❞ امرأةٌ من نوعٍ آخر!
أنتِ أيضاً صحابيَّة،
تُحبين أن تُرافقي نبيَّكِ وحبيبكِ ﷺ في أسفاره،
تعرفين أن السَّفر معه مُتعة،
رؤية وجهه تُنسيكِ عناء الطريق،
وحُلو حديثه يُبدّد مشقّة الدَّرب!
وها أنتِ الآن معه في سفرٍ،
وقد نزلَ ﷺ في ضيافة أعرابيٍّ فأكرمه وأحسن ضيافته،
ولأنَّ نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ لا ينس معروفاً أُسديَ إليه،
قال ﷺ للأعرابي: يا أعرابيُّ ائتنا!
بأبي هو وأمي يريدُ أن يردَّ معروف الأعرابي،
وبالفعل لم تطلْ المُدّة بالأعرابي حتى جاء،
فقال له النبيُّ ﷺ: يا أعرابي سلني حاجتكَ!
فقال: ناقة نركبها، وأعنزٌ يحلبها أهلي!
ولأنه نبيُّ ﷺ يُحِبُّ معالي الأمور
قال للأعرابي كالمُعاتب: أعجزتَ أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟!
لا شكَّ أن الفضول يتملككِ الآن!
وتريدين أن تعرفي ما شأن عجوز بني إسرائيل؟
وهذا هو حال الصحابة أيضاً!
إنهم يسارعون بالسؤال: وما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله؟
فأخبرهم أن يوسف عليه السلام كان قد أوصى قومه،
إذا خرجوا من مصر أن يحملوه معهم ليُدفن في فلسطين،
ومضت الأعوام، سنة وراء سنة، وقرن وراء قرن!
وأعلمَ موسى عليه السَّلام بني إسرائيل،
أنَّ وقت الخروج من مصر قد حان!
فأخبروه بوصية أخيه يوسف التي توارثوها جيلاً بعد جيل،
فسألهم عن قبر يوسف ليأخذ جثمانه وينفذ وصيته،
ولكن المفاجأة كانت أنه لا أحد يعرف مكان القبر!
إلا عجوزاً من بني إسرائيل عرفت هذا من أجدادها،
فطلب منها موسى عليه السلام أن تدله على مكان القبر،
فرفضتْ أن تخبره حتى يعطيها وعداً،
أن تكون رفيقته في الجنة!
فرفضَ موسى عليه السَّلام هذا الشرط،
لأنه لا يملك أن يُدخل الناس الجنة!
فأوحى الله تعالى إليه أن أعطِها ما طلبتْ!
فدلتهم على مستنقعٍ، وقالت:
جففوا الماء هذا، فإنَّ تحته قبر يوسف عليه السلام،
وهكذا كان!
يا صحابيّة،
إذا أسدى إليكِ أحدٌ معروفاً فلا تنسيه،
وابقي متحينة الفرصة لترديه،
هكذا كان دأبُ نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ دوماً!
ضيافة عابرة من أعرابي لم يتركها واحدة عليه،
طلب من الأعرابي أن يأتيه ليكرمه،
احفظي للناس معروفهم وانتظري دورة الأيام،
فإذا حان دوركِ فكوني على الموعد!
وحتى إذا لم تُسعفكِ اللحظة أن تردي المعروف،
فكوني أرقى من أن تنكريه!
ناكر المعروف لا يحترمه أحد!
عندما رُجم النبيُّ ﷺ في الطائف،
وأراد العودة إلى مكة،
وجد أن زعماءها قرروا أن يمنعوه من دخولها،
فطلبَ من المطعم بن عديٍّ أن يجيره،
وكان المطعم بن عدي رجلاً شهماً رغم شركه وكفره،
فأجار النبيَّ ﷺ،
وأدخله إلى مكة تحت حمايته ورعايته،
وماتَ المطعم بن عديٍّ قبل أن يردَّ له النبيُّ ﷺ معروفه!
ولكنه بعد معركة بدر نظر في أسرى قريش،
وقال: لو أن المطعم بن عديٍّ كلمني في هؤلاء النتنى،
لأطلقتهم له!
انظري للوفاء يا صحابيَّة،
قوم جاؤوا لقتاله ولو اُتيحت لهم الفرصة لقتله لفعلوا،
ولكنه على استعداد أن يُطلق سراحهم!
لو طلب منه ذلك الرجل الذي أسدى إليه معروفاً!
يا صحابيّة،
الرَّبُ الذي كان يوحي إلى موسى عليه السَّلام،
كان قادراً أن يدله على مكان قبر يوسف عليه السَّلام،
ويوفر عليه عناء المفاوضات مع امرأة عجوز،
ولكن الرَّبَّ الرَّحيم الذي يُجازي على النوايا الحسنة،
علِمَ تعلّقَ هذه المرأة به وشوقها إلى الجنّة،
فلم يكشف لرسوله ما تعرفه هذه المرأة،
وإنما تركَ علمها مخفياً عن رسوله ليعطيها الجنّة!
ضعي الله في نيَّتكِ وقصدكِ،
اصدقي في طلب رضوانه وجنته،
وسيعطيكِ هذا على أيسر الطرق وأهون الأسباب!
الصدق مع الله فقط هو السر،
ولا أحد أكرم من الله يا صحابيَّة!
جاء أعرابيُّ لا يعرفه من الصحابة أحد،
فبايع النبيَّ ﷺ على الجهاد والهجرة،
وخرجَ معه في قتالٍ منَّ الله تعالى فيه بالنصر على المسلمين،
وقسم النبيُّ ﷺ الغنائم بين أصحابه،
وكان الأعرابي غائباً فتركَ له النبيُّ ﷺ نصيبه،
فلما جاء قيل له: ترك لكَ النبيُّ ﷺ هذا!
فأخذ الغنائم وذهبَ إلى النبي ﷺ وقال له:
ما هذا يا رسول الله؟
فقال له: قسمته لكَ!
فقال: يا رسول الله، ما على هذا بايعتُكَ!
ولكني بايعتُكَ على أن أُرمي بسهمٍ ها هنا
يخرج من ها هنا فأدخل الجنة وأشار إلى رقبته!
فقال له النبيُّ ﷺ: إن تصدق الله يصدقك!
ثم كانتْ غزوة أخرى خرج هذا الأعرابي فيها ،
فجيء به شهيداً والسَّهم مغروز في رقبته حيث أشار،
فقال النبيُّ ﷺ: أهو هو؟
فقالوا: نعم يا رسول الله!
فقال: صدقَ اللهَ، فصدقه اللهُ!
يا صحابيّة،
كوني طموحة واغتنمي الفُرص!
ولا تكوني كالأعرابي الذي سنحتْ له فرصة ذهبيّة،
بإمكانه أن يستغلها أحسن استغلال،
فطلبَ شيئاً زائلاً من دنيا زائلة!
صحيح أن اللهَ يُحِبُّ أن يُسأل،
وقد أوحى إلى موسى عليه السلام فقال:
يا موسى سلني علفَ دابتكَ، وملح عجينتك، وشِراك نعلك
ولكن الفكرة أن تُعلقي قلبكِ بالجنَّة!
كل ما حال بينكِ وبينها فاتركيه!
وكل ما أبعدكِ عنها فدعيه غير مأسوفٍ عليه!
ومن الله العوض!
يا صحابيّة،
اسألي عما لا تعرفينه،
لا عيب في هذا أبداً !
العيب أن يعتبر الإنسان نفسه علاَّمة زمانه،
فهذا موسى عليه السلام كليم الله،
يسأل عن مكان قبر يوسف عليه السلام لأنه لا يعرف مكانه،
لم يولد أحدٌ متعلماً!
ولكنا نجهل أشياء كثيرة،
فاعبدي الله على بينة،
اسألي عن أمور دينك لتعبدي الله عن علم!
اقرئي، وتثقفي، وازدادي علماً ومعرفة،
المعرفة قوة!. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ امرأةٌ من نوعٍ آخر!
أنتِ أيضاً صحابيَّة،
تُحبين أن تُرافقي نبيَّكِ وحبيبكِ ﷺ في أسفاره،
تعرفين أن السَّفر معه مُتعة،
رؤية وجهه تُنسيكِ عناء الطريق،
وحُلو حديثه يُبدّد مشقّة الدَّرب!
وها أنتِ الآن معه في سفرٍ،
وقد نزلَ ﷺ في ضيافة أعرابيٍّ فأكرمه وأحسن ضيافته،
ولأنَّ نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ لا ينس معروفاً أُسديَ إليه،
قال ﷺ للأعرابي: يا أعرابيُّ ائتنا!
بأبي هو وأمي يريدُ أن يردَّ معروف الأعرابي،
وبالفعل لم تطلْ المُدّة بالأعرابي حتى جاء،
فقال له النبيُّ ﷺ: يا أعرابي سلني حاجتكَ!
فقال: ناقة نركبها، وأعنزٌ يحلبها أهلي!
ولأنه نبيُّ ﷺ يُحِبُّ معالي الأمور
قال للأعرابي كالمُعاتب: أعجزتَ أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟!
لا شكَّ أن الفضول يتملككِ الآن!
وتريدين أن تعرفي ما شأن عجوز بني إسرائيل؟
وهذا هو حال الصحابة أيضاً!
إنهم يسارعون بالسؤال: وما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله؟
فأخبرهم أن يوسف عليه السلام كان قد أوصى قومه،
إذا خرجوا من مصر أن يحملوه معهم ليُدفن في فلسطين،
ومضت الأعوام، سنة وراء سنة، وقرن وراء قرن!
وأعلمَ موسى عليه السَّلام بني إسرائيل،
أنَّ وقت الخروج من مصر قد حان!
فأخبروه بوصية أخيه يوسف التي توارثوها جيلاً بعد جيل،
فسألهم عن قبر يوسف ليأخذ جثمانه وينفذ وصيته،
ولكن المفاجأة كانت أنه لا أحد يعرف مكان القبر!
إلا عجوزاً من بني إسرائيل عرفت هذا من أجدادها،
فطلب منها موسى عليه السلام أن تدله على مكان القبر،
فرفضتْ أن تخبره حتى يعطيها وعداً،
أن تكون رفيقته في الجنة!
فرفضَ موسى عليه السَّلام هذا الشرط،
لأنه لا يملك أن يُدخل الناس الجنة!
فأوحى الله تعالى إليه أن أعطِها ما طلبتْ!
فدلتهم على مستنقعٍ، وقالت:
جففوا الماء هذا، فإنَّ تحته قبر يوسف عليه السلام،
وهكذا كان!
يا صحابيّة،
إذا أسدى إليكِ أحدٌ معروفاً فلا تنسيه،
وابقي متحينة الفرصة لترديه،
هكذا كان دأبُ نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ دوماً!
ضيافة عابرة من أعرابي لم يتركها واحدة عليه،
طلب من الأعرابي أن يأتيه ليكرمه،
احفظي للناس معروفهم وانتظري دورة الأيام،
فإذا حان دوركِ فكوني على الموعد!
وحتى إذا لم تُسعفكِ اللحظة أن تردي المعروف،
فكوني أرقى من أن تنكريه!
ناكر المعروف لا يحترمه أحد!
عندما رُجم النبيُّ ﷺ في الطائف،
وأراد العودة إلى مكة،
وجد أن زعماءها قرروا أن يمنعوه من دخولها،
فطلبَ من المطعم بن عديٍّ أن يجيره،
وكان المطعم بن عدي رجلاً شهماً رغم شركه وكفره،
فأجار النبيَّ ﷺ،
وأدخله إلى مكة تحت حمايته ورعايته،
وماتَ المطعم بن عديٍّ قبل أن يردَّ له النبيُّ ﷺ معروفه!
ولكنه بعد معركة بدر نظر في أسرى قريش،
وقال: لو أن المطعم بن عديٍّ كلمني في هؤلاء النتنى،
لأطلقتهم له!
انظري للوفاء يا صحابيَّة،
قوم جاؤوا لقتاله ولو اُتيحت لهم الفرصة لقتله لفعلوا،
ولكنه على استعداد أن يُطلق سراحهم!
لو طلب منه ذلك الرجل الذي أسدى إليه معروفاً!
يا صحابيّة،
الرَّبُ الذي كان يوحي إلى موسى عليه السَّلام،
كان قادراً أن يدله على مكان قبر يوسف عليه السَّلام،
ويوفر عليه عناء المفاوضات مع امرأة عجوز،
ولكن الرَّبَّ الرَّحيم الذي يُجازي على النوايا الحسنة،
علِمَ تعلّقَ هذه المرأة به وشوقها إلى الجنّة،
فلم يكشف لرسوله ما تعرفه هذه المرأة،
وإنما تركَ علمها مخفياً عن رسوله ليعطيها الجنّة!
ضعي الله في نيَّتكِ وقصدكِ،
اصدقي في طلب رضوانه وجنته،
وسيعطيكِ هذا على أيسر الطرق وأهون الأسباب!
الصدق مع الله فقط هو السر،
ولا أحد أكرم من الله يا صحابيَّة!
جاء أعرابيُّ لا يعرفه من الصحابة أحد،
فبايع النبيَّ ﷺ على الجهاد والهجرة،
وخرجَ معه في قتالٍ منَّ الله تعالى فيه بالنصر على المسلمين،
وقسم النبيُّ ﷺ الغنائم بين أصحابه،
وكان الأعرابي غائباً فتركَ له النبيُّ ﷺ نصيبه،
فلما جاء قيل له: ترك لكَ النبيُّ ﷺ هذا!
فأخذ الغنائم وذهبَ إلى النبي ﷺ وقال له:
ما هذا يا رسول الله؟
فقال له: قسمته لكَ!
فقال: يا رسول الله، ما على هذا بايعتُكَ!
ولكني بايعتُكَ على أن أُرمي بسهمٍ ها هنا
يخرج من ها هنا فأدخل الجنة وأشار إلى رقبته!
فقال له النبيُّ ﷺ: إن تصدق الله يصدقك!
ثم كانتْ غزوة أخرى خرج هذا الأعرابي فيها ،
فجيء به شهيداً والسَّهم مغروز في رقبته حيث أشار،
فقال النبيُّ ﷺ: أهو هو؟
فقالوا: نعم يا رسول الله!
فقال: صدقَ اللهَ، فصدقه اللهُ!
يا صحابيّة،
كوني طموحة واغتنمي الفُرص!
ولا تكوني كالأعرابي الذي سنحتْ له فرصة ذهبيّة،
بإمكانه أن يستغلها أحسن استغلال،
فطلبَ شيئاً زائلاً من دنيا زائلة!
صحيح أن اللهَ يُحِبُّ أن يُسأل،
وقد أوحى إلى موسى عليه السلام فقال:
يا موسى سلني علفَ دابتكَ، وملح عجينتك، وشِراك نعلك
ولكن الفكرة أن تُعلقي قلبكِ بالجنَّة!
كل ما حال بينكِ وبينها فاتركيه!
وكل ما أبعدكِ عنها فدعيه غير مأسوفٍ عليه!
ومن الله العوض!
يا صحابيّة،
اسألي عما لا تعرفينه،
لا عيب في هذا أبداً !
العيب أن يعتبر الإنسان نفسه علاَّمة زمانه،
فهذا موسى عليه السلام كليم الله،
يسأل عن مكان قبر يوسف عليه السلام لأنه لا يعرف مكانه،
لم يولد أحدٌ متعلماً!
ولكنا نجهل أشياء كثيرة،
فاعبدي الله على بينة،
اسألي عن أمور دينك لتعبدي الله عن علم!
اقرئي، وتثقفي، وازدادي علماً ومعرفة،
المعرفة قوة!. ❝
❞ رابعاً: اعمل على بناء الثقة بينك وبين خصمك
يعتبر التفاوض شكل متطوّر من أشكال الاتصال، ولكن في غياب الثقة بين طرفي المفاوضات، لن تستند العملية على تبادل ونقل فعال للمعلومات والأفكار، بل على العكس، سيحل محل الأسلوب المنهجي والمنظم لتبادل المعلومات أسلوب آخر يعمد إلى التلاعب بالمعلومات. ❝ ⏤باربارا أندرسون
❞ رابعاً: اعمل على بناء الثقة بينك وبين خصمك
يعتبر التفاوض شكل متطوّر من أشكال الاتصال، ولكن في غياب الثقة بين طرفي المفاوضات، لن تستند العملية على تبادل ونقل فعال للمعلومات والأفكار، بل على العكس، سيحل محل الأسلوب المنهجي والمنظم لتبادل المعلومات أسلوب آخر يعمد إلى التلاعب بالمعلومات. ❝
❞ أنا أعرّف المفاوضات بأنها التواصل بين طرفين لإيجاد أرضية مشتركة.
وعند إدارة المفاوضات واختتامها بطريقة متقنة، تنتهي هذه العملية بـ (فوز). ❝ ⏤نيكول سومز
❞ أنا أعرّف المفاوضات بأنها التواصل بين طرفين لإيجاد أرضية مشتركة.
وعند إدارة المفاوضات واختتامها بطريقة متقنة، تنتهي هذه العملية بـ (فوز). ❝
❞ المفاوضات ثعبان ماكر يلتهم انتصاراتك، فلا تترك لأعدائك ما يفاوضون عليه، أبقهم دون أمل أو فرص للمناورة، وعليهم أن يعلموا أنهم هزموا، وأن هذا هو كل ما لديهم. ❝ ⏤روبرت جرين
❞ المفاوضات ثعبان ماكر يلتهم انتصاراتك، فلا تترك لأعدائك ما يفاوضون عليه، أبقهم دون أمل أو فرص للمناورة، وعليهم أن يعلموا أنهم هزموا، وأن هذا هو كل ما لديهم. ❝