الريحه دى ازى؟
مريم يابنتى ده غير الخبط والىزع طول اليوم مش بعرف أنام كنت ريحه اقولهم يخفوا الأصوات شوية بس وقعت واديكى شايفة حالى.
شيرين بصراحه مش مريحين خالص يامريم.حاولى ما تختلطيش بهم.
مريم يابنتى ما انتى عارفه أنى مش بحب اختلط بحد.
شيرين أنا همشى دلوقتى وهعدى عليكى بكره.
مريم ماشى ياحبيبتي تسلميلي تعبتك معايا اليومين دول.
شيرين انتى هبلة يابنتى إحنا أخوات.يلا سلام.
مريم مع السلامه.
بعد اسبوع فكيت الجبس والحمد لله بقيت أحسن بس برضوا ضوضاء الناس اللى قدامى بيزيد.
وأنا راجعه من شغلى الساعه خمسه ونص المغرب سمعت بكاء طفل بيستنجد من نفس الشقة من صوت استنجاد الطفل قلبى وجعنى قررت اخبط على الشقة وأشوف فيه إيه بحجة أنى جاية أرحب بيهم كونهم سكان جداد.
نزلت جبت علبة شيكولاته وطلعت خبط عليهم فتحت لى ست مش كبيرة ولا صغيرة ابتسمت أول ما شافتنى بدلتها الابتسامه وقلتلها أنا جارتك اللى ساكنه هنا جيت أرحب بيكم نورتوا العماره.
الست ابتسمت ابتسامه غريبة وزى ما تكون مش عايزة تستقبلينى وأحنا واقفين على الباب لقيت فى صوت وأحد بيكلمها من جوه بيقولها مين يا ليزا ؟
ردت عليه بنفس البرود وقالتله جارتنا اللى قدامنا جه الراجل من جوه بس بابتسامة مش مريحه ولقيته بصلها زى ما يكون فى كلمة سر بالنظرات وراح بصصيلى بنفس الابتسامة الشيطانية وقالى أهلا أهلا اتفضلى نورتينا.
دخلت معهم الشقة مش مريحه فيها حاجه غلط.
قعدت معهم وقدموا لى العصير ولكنى اعتذرتلهم علشان متأخرة على ميتنج علشان اهرب منهم.بس وأنا خارجة لمحت خيال طفل بيبكى وغرفه خارج منها ضوء أحمر اتفزعت وارتعبت وخوفت وما صدقت خرجت من عندهم.
رجعت شقتى وأنا بتنفض من الخوف شكلهم مش بنى ادمين.
ياترى بيعملوا ايه فى الشقة مخلينها مقبضة كده ؟
دخلت اخدت دوش واكلت حاجه خفيفة ودخلت نمت.
حلمت حلم غريب انى سمعت صوت طفل بيبكى ويصرخ من شقة الجيران وأنا جريت علشان أشوف فيه إيه لقيت باب شقتهم مفتوح دخلت فضلت ادور على الطفل اللى بيبكى.
لقيت الاوضه اللى كان خارج منها ضوء احمر مفتوحة فتحه صغيرة قربت منها لقيتهم رسمين رسومات غريبة وعاملين دائرة بالشموع ومنيمين طفل في وسط الدائرة ولقيت الراجل صاحب الشقة ماسك س ك ي ن ة ووقف ناحية رأس الطفل وبيقول كلام مش مفهوم و ب ي ن ح ر ه ارتعبت من المنظر قمت مفزوعه من النوم وأنا بصرخ من المنظر اللى شوفته فضلت قاعده على السرير بحاول أهدى نفسى وأقول ده حلم أكيد مفيش ناس بالبشاعة دى ولكنى هاخد حذرى منهم.قمت من النوم جهزت ونزلت شغلى لما وصلت وشوفت شيرين لقيتها بتقولى مالك يابنتى لونك مخطوف ليه ؟
قلتلها هاخد نفسى واحكيلك.
قعدت مع شيرين وحكيت لها كل شيء من أول ما زرتهم لحد الحلم المفزع ده.
شيرين تفتكرى يامريم بيعملوا أعمال وسحر وكده يعنى.
مريم مش عارفه بس مش مرتحلهم والنهارده وأنا خارجه لقيت حاجات مرشوشه قدام الباب بس يعنى قلت أكيد حد كان معاه مياه ووقعت منه.
شيرين طب انتى كويسه ؟
مريم آه الحمد لله ما أنا قدامك أهو مفيش غير الحلم البشع اللى شوفته هو اللى وترنى شوية بس.
شيرين خلى بالك من نفسك وحاولى ما تتعامليش مع الناس دى
مريم والله أنا مش بحب أتعامل مع حد بس الأصوات بتاعتهم اللى خليتنى ازورهم علشان بعد كده أقدر اقولهم يخفوا الأصوات بس دلوقتي خايفة ااقرب من شقتهم ربنا يستر. ما تيجى تتعشى معايا النهارده.
شيرين كان بودى بس محمد قالى هيسبقنى هو والعيال عند حماتى النهارده.
مريم خلاص بقى مش مشكلة هستناكى فى يوم تانى.
شيرين خلاص خليها يوم تانى أكون قائلة ل محمد قبلها.
وانتى خلى بالك من نفسك.
مريم خليها على الله.
شيرين ونعم بالله العلي العظيم. يلا سلام
مريم سلام.
...............................................................
مريم رجعت البيت لقيت نفس المياه مدلوقة قدام باب الشقة إيه معقولة ما نشفتش من الصبح.مااديتش الأمر أهمية ودخلت الشقة.
دخلت اخدت دوش وحضرت وجبه خفيفه وأنا قاعدة بأكل لمحت حد داخل اوضة النوم قمت أجرى أشوف مين مالقيتش حد رجعت قعدت مكانى كنت هتجنن حسيت بنفس زى مايكون حد واقف ورايا بصيت مالقيتش حد هو أنا اتجننت ولا إيه ؟
خلصت أكل وظبط كل حاجه عملت قهوة وخرجت البلكونه.
لمحت جيرانى الجداد من ورا الشباك بتاعهم ماسكين طفل بشكل مش طبيعي والإضاءة كانت خافته وشوفت الراجل زى ما شوفته فى الحلم اترعبت لا حد منهم يشوفنى دخلت من البلكونه وكلمت شيرين وحكيت لها وأنا بحكى لها الكهرباء فصلت ودى أول مره تحصل فى العماره قلبى بقى يتنفض من الخوف والرعب وحسيت بحركة حواليا خوفت وصرخت لما حسيت حد بيمسك رجلى ووقع التليفون وما حسيتش بنفسى غير وشيرين وجوزها والدكتور موجودين حواليا أصلى أنا مدية ل سيرين نسخه من المفتاح علشان تبقى تيجى تطمن عليا لما رجلى كانت متجبسه وما اخدتهوش منها الدكتور مشى بعد لما فوقت وقعدت معهم وحكيت لهم كل حاجه.
جوز شيرين قال أنا هروح أجيب حد يفهمنا في إيه وجاى.
نزل محمد جوز شيرين ورجع بعد نص ساعه وكان جايب معاه شيخ.الشيخ فضل يبص في كل زوايا الشقة وبعدين طلب إناء به ماء نظيف فضل يقرأ القرآن الكريم عليه وبعدين طلب منى أقوم أرش المياه مكان المياه اللى شوفتها كانت مرشوشه قدام الباب وبعد ما رشيت المياه سمعت صوت عالى بره الشقه جيت أخرج أنا وشيرين نشوف فى إيه بس محمد منعنا نخرج وقال دى الشرطة جاية تفتش الشقة اللى قدامك علشان يفهموا فى إيه.
جات الشرطة وقبضت عليهم لأنهم كانوا لسه ما اتخلصوش من ج ث ة الطفل اللى كانوا بيعملوا عليه طقوسهم الشيطانية.
بعد لما مشيوا الشيخ داخل وطلب بعد الأشياء وقام بتطهير الشقة سألته بعد لما خلص إيه اللى كان بيحصلى ؟
الشيخ كان معمولك سحر بالجنون علشان محديش يصدقك.
جيرانك الدجالين كانوا قلقانين منك ف كانوا بيجننوكى علشان لو اتكلمتى محديش يصدقك.
ياريت يابنتى تحصنى نفسك وبيتك بالصلاة وذكر الله والقران الكريم.
مش مصدقة كانوا بيعملوا فيا كده وأنا كن بتجنبهم وقلت ماليش دعوه بيهم.
الشيخ كان لازم تبلغى يابنتى من الأول يمكن كنتى انقذتى طفل برئ راح ضحية شوية دجالين الحمدلله حصنى نفسك بالصلاة والقران الكريم.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا وشيرين ومحمد وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
محمد الله يبارك له قدر خوفى وسابلى شيرين تبات معايا.
والحمد لله بدأت ألتزم بالصلاة وشغلت القرآن الكريم على طول فى الشقة.
يفلح الساحر حيث أتى.صدق الله العظيم.
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾
حسبي الله ونعم الوكيل.
تمت...
واخيرا وليس اخرا لو كل واحد شاف الغلط وقال أنا مالى هيجى يوم والغلط ده هيطوله.
من رأي منكم منكر فليغيره بيده أن لم يقدر فبقلبه وهذا أضعف الإيمان
ومن التحريات اتاكدوا أنهم خاطفين الطفل وبي ق م وا ق ر ب ان لشيطانهم.
بقلمي #الهام_احمد_عبدالحليم(#نيروزونيارنيار). ❝ ⏤إلهام احمد عبد الحليم (نيروزونيارنيار)
❞ كنت قاعده فى شقتى وسمعت حركه غريبة في الشقة اللى قصدى استغربت وخوفت لا يكون حرامى خصوصاً أن الشقة دى فاضية وكانت بتتاجر مفروش للمصيفين.نسيت أقولكم أنى ساكنه فى شقة فى عماره فى اسكندرية.
أنا مريم موظفة فى شركة مقاولات عندى ٣٥سنه الشقة دى بتاعت بابا وماما وأنا كنت عايشه معهم ولما توفهم الله فضلت أنا قاعده فيها خصوصاً أن بابا كان وخدها تمليك.
وبما أن الحظ ما حلفنيش ولقيت بنى ادم كويس يصلح زوج وأب ف ما اتجوزتش وادينا قاعده فى شقة بابا.
المهم علشان ما اطولش عليكم.
لما سمعت الاصوات دى فى الشقة اللى قدامى قلقت اصوات غريبة فضلت قلقانه لحد الصبح.روحت شغلى وفى نص اليوم أتصلت بصاحب العمارة علشان أسأله على الأصوات اللى سمعتها فى الشقة اللى قدامى.قالى أنها سكنت وبقى فيها سكن جداد.
ارتاحت شوية .بس بقى بيحصل حاجات غريبة كل يوم أسمع أصوات ده غير ريحة البخور اللى تخنق قلت أكيد ناس مجانين كل يوم هبد ورزع ده غير أصوات بكاء الاطفال والصراخ المفزع.قررت اروح اخبط عليهم واقولهم يهدوا شوية علشان عايزين ننام ورانا شغل لكن لما جيت أخرج من الشقة رجلى اتخبطت واتقلبت اتلوت تحتى اتصلت بشرين صاحبتى جاتلى ومعاها دكتورة قالت إن فيه شرخ فى رجلى ولازم جبيرة عملت اللازم وعملت جبيرة وكتبت على بعض الأدوية واستاذنت ومشيت شيرين الله يباركلها فضلت معايا طول اليوم وتانى يوم عملتلى إجازة علشان رجلى.
وبقيت بتيجى من وقت للتانى تطمن عليا.
بس اتفجاءت بيها بتسالنى مين ساكن في الشقة اللى قدامك ؟
قلتلها ليه ياشيرين حد ضايقك ؟
شيرين لا محديش ضايقنى بس كل لما اعدى من قدام الشقة فى ريحه وحشة مع ريحة بخور مش عارفه انتى مستحملة الريحه دى ازى؟
مريم يابنتى ده غير الخبط والىزع طول اليوم مش بعرف أنام كنت ريحه اقولهم يخفوا الأصوات شوية بس وقعت واديكى شايفة حالى.
شيرين بصراحه مش مريحين خالص يامريم.حاولى ما تختلطيش بهم.
مريم يابنتى ما انتى عارفه أنى مش بحب اختلط بحد.
شيرين أنا همشى دلوقتى وهعدى عليكى بكره.
مريم ماشى ياحبيبتي تسلميلي تعبتك معايا اليومين دول.
شيرين انتى هبلة يابنتى إحنا أخوات.يلا سلام.
مريم مع السلامه.
بعد اسبوع فكيت الجبس والحمد لله بقيت أحسن بس برضوا ضوضاء الناس اللى قدامى بيزيد.
وأنا راجعه من شغلى الساعه خمسه ونص المغرب سمعت بكاء طفل بيستنجد من نفس الشقة من صوت استنجاد الطفل قلبى وجعنى قررت اخبط على الشقة وأشوف فيه إيه بحجة أنى جاية أرحب بيهم كونهم سكان جداد.
نزلت جبت علبة شيكولاته وطلعت خبط عليهم فتحت لى ست مش كبيرة ولا صغيرة ابتسمت أول ما شافتنى بدلتها الابتسامه وقلتلها أنا جارتك اللى ساكنه هنا جيت أرحب بيكم نورتوا العماره.
الست ابتسمت ابتسامه غريبة وزى ما تكون مش عايزة تستقبلينى وأحنا واقفين على الباب لقيت فى صوت وأحد بيكلمها من جوه بيقولها مين يا ليزا ؟
ردت عليه بنفس البرود وقالتله جارتنا اللى قدامنا جه الراجل من جوه بس بابتسامة مش مريحه ولقيته بصلها زى ما يكون فى كلمة سر بالنظرات وراح بصصيلى بنفس الابتسامة الشيطانية وقالى أهلا أهلا اتفضلى نورتينا.
دخلت معهم الشقة مش مريحه فيها حاجه غلط.
قعدت معهم وقدموا لى العصير ولكنى اعتذرتلهم علشان متأخرة على ميتنج علشان اهرب منهم.بس وأنا خارجة لمحت خيال طفل بيبكى وغرفه خارج منها ضوء أحمر اتفزعت وارتعبت وخوفت وما صدقت خرجت من عندهم.
رجعت شقتى وأنا بتنفض من الخوف شكلهم مش بنى ادمين.
ياترى بيعملوا ايه فى الشقة مخلينها مقبضة كده ؟
دخلت اخدت دوش واكلت حاجه خفيفة ودخلت نمت.
حلمت حلم غريب انى سمعت صوت طفل بيبكى ويصرخ من شقة الجيران وأنا جريت علشان أشوف فيه إيه لقيت باب شقتهم مفتوح دخلت فضلت ادور على الطفل اللى بيبكى.
لقيت الاوضه اللى كان خارج منها ضوء احمر مفتوحة فتحه صغيرة قربت منها لقيتهم رسمين رسومات غريبة وعاملين دائرة بالشموع ومنيمين طفل في وسط الدائرة ولقيت الراجل صاحب الشقة ماسك س ك ي ن ة ووقف ناحية رأس الطفل وبيقول كلام مش مفهوم و ب ي ن ح ر ه ارتعبت من المنظر قمت مفزوعه من النوم وأنا بصرخ من المنظر اللى شوفته فضلت قاعده على السرير بحاول أهدى نفسى وأقول ده حلم أكيد مفيش ناس بالبشاعة دى ولكنى هاخد حذرى منهم.قمت من النوم جهزت ونزلت شغلى لما وصلت وشوفت شيرين لقيتها بتقولى مالك يابنتى لونك مخطوف ليه ؟
قلتلها هاخد نفسى واحكيلك.
قعدت مع شيرين وحكيت لها كل شيء من أول ما زرتهم لحد الحلم المفزع ده.
شيرين تفتكرى يامريم بيعملوا أعمال وسحر وكده يعنى.
مريم مش عارفه بس مش مرتحلهم والنهارده وأنا خارجه لقيت حاجات مرشوشه قدام الباب بس يعنى قلت أكيد حد كان معاه مياه ووقعت منه.
شيرين طب انتى كويسه ؟
مريم آه الحمد لله ما أنا قدامك أهو مفيش غير الحلم البشع اللى شوفته هو اللى وترنى شوية بس.
شيرين خلى بالك من نفسك وحاولى ما تتعامليش مع الناس دى
مريم والله أنا مش بحب أتعامل مع حد بس الأصوات بتاعتهم اللى خليتنى ازورهم علشان بعد كده أقدر اقولهم يخفوا الأصوات بس دلوقتي خايفة ااقرب من شقتهم ربنا يستر. ما تيجى تتعشى معايا النهارده.
شيرين كان بودى بس محمد قالى هيسبقنى هو والعيال عند حماتى النهارده.
مريم خلاص بقى مش مشكلة هستناكى فى يوم تانى.
شيرين خلاص خليها يوم تانى أكون قائلة ل محمد قبلها.
وانتى خلى بالك من نفسك.
مريم خليها على الله.
شيرين ونعم بالله العلي العظيم. يلا سلام
مريم سلام.
................................
مريم رجعت البيت لقيت نفس المياه مدلوقة قدام باب الشقة إيه معقولة ما نشفتش من الصبح.مااديتش الأمر أهمية ودخلت الشقة.
دخلت اخدت دوش وحضرت وجبه خفيفه وأنا قاعدة بأكل لمحت حد داخل اوضة النوم قمت أجرى أشوف مين مالقيتش حد رجعت قعدت مكانى كنت هتجنن حسيت بنفس زى مايكون حد واقف ورايا بصيت مالقيتش حد هو أنا اتجننت ولا إيه ؟
خلصت أكل وظبط كل حاجه عملت قهوة وخرجت البلكونه.
لمحت جيرانى الجداد من ورا الشباك بتاعهم ماسكين طفل بشكل مش طبيعي والإضاءة كانت خافته وشوفت الراجل زى ما شوفته فى الحلم اترعبت لا حد منهم يشوفنى دخلت من البلكونه وكلمت شيرين وحكيت لها وأنا بحكى لها الكهرباء فصلت ودى أول مره تحصل فى العماره قلبى بقى يتنفض من الخوف والرعب وحسيت بحركة حواليا خوفت وصرخت لما حسيت حد بيمسك رجلى ووقع التليفون وما حسيتش بنفسى غير وشيرين وجوزها والدكتور موجودين حواليا أصلى أنا مدية ل سيرين نسخه من المفتاح علشان تبقى تيجى تطمن عليا لما رجلى كانت متجبسه وما اخدتهوش منها الدكتور مشى بعد لما فوقت وقعدت معهم وحكيت لهم كل حاجه.
جوز شيرين قال أنا هروح أجيب حد يفهمنا في إيه وجاى.
نزل محمد جوز شيرين ورجع بعد نص ساعه وكان جايب معاه شيخ.الشيخ فضل يبص في كل زوايا الشقة وبعدين طلب إناء به ماء نظيف فضل يقرأ القرآن الكريم عليه وبعدين طلب منى أقوم أرش المياه مكان المياه اللى شوفتها كانت مرشوشه قدام الباب وبعد ما رشيت المياه سمعت صوت عالى بره الشقه جيت أخرج أنا وشيرين نشوف فى إيه بس محمد منعنا نخرج وقال دى الشرطة جاية تفتش الشقة اللى قدامك علشان يفهموا فى إيه.
جات الشرطة وقبضت عليهم لأنهم كانوا لسه ما اتخلصوش من ج ث ة الطفل اللى كانوا بيعملوا عليه طقوسهم الشيطانية.
بعد لما مشيوا الشيخ داخل وطلب بعد الأشياء وقام بتطهير الشقة سألته بعد لما خلص إيه اللى كان بيحصلى ؟
الشيخ كان معمولك سحر بالجنون علشان محديش يصدقك.
جيرانك الدجالين كانوا قلقانين منك ف كانوا بيجننوكى علشان لو اتكلمتى محديش يصدقك.
ياريت يابنتى تحصنى نفسك وبيتك بالصلاة وذكر الله والقران الكريم.
مش مصدقة كانوا بيعملوا فيا كده وأنا كن بتجنبهم وقلت ماليش دعوه بيهم.
الشيخ كان لازم تبلغى يابنتى من الأول يمكن كنتى انقذتى طفل برئ راح ضحية شوية دجالين الحمدلله حصنى نفسك بالصلاة والقران الكريم.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا وشيرين ومحمد وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.
محمد الله يبارك له قدر خوفى وسابلى شيرين تبات معايا.
والحمد لله بدأت ألتزم بالصلاة وشغلت القرآن الكريم على طول فى الشقة.
يفلح الساحر حيث أتى.صدق الله العظيم.
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ حسبي الله ونعم الوكيل.
تمت..
واخيرا وليس اخرا لو كل واحد شاف الغلط وقال أنا مالى هيجى يوم والغلط ده هيطوله.
من رأي منكم منكر فليغيره بيده أن لم يقدر فبقلبه وهذا أضعف الإيمان
ومن التحريات اتاكدوا أنهم خاطفين الطفل وبي ق م وا ق ر ب ان لشيطانهم.
❞ قال ابن مسعود « ما منكم أحد أصبح إلا وهو ضيف ، وماله عارية والضيف مرتحل لينطلق ، والعارية مؤداة ». ❝ ⏤عبد الله محمد عبيد البغدادي أبو بكر ابن أبي الدنيا
❞ قال ابن مسعود « ما منكم أحد أصبح إلا وهو ضيف ، وماله عارية والضيف مرتحل لينطلق ، والعارية مؤداة ». ❝
⏤
عبد الله محمد عبيد البغدادي أبو بكر ابن أبي الدنيا